الجمعة، 19 سبتمبر 2008

الطفل الأنجلو مصرى فى بيت فرنسا بالأقصر


بيت فرنسا كان واحد من أهم معالم الأقصر القديمة كان يقع على تل ترابى يرتفع أكثر من خمسون قدما فوق معبد الأقصر فى مواجهة مسجد سيدى أبو الحجاج الاقصرى من جانب ونهر النيل العظيم من جانب أخر 0 يقال إن الذي بناه هو هنرى صولت القنصل الانجليزي الذى كان من أشهر مهربى الآثار المصرية وربما ترجع تسميته ببيت فرنسا لأنه كان مقر إقامة العالم المصرى الشهير جاك فرانسوا شامبليون الذى نجح فى حل رموز حجر رشيد ومهد بكشفه هذا الطريق لعلم المصريات وأقام فيه أيضا عالم الآثار الفرنسى الشهير ماريت باشا واضع قصة أوبرا عايدة وكذلك الضباط الفرنسيون الذين نقلوا مسلة معبد الأقصر الى ميدان الكونكورد بباريس كما أقام فيه المغامر بلزونى مكتشف مقبرة الملك سيتى كذلك الكاتب دافيس براين الذى اشتهر باسم إدريس افتدى0فى هذا البيت عاشت أشهر عاشقات الأقصر الكاتبة الانجلــيزية لوسى ديف جوردان صاحبة كتاب رسائل من مصر والتى عاشت فى هذا البيت من 1862 /1969 فى عصر الخديوى إسماعيل ويعد كتابها هذا احد المراجع القليلة التى تحدثت عن الصعيد ورجالاته وعاداته وتقاليده فى هذا العصر 0لقد حولت السيدة جوردان بيت فرنسا الى منتدى فكرى وصالون ادبى ومركز ثقافى وملتقى لعلماء العصر فى مدينة الأقصر أمثال العالم العارف بالله الشيخ الجليل صاحب المزار والمسجد الشهير بجبانة الاقصرالسيد يوسف الحجاجى وكان أيامها سكرتيرا للقنصلية الانجليزية بالأقصر وكذلك علماء الآثار وزائرى الأقصر من الشرق والغرب واعيان الأقصر وكبار موظفيها 0كان يقوم على خدمة السيدة جوردان خادما مصريا يتدفق حيوية وشبابا يدعى عمر أبو حلاوة وكانت له أسرة تقيم بالإسكندرية وكانت تشاركه فى الخدمة فتاة انجليزية رائعة الجمال ممشوقة القد صفراء الشعر شقراء هيفاء يتدفق وجهها حمرة وتجذب عيناها الزرقاوان اهتمام كل من يراها وكانت تدعى سالى 0وفى دروب هذا البيت الواسع جمع الشاب والفتاة الشباب والفراغ والرغبة فراودت الفتاة الانجليزية الشقراء الفتى الأسمر ونجح الشيطان فى أن تثمر هذه العلاقة طفلا وكان مقدمه مشكلة أرقت هدوء هذا البيت وشغلت فقهاء ووجهاء الأقصر الذين طلبت منهم السيدة جوردان حلا لهذه المعضلة0 افتى العلماء وعلى رأسهم السيد يوسف الحجاجى إن على عمر أن يتزوج سالى وهذا مباح طبقا للشريعة الإسلامية كزوجة ثانية الى جانب زوجته مبروكة التى تقيم بالإسكندرية 0أما سالى فلم تأبه ان كان زواجها لعمر حلالا او حراما ولكن كانت مشكلتها فى الطفل 0وطبقا للشريعة المسيحية فان زواج سالى من رجل متزوج حرام والطلاق محرم أيضا 0وعلى جانب اخر كانت السيدة جوردان تدافع عن عمر وتصفه بالأمانة والخلق وتؤكد ان سالى كانت الطرف الايجابي فى هذه العلاقة باعترافها وأكد المواطن الانجليزي جورج ميريديت أن الذى اغضب السيدة جوردان وجعلها تثير كل هذه الزوبعة إخفاء سالى وعمر هذه العلاقة عنها منذ البداية 0بينما تغامز آخرون أن السيدة ثارت غيرة من خادمتها التى استطاعت مالم تستطعه هى اغتصاب خادمها 0ورغم ذلك استمرت فى الدفاع عن عمر وأصرت على ان يصطحبها فى رحلتها الى لندن رغم اعتراض زوجها السير الكسندر ديف جوردان الذى وقف مع سالى على طول الخط 0ورأت إحدى الانجليزيات اللاتى كن يقطن فى البيت ان الحل فى طلاق عمر لزوجته المصرية مبروكة ليؤسس مع سالى أسرة انجليزية 0وفى النهاية استقر رأى الجميع بما فيهم الشيخ السيد يوسف الحجاجى وقنصل انجلترا فى الأقصر مصطفى أغا والشيخ إبراهيم قاضى الأقصر وسليم افتدى حاكمها بعد مناقشة القضية ان يرسل عمر هذا الطفل الانجلومصرى الى زوجته مبروكة بالإسكندرية لتشرف على تربيته فأحسنت مبروكة استقباله وعاش فى رعايتها 0

مجذ وب سيدى توت


عرف التاريخ مجاذيب الحب العذرى مثل قيس بن الملوح مجنون ليلى العامرية ومجاذيب الحب الالهى كرابعة العدوية ومجـــاذيب آل البيت كمجاذيب الإمام الحسين رضى الله عنه الذين عاشوا فى رحاب ساحته بالقاهرة عازفون عن الدنيا ومافيها ومجاذيب السيدة زينب رضى الله عنها التى اعتبروها رئيسة الديوان ومجاذيب السيد البدوى صاحب المقام الشهير بطنطا والذين اشتهروا بالدراويش0والجذب حال من الوجد فالوجدان إذا امتلأ بالمحبوب انخلع المحب عن العالم الخارجى بل حتى عن نفسه وانطلق الى أودية الفناء كما يقول الصوفية 0لكن اغرب مجاذيب مصر هو حسان حمدان من قرية القرنة مدينة الموتى ومقبرة الملوك غرب النيل بالأقصر الذى انجذب فى حب الملك المصرى القديم توت عنخ آمون 0حسان حمدان ترك أسرته والدنيا ومافيها ليعيش مع الملك الطفل فى مقبرته فى حالة فريدة من العشق النادر والهيام والوجد 0حسان حمدان اسمر نحيل أشعث اغبر استبد به حب توت عنخ آمون وتدله فى هذا الحب الى درجة الهيام منذ سمع بكشف مقبرته على يد كارتر ومنذ اختاره توت عنخ آمون شخصيا فى رؤية منامية حارسا لمقبرته اشهر مقبرة فى وادى الملوك 0ظل يجرى حافى القدمين الى مخفره منذ عام 1923 لا يغادره الا لمدة اثنتا عشر ساعة كل أسبوع يزور فيها زوجته وابنه وبناته الأربع ويعود بعدها مسرعا معتذرا عن هذه السويعات التى قضاها فى دنيا الناس 0كان يحيا مع الملك فى مقبرة واحدة تراه فى الصيف فى أعلى المقبرة وفى الشتاء بجوار التابوت فى حجرة الدفن ليحس بالدفء والأمان 0وكان يؤكد انه يعيش فى سمر مع أبيه حمدان الذى مات وثالثهم الملك توت وكان يؤمن بالبعث على الطريقة الفرعونية 0كان يصر على إن الملك توت توعده باللعنة إذا تركه وحيدا وشعر بالمسئولية عنه وربط بينهما هذا الرباط المتين من الوجد 0كان زوار الأقصر من الأجانب يحرصون على لقاؤه حرصهم على زيارة وادى الملوك ومقابر عظماء التاريخ 0لقد أضاف حسان حمدان رحمه الله الى الاصطلاح الصوفى للمجذوب بعدا جديدا لحب أخر ولكن على الطريقة الفرعونية 0عبدالمنعــــم عبدالعظــيم محمدكاتب وباحث –