الأقصر في :2009/11/27
د.فوزيه أسعد فى زياره خاصه لمدينة الأقصر
د.فوزيه أسعدأستاذ الفلسفه بجامعة السوربون و مصطفى محمود مسئول نادى القلم المصرى
الأقصر- نرمين نجدى
فى إطار نشاط نادى القلم المصرى وبالتعاون مع قصر ثقافة الأقصر أقيمت ندوه للدكتوره فوزيه أسعد تحدثت فيها عن رواياتها ومؤلفاتها وتجربتها فى الأغتراب عن مصر وتعاملها مع الأحداث التاريخيه التى مرت بها والتى أثرت فى كتابتها بدا بحرب 1948 وثورة يوليو وعدوان 1956.
وكيف أنها تأثرت بهذا العدوان حيث قالت كيف لأصدقائى الفرنسيين والذين تعلمت فى مدارسهم وتربيت على طريقتهم أن يلقوا بالقنابل فى بلدى مصر وكانت تلك نقطة التحول فى حياتها حيث حولت دراستها للغه العربيه.
وعن ذكريتها مع الأقصر تقول حضرت أول مره وكان عمرى 18 عام وعملت مدرسه لمدة ثلاثه أشهر وتقاضيت راتباً مكننى من زياره معالم الأقصر وأسوان وبرغم سفرى للعديد من الدول الإ أن للأقصر مكانه خاصه بقلبى ودوما ما أحضر اصدقائى هنا وخاصة القادمين لمصر للمرة الأولى كى لا يصتدموا بزحام القاهره المخيف
وأضافت أن الأدب المصرى لم يكن معروف قبل فوز الأديب نجيب محفوظ بنوبل فى الأدب مما دفع الغرب للهوس لترجمة الأدب العربى عامة والمصرى خاصة والأن للجامعة الأمريكيه دور كبير فى ترجمة ونشر الأدب المصرى وعمل الدعايه اللازمه لتسويقه خارجياً.
وردا على سؤال خاص لرابطة الأقصر عن رأيها فى الأوضاع الحاليه فى مصر الان ؟ تقول للأسف " مصر بلد تستقبل الراقصات وتطرد العلماء " فأنا لى ابن يعمل باحث فى الفيزياء بألمانيا ويريد أفادة بلده مصر بعلمه وأبحاثه والتى زرعنا حبها فى قلبه منذ طفولته ولكن الواقع صادم دائماً حيث باءت كل محاولاته بالفشل نظراً للروتين . وأن مصر زمان كانت تتشابه مع أوربا الى حداً ما حيث أنها فى أول مره زارت فرنسا تعرفت بصديقه من جنوب فرنسا وأكتشفوا أن ذكرياتهم تتشابه كما أن كل منهما تحكى عن تجربة الأخرى أو أنهم تعايشوها معاً نظرا ً لتشابه بين شعوب المتوسط
وقالت د.فوزيه ناصحه لشباب الأقصر- ردا على أحد الأسئله - أنكم فى نعمه تحسدون عليها وفى مناخ ثقافى لو أحسن أستغلاله لأخرج عباقره متأثرين بتلك الحضاره عليكم بالزياره المستمره لمعالم الأقصر وقراءة ما تركه لكم الأجداد
والدكتوره فوزيه أسعد مقيمه بمدينة جنيف بسويسرا الأن منذ أكثر من 30 عام وتستضيف الكتاب المصريين الموجودين على الساحة الأن أمثال الأسوانى والغيطانى وبهاء طاهر.
وقالت أنها بدأت كتابتها عن الفلسفه نظرا لتخصصها ولكنها أكتشفت عدم شعبيتها فى هذا المجال وعدم قراءة الناس له بعد كتابتها للروايه الأولى(مصريه) والتى جاءت ظروف كتابتها بمحض الصدفه حيث طلب منها الكتابه عن أوضاع المرأه المصريه فوجدت نفسها تكتب عن قصتها الذاتيه أيام حرب فلسطين مع ما كانوا يطلقوه من نكات تلك الأيام.
حضر الندوه السيد مصطفى محمود مسئول نادى القلم المصرى والذى أبدى رغبته فى إنشاء فرع للنادى هنا بالأقصر على غرار فرع اتحاد الكتاب المزمع اقامته بقصر ثقافة بهاء طاهر خاصة أن الأقصر عادت عاصمه للثقافة كما كانت سابقا وأن هذه الندوه تأتى فى إطار مشروع خروج النادى عن المركزيه القاهريه .
نرجو أن تكون رابطة الأقصر قامت بالتغطيه المناسبه لزوراها الأعزاء .
لمعرفة المزيد عن الدكتوره نشأتها - دراستها - هجرتها للخارج - كتابتها وروايتها - أحلامها وطموحتها ومشاريعها برجاء التوجه لضيف شرف على الرابط التالى
http://www.luxorlink.com/guest.html
السبت، 28 نوفمبر 2009
الاثنين، 23 نوفمبر 2009
التحطيب
على هامش مهرجان التحطيب القومى الثانى بالاقصر
المهرجان وحكاية لعبة التحطيب
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
رسمت مدينة الأقصر جدارية جديدة ضمتها الى جداريات معبد الأقصر فى مكان يتوسطه مسجد سيدى ابوالحجاج الاقصرى القطب الصوفى الكبير ومسجدة المقام فوق أطلال كنيسة رومانية قى قاعة معبد فرعونى قديم وتتعانق قيه المسلة والمئذنة وبرج الكنيسة بانوراما رائعة اضفت على الحدث جمال على جمال
الجدارية هذه المرة جدارية بشريه ابدعها المخرج الفنان عبد الرجمن الشافعى مستشار رئيس هيئة قصور الثقافة للفن الشعبى وشارك فى إخراجها سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر والدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصورو بيوت الثقافة وكتيبته بإقليم جنوب ووسط الصعيد الثقافى وقصر ثقافة الاقصر
المكان ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى والحدث الذى جذب انظار العالم وجاء الناس من كل صوب وحدب يتحدثون بجميع لغات العالم لمشاهدة أبطال لعبة التحطيب بمحافظات المنيا واسيوط وسوهاج والاقصر فى مهرجانهم الثانى
الاول أقيم منذ عشر سنوات وقبلها كان يقام ضمن فاعليات مهرجان آمون ويتبناه الاتحاد الاقليمى للاندية الريفية برئاسة الفلاح المصرى محمد النادى اسماعيل عضو مجلس الأمة ورئيس الاتحاد أيامها واستمر لمدة خمس سنوات وتوقف عقب النكسة
ولعبة التحطيب او غيه الرجال كما يسمونها فى صعيد مصر تستهويني منذ نعومة اظافرى ولا اترك مولدا ولاساحة تحطيب دون ان أكون ضيفا عليها اشعر أنها ميراث الرجولة والفتوة وتراث الجنوب الخالد لهذا ظللت الخمسة أيام التى امتدها المهرجان اتابع البطولة وأسجل احداثها .
والتحطيب له جذور قديمة ومتأصلة في التاريخ المصرى فقد بدأ في العصر الفرعوني كطقس من الطقوس المنتظمة التي تؤدى في الأعياد الدينية، وبدلا من العصي الخشبية كانوا يستخدمون لفافات البردي الكبيرة حتى لا يصاب المتبارين بالأذى، ثم تطور التحطيب باختزال اللفافتين إلى واحدة ثم تحويلها إلى عصى بتطور استخداماتها في مجال الدفاع عن النفس.
ورغم محلية التحطيب إلا انه كان نبعاً ارتشفت منه كثير من الحضارات مثل فن «اليوشو» الياباني والمبارزة القديمة التي انتشرت في معظم الحضارات الغربية، والتي تتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب الفرعوني.
إن العصي المستخدمة في التحطيب ليست عصى عدوان، فهى رياضه لها أخلاقيات ورغم اعتمادها على الهجوم والدفاع وفكرتها القتالية، إلا أنها تدعو إلى التسامح والإخاء كما أنها تعبر عن كرامة ابن الصعيد وشهامته.
اجتمع أبطال اللعبة فى جنوب مصر بساحة معبدهم التليد يقفون فى دوائر ممسكين بالعصى فى ايديهم ويقومون بالرقص على انغام المزمار والربابة وفرق فنونهم الشعبية فرقة الأقصر وفرقة قنا وفرقة سوهاج وفرقة مزمار جراجوس بقوص وفرقة مزمار جهينة بسوهاج
يتقابل الرجلان فيما يشبه الحلبة حيث يحيطهم المتفرجين من كل جانب فى شكل دائرة غالبا ومستطيل احيانا يمسك كلا من المتنافسان بشومة ( عصا ) يقوم كلا الرجلان بتقديم التحية للزمار(نقطة من النقود) ممسكا بالعصا وراقصا بها بشكل استعراضي يستخدم فيه جسمه واقفا علي قدم واحدة وناصبا ظهره في مشهد يوحي بالشموخ والمهابة.
يتحرك الاثنان بعد ذلك بشكل دائري ممسكاً كلاً منهم بالعصا وهو يلفها فوق رأسه ورأس خصمه بمسافات معينه وتلعب العصا في حد ذاتها دوراً دفاعيا مرة وهى أن تكون قادرة علي تغطية كامل الجسم عند التعرض للضرب من قبل الخصم وهجوميا مره أخري.
والضرب هنا ليس ضربا حقيقيا وإنما هو ملامسة العصا للخصم ، وقبل أن يتحول التنافس إلي عداء ومشاحنات يقوم اثنين آخرين باستلام العصا من كلا الاثنين وتعاد الكره مرة أخرى .
وتعد لعبة التحطيب إحدى الظواهر الشعبية فى الصعيد التى ترمز فى مجملها إلى تجسيد قبمة؛ البطل الشعبى ابن النيل فى مواجهة التحدى وتحقيق الانتصار كما يقول الدكتور حامد محسب استاذ الرقص الشعبى بالمعهد العالى للفنون الشعبية ليس للذات بل للجماعة بأسرها صحيح أن التحطيب لعبة بالأساس، لكنها انعكاس لمفاهيم المجتمع ورؤيته للكون، فكل جماعة من قرية أو مركز تأتى لتشجيع لاعبها وإعلان انتصاره باعتبارها الفئة التى تستحق هذا النصر. إنه صراع أبطال ممثلين لجماعات، وهنا الجوهر المشترك الذى يجعل لعبة التحطيب جزءاً جوهرياً من المجتمع لا يمكن فهمه بعيداً عن ظروف هذا المجتمع الحضارية التى تعيننا فى النهاية على فهم وتفسير عاداته وتقاليده وفنونه وآدابه. وللتحطيب مضمون درامى عميق يمكن استدعاؤه من السيرة الهلالية خلال فكرتى البطولة والفروسية، "بل إن بعض المحيطين من حاملى الموروث بالفطرة يؤكدون أن التحطيب استخراج من حرب الهلالية"، ولكن فى الأحوال كلها يمكن البحث عن المضمون الدرامى للتحطيب من خلال فهمنا عموماً للسير الشعبية، ومفاهيم الفروسية والبطولات الشعبية وارتباطها بالخير المطلق.
وأهم وحلقات التحطيب كما يقول الدكتور محسب تتم فى الموالد الكبيرة، مثل مولد سيدى عبد الرحيم وسيدى العارف بالله بسوهاج، وسيدى أبى العباس، وسيدى ابى الحجاج الاقصرى،ومولد النبى صلى الله عليه وسلم بارمنت "حيث يعلن عن رفع العصاية من بعد العصر حتى المغرب. ولمدة أسبوع أو اثنين ،ويجتمع المحطبين من كل المحافظات، حيث يدعو لاعبو المحافظة التى يقام فيها المولد لاعبى المحافظات الأخرى، والآن يرسلون بطاقات دعوة إلى أصدقائهم. ويؤكد الشكل الاحتفالى لرقصة التحطيب والذى يفرض طبيعة خاصة للفرجة والأداء والمضمون الدرامى، ليس فقط المعنى أو العبرة المأخوذة من اللعب، بل يبحث فى المفاهيم الدرامية المتحققة فى لعبة التحطيب أو رقصة التحطيب، فهناك مفاهيم مشابهة للصراع والتمثيل والإيهام، إلى آخره من مفاهيم الدراما،
وهذا ما يجعلنا نكتشف الأصول الدرامية التى خرجت منها لعبة التحطيب.
واللعب بالعصا له أصول قديمة تمتد حتى مصر القديمة الفرعونية، فلقد ظهرت هذه الرياضة كمبارزة بالعصا وكرياضة خشنة للشجعان، "انتشرت بين جميع طبقات الشعب، ثم تحولت على مر العصور بين الطبقات العليا من الشعب إلى المبارزة بالسيف. وقد انتشرت بعد ذلك اللعبة بين الفلاحين فى الريف بالوجهين البحرى والقبلى وأنشئت لها مدارس لتعليم فن المبارزة.
ولقد أثبت المؤرخ هيرودوت فى كتاباته أن المتبارين كان يصيب بعضهم بعضاً بإصابات قاتلة "ولو أنه لم يسجل فى التاريخ المصرى القديم آية إشارة لحدوث حوادث مؤسفة نتيجة لتلك المباريات التى كانت أشبه بمعارك غايتها النيل من الخصم بإصابته بضربات قد تكون مؤثرة أو عديمة التأثير"، لكنها على أقصى تقدير لن تقتله إلا فى حدود بعض الحالات الشاذة. هذا عن أصول أو تراث التحطيب،
ويستطرد الدكتور محسب ان التحطيب المأثور الآن تعدل شكله بتغير وظائفه، ومع ذلك فهو جزء أساسى من تقاليد الريف المصرى، فهو إحدى المهارات التى يتعلمها الشاب فى الصعيد، مثله مثل حمل السلاح، مع اختلاف الوظيفة، فالتحطيب بالدرجة الأولى له وظيفة تسلية، أما حمل السلاح وإطلاق النار فله وظيفة قتالية بالدرجة الأولى،وخاصة فى مسائل الثأر والدم. إذن فلرقصة التحطيب أصول فرعونية، وللتحطيب نفسه وظائف متعددة أيضا،ولكن يبدو أن أهمها:
- علامة على القوة والفتوة.
- سلاح حربى.
- لعبة فى أوقات الفراغ والسمر والاحتفالات.
والمفهوم الأخير هو السائد حالياً،
والعصا هى العنصر الأساسى فى رقصة التحطيب. كانوا قديماً يستخدمون الشومة الغليظة،(الزقلة) وهذه غير مستخدمة الآن لأنها تؤذى، وتسمى العصا الغشيمة أو شوم محلب، أى شومة شديدة مكسورة من الشجرة بالقوة، يستخدمون بدلاً منها عصا من الخيزران، او شجر الليمون ويبلغ طولها تقريباً من 160سم إلى 180سم بما يشير إلى أهمية مسك العصا، ويقول الدكتور محسب أن مسك العصا يختلف من شخص إلى آخر حسب قوته. وهناك البعض الذى لا يستطيع مسك العصا من طرفها لأنها ثقيلة ولابد من أن يترك قبضتى يد من طرفها لكى يستطيع التحكم بها، ولكن أصول الحرفنة أن يستطيع الراقص أن يمسكها من طرفها.
والملاحظ أن كل لاعب انتصر انتصر لمحافظته، واعتبرها بلد التحطيب الأولى، ولكن عموماً لن نجد فروقاً نوعية كبيرة، لكن إن هى إلا تصورات من اللاعبين لإثبات جدارة محافظاتهم.
ولقد لاحظ محسب أن المراكز ربما داخل المحافظة الواحدة تختلف فى مقدار عنف اللعبة تبعاً لقربها من الجبل أو بعدها عنه، فكلما بعدنا عن نهر النيل، ووادى النيل، وذهبنا إلى الجبل اتسم التحطيب بالعنف نظراً إلى قسوة الجبل، وصعوبة العيش.
ولاحظ أن شكل الفرجة، والعرض هو الذى يقبل التعديل، والاختلاف ليس تبعاً للإقليم أو المحافظة، ولكن تبعاً للمناسبة، والدوافع، وظروف التجمع. وفى حالة وجود فرقة موسيقية فى بعض الاحتفالات ينصب السامر الشعبى ليؤثر فى بعض اللحظات المهمة، مثل فتح الباب، وكذلك تؤثر بالضرورة فى الحركات نفسها، فتأخذ الطابع الاستعراضى أكثر. ووجود الموسيقى مرتبط بالمناسبة أيضاً. كما أن الدافع إلى التجمع حول حلقة تحطيب له أثر أيضاً، فإذا كان التجمع عشوائيا أو مفاجئاً أو أسرياً يجمع بع الأصدقاء والأقارب على سبيل التسلية، أو ربما للتحدى بين صديقين أعلنا التحدى لسبب أو لآخر، كل هذه الحالات تكون غير منتظمة بشكل مسبق، ويكون الطابع الصراعى فيها غالباً، أما فى الاحتفالات والأعراس فإن الطابع الاستعراضى يكون هو الغالب كتعبير عن السعادة والبهجة بالمولد أو العرس.
والتحطيب ينقسم إلى تحية، ثم حركات استعراضية، ثم حركات الرش، وفتح الباب، وقد يدخل اللاعب مباشرة فى التحام مع الآخر ليفتح الباب، وقد يتفقان على تطويل فترة الاستعراض، حيث تتم بالاتفاق. وجوهر اللعبة فى حركات الرش، وفتح الباب بعد السلام. أما الحركات الاستعراضية فهى نسبية، وقد لا يرغب فى الإطالة فيها أو القيام بها، وأحياناً يسهب اللاعبون فى الاستعراض لإمتاع الجمهور.
ولقد أكد اللاعبين أن التحطيب لعبة ليس هدفها العنف، ومن الأفضل لذلك أن يخرج اللاعبان متعادلين، إنها لعبة للمتعة ، ولذلك فهى تحترم التقاليد المختلفة للجماعة، "فالكبير يبدأ اللعب، ولا يجب التكبر عليه فى أثناء اللعب لأن الكبير أكثر خبرة.
إن المجموعة الموجودة من اللاعبين، والأصدقاء حول الدائرة يكون لهم دور تأمينى مهم جداً، فعندما تأخذ الحماسة اللاعبين، ويدخلان فى مشاحنة حقيقية، وعند احتمال إصابة أحدهما يتدخل اللاعبون والأصدقاء من الخارج.
ويأخذون العصا بكلمة سو حتى يوقفوا الشجار، وإلا فسينقلب اللعب إلى مبارزة حقيقة.
وهكذا فإن التحطيب لعبة استمتاع، وليست لعبة عنف، إن العصا اختلفت كثيراً عن الماضى، حيث كانت من شجر الدوم، ثم أصبحت من الخيزران الخفيف او من شجرالليمون حتى لا تضر. ويعد ضرب المنافس فى يده، وهو ممسك بالعصا خطأ، وضربة حقيقية عند فتح الباب خطأ، فيكفى لمسه عند فتح الباب لمسة خفيفة، أو حتى مجرد الإشارة إليه بالعصا، وربما بالعين، لتأكيد الفتح نفسه، أما الضرر فاحتمالاته فى الغالب أصبحت محدودة، أما العصا القديمة الغشيمة، والتى كانت عصا ثقيلة جداً فى الماضى فلقد تحولت إلى تراث، وتاريخ. ولكل عنصر من عناصر التحطيب دور حيوى يرتبط بشكل الفرجة، فالموسيقى، والحركة، والمضمون الدرامى، كل منها يكمن فى الوجدان الشعبى،
ويقول الدكتور محسب إن التحطيب من فوق ظهر الحصان بين رجلين، يمكن اعتباره إحدى ثمرات التزاوج الثقافى بين ثقافة البدو وثقافة الصعيد، حيث إن الخيل ورقصا من فنون البدو، والتحطيب من فنون الصعيد، بالإضافة إلى رقص العصا، ويتحرك الرجل فى تمايل مع العصا على أنغام المزمار، وإيقاع الطبول، وعزف الربابة فى حركات يستعرض فيها مهارته فى استخدام العصا مع المرونة، والليونة، والتوافق الموسيقى.
وبينما نجد أن التحطيب عامل مشترك بين جميع محافظات الصعيد، نجد أن اللعب، والرقص بالعصا تشتهر بها عائلة النزاوية فى محافظة سوهاج، حتى سميت الرقصة باسم رقصة "النزاوى".
ونرجع شهرة الصعيد بفنون التحطيب إلى عصر الفراعنة، ونجدهم لا يستخدمون السيف فى المبارزة، حيث لا يستخدم هذا النوع من السلاح فى هذه المنطقة، وتستخدم العصا فى الدفاع عن النفس، واللعب وقت الفراغ.
والتحطيب من فوق ظهور الخيل ما زال محتفظأ بكيانة حتى الآن، وخاصة فى الصعيد، وكثيراً ما تقام حلقات لرقص الخيل، والتحطيب ابتهاجاً بإقامة زفة عرس، أو احتفالاً بذكرى مولد أحد أولياء الله الصالحين، أو للاحتفال بجنى المحصول، حيث تقام حلبة الرقص والتحطيب فى مكان متسع، وعلى أنغام المزمار البلدى او الصعيدى يتبارى الفرسان والخيالة فى إظهار بطولاتهم، وشجاعتهم، ويتفننون فى أساليب الكر، والفر، والنزال، ويعتمد ذلك على ذكاء الفارس، وقوة صبر الحصان عند الاحتدام والنزال.
"ويحتاج رقص الخيل إلى خيول أصيلة لديها الاستعداد لأداء الرقصات على أنغام المزمار، وللخيل أشكال مختلفة من الرقص يحددها ميول الحصان، وتكوينه، واستعداده، وتقبله للمران على نوع معين من التشكيلات المتعددة الإيقاعات. ويظهر رقص الخيل مدى تمكن الفارس من حصانه، والسيطرة عليه، وتفاهمه معه، ومدى طاعة الحصان فى تأدية كل ما يتطلب منه بمرونة، ورغبة فى الرقص والأداء. ويعتبر ركوب الخيل عموماً مظهراً من مظاهر الإجلال والإكبار، حيث يمتطيه رجل الدين فى الاحتفالات الدينية، ويمتطيه الفارس فى معاركه، وتمطيه العروس حينما تزف إلى عريسها، وكذلك العريس حينما كان يذهب لإحضار عروسه.
انتهت فاعلية مهرجان التحطيب القومى الثانى بالاقصرالذى كان مناسبة لإحياء تراث اللعبة وتبنى وزارة الثقافة لاقامتة سنويا مساهمة فى بناء الثقافة القومية وإرساء أصولها والكشف عن ينابيعها ومد روافدها فى شريان الوطن كله ايمانا باهمية الثقافة كإنجاز علمى على طريق الحضارة كما قال الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
عبد المنعـم عبدالعظيـم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
المهرجان وحكاية لعبة التحطيب
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
رسمت مدينة الأقصر جدارية جديدة ضمتها الى جداريات معبد الأقصر فى مكان يتوسطه مسجد سيدى ابوالحجاج الاقصرى القطب الصوفى الكبير ومسجدة المقام فوق أطلال كنيسة رومانية قى قاعة معبد فرعونى قديم وتتعانق قيه المسلة والمئذنة وبرج الكنيسة بانوراما رائعة اضفت على الحدث جمال على جمال
الجدارية هذه المرة جدارية بشريه ابدعها المخرج الفنان عبد الرجمن الشافعى مستشار رئيس هيئة قصور الثقافة للفن الشعبى وشارك فى إخراجها سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر والدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصورو بيوت الثقافة وكتيبته بإقليم جنوب ووسط الصعيد الثقافى وقصر ثقافة الاقصر
المكان ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى والحدث الذى جذب انظار العالم وجاء الناس من كل صوب وحدب يتحدثون بجميع لغات العالم لمشاهدة أبطال لعبة التحطيب بمحافظات المنيا واسيوط وسوهاج والاقصر فى مهرجانهم الثانى
الاول أقيم منذ عشر سنوات وقبلها كان يقام ضمن فاعليات مهرجان آمون ويتبناه الاتحاد الاقليمى للاندية الريفية برئاسة الفلاح المصرى محمد النادى اسماعيل عضو مجلس الأمة ورئيس الاتحاد أيامها واستمر لمدة خمس سنوات وتوقف عقب النكسة
ولعبة التحطيب او غيه الرجال كما يسمونها فى صعيد مصر تستهويني منذ نعومة اظافرى ولا اترك مولدا ولاساحة تحطيب دون ان أكون ضيفا عليها اشعر أنها ميراث الرجولة والفتوة وتراث الجنوب الخالد لهذا ظللت الخمسة أيام التى امتدها المهرجان اتابع البطولة وأسجل احداثها .
والتحطيب له جذور قديمة ومتأصلة في التاريخ المصرى فقد بدأ في العصر الفرعوني كطقس من الطقوس المنتظمة التي تؤدى في الأعياد الدينية، وبدلا من العصي الخشبية كانوا يستخدمون لفافات البردي الكبيرة حتى لا يصاب المتبارين بالأذى، ثم تطور التحطيب باختزال اللفافتين إلى واحدة ثم تحويلها إلى عصى بتطور استخداماتها في مجال الدفاع عن النفس.
ورغم محلية التحطيب إلا انه كان نبعاً ارتشفت منه كثير من الحضارات مثل فن «اليوشو» الياباني والمبارزة القديمة التي انتشرت في معظم الحضارات الغربية، والتي تتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب الفرعوني.
إن العصي المستخدمة في التحطيب ليست عصى عدوان، فهى رياضه لها أخلاقيات ورغم اعتمادها على الهجوم والدفاع وفكرتها القتالية، إلا أنها تدعو إلى التسامح والإخاء كما أنها تعبر عن كرامة ابن الصعيد وشهامته.
اجتمع أبطال اللعبة فى جنوب مصر بساحة معبدهم التليد يقفون فى دوائر ممسكين بالعصى فى ايديهم ويقومون بالرقص على انغام المزمار والربابة وفرق فنونهم الشعبية فرقة الأقصر وفرقة قنا وفرقة سوهاج وفرقة مزمار جراجوس بقوص وفرقة مزمار جهينة بسوهاج
يتقابل الرجلان فيما يشبه الحلبة حيث يحيطهم المتفرجين من كل جانب فى شكل دائرة غالبا ومستطيل احيانا يمسك كلا من المتنافسان بشومة ( عصا ) يقوم كلا الرجلان بتقديم التحية للزمار(نقطة من النقود) ممسكا بالعصا وراقصا بها بشكل استعراضي يستخدم فيه جسمه واقفا علي قدم واحدة وناصبا ظهره في مشهد يوحي بالشموخ والمهابة.
يتحرك الاثنان بعد ذلك بشكل دائري ممسكاً كلاً منهم بالعصا وهو يلفها فوق رأسه ورأس خصمه بمسافات معينه وتلعب العصا في حد ذاتها دوراً دفاعيا مرة وهى أن تكون قادرة علي تغطية كامل الجسم عند التعرض للضرب من قبل الخصم وهجوميا مره أخري.
والضرب هنا ليس ضربا حقيقيا وإنما هو ملامسة العصا للخصم ، وقبل أن يتحول التنافس إلي عداء ومشاحنات يقوم اثنين آخرين باستلام العصا من كلا الاثنين وتعاد الكره مرة أخرى .
وتعد لعبة التحطيب إحدى الظواهر الشعبية فى الصعيد التى ترمز فى مجملها إلى تجسيد قبمة؛ البطل الشعبى ابن النيل فى مواجهة التحدى وتحقيق الانتصار كما يقول الدكتور حامد محسب استاذ الرقص الشعبى بالمعهد العالى للفنون الشعبية ليس للذات بل للجماعة بأسرها صحيح أن التحطيب لعبة بالأساس، لكنها انعكاس لمفاهيم المجتمع ورؤيته للكون، فكل جماعة من قرية أو مركز تأتى لتشجيع لاعبها وإعلان انتصاره باعتبارها الفئة التى تستحق هذا النصر. إنه صراع أبطال ممثلين لجماعات، وهنا الجوهر المشترك الذى يجعل لعبة التحطيب جزءاً جوهرياً من المجتمع لا يمكن فهمه بعيداً عن ظروف هذا المجتمع الحضارية التى تعيننا فى النهاية على فهم وتفسير عاداته وتقاليده وفنونه وآدابه. وللتحطيب مضمون درامى عميق يمكن استدعاؤه من السيرة الهلالية خلال فكرتى البطولة والفروسية، "بل إن بعض المحيطين من حاملى الموروث بالفطرة يؤكدون أن التحطيب استخراج من حرب الهلالية"، ولكن فى الأحوال كلها يمكن البحث عن المضمون الدرامى للتحطيب من خلال فهمنا عموماً للسير الشعبية، ومفاهيم الفروسية والبطولات الشعبية وارتباطها بالخير المطلق.
وأهم وحلقات التحطيب كما يقول الدكتور محسب تتم فى الموالد الكبيرة، مثل مولد سيدى عبد الرحيم وسيدى العارف بالله بسوهاج، وسيدى أبى العباس، وسيدى ابى الحجاج الاقصرى،ومولد النبى صلى الله عليه وسلم بارمنت "حيث يعلن عن رفع العصاية من بعد العصر حتى المغرب. ولمدة أسبوع أو اثنين ،ويجتمع المحطبين من كل المحافظات، حيث يدعو لاعبو المحافظة التى يقام فيها المولد لاعبى المحافظات الأخرى، والآن يرسلون بطاقات دعوة إلى أصدقائهم. ويؤكد الشكل الاحتفالى لرقصة التحطيب والذى يفرض طبيعة خاصة للفرجة والأداء والمضمون الدرامى، ليس فقط المعنى أو العبرة المأخوذة من اللعب، بل يبحث فى المفاهيم الدرامية المتحققة فى لعبة التحطيب أو رقصة التحطيب، فهناك مفاهيم مشابهة للصراع والتمثيل والإيهام، إلى آخره من مفاهيم الدراما،
وهذا ما يجعلنا نكتشف الأصول الدرامية التى خرجت منها لعبة التحطيب.
واللعب بالعصا له أصول قديمة تمتد حتى مصر القديمة الفرعونية، فلقد ظهرت هذه الرياضة كمبارزة بالعصا وكرياضة خشنة للشجعان، "انتشرت بين جميع طبقات الشعب، ثم تحولت على مر العصور بين الطبقات العليا من الشعب إلى المبارزة بالسيف. وقد انتشرت بعد ذلك اللعبة بين الفلاحين فى الريف بالوجهين البحرى والقبلى وأنشئت لها مدارس لتعليم فن المبارزة.
ولقد أثبت المؤرخ هيرودوت فى كتاباته أن المتبارين كان يصيب بعضهم بعضاً بإصابات قاتلة "ولو أنه لم يسجل فى التاريخ المصرى القديم آية إشارة لحدوث حوادث مؤسفة نتيجة لتلك المباريات التى كانت أشبه بمعارك غايتها النيل من الخصم بإصابته بضربات قد تكون مؤثرة أو عديمة التأثير"، لكنها على أقصى تقدير لن تقتله إلا فى حدود بعض الحالات الشاذة. هذا عن أصول أو تراث التحطيب،
ويستطرد الدكتور محسب ان التحطيب المأثور الآن تعدل شكله بتغير وظائفه، ومع ذلك فهو جزء أساسى من تقاليد الريف المصرى، فهو إحدى المهارات التى يتعلمها الشاب فى الصعيد، مثله مثل حمل السلاح، مع اختلاف الوظيفة، فالتحطيب بالدرجة الأولى له وظيفة تسلية، أما حمل السلاح وإطلاق النار فله وظيفة قتالية بالدرجة الأولى،وخاصة فى مسائل الثأر والدم. إذن فلرقصة التحطيب أصول فرعونية، وللتحطيب نفسه وظائف متعددة أيضا،ولكن يبدو أن أهمها:
- علامة على القوة والفتوة.
- سلاح حربى.
- لعبة فى أوقات الفراغ والسمر والاحتفالات.
والمفهوم الأخير هو السائد حالياً،
والعصا هى العنصر الأساسى فى رقصة التحطيب. كانوا قديماً يستخدمون الشومة الغليظة،(الزقلة) وهذه غير مستخدمة الآن لأنها تؤذى، وتسمى العصا الغشيمة أو شوم محلب، أى شومة شديدة مكسورة من الشجرة بالقوة، يستخدمون بدلاً منها عصا من الخيزران، او شجر الليمون ويبلغ طولها تقريباً من 160سم إلى 180سم بما يشير إلى أهمية مسك العصا، ويقول الدكتور محسب أن مسك العصا يختلف من شخص إلى آخر حسب قوته. وهناك البعض الذى لا يستطيع مسك العصا من طرفها لأنها ثقيلة ولابد من أن يترك قبضتى يد من طرفها لكى يستطيع التحكم بها، ولكن أصول الحرفنة أن يستطيع الراقص أن يمسكها من طرفها.
والملاحظ أن كل لاعب انتصر انتصر لمحافظته، واعتبرها بلد التحطيب الأولى، ولكن عموماً لن نجد فروقاً نوعية كبيرة، لكن إن هى إلا تصورات من اللاعبين لإثبات جدارة محافظاتهم.
ولقد لاحظ محسب أن المراكز ربما داخل المحافظة الواحدة تختلف فى مقدار عنف اللعبة تبعاً لقربها من الجبل أو بعدها عنه، فكلما بعدنا عن نهر النيل، ووادى النيل، وذهبنا إلى الجبل اتسم التحطيب بالعنف نظراً إلى قسوة الجبل، وصعوبة العيش.
ولاحظ أن شكل الفرجة، والعرض هو الذى يقبل التعديل، والاختلاف ليس تبعاً للإقليم أو المحافظة، ولكن تبعاً للمناسبة، والدوافع، وظروف التجمع. وفى حالة وجود فرقة موسيقية فى بعض الاحتفالات ينصب السامر الشعبى ليؤثر فى بعض اللحظات المهمة، مثل فتح الباب، وكذلك تؤثر بالضرورة فى الحركات نفسها، فتأخذ الطابع الاستعراضى أكثر. ووجود الموسيقى مرتبط بالمناسبة أيضاً. كما أن الدافع إلى التجمع حول حلقة تحطيب له أثر أيضاً، فإذا كان التجمع عشوائيا أو مفاجئاً أو أسرياً يجمع بع الأصدقاء والأقارب على سبيل التسلية، أو ربما للتحدى بين صديقين أعلنا التحدى لسبب أو لآخر، كل هذه الحالات تكون غير منتظمة بشكل مسبق، ويكون الطابع الصراعى فيها غالباً، أما فى الاحتفالات والأعراس فإن الطابع الاستعراضى يكون هو الغالب كتعبير عن السعادة والبهجة بالمولد أو العرس.
والتحطيب ينقسم إلى تحية، ثم حركات استعراضية، ثم حركات الرش، وفتح الباب، وقد يدخل اللاعب مباشرة فى التحام مع الآخر ليفتح الباب، وقد يتفقان على تطويل فترة الاستعراض، حيث تتم بالاتفاق. وجوهر اللعبة فى حركات الرش، وفتح الباب بعد السلام. أما الحركات الاستعراضية فهى نسبية، وقد لا يرغب فى الإطالة فيها أو القيام بها، وأحياناً يسهب اللاعبون فى الاستعراض لإمتاع الجمهور.
ولقد أكد اللاعبين أن التحطيب لعبة ليس هدفها العنف، ومن الأفضل لذلك أن يخرج اللاعبان متعادلين، إنها لعبة للمتعة ، ولذلك فهى تحترم التقاليد المختلفة للجماعة، "فالكبير يبدأ اللعب، ولا يجب التكبر عليه فى أثناء اللعب لأن الكبير أكثر خبرة.
إن المجموعة الموجودة من اللاعبين، والأصدقاء حول الدائرة يكون لهم دور تأمينى مهم جداً، فعندما تأخذ الحماسة اللاعبين، ويدخلان فى مشاحنة حقيقية، وعند احتمال إصابة أحدهما يتدخل اللاعبون والأصدقاء من الخارج.
ويأخذون العصا بكلمة سو حتى يوقفوا الشجار، وإلا فسينقلب اللعب إلى مبارزة حقيقة.
وهكذا فإن التحطيب لعبة استمتاع، وليست لعبة عنف، إن العصا اختلفت كثيراً عن الماضى، حيث كانت من شجر الدوم، ثم أصبحت من الخيزران الخفيف او من شجرالليمون حتى لا تضر. ويعد ضرب المنافس فى يده، وهو ممسك بالعصا خطأ، وضربة حقيقية عند فتح الباب خطأ، فيكفى لمسه عند فتح الباب لمسة خفيفة، أو حتى مجرد الإشارة إليه بالعصا، وربما بالعين، لتأكيد الفتح نفسه، أما الضرر فاحتمالاته فى الغالب أصبحت محدودة، أما العصا القديمة الغشيمة، والتى كانت عصا ثقيلة جداً فى الماضى فلقد تحولت إلى تراث، وتاريخ. ولكل عنصر من عناصر التحطيب دور حيوى يرتبط بشكل الفرجة، فالموسيقى، والحركة، والمضمون الدرامى، كل منها يكمن فى الوجدان الشعبى،
ويقول الدكتور محسب إن التحطيب من فوق ظهر الحصان بين رجلين، يمكن اعتباره إحدى ثمرات التزاوج الثقافى بين ثقافة البدو وثقافة الصعيد، حيث إن الخيل ورقصا من فنون البدو، والتحطيب من فنون الصعيد، بالإضافة إلى رقص العصا، ويتحرك الرجل فى تمايل مع العصا على أنغام المزمار، وإيقاع الطبول، وعزف الربابة فى حركات يستعرض فيها مهارته فى استخدام العصا مع المرونة، والليونة، والتوافق الموسيقى.
وبينما نجد أن التحطيب عامل مشترك بين جميع محافظات الصعيد، نجد أن اللعب، والرقص بالعصا تشتهر بها عائلة النزاوية فى محافظة سوهاج، حتى سميت الرقصة باسم رقصة "النزاوى".
ونرجع شهرة الصعيد بفنون التحطيب إلى عصر الفراعنة، ونجدهم لا يستخدمون السيف فى المبارزة، حيث لا يستخدم هذا النوع من السلاح فى هذه المنطقة، وتستخدم العصا فى الدفاع عن النفس، واللعب وقت الفراغ.
والتحطيب من فوق ظهور الخيل ما زال محتفظأ بكيانة حتى الآن، وخاصة فى الصعيد، وكثيراً ما تقام حلقات لرقص الخيل، والتحطيب ابتهاجاً بإقامة زفة عرس، أو احتفالاً بذكرى مولد أحد أولياء الله الصالحين، أو للاحتفال بجنى المحصول، حيث تقام حلبة الرقص والتحطيب فى مكان متسع، وعلى أنغام المزمار البلدى او الصعيدى يتبارى الفرسان والخيالة فى إظهار بطولاتهم، وشجاعتهم، ويتفننون فى أساليب الكر، والفر، والنزال، ويعتمد ذلك على ذكاء الفارس، وقوة صبر الحصان عند الاحتدام والنزال.
"ويحتاج رقص الخيل إلى خيول أصيلة لديها الاستعداد لأداء الرقصات على أنغام المزمار، وللخيل أشكال مختلفة من الرقص يحددها ميول الحصان، وتكوينه، واستعداده، وتقبله للمران على نوع معين من التشكيلات المتعددة الإيقاعات. ويظهر رقص الخيل مدى تمكن الفارس من حصانه، والسيطرة عليه، وتفاهمه معه، ومدى طاعة الحصان فى تأدية كل ما يتطلب منه بمرونة، ورغبة فى الرقص والأداء. ويعتبر ركوب الخيل عموماً مظهراً من مظاهر الإجلال والإكبار، حيث يمتطيه رجل الدين فى الاحتفالات الدينية، ويمتطيه الفارس فى معاركه، وتمطيه العروس حينما تزف إلى عريسها، وكذلك العريس حينما كان يذهب لإحضار عروسه.
انتهت فاعلية مهرجان التحطيب القومى الثانى بالاقصرالذى كان مناسبة لإحياء تراث اللعبة وتبنى وزارة الثقافة لاقامتة سنويا مساهمة فى بناء الثقافة القومية وإرساء أصولها والكشف عن ينابيعها ومد روافدها فى شريان الوطن كله ايمانا باهمية الثقافة كإنجاز علمى على طريق الحضارة كما قال الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
عبد المنعـم عبدالعظيـم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 20 نوفمبر 2009
البردى احدث سلعة فى سوق السياحة فى مصر
البردى النبات المصرى الاصيل
احدث السلع فى الاسواق السياحية
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
فى الطريق الى مدينة الأسرار والحكمة " القرنة " وبالقرب من تمثالا ممنون أعظم ما خلفته لنا الحضارة المصرية العريقة من تماثيل حيث تجرى عمليات ترميم واسعة وتجميل للمنطقة ضمن خطة تطوير الأقصر الطموح التى ينفذها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر وربما نشهد إعادة لمعبد امنحتب الثالث الذى كان التمثالان على بوابته
وقبل ان نطالع مدينة البعث لفت نظرى لافتات لمعاهد للبردى يجذبنى فضولى للتعرف على هذه المعاهد الذى يحمل عنوانها معنى علميا
لقد كان البردى مادة الكتابة المتداولة فى العالم القديم ولآلاف السنين يتهافت عليها العالم ويجلبونها من مصر مهد حضارة التدوين بأعلى الأسعار
ودونت البرديات المصرية أرقى واسمي العلوم الانسانية التى كانت مصر مهدها
ويعتبر علم البردى توءم علم النقوش وكل منهما نما وترعرع فى بيئة مصرية خالصة وأصبحت دراسة البرديات علما يستحوذ على اهتمام العلماء والباحثين فى الدراسات الكلاسيكية حيث فتحت اكتشافات البرديات منذ بداية القرن العشرين أفاقا علمية هائلة على علوم المصريات وعوالمها الخالدة
ينتمي البردي إلى عائلة من النباتات كانت تنمو في وقت ما بصورة غزيرة في مستنقعات الوجه البحري و لكنها الأن لا تنمو فيها غير أنها لا تزال تنمو في مستنقعات السودان .
و قد استخدم البردي لأغراض عديدة سرد هيرودوت بعضاً منها و ثيوفراستوس و بيليني , ولكن قيمته الأساسية كانت في صنع أوارق الكتابة , وكانت هذه الأوراق نواة ابتكار الورق الحديث , حتى أن لفظة Paper الإنجليزية مشتقة من كلمة Papyrus الدالة على ورق البردي
و يتراوح طول الواحدة من نباتات البردي بين 7 أقدام و 10 أقدام , ويدخل في هذا الطول الجزء العلوي الذي يحمل الزهور كما أن أقصى إتساع يبلغ بوصة و نصف تقريباً , وساق البردي تتكون من جزئين قشرة خارجية رفيعة صلبة و لب داخلي , و هذا اللب هو الذي يستخدم في صناعة أوراق البردي
و لا يعرف على وجه التحديد التاريخ الذي بدأت فيه صناعة ورق البردي و لكن يرجح أنه ظهر في أوائل القرن 30 ق.م حيث عثر على ملف صغير من البردي غير مكتوب عليه في مقبرة ترجع إلى عصر الأسرة الأولى
استعمل المصريون القدماء البردى فى عديد من الإستخدامات منها بناء المراكب و عمل الحصير و المفارش و السلال و الصناديق و المناضد و الصنادل وكانت الجذور تستخدم كنوع من الوقود و كان أيضاً غذاءاً لعامة الشعب ولكن ظل ورق البردي هو الاستخدام الأكثر أهمية
و بسبب أهمية أوراق البردي كانت طريقة إنتاجه سر محاط بالكتمان , وكانت مصر هي الدولة المحتكرة لإنتاجه , لذا فقد ظهرت عدة محاولات لإنتاج بدائل لأوراق البردي
ولكن كل هذه المواد كانت دون مستوى أوراق البردي .
حتى جاء القرن العاشر و استطاع العرب نقل طريقة صناعة أوراق أخف من أوراق البردي عن طريق أسراهم الصينيون , وكانت هذه الأوراق أسهل في صناعتها و أقل تكلفة , فبدأ المصريون تدريجياً يهملون البردي و زراعته و بعد عدة قرون اختفى البردي من الساحة المصرية تماماً
وعلم البرديات هو علم القرن التاسع عشر حيث بدأ العلماء يأتون إلى مصر لعمل الحفائر و استخراج أوراق البردي الموجود فيها , و قد وجدت أوراق بردي كثيرة على توابيت الموتى و بدء علماء من مختلف دول العالم فى إنشاء مراكز كبيرة لنشر هذه البرديات , وكانت هذه البرديات بلغات مختلفة فهناك اليوناني منها , وهو الأكثر , وهناك اللاتيني و العبري و القبطي منها وغيرها من اللغات .
أماكن تم العثور فيها على بردي:
•الإكتشافات المبكرة :
•تم العثور على أول بردية كانت قد كُتبت بالعربية عام 1824م بواسطة الفلاحون المصريون بالقرب من دير سانت إرمي أو دير أبو هيرميس .
•فقط في عام 1877/1878 عثر الفلاحون في قرية كوم فارس و قد بيعت هذه في القاهرة للمتحف المصري في برلين .
•أول إكتشاف في مدينة الفيوم :
•و تقريبا عام 1880م أخذ ث . جراف Th. Grav تاجر المنسوجات على حساب المستشرق J. Karabeack حوالي 10.000 بردية و نصوص مكتوبة على منسوجات , وتنتمي البرديات إلى (Krokodílon Pólis) كوم فارس و (Herakleopolis) إنهاس , أما المنسوجات فمن كوم العزامه .
•ثاني إكتشاف في مدينة الفيوم :
•إستمرت الإكتشافات في مدينة الفيوم خاصة في , كوم فارس , و تمكن Th. Grav من تكوين مجموعة جديدة من البرديات وأخذها معه , و قام ببيعها و سميت هذه المجموعة (Erzherzog RAINER) .
هناك أماكن أخرى عثر فيها على بردي مثل ميت رهينه , و البهنسا , و الأشمونيين , وأخميم , و إدفو , و أسوان , و الفسطاط (القاهرة القديمة( و كوم قولزوم , و أماكن أخرى عديدة
فى هذه الايام عاد البردى من جديد ليحتل مكانا بارزا فى السلع السياحية والتذكارات التى يحرص زوار مصر على اقتنائها وصارت لوحات البردى الفنية من اروع وابدع السلع المصرية
نتأمل نباتات البردى الخضرا ء المزروعة او النابته شيطانيا على حواف الترع والمجارى ادلف الى احد معاهد البرديات أحاول التعرف على كيفية صناعة الورق من نبات البردى
بعد ازالة القشرة الخضراء يتم تقطيع النبات الى شرائح طولية رقيقة حسب المقاس المطلوب ثم يتم درفة الشرائح تحت ضغط عجلة خشبية تشبه نشابة الفطائر لتصفية الشرائح من الماء وتبطيطها ثم تنقع فى الماء لمدة ثلاثة ايام ثم تنقل لتفرد على كرتونة مغطاه بالقماش وترص الشرائخ راسيا وافقيا بالحجم المطلوب بدون قواصل ثم تكبس فى مكبس لمدة ثلاثة ايام وبعدها تصبح ورقة بردى جاهزة للكتابة عليها او الرسم اليدوى او الطباعة ثم التلوين0
ويقول احد أصحاب المعاهد ان البعض يستخدم أوراق شجر الموز او القماش الخام المعامل بالنشا فى تصنيع أوراق شبيهة بالورق البردى كنوع من الغش التجارى لكنها غير جيدة ويسهل كشفها
أعود الى اول معهد للبرديات فى مصر فى العصر الحديث معهد الدكتور حسن رجب اول من أعاد زراعة البردى بعد ان جلب شتلاته من البحيرات الاقريقية وتوصل الى طريقة تصنيع البردى بنفس الاسلوب الكلاسيكى القديم وسجلها بسجل براءات الاختراع باكاديمية البحث العلمى برقم 12331 فى اكنوبر 1977
فقد اسنطاع هذا الرجل بعد سن الستين وتقاعده ان يتعمق فى علوم المصريات ويحصل على الدكتوراة وينشىء القرية الفرعونبة بالجيزة ويعيد أمجاد البردى
ولعلنا نتساءل لماذا لا نعيد كتابة أوراق البردى الفرعونية القديمة الشهيرة على أوراق البردى كسلعة تجارية وعلمية للباحثين والمهتمين بالمصريات ولماذا لا يرسم فنانينا لوحاتهم على أوراق البردى لتكون لها الطابع المصرى الخالص
و لعلنى أيضا أدعو الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر لإقامة معرض لفنون البردى ودراساته بالأقصر
عبدالمنعـم عبدالعظــبم
الاقصــر –مصــر
Monemazim2007@yah00.com
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009
البابا شنودة الثالث ضيف على مهرجان طيبة الادبى الثانى
فى قصر ثقافة الطود
البابا شنودة ضيف مهرجان طيبة الدولى الثانى
كتب عبد المنعم عبدالعظيم
الطود إحدى القرى الفرعونية العريقة والتى كانت مقرا لعبادة الإله مونتو اله الحرب والضراوة وفى روايات أنها مهد ميلاد نبى الله موسى ومنها ا لقى فى اليم
والتى تضم الى جانب معبد الإله مونتو الدير المشهور بدير القديسين الأنبا بيشوى الناسك بجبل الطود والأنبا بسنتاؤس و التى سيكون لها شان فى الحركة السياحية العالمية بعد التطوير الكبير الذى شهدته ضمن خطة تطوير الأقصر التى يتبناها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر والتى سيزورها الرئيس مبارك قريبا لافتتاح بيت الشباب العالمى ومركز المؤتمرات
وفى قصر ثقافتها الذى صمم على نمط عمارة الفقراء للراحل العظيم شيخ المعماريين المصريين حسن فتحى والذى بذل المستشار السياحى العالمى طود الطود الأشم عبدالحميد يحى جهدا عظيما حتى خرج للنور تحفة معمارية رائعة
استقبلت الطود إحدى أمسيات مهرجان طيبة الدولى الثانى والتى شارك فيها شعراء من سوريا الشقيقة ومصر استقبلتهم الطود باحتفالية رائعة بالمزمار البلدى واستعراض للعبة التحطيب ورقص الخيول العربية
المفاجأة عندما تقدم الأنبا رويس راعى كنيسة العديسات ليلقى قصيدة من روائع شعر البابا شنودة الثالث بابا الكرازة المرقسية وكان البابا شنودة قد زار الطود وعقد مؤتمرا فيه منذ أعوام عن التسامح
وانتهى الحفل باستعراض لفرقة توشكى للفنون الشعبية شارك فيه الضيوف بعدها توجهت الفرقة للسودان الشقيق للمشاركة فى تشجيع فريقنا القومى
عبدالمنعـم عبدالعظيـم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 13 نوفمبر 2009
hov اخر قصائد ابن العم عبدالرحمن الابنودى
تناتيش الخال عبد الرحمن الابنودى فى زكرى عبد الناصر
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يكتب : مواويل وتناتيش للذكرى .. جمال عبدالناصر
٩/ ١١/ ٢٠٠٩عبد الناصر
المواويل
أنا باشكر اللى خلق لى الصوت وأوصانى
أقول كلام حُرّ.. مايقبلْش لون تانى
مااسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة «آه»
وإن سرقوا صوتى.. بينسوا ياخدوا قولة «آه»
فى الفرْح فى الجرح إيه حيلتى إلاّ قولِة «آه»
يحميك يا ولدى وكنت اسكت وتتكلم
يحميك يا ولدى واكون مجروح وتتألم
ياما حرسْت النهار.. آدى النهار.. ضلِّم
وإن شفت جرح الوطن جوّه الفؤاد علم
تقول كلام.. ياسلام.. يحيينى من تانى!!
■ ■ ■
أنا كان لى ورْدات عجب.. كبّرتها بايدى
أسقيها بالدمع بالدم اللى فى وريدى
جانى غشيم القدم وداس على ورودى
أخدم جناينى فى بستانى يا ناس إزاى؟
وإن نمت ناسى باقوم فاكر يا ناس إزاى؟
مين مرّر الشاى فى شفايفى وبكى الناى؟
ياليل يابو الهمّ.. تحتك دم.. ما تحاسب
وقوللّى إمتى يا ليل.. وفين حنتحاسب؟
إزاى بلادى تبات ليلة مع الغاصب
وإزاى يدوس وردها.. واقولّه: «ياسيدى؟!
■ ■ ■
مدّ الأمل سِكِّتُه.. وقالِّنا: «سيروا
نصيبكو حيصيبكوا تمشوا والاَّ حتطيروا
عيشوا النهارده الزمن.. بكره زمن غيره
آدى أول السكة صوت الضحكة بيلالى
والشمس أمشيلها ألاقيها اللى ما شيالى
ولا حدّ يقدر يعكّر قلبنا الخالى
لكن ومين بكرة يعرف إحنا فين فيها؟
هيه حتدينا والا احنا حندّيها؟
وإيه نصيبنا من الأيام ولياليها؟
غاب الزمن فى الزمن.. واحنا بِلا عزوة
ولا نملك الا نماشى السكة ونسيروا»!!
■ ■ ■
ويا مصْر وان خيّرونى ما اسكن الاَّكى
ولاجْل تتبِّسمى.. يا ما بابات باكى
تسقينى كاس المرار.. وبرضُه باهواكى
بلدى ومالى الّا إنتى ولو ظلمتينى..
مقبولة منِّك جراح قلبى وْدموع عينى
الجرح يشْفَى إذا بإيدك لمستينى..
كلّك حلاوَة.. وكلمة «مصر».. أحلاكى!!
■ ■ ■
التّناتيش
من يمدحُه يطلع خاسر
ويشبَّروله.. أيامه
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش بصوته وأحلامه فى قلوب شعوب عبدالناصر
■ ■ ■
مش ناصرى ولا كنت ف يوم
بالذات فى زمنه وف حينه
لكن العفن وفساد القوم
نسّانى حتى زنازينه.. فى سجون عبدالناصر
■ ■ ■
إزاى ينسّينا الحاضر..
طعم الأصالة اللى فى صوته؟
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش جمال حتى ف موتُه ما هو مات وعاش عبدالناصر!!
■ ■ ■
إسمه جمال وجميل فعلاً
ياما شفنا شجعان خوّافه
عظيم.. وكان إنسان طبعاً
المجد مش شغل صحافة علشان ده عاش عبدالناصر
■ ■ ■
أعداؤه كرهوه ودى نعمة
مِن كرهُه أعداؤه صادق
فى قلبه كان حاضن أمَّه
ضمير وهمَّة ومبادئ ساكنين فى صوت عبدالناصر
■ ■ ■
ملامحنا.. رجعت بعد غياب
دلوقت بس اللى فهمناه
لا كان حرامى ولا كداب
ولا نهبها مع اللى معاه أنا باحكى عن عبدالناصر
■ ■ ■
عشنا الحياة ويّاه كالحلم
فلا فساد ولا رهن بلاد
يومها انتشينا ثقافة وعلم
وف زمنه ماعشناش آحاد كنا جموع فى زمن ناصر
■ ■ ■
كان الأمل فى خُضرِتُه بِكْر
مافيش لصوص للقوت والمال
ومصر أبطال ورجال فكر
ومثقفين ستات ورجِال جيوش جمال عبدالناصر
■ ■ ■
كان الهلال فى قلبه صليب
ولا شفنا حزازات فى بلادنا
ولا شُفنا ديب بيطارد ديب
ولا جرَس خاصم مادنة وَحَّدْنا صُوت عبدالناصر
■ ■ ■
دفعنا تمن الحريّة
بدمّ مش بدينار ودولار
يوم وقفته فى «المنشيّة»
خلّى الرصاص يهرب من عار أعداء جمال عبدالناصر
■ ■ ■
رغم الحصار كنا أحرار
وفى الهزيمة الشعب ماجعْش
كان اسمها «بلد الثوار»
وقرار زعيمها مابيرجعْش قرار جمال عبدالناصر
■ ■ ■
خلَّى بلادُه.. أعزّ بلاد
ليها احترام فى الكون مخصوص
لا شفنا وسط رجالُه فساد
ولا خطط سمسرة ولصوص كان الجميع عبدالناصر
■ ■ ■
لولاه ماكنتوا اتعلمتوا
ولا بقيتوا «دراكولا»
ياللى انتو زعما وإنجازكو
دخّلتوا مصر الكوكاكولا وبتشتموا ف عبدالناصر
■ ■ ■
عمره ما جاع فى زمانه فقير
أو مالتقاش دوا للعِلّة
دلوقت لعبةْ «اخطف طير»
والأمة فى خِدْمةْ شِلَّة تكره جمال عبدالناصر
■ ■ ■
يتّريقوا على طوابيرُه
علشان فراخ الجمعية
شوفوا غيره دلوقت وخيرُه
حتى الرغيف بقى أمنيّة يرحم جمال عبدالناصر!!
■ ■ ■
فيه ناس بتنهب وتسوِّف
لا يهمّها من عاش أو مات
ورضا العدو عنّا يخِوِّف
معناه أكيد إننا قَفَوات من يوم مامات عبدالناصر!!
■ ■ ■
الأرض رجْعت للإقطاع
وقالوا: «رجعت لصْحابها»
وصاحبَك الفلاح تانى ضاع
ضاعْت العقود واللى كتبها وخط إيد عبدالناصر!
■ ■ ■
أنا أذكُرك من غير ذكرى
والناس بتفتكرك بخشوع
الأمس واليوم ده وبكره
يبكوك بعظمة مش بدموع يكفَى نقول: «عبدالناصر»
■ ■ ■
دلوقت رجعوا الفقرا خلاص
سكنوا جحورهم من تانى
رحل معاك زمن الإخلاص
وِجِهْ زمن غير إنسانى ماهوش زمن عبدالناصر!!
■ ■ ■
صحينا على زمن الألغاز
يحكمنا فيه «أهل الأعمال»
وللعدو.. صدّرنا الغاز
بفرحة وبكل استهبال نكاية فى عبدالناصر!
■ ■ ■
بنمدها بغاز الأجيال
تحويشةِ الزمن القادم
إتوحَّشوا فْ جمع الأموال
ورجعْنا سادة.. وخوادم ضد اتجاه عبدالناصر
■ ■ ■
يا جمال.. نجيب زيك من فين
يا نار.. يا ثورة.. يا ندهِةْ ناى..
البوسطجى.. إللى اسمه «حسين»
- أبوك - منين جابك؟ وإزاى.. عمل جمال عبدالناصر؟!
■ ■ ■
لو حاكتبك.. ما تساع أقلام
ولا كلام غالى وأوراق
الأمر وما فيه.. أنا مشتاق
فقُلتْ امسِّى عليك وأنام نومةْ جمال عبدالناصر!!
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يكتب : مواويل وتناتيش للذكرى .. جمال عبدالناصر
٩/ ١١/ ٢٠٠٩عبد الناصر
المواويل
أنا باشكر اللى خلق لى الصوت وأوصانى
أقول كلام حُرّ.. مايقبلْش لون تانى
مااسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة «آه»
وإن سرقوا صوتى.. بينسوا ياخدوا قولة «آه»
فى الفرْح فى الجرح إيه حيلتى إلاّ قولِة «آه»
يحميك يا ولدى وكنت اسكت وتتكلم
يحميك يا ولدى واكون مجروح وتتألم
ياما حرسْت النهار.. آدى النهار.. ضلِّم
وإن شفت جرح الوطن جوّه الفؤاد علم
تقول كلام.. ياسلام.. يحيينى من تانى!!
■ ■ ■
أنا كان لى ورْدات عجب.. كبّرتها بايدى
أسقيها بالدمع بالدم اللى فى وريدى
جانى غشيم القدم وداس على ورودى
أخدم جناينى فى بستانى يا ناس إزاى؟
وإن نمت ناسى باقوم فاكر يا ناس إزاى؟
مين مرّر الشاى فى شفايفى وبكى الناى؟
ياليل يابو الهمّ.. تحتك دم.. ما تحاسب
وقوللّى إمتى يا ليل.. وفين حنتحاسب؟
إزاى بلادى تبات ليلة مع الغاصب
وإزاى يدوس وردها.. واقولّه: «ياسيدى؟!
■ ■ ■
مدّ الأمل سِكِّتُه.. وقالِّنا: «سيروا
نصيبكو حيصيبكوا تمشوا والاَّ حتطيروا
عيشوا النهارده الزمن.. بكره زمن غيره
آدى أول السكة صوت الضحكة بيلالى
والشمس أمشيلها ألاقيها اللى ما شيالى
ولا حدّ يقدر يعكّر قلبنا الخالى
لكن ومين بكرة يعرف إحنا فين فيها؟
هيه حتدينا والا احنا حندّيها؟
وإيه نصيبنا من الأيام ولياليها؟
غاب الزمن فى الزمن.. واحنا بِلا عزوة
ولا نملك الا نماشى السكة ونسيروا»!!
■ ■ ■
ويا مصْر وان خيّرونى ما اسكن الاَّكى
ولاجْل تتبِّسمى.. يا ما بابات باكى
تسقينى كاس المرار.. وبرضُه باهواكى
بلدى ومالى الّا إنتى ولو ظلمتينى..
مقبولة منِّك جراح قلبى وْدموع عينى
الجرح يشْفَى إذا بإيدك لمستينى..
كلّك حلاوَة.. وكلمة «مصر».. أحلاكى!!
■ ■ ■
التّناتيش
من يمدحُه يطلع خاسر
ويشبَّروله.. أيامه
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش بصوته وأحلامه فى قلوب شعوب عبدالناصر
■ ■ ■
مش ناصرى ولا كنت ف يوم
بالذات فى زمنه وف حينه
لكن العفن وفساد القوم
نسّانى حتى زنازينه.. فى سجون عبدالناصر
■ ■ ■
إزاى ينسّينا الحاضر..
طعم الأصالة اللى فى صوته؟
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش جمال حتى ف موتُه ما هو مات وعاش عبدالناصر!!
■ ■ ■
إسمه جمال وجميل فعلاً
ياما شفنا شجعان خوّافه
عظيم.. وكان إنسان طبعاً
المجد مش شغل صحافة علشان ده عاش عبدالناصر
■ ■ ■
أعداؤه كرهوه ودى نعمة
مِن كرهُه أعداؤه صادق
فى قلبه كان حاضن أمَّه
ضمير وهمَّة ومبادئ ساكنين فى صوت عبدالناصر
■ ■ ■
ملامحنا.. رجعت بعد غياب
دلوقت بس اللى فهمناه
لا كان حرامى ولا كداب
ولا نهبها مع اللى معاه أنا باحكى عن عبدالناصر
■ ■ ■
عشنا الحياة ويّاه كالحلم
فلا فساد ولا رهن بلاد
يومها انتشينا ثقافة وعلم
وف زمنه ماعشناش آحاد كنا جموع فى زمن ناصر
■ ■ ■
كان الأمل فى خُضرِتُه بِكْر
مافيش لصوص للقوت والمال
ومصر أبطال ورجال فكر
ومثقفين ستات ورجِال جيوش جمال عبدالناصر
■ ■ ■
كان الهلال فى قلبه صليب
ولا شفنا حزازات فى بلادنا
ولا شُفنا ديب بيطارد ديب
ولا جرَس خاصم مادنة وَحَّدْنا صُوت عبدالناصر
■ ■ ■
دفعنا تمن الحريّة
بدمّ مش بدينار ودولار
يوم وقفته فى «المنشيّة»
خلّى الرصاص يهرب من عار أعداء جمال عبدالناصر
■ ■ ■
رغم الحصار كنا أحرار
وفى الهزيمة الشعب ماجعْش
كان اسمها «بلد الثوار»
وقرار زعيمها مابيرجعْش قرار جمال عبدالناصر
■ ■ ■
خلَّى بلادُه.. أعزّ بلاد
ليها احترام فى الكون مخصوص
لا شفنا وسط رجالُه فساد
ولا خطط سمسرة ولصوص كان الجميع عبدالناصر
■ ■ ■
لولاه ماكنتوا اتعلمتوا
ولا بقيتوا «دراكولا»
ياللى انتو زعما وإنجازكو
دخّلتوا مصر الكوكاكولا وبتشتموا ف عبدالناصر
■ ■ ■
عمره ما جاع فى زمانه فقير
أو مالتقاش دوا للعِلّة
دلوقت لعبةْ «اخطف طير»
والأمة فى خِدْمةْ شِلَّة تكره جمال عبدالناصر
■ ■ ■
يتّريقوا على طوابيرُه
علشان فراخ الجمعية
شوفوا غيره دلوقت وخيرُه
حتى الرغيف بقى أمنيّة يرحم جمال عبدالناصر!!
■ ■ ■
فيه ناس بتنهب وتسوِّف
لا يهمّها من عاش أو مات
ورضا العدو عنّا يخِوِّف
معناه أكيد إننا قَفَوات من يوم مامات عبدالناصر!!
■ ■ ■
الأرض رجْعت للإقطاع
وقالوا: «رجعت لصْحابها»
وصاحبَك الفلاح تانى ضاع
ضاعْت العقود واللى كتبها وخط إيد عبدالناصر!
■ ■ ■
أنا أذكُرك من غير ذكرى
والناس بتفتكرك بخشوع
الأمس واليوم ده وبكره
يبكوك بعظمة مش بدموع يكفَى نقول: «عبدالناصر»
■ ■ ■
دلوقت رجعوا الفقرا خلاص
سكنوا جحورهم من تانى
رحل معاك زمن الإخلاص
وِجِهْ زمن غير إنسانى ماهوش زمن عبدالناصر!!
■ ■ ■
صحينا على زمن الألغاز
يحكمنا فيه «أهل الأعمال»
وللعدو.. صدّرنا الغاز
بفرحة وبكل استهبال نكاية فى عبدالناصر!
■ ■ ■
بنمدها بغاز الأجيال
تحويشةِ الزمن القادم
إتوحَّشوا فْ جمع الأموال
ورجعْنا سادة.. وخوادم ضد اتجاه عبدالناصر
■ ■ ■
يا جمال.. نجيب زيك من فين
يا نار.. يا ثورة.. يا ندهِةْ ناى..
البوسطجى.. إللى اسمه «حسين»
- أبوك - منين جابك؟ وإزاى.. عمل جمال عبدالناصر؟!
■ ■ ■
لو حاكتبك.. ما تساع أقلام
ولا كلام غالى وأوراق
الأمر وما فيه.. أنا مشتاق
فقُلتْ امسِّى عليك وأنام نومةْ جمال عبدالناصر!!
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009
ى زكرى افتتاح مقبرة توت عنخ امون
فى ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
قصة أعظم كشف أثرى فى التاريخ
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
بالرغم من حكم هذا الملك الطفل لم يستمر أكثر من تسع سنوات من عام 1358 الى عام 1349 قبل الميلاد ولم يكن له أهمية تذكر فى تاريخ مصر الفرعونى ولم يكن دمه الملكى نقيا اذ كانت أمه إحدى محظيات البلاط الملكى حتى أن اسمه لم يذكر فى ثبت الملوك الفراعنة بمعبد أبيدوس ولولا تلك الردة التى تمت فى عهده وأعادت لكهنة آمون فى طيبة سطوتهم بعد أن هزت أركانها دعوة اخناتون وكاد أن يتداعى سلطان طيبة بعد انتقال العاصمة منها الى مدينة أفق أتون (اخناتون) لما سطر التاريخ له اسما .
إلا أن توت عنخ آمون ومنذ سبع وثمانون عاما تاريخ اكتشاف هيوارد كارتر لمقبرته التى انفردت بان كنوزها وجدت كاملة لم تمس وظلت فى مكمنها أكثر من ثلاثة ألاف عام و خمسمائة ونيف لم ترها عين بشر حنى ملئت شهرتها أسماع العالم وأصبح توت عنخ آمون من يومها سفيرا فوق العادة للحضارة المصرية يتنقل اليه الباحثين عن الثقافة والمعرفة والعراقة والجمال حيت أجمل و أندر و أكمل الإبداعات الإنسانية على مر التاريخ .
وانتقلت قطع منها تجوب العالم كقيمة ثقافية وتاريخية تعبر عن أمجاد الإنسان المصرى القديم
وشغل توت عنخ آمون أيضا المحافل العلمية وما زال بحثا عن تفسير لظاهرة لعنة الفراعنة التى أصابت اثنين وعشرون شخصا مما كانت لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بكشف المقبرة وافتهم المنية فى ظروف غامضة بعد الكشف رغم أن كتب المؤرخين العرب حافلة بقصص هذه اللعنة قبل اكتشاف هذه المقبرة بعقود كثيرة ورغم صيحات بطرس تادرس المشهور بالمستر بيتر أقدم تراجمة الأقصر الذى شهد افتتاح المقبرة وظل حيا بعدها حتى بلغ خمس وثمانون عاما وكان يعمل سكرتيرا لكارتر أنا حى إذن لا لعنة .
ترى هل كان يمكن لهذا الكشف أن يرى النور لولا حادث السيارة الذى وقع للورد الانجليزى جون هربرت كارنفون فأصابه بمرض فى التنفس يسبب له متاعب عندما يحل جو الشتاء القارس الرطب فى بلاد الإنجليز ونصيحة الأطباء له بالسفر الى مصر ليستمتع بجوها الجاف.
وفى مصر انقلب هوس كارنفون من السيارات الى الهوس بالآثار وبدء حفرياته الأثرية فى ثالث زياراته لمصر ولكن جهوده لم يكللها النجاح فلجا الى صديقه عالم المصريات سير جاستون ماسبيرو مدير متحف الآثار المصرية أيامها الذى قدم له هيوارد كارتر الرسام وعالم الآثار الانجليزى الذى سبق له اكتشاف مقبرتين من مقابر وادى الملوك.
كان كارتر قبل تعارفه بكارنفون يعمل مع تيودور دافيد المحامى ورجل الأعمال الامريكى وخلال الموسم السياحى 1907/1908 وجد العاملون معهما مخبأ لاوانى فخارية كنبرة محروقة نحتوى على بعض اللوازم الجنائزية ولفافات كتانية لم يعرها دافيد أهمية إلا أن هربرت ونيلوك بمتحف المتروبوليتان لاحظ على فوهة وجدران الاوانى وإحدى اللفافات اختاما تحمل اسم توت عنخ آمون وبعدها اكتشف دافيد قى حفرة بأحد القبور صندوقا خشبيا يحتوى رقائق ذهبية محفور عليها اسم توت عنخ آمون واعتقد انه اكتشف مقبرة توت عنخ آمون إلا أن كارتر تشكك فى الأمر وكان من رأيه إن ملكا مصريا لا يمكن ان يدفن فى مثل هذا القبر المتواضع خاصة وانه احد ملوك الأسرة الثامنة عشرة
وحاول دافيد أن بجد شيئا لكن جهوده باءت بالفشل مثل سابقه المغامر الايطالى جوفيانى باتيستا بلزونى الذى فشل أيضا فى بحثه بذات المنطقة عام 1820
ورغم هذا أصر كارتر وكارنفون على البحث فى نقس المنطقة لم يكن بحثهم عن مقبرة معينة إنما كان جل بحثهم عن مقبرة فرعون اى فرعون
كان كارتر قد اعد فى عام 1917 خريطة مسح عليها المنطقة مسحا شاملا وأزاح كتل الأحجار الضخمة المتخلفة عن الحفريات السابقة واستمر البحث لعدة سنوات كاد أن يفقد فيها كارنفون الأمل لولا إلحاح كارتر بطلب فرصة أخيرة
اختار كارتر لفرصته الأخيرة أن ينقب أسفل مقبرة رمسيس السادس وحصر الحفر فى مثلث صغير لم يسبق التنقيب فيه حرصا على عدم إغلاق مقبرة رمسيس السادس أمام الزائرين .
بعد تنظيف المنطقة ظهرت أرضية مغطاه بحجر الصيوان مما اكد وجود مقبرة تحتها وبعد ستة سنوات طويلة قضاها الرجلان فى البحث و فجاة تم كل شىء وفى أسابيع معدودة .
فى 28 أكتوبر 1922 وصل كارتر الى الأقصر بدون كارنفون واستأجر فريقا للحفر وفى أول نوفمبر بدء التنقيب فى الركن الشمالى لمقبرة رمسيس السادس وبدء الحفر وسط طبقة الصيوان وفى 4 نوفمبر بينما كارتر يركب بغلته إذا برئيس العمال يبشره أنهم اكتشفوا درجة سلم منحوتة فى الصخر وفى 5 نوفمبر عصرا كانت الدرجات وصلت الى أربع درجات وحتى المساء وصلت الى اثنتى عشرة درجة وظهر فى نهاية الدرجات باب صخرى محكم الإغلاق وعلى الباب ظهرت بعض الأختام بها رسم لابن أوى ورسوم لتسعة أسرى من تلك الأختام الشائعة فى مدينة الموتى .
وفى السادس من نوفمبر ابرق كارتر الى كارنفون أخيرا وصلت الى اكتشاف مدهش بوادى الملوك مقبرة رائعة أختامها سليمة ردمنا كل شىء انتظارا لوصولك
ورد كارنفون على البرقية فى 8 نوفمبر بأنه سيصل قريبا
وصل كارنفون الى الأقصر فى 23 نوفمبر 1922 وفى اليوم التالى بدء تنظيف المدخل وفى 25 نوفمبر بدء تصوير أختام المدخل
ثم الى يوم 26 نوفمبر حيث تم فتح باب المقبرة يصف هيوارد كارتر المشهد فى كتابه مقبرة توت عنخ آمون قال :
من خلفى وقف اللورد كارنفون وابنته الليدى ايفلين هربرت وظهرت أمام عينى حيوانات وتماثيل من ذهب الذهب يلمع فى كل مكان كانت اثمن وأجمل ماكشف عنه رجال الآثار فى حفرياتهم السابقة كانت الحجرة حافلة بالأشياء العجيبة كئوس من الالباستر الشفاف على شكل زهرة اللوتس كومة غير منتظمة من العربات المقلوبة تلمع بالذهب ومطعمة بالأصداف تمثالان أسودان بالحجم الطبيعى للملك يواجهان بعضهما البعض كحارسين للمقبرة لكل منهما تنورة ذهبية ونعلين من ذهب ويمسك كل منهما صولجانا وعصا و وفوق جبهة كل تمثال الكوبرا المقدسة بالإضافة الى ثلاث أرائك مذهبة وتوابيت وراس مرصعة بالذهب
هذه قصة أعظم كشف أثرى فى التاريخ والذى اختارت مدينة الأقصر مناسبته عيد قوميا لها وفى هذه المناسبة افتتح الدكتور سمير فرج رئبس المجلس الأعلى للأقصر والدكتور زاهى حواس وكيل وزارة الثقافة رئيس الهيئة العامة للآثار أحدث متحف أثرى فى مصر متحف بيت كارتر وهو الاستراحة التى أقام فيها كارتر منذ عام 1910 أثناء الكشف وضمت مقتنياته وأوراقه الخاصة و معروضات ومقتنيات من أثاث هيوارد كارتر وصورا أرشيفية تبين جبانة البر الغربي وقت كشف مقبرة توت عنخ آمون، وكذلك جانبا من عمله بالحفائر، إضافة إلى بعض الأدوات والملابس التي كان يستخدمها وهى مهداه من عائلته، والصحف الإنجليزية القديمه التى تحدثت عن اكتشافاته وحضر الاحتفال أحفاد كارتر وكارنفون وعديد من رجال الآثار والإعلام بمصر والعالم وتضمنت مراسم الأحتفاليه عدة محاضرات ألقاها رؤساء البعثات الأجنبية الذين عملوا بمنطقة وادى الملوك ،
وأعلن الدكتور زاهى حواس عن طرح الغرفة التي كان يقيم بها كارتر داخل الاستراحة للإقامة بها لمدة ثلاث ليال فقط في العام مقابل عشرة آلاف دولار لليلة الواحدة.
عبدالمنعـم عبدالعظيـم
الأقصـر ... مصـر
Monemazim2007@yahoo.com
الأحد، 1 نوفمبر 2009
تورينتو تنادى الاقصر
تورنيو تنادى الاقصر
معرض ايطالى مصرى للفن الحديث
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
فى إطار احتفال الأقصر بعيدها القومى استضافت مكتبة مبارك العامة بالأقصر معرض للفن الحديث ضمن مشروع منطقة البحر المتوسط بدعم من مقاطعة ريدجيونى بيدمونتى الايطالية بهدف تعزيز اواصر الصداقة بين الشعبين المصرى و الايطالىوتاكيد العلاقة المستمرة والمتنامية
يضم معرض الأقصر تنادى تورنيو وستجيب تورينتو للنداء الذى افتتحه الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر عديد من الأعمال الفنية الجادة لعدد من الفنانبن الإيطاليين والمصريين
وهذا المعرض يؤكد ان الفنانين الشبان يتقدمون من جديد ليكونوا السفراء الأكثر نجاحا والأكثر قدرة على مد الجسور المباشرة بين الثقافات من خلال لغة مشتركة قادرة على التعبير عن مشاعر المجتمعات
و اختيار الأقصر لإقامة هذا المعرض يجىء تأكيدا لعراقة المدينة واعتراف بدورها التاريخى السباق
وقد حضر حفل الافتتاح جيانى اوليفا السكرتير الثقافى لمقاطعة بيدمونتى ومرسيدس برسو الرئيسة ونقولا تاتولو رئيس المؤسسة الأوربية للثقافة وعديد من الفنانين الإيطاليين والمصريين من اساتذة وطلاب كلية الفنون الجميلة بالأقصر التى شاركت فى المعرض يابداعات مميزة هذا وسيستمر المعرض لمدة اسبوع
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقصـــر – مصـــر
Monemazim2007@yahoo.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)