الأربعاء، 3 فبراير 2010

[جمال الشاعر يرتدى تاج الوجهين فى ميوزيون الاقصر

كتب : عبدالمنعم عبد العظيم
ليست هذه المرة الأولى التى التقى فيها بالشاعر خفيف الظل والكلمة جمال الشاعر فى الأقصر فقد جمعتنا مدينة المائة باب بين تخومها فى مهرجان طيبة الادبى الأول كان شابا مرحا طموحا يتفجر شاعرية ومن يومها وأنا اعشق كلماته واتتبع برامجه التليفزيونية الجادة وكتاباته المصرية الساخرة الأصيلة والعميقة وكلما كبر فى السن اجده يزداد تالقا وشبابا وشاعرية
هذه المرة وبدعوة من صندوق التنمية الثقافية استضافه متحف أثار الأقصر لهذا اللقاء الرائع
تضمن اللقاء عدة قصائد ألقاها جمال الشاعر تعبر عن تجربته الشعرية فتحدث عن الحب والسياسة المجتمع والناس فى مصر بسخريته المعهودة وخفة ظله وتلاحم مع الجمهور فى لقاء مفتوح حيث أستمع لأسئله حول دور الأعلام المصرى فى مواجة الأزمات كأزمة نجع حمادى وأحداث مصر والجزائر ، ومستقبل الأثار ألمصريه فى ظل الاقتراح الذى قدمه المهندس احمد عز بتحرير التجارة فى الآثار وقد انكر عز هذا
وأعترف الإعلامي الكبير جمال الشاعر أن الإعلام المصرى أهمل الإشارة لصعيد مصر ونقل الصورة الصحيحة عنه وأحلامه
وتذاكر مع الحضور حلقات برنامج الجائزة الكبرى ومنها حلقة الأقصر التى فاز بها طفل اقصري، وبعض مقالته الأخيرة
كان جمال الشاعر فى متحف الأقصر يواصل تعميق صرخته فى وجه القبح والقمع والتخلف والضوضاء سواء فى الفضائيات أو فى الشوارع والمسارح والسينما.
يقول الشاعر "إذا قلنا لهم كذا، قالوا مذا، وإذا سألناهم مذا ماذا، قاولوا مذا مذا، وإذا قلنا لهم ما هذا، قالوا هكذا، وإذا سألناهم متى وأين وكيف ذا؟، قالوا كذا مذا، وإذا قلنا لهم أهكذا؟ قالوا نعم يا أولاد كذا".
وعن محترفى الكلام على شاشة الفضائيات يقول الشاعر "على شاشة التلفاز... كلما شاهدته يزن.. ويزن.. تخيلته ذبابة تطن.. وتمنيت من كل قلبى.. أن يناولنى أحدهم.. مضرب الذباب".
وعرض العديد من مدوناته التى تناولت إسقاطا رائعا على رموز الأدب والفن والتاريخ فى مصر
فى هذا المكان متحف أثار الأقصر الذى تديره الأثرية الواعية الدكتورة سناء احمد على التى ترهبنت بين جدران هذا الصرح الحضارى لتحولة من مجرد فاترينات لعرض التحف الأثرية الى جامعة مفتوحة لتعميق الثقافة الأثرية وعرض دروس الحضارة المصرية لبس جمال الشاعر تاج الوجهين
لم تجعل سناء المتحف مكانا يجلس فيه الموظفون يجترون الأحاديث المملة والمتكررة ويخرجون فى نهاية يوم العمل بتثاؤب عميق ليعودوا الى منازلهم فى انتظار يوم ممل جديد فحولت المتحف الى باحة مفتوحة ذاخرة باللقاءات وورش العمل
لقد أعادت للمتحف دوره الحضارى والتاريخى القديم منذ انشأ بطليموس سوتير الاول (323/285ق م) أول متحف علمى فى التاريخ متحف الإسكندرية وجعله جامعة مفتوحة لدراسة الفنون والآداب والعلوم وأودع فيه معرضا لكل ما كان قد جمعة لاسكندر الأكبر فى مختلف حروبه من المخطوطات وبدائع المصنوعات وغرائب المخلوقات ونوادر المقتنيات من الجواهر والعطور والسيوف والدروع والحراب والمجانيق والسروج واللجم
هذا المتحف سماه بطليموس الميوزيون نسبة الى الموزيونات التسع ربات الفن والحكمة عند الاغريق ( الموسيقى وقصص الإبطال والحب والشعر والخطابة والتاريخ والمسرح والرقص والفلك ) ثم حرفة اليونانيون الى ميوزيم بمعنى مكتبة أو معهد دراسى يعمل فيه المبرزون من العلماء
ولقد اشتهر متحف الإسكندرية وكان قبلة العالم القديم ويذكر التاريخ من علمائه أرشميدس صاحب قانون الطفو واقليدس عالم الرياضيات وابولوينوس واراتوشينوس اول من قدر محيط الكرة الأرضية وغيرهم
واختفت كلمة ميوزيم بعد تدمير متحف الاسكنرية فى القرن الثالث الميلادى ولم تظهر الا فى القرن السابع عشر فى اوربا عند انشاء المتاحف ثم تعددت المتاحف وانتشرت وأصبحت مراكز حضارية وجزء من التراث الانسانى
تعد الأقصر اكبر متحف مفتوح فى التاريخ ولقد أعاد الاثرى الدكتور احمد صالح عندما كان مديرا لمتحف تحنيط الأقصر للمتحف دوره الثقافى من خلال الندوات ومازال التقليد مستمر ولقد حرصت الدكتور سناء احمد على مدير متحف اثار الاقصرعلى جعل المتحف جامعة مفتوحة لتعيد مجد الميوزيونات المصرية القديمة التى علمت الدنيا
عـبدالمنعـم عـبد العظـيم
الأقصــر .... مصـــر
Monemazim2007@yahoo.com



.

ليست هناك تعليقات: