عندما تجتمع مصر الفرعونية والمسيحية والإسلامية
فى عيد واحد
كتب/عبدالمنعم عبدالعظيم
بداية من عيد التسبيح او عيد الزيتونة أو احد الشعانين فى سابع أيام الأحد من بداية الصوم الكبير يحتفل أقباط مصر بذكرى ركوب السيد المسيح عليه السلام العنو (الحمار) فى القدس ودخوله الى صهيون راكبا والناس حوله يسبحون وهو يأمر بالمعروف ويحث على الخير وهم يحملون فى أيديهم سعف النخيل ولهذا سمى هذا اليوم بأحد الخوص ( السعف )
ولم يترك الفنان المصرى هذه المناسبة واستطاع بحسه المرهف ان بحول السعف الى أشكال جمالية تشكل كرنفالا من الجدائل الجميلة التى تستوحى رموزها من الفن القبطى والمورثات المصرية الاصيله
من هذا اليوم يبدأ أسبوع الآلام ذكرى صلب السيد المسيح عليه السلام الى قيامته فى اللاهوت القبطى
ولان الشهر يوافق شهر برمهات الشهر الذى تنضج فيه المحاصيل وتتفتح فيه الزهور ويحتفل فيه الفلاح المصرى بأعياد حصاد المحاصيل
بالمناسبة فالاثنين اثنين الفقوس (القثاء أو الاته) والثلاثاء ثلاث العدس
أما يوم الأربعاء فيستحم المصريون بنبات الرعرع (الغبيره) وهو من الطحالب النيلية و يقال انه النبات الذى شفى به ايوب عليه السلام من علته ويسمى اربع أيوب او اربع الغبيرة
ثم ياتى خميس العهد والجمعة الكبيرة حيث يفطر الأقباط على نبات الترمس المر ويخالفهم المسلمون منذ العصر الفاطمى بتناول حلوى مغربية حلوه مثل الكسكسى والمخروطة ( شرائح تصنع من الدقيق وتذاب فى ماء محلى بالسكر)
ثم ياتى يوم الأحد عيد القيامة وتتوافق المناسبة مع عيد الفصح عند اليهود
والفصح كلمة عبرية معناها العبور وهو يوم خروج اليهود من مصر ويوافق فى التقويم القبطى عيد القيامة
ثم ياتى يوم الاثنين يوم شم النسيم عيد الربيع اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار وتحل فيه الشمس ببرج الحمل ويقع فى الخامس والعشرون من شهر برمهات
وكان قدماء المصريون يتصورون أن هذا اليوم هو أول الزمان ويوم بدء الخلق
وكانوا يحددون ذلك اليوم والاحتفال به فى لحظة الرؤيا عند الهرم الأكبر عندما يجلس الإله على عرشه فوق قمة الهرم
فى الساعة السادسة تماما فى ذلك اليوم كان الناس يجتمعون فى احتفال رسمى أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر حيث يظهر قرص الشمس قبل الغروب وكأنه يجلس فوق قمة الهرم خلال دقائق معدودة وتظهر معجزة الرؤيا عندما يشطر ضوء الشمس وظلاله واجهة الهرم الى شطرين 0
أطلق قدماء المصريين على ذلك العيد اسم شمو اى بعث الحياة وحرف الاسم بمرور الزمن خاصة فى العصر القبطى الى شم وأضيفت اليه كلمة النسيم نسبة الى نسمة الربيع التى تعلن وصوله
ويرجع احتفال المصريون بذلك العيد الى عام 2700 ق. م فى أواخر حكم الأسرة الثالثة
وقد نقل اليهود الاحتفال بشم النسيم عندما خرجوا من مصر
والذى توافق مع خروجهم فقد اختاروا هذا اليوم للخروج لانشغال المصريون فيه بالعيد فهربوا يحملون ما سرقوه من ذهب ومتاع
وهكذا اتفق عيد الفصح اليهودى مع عيد شم النسيم المصرى وتوافق صدفة مع عيد القيامة المسيحى وبهذا يعتبر أكثر الأعياد شعبية يحتفل فيه جميع المصريين على اختلاف مللهم ونحلهم ودياناتهم وهو العيد الذى استمر الاحتفال به منذ عصور الفراعنة حتى يومنا هذا
انه يوم الخلق الجديد فى الطبيعة تبعث فية الكائنات ويتجدد فيه النبات وتزدهر الخضرة وتتفتح الزهور وفيه تهب نسائم الربيع
يخرج فيه الناس الى الحدائق والحقول والمتنزهات من شروق الشمس حتى الغروب يجددون فيه حياتهم
وتمتلئ صفحة النيل الخالد بالقوارب التى تزدان بالزهور وتصدح أصوات الموسيقى والغناء
ولشم النسيم أطعمته التقليدية وعاداته وتقاليده البيض الملون والأسماك المملحة والبصل والخس والملانه
واستمر شم النسيم عيدا للطبيعة ومولدا للربيع عيد لكل المصريين بمختلف طبقاتهم ودياناتهم
انه مظهر أصيل لوحدة نسيج المجتمع المصرى ومظهر لايكذب ولايخادع للوحدة الوطنية بدون رتوش او خطب او إعلانات أو نفاق سياسى..
عبدالمنعــــم عبدالعظيــم
مصـــــر .. الاقصـــر
مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاعلى
Monemazim2007@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق