الثلاثاء، 12 يوليو 2011

اطلالة على اوراق من ارشيف اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ

قراءة جديدة فى اوراق قديمة
اطلالة على اوراق من اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ
فتش فى الاوراق عبدالمنعم عبد العظيم
تحدثنا عن اكتشاف اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ فى اطلال تل العمارنة عاصمة التوحيد فى مصر القديمة فى عصر امونوفيس الرابع اخناتون على يد سيدة عجوز من قبيلة عمران
ترجم علماء اللغة المسمارية جميع الرسائل التى احتوتها قوالب الطوب التى عثر عليها فى تل العمارنة وانضح انها رسائل منظمة ومتتابعة ومفهرسة
منها 6 رسائل من ملك بابل و 9 رسائل من ملك الازبا وهى مملكة قديمة كانت تقع فى المنطقة الشمالية بين الساحل ونهر اورونت نهر العاص الان
و 6 رسائل من احد حكاام سوريا يسمى ريب دى ونحو 100 رسالة من حاكم اورشليم القدس الان ويدعى ارادهيبا وحاكم لمدينة فى ىسوريا يدعى ايزرو ومن غيرهما من حكام سوريا وفلسطين
هذه الرسائل كانت موجهة لاثنين من فراعنة مصر هما امونوفيس الثالث (امنحتب الثالث ) وامونوفيس الربع (اخناتون) خلال فترة زمنية ما بين خمسة عشرة وعشرون عاما
كان ملوك بابل واسيا الصغرى وسوريا وفلسطين يكتبون رسائلهم باللغة المسمارية على الطوب
كان رسل هؤلاء الملوك يحمون اثقالا من هذا الطوب الى مصر ويعودون بالرد المصرى على الرسائل على ورقة بردية موضوعة فى ملف انيق
كانت مملكة بابل قد غزت سوريا قبل الغزو المصرى لها وونشرت فيها العادات واللغة البابلية والخط البابلى ولما كان الغزو المصرى اكتفى المصريون بخضوع هذه البلادوتقديمها الجزية ولم يحاول المصريين فرض العادات واللغة والثقافة المصرية وتركو لهذه البلاد الحرية فى ان ياخذوا من هذة الحضارة ما يريدون ومع الزمن تاثرت حضارتهم تاثرا كبيرا بالحضارة المصرية
كان الحكم المصرى ايامها لهذه البلاد حكم سياسة ولين بينما كان حكم الامم الاخرى حكم قسوة تبلغ درجة الوحشية والبربرية
وجدت على احد قوالب الطوب تاشيرة تقول(تحفظ بمكان المحفوظات فى القصر الملكى)
ووجدت فى احدى الرسائل كلمة طلب كاتبها من فرعون ان يرجع الى الرسائل المحفوظة فى مكاتبه
وهذا اشارة الى ان المستودع الذى وجد فيه هذا الطوب يشكل ارشيف وزارة الخارجية المصرية فى ذلك الزمان السحيق
ووجد على هامش احد القوالب اشيرة بالخط المصرى يدل على ان هذا الارشيف كان بطيبة ونقل الى مدينة اختاتون بعد ثورة اخناتون على الامونية وكهنة امون ونقل عصمة ملكه الى تل العمارنة
ووجد فى احد القوالب خاتم منقوش باسم تيتو نو رجل شاماس نيكى ويرى العلماء ان الاسم الاول مصرى والثانى بابلى
وعثر فلندر بترى فى عام 1891 على اسم الكاتب الملكى رع ابيبى مكتوبا بالحبر باللغة المصرية وكان هذا الكاتب مديرا لدار المحفوظات وكان رئيسا لتيتو وشاماس وعثر بترى ايضا على قاموس وضع ليتعلم فيه من يريد اللغة البابلية او للرجوع اليه عند ترجمة النصوص ووجد على هامش القاموس انه وضع بامر ملك مصر
كانت قوالب هذا القاموس مقسمة الى ثلاث خانات عمودية متساوية الاولى للكلمة باللغة المصرية والثانية للكلمة باللغة البابلية والثالثة لنطق الكلمة البابلية باللغة المصرية ثم تتوالى الكلمات فى هذا القاموس بنفس النظام
كان ملوك مصر يردون على الملوك الاجانب بنفس لغاتهم فقد وجد كتاب طويل كتبه امونوفيس الثالث باللغة البابلية والخط المسمارى يرد به على كتاب جاءه من احد الملوك
تنقسم رسائل تل العمارنة الى قسمين اولهما الرسائل الواردة من ملوك مستقلين لكنهم يرتبطون مع مصر بروابط التحالف او روابط الصداقة
ومن روابط تحمل معنى الحماية واصحاب هذه الرسائل هم ملوك كاردونياش الاسم القديم لبابل واشور مملكة كانت على نهر دجلة وميتانى ونحارينا
والثانى قسم الرسائل الواردة من حكام البلاد التى كانت تحكمها مصر حكما مباشرا فى فلسطين وسوريا وبعضها وارد من مدن سورية كانت تتمتع بالحكم الذاتى وكان نظام الحكم فيها جمهوريا
كان المصريون فى هذا العهد السحيق يعرفون سياسة الحماية المستترة بنظام الحماية وكان نظام الحكم الجمهورى والحكم الذاتى معروفا ولم يكن ابتكارا حديثا او يونانيا بل عرفته مصر وطبقته على بعض مستعمراتها فى سوريا قبل المدنية اليونانية بنحو 800 سنة
ولنقف امام بعض من هذه الرسائل
1
كتب ملك الازبا رسالة يقول فيها :
الى ملك مصر واخى اقول انا ملك الازيا اخوك صحتى جيدة وانى ابعث بافضل تحياتى اليك والى اقاربك والى خادماتك والى ابنائك والى زوجاتك وابعث اليك بتهانى لك على عرباتك العديدة وخيولك والى بلادك مصر
2
وكتب ملك ميتانى
الى امونوفيس ملك مصر العظيم واخى وصهرى الذى احبه ويحبنى اقول انا دوشراتا ملك ميتانى العظيم واخوك وحموك الذى يحبك صحتى جيدة وانى ابعث بتحياتى اليك انت اخى وصهرى والى اقاربك وزوجاتك وابنائك ورجالك وكان امونوفيس الثالث متزوجا من ابنة دوشراتا ملك ميتانى
3
وكتب ملك اشور الى امونوفيس الرابع اخناتون
اخى اقول انا اشورو بليت ملك اشور واخوك الملك ادعو بالسلام لك ولاقاربك ولبلادك
4
وفى رسالة من ملك ميتانى يصف حزنه على وفاة امونوفيس الثالث ملك مصر وجهها لابنه امونوفيس الرابع اخناتون يقول
حينما اشرف والدك على الموت فى ذلك اليوم بكيت وسقطت مريضا واشرفت على الموت ولكنى علمت بعد ذلك بان اكبر انجال الملك امونوفيس والملكة تى جلس على العرش وقد قلت حينئذ ان امونوفيس لم يمت
كان دوشراتا هذا حما الملك امونوفيس الثالث
5
وفى رسالة من احد الملوك وجدت مبتورة الى امونوفيس الرابع يقول
والان يامليكى وقد جلست على عرش ابيك فلنتبادل انا وانت الصداقة والهدايا
وكان هذا التبادل امنية لان صداقة مصر فى هذا الزمن اعز امنية يسعى اليها الملوك واغلب الظن ان الرسالة من ملك بابل
6
فى رسالة من بورنا بورياش ملك بابل الى امونوفيس الرابع ملك مصر يقول بعد الديباجة
حينما كان والدى اوريجالزو حيا ارسل اليه ملك كنعان رسولا قال له هيا فلندخل مدينة كارميشات ولنحارب فرعون معا فبعث اليه ابى بان لا تفكر فى الاتفاق معى فان كنت تريد معاداة ملك مصر فابحث لك عن حليف غيرى اما انا فانى لا اسير فى هذا ولا ادمر بلاد ملك مصر لانه حليفى وهكذا رفض والدى ان يصغى الى ملك كنعان حبا فيك والان فان ملك اشور تابع لى ولست فى حاجة لان اقول لماذا هو يطلب صداقتك فان كنت تحبنى فلا تعقد معه معاهدة واطرده بعيدا جدا
وتؤكد الوثائق ان اخناتون حالف كلا من الملكين ولم يقبل ان يؤثر احدهما على الاخر وقد رضى الملكين بذلك
تؤكد الرسائل ان ملوك البلاد المجاورة للامبراطورية المصرية يحرصون على الارتباط بمصر بالمحالفة او الصداقة وتحدثت رسائل اخرى عن المصاهرات التى تمت بين ملك مصر وملك ميتانى حيث تزوج امونوفيس الثالث ابنته ثم اخته وتزوج اخت الملك كالينا من ملك بابل وكانت هذه الزيجات زيجات سياسية فى المقام الاول
وقد اكد مورى العالم الاثرى ان الفراعنة كانو يابون تزويج بناتهم الى ملوك البلاد المجاورة لانهم يرون ان بنات مصر تجرى فى عروقهن دماء مقدسة تجعلهن ارفع من ان يهبطن الى مضاجع هؤلاء الملوك وحوت الرسائل طلب هدايا ذهبية فكانوا يقولون ان الذهب عند ملك مصر كتراب الارض
عرف المصريون نظام الحكم الجمهورى قبل الحضارة اليونانية وطبقوه فى المستعمرات وكان لملوك مصر اذان واعين تراقب هذه البلاد قبل ان يعرف العالم نظم المخابرات وكانت رسائل حكام البلاد المستعمرة تظهر العبودية لملك مصر فى رسالة يقول احدهم
اناخازنو مدينة .... خادمك وتراب قدميك والارض التى تدوسها وخشب المقعد الذى تجلس عليه وكرسى قدميك وحافر جوادك اننى اتمرغ سبع مرات بطنا لظهر فى تراب قدمى الملك مولاى وشمس السماء
وحاكم اخر يكتب
انا خادم الملك وكلب بيته اننى احفظ البلد هنا لمولاى الملك
هذا جزء يسير مما احتوته هذه الرسائل التى تحتاج دراسة علمية متانية ارجو ان تتاح لعلمائنا فى الجامعات المصرية فنحن امام اول ارشيف دبلوماسى منظم فى التاريخ وجزء عزيز من حضارتنا الوارفة
عبدالمنعــم عبدالعظـيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصــــر مصــــر

السبت، 2 يوليو 2011

سيدةة عجوز تكتشف اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ


قراءات جديدة فى اوراق قدديمة
سيدة عجوز تكتشف اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ
فتش فى الاوراق \ عبدالمنعم عبدالعظيم
الزمان منذ مائة وستة وعشرون عاما كانت هناك امراة عجوز من قرية اسمها قرية الحاج قنديل المتاخمة لقرية تل العمارنة التى كانت قديما اختاتون العاصمة التى اقامها اخناتون ومارس فيها عبادة الاله الواحد بعيدا عن سطوة كهنة طيبة عاصمة مصر والامونية
اعتادت هذه السييدة واهل قريتها ان يلتمسوا فى تلال العمارنة مايريدونه من سماد لحقولهم واتربة لبناء دورهم واحجار وطوب منذ ان حطت قبيلة عمران العربية فى هذه المنطقة بعد الفتح واطلقوا عليها اسم تل العمارنة نسبة لقبيلتهم
حملت هذه السيدة العجوز قفتها (وعاء مصنوع من خوص النخيل والحبال المصنوعة من ليف النخيل ايضا ومازالت تستخدم الى اليوم) واخذت فى ملئها بتراب التسميد فاصدمت اصابعها بجسم صلب اخرجته فاذا هو قوالب من الطوب المحروق على احد جانبيها نقوش فادركت انا عثرت على لقية (كنز اثرى) فملئت القفة بهذه القوالب لعلها تجد تاجرا من تجار الاثار يشتريها واقنعها احد هؤلاء التجار انها لاتساوى شيئا واخذ منها ماجمعته مقابل ريال ( عشرون قرشا) ففرحت السيدة بهذا المبلغ وزغردت لانه مبلغ كان ذا قيمة فى تلك الايام
ثم بدء رجال القرية حفرياتهم فاذا بهم يعثرون على جدارمن طوب احمر واصفر واسود رصت بطريقة منظمة فى صفوف ليس فيها عوج حملوها على حميرهم وعادو الى قريتهم غانمين
ولم تمضى على ذلك ايام حتى كانت هذه القوالب بين ايدى التجار فى اخميم والاقصر والقاهرة ثم وصل خبرها الى مدير مصلحة الاثار وقتها مسيو جريبو رالى ومدير المدرسة الفرنسية فى القاهرة مسيو نورمان فاشتريا بعضا منها واخذا فى فحص النقوش فادركا انها تتشبه الخط المسمارى خط الكتاية البابلية القديمة واستغربا لوجود مثل هذه الكتاية فى هذه المنطقة ثم ارسلا القوالب لعالمين من خبراء الخط المسمارى العالم اوبير فى باريس والاستاذ سايس فى لندن الذين اكدا ان الكتاية بابلية وعندما اذيع الخبر اندهش العلماء واصابتهم الريبة وتصوروا ان مازحا صنع الطوب ووضعة فى تل العمارنة ليداعب به الفلاحين والعلماء كان عدد القوالب هذه ستمائة قالب تلف منها نصفها اشترتها متاحف مصر ولندن وبرلين وفينا واشترى بقيتها طبيب معروف بالاسكنرية من هواة جمع الاثار يدعى دانتوس باشا وهاوى جمع اثار اخر يدعى جراف
وعرف متحف برلين القيمة الاثرية لهذه القوالب فاشترى من جراف ودانتوس القوالب التى انكب العلماء على دراستها
ففى ابريل عام1888 قرا سايس اسماء لملوك بابليين وحكام سوريين وقرا اودلف ارمان العالم الالمانى الكبير اسم الفرعوون المصرى امونوفيس الثالث والفرعون امونوفيس الرابع مكتوبان بالخط المسمارى ثم تضافرت جهود اربعة من العلماء ابيل ونكلير فى برلين وبيزولد وبودج فى لندن على طبع صورة من النقوش التى على الطوب واذاعتها فى جميع المحافل العلمية لتصبح فى متناول علماء اللغة المسمارية واستطاع العالم الفرنسى هاليفى ان يترجم مجموعة كبيرة من هذه النقوش باللغة الفرنسية وبرغم النقص الذى شاب الترجمة لكن المحاولة استطاعت ان تلقى الضوء عما جاء فى القوالب وعرف العالم ان هذه القوالب تحوى رسائل سياسية بين فراعنة مصر من جانب وملوك بابل واسيا الصغرى وحكام سوريا من جانب اخر
كانت هذه الرسائل اقدم مكاتبات سياسية فى التاريخ كشفت العلاقات التى كانت بين مصر وجيرانها فى عهد الاسرة الثامنة عشرة وتعد من اقدم الوثائق التاريخية
كانت مصر ايامها امبراطورية يمتد حكمها من النوبة والسودان الى فلسطين وسوريا وسواحل الفرات واسيا الصغرى الى جانب الجزر المنتشرة فى الجانب الشرقى من البحر المتوسط هذة الامبراطورية التى وحد امونوفيس الرابع اخناتون عقائدها لتعبد الاله الواحد اتون
وقبلها كان فى طيبة دار تحفظ فيها المراسلات الخارجية ولما حول اخناتون العاصمة الى اختاتون تل العمارنة بنى دارا لهذا الغرض فى قصر ملكه ونفل اليها المراسلات التى كانت محفوظة فى طيبة
انها نفس الدار التى كشفتها فلاحة عجوز كانت تجمع السباخ من قرية الحاج قنديل فكشفت عن رسائل كتبها الملوك الاجانب الى ملوك مصر
انه اول ارشيف منظم لوزارة الخارجية المصرية فى هذا العصر السحيق وكان لهذا الارشيف موظفون ومترجمون
ولنا مع الرسائل ومحتواها رسالة اخرى
عبدالمنعـــــــــــــم عبدالعظيـــــــــــــم
مديرمركز دراسات تراث الصعيد
الاقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــر مصـــــــــــــــــــــــــــــــر
Monemazim2007@yahoo.com