السبت، 2 يوليو 2011
سيدةة عجوز تكتشف اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ
قراءات جديدة فى اوراق قدديمة
سيدة عجوز تكتشف اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ
فتش فى الاوراق \ عبدالمنعم عبدالعظيم
الزمان منذ مائة وستة وعشرون عاما كانت هناك امراة عجوز من قرية اسمها قرية الحاج قنديل المتاخمة لقرية تل العمارنة التى كانت قديما اختاتون العاصمة التى اقامها اخناتون ومارس فيها عبادة الاله الواحد بعيدا عن سطوة كهنة طيبة عاصمة مصر والامونية
اعتادت هذه السييدة واهل قريتها ان يلتمسوا فى تلال العمارنة مايريدونه من سماد لحقولهم واتربة لبناء دورهم واحجار وطوب منذ ان حطت قبيلة عمران العربية فى هذه المنطقة بعد الفتح واطلقوا عليها اسم تل العمارنة نسبة لقبيلتهم
حملت هذه السيدة العجوز قفتها (وعاء مصنوع من خوص النخيل والحبال المصنوعة من ليف النخيل ايضا ومازالت تستخدم الى اليوم) واخذت فى ملئها بتراب التسميد فاصدمت اصابعها بجسم صلب اخرجته فاذا هو قوالب من الطوب المحروق على احد جانبيها نقوش فادركت انا عثرت على لقية (كنز اثرى) فملئت القفة بهذه القوالب لعلها تجد تاجرا من تجار الاثار يشتريها واقنعها احد هؤلاء التجار انها لاتساوى شيئا واخذ منها ماجمعته مقابل ريال ( عشرون قرشا) ففرحت السيدة بهذا المبلغ وزغردت لانه مبلغ كان ذا قيمة فى تلك الايام
ثم بدء رجال القرية حفرياتهم فاذا بهم يعثرون على جدارمن طوب احمر واصفر واسود رصت بطريقة منظمة فى صفوف ليس فيها عوج حملوها على حميرهم وعادو الى قريتهم غانمين
ولم تمضى على ذلك ايام حتى كانت هذه القوالب بين ايدى التجار فى اخميم والاقصر والقاهرة ثم وصل خبرها الى مدير مصلحة الاثار وقتها مسيو جريبو رالى ومدير المدرسة الفرنسية فى القاهرة مسيو نورمان فاشتريا بعضا منها واخذا فى فحص النقوش فادركا انها تتشبه الخط المسمارى خط الكتاية البابلية القديمة واستغربا لوجود مثل هذه الكتاية فى هذه المنطقة ثم ارسلا القوالب لعالمين من خبراء الخط المسمارى العالم اوبير فى باريس والاستاذ سايس فى لندن الذين اكدا ان الكتاية بابلية وعندما اذيع الخبر اندهش العلماء واصابتهم الريبة وتصوروا ان مازحا صنع الطوب ووضعة فى تل العمارنة ليداعب به الفلاحين والعلماء كان عدد القوالب هذه ستمائة قالب تلف منها نصفها اشترتها متاحف مصر ولندن وبرلين وفينا واشترى بقيتها طبيب معروف بالاسكنرية من هواة جمع الاثار يدعى دانتوس باشا وهاوى جمع اثار اخر يدعى جراف
وعرف متحف برلين القيمة الاثرية لهذه القوالب فاشترى من جراف ودانتوس القوالب التى انكب العلماء على دراستها
ففى ابريل عام1888 قرا سايس اسماء لملوك بابليين وحكام سوريين وقرا اودلف ارمان العالم الالمانى الكبير اسم الفرعوون المصرى امونوفيس الثالث والفرعون امونوفيس الرابع مكتوبان بالخط المسمارى ثم تضافرت جهود اربعة من العلماء ابيل ونكلير فى برلين وبيزولد وبودج فى لندن على طبع صورة من النقوش التى على الطوب واذاعتها فى جميع المحافل العلمية لتصبح فى متناول علماء اللغة المسمارية واستطاع العالم الفرنسى هاليفى ان يترجم مجموعة كبيرة من هذه النقوش باللغة الفرنسية وبرغم النقص الذى شاب الترجمة لكن المحاولة استطاعت ان تلقى الضوء عما جاء فى القوالب وعرف العالم ان هذه القوالب تحوى رسائل سياسية بين فراعنة مصر من جانب وملوك بابل واسيا الصغرى وحكام سوريا من جانب اخر
كانت هذه الرسائل اقدم مكاتبات سياسية فى التاريخ كشفت العلاقات التى كانت بين مصر وجيرانها فى عهد الاسرة الثامنة عشرة وتعد من اقدم الوثائق التاريخية
كانت مصر ايامها امبراطورية يمتد حكمها من النوبة والسودان الى فلسطين وسوريا وسواحل الفرات واسيا الصغرى الى جانب الجزر المنتشرة فى الجانب الشرقى من البحر المتوسط هذة الامبراطورية التى وحد امونوفيس الرابع اخناتون عقائدها لتعبد الاله الواحد اتون
وقبلها كان فى طيبة دار تحفظ فيها المراسلات الخارجية ولما حول اخناتون العاصمة الى اختاتون تل العمارنة بنى دارا لهذا الغرض فى قصر ملكه ونفل اليها المراسلات التى كانت محفوظة فى طيبة
انها نفس الدار التى كشفتها فلاحة عجوز كانت تجمع السباخ من قرية الحاج قنديل فكشفت عن رسائل كتبها الملوك الاجانب الى ملوك مصر
انه اول ارشيف منظم لوزارة الخارجية المصرية فى هذا العصر السحيق وكان لهذا الارشيف موظفون ومترجمون
ولنا مع الرسائل ومحتواها رسالة اخرى
عبدالمنعـــــــــــــم عبدالعظيـــــــــــــم
مديرمركز دراسات تراث الصعيد
الاقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــر مصـــــــــــــــــــــــــــــــر
Monemazim2007@yahoo.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
معلومات قيمة يا استاذ.. واسلوب سهل وسلس..شكرا جزيلا
إرسال تعليق