السبت، 17 سبتمبر 2011

قراءة فى ملف شهيد سيناء


قراءة فى ملف الشهيد عماد عبدالملاك
شهيد سيناء
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
هذه المدينة العريقة التى تعد من أقدم المدن المصرية عاصمة الإقليم الرابع مدينة اله الحرب والضراوة مونتو
مهد ميلاد اخناتون اول دعاة التوحيد
مدينة سنموت مهندس ووزير الملكة حتشبسوت
المدينة التى ساندت كليوباترة ضد أخيها بطليموس وقادت حركة من أقدم حركات المعارضة فى التاريخ وفيها عمدت كيلوباترا ابنها قيصرون وهى المدينة التى قدمت اول شهيد للمسيحية فى مصر وادمون الارمنتى الذى اقيمت فى منزله كنيسة الجيوشنة اوكنيسة الحى
وهى المدينة التى حمت المسيحيين الذين فرو من اضطهاد الرومان والحاكم الرومانى دقلديانوس ومازالت شواهد أديرة المزايكرا ودير العذرارى وقلالى النساك شاهدا
المدينة التى ارسل صلاح الدين شقيقة ليخضعها لانها قادت مع قرية اصفون ثورة علوية ضد صلاح الدين الايوبى ليس تشيعا ولكن حبا لآل البيت
وهى التى قدمت لمصر بطلا من أبطال ثورة 19 ابوالمجد بك الناظر قائد معركة دير مواس الشهيرة ونائبها لسنوات عديدة
وهى المدينة التى انتخبت زكريا بدار المسيحى فى البرلمان ضد الشيخ محمد الطاهر الحامدى واحمد عبود باشا وابو المجد الناظر
وعلى مقربة من ضريح الشيخ البصرى ولد عماد عبدالملاك شحاته خلف مسجد العمرى ومدرسة الفرنسسكان وامام ضريح الفقيه الصوفى احمد الطاهر الحامدى طبيعة لاتتكرر فى مجتمع يعيش على الحب والتسامح لاتعرف فيه المسيحي من المسلم الأفراح واحدة والجنائز واحدة لا فرق يجلسون على طبلية واحدة
عبدالملاك شحاته والد الشهيد ملاك فى تصرفاته وفى علاقاته انسان ويمارس عملا انسانيا بمرفق اسعاف المستشفى المركزى بارمنت
عندما أخبرت ابنتى الدكتورة عبير التى عايشته فى مستشفى ارمنت المركزى قبل انتقالها للإسكندرية قالت عم ملاك انه يتواصل معنا دائما مايتصل بزوجها الدكتور ايمن فى كل مناسبة
ابنتة جورجيت وابنائة الاربع مثال للخلق والاستقامة والحياء والتفانى فى خدمة الآخرين ودماثة الخلق خاصة عماد (21سنة) والحاصل على دبلوم المدارس الزراعية والثانى فى ترتيب اخوته والذى ابكى موته كل الناس
فى الكنيسة كنيسة مار جرجس كان الأب اندراوس ادم راعى كنيسة مار جرجس بارمنت الحيط يمتدح خلقه وتفانيه فى خدمة الناس وكان زملائه يملئون صحن الكنيسة بكاءا وظلوا ليومين ينتظرون الجثمان الذى تاخر وصوله نتيجة للروتين العقيم التصريح يجب أن يستخرج من الوحدة العسكرية بالعريش وبتصريح من نيابة العريش والجثمان بمستشفى القوات المسلحة بالقبة
كنت والزميل ابراهيم معوض مراسل المصرى اليوم ننتقل من الكنيسة الى صيوان العزاء امام منزول الفقيد والاتصال التليفونى لا ينقطع بعم ملاك وابنه الذى يرافقة شكل الحاج مصطفى الشريف والاستاذ عدلى الشريف غرفة عمليات لتنظيم كل شىء كانهم جزء من الكنيسة كنت تشعر انهم اصحاب الجناز
كان العميد شحاته رئيس مركز ارمنت ورجال الوحدة المحلية يرتبون كل شىء
فى اليوم التالى انتظرنا عند مدخل المدينة وتنجمع شباب ائئتلاف الثورة والناصريين والكرامة ليتعالى هتافهم ضد إسرائيل والصلف الصهيونى ويطالبون بالثار وطرد السفير الاسرائيلى الذى طرد نفسه بعد ذلك فى اعقاب احداث السفارة حنجرة النوبى عبدالراضى تتبادل الهتاف مع حنجرة حمادة فؤاد فتجمع الناس وزلزت هتافاتهم ارجاء المدينه
ياتى الموكب وعلى رأسه السفير عزت سعد المحافظ ومدير الامن والمستشار العسكرى صاحبوا الجثمان من المطار ومروا به على منزل الشهيد فى رحلة الوداع الاخير
فى كنيسة مار جرجس كان الانبا بيمن والانبا شاروبيم مندوبين عن البابا شنزودة الثالث الذى وجه رسالة الى روح الشهيد وتمت مراسم صلاة الجنازة ووقف المسلمون والمسيحيون فى صلاة مقدسة فى قلب الكنيسة وتحدث الانبا بيمن ان الرصاص لم يفرق بين مسلم ومسيحى ليؤكد الوحدة الوطنية وقيم المواطنة كانت هناك برقيات عزاء من كل رجال الكهنوت المسيحى على مستوى جمهورية مصر كان اليوم عيد النيروز وهو من اعياد الفرح والبهجة عيد راس السنه القبطية وعيد الشهيد ايضا هل صدفة ان يتاخر الجنازحتى يشهد النيروز وعيد الشهيد يقول سادتنا الصوفية ليس فى علم الله صدفة
وحمل رفاق السلاح جثمان الشهيد على الاعناق فى جنازة عسكرية ولكن الجماهير الحاشدة والنسوة اللائي اتشحن بالسواد والثوار ابو الا ان تكون شعبية عسكرية حتى مثواها الأخير فى دير تاوضروس المحارب بالقرنة
البلد مدينة اله الحرب والضراوة واليوم يوم الشهيد متعانقا مع فرحة النيروز والدير دير المحارب والشهيد مواطن مصرى مسيحى استشهد فى معركة غادرة بيد الصهاينة فى حرب ممتدة ومستمرة ولم تتوق ضد كرامة ومقدرات هذا الوطن وليتهم اعتزروا وعندما هاجم الثوار السفارة صوروها انها محرقة وهولوكوست وسته من اشرف شباب مصر يسقطون برصاصاتهم فى سيناء وكان دمائهم ارخص من قوالب طوب الجدار العازل
عماد قتله اليهود وأول من قاتل واطهد المسيحية كان اليهود وودعت ارمنت الشهيد بالطقس الفرايحى الذى يعد طقسا يناسب الفرحة بالشهداء
يقول البابا شنودة بعض الناس يعطون لكن الذى يعطى حياته هو اعظم من هؤلاء جميعا
هنا كان التاريخ يتحدث والوطن فى القلوب كان عماد عبد الشهيد يوحدنا ويشد ازرنا مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه كما قال الانبا شنودة
عبدالمنعــــــــــــــــــم عبدالعظـــــــــــــــــــــيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصـــــر مصـــــر
Monemazim2007@yahoo.,com

ليست هناك تعليقات: