الجمعة، 30 يناير 2009

فيثاغورث وقدماء المصريين


فيثاغورس يقدس الرقم 10 ويهتم بالموسيقى وينقل إلى اليونان ارتداء الملابس البيضاء عن المصريين
كتب\ عبدالمنعم عبدالعظيم
الايجوبتومانيا Egyptomania أو الجنون بالثقافة الفرعونية الذى يسود الأوساط الثقافية في العالم المتحضر بحثا عن المعرفة والعلوم الحية الخالدة في التاريخ التي كان لمصر دور الريادة فيها ليس بدعة حديثة، فمنذ فجر التاريخ كانت مصر مهد العلم والحكمة ومهبط ومحط العلماء والفلاسفة خاصة الهيلينيين (اليونانيين) الذين كانوا يلتمسون في مصر الأصول والمبادئ في كل جديد فى العلم.
كانت الرحلة إلى مصر ضرورية في حياة كل باحث عن الحقيقة: اوريفو، هوميروس، صولون، أفلاطون، وغيرهم. هذا هو طاليس المالطي الذي أخذ الهندسة المساحية وعلم الأصوات من الكهنة المصريين ينصح فيثاغورس بالرحلة إلى مصر، قال "إننا معشر الإغريق مازلنا أطفالا في المدارك وحتى يصبح العالم عالما عليه بالمنهل الرافد في مصر."
وقد تحدث برفيوس عن رحلة فيثاغورس إلى مصر قال "بعد أن استقبل أحمس ملك مصر (568-256 ق0م) فيثاغورس، أعطاه رسائل توصية لكهنة أون هليوبوليس (عين شمس) الذين أرسلوه بدورهم إلى كهنة منف باعتبارهم الأعرق، ولم يكن المقصود من هذا الإجراء سوى إبعاده عنهم.
ولكن كهنة منف ولذات الأسباب أرسلوه إلى كهنة طيبة (الاقصر)، ولعدم عثورهم على عذر لإبعاد هذا الذي وفد على معبدهم بتوصية من الملك، اعتقدوا أن فى استطاعتهم التخلص منه إذا أجبروه على الخضوع لنظام فيه قسوة شديدة من خلال أوامر غاية في الصرامة ومختلف كل الاختلاف عن نظام التربية الهلينية.
كان المقصود دفعه إلى اليأس ثم عدوله عن مهمته لكن فيثاغورس الذي خيب ظنهم وصبر على ذلك منفذا في همة ونشاط كل ما يطلب منه فأثار إعجابهم واحترامهم وسمحوا له بالتضحية للاله آمون، وهو أمر لم يكن مسموحا به لغريب قبله، وفتحوا له أبواب مكتبة المعبد، وبدا ينهل من ذخيرتها في نهم وصبر فتعلم الهندسة واللاهوت وظل يغترف من هذا البحر الكبير اثنين وعشرين عاما.
وعاد ليخرج للعالم نظريته التي اشتهرت باسمه في المثلث القائم الزاوية: حاصل مجموع المربع المنشأ على الوتر يساوي مجموع المربعين المنشأين على الضلعين الآخرين. والتي فتح بها آفاقا جديدة في علوم الرياضيات والتميم الهندسي، وإلى الآن. لقد ولد فيثاغورس بجزيرة ساموس بالساحل اليوناني، والذي يزور مصر ومعابدها يدرك أن نظرية فيثاغورس لم تكن إلا جزءا من علوم الكهنة المصريين الأفذاذ، استقاها من الحبل ذي الثلاث عشرة عقدة الذي كان المساحون المصريون يستعملونه في الأعمال المساحية، والذي كان يسمح بالإضافة إلى قياس المسافات بإنشاء مثلث أبعاده 5/4/3 قائم الزاوية. قدَّس فيثاغورس الرقم 10 لأنه يتسم بالكمال، واهتم اهتماما خاصا بالموسيقى، ونقل إلى اليونان ارتداء الملابس البيضاء، والتأمل في وقت محدد والامتناع عن أكل الفول واللحوم. هؤلاء الكهنة حافظوا على هذه العلوم كأسرار يتداولونها بينهم لهذا لم تكتب ابتكارتهم العلمية بأسمائهم
عبدالمنعم عبدالعظيم.










jc_loadUserInfo();

الاثنين، 19 يناير 2009

رحيل عالم جليل

رحيل عالم جليل
بالصدفة علمت بوفاة عالم من ابرز علماء الطاقة فى مصر الأستاذ الدكتور مهندس محمد زكى الصادق الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم
وتطلعت فى الصحف عسى أن أجد له نعيا وسالت نفسى لو ان الذى انتقل الى رحمة الله راقصة مغمورة أو مطرب مهرج أو ممثلة مبتذلة
لسودت الصحف أوراقها بذكراهم خاصة لو كان وراء الوفاة حادث
فها هى سوزان تميم تشغل مساحات من صحافتنا منذ شهور
والمرحوم الدكتور محمد زكى الصادق من مواليد مركز ارمنت 1947
كان ترتيبه الأول فى الإعدادية والثانوية1961 ومن اصغر طلابها ثم حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة أسيوط 1966 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف الثانية والماجستير عام 1973 ثم حصل على دبلوم فى الهندسة الكهربائية من جامعة بلوزان بسويسرا 1977 والدكتوراه من نفس الجامعة 1982
كانت رسالته للدكتوراه تعالج مشكلة انخفاض التيار الكهربائي بمحافظة قنا التى اقترح فيها حلولا عملية للمشكلة ثم قام بتنفيذها باستخدام أجهزة حديثة تسمى المعوضات الاستاتيكية وهى أول دراسة علمية على مستوى الجمهورية بمكن تنفيذها فى جميع محافظات مصر
وله أيضا بحث عن استخدام أجهزة المعوضات الاستاتيكية فى علاج انخفاض الجهد فى مشكلة نقل التيار الكهربائى من أسوان الى القاهرة وهو من البحوث العلمية الرائدة وله برنامج على الكومبيوتر فى شركة BBC السويسرية وكان له فضل فى إنشاء المعهد العالى للطاقة فى أسوان
والدكتور الصادق عضو بجمعية المهندسين الأمريكية وجمعية المهندسين السويسرية وجمعية المهندسين العربية
وأثناء دراسته فى سويسرا شارك فى تأسيس المركز الاسلامى هناك وله مؤلفات فى الفقه الاسلامى
والدكتور محمد زكى الصادق و هو الذى قدم دراسة متكاملة لطريق ارمنت نجع حمادى الذى تم تنفيذه أخيرا وله دراسة جيدة لتنمية الصحراء والاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة المائية والشمسية والذرية
رحم الله فقيدنا محمد زكى الصادق العالم المتميز فى الهندسة والطاقة والصوفى الزاهد
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
كاتب وباحث بالاقصـــر
Monemazim2007@yahoo.com

الجمعة، 16 يناير 2009

صحبة ولكنها ليست معنا

صحبة ولكنها ليست معنا
الإذاعية أمال العمدة الاقصرية المتألقة

كتب : عبد المنعم عبد العظيم
كرمت الأقصر فى عيد الأسرة اسم الإذاعية الراحلة أمال العمدة حرم المحاور المتألق والمستفز مفيد فوزى
أمال العمدة ابنة الأقصر والتى ترعرعت بين شواهدها الخالدة وكونت من عمق تراثها جزء من ثقافتها الرفيعة التى أثرت أعماقها ووجدانها
كان المعبد والنيل يشكلان قضية أمال وحبها الابدى
هذه الفتاة التى شهدت الأقصر ميلادها فى عام 1941 لاب ينتسب الى بيت من اعرق بيوتاتها بيت العمدة جورجى موسى عمدة الأقصر المسيحى والى ظلت العمودية فى أسرته لم ينازعه فيها احد وبمباركة الأسرة الحجاجية والشقيرات انسبائهم ولم يشعر أهل الأقصر بغرابة فى هذا رغم الأغلبية المسلمة
ظلت العمودية فى هذا البيت حتى بعد تحول الأقصر الى مركز وتنقلت من العمدة نعمان الى العمدة جرجس جادالله حتى العمدة جورجى لتشكل الأقصر اجمل واجهة للوحدة الوطنية عمدة مسيحى وعضو مجلس نواب وبرلمان مسيحى أيضا هو توفيق اندراوس الذى كان منزلة بيت الامه فى الأقصر
نفس المدينة التى احتضنت القطب الربانى ابوالحجاج الاقصرى الذى تربع على عرش معبدها
هذه النشأة التى جعلت من امال العمدة قريبة الصلة وعميقة الصداقة للشيخ محمد الغزالى والشيخ محمد الباقورى والرموز الإسلامية فى الدين والفن والأدب
ومع النيل كانت رحلتها مع أبيها مهندس الرى الذى كان بطبيعة عملة يتنقل من بلد الى بلد على ضفتى النهر الخالد وبين السدود يضبط عطاء النيل فى فيضه ويربط أمال بالأرض الطيبة والطبيعة الساحرة فتحولت مع النيل الى فنانة مرهفة الحس عميقة المشاعر للأرض والنيل والمعبد رغم استقرارها اخيرا بمصر الجديدة والتحاقها بكلية الحقوق التى تخرجت منها ومارست العمل الصحفى ثم الاذاعى وظلت وفية لبلدها الأقصر ودائمة الزيارات لها حتى بعد ان هاجر أشقائها الى كندا كمال الذى كان ضابطا بالجيش وشريف الطبيب وصبرى رجل الأعمال وكانت علاقتها بعميد عائلة العمدة بالأقصر حبيب العمدة دائمة
على ضفاف هذه الرحلة التفت بمفيد فوزى وكان صحفيا ناجحا بمجلات دار روزاليوسف فى هذه الفترة بدء نجم مفيد فى التألق وكانت الموضوعات التى كتبها عن الأقصر من أسباب تألقه
ومن الأقصر تزوج مفيد بآمال العمدة وعاشا قصة عشق نادرة مع هذه الأميرة الفرعونية ذلك القلم الذى تحول الى أعظم محاور عرفه الإعلام المصرى
عاشت أمال مع مفيد فى قدس الأقداس يرتلون قصائد الحب لمصر ويحاورون أعلامها
وتميزت برامج أمال العمدة برنامج عقدتى الذى غاص فى اعماق30 شخصية من المشاهير وبرنامج صحبة وأنا معهم وبرنامج ساعة زمان وبرنامج حارة الحوار حتى حصلت على جائزة الحوار
يقول ابن عمها المهندس جورج ابادير العمدة كم كانت تحب أمال العمدة عبدالحليم حافظ وكانت تدندن دائما بأغنيته قوللى حاجى اى حاجة
وتحاورت مع توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس ونزار قبانى وفكرى أباظة ويحى حقى ورشدى صالح وانيس منصور وفاتن حمامة وعبد الوهاب وزكريا الحجاوى ومنى قطان وعمار الشريعى وطبعا عبدا لحليم حافظ وغيرهم
أمال العمدة عاشت حياتها مع الحب وأنجبت الإعلامية والشاعرة حنان مفيد فوزى صاحبة ديوان الشاطر مش حسن والبوح بعد الصمت
ولم يمهل المرض اللعين أمال العمدة منذ عانت من أول أزماته حتى رحلة العلاج فى أمريكا التى استمرت عامين وكانت تقدم برامحها من هناك وعادت لتفاجئها الأزمة الكبدية ويتم نقلها الى مستشفى الصفا
ولكنها أسلمت الروح بعد رحلة شاقة مع المرض ولم يمهلها القدر غير 72 ساعة قضتها بالمستشفى وفى 12 مارس 2001 انتهت حياة أمال العمدة بعد ستون عاما ولكن رحلة خلودها لم تنتهى.....
عبد المنعم عبد العظيم
الأقصر .. مصر

الأحد، 11 يناير 2009

غزة ومابعد غزة

غـــزة وما بعد غزة
كتب / عبد المنعم عبد العظيم
ماذا تغير فى موقف إسرائيل من الاعتداء على الآمنين فى غزة رغم كل هذه المظاهرات والاحتجاجات وقرار الأمم التى كانت متحدة ماذا فعلت النداءات العاقلة والنداءات المجنونة
كل شىء يسير وفق المخطط الصهيوني فى معركة غير متكافئة تستخدم فيها إسرائيل كل الصلف والغرور الغبى الذى لا يرعى اى مثل إنسانية ولا يراعى غير ماجبلوا عليه من شرور وعدوانية
وسيتوقف إطلاق النار عندما تصل إسرائيل الى أهدافها من إجبار منظمة حماس من التراجع عن إطلاق الصواريخ وإجهاض قوتها الضاربة من خلال اتفاق او من خلال ضمانات تقدمها مصر او اى طرف اخر ولا نستطيع ان نقيم هذا انتصارا لإسرائيل او انحسارا لحركة حماس أو المقاومة
وعلينا من الآن ان نقيم المستقبل تقيما واعيا
اولا : حركة حماس خلقت بشكل أو أخر الأزمة التى أعطت لإسرائيل المبرر للاعتداء رغم ان عدوان إسرائيل مستمر وغير مبرر
ثانيا : العالم العربى و الاسلامى لم يساهم فى مساعدة ضحايا غزة بغير الصراخ والمساعدات الطبية والغذائية وكان يمكن ان يفعل هؤلاء الكثير ولعل مصر التى اتهمت أكثر من ساعد ولعل عمق المأساة حرك عناصر عالمية للتعاطف مع غزة واتخاذ مواقف اكثر ايجابية من الموقف العربى وكثير من المزايدين توقفوا عند الجعجعة
ثالثا : المنظمات الدولية والإقليمية بدأت تتقزم وكفاها سخرية تجاهل إسرائيل لقراراتها ونداءاتها .
رابعا : موقف مصر الرسمى رغم الجهود التى بذلها الرئيس مبارك
استطاعت زيارة وزيرة خارجية إسرائيل وتصريحاتها فى مصر دون رد وزير الخارجية عليها خلق الفرصة للمغرضين من النيل من مصر ولا ادرى لماذا يتبسط رئيس مصر ويستقبل وزيرة خارجية دولة هناك شك فى نواياها فليس مطلوبا منه هذا فى البرتوكول الدبلوماسى
خامسا : الخلافات الفلسطينيه الفلسطينية الى متى تظل عائقا دون حركة مقاومة متحدة تنسى الخاص فى مقابل العام والا ستتكرر النكبات
سادسا : هناك امور يجب ان تدرس وتقنن ويعاد النظر فيها بما يخدم قضايانا الملحة قضية المعابر وتصدير الغاز والتطبيع عموما
سابعا :ما حدث فى مجلس الشعب من تطاول على المعارضة واتهامها بعدم الوطنية واستخدام الحذاء فى الحوار أشياء لاتقرها تقاليدنا البرلمانية الراسخة لا يستطيع احد على ان يزايد على الديمقراطية داخل المجلس وكل القوى تشارك برائيها والعيب ليس فى الانتصار لراى الأغلبية فهذه هى قواعد اللعبة البرلمانية وعلى الذين يأملون ان تتحقق مطالبهم التى يعتبرونها مشروعة كسب الأغلبية
ثامنا : الحرب خلت من مقاومة شعبية من حركة حماس وغيرها من المنظمات هل اختبىء الاشاوش فى الخنادق وتركوا الجماهير المسكينة لتواجه الموت المحقق دون ان تحميها مقاومة او حرب عصابات كان الكلام هو الطلقات التى تقاوم وتشتم ولابد للحركة جهادية من وسائط قوة قادرة على المقاومة ولعلنى استغرب من تلك الصواريخ البمبية التى أحدثت الفتنة و لم تحدث منها خسائر تذكر فى الجانب الاسرائيلى ماذا بعد غزة قضية اكبر من منظمة حماس واكبر من سعى اسرائيل من تفريغ قطاع غزة ورزء سيناء بجيش حماس الذى لم نسمع له صوتا فى المعركة وتسليم القطاع لإدارة مصرية واكبر من الخلافات العربية حتى علاقة حماس بجماعة الإخوان المسلمين لا تتعدى وحدة المنشأ ولكن لكل من الإخوان وحماس وضعية تختلف لاختلاف الأهداف والمنطلقات ولا يحسب التعاطف انتماء ولا يشكل هذا التعاطف خطرا على النظام فى مصر بكل المقاييس .
غزة جرحنا الدامى غزة جزء من كيان العروبة هى عارنا وحمايتها واجب قومى بكل المعايير
عبد المنعم عبد العظيم