الجمعة، 16 يناير 2009

صحبة ولكنها ليست معنا

صحبة ولكنها ليست معنا
الإذاعية أمال العمدة الاقصرية المتألقة

كتب : عبد المنعم عبد العظيم
كرمت الأقصر فى عيد الأسرة اسم الإذاعية الراحلة أمال العمدة حرم المحاور المتألق والمستفز مفيد فوزى
أمال العمدة ابنة الأقصر والتى ترعرعت بين شواهدها الخالدة وكونت من عمق تراثها جزء من ثقافتها الرفيعة التى أثرت أعماقها ووجدانها
كان المعبد والنيل يشكلان قضية أمال وحبها الابدى
هذه الفتاة التى شهدت الأقصر ميلادها فى عام 1941 لاب ينتسب الى بيت من اعرق بيوتاتها بيت العمدة جورجى موسى عمدة الأقصر المسيحى والى ظلت العمودية فى أسرته لم ينازعه فيها احد وبمباركة الأسرة الحجاجية والشقيرات انسبائهم ولم يشعر أهل الأقصر بغرابة فى هذا رغم الأغلبية المسلمة
ظلت العمودية فى هذا البيت حتى بعد تحول الأقصر الى مركز وتنقلت من العمدة نعمان الى العمدة جرجس جادالله حتى العمدة جورجى لتشكل الأقصر اجمل واجهة للوحدة الوطنية عمدة مسيحى وعضو مجلس نواب وبرلمان مسيحى أيضا هو توفيق اندراوس الذى كان منزلة بيت الامه فى الأقصر
نفس المدينة التى احتضنت القطب الربانى ابوالحجاج الاقصرى الذى تربع على عرش معبدها
هذه النشأة التى جعلت من امال العمدة قريبة الصلة وعميقة الصداقة للشيخ محمد الغزالى والشيخ محمد الباقورى والرموز الإسلامية فى الدين والفن والأدب
ومع النيل كانت رحلتها مع أبيها مهندس الرى الذى كان بطبيعة عملة يتنقل من بلد الى بلد على ضفتى النهر الخالد وبين السدود يضبط عطاء النيل فى فيضه ويربط أمال بالأرض الطيبة والطبيعة الساحرة فتحولت مع النيل الى فنانة مرهفة الحس عميقة المشاعر للأرض والنيل والمعبد رغم استقرارها اخيرا بمصر الجديدة والتحاقها بكلية الحقوق التى تخرجت منها ومارست العمل الصحفى ثم الاذاعى وظلت وفية لبلدها الأقصر ودائمة الزيارات لها حتى بعد ان هاجر أشقائها الى كندا كمال الذى كان ضابطا بالجيش وشريف الطبيب وصبرى رجل الأعمال وكانت علاقتها بعميد عائلة العمدة بالأقصر حبيب العمدة دائمة
على ضفاف هذه الرحلة التفت بمفيد فوزى وكان صحفيا ناجحا بمجلات دار روزاليوسف فى هذه الفترة بدء نجم مفيد فى التألق وكانت الموضوعات التى كتبها عن الأقصر من أسباب تألقه
ومن الأقصر تزوج مفيد بآمال العمدة وعاشا قصة عشق نادرة مع هذه الأميرة الفرعونية ذلك القلم الذى تحول الى أعظم محاور عرفه الإعلام المصرى
عاشت أمال مع مفيد فى قدس الأقداس يرتلون قصائد الحب لمصر ويحاورون أعلامها
وتميزت برامج أمال العمدة برنامج عقدتى الذى غاص فى اعماق30 شخصية من المشاهير وبرنامج صحبة وأنا معهم وبرنامج ساعة زمان وبرنامج حارة الحوار حتى حصلت على جائزة الحوار
يقول ابن عمها المهندس جورج ابادير العمدة كم كانت تحب أمال العمدة عبدالحليم حافظ وكانت تدندن دائما بأغنيته قوللى حاجى اى حاجة
وتحاورت مع توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس ونزار قبانى وفكرى أباظة ويحى حقى ورشدى صالح وانيس منصور وفاتن حمامة وعبد الوهاب وزكريا الحجاوى ومنى قطان وعمار الشريعى وطبعا عبدا لحليم حافظ وغيرهم
أمال العمدة عاشت حياتها مع الحب وأنجبت الإعلامية والشاعرة حنان مفيد فوزى صاحبة ديوان الشاطر مش حسن والبوح بعد الصمت
ولم يمهل المرض اللعين أمال العمدة منذ عانت من أول أزماته حتى رحلة العلاج فى أمريكا التى استمرت عامين وكانت تقدم برامحها من هناك وعادت لتفاجئها الأزمة الكبدية ويتم نقلها الى مستشفى الصفا
ولكنها أسلمت الروح بعد رحلة شاقة مع المرض ولم يمهلها القدر غير 72 ساعة قضتها بالمستشفى وفى 12 مارس 2001 انتهت حياة أمال العمدة بعد ستون عاما ولكن رحلة خلودها لم تنتهى.....
عبد المنعم عبد العظيم
الأقصر .. مصر

ليست هناك تعليقات: