الخميس، 9 أبريل 2009

اسطورة اللوتس

اقصريات
اسطورة اللوتس
الزهرة التى قدسها الفراعنة
عبد المنعم عبد العظيم
بالرغم من ان زهرة اللوتس عرفت فى بلاد كثيرة من بلاد العالم القديم مثل الهند والصين واليونان الا ان ارتباطها بمصر كان اكثرمن تلك البلاد التى شهدت مهد الحضارت الانسانية وكان لها تاثير فى كثير من مظاهر الحياة فى مصر القديمة 0ولزهرة اللوتس انواع كثيرة اشتهر منها ثمانية انواع رئيسية عرفت لدى الاغريق واليونان باسم اللوتس و اشتهر فى مصر منها ثلاث انواعاولها نبات اللوتس الابيض وكانوا يسمونه سشن و سسن ومنها اشتق اسمها العربى السوسن والسوزان كما كان يعرف ببشنين الخنزير او عرائس النيلوفضلا عن استعمال زهور اللوتس الابيض فى الزينة استعمل كمرطب وكان المصريين ياكلون جذوره مشوية ومسلوقة ويذكر هيردوت انهم كانوا يطحنون بذوره بعد جمعها وتجفيفها ويصنعون منها على النار خبزا وفطائر تاكل كحلوى 0وجذور البشنين مستديرة الشكل بها قليل من الحلاوة مما جعلها طعاما مستساغا 0ونبات اللوتس ينتمى الى عائلة الحورية (نيمفيا) فى المملكة النباتية التى لعبت دورا فى الاساطير الاغريقية القديمة تقول احدى هذه الاساطير ان هرقل قد هجر حورية فالقت بنفسها فى الماء حزنا فتحول جسدها الى زهرة هى زهرة اللوتس0وثانى انواع اللوتس التى عرفها قدماء المصريين زهرة اللوتس الزرقاء التى عرفوها باسم سارات و تعرف باسم البشنين العربى او اكل النمل لانه يقتل النمل الذى يقترب منهوكانت الاكاليل التى توضع فوق رؤوس النساء من هذه الزهرة التى قضلها المصريون القدماء لرائحتها العطرة الذكية المنعشة 0اما ثالثها فهو نبات اللوتس الاحمروكانوا يسمونه نخب وعرفه العرب باسم الفول العربىاو الباقلى القبطى وهو من اصل هندى وتتميز زهرته بلونها الاحمر ورائحتها الذكية واوراقه مستديرة يبلغ قطرها ثلاثون سنتيمتر ترتفع فوق سطح الماء بارتفاع متروقد عثر على راس طفل من العصر الرومانى يضع فوق راسه قبعة من ورق اللوتس ووجدت ايضا فى مقابرهوارة التى ترجع الى العصرين الاغريقى واليونانى عدد منها فورقتها تشبه قبعة تسالية ( اقليم تساليا ) كما قال ثيوقراستوسووجدت ايضا على عصابة نفرتم وصنع منها مهد حورس فى صباه كما وجدت على رؤوس معظم الاعمدة فى الهياكل والمعابد والدور التى كانت تقام على شكل اللوتس الاحمر الا ان هذا الوجود تزايد فى العصر الرومانى المتاخر ثم بدا فى التوقف فى الحقبة المسيحية وندر وجوده فى مصر الان فلا يوجد الا القليل منه فى حدائق الاسكندرية والقاهرة والاسماعلية وليت وزارة الزراعة تهتم باعادة زراعته وحفظه من الانقراض 0لم يكن اللوتس مجرد نبات يبهج المصريين القدماء بجمال منظره او ينعشهم برائحته الزكية وعبق عطره الفواح او كغذاء لهم انما ارتبط بعقيدتهم كرمز لعملية الخلق انعكس على حياتهم وفكرهم وبلغ من السمو والمكانه ان شبهوا به ملوكهم فكانوا يقولون ان الملك مثل نفرتم (زهرة اللوتس ) عند انف رعوحين كان الفيض يغمر ارض مصر ويخيم عليها السكون تخيل المصرى القديم الماء الازلى الذى نشا منه الكون وفى وسطه تخرج زهرة اللوتس الجميلة تستقبل الشمس فى الصباح حين تتفتح ثم تنغلق على نفسها فى الغروب وتغوص فى ليل تحت الماء 0فارتبطت بالشمس وحركتها وربطها المصرى القديم يسيد الشمس نفرتم فهى تتخذ من الماء عرشا لها وبذورها تمزق الغلاف الذى تنبت فيه والزهرة تشبه الدائرة التى هى قوة العقل الذى هو بدوره مظهر القوةواصبحت زهرة اللوتس تمثل حورس ذا العقل حاكم السماء التى فيها الشمس 0واعتقد المصريون ايضا ان الموتى المعمدين سوف يولدون ثانية من زهرة اللوتس لهذا كانت زهرة اللوتس من اهم القرابين التى يقدمها المصرى للمعابد وللموتى فى مقابرهم كما تقدم هدية الحب للاحياءوغزت نقوشها الفن المصرى القديم واستعملها الفنان المصرى باشكال مختلفة اصبحت من اشهر الاشكال فى الزخارف والرسوم لايكاد يخلوا منها اثر على امتداد مصرفاستعملت فى الافاريز كما استملت راسية وافقية وحلزونية وبوضع منعكس كما استخدم شكل الزهرة الطبيعى باوراقها الاربع اتى يعلوها التويج الابيض او الازرق تحيط به اعضاء التذكير والتانيث كما رسم مسقطها الافقى والجانبى فى تكرارات متعددة اما برعم الزهرة فقد استخدم فى تزيين رؤوس الاعمدة وتيجانهايقول عالم المصريات بترى ان العالم مدين فى زخارفه للمصريين الذين اوجدوا اول مدنية فى الارض 0ثم انتقلت هذه الرمزية المصرية الى معظم الحضارات القديمة لاسيما الهندوسية والبوذية حيث استقوا من قصة الخلق المصرية ورموزها عن الخصب والحياة والخلود والنقاءجزء من عقائدهم وظلت زهرة اللوتس فى التقاليد والاساطير رمزا للراحة والصحة والجمال والسحر والحب والتفاؤلويعتقدون فى الصين بوجود بحيرة لوتس مقدسة فى السماء ويعتقدون ان لكل روح شجرة لوتس خاصة فى هذه البحيرة ومازالت بعض المجتمعات الريفية تحرق البخور لروح اللوتس اتقاءا لاذى الارواح الشريرةوفى احدى المذاهب البوذية تلعب زهرة اللوتس دورا هاما فهى كامراة تتحد مع الرعد الذى يقوم بدور الرجلوفى اليابان ان من ياكل زهرة من اللوتس او سيقانها يكتسب قوة جسدية ووصفها كثير من الكتاب والعشابين العرب هذه الزهرة التى عرفوها باسم النيلوفر وعددوا فوائدها العلاجية فى علاج السعال والبهاق واوجاع الجنب والرئة والثعلبة والقروح والخفقان والبرص والنزيف وفى علم النفس يستخدمون عبارة اكل اللوتس للتعبير عن الشخص فاقد الذاكرة اوالشخص الذى يبنى قصورا فى الهواء ويرجع هذا الى احدى الاساطير الاغريقية عن شعب كان يعيش فى ليبيا كان طعامه يتكون من ثمار وبراعم اللوتس وكان كل من ياكل منه ينسى اسرته ووطنه واصدقاؤه وقدوصف تينسون تاثيرها فى اشعاره تحت عنوان اكلى اللوتس كما تحدث عنهم هوميروس صاحب الالياذةومازالت اسماء مثل سوسن وسوزان تتداول كما نقول عن الشخص الجميل شربات والاصل سربات كالسيد الجميل نفرتم السيد الجميل الذى يضع على راسه زهرة اللوتس الزرقاء ساربات
0عبدالمنعــم عبدالعظــيم
الاقصـــر – مصـــر

ليست هناك تعليقات: