اندية الليونز فى الاقصر
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
من المعروف ان أندية الليونز فى العالم منظمات ماسونية تستهدف إقامة حكومة عالمية لا دينية تتخذ من الديمقراطية شعارا وليونز اختصار لـكلمات (الحرية والذكاء لسلامة أوطاننا) وهى منظمة عالمية صهيونية الجذور والإدارة والنشاط ومنذ إنشائها عام 1905 والمحافل الماسونية تروج لها وتقع مصر ضمن المنطقة 352 وهى منظمة مشبوهة طبقا لراى الازهر الشريف والمؤتمرات الإسلامية فى مكة والقاهرة
المهم الأقصر دخلت اهتمام هذه المنظمة فقد عقد نادى ليونز حورس بجارد ن سيتى لقاء حول تطوير الأقصر فى 15 يونيو 2009كان ضيف الشرف فيه الدكتور سمير فرج
أيضا تم الإعلان عن تنظيم عرض أزياء لمصمم الأزياء العالمى هانى البحيرى بمعبد الأقصر تحت إشراف نادى ليونز حورس وجمعية ولاد مصر ورعاية الدكتور سمير فرج
والأعجب أن جريدة الأهرام طالعتنا فى19/10 2009 بخبر ان الأقصر تحتضن المشروعات الخيرية لأندية الليونز وان الدكتور سمير فرج أعلن أننا بصدد مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأقصر من خلال احتضان المشروعات الخيرية التى تقيمها أندية الليونز فى مصر وذلك فى مؤتمر الليونز الذى اقيم بفندق سونستا بالأقصر وتحدث فيه المهندس حسام خضير حاكم أندية الليونز والمهندس مجدى عزب الحاكم السابق وسليم موسان المدير العلمى لأندية لبنان والأردن ونظم المؤتمر الدكتور محمود المغربى رئيس نادى ليونز الرحاب وشرح مشروع الإطراف الصناعية الذى سيقام يالاشتراك مع نادى ليونز الاقصر برئاسة ممدوح فليب
من حقنا ان نسال الدكتور سمير فرج ماهى علاقتك باندية الليونز وهل تسللت الماسونية الى بلد الحضارة الأقصر
وهل تجهل سيادتكم والسيد وممدوح فليب الذى يمثل احد اراخنة الكنيسة الوطنية الارثوزكسية وتربطه كما اعلم علاقة خاصة بالبابا شنودة ارتباط أندية الليونز بالماسونية والصهيونية العالمية
مجرد اسئلة ساذجة تقلقنى خاصة ان كوكبة من قيادات العمل السياسى والاجتماعي فى الأقصر ضمت لنادى ليونز الأقصر
وحتى ألان انا افترض حسن النية لدى سيادتكم لكنى لا افترضها لدى الليونز
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009
الخميس، 15 أكتوبر 2009
الدرويش الثائر
الدرويش الثائر
احمد الطيب البغدادى
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
انه الفقيه الورع المجاهد الابى احمد الطيب البغدادى المولود بقرية جاو التى سميت (بالبغداى) احدى قرى الاقصر نسبة الى والده العارف بالله الشيخ احمد محمد عبيد البغدادى صاحب المقام المعروف والكرامات المشهودة والذى اقام ببغداد فارا من العنت الذى لاقاه بعد حادث لجارية مسلمة كنت ملكا لاحد الاقباط فاراد ان يتسرى بها فامتنعت ولجات الى الشيخ الذى عرض على صاحبها ان يشتريها ليحررها فرفض القبطى واستعدى السلطات علية لكن الشيخ لم يستسلم وواجه السلطات وفر الى بغداد زمنا ثم عاد فلقبه الناس بالبغدادى ونسبوا القرية اليه
وكان الشيخ وابنه قبلة للمحبين وساحتهم ملتقى المريدين وملجا المظلومين اشتهرا بالعلم والتقى واخلصا لله فصفت لهم القلوب والتف حولهم الاحباب
ورث الشيخ احمد عن والده التقوى والقوة فى الحق وعن اخواله ال سلطان وال رضوان العلم والتفقه فى الدين فكان عالما عابدا ياكل من حصاد يده ويفتح داره لاصحاب المقاصد ويرجع نسبه الشريف الى الحسين بن على رضى الله عنهما
وما كان يمكن لقصته ان تعرف لولا الكاتبة الانجليزية لوسى داف جوردان التى عاشت فى الاقصر للاستشفاء 1862-1869 وكانت تكتب زكرياتها فى مصر على شكل رسائل تبعث بها الى ابنتها جانيت واستطاعت هذه الرسائل ان تؤرخ لهذه المنطقة والاحداث التى عايشتها
فهى منطقة فقيرة مهمشة والناس فيها تشغلهم قضية الكدح من اجل لقمة العيش يعانون من مرارة الحياه حتى الملاحم الفنية التى تغنت بقصص مثل حسن ونعيمة وناعسة وادهم الشرقاوى وبهية وياسين لم تشغل بال فنانيهم الفطريين فقد انشغلوا بفن الواو والنميم والمواويل الحزينة مثل حياتهم
وكان يمكن لهذه الحكاية ان تندثر كما اندثر تاريخ طويل من النضال والكفاح فى مثل هذه المناطق النائية لولا هذه السيدة
ومن ضمن رسائل جوردان رسالتها المؤرخة فى 12 مارس 1865 التى حكت فيها قصة الشيخ
كانت سنة 1865 حزينة فى تاريخ هذه المنطقة من صعيد مصر حيت كانت بلدة صغيرة اسمها جاو على مدى غير بعيد من الاقصر مقر ثورة اميرها درويش من السلمية (العديسات الان) هو الشيخ احمد الطيب البغدادى بسبب مرور سفيتة بروسية تحمل عدد من الاروام التجار اعتدى عليها الاهلون وقتلوا كل من كان عليها وان عشرة من القرى قامت بثورة معلنة وان افندينا الخديوى اسماعيل جاء بنفسه وقضى على الاهالى قضاءا تاما
ثم تمضى فى رسالتها قائلة ان هذا الدرويش سار سيرة ابيه اذ كان ابيه درويشا قبله بثلاثين سنه وكانت مصر فى هذه الايام تعيش تحت حكم الخديوى وسطوة الامتيازات الاجنبية وتحكم صندوق الدين وكان التجار الاروام يمارسون ابشع انواع الاستغلال والابتزاز لفلاحى مصر فى حماية السلطات الحاكمة
يجوبون القرى ويقرضون الفلاحين بالربا ويحصلون على المحاصيل بابخس ثمن ويبيعون لهم باعلى الاسعار
وكان من الطبيعى لهذه النفوس الابية فى صعيد مصر ان يثوروا على الظلم ويقاوموا القهر فكانت ثورة جاو بقيادة الشيخ احمد الطيب البغدادى واشتعلت شرارة الثورة بعد ان انحاز الشيخ لجانب الفلاحين وامتدت الثورة لعشرة قرى بارمنت والاقصر
ولعل عنف الثورة والخوف من انتشارها حدا بالخيوى اسماعيل نفسه ان يقود حملة لقمعها والقضاء عليها
فقد كان للخديوى اسماعيل مصالح شخصية فى المنطقة اقطاعيته فى ارمنت ومصنع السكر الذى كان ملكا لدائرته السنية وبدبره شقيقة مصطفى فاضل وقصره الذى بناه فى ارمنت على الطراز الفرنسى لاستقبال امبرطورة فرنسا اوجينى فى حفل افتتاح مصنع السكر الذى واكب افتتاحه فتح قناة السويس
واستطاعت قوى البغى بقيادة خديوى مصر اسماعيل ان تقهر الثورة وان تقتل مالايقل عن الف من الاهالى وتنفى عدد غير قليل منهم الى فازوغلى يالسودان وان تبيد ثلاثة قرى تماما هى جاو (البغدادى) وبيدة التى عرفت من ايامها بنجع المظاليم وريانه (الرياينة الان)
ولكن الحملة لم تستطع ان تقضى على الدرويش الثائر احمد الطيب البغدادى الذى فر الى الجبل مع عدد من اتباعة وتقول الاسطورة انه عبر نهر النيل ماشيا على قدميه هو وصحبه وقيل وهم راكبى الخيول ومازالت قرى كثيرة حل بها بالصعيد تسمى اولاد الشيخ
وارادوا ان يشوهوا صورته فاتهموه بالشيوعية واحيانا بالجنون واشاعوا انه متصل بالجان ويمارس للسحر والشعوذة
ولقد تصدى لهذه المزاعم العارف بالله سيدى السيد يوسف الحجاجى والصحفية الانجليزية عاشقة مصر والمصريين لوسى داف جوردان والفرنى مونيه واكدوا ان تاريخ الشيخ مشرف وصفحته ناصعة سطورها جهاد من اجل مصر ودفاع عن الضعفاء والدعوة الى الله
وتمر الايام باع الخديوى اقطاعيته فى ارمنت للكونت الفرنسى دى فونتارس قبل ان يشتريها الاقتصادى المصرى احمد عبود باشا ومصنع السكر لشركة بلجيكية ثم امتلكها عبود ايضا قبل ان تتحول الى قطاع عام
وتوارت اسماء الطغاة وبقيت سيرة الدرويش الثائر احمد الطيب البغدادى رمزا للصمود والثورة
عبدالمنعـم عبدالعظـيم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 9 أكتوبر 2009
من قتل الدكتور الرئيس
اشهر اطباء النسا والتوليد فى العالم
الدكتور محمد عبدالحميد يوسف
مصرى من الصعيد
كتب : عبدالمنعم عبد العظيم
مرت عشر سنوات على وفاة ذلك الطبيب الذى حاولت مرارا ان اكسر جدار صمته لاحاول ان انقل تجربته للشباب
كانت اجابته دائما انا طبيب عادى لااحب الدعاية انا مجرد انسان يؤدى واجبه وينمى دراساته فى تخصصه ويستطرد مهمتنا انسانية بالمقام الاول
الجراح عموما مسئول عن حياة انسان اما جراح النسا والتوليد فمسئول عن حياة الام والمولود ومن هنا كانت مسئوليته اكبر ويجب ان يكون تعليمه اكثر
ويضيف علمتنى الحياة الا اتحدث عن نفسى واترك عملى يتحدث عنى
الدكتور محمد عبدالحميد محمد يوسف اشهر اطباء النسا والتوليد فى العالم او الدكتور الرئيس كما يلقبونه فى امريكا ولد فى مدينة ارمنت محافظة قنا فى 8 اغسطس عام 1934كان والده خراط معادن بمصانع سكر ارمنت وهو اول مصرى يؤلف كتابا باللغة العربية عن الخراطة وحساب القلوظات وتراس اول لجنة نقابية للعمال بمصنع ارمنت وقت ان كان العمل النقابى جريمة عقوبتها الفصل وبعد اول اضراب نقابى امر مدير المصنع الفرنسى الا يعمل بالمصنع نقابى الا بعد ان يرتدى زى النساء ويدخل المصنع حاملا جرة فرفض المهانة وهاجر باسرته الى القاهرة وعمل بالمقاولات واصبح من رجال الاعمال
التحق الدكتور محمد بكلية الطب جامعة القاهرة وحصل على بكالريوس الطب والجراحة بتفوق ولكن اسمه اسقط من قائمة البعثات للدراسات العليا لصالح ابنة احد كبار اساتذه الطب ولكنه اصر على مواصلة الدراسة على نفقته وسافر الى انجلترا واخذ يعمل ويدرس حتى حصل على زماله كلية الجراحين الملكية بادنبرا باسكتلندة
ثم حصل على دبلوم التخصص فى امراض النسا والتوليد من الكلية الملكية بدبلن بايرلندا 1964 ومن كلية ترنتى ايضا ثم حصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بلندن عام 1966 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بكندا 1969 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الامريكية لامراض النسا والتوليد بالولايات المتحدة الامريكية 1972
وبدات الهيئات الطبية العالمية فى تداول ابحاثه العلمية المتميزة وحصل على عضوية الكلية الملكية لامراض النسا والتوليد بلندن وزمالة كلية الجراحين الملكية بكندا والكلية الدولية للجراحين والكلية الامريكية للجراحين والكلية الامريكية لامراض النسا والولادة وزمالة الكلية الملكية لامراض النسا بكندا وكلية الجرحين الملكية بادنبرة 0
وظل الدكتور محمد عبدالحميد حتى وفاته عضوا بنقابة الاطباء المصرية والمجلس الطبى بالكويت وكندا وامريكا وانجلترا
وعمل قبل وفاته رئيسا لقسم امراض النسا بمستشفى الكويت ومسئولا عن جهاز تدريب الاطباء بدعوة شخصية من الامير الصباح
وتقول شهادته انه يعمل بكفاءة نادرة واخلاص وتمكن علمى بمصر والكويت وكولومبيا والولايات المتحدة الامريكية وفى نيويورك شارع باسمة دكتور جوزيف ستريت ومركز اسلامى كبير ومسجد قام ببنائه على نفقته
وتتداول جامعات العالم بحوثه حول سته من الحالات المرضية غير العادية وله ثلاثون بحثا فى امراض النساء والتوليد والعقم عند النساء تدرس فى جامعات العالم وله بحثين مطولين حول الحالات النفسية المصاحبة للولادة وكتاب عن سرطان الرحم
وقد تميز الكتور محمد طوال دراسته وعمله باخلاقيات عالية وتواضع جم وحب كبير كباحث متخصص عمليا كجرح ونحت اسمه فى السجلات العلمية حتى انهم لقبوه فى اوربا وامريكا بالطبيب القديس فطوال سنوات عمره لم بشرب خمرا ولم يحضر حفلا راقصا ولم يتخلف عن اداء مايفرضه عليه دينه الحنيف ولم يقصر فى المشاركة فى العمل الاسلامى العالمى ويعتبر ان تمسكه بدينه هو سر نجاحة
وقد توفى رحمه الله اثر حقنة عندما فكر فى العودة الى مصر نهائيا رغم الاغراءات التى قدمت اليه ليستمر استاذا بجامعة نيويورك والجامعات الامريكية والفاعل ليس مبنيا للمجهول 0
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الدكتور محمد عبدالحميد يوسف
مصرى من الصعيد
كتب : عبدالمنعم عبد العظيم
مرت عشر سنوات على وفاة ذلك الطبيب الذى حاولت مرارا ان اكسر جدار صمته لاحاول ان انقل تجربته للشباب
كانت اجابته دائما انا طبيب عادى لااحب الدعاية انا مجرد انسان يؤدى واجبه وينمى دراساته فى تخصصه ويستطرد مهمتنا انسانية بالمقام الاول
الجراح عموما مسئول عن حياة انسان اما جراح النسا والتوليد فمسئول عن حياة الام والمولود ومن هنا كانت مسئوليته اكبر ويجب ان يكون تعليمه اكثر
ويضيف علمتنى الحياة الا اتحدث عن نفسى واترك عملى يتحدث عنى
الدكتور محمد عبدالحميد محمد يوسف اشهر اطباء النسا والتوليد فى العالم او الدكتور الرئيس كما يلقبونه فى امريكا ولد فى مدينة ارمنت محافظة قنا فى 8 اغسطس عام 1934كان والده خراط معادن بمصانع سكر ارمنت وهو اول مصرى يؤلف كتابا باللغة العربية عن الخراطة وحساب القلوظات وتراس اول لجنة نقابية للعمال بمصنع ارمنت وقت ان كان العمل النقابى جريمة عقوبتها الفصل وبعد اول اضراب نقابى امر مدير المصنع الفرنسى الا يعمل بالمصنع نقابى الا بعد ان يرتدى زى النساء ويدخل المصنع حاملا جرة فرفض المهانة وهاجر باسرته الى القاهرة وعمل بالمقاولات واصبح من رجال الاعمال
التحق الدكتور محمد بكلية الطب جامعة القاهرة وحصل على بكالريوس الطب والجراحة بتفوق ولكن اسمه اسقط من قائمة البعثات للدراسات العليا لصالح ابنة احد كبار اساتذه الطب ولكنه اصر على مواصلة الدراسة على نفقته وسافر الى انجلترا واخذ يعمل ويدرس حتى حصل على زماله كلية الجراحين الملكية بادنبرا باسكتلندة
ثم حصل على دبلوم التخصص فى امراض النسا والتوليد من الكلية الملكية بدبلن بايرلندا 1964 ومن كلية ترنتى ايضا ثم حصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بلندن عام 1966 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بكندا 1969 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الامريكية لامراض النسا والتوليد بالولايات المتحدة الامريكية 1972
وبدات الهيئات الطبية العالمية فى تداول ابحاثه العلمية المتميزة وحصل على عضوية الكلية الملكية لامراض النسا والتوليد بلندن وزمالة كلية الجراحين الملكية بكندا والكلية الدولية للجراحين والكلية الامريكية للجراحين والكلية الامريكية لامراض النسا والولادة وزمالة الكلية الملكية لامراض النسا بكندا وكلية الجرحين الملكية بادنبرة 0
وظل الدكتور محمد عبدالحميد حتى وفاته عضوا بنقابة الاطباء المصرية والمجلس الطبى بالكويت وكندا وامريكا وانجلترا
وعمل قبل وفاته رئيسا لقسم امراض النسا بمستشفى الكويت ومسئولا عن جهاز تدريب الاطباء بدعوة شخصية من الامير الصباح
وتقول شهادته انه يعمل بكفاءة نادرة واخلاص وتمكن علمى بمصر والكويت وكولومبيا والولايات المتحدة الامريكية وفى نيويورك شارع باسمة دكتور جوزيف ستريت ومركز اسلامى كبير ومسجد قام ببنائه على نفقته
وتتداول جامعات العالم بحوثه حول سته من الحالات المرضية غير العادية وله ثلاثون بحثا فى امراض النساء والتوليد والعقم عند النساء تدرس فى جامعات العالم وله بحثين مطولين حول الحالات النفسية المصاحبة للولادة وكتاب عن سرطان الرحم
وقد تميز الكتور محمد طوال دراسته وعمله باخلاقيات عالية وتواضع جم وحب كبير كباحث متخصص عمليا كجرح ونحت اسمه فى السجلات العلمية حتى انهم لقبوه فى اوربا وامريكا بالطبيب القديس فطوال سنوات عمره لم بشرب خمرا ولم يحضر حفلا راقصا ولم يتخلف عن اداء مايفرضه عليه دينه الحنيف ولم يقصر فى المشاركة فى العمل الاسلامى العالمى ويعتبر ان تمسكه بدينه هو سر نجاحة
وقد توفى رحمه الله اثر حقنة عندما فكر فى العودة الى مصر نهائيا رغم الاغراءات التى قدمت اليه ليستمر استاذا بجامعة نيويورك والجامعات الامريكية والفاعل ليس مبنيا للمجهول 0
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الخميس، 8 أكتوبر 2009
"شمس المعارف نشرق من الجنوب"
سيدي ابي الحجاج الأقصري
كتب :عبدالمنعم عبد العظيم
ويهل علينا هلال شهر شعبان المكرم وتتطلع القلوب الى مدينة الالف باب طيبة الاقصر حيث مولد شيخها شيخ الزمان وواحد الاوان صاحب المعارف الربانية والكرامات المشهورة والمكاشفات المعروفة وحارسها فى قلعته الحصينة التى اقيمت فوق كنيسة قديمة اقيمت هى ايضا فوق جزء من معبد الاقصر لتتزاوج مصر الفرعونية بمصر المسيحية بمصر الاسلامية فى وحدة معمارية وتاريخية وحضارية رائعة الهلال مع الصليب مع مفتاح الحياة
هو السيد يوسف عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محي الدين بن منصور بن عبد الرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ناصر الدين بن أبراهيم بن احمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبد الله بن الدني بن عبد الخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبد الخالق بن أحمد بن اسماعيل ابي الفراء الشهير بن عبد الله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الامام الاعظم سيدي علي زين العابدين بن الامام الاكبر سيدي ابي عبد الله الحسين بن الامام المكرم والخليفة الاعظم سيدي علي بن ابي طالب وامه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري علي الراجح في مدينة " بغداد " حاضرة الخلافة العباسية في عهد الخليفش شة المقتفي بأمر الله العباسي وقد نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيدعبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية .
وكانت فترة نشاته فترة خصبة في الفكر الصوفي فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلماؤه في بغداد – فحفظ القران الكريم في سن مبكره ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية ولكن لم يلبث ان توفى والده وهو طفل صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته وكان له حانوت مشهور في بغداد
وقد درت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا وأنجب أيضا صغيرا وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في " بغداد " وظل كذلك ينهل من مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ بنصيب وافر من مختلف العلوم ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد وتفقه على مذهب الامام الشافعي علي يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي وتاثر بقراءته لهذه الكتب تاثرا تاما وقد إنعكس صدي هذا التاسر علي ما تركه من أقوال في علوم الطريق و اراء في التربية والسلوك كما قرا الادب ايضا في نختلف فنونه وكان ذواقا للشعر ومن نظمه :
ولقد رأيت جماعة في عصرنا قد كنت أحسبهم علي سنن السلف
قبلوتهم وخبرتـهم وعرفتـهم فوجدت خلفا ما بجملتــهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم من رام وصلهــم فقد رام التلف
ورايت أسباب السلامة كـلها في رميهم خلفا لظهــــــر ثم كف
وكان لثقافته الادبية اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح عميقة المعنى وكان للادب فى حياته اثر بعيد علي اقواله في الطريق
ويعد أن تزود ابو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة أشتغل بالوعظ والتذكير في بغداد وكان علي وعظة اقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التاثير فيمن حوله – فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريديه في مكة والمدينة .
ومرت الايام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الاربعين من عمره وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الاسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل الي أماكن اخري ليتعرف علي مدارس الفكر الاسلامي فيها بجانب ان وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ الي 622 هـ حيث تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتن الاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة
لذلك فكر في الرحيل متجها الي مكة وأقام بها سنة تعرف خلالها علي اشراف من نسل اجداده وأسهم بالراي والمناقشة في مجالس علمها تعرف علي القادمين من مصر ومنهم بعض من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجداد مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر اليها وخاصة ان مصر كانت تمتاز في ذلك الوقت بالهدوء والسكينة والامان والاطمئنان دون سائر المدن الاسلامية ولكن الشيخ أبي الحجاج اثر البدء بزيارة المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام – فتزود هناك بالعلم وعاش بفكرة وايمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم
وفي رحاب المصطفي صلي الله عليه وسلم أتخذ أبي الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من اجل الحق والفضيلة متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
اتجه أبو الحجاج و أولاده (نجم الدين ـ عبد المعطى , وأبن ثالث الى جانب المرافقين الذين صحبوه الي مصرومن اشهرهم عبدالمنعم الاشقر بن فهد وقد دخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة ، وأستقر بها الابن الثالث، ثم تنقل فى مختلف مدن مصر ومعة أبنيه ( نجم الدين و عبد المعطى) ومن نسلهم أستمر نسل سيدى أبوالحجاج فى الاقصروهؤلاء هم الذين شكلواالاسرة الحجاجية اشهر واكبر عائلات الاقصر
;كانت رحلته الى الاقصر بناء على رؤية منامية تامره بالرحيل الي مدينة تسمي " الاقصر " في صعيد مصر
أتجه أبو الحجاج بناء علي هذه الرؤية االي الاقصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ وهم يتوقون الي داعية ومرشد يشد من ازرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم علي نصره دين الحق في هذه المدينة فلما رأوا فى أبا الحجاج قوة فى الشخصية و علم غزير وتقوى وخشوع لله تعالي وجدوا قيه ضالتهم المنشودة فانست نفوسهم اليه وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في اكرامه .
وكان بالمدينة راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الاقصر فادهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملا نفسها احتراما له وتقديرا والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في امور الدين والدنيا فأسلمت وتحولت الي داعية إسلاميه
وبدا نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الاقصر وأخذ الناس من مختلف المدن والقري يتشوقون اليه فاتجهوا الي هذه المدينة واقاموا فيها ليحظوا بقرب هذه الشيخ العالم الجليل ويستفيدوا من واسع علمه وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الاسلامي الحنيف وبدا اتباعه ومريدوه يتكاثرون يوما بعد يوم حتي عدوا بالالاف .ودوي صوت الحق يجلجل في ارجاء المدينة فتغير وجهها واشرقت بنور ربها اسلامية ثم نسبت الي ابي الحجاج ونسب اليها وكان أول من نسبت اليه ونسب اليها من علماء المسلمين .
كان لهذا الذي حدث في الاقصر اثر بعيد علي شخصية ابي الحجاج حيث بدات شهرته تعم مختلف مدن مصر وبدا الناس من كل مكان يتوقون الي مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره الي مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الايوبي ابن السلطان صلاح الدين الايوبي الذي كان من ابرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخيرواسع الكرام محسنا الي الناس معتقدا في ارباب الصلاح فارسل اليه رسولا يدعوه الي مقابلته ولما مثل بين يديه اعجب السلطان بواسع أفقه وغزير معرفته في العلوم الاسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فاسند اليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها الا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفقة ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها لانه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الاسلام الحنيف وبعد ان ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة طفق يتجول في مختلف مدن مصر شانه شان اغلب رجال التصوف والدعاة الي أن وصل الي الاسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفيه عديدة ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف يفيد ويستفيد واستظاع التعرف علي جميع المدارس العلمية بها وقد صاحب خلال اقامته في الاسكندرية الصوفي الجليل ابا محمد عبد الرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشاة والمدفون برمل الاسكندرية فعرف الشيخ الجزولي ابا الحجاج وعرف فيه اخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبا له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الاسلامي والنهوض بالتربية الروحية والاخلاقية .... وقد صاحب ايضا وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه ابا الحجاج وعادا معا الي ارض الصعيد مرة اخري وفى الاقصر تقدمت كراماته واستنقذ من اسر الجهل من كان موثوقا فى حباله وانجد من ضل عن طريق الهدى فهداه بعد ضلاله ووجد عاثر المعاصى قد احاط به جبش الذنوب فاخذ بيده واقاله ووضع فى يد التقوى عقاله كما يقول الادفوى فى طالعه السعيد
تقدم فى الفضل على اقرانه واترابه وظهرت بركاته على الجم الغفير من اصحابه فانتشروا فى الاقطار والافاق وقام لهم سوق الثناء وتفجرت من قلبه ينابيع الحكمة والاشراق وخرج من بين يديه تلاميذ فضلاء منهم الشيخ على بادفو والشيخ على بن بدران والشيخ سماس السفطى والشيخ ابراهيم الفاوى والبرهان الكبير والبدر الدمشقى والشيخ مفرج الدمامينى وغيرهم وممن صحبه فى رواية للشيخ عبدالغفار بن نوح الاقصرى صاحب الوحيد فى سلوك اهل التوحيد ان ابى الحجاج صحب الشيخ عبدالرازق تلميذ الشيخ ابى مدين والشيخ الصفى بن ابى المنصور والشيخ العجمى
وكراماته يضعف عن وصفها اللسان ويعجز عن رصفها البنان
لكن جهال اتباعه قد اطنبوا فى امره ورفعوه فوق قدره وطنوا ان ذلك من بره فجعلوا له معراجا ودعوا الناس الى سماعه فجاؤا افواجا وادعوا انه فى ليلهة النصف من شعبان عرج به الى السماء وتلقى من ربه الاسماء واتخذو من المناسبة عيدا قال بن نوح اته كان مشهورا بالعلم والرواية وله كلام يشهد له بالمعرفة والدراية
توفى الى رحمة الله نعالى فى شهر رجب سنة 642 ومن ابنائه احمد بن يوسف الذى ينعت بالنجم ومشهور بالكرامات وهو الذى بنى الضريح الذى على ابيه ومن احفاده السيد يوسف الحجاجى امام الطريقة الخلوتية فى صعيد مصر فى اواخر التصف الاول من القرن الرابع عشر الهجرى وتوفى ستة 1914 والعالم الفقيه عبدالوارث بن احمد بن جبريل فقيه الاقصر ومفتيها والشيخ ابراهيم القاضى الحجاجى قاضى الاقصر والمرحوم الاستاذ محمد عبده الحجاجى الكاتب والمؤرخ والدكتور احمد شمس الدين الحجاجى اسناذ الادب الشعبى
اسطورة الشيخ والراهبة :
ومن الاساطير المرتبطة بسيدى ابوالحجاج غير اسطورة المعراج اسطورة الراهبة وتحكى الاسطورة ان سيدى ابوالحجاج عندما قدم الى الاقصر طلب من اميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر مقدار جلد بعير من الارض يتعبد فيه فاجابته فى وثيقة مكتوبة وفى الليل قد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه باحد اعمدة معبد الاقصر واحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة ثم تقول الاسطورة ان الراهبة من اعجابها بذكاء الشيخ اسلمت وتزوجته
هذه الاسطورة تكررت فى تاسيس مدينة قرطاج التونسية والفسطاط فى عصر عمر بن العاص اختلف المكان واتحدت الرواية
وبالطبع فان التاريخ الحقيقى رواية اخرى بعيدة عن الاساطير وتظل الاسطورة فى وجدان الشعب جزء من تراثه الخالد 0
مولد سيدى ابو الحجاج الاقصرى
المشهد فى ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفى الورع سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى يقع مقامــه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر حيث يتزاوج الفرعونى بالمسيحى والمسيحى بالاسلامى 0
فى مناسبة مولده فى شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى انك لا تجد موضعا لقدم فقد اعتاد اهالى الأقصر و على مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم فى هذه المناسبة التى تعد من اكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الاقصرى الشهير وفى الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشــــيخ قارب ابوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاث تتعاقب فيها الألوان الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات وقد غطى كل هذا بقماش ملون نفس القماش الذى يكسو ضريح الشيخ أما الأقمشة التى تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدى ابوالحجاج فانها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد آخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التى لبست زخرفها أيضا الى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن فى كرنفال شعبى مميز 0
واذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس فى عيد الاوبت عيد الإله امون حيث كان يخرج تمثال الإله امون فى احتفال مهيب مرة فى العام فى سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ورعايته نفس الاحتفال وننفس المراسم بل ونفس الطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى 0
بالأمس عيد امون واليوم عيد سيدى ابوالحجاج والناس نفس الناس اهل الأقصر وما حولها ثم أحفادهم ومازالت السفينة رمزهم المقدس الحجر والناس فى الاقصر تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الانسانى وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصـــــور الفن المصرى التى تتحدى الزمن
عبدالمنعـــم عبد العظـــيم
Monemazim2007@yahoo.com
سيدي ابي الحجاج الأقصري
كتب :عبدالمنعم عبد العظيم
ويهل علينا هلال شهر شعبان المكرم وتتطلع القلوب الى مدينة الالف باب طيبة الاقصر حيث مولد شيخها شيخ الزمان وواحد الاوان صاحب المعارف الربانية والكرامات المشهورة والمكاشفات المعروفة وحارسها فى قلعته الحصينة التى اقيمت فوق كنيسة قديمة اقيمت هى ايضا فوق جزء من معبد الاقصر لتتزاوج مصر الفرعونية بمصر المسيحية بمصر الاسلامية فى وحدة معمارية وتاريخية وحضارية رائعة الهلال مع الصليب مع مفتاح الحياة
هو السيد يوسف عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محي الدين بن منصور بن عبد الرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ناصر الدين بن أبراهيم بن احمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبد الله بن الدني بن عبد الخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبد الخالق بن أحمد بن اسماعيل ابي الفراء الشهير بن عبد الله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الامام الاعظم سيدي علي زين العابدين بن الامام الاكبر سيدي ابي عبد الله الحسين بن الامام المكرم والخليفة الاعظم سيدي علي بن ابي طالب وامه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري علي الراجح في مدينة " بغداد " حاضرة الخلافة العباسية في عهد الخليفش شة المقتفي بأمر الله العباسي وقد نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيدعبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية .
وكانت فترة نشاته فترة خصبة في الفكر الصوفي فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلماؤه في بغداد – فحفظ القران الكريم في سن مبكره ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية ولكن لم يلبث ان توفى والده وهو طفل صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته وكان له حانوت مشهور في بغداد
وقد درت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا وأنجب أيضا صغيرا وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في " بغداد " وظل كذلك ينهل من مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ بنصيب وافر من مختلف العلوم ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد وتفقه على مذهب الامام الشافعي علي يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي وتاثر بقراءته لهذه الكتب تاثرا تاما وقد إنعكس صدي هذا التاسر علي ما تركه من أقوال في علوم الطريق و اراء في التربية والسلوك كما قرا الادب ايضا في نختلف فنونه وكان ذواقا للشعر ومن نظمه :
ولقد رأيت جماعة في عصرنا قد كنت أحسبهم علي سنن السلف
قبلوتهم وخبرتـهم وعرفتـهم فوجدت خلفا ما بجملتــهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم من رام وصلهــم فقد رام التلف
ورايت أسباب السلامة كـلها في رميهم خلفا لظهــــــر ثم كف
وكان لثقافته الادبية اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح عميقة المعنى وكان للادب فى حياته اثر بعيد علي اقواله في الطريق
ويعد أن تزود ابو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة أشتغل بالوعظ والتذكير في بغداد وكان علي وعظة اقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التاثير فيمن حوله – فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريديه في مكة والمدينة .
ومرت الايام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الاربعين من عمره وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الاسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل الي أماكن اخري ليتعرف علي مدارس الفكر الاسلامي فيها بجانب ان وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ الي 622 هـ حيث تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتن الاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة
لذلك فكر في الرحيل متجها الي مكة وأقام بها سنة تعرف خلالها علي اشراف من نسل اجداده وأسهم بالراي والمناقشة في مجالس علمها تعرف علي القادمين من مصر ومنهم بعض من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجداد مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر اليها وخاصة ان مصر كانت تمتاز في ذلك الوقت بالهدوء والسكينة والامان والاطمئنان دون سائر المدن الاسلامية ولكن الشيخ أبي الحجاج اثر البدء بزيارة المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام – فتزود هناك بالعلم وعاش بفكرة وايمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم
وفي رحاب المصطفي صلي الله عليه وسلم أتخذ أبي الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من اجل الحق والفضيلة متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
اتجه أبو الحجاج و أولاده (نجم الدين ـ عبد المعطى , وأبن ثالث الى جانب المرافقين الذين صحبوه الي مصرومن اشهرهم عبدالمنعم الاشقر بن فهد وقد دخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة ، وأستقر بها الابن الثالث، ثم تنقل فى مختلف مدن مصر ومعة أبنيه ( نجم الدين و عبد المعطى) ومن نسلهم أستمر نسل سيدى أبوالحجاج فى الاقصروهؤلاء هم الذين شكلواالاسرة الحجاجية اشهر واكبر عائلات الاقصر
;كانت رحلته الى الاقصر بناء على رؤية منامية تامره بالرحيل الي مدينة تسمي " الاقصر " في صعيد مصر
أتجه أبو الحجاج بناء علي هذه الرؤية االي الاقصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ وهم يتوقون الي داعية ومرشد يشد من ازرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم علي نصره دين الحق في هذه المدينة فلما رأوا فى أبا الحجاج قوة فى الشخصية و علم غزير وتقوى وخشوع لله تعالي وجدوا قيه ضالتهم المنشودة فانست نفوسهم اليه وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في اكرامه .
وكان بالمدينة راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الاقصر فادهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملا نفسها احتراما له وتقديرا والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في امور الدين والدنيا فأسلمت وتحولت الي داعية إسلاميه
وبدا نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الاقصر وأخذ الناس من مختلف المدن والقري يتشوقون اليه فاتجهوا الي هذه المدينة واقاموا فيها ليحظوا بقرب هذه الشيخ العالم الجليل ويستفيدوا من واسع علمه وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الاسلامي الحنيف وبدا اتباعه ومريدوه يتكاثرون يوما بعد يوم حتي عدوا بالالاف .ودوي صوت الحق يجلجل في ارجاء المدينة فتغير وجهها واشرقت بنور ربها اسلامية ثم نسبت الي ابي الحجاج ونسب اليها وكان أول من نسبت اليه ونسب اليها من علماء المسلمين .
كان لهذا الذي حدث في الاقصر اثر بعيد علي شخصية ابي الحجاج حيث بدات شهرته تعم مختلف مدن مصر وبدا الناس من كل مكان يتوقون الي مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره الي مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الايوبي ابن السلطان صلاح الدين الايوبي الذي كان من ابرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخيرواسع الكرام محسنا الي الناس معتقدا في ارباب الصلاح فارسل اليه رسولا يدعوه الي مقابلته ولما مثل بين يديه اعجب السلطان بواسع أفقه وغزير معرفته في العلوم الاسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فاسند اليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها الا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفقة ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها لانه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الاسلام الحنيف وبعد ان ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة طفق يتجول في مختلف مدن مصر شانه شان اغلب رجال التصوف والدعاة الي أن وصل الي الاسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفيه عديدة ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف يفيد ويستفيد واستظاع التعرف علي جميع المدارس العلمية بها وقد صاحب خلال اقامته في الاسكندرية الصوفي الجليل ابا محمد عبد الرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشاة والمدفون برمل الاسكندرية فعرف الشيخ الجزولي ابا الحجاج وعرف فيه اخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبا له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الاسلامي والنهوض بالتربية الروحية والاخلاقية .... وقد صاحب ايضا وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه ابا الحجاج وعادا معا الي ارض الصعيد مرة اخري وفى الاقصر تقدمت كراماته واستنقذ من اسر الجهل من كان موثوقا فى حباله وانجد من ضل عن طريق الهدى فهداه بعد ضلاله ووجد عاثر المعاصى قد احاط به جبش الذنوب فاخذ بيده واقاله ووضع فى يد التقوى عقاله كما يقول الادفوى فى طالعه السعيد
تقدم فى الفضل على اقرانه واترابه وظهرت بركاته على الجم الغفير من اصحابه فانتشروا فى الاقطار والافاق وقام لهم سوق الثناء وتفجرت من قلبه ينابيع الحكمة والاشراق وخرج من بين يديه تلاميذ فضلاء منهم الشيخ على بادفو والشيخ على بن بدران والشيخ سماس السفطى والشيخ ابراهيم الفاوى والبرهان الكبير والبدر الدمشقى والشيخ مفرج الدمامينى وغيرهم وممن صحبه فى رواية للشيخ عبدالغفار بن نوح الاقصرى صاحب الوحيد فى سلوك اهل التوحيد ان ابى الحجاج صحب الشيخ عبدالرازق تلميذ الشيخ ابى مدين والشيخ الصفى بن ابى المنصور والشيخ العجمى
وكراماته يضعف عن وصفها اللسان ويعجز عن رصفها البنان
لكن جهال اتباعه قد اطنبوا فى امره ورفعوه فوق قدره وطنوا ان ذلك من بره فجعلوا له معراجا ودعوا الناس الى سماعه فجاؤا افواجا وادعوا انه فى ليلهة النصف من شعبان عرج به الى السماء وتلقى من ربه الاسماء واتخذو من المناسبة عيدا قال بن نوح اته كان مشهورا بالعلم والرواية وله كلام يشهد له بالمعرفة والدراية
توفى الى رحمة الله نعالى فى شهر رجب سنة 642 ومن ابنائه احمد بن يوسف الذى ينعت بالنجم ومشهور بالكرامات وهو الذى بنى الضريح الذى على ابيه ومن احفاده السيد يوسف الحجاجى امام الطريقة الخلوتية فى صعيد مصر فى اواخر التصف الاول من القرن الرابع عشر الهجرى وتوفى ستة 1914 والعالم الفقيه عبدالوارث بن احمد بن جبريل فقيه الاقصر ومفتيها والشيخ ابراهيم القاضى الحجاجى قاضى الاقصر والمرحوم الاستاذ محمد عبده الحجاجى الكاتب والمؤرخ والدكتور احمد شمس الدين الحجاجى اسناذ الادب الشعبى
اسطورة الشيخ والراهبة :
ومن الاساطير المرتبطة بسيدى ابوالحجاج غير اسطورة المعراج اسطورة الراهبة وتحكى الاسطورة ان سيدى ابوالحجاج عندما قدم الى الاقصر طلب من اميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر مقدار جلد بعير من الارض يتعبد فيه فاجابته فى وثيقة مكتوبة وفى الليل قد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه باحد اعمدة معبد الاقصر واحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة ثم تقول الاسطورة ان الراهبة من اعجابها بذكاء الشيخ اسلمت وتزوجته
هذه الاسطورة تكررت فى تاسيس مدينة قرطاج التونسية والفسطاط فى عصر عمر بن العاص اختلف المكان واتحدت الرواية
وبالطبع فان التاريخ الحقيقى رواية اخرى بعيدة عن الاساطير وتظل الاسطورة فى وجدان الشعب جزء من تراثه الخالد 0
مولد سيدى ابو الحجاج الاقصرى
المشهد فى ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفى الورع سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى يقع مقامــه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر حيث يتزاوج الفرعونى بالمسيحى والمسيحى بالاسلامى 0
فى مناسبة مولده فى شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى انك لا تجد موضعا لقدم فقد اعتاد اهالى الأقصر و على مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم فى هذه المناسبة التى تعد من اكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الاقصرى الشهير وفى الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشــــيخ قارب ابوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاث تتعاقب فيها الألوان الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات وقد غطى كل هذا بقماش ملون نفس القماش الذى يكسو ضريح الشيخ أما الأقمشة التى تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدى ابوالحجاج فانها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد آخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التى لبست زخرفها أيضا الى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن فى كرنفال شعبى مميز 0
واذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس فى عيد الاوبت عيد الإله امون حيث كان يخرج تمثال الإله امون فى احتفال مهيب مرة فى العام فى سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ورعايته نفس الاحتفال وننفس المراسم بل ونفس الطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى 0
بالأمس عيد امون واليوم عيد سيدى ابوالحجاج والناس نفس الناس اهل الأقصر وما حولها ثم أحفادهم ومازالت السفينة رمزهم المقدس الحجر والناس فى الاقصر تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الانسانى وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصـــــور الفن المصرى التى تتحدى الزمن
عبدالمنعـــم عبد العظـــيم
Monemazim2007@yahoo.com
الأربعاء، 7 أكتوبر 2009
ابى سانتى
ابى سانتى
اتمنى لك ميتة الفقير
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
كان سانتى ابنا للفرعون المصرى سنوزيرس من العصر الوسيط يعيش حالة اكتئاب دائم فهو لم يذق للسعادة طعما, كان يؤرق حياته ان زوجه الاميرة (ماهى) الجميلة لم تستطيع انجاب الابن الذى تمناه مما زاد فى احساسة بالتعاسة كان يدلف الى المعبد ويناجى الالهة ان تمنحه الخلف الذى يملىء وحدته
وذات يوم سمع فى منامه هاتفا يناديه يابن فرعون لاتحزن ستضع امراتك (ماهى) الجميلة طفلا سمه سنوزريس ولتهنىء مصر بالخوارق التى ستكون على يديه لكل الناس
ولعله كان على موعد مع القدر اذ تحققت النبوءة بعد عدة اسابيع فقد وضعت زوجه ابنا لم يكد يخرج للدنيا ويرى النور حتى سجد يصلى
وكان وهو فى السادسة من عمره يشترك مع الكهنة فى قراءة كتاب الحكمة ويدهشهم فهمه لنصوصة التى وضعت قبل مولده بالاف السنين
وذات صباح بينما كان سانتى يغتسل على سطح بيته شق سكون الليل عويل يرتفع فى الطريق واطل سانتى فاذا جنازة رهيبة لواحد من اغنياء المدينة يشيعه موكب حافل رهيب الى مقابر المدينة منف
وتمضى لحظات فاذا بميت اخر فى الطريق ملفوف فى خرق بالية يشيعه بضعة افراد من اولاده بدون موكب ولا ضجيج ولا صراخ ونحيب
فهتف سانتى رافعا يديه الى السماء :
يااوزوريس ياسيد الامنت ( الدار الاخرة ) العظيم القدرة فى العالم الاخر اكتب لى دخول دار الاموات فى موكب فى عظمة وجلال موكب هذا الغنى ولاتحرمنى من شجو الموسيقى وندب النداببن التى حرمت منها جنازة هذا الفقير
نظر اليه ولده سنوزيس طويلا ثم خاطبه:
يا ابتى لكم اتمنى ان تموت ميته هذا الفقبر لا ميته هذا الغنى
تالم سانتى من خطاب الابن وظل يعاتبه ويعنفه ويقول له انه جاحد لايريد الخير لابيه
ولكن الابن قال لابيه : اذا اردت اريك مصير كل منهما فى الاخرة وامسك سنوزيس بيد ابيه واخذ يرتل تعاويذ بدت غريبة على الاب ثم انطلق به الى جبل منف حيث هبطا الى فجوة ضيقة بين الصخور وما كادا يهبطا اليها حتى وجدا نفسيهما فى قاعة قادتهما الى اخرى اكثر اتساعا ثم الى ثالثة اكبر من قاعة فرعون نفسه وهنا شهد سانتى جمع مزدحم من البشر فيهم الفقير والغنى الوضيع والرفيع الجميل والقبيح ثم عاد الصبى يقود اباه ويجتاز به الباب الى القاعة الرابعة وهناك شهد قوما مولين على ظهورهم حمير تاكل … وقوما اخرين يمدون ايديهم الى الطعام المعلق فوق الظهور فلا يستطيعون اليه سبيلا اذ تقف دونهم حفر يحفرها قوم اخرون تتسع وتتسع وتحول بينهم وبين الزاد
ثم اجتازا بابا الى قاعة خامسة وشهد سانتى باب القاعة يرتكز على عينى رجل راح يستغيث ويصرخ ومن خلفه ناس يبكون يلحون فى طلب الدخول فلا يسمح لهم ابدا
وكان لابد لهما ان يدخلا القاعة فاذا بهما يدوسان على الرجل المنبطح تحت الباب وكان هذا جزء من العقاب الذى قدر له اذ يدوسه كل الاموات الذين يجتازون قاعات العذاب الى مكان السعداء
ثم كانت القاعة السادسة حيث شهد سانتى محكمة الموتى منعقدة برئاسة القاضى الاكبر اوزوريس سيد الامنت (الدار الاخرة ) متربعا على عرش من ذهب وفوق راسه تاج الجنوب الابيض المرصع من جانبيه بريشتى نعام والى جوار اوزويس يتربع انوبيس وتوت وحولهما من شمال ويمين اثنان واربعون قاضيا تكتمل بهم هيئة المحكمة وفى وسط القاعة ميزان توزن فيه الحسنات والسيئات يستجوب انوبيس الميت ويدون توت اجابته فمن رجحت حسناته وقلت سيئاته قاده الالهة المحيطون باوزوريس الى جنة الاموات الصالحين حيث يتمتع بالسعادة الخالدة اما من رجحت سيئاته وقلت حسناته فانه يسلم الى كلبة سيد امنت المفترسة المستلقية تحت قدميه مستعدة لان تمزق بانيابها الشرسة العصاة
وتفرس سامنتى فى الهة العقاب فاذا به يلمح رجل نبيل الطلعة يرتدى ثوبا من الكتان الفاخر يقف الى جوار ازوريس وسال سانتى ابنه عمن يكون هذا الرجل الذى حظى بهذه المعية وتلك المكانة العالية فاجابه ابنه الحكيم هذا هو الرجل الفقير الذى رايه مكفنا بالخرق والاسمال البالية ومحمولا بلا موكب الى جبانة منف انه نفسه الذى اثار اشمئزازك وتمنيت الا تموت ميتته لقد حل امام محكمة الموتى فرجحت حسناته على سيئاته انه تعذب كثيرا فى الارض ليسعد طويلا فى الابدية ولكى تتم سعادته خلع عنه اوزوريس اسماله البالية وكفنه الممزق والبسه كفن الغنى الذى رايته مشيعا فى حفاوة وموكب مهيب الى مقبرة منف هذا الرجل نفسه هو الذى دست عليه عند دخولك القاعة وكان محور الباب مرتكزا على عينيه اليمنى يضربها كلما فتح الباب او اغلق فحوكم الغنى الطاغية قرجحت سيئاته على حسناته وحكم علية بالعقاب الصارم بعد ان تلقفته كلبة سيد الامنت (الدار الاخرة) المفترسة تلك التى ترى فمها فاغرا كأتون ومخالبها حادة كالسكاكين وراسها مدبب كتمساح وجسمها بشعا كتنين .
هكذا يابتى اننى تمنيت لك فى الارض ميتة الفقير لاميتة الغنى لاننى كنت اعلم مصير كل منهما فى الاخرة
وقال الابن كنت اعلم الكثير مما سيحدث بعد ذلك وحرصت على ان لاتشهده بعينيك حتى لايزداد الامر هولا لديك ففى اعماق الجحيم هناك الزبانية الذين ينشغلون دائما بتعذيب الارواح الشريرة فيتولى بعضهم تحطيم عظام المذنبين ويتولى البعض سلخ لحم المذنبين عن عظامهم وهناك من يعذب الضالين بضربهم بالرماح ثم يتولون فرم لحومهم وشيها بعد تمزيقها بالكلاليب وغير هؤلاء يوجد حملة السيوف والسهام لطعن الاجساد بعد تعذيبها بمساحيق نارية حارقة كما يوجد من يغرسون المحكوم عليهم فى الاتون المشتعل ومن يقذفونهم بقوة على الصخور وهناك من تكون مهمتهم ارغام الارواح على الجلوس على الخوازيق
قال سانتى لابنه الحكيم
لقد رايت يابنى فى الامنت ما اوحشنى فهل تستطيع ان تخبرنى عن هؤلاء الذين رايناهم مولين وعلى ظهورهم تاكل الحمير وعن هؤلاء الذين لا يملكون سبيلا الى الزاد بسبب الحفر لتى تزداد وتتسع تحت اقدامهم
اجاب سنوزيس
اجل ياابتى الاولون هم ابناء هذه الارض الذين لعنتهم الالهة ويعملون ليل نهار ليضمنوا بقاءهم دون ان يهتموا بمن حولهم فتتحول نسائهم الى حمير نهمة تنهب اموالهم وتاكل على ظهورهم اما الذين يمدون ايديهم عبثا الى الطعام فهؤلاء من استاثروا بخيرات وما شبعوا فعوقبوا بالحرمان
وماكاد سنوزيس ينتهى من شرح ماخفى على ابيه حتى شده بيده ليعود الى مجلس فرعون حيث راح سانتى يحكى له عما شاهده فى الامنت (الدار الاخرة ) واطل باحثا عن ابنه الحكيم الذى تلاشى فجاة ولم يقفوا له على اثر كانه كان يحمل رسالة السماء للناس وبلغها ومضى وهتا انتاب الجميع صمت رهيب فلم يكن بوسع احد الكلام .
ربما كان هذا جزء من الاساطير التى امتلىء بها التاريخ الفرعونى ولكنها ولا شك رؤية للعالم الاخر فى كنانة الله مصرلاتختلف كثيرا عن الرؤى اللاهوتية و لاينكر منكر ان مصر كانت مهد ادريس النبى عليه السلام وزارها ابا الانبياء ابراهيم عليه السلام وفيها عاش ومات يوسف الصديق عليه السلام وولد ومات موسى عليه السلام واحتضنت عيسى عليه السلام طفلا وصهرت الى سيد الخلق محمد صلوات الله عليه وسلامه
ربما هذه الروى انتقلت من هؤلاء الى وجدان الشعب المصرى وربما سبقت هذه الرؤى رؤى الاسراء والمعراج وكوميديا شامبليون ورسالة غقران ابى العلاء المعرى وجحيم دانتى ولكنها جزء من تاريخنا المجيد
اتمنى لك ميتة الفقير
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
كان سانتى ابنا للفرعون المصرى سنوزيرس من العصر الوسيط يعيش حالة اكتئاب دائم فهو لم يذق للسعادة طعما, كان يؤرق حياته ان زوجه الاميرة (ماهى) الجميلة لم تستطيع انجاب الابن الذى تمناه مما زاد فى احساسة بالتعاسة كان يدلف الى المعبد ويناجى الالهة ان تمنحه الخلف الذى يملىء وحدته
وذات يوم سمع فى منامه هاتفا يناديه يابن فرعون لاتحزن ستضع امراتك (ماهى) الجميلة طفلا سمه سنوزريس ولتهنىء مصر بالخوارق التى ستكون على يديه لكل الناس
ولعله كان على موعد مع القدر اذ تحققت النبوءة بعد عدة اسابيع فقد وضعت زوجه ابنا لم يكد يخرج للدنيا ويرى النور حتى سجد يصلى
وكان وهو فى السادسة من عمره يشترك مع الكهنة فى قراءة كتاب الحكمة ويدهشهم فهمه لنصوصة التى وضعت قبل مولده بالاف السنين
وذات صباح بينما كان سانتى يغتسل على سطح بيته شق سكون الليل عويل يرتفع فى الطريق واطل سانتى فاذا جنازة رهيبة لواحد من اغنياء المدينة يشيعه موكب حافل رهيب الى مقابر المدينة منف
وتمضى لحظات فاذا بميت اخر فى الطريق ملفوف فى خرق بالية يشيعه بضعة افراد من اولاده بدون موكب ولا ضجيج ولا صراخ ونحيب
فهتف سانتى رافعا يديه الى السماء :
يااوزوريس ياسيد الامنت ( الدار الاخرة ) العظيم القدرة فى العالم الاخر اكتب لى دخول دار الاموات فى موكب فى عظمة وجلال موكب هذا الغنى ولاتحرمنى من شجو الموسيقى وندب النداببن التى حرمت منها جنازة هذا الفقير
نظر اليه ولده سنوزيس طويلا ثم خاطبه:
يا ابتى لكم اتمنى ان تموت ميته هذا الفقبر لا ميته هذا الغنى
تالم سانتى من خطاب الابن وظل يعاتبه ويعنفه ويقول له انه جاحد لايريد الخير لابيه
ولكن الابن قال لابيه : اذا اردت اريك مصير كل منهما فى الاخرة وامسك سنوزيس بيد ابيه واخذ يرتل تعاويذ بدت غريبة على الاب ثم انطلق به الى جبل منف حيث هبطا الى فجوة ضيقة بين الصخور وما كادا يهبطا اليها حتى وجدا نفسيهما فى قاعة قادتهما الى اخرى اكثر اتساعا ثم الى ثالثة اكبر من قاعة فرعون نفسه وهنا شهد سانتى جمع مزدحم من البشر فيهم الفقير والغنى الوضيع والرفيع الجميل والقبيح ثم عاد الصبى يقود اباه ويجتاز به الباب الى القاعة الرابعة وهناك شهد قوما مولين على ظهورهم حمير تاكل … وقوما اخرين يمدون ايديهم الى الطعام المعلق فوق الظهور فلا يستطيعون اليه سبيلا اذ تقف دونهم حفر يحفرها قوم اخرون تتسع وتتسع وتحول بينهم وبين الزاد
ثم اجتازا بابا الى قاعة خامسة وشهد سانتى باب القاعة يرتكز على عينى رجل راح يستغيث ويصرخ ومن خلفه ناس يبكون يلحون فى طلب الدخول فلا يسمح لهم ابدا
وكان لابد لهما ان يدخلا القاعة فاذا بهما يدوسان على الرجل المنبطح تحت الباب وكان هذا جزء من العقاب الذى قدر له اذ يدوسه كل الاموات الذين يجتازون قاعات العذاب الى مكان السعداء
ثم كانت القاعة السادسة حيث شهد سانتى محكمة الموتى منعقدة برئاسة القاضى الاكبر اوزوريس سيد الامنت (الدار الاخرة ) متربعا على عرش من ذهب وفوق راسه تاج الجنوب الابيض المرصع من جانبيه بريشتى نعام والى جوار اوزويس يتربع انوبيس وتوت وحولهما من شمال ويمين اثنان واربعون قاضيا تكتمل بهم هيئة المحكمة وفى وسط القاعة ميزان توزن فيه الحسنات والسيئات يستجوب انوبيس الميت ويدون توت اجابته فمن رجحت حسناته وقلت سيئاته قاده الالهة المحيطون باوزوريس الى جنة الاموات الصالحين حيث يتمتع بالسعادة الخالدة اما من رجحت سيئاته وقلت حسناته فانه يسلم الى كلبة سيد امنت المفترسة المستلقية تحت قدميه مستعدة لان تمزق بانيابها الشرسة العصاة
وتفرس سامنتى فى الهة العقاب فاذا به يلمح رجل نبيل الطلعة يرتدى ثوبا من الكتان الفاخر يقف الى جوار ازوريس وسال سانتى ابنه عمن يكون هذا الرجل الذى حظى بهذه المعية وتلك المكانة العالية فاجابه ابنه الحكيم هذا هو الرجل الفقير الذى رايه مكفنا بالخرق والاسمال البالية ومحمولا بلا موكب الى جبانة منف انه نفسه الذى اثار اشمئزازك وتمنيت الا تموت ميتته لقد حل امام محكمة الموتى فرجحت حسناته على سيئاته انه تعذب كثيرا فى الارض ليسعد طويلا فى الابدية ولكى تتم سعادته خلع عنه اوزوريس اسماله البالية وكفنه الممزق والبسه كفن الغنى الذى رايته مشيعا فى حفاوة وموكب مهيب الى مقبرة منف هذا الرجل نفسه هو الذى دست عليه عند دخولك القاعة وكان محور الباب مرتكزا على عينيه اليمنى يضربها كلما فتح الباب او اغلق فحوكم الغنى الطاغية قرجحت سيئاته على حسناته وحكم علية بالعقاب الصارم بعد ان تلقفته كلبة سيد الامنت (الدار الاخرة) المفترسة تلك التى ترى فمها فاغرا كأتون ومخالبها حادة كالسكاكين وراسها مدبب كتمساح وجسمها بشعا كتنين .
هكذا يابتى اننى تمنيت لك فى الارض ميتة الفقير لاميتة الغنى لاننى كنت اعلم مصير كل منهما فى الاخرة
وقال الابن كنت اعلم الكثير مما سيحدث بعد ذلك وحرصت على ان لاتشهده بعينيك حتى لايزداد الامر هولا لديك ففى اعماق الجحيم هناك الزبانية الذين ينشغلون دائما بتعذيب الارواح الشريرة فيتولى بعضهم تحطيم عظام المذنبين ويتولى البعض سلخ لحم المذنبين عن عظامهم وهناك من يعذب الضالين بضربهم بالرماح ثم يتولون فرم لحومهم وشيها بعد تمزيقها بالكلاليب وغير هؤلاء يوجد حملة السيوف والسهام لطعن الاجساد بعد تعذيبها بمساحيق نارية حارقة كما يوجد من يغرسون المحكوم عليهم فى الاتون المشتعل ومن يقذفونهم بقوة على الصخور وهناك من تكون مهمتهم ارغام الارواح على الجلوس على الخوازيق
قال سانتى لابنه الحكيم
لقد رايت يابنى فى الامنت ما اوحشنى فهل تستطيع ان تخبرنى عن هؤلاء الذين رايناهم مولين وعلى ظهورهم تاكل الحمير وعن هؤلاء الذين لا يملكون سبيلا الى الزاد بسبب الحفر لتى تزداد وتتسع تحت اقدامهم
اجاب سنوزيس
اجل ياابتى الاولون هم ابناء هذه الارض الذين لعنتهم الالهة ويعملون ليل نهار ليضمنوا بقاءهم دون ان يهتموا بمن حولهم فتتحول نسائهم الى حمير نهمة تنهب اموالهم وتاكل على ظهورهم اما الذين يمدون ايديهم عبثا الى الطعام فهؤلاء من استاثروا بخيرات وما شبعوا فعوقبوا بالحرمان
وماكاد سنوزيس ينتهى من شرح ماخفى على ابيه حتى شده بيده ليعود الى مجلس فرعون حيث راح سانتى يحكى له عما شاهده فى الامنت (الدار الاخرة ) واطل باحثا عن ابنه الحكيم الذى تلاشى فجاة ولم يقفوا له على اثر كانه كان يحمل رسالة السماء للناس وبلغها ومضى وهتا انتاب الجميع صمت رهيب فلم يكن بوسع احد الكلام .
ربما كان هذا جزء من الاساطير التى امتلىء بها التاريخ الفرعونى ولكنها ولا شك رؤية للعالم الاخر فى كنانة الله مصرلاتختلف كثيرا عن الرؤى اللاهوتية و لاينكر منكر ان مصر كانت مهد ادريس النبى عليه السلام وزارها ابا الانبياء ابراهيم عليه السلام وفيها عاش ومات يوسف الصديق عليه السلام وولد ومات موسى عليه السلام واحتضنت عيسى عليه السلام طفلا وصهرت الى سيد الخلق محمد صلوات الله عليه وسلامه
ربما هذه الروى انتقلت من هؤلاء الى وجدان الشعب المصرى وربما سبقت هذه الرؤى رؤى الاسراء والمعراج وكوميديا شامبليون ورسالة غقران ابى العلاء المعرى وجحيم دانتى ولكنها جزء من تاريخنا المجيد
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)