الأحد، 6 يونيو 2010

لغز المسلة


لغز المسلة
كتب /عبدالمنعم عبدالعظيم
أكثر من خمسين مسلة مصرية تزين ميادين العواصم العالمية نقل بعضها الغزاة والبعض الأخر المغامرون ولصوص الاثار بداية من أشور هانيبال الذى نقل مسلتين الى نينوى الى شامبليون الذى نقل إحدى مسلتى رمسيس من معبد الأقصر الى ميدان الكونكورد فى باريس ولم يبقى للأقصر سوى ثلاث مسلات وواحدة بعين شمس
وترجع أهمية المسلات كونها إحدى الشواهد التاريخية وكتعبير مقدس عن اله الشمس رع وفى كونها الأصل الذى اثر فى المعمار الدينى فاستوحى منها الفنان برج الكنيسة ومئذنة المسجد
كانت صناعة المسلات واحدة من إعجازات الفنان المصرى القديم لقد استطاع ان يقطع مسلاته من قطعة حجرية واحدة اقتطعت من بطن الجبل ونقلت من المحاجر فى جنوب أسوان الى الأقصر وباقى المدن القديمة
وظلت المسلة المشروخة فى محاجر أسوان التى تركت مكانها نتيجة هذا الشرخ شاهدا على كيفية نحت المسلة واستمرت تجذب العلماء والباحثين عن إسرار الحضارة المصرية العريقة للتعرف على الكيفية التى استخدمت فى قطع هذه الكتل الحجرية الضخمة والصلبة أبضا .
احدى محطات التلفزيون الاميريكية والإذاعة البريطانية ال BBC
اشتركتا فى إنتاج فيلم تسجيلى لكشف سر صناعة المسلة بعد دراسات قى علوم المصريات وزيارات للمتاحف والمعابد التى حوت المسلات
وقام فريق العمل بمحاولة صنع مسلة باستخدام نفس الأدوات التى استخدمها المصرى القديم
وفى أسوان تم اختيار قطعة من الجرانيت الوردى لنحت المسلة بطول 17 مترا ووزن 40 طن ثم عدلوا عن هذا الاختيار واختاروا قطعة اقل طولا واخف وزنا واستخدم الفريق نظريتين من النظريات التى فسرت كيفية صناعة المسلات
النظرية الأولى للعالم الاثرى انجل باخ الذى كان يرى ان المسلات فصلت من الجبل باستخدام مدكات خشبية ( خوابير ) على أطرافها كرات من الحجارة الصلدة من أحجار الدولورين الأسود الشديد الصلابة والتى عثر على قطع عديدة منها بمحاجر المسلات بأسوان
والنظرية الثانية باستخدام فحم مشتعل بين صفين من الطوب على طول خط المسلة المراد فصله
كما استخدم منشار صنع خصيصا لهذه المهمة من سبيكة تتكون من النحاس الأحمر والألمنيوم والرصاص مثل المنشار المستخدم فى قطع الأشجار الضخمة بالغابات
وتم الاستعانة بخبير مصرى فى المحاجر هو المهندس حمادة رشوان كما تم الاستعانة أيضا بالشيخ على القصاب كبير عمال نقل الآثار بالأقصر وفريق من العمال بتكون من 65 عامل محترف و300 عامل عادى
ولم تستطع البعثة بعد كل المجهودات التى بذلتها إلا اقتطاع مسلة طولها 11متر ووزنها 35 طن ولم تسلم من الشروخ وتم تلميعها وصقلها بالرمال الأسوانية
وتم استخدام طريقة الشادوف المصرى لرقعها واستخدمت الزلاقات الخشبية وقشر الموز (80 كيلو موز يوميا ) الى جانب استخدام الطفلة الأسوانية لتسهيل الانزلاق وكذلك شحم الخراف
ورغم ذلك وبعد تكاليف زادت على 30 مليون جنيه لم تستطع البعثة ان ترتفع بالمسلة أكثر من 30 درجة
هنا ايقن رئيس البعثة كم كانت عظمة صناع المسلات من قدماء المصريين
عبـدالمنعــم عبـدالعظيــم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاعلى
الاقصــــر – مصــــــر
Monemazim2007@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: