يطرح الصديق مصطفى والى على شبكة الانترنت قضية جد خطيرة
هل الإسلام انتشر بالسيف ؟
وبالرغم من أن للإسلام موقف واضح فى منهجه للدعوة
" لا إكراه فى الدين "
إلا أن جمهور غير قليل صدق دعاوى المستشرقين وأعداء الإسلام الذين أشاعوا أن المسلم مطالب دينيا بمقاتلة مخالفيه فى الدين حتى يؤمنوا بالإسلام ويكون الدين كله لله وهى شبهة مازالت عالقة فى أذهان الكثيرين ومن ضمنهم عدد من مثقفى المسلمين
ربما فسر هؤلاء الآية الكريمة " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين" انها دعوة للقتال
والحقيقة ان سياق هذه الآية القرآنية يقول" وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. واقتلوهم حيث ثقفتموهم .واخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة اشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين . فان انتهو فان الله غفور رحيم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين
فالقضية هنا ليس قتال المخالفين فى الدين إنما قتال الذين يقاتلون المسلمين من بين هؤلاء المخالفين
إن الإسلام لا ينهى فقط عن مقاتلة المخالفين لمجرد الاختلاف فى الدين بل انه يدعوا الى مودتهم والقسط اليهم طالما لم يقاتلوا المسلمين فان اعتدوا وجب قتالهم ولو كان ذلك فى الأشهر الحرم والمسجد الحرام
حقيقة أخرى ان هذه الآيات نزلت فى السنة السابعة من الهجرة عندما هم المسلمين لدخول مكة معتمرين عمرة القضاء طبقا لاتفاقية الحديبية فى العام السابق مع مشركى مكة وكان الاتفاق ان يدخل المسلمين مكة معتمرين لا يحملون من السلاح الا ما يحمله المسافر السيوف فى اغمادها
يومها خشى المسلمون غدر المشركين وتوجسوا خيفة ان يأخذهم المشركين على غرة وهم يحملون سلاح المسافر الذى لا يغنى فى القتال وكان الشهر ذى القعدة من الأشهر الحرم التى يحرم فيها القتال وأمام مخاوف المسلمين احتاط الرسول صلى الله عليه وسلم فجهز السلاح والدروع والرماح واعد مائة فارس أمر عليهم محمد بن مسلمة وجعل على السلاح بشير بن سعد رضى الله عنهما فأقاموا بعدة القتال على مقربة من الحرم وقال الرسول صلى الله عليه وسلم بكون قريبا منا فان هاجنا هيج اى دهمتنا حرب كان السلاح قريبا منا وأمام تحرج المسلمين من أن يضطروا الى الحرب فى الشهر الحرام نزلت الآيات تأمرهم بالقتال فى الشهر الحرام والمسجد الحرام اذا بداهم المشركين بالقتال وحدث منهم العدوان
وبعد ان نزلت هذه الآيات دخل المسلمين مكة ولم يقع عليهم عدوان ومن هنا لم يحدث من المسلمين قتال
ذلك هو سياق الآيات وأسباب نزولها وعموم حكمها مرتبط بمواجهة العدوان الأمر الذى ينتفى معه مشروعية الحرب الدينية فى الإسلام
اما الحديث الذى رواه ابوهريرة رضى الله عنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دمائهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله تعالى )
فالمقصود بالناس فى الحديث مشركى مكة من العرب الذين كانو يمنعون بالفتنة والعدوان دعوة الإسلام وقد ورد الحديث فى رويات مستبدلا الناس بالمشركين وتارة بالعرب وقد ختم الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث بالاية
فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسبطر مما يقطع ان الاسلام برىء من اتخاذ القتال أداة للإيمان
لقد قال الرسول لمشركى مكة يوم الفتح فتح مكة اذهبوا فانتم الطلقاء
لقد حاول المستشرقون ان يوهموا الناس بان الإسلام فكرة انقلابية يريد هدم نظام العالم الاجتماعى ويؤسس بنيانا جديدا على منهاجه والجهاد الاسلامى هجومى ودفاعى
ان الإسلام بان حكمة الله سبحانة وتعالى اقتضت التعدد فى الشرائع الناشىء من تعدد الرسالات السماوية يقول سبحانه
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء لجعلكم امة واحدة
ان الله سبحانة جعل التوراة لأهلها والإنجيل لأهلة والأصل التوحيد
وفى اية اخرى يقول سبحانه وتعالى
ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم
قال الامام محمد عبده كان قتال النبى صلى الله عليه وسلم كله دفاعا عن الحق وأهله وحماية لدعوة الحق
ليس فى الإسلام حرب دينية ولا إشهار للسيوف لان القتال ليس وسيلة للإيمان فالايمان فى الاسلام تصديق بالقلب والقتال لا يكون الا لحماية الدعوة و تامين الحرية وضمان الامن
انه دعوة للسلام وصدق الله العظم اذ يقول
لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم منكم فاؤلائك هم الظالمون
صدق الله العظيم
عبدالمنعم عبدالعظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق