واخيرا تحقق الحلم
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
لو نمت احلم ان ثورة 25 يناير فى مصر ثورة الشباب لما حلمت بإمكان هذا الشباب الثائر أن يحقق التغيير وان يزيح غمة النظام وان يتنحى مبارك رئيس جمهورية مصر الملكية
كان فى ظنى إن مصر لن يغير نظامها غير الجيش ولن يزيح السلطة إلا انقلاب عسكرى او ان ينتهى النظام بالموت ثم تبدأ عملية التوريث
وعندما خرجت مظاهرات الشباب الحاشدة ظننت أن الشرطة ستواجهها بشراسة وتجهضها لصالح النظام ومن لم يمت يعتقل كما تعودنا وقد حاولت شرطة العادلى هذا ولكنها فشلت أمام الحشود الهائلة وانشارها فى كل مكان
كانت الثورة فى قمة غليانها ثورة سلمية ومتحضرة نموذج جديد لشباب واعى محدد الهدف لم يترك لاحد فرصة الاندساس او ركوب الموجة او اجهاضها من داخلها
كانت ثورة بدون قوة مسلحة وثورة شعبية 100% وشبابية وواعية ونظيفة
ولقد استطاعت القوات المسلحة ان تحمى الثورة بوعى أيضا وإحساس بالمسئولية فمهدت للثورة الاستمرارية
كانت الثورة تفرض اجندتها على الاعلام المحلى والعالمى ولم يكن الشباب فى حاجة اصلا الى اعلام فكان صوتهم اعلى من كل المكتوب والمسموع والمرئى
انهت الثورة قبل ان تنهى حكم مبارك مزايدات بهلوانات الأحزاب ومن حاول ركوب الموجة
ورغم ان تنظيم الإخوان المسلمين تواجد الا ان الثورة لم تضعه فى موقع القيادة او الصدارة
لقد وحد الشباب مصر مسلميها ومسيحييها وأطفئوا الفتنة الطائفية
وعندما اتيحت الفرصة للنظام للمناورة لم يقبل الشباب الخداع وساروا الى هدفهم لم يخافوا ولم يجبنو بل وقتلو الخوف الجاثم فوقنا
واستطاع الشباب ان يفجر الثورة فى كل مكان من الاسكندرية الى اسوان
والان يجب على هذا الينبوع الذى تفجر والذى روى بدمائه الطاهرة ارض ميدان التحرير ان يقف صامدا أمام كل تخاذل
واامل من القوات المسلحة التى يأتمنها الشعب عل مكتسباته ان تعجل باتخاذ إجراءات نقل السلطة سلميا وتستمد من الشرعية الثورية مايمكنها من اصلاح الفساد بحل مجلسى الشعب والشورى المزورين وتنقية الدستور من كل قيد على حرية الوطن والمواطن ومن كل ما وضعه ترزية القوانين من مواد مقيدة للحرية
لقد انتهى الى غير رجعة الحزب الوطنى لانه حزب يدور مع السلطة وسيهرول اعضائه الى اى حزب جديد يحسون انه مع السلطة
ولكن حرية تشكيل الاحزاب وحرية حركتها فى العمل السياسى سيقودنا الى ديمقراطية حقيقية واعتقد ان الثورة ستحقق إمكانية تخليص هذه الأحزاب من المرتزقة والأفاقين والهياكل الآدمية التى أكل عليها الدهر وشرب والتى تحكم حركتها
ان معركة الإنتاج هى المعركة القادمة حتى ننمى مصر
ان تنمية بشرية حقيقية نحتاجها وقبل كل شىء حق كل مواطن فى مجتمع امن وعيش امن ومسكن امن وبلد امن لا مكان فيه للمستغلين والبطالة
تحية لشباب 25 يناير فقد علمونا واعطونا دروسا فى الإصرار والصمود والتحدي
لقد صنعو اول ثورة شعبية فى التاريخ تطيح بحاكم ملكى الهوى حاول ان بتشبث بموقعه ولو على دماء كل الشعب
واامل الا تستمر القوات المسلحة كثيرا لان عسكرة الثورة امر خطير واامل فى انتخابات مبكرة تستلهم ثورة الشباب وتحقق احلامهم
عبدالمنعم عبدالعظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق