السبت، 13 أغسطس 2011

[جمهورية موريس صادق القبطية

جمهورية موريس صادق القبطية جزء من المخطط الاستعمارى
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
فى الوقت الذى تعيش فيه مصر لحظة فارقة فى تاريخها بعد نجاح ثورة 25 يناير وازاحة نظام الحكم الذى جثم على صدرمصر ثلاثون عاما ينهب ثرواتها لصالح اتحاد التجار الحاكم
فالذى لاشك فيه ان مصر تسير نحو التقدم وتفسح الباب لديمقراطية سوف تتبلور من خلال مؤسسات دستورية منتخبة سوف تمارس دورها فى مناخ ديمقراطى مرتقب
فشلت محاولات إجهاض الثورة من خلال الفتنة الطائفية ومعارك الفلول مع الثوار
هذا المناخ الذى شد انتباه الناس الى ميدان التحرير وصوب كل الانظار الى التغيرات المتلاحقة من اجل حكومة تسيير أعمال يرضى عنها الناس وحركة محافظين تحقق رغبة الجماهير ومحاكمات قانونية لا سيادة فيها الا للشرعية والقانون وصلت الى وضع رأس النظام فى قفص الاتهام فى سابقة لم تشهدها مصر منذ العصر الفرعونى
وسط هذا الزخم استوقفتنى ثلاثة مشاهد مرت مرور الكرام دون أن تشغل الناس رغم خطورتها
اولها: انفصال جنوب السودان لتبدأ اول خطوة فى المخطط الاستعمارى لتفتيت وفسفسة العالم العربى هذا المخطط الذى بدء التخطيط له منذ اواخر القرن 18
والمتابع لحركة انفصال جنوب السودان يلاحظ أنها بدأت من خلال المستوصفات التى تقدم المساعدات الطبية والخدمات التعليمية ثم التبشير وسط هذا المجتمع العشوائى القبلى المتخلف حتى تكونت الكوادر الانفصالية وتغيرت الثقافة السائدة فى مخطط مدروس
ولقد ساهم الشمال الحاكم فى تحقيق هذا الانفصال بالعمل العسكرى وترك الحوار والاستعلاء على الجنوبيين واكتفى العالم العربى بالاعتراف بالكيان الجديد والارتباط به بعلاقات دبلوماسة اعترافا بالامر الواقع رغم انها خطوة بدات من السودان لينتشر وبائها فى كل العالم العربى والاسلامى
ثانيها : وفى نفس التوقيت تقريبا اعلن موريس صادق احد اقباط المهجر قيام جمهورية مصر القبطية وهو شخص مرتبط بالصهيونية المسيحية المعاصرة تشرب منها كيف ينفث سمومه وسبق سحب الجنسية المصرية منه ولا يهمنا موريس صادق هذا فى كثير او قليل فهو شخص مافون ومريض ومتعصب لكن دعوتة تلقى دعما استعماريا وصهيونيا وهى جزء لا يتجزء من المخطط الاستعماري لتفتيت المنطقة
قد يرجع هذا المخطط الى الحروب الصليبية لكن بدايتة فى العصر الحديث تزامنت مع المد الاستعمارى ولعل اتفاقية سايكس بيكو 1916 كالت الخطوة الأولى حيث تم بموجبها تقسيم الوطن العربى وكان من ثمراته وعد بلفور 1917 الذى ادى الى اغتصاب فلسطين فيما بعد
وكان الزريعة التى بموجبها صدر صك الانتداب البريطانى على فلسطين فى 29 سبتمبر 1922 ، الذى اعترف فى مادته الرابعة بالوكالة اليهودية من أجل انشاء وطن قومى لليهود . فأعطوا بذلك الضوء الأخضر للهجرة اليهودية الى فلسطين فلما قوى شأن العصابات الصهيونية ، أصدرت لهم الامم المتحدة ، قرارا بتقسيم فلسطين فى 29 نوفمبر 1947 ، وهو القرار الذى اعطى مشروعية للاغتصاب الصهيونى .وانشات بموجبه دولة اسرائيل . لقد رفضت الدول العربية هذا فى البداية .وظلت ترفضه عشرون عاما
لتعود وتعترف به بموجب القرار رقم 242 الصادر من الامم المتحدة فى 1967 ، الذى ينص على حق اسرائيل فى الوجود ، و حقها أن تعيش فى أمان على أرض فلسطين المغتصبة وعلى اساس هذا القرار أبرمت معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة فى1979 ، والتى بموجبها خرجت مصر من الصراع العربى ضد المشروع الصهيونى ، لتنفرد اسرائيل بالاقطار العربية الاخرى
هذه التحركات بدأت افكارا ، واهدافا استعمارية ، وتحولت فيما بعد الى حقائق وبالتالى فليس من المستبعد ان تتحول فكرة الجمهورية القبطية التى اعلنها موريس صادق ، الى امر واقع ولو بعد حين .
هذا المخطط لاينفصل عن العدوان الامريكى على العراق ، ومخاطر تقسيمه التى تخدم ذات التصور الاستعمارى الصهيونى
في مقال نشرته صحيفة “جلاسكو هيرالد” الاسكتلندية مؤخراً حذر أحد الباحثين المهتمين بشئون الشرق الأوسط مصر والعرب من مؤامرة بعيدة المدي نسجت خيوطها داخل وكالة المخابرات الأمريكية CIA)) ووزارة الدفاع البنتاجون تهدف إلى حصار مصر ثم التهامها عسكريًا.
وقال الباحث إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخططً منذ ثلاثة أعوام من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن مشيراً إلى أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران.
وأن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية على المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط على الحكومة السودانية لنشر قوات دولية بالإقليم، على أن يتم لاحقًا نشر قوات تتخذ من الإقليم قاعدة عسكرية. ويهدف المخطط الأمريكي أيضا الى إثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي في فلسطين والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس، بقاعدة عسكرية جديدة لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
وأكد الباحث أن الولايات المتحدة قدرت سبعة أعوام لتنفيذ مخططها ينتهى عام 2015 مشيراً إلى أن واشنطن تسعى منذ فترة إلى افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر بما يؤدي إلى انقسام الشعب المصري ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليه ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكريا بعد التدخل فى شئونها الداخلية عبر بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدنى أو الشخصيات المثيرة للجدل التى تعمل على تفكيك المجتمع المصرى وفق خطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية (آنذاك) لفرض الديمقراطية على الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضى الخلاقة!!..
ولفت الباحث الانتباه إلي أن أمريكا أعدت بالفعل مخطط التقسيم وتعمل على تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين وتشجيع المسيحيين على تصعيد حملتهم وهجومهم على النظام المصرى فى الداخل والخارج بل تشجيعهم على المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوبي وغربي مصر حتى وإن نفى المسيحيون ذلك فلقد نشرت المواقع الأمريكية خرائط تؤكد هذا التقسيم وتكشف دور بعض المسيحيين وأقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدنى فى تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة.واعتقد ان التمويل السخى لمنظمات المجتمع المدنى لاثارة الفوضى ووضع البلاد على صفيح ساخن جزء من هذا المخطط ايضا ولعل اعلان موريس صاددق عن جمهوريته التى ليس لها اساس جزء من المخطط
هذا ويؤكد ما ذكره الباحث الاسكتلندي مقال آخر كتبه العميد رالف بيترز في مجلة القوة العسكرية الأمريكية عام 2006 بعنوان “حدود الدم” حددت فيه ملامح خريطة شرق أوسطية جديدة حيث يفترض التقرير أن الحدود بين دول المنطقة غير مكتملة وغير نهائية خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير وكذلك الشرق الأوسط الملتهب حيث شكلت الحدود أثناء الاحتلال الفرنسي والبريطاني لهذه الدول فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وقد تم تبرير التقسيم المخطط له بسبب عدم إدراكهم لخطورة تقسيم القوميات على جانبي الحدود (حسب وصف المقال) وإن كان التقسيم كما يعلم الجميع تخطيطا متعمدا لضمان نشوب الصراعات بين الدول مستقبلا وهو ما حدث حيث فشلت الدول الأفريقية الحديثة فى نزع فتيل الحرب بين بعضها البعض واستنزفت فى ذلك مواردها القليلة وفى النهاية عادت إلى الدول الأوربية التى كانت تحتلها من قبل لفرض النظام والأمن وهو ما يعنى مجددا احتلالا بصورة مقنعة..
وأخيرا فان الهدف ، هو أن ننظر الى العدوان علينا فى مساره التاريخى . وأن نراه على حقيقته نحن امام مخطط ،موحد ، منظم ، متسلسل ، ممتد مدعوم ماديا واعلاميا مدروس ولديه امكانيات الحركة.
ولابد من أن نحرر أنفسنا من منطق التناول المجزأ لتاريخنا ، الذى يقسمه الى حوادث منفصلة عن بعضها البعض آملا فى النهاية ألا تقتصر حياتنا على مجموعة من الانفعالات وردود الفعل اللحظية المؤقتة ، التى تعلو وقت الشدة ، وتخبو فى الاوقات الاخرى . فتاريخنا كله ومنذ زمن بعيد ، ولزمن طويل آت ،
نص الوثيقة الصهيونية
اولا : نظرة عامة على العالم العربى والاسلامى
ان العالم العربى الاسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الاجانب من فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات ، دون أن توضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم
و لقد قسم هذا العالم الى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة ، والتى تعادى كل منهما الأخرى وعليه فان كل دولة عربية اسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقى والاجتماعى فى الداخل الى حد الحرب الداخلية كما هو الحال فى بعض هذه الدول واذا ما اضفنا الى ذلك الوضع الاقتصادى يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها ، فى الواقع ، بناء مصطنع كبرج الورق ، لايمكنه التصدى للمشكلات الخطيرة التى تواجهه
ثانيا – مصر
فى مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية فى مصر العليا ، حوالى 8 مليون نسمة . وكان السادات قد اعرب فى خطابه فى مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة أى دولة لبنانية مسيحية جديدة فى مصر ..و الملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكانى فى العالم .وبخلاف الجيش فليس هناك أى قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية والدولة فى حالة دائمة من الافلاس بدون المساعدات الخارجية الامريكية التى خصصت لها بعد اتفاقية السلام .
ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى يجب اذن أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى اليوم…. ان المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد اعادة سيناء ، وسوف يفعلون كل مافى وسعهم لكى يعودوا الى احضان العالم العربى ، وسوف نضطر الى العمل لاعادة الاوضاع فى سيناء الى ماكانت عليه
ان مصر لاتشكل خطرا عسكريا استراتيجيا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى ، ومن الممكن اعادتها الى الوضع الذى كانت عليه بعد حرب يونية 1967 بطرق عديدة كما ان اسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت فى عام 1956 وتأكد زوالها فى عام 1967
ان مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هى بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها ، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل . ان تفتيت مصر الى اقاليم جغرافية منفصلة هو هدف اسرائيل السياسى فى الثمانينات على جبهتها الغربية
ان مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة ، على عكس ماهى عليه الآن ، سوف لاتشكل أى تهديد لاسرائيل بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة ، وهذا الامر هو اليوم متناول ايدينا
ان دول مثل ليبيا والسودان والدول الابعد منها سوف لايكون لها وجود بصورتها الحالية ، بل ستنضم الى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر . فاذا ماتفككت مصر فستتفكك سائر الدول الاخر ، ان فكرة انشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا الى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لاحداث هذا التطور التاريخى . ان التفتت للبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .
خطة تقسيم مصر
خطة تقسيم مصر نشرها الدكتور حامد ربيع رحمه الله الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في صحيفة الوفد في الثمانينيات في سلسلة مقالات بعنوان (مصر والحرب القادمة) ونشرها الدكتور محمد عمارة نقلا عن مجلة يصدرها البنتاجون في كتابه (المسألة القبطية حقائق وأوهام ) ومفاد هذا الكلام تقسيم مصر الى ثلاث دويلات

دويلة قبطية: ممتدة من جنوب بني سويف في جنوب اسيوط بامتداد غربي يضم الفيوم وبخط صحراوي طويل يربط هذه المنطقة بالاسكندرية التي يعتبرها هذا المخطط عاصمة للدويلة القبطية

دويلة النوبة: الممتدة من صعيد مصر حتى دنقلة من شمال السودان وعاصمتها اسوان

دويلة إسلامية:تشمل مصر الاسلامية والتي تضم المنطقة من ترعة الاسماعيلية والدلتا حتى حدودها على الدويلة القبطية غربا ودويلة النوبة جنوبا

دويلة يهودية: وعند هذا الحد يصبح طبيعيا ان يمتد النفوذ الاسرائيلي عبر سيناء ليستوعب شرق الدلتا بحيث تتقلص حدود مصر تماما من الجهة الشرقية ليصير فرع دمياط وترعة الاسماعيلية حدها الشرقي وتحقق الغاية الاسرائيلية النهاية «من النيل الى الفرات
ثالثا : مااعلنه متمردى سيناء من اقامة جمهورية مستقلة فى سيناء ثم تحرك قوات مسلحة من البدو لاثارة القلاقل بدعوى اضطهادهم وتعدى الامن عليهم
ليست القضية تمرد موريس صادق فموريس مجرد اداه فى مشروع استعمارى مخطط وكبيروتدعمه امريكا واسرائيل والصهيونية العالمية قد يبدو انه مجرد صراخ فى البرية فمصر مازالت تحتفظ بوحدتها والاقباط والمسلمون يمثلون نسيج واحد عمره ممتد ومصر اصل الحضارة ذابت كل حضارات العالم وبقيت مصروليس صرخة معتوه باعلان جمهورية اسلامية فى سيناء بلا وطن ولا هوية
لكن التجارب الانسانية المريرة قديما وحديثا تعلمنا ان معالجة الظواهر قبل استفحالها خير من السكوت عليها او تجاهلها مثل هذه القضايا يجب اقتحامها مهما كانت دقتها وحساسيتها لايكفى قرار من الازهر والكنيسة بالاستنكار لابد ان يخرج الامر من نطاق الجدل الضيق والغرف المغلقة والاستهانة الى حيز النور لابد ان نتحرك لحوار اقباط المهجر وربطهم بالوطن ولايكفى ترك الامر للتنظيم الكنسى فحركته تفتقر الى الحيادية وذلك قبل ان تتخمر المشكلة وتتفاقم ثم تتفجر
ان المارد الذى خرج من القمقم ويجب ان تتضافر كل القوى الواعية المؤمنة بمصر والعروبة والنسيج الوطنى الواحد ان تصرفه
عبدالمنعــــم عبدالعظـــيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصـــــــر مصـــر
Monemazim2007@yahoo.com

ة

ليست هناك تعليقات: