السبت، 10 ديسمبر 2011
قراءة فى فوز تيار الاصولية الاسلامية
خواطر مجنون فى زمن عاقل
قراءة فى فوز تيار الاصولية للاسلامية
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
لم تكن نتيجة فوز التيارالاصولى الاسلامى باغلبية مقاعد مجلس الشعب غيرمتوقعة فقد كان تيارا منظماويملك التمويل وكانت الاحزاب الجديدة غير جاهزة فبعضها ضم الفلول وبعضها لم يكتسب القدرة على العمل الجماهيرى اعتمادا على شرعية الثورة ولم يكن الوقت فى صالحهم فى الوقت الذى كان فبه تيار الاصولية يزحف ليكتسب موقع لم تكن فى حسابهم وفاقت امالهم بعد ان كانت تنظيماته منفية وليس لها شرعية ولكن الضربات المتواصلة مكنتهم من اكتساب تجربة نضالية ونجحو اثناء عملهم تحت الارض فى تجنيد عدد كبير من الشباب الذين دغدغت مشاعرهم الدينية والشعب المصرى متدين بالفطرة واكسبته مساخر نظام مبارك رفضا لحزبه الذى انهار فجاة وعدم ثقة فى قيادات الاحزاب الاخرى التى عاشت كديكور للنظام الفاسد واكتفت بتحصيل العمولات من الدولة دون عمل سياسى وتجنيد ووخطط عمل وبرامج وخدمات جماهيرية
كان الجيل الجديد من شباب التنظيمات االاصولية اكثر مرونة وخاطبوا الشارع بلغة جديدة ومنهج متفتح ربما يكون نوعا من التكتيك ولم يحاول احد ان يدرس تاريخ هذه التنظيمات ومنابع فكرها بل لقنواالناس ان هؤلاء المجاهدين ظلموا وعاشوا فى السجون وتعرضوا للاضطهاد
والناس تستغرب من الدعم الامريكى للتيار الاصولى وتناسوا ان النظام العالمى الجديد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية هم اول من سمحوا بدخول الاصوليين الى عالم السياسة والمشاركة فى الحكم بما يعد انقلابا فى سياساتها والمبادىء التى قامت عليها الدولة وانقلابا على افكار عصر النهضة
والعالم يشهد تصاعد تيار الاصولية ليس فى مصر وحدها لكن فى العالم اجمع اما عن طريق الارهاب والعنف او عن طرق صناديق الانتخاب فى النظم الديقراطية
وتعود خطورة الحركة الاصولية الى ان لها بريقا عند الناس وعلى الاخص فى اوقات الشدة والاحباط على الرغم من المصائب التى يمكن ان تحدثها لو انها افلحت فى الوصول الى الحكم والمشاركة فيه
اول مراكز الاصولية فى العالم دولة اسرائيل مركز الاصولية اليهودية التى بنبت اصلا على اساس دينى وتستمد ايدلوجيتها من الحق الالهى المزعوم بوطن يمتد من الفرات للنيل وبموجبه ترتكب كل جرائم الاعتداء والتصفية العرقية للفلسطينين وانتهاك لكل العهود
المركز الاخر للاصولية تمثله دول النفط العربى التى استخدمت اموالها لنشر الاصولية الاسلامية الوهابية والثابت انها مولت بعض الحركات الاصولية فى مصر بمساعدة المخابرات الامريكية وامتد نشاطها الى باكستان وافغانستان ودول الاتحاد السوفيتى المسلمة بغرض دعم المؤسسة الدينية الاسلامية وتطبيق الشريعة والتبشير وتسييس الدين ودعم الارهاب باسم الدين
تجارب تسييس الدين لم تنجح فى اقامة دولة اسلامية بل مهدت لمزيد من القلاقل والممارسات الارهابية فى افغانستان طالبان وباكستان وتجربة السودان التى مهدت لانفصال الجنوب والقلاقل فى دار فور وعنتيبى
حتى التحربة التركية لم تصل بعد الى ان تصبح تجربة تحتذى
وتصاعد ايضا تيار الاصولية الهندوسية فى الهند وقد يكون له اثر كبير على استقرار القارة الهندية
وتتبنى الولايات المتحدة تيار الاصولية المسيحية واقحم الدين الى ميدان السياسة خلال ادارة جورج دبليو بوش وبدات فى محاربة ما اطلق عليه مملكة الشر فى العالم
يقول الاستاذ محمد حسنين هيكل فى خريف الغضب فى مناخ مثقل بالتناقضات واسباب الشك والحيرة والقلق وتضارب قى القيم الاجتماعية والثقافية وتخبط فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية تكون العودة الى الدين طلبا لليقين حركة طبيعية وكانه السبيل الى الخلاص
لهذا حقق الاصوليين الاسلامين هذا العدد من مقاعد مجلس الشعب وحصد هذا الكم من الاصوات الى جانب الدور الذى لعبه التنظيم الجيد والتمويل السخى للحملة
ان الاصولية الاسلامية فى جوهرها تمثل عودة الى الاصول الاولى للاسلام بالنقاء الذى كانت عليه حين تنزل بها وحى السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عهد الخلافة العباسية عندما شاع فى بلاطها الترف والابهة برزت فى بغداد الدعوة الاولى للعودة الى الاصول على يد الامام احمد بن حنبل
وفى القرن التاسع ومابعده جاءت الكارثة الكبرى فى زحف المغول على بغداد فعادت فكرة العودة الى الاصول على يد ابن تيمية الذى استلهم اقكار ابن حنبل
وامتد تاثير ابن تيمية عبر الدهور وتاثر به الامام محمد عبده والثائر جمال الدين الافغانى وظهرت الحركة الوهابية فى الحجار والمهدية فى السودان والسنوسية فى ليبيا فى محاولة لمواجهة الاستعمار بالعودة الى الدين حتى ظهرت جمعية الاخوان المسلمين على يد الامام حسن البنا فى الاسماعيلية ثم القاهرة وانتشرت فى مصر والعالم الاسلامى واصبححت قوة لايستهان بها وظهر جيل جديد من رهبان الليل وفرسان النهار كما كان يصفهم البنا
كان الشيخ حسن البنا يجيب ان منهجه هو القران وعن برنامجه عندما تكون لى الكلمة وتجىء الظروف المناسبة قسوف نتكلم عما يمكن عمله قى ضوء الواقع الذى نحتاجه وحتى يحدث هذا لن نغرق انفسنا فى التفاصيل
وانشا حسن البنا التنظيم الخاص وتم تسليح هذا النظام ليصبح قوة ردع
هذا النظام قام بهجمات على دور السينما والملاهى والمحلات الاجننبية واغتال احمد ماهر والقاضى الخازندار واغتال النقراشى بعد ان حل الجماعة واغتالات الحكومة حسن البنا ردا على اغتيال النقراشى وفى ظل ثورة 23يوليوتمتعت الجماعة بوضع خاص واعيدت محاكمة قاتلى حسن البنا ولكنهم كانو يطمعون فى الحكم فحاولو اغتيال عبدالناصر وانتهى شهر العسل بين الثورة والاخوان فسجن من سجن وهاجر من هاجر وفى المعتقلات بدء ظهور فكر الجهاد الذى استلهم افكار ابو الاعلى المودودى والاستاذ سيد قطب وتلخصت الاقكار فى
حاكمية الله فى مقابل حاكمية البشر
الوهية الله فى مقابل الوهية الانسان
ربانية الله فى مقابل العبودية لغيره
وحدانية الله فى مقابل الاعتماد على اى مصدراخر فتنظيم امور المجتمغ
وفكرة الحاكمية تعنى تكفير الحاكم والخروج علية وجواز قتاله وجواز الاستيلاء على اموال الدولة ومحاربة سلطانها
وقى معالم على الطريق حدد الاستاذ سيد قطب منهاجه
1 ان هناك تعارضا شديدا بين فكرتين وتصورين ومجتمعين ونظامين وحقيقتين الاسلام والجاهلية الايمان والكفر الخير والشر حاكمية الله وحاكمية البشر الله والطاغوت وانه لابقاء لطرف الا بالقضاء على الطرف الاخرولا سبيل الى المصالحة او الوساطة بينهما
2- ان الاسلام هو الحق والخير والعدل وان مجتمع الايمان الذى تكون فيه الحاكمية لله وان نظام الدولة القائم هو الباطل والشر والظلم مجتمع الكفر حيث تكون الحاكمية للطاغوت ولما كان الايمان قولا وعملا فان الدولة الاسلامية تصبح مشروعا ممكنا على شرط ان تصبح الشهادة مطلبا وامنية
3-لايمكن ان يحدث التغيير الا عن طريق الانقلاب الانقلاب على السلطة والقضاء على ائئمة الكفر ووضع ائئمة الايمان محلهم
4- ان هذه العملية تقوم بها الصقوة المؤمنه جيل قرانى جديد مثل جيل الصحابة الاوائل قادر على قيادة مجتمع الايمان ضد مجتمع الكفر والاولوية للصفوة وليست للجماهير والصدارة للنخبة وليست للشعب
5- ان هذه العملية عملية تحررشامل واجبة وضرورية مفروضة فرضاعينيا على كل مسلم ومسلمة مسئولية فردية وجماعية دينية واخلاقية لتحوبل مجتمع الكفر والطاغوت الى مجتمع الايمان والحرية حتى تصبح لااله الا الله منهج حياة وتحرير للوجدان البشرى والتخلص من حكم الطاغوت
كان جيل جديد تحت الارض من الجماعات الاصولية بتشكل كانت السجون والمعتقلات قد صهرتهم وقوت استعدادهم للتضحية ولم يكن ملهمهم الامام حسن البنا الذى اعتبروه تاريخا مضت ايامه انما نمت فى عقولهم افكار ابو الاعلى المودودى وسيد قطب لم يعد امامهم الا الجاهلية او الاسلام ولاحاكمية للبشر امام حاكمية الله
لقد نجح الملك فيصل وعثمان احمد عثمان فى عقد مصالحة بين الاخوان والنظام وعادو ليشهرو سهامهم حتى اصابت السادات نفسه ولم يستطع النظام بكل قمعه اعادته الى القمقم
ونجحت ثورة 25 يناير فى الاطاحة بنظام مبارك وحزبة ولان الثورة بلا قيادة او منهج او تنظيم ابتهل الاصوليين الفرصة وجمعوا صفوفهم التى كانت منظمة تنظيما دقيقا وممولة تمويلا مناسبا فى غياب التنظيمات الورقية التى انهارت فى اول تجربة ديمقراطية وكانت الفرصة سانحة لهم وسط قبول شعبى ليس حبا فيهم ولكن كراهية لكل من خدعهم وسلب اموالهم ونجح نجيب ساويرس وكتلتة فى ان يضخم الفرقة ويقسم الوطن الى مسيحيين وعلمانيين كفرة ضد الاسلام لهذا تقاسم التيار السلفى المقاعد مع الا خوان لاسباب عتصرية وهم الذين طفو فجاة من العدم هؤلاء هم رموز الاصولية الدينبة وهذه هى مرتكزات فكرهم
تنشد جماعة الاخوان التغيير الاجتماعى الجذرى ومن ثم تلعب الاعتبارات الايدلوجية دورا كبيرا فى صياغة افكارها لتحقيق هذا التغيير وهى ليست حركة دينية من حيث الجوهر بل هى حركة سياسية تنطلق من الاسلام كاطار فكرى وضعه حسن البنا وفرضت التحدديات الجديدة محاولة تطويع فكرها طبفا للواقع بقدر كثير من العموميات مما جعله يكتسى بالغموض الفكرى والمناورات السياسية
قد ينجح التيار الاصولى فى تحقيق اغلبية برلمانية ولكنه سيصطدم بضمانات الوثيقة الدستورية التى لن تعلي تيار على اخر وستظهر تيارات الشباب المعارض فى الجماعة غير الصدام المحتمل مع افكار السلفيين مما يؤكد ان الجولة القادمة لن تكون فى صالحهم لان الوعى حتما سينضج وستتمكن الاحزاب الجديدة من ترتيب اوراقها واتصالها بالجماهير وسيتمكن شباب الثورة والجماهير الواعية من استعادة قيادتها
عبدالمنعـــــم عبد العظيــــــم
مدير مركزدراسات تراث الصعيد
الاقصـــــر مصـــر
Monemazim2007@yahoo.co
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق