السبت، 5 مايو 2012

عنما كان شرب القهوة جريمة

عندما كان شرب القهوة جريمة كتب عبدالمنعم عبدالعظيم هل تذكر اسمهان عندما كانت تشدو باغنيتها الشهيرة يامين يقولى اهوى اسقيه بايدى قهوة انا انا اهوى وكان المنولوجست خفيف الظل عمر الجيزاوى يغنى مالك قاعد كده بتفكر شايل هم كثير ومكشردنيا حلوة وزى السكر قوم اشرب اتفضل قهوه انا متشكر اتفضل قهوة واغنية صبوا القهوة صبو الشاى مرحب مرحب بالزوار فاختلطت القهوة بالفلكلور الغنائى تعبيرا عن الكرم وهل فكرت وانت تقدمها لضيوفك ماقصتها القهوة شراب متخذ من قشر البن او منه مع حبة المحجم وكان اول ظهورلها حسبما ذكرالشيخ شهاب الدين بن عبدالغفار باليمن فقال انه شاع فى بلاد اليمن شراب يقال له القهوة تستعمله مشايخ الطرق الصوفية وغيرهم للاستعانة به على السهر فى الازكار وكان ظهورها على يد الشبخ جمال الدين ابى عبدالله محمد بن سعيد الذبحانى وقال فخر الدين بن بكر بن ابى يزيد المكى ان اول من انشاها ببلاد اليمن الشيخ العارف على بن عمرالشاذلى اما اول ظهورها بمصر فقال العلامة بن عبدالغفارانها ظهرت فى حارة الجامع الازهر المعمور بذكر الله تعالى فى العشر الاول من القرن العاشر وكانت تشرب بالجامع الازهر برواق اليمن يشربها فيه اليمانيون ومن يسكن معهم فى رواقهم من اهل الحرمين الشريفين وكان المستعمل لها الفقراء المشتغلون بالرواتب من الازكار والمديح وكانو يشربونها كل يوم اثنين وجمعة يضعونها فى ماجور كبير من الفخار الاحمرويغرف منه النقيب بسكرجة صغيرة اثناء الذكر لاذهاب النعاس والكسل واشتهرت القهوة بمكة وشربت فى المسجد الحرام ولايعمل ذكر اومولد الابحضورها وفى عام 917 افتى اخوين اعجمين اشتهرا بالحكيمين لهما فضيلة فى المنطق وعلم الكلام والطب بحرمة القهوة واعانهما الشيخ شمس الدين محمد الحنفى الخطيب نقيب قاضى القضاه سرى الدين بن الشحنة وناس اخرون واغرى الشيخ شمس الدين هذا الامير خير بيك المعمارباشا مكة ومحتسبها على ابطالها من الاسواق ومنع الناس من شربها وعقد لذلك مجلسا عنده وكتبوا بذلك محضرا كتبه شمس الدين الخطيب وارسلوه الى مصر وطلبوا منشورا سلطانيا بمنعها بمكة ثم اشهرالامير خير بك النداء يمنع شربها او بيعها وشدد فى ذلك وعزر جماعة من باعتها وكبس مواضعم واحرق ما فيها من قشر البن فبطلت حينئذ من السوق وصار الناس يشربونها سرا اتقاءا لشره وتناولها الشعراء فى اشعارهم فال احدهم قهوة البن حرمت فاحتسوا قهوة الزبيب ثم طيبوا وعربدوا وانزلوا فى قفا الخطيب وقال اخر قهوة البن حرمت فاحتسوا قهوة العنب واشربوها وعربدو والعنو من هو السبب وفى عام 918 قدم الامير قطلباى الى مكة المكرمة بصحبة الركب الشريف عوضا عن خير بيك فاكثر من شربها فانتشرت اضعاف انتشارها الاول وفى شهر ذى القعدة سنة 932قدم الى مكة العارف بالله سيدى محمد بن عراق فبلغه انه يفعل فى بيوت القهوة (المقاهى ) المنكرات فاشار على الحكام باغلاق هذه البيوت مع تصريحه بحلها فى ذاتها ولما توفى الشيخ عام933 رجع الحال الى ماكان عليه وقد منعها الشيخ شهاب الدين بن عبدالحق السنباطى وافتى بحرمتها وفى ذلك قال الشاعر ان اقوما تعــــــدوا والبلا منهم تاتى حرموا القهوة عمدا وقدرو افكا وبهتا ان سالت النص قالو ابن عبدالحق افتى يا اولى الفضل اشربوها واتركو ماكان بهتا ودعوا العزال فيها يضربون الماء حتى وفى عام 945بينما جماعة فى بيوت القهوة (المقاهى) يستعملونها فى شهر رمضان بعد العشاء اذ وافاهم صاحب العسس (الشرطة) اما من تلقاء نفسة او لامر تلقاه فباتوا فى منزل السوباشاه (الضابط) واخرجهم منها على هيئة شنيعة بعضهم فى الحديد وبعضهم مربوط فى الحبال ثم اطلقوا صباحا بعد ان ضرب كل واحد منهم سبع عشر ضربة وعاد الحال الى ماهو عليه بعد يومين ومنعت بالقاهرة مرارا فلم تطل المدة وعلا منارها ولم يزل امرها ظاهرا يشربها العلماء والصلحاء وطلبة العلم واماثل الفقهاء يقربحلها اهل الافتاء ويلتمس بها اذهاب الكسل وقوة النشاط وفى وثائق الحملة الفرنسية ان شجرة القهوة تنبت باليمن وشجرها مغروس على خطوط مستقيمة ولها شبه بشجرة الكريز ورقها ثخين واخضراره معتم وتستمر اخذة فى الكبر الى ثلاثين سنة وغاية ارتفاعها ثمانية ازرع وزهرها ابيض وشرابها يرخى البطن وينعش القلب ويزيل الثقل والخمول وهو نافع لهضم الطعام والزكام والام الراس يقول شاعر فى حلها ياقهوة تذهب هم الفتى انت لحاوى العلم نعم الشراب شراب اهل الله فيها الشف لطال الحكمة بين العباد نطبخها قشرا فتاتى لنا فى نكهة المسك ولون المداد ماعرف الحق سوى عاقل يشرب من وسط الزبادى زباد حرمها الله على جاهل يقول فى حرمتها بالهناد فيها لنا تبر وفى حانها صحبة ابناء الكرام الجياد كاللبن الخالص فى حله ماخرجت عنه سوى بالسواد وهكذا دارات القهوة بين من يرى بحلها وانها الشراب الطهور المبارك الموجب للنشاط والاعانة على زكر الله تعالى ومن قال بحرمتها مفرط فى ذمها والتشنيع على شربها وبالغ القائل بحرمتها فادعى انها من الخمر وقاسها به وحكم بمنع بيعها وكسر اوانيها وتعزير باعتها وبولغ فى الذم فزعموا ان شاربها يحشر يوم القيامة ووجهه اسود من قعور اوانيها وانتصرت القهوة وانتشرت اماكن شربها فى العالم كله واستحدثوا منها عدد من الاشربة كالقهوة باللبن النيس كافيه وغيرها وبعد ان كانت شربا للصوفية والزاكرين تحولت الى مشروب شعبى عبدالمنعم عبدالعظيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاقصر مصر Monemazim@yahoo,com

ليست هناك تعليقات: