السبت، 20 أكتوبر 2012


الحلقة الثانية من التراث الذى اغتالوه فى الأقصر كتب عبدالمنعم عبدالعظيم 1- قصر باسيلى باشا على نيل الأقصر كان يقع هذا القصر الفخم المميز قصر باسيلى باشا الذى يحتل موقعة الآن فندق ايتاب هذا القصر بنته الحكومة الفرنسية فى عهد الخديوى إسماعيل ليكون مقرا لإقامة قنصلها فى الأقصر باسيلى باشا بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وعم توفيق اندراوس نائب الأقصر والوجيه يس باشا اندراوس وهى اسرة نزحت من قوص وكانوا من كبار ملاك الاراضى ولهم دورهم الوطنى وأول من نافسوا الأجانب فى إقامة المنشات السياحية ويرجع الاستاذ الدكتور عبدالله محمد عزباوى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة فى كتابه الشوام فى مصر فى القرنين 19 ,18ان أصول هذه الأسرة من الشام وقد استوردت فرنسا الرخام والمرمر و الخشب حتى الطوب الذى بنى به هذا القصر من ايطاليا وبعد ثورة يوليو كان مقترحا أن يكون القصر استراحة لرئيس الجمهورية ورفض عبدالناصر وتم تسليم القصر للقوات المسلحة وفى عام 1964 تم اغتيال هذا القصر وهدمه وبيع مقتنياته الثمينة وأنقاضه النادرة ولم يكن القصر وقتها أيلا للسقوط وكان غاية فى المتانة والأبهة ودارت أحاديث كثيرة حول صفقة كان من أطرافها جلال عزت رئيس المدينة واللواء عبدالله غبارة محافظ قنا ولابد ان هناك كلام كثير حول الصفقة فى ملفات مجلس المدينة وتضاف جريمة هدم قصر باسيلى باشا الى جرائم كثيرة هدم فيها أفخم قصور الأقصر وتراثها المعمارى الفريد غير سرقة المقتنيات النادرة والأثرية من هذه القصور 2- قصر نفرتارى منذ اقل من عامين كان قصر نفرتارى قائما يحتله معهد ترميم الآثار قبل ان يتم هدمه وهذا القصر كان ملكا لنجيب بك ميخائيل بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وقد بنى هذا القصر على طراز الباروك الايطالي وكانت جميع منشاته مطلية باللون الطوبى الفاتح وحجراته مطلية باللون الأبيض وللقصر حديقة غناء هذا القصر الجميل تم تسليمه لوزارة المعارف عام 1950 لتحويلة لمدرسة ابتدائية بناء على موافقة مجلس الوزراء وكان هذا قبل الثورة حتى لا يتهم عبدالناصر بالاستيلاء عليه وتحول الى مدرسة ابتدائية ثم أصبح مقرا لمعهد ترميم الآثار وبحجة تطوير الأقصر تم هدم هذا القصر وطرد طلاب المعهد فى الهجمة الشرسة التى قادها الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر لهدم تراث الأقصر التليد من مساجد وقصور لصالح رجال الأعمال فيما عرف بمشروع المثلث الذهبى تحت غطاء تطوير الأقصر فى هذه الهجمة تم هدم قصر يس باشا اندراوس وقصر الثقافة وجمعية الشبان المسلمين ومقابر الكونجرس وسبع مساجد منها مسجد المقشقش الاثرى ونادى الاقصر الرياضى والهلال الاحمر ومركز الأعلام وثلاث مدارس وفندق ونتر بالاس الجديد والسوق السياحى وعديد من مساكن الاهالى والمنشئات وبدون توفير بدائل وحتى الان لم تصرف التعويضات والقيت مكتبة قصر ثقافة الأقصر أسفل مدرجات الإستاد الذى هدم أيضا وألقيت مكتبة وأجهزة مركز الإعلام فى العراء ولم يتحقق مشروع المثلث الذهبى فقد أطاحت ثورة يناير بسمير فرج وشريكه احمد نظيف قبل أن يتم تفريغ مدينة الأقصر من سكانها وتراثها الحضارى لصالح اتحاد رجال الأعمال الحاكم 2- بيت الأقصر الكبير سعدت بلقاء الروائية المصرية المقيمة بسويسرا الدكتورة فوزية اسعد التى كتبت قصة هذا البيت فى روايتها بيت الأقصر الكبير التى كتبتها بالفرنسية وترجمها المشروع القومى للترجمة وتحدثنا طويلا عن بيت الأقصر الكبير وزكرياته التى اتمنى تصويرها فى فيلم يحكى تاريخ الاقصر وتراثها من خلال معايشة هذه الاسرة فى هذا القصر وكيف تأمروا لهدمه وسرقة مقتنياته بحجة انه فى حرم الآثار وهو قصر يس باشا اندراوس وكان الدور على قصر توفيق اندراوس نائب الأقصر والذى اشتهر بيت الأمة بالأقصر واستقبلت فيه الأقصر سعد زغلول والإمام محمد عبده ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وهيلا ثلاثى امبراطور الحبشة وكان قد حضر لخطبة جميلة توفيق اندراوس ولكنها رفضت واستقبل أيضا الأمير امبرتو ولى عهد ايطاليا وملوك ايطاليا وبلجيكا ورمانيا وأسرة قيصر روسيا وغيرهم من ضيوف الأقصر غير التحف النادرة والرسومات التى رسمها فنان ايطالي مشهور وسعدت أيضا بلقاء بنات توفيق اندراوس أيام كن يعشن رعب إزالة قصرهم وكيف تبرعوا بعشرين فدانا لسمير فرج لإقامة قصر لمبارك بجزيرة الموز ملكهم لتأجيل الهدم وعشت معهن زكريات اليمه هى قصة تحكى عن كيف كانت تدار مصر هدم سمير فرج بيت الأقصر الكبير رغم صدور حكم قضائى نهائى بتسليمه للورثة من المحكمة الاداررية العليا فى 13 نوفمبر 2002 ورغم قرار هيئة اليونسكو وجهاز التنسيق الحضارى رقم 2154\2009 باعتباره من الآثار التى يجب ألا تمس وذهب سمير فرج وبقيت أطلال الهدم تحكى قصة التفكير الغاشم للعقلية العسكرية والفساد السياسي التي كانت تدير الأقصر ولا تدرك قيمة ثراء تراثها فهل جرفت كرامات سيدى المقشقش وسيدى الوحشى كل من اعتدى على حرمهم والى لقاء مع قصة جزيرة الموز واستيلاء حسين سالم على جزيرة البياضية و فندق الجولى فيل عبدالمنعـــــــــــــــــــم عبدالعظـــــــــــــــــــــــــــــيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo..com

الحلقة الثانية من التراث الذى اغتالوه فى الأقصر كتب عبدالمنعم عبدالعظيم 1- قصر باسيلى باشا على نيل الأقصر كان يقع هذا القصر الفخم المميز قصر باسيلى باشا الذى يحتل موقعة الآن فندق ايتاب هذا القصر بنته الحكومة الفرنسية فى عهد الخديوى إسماعيل ليكون مقرا لإقامة قنصلها فى الأقصر باسيلى باشا بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وعم توفيق اندراوس نائب الأقصر والوجيه يس باشا اندراوس وهى اسرة نزحت من قوص وكانوا من كبار ملاك الاراضى ولهم دورهم الوطنى وأول من نافسوا الأجانب فى إقامة المنشات السياحية ويرجع الاستاذ الدكتور عبدالله محمد عزباوى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة فى كتابه الشوام فى مصر فى القرنين 19 ,18ان أصول هذه الأسرة من الشام وقد استوردت فرنسا الرخام والمرمر و الخشب حتى الطوب الذى بنى به هذا القصر من ايطاليا وبعد ثورة يوليو كان مقترحا أن يكون القصر استراحة لرئيس الجمهورية ورفض عبدالناصر وتم تسليم القصر للقوات المسلحة وفى عام 1964 تم اغتيال هذا القصر وهدمه وبيع مقتنياته الثمينة وأنقاضه النادرة ولم يكن القصر وقتها أيلا للسقوط وكان غاية فى المتانة والأبهة ودارت أحاديث كثيرة حول صفقة كان من أطرافها جلال عزت رئيس المدينة واللواء عبدالله غبارة محافظ قنا ولابد ان هناك كلام كثير حول الصفقة فى ملفات مجلس المدينة وتضاف جريمة هدم قصر باسيلى باشا الى جرائم كثيرة هدم فيها أفخم قصور الأقصر وتراثها المعمارى الفريد غير سرقة المقتنيات النادرة والأثرية من هذه القصور 2- قصر نفرتارى منذ اقل من عامين كان قصر نفرتارى قائما يحتله معهد ترميم الآثار قبل ان يتم هدمه وهذا القصر كان ملكا لنجيب بك ميخائيل بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وقد بنى هذا القصر على طراز الباروك الايطالي وكانت جميع منشاته مطلية باللون الطوبى الفاتح وحجراته مطلية باللون الأبيض وللقصر حديقة غناء هذا القصر الجميل تم تسليمه لوزارة المعارف عام 1950 لتحويلة لمدرسة ابتدائية بناء على موافقة مجلس الوزراء وكان هذا قبل الثورة حتى لا يتهم عبدالناصر بالاستيلاء عليه وتحول الى مدرسة ابتدائية ثم أصبح مقرا لمعهد ترميم الآثار وبحجة تطوير الأقصر تم هدم هذا القصر وطرد طلاب المعهد فى الهجمة الشرسة التى قادها الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر لهدم تراث الأقصر التليد من مساجد وقصور لصالح رجال الأعمال فيما عرف بمشروع المثلث الذهبى تحت غطاء تطوير الأقصر فى هذه الهجمة تم هدم قصر يس باشا اندراوس وقصر الثقافة وجمعية الشبان المسلمين ومقابر الكونجرس وسبع مساجد منها مسجد المقشقش الاثرى ونادى الاقصر الرياضى والهلال الاحمر ومركز الأعلام وثلاث مدارس وفندق ونتر بالاس الجديد والسوق السياحى وعديد من مساكن الاهالى والمنشئات وبدون توفير بدائل وحتى الان لم تصرف التعويضات والقيت مكتبة قصر ثقافة الأقصر أسفل مدرجات الإستاد الذى هدم أيضا وألقيت مكتبة وأجهزة مركز الإعلام فى العراء ولم يتحقق مشروع المثلث الذهبى فقد أطاحت ثورة يناير بسمير فرج وشريكه احمد نظيف قبل أن يتم تفريغ مدينة الأقصر من سكانها وتراثها الحضارى لصالح اتحاد رجال الأعمال الحاكم 2- بيت الأقصر الكبير سعدت بلقاء الروائية المصرية المقيمة بسويسرا الدكتورة فوزية اسعد التى كتبت قصة هذا البيت فى روايتها بيت الأقصر الكبير التى كتبتها بالفرنسية وترجمها المشروع القومى للترجمة وتحدثنا طويلا عن بيت الأقصر الكبير وزكرياته التى اتمنى تصويرها فى فيلم يحكى تاريخ الاقصر وتراثها من خلال معايشة هذه الاسرة فى هذا القصر وكيف تأمروا لهدمه وسرقة مقتنياته بحجة انه فى حرم الآثار وهو قصر يس باشا اندراوس وكان الدور على قصر توفيق اندراوس نائب الأقصر والذى اشتهر بيت الأمة بالأقصر واستقبلت فيه الأقصر سعد زغلول والإمام محمد عبده ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وهيلا ثلاثى امبراطور الحبشة وكان قد حضر لخطبة جميلة توفيق اندراوس ولكنها رفضت واستقبل أيضا الأمير امبرتو ولى عهد ايطاليا وملوك ايطاليا وبلجيكا ورمانيا وأسرة قيصر روسيا وغيرهم من ضيوف الأقصر غير التحف النادرة والرسومات التى رسمها فنان ايطالي مشهور وسعدت أيضا بلقاء بنات توفيق اندراوس أيام كن يعشن رعب إزالة قصرهم وكيف تبرعوا بعشرين فدانا لسمير فرج لإقامة قصر لمبارك بجزيرة الموز ملكهم لتأجيل الهدم وعشت معهن زكريات اليمه هى قصة تحكى عن كيف كانت تدار مصر هدم سمير فرج بيت الأقصر الكبير رغم صدور حكم قضائى نهائى بتسليمه للورثة من المحكمة الاداررية العليا فى 13 نوفمبر 2002 ورغم قرار هيئة اليونسكو وجهاز التنسيق الحضارى رقم 2154\2009 باعتباره من الآثار التى يجب ألا تمس وذهب سمير فرج وبقيت أطلال الهدم تحكى قصة التفكير الغاشم للعقلية العسكرية والفساد السياسي التي كانت تدير الأقصر ولا تدرك قيمة ثراء تراثها فهل جرفت كرامات سيدى المقشقش وسيدى الوحشى كل من اعتدى على حرمهم والى لقاء مع قصة جزيرة الموز واستيلاء حسين سالم على جزيرة البياضية و فندق الجولى فيل عبدالمنعـــــــــــــــــــم عبدالعظـــــــــــــــــــــــــــــيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo..com

الجمعة، 19 أكتوبر 2012


ملف التراث الذى اغتالوه فى الأقصر قصر السلطانة ملك كتب عبدالمنعم عبدالعظيم فى هذه المنطقة المميزة على نهر النيل العظيم وفوق ربوة عالية بنى عاشق الأقصر المستر سنجور الهولندى الجنسية هذا القصر الكبير الذى بنى من طابق واحد على الطراز العربى بنافوراته الرائعة وحدائقه الزاهرة بما يشكل تحفة معمارية مميزة وعند زيارتها للأقصر أعجبت السلطانة ملك الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل بالقصر واستولت عليه والسلطانة ملك أول سلطانة لمصر بعد شجرة الدر وكانت تقضى فيه الشتاء وكانت تقضى الصيف فى استانبول وكان الناس يطلقون عليه قصر أبو شنب نسبة الى الهولندى سنجور الذى كان له شارب مميز وهناك شواهد تؤكد انه فى مكان هذا القصر كان يقع قصر فرعون ويقال انه نفس المكان الذى انتشلت منه ابنة فرعون الصندوق الذى حمل سيدنا موسى عليه السلام الذى تقول بعض الدراسات انه ولد بقرية الطود فى الستينيات تسلمت وزارة التربية والتعليم هذا القصر وتم استخدامه معسكر للطلاب وكان يستقبل رحلات طلاب الثانوية العامة التى كانت رحلة ثقافية إجبارية يتعرف فيها طلاب الثانوية العامة على تراث مصر فياتى طلاب الوجه البحرى الى الأقصر وأسوان ويسافر طلاب الوجه القبلى الى القاهرة وفجأة وفى صفقة مشبوهة تم هدم القصر والمبنى الذى أقامته التربية والتعليم كملحق لمعسكر الطلاب وبنى مكانه فندق النوفوتيل وخسرت الأقصر قصرا من أميز القصور التى بنيت على الطراز الاسلامى فى مصر كما بنت السلطانة ملك مسجدا بنجع الكرشاب بقرية الحبيل عرف بمسجد البرنسيسة وكانت تحرص على زيارته وتقديم الهدايا والهبات لفقراء المنطقة ارض هذا المسجد استولى علها احد الاهالى وبنى عليها عمارة ثم تاتى اخطر قضايا الفساد التى شهدتها الأقصر فى عصر مبارك حيث تم إعطاء باقى ارض قصر السلطانة ملك الى إحدى شركات هشام طلعت مصطفى الشركة المصرية للاستثمارات الفندقية والسياحية بنظام حق الانتفاع لمدة 49 سنة فى يوليو 2008 لإقامة فندق فورسيزون الاقصر لقد تم اغتيال الأثر ثم الأرض حتى المسجد رغم ان هذه المنشات ملك الشعب لصالح منظومة الفساد وهى أمور تحتاج الى تحقيق ومراجعة ليعود الحق لأصحابه عبدالمنعـــــــــــم عبدالعظيــــــــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012


قراءة فى ملف الإخوان المسلمين كتب عبدالمنعم عبدالعظيم فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر وصل حزب الحرية والعدالة حزب جماعة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم بعد فوز رئيس الحزب الدكتور مهندس محمد مرسى برئاسة الجمهورية وفوز الحزب بأغلبية مقاعد المجالس التشريعية الشعب والشورى فى سابقة غير متوقعة حتى للإخوان أنفسهم لكن التحول العظيم الذى حققته ثورة 25يناير جعلت المستحيل ممكنا فقد هيئت الثورة المناخ للتغيير وحدوث هذا الانقلاب السياسى على الموروثات والثوابت فى الفكر السياسى المصرى أملا فى التغيير الى الأحسن بعد أن وصل الفساد الى ذروته وظن الناس ان هؤلاء الذين خرجوا من السجون والمعتقلات قادرون على هذا التغيير نحن الان أمام تجربة جديدة تتأرجح بين الدولة المدنية والمرجعية الدينية للجماعة الحاكمة بين جماعة لها منهج فكرى وأهداف استراتيجية من اجل االوصول الى الدولة الإسلامية التى تؤمن بحاكمية الله والتى تستمد دستورها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والأسس الثابتة للشريعة الإسلامية وبين دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أسس المواطنة التى اصبحت هى الثقافة السائدة واى انهيار فى منظومتها يعنى انهيار مجتمعى وستجد الجماعة نفسها فى المربع الاول من جديد الى جانب تفاقم المشكلة الاقتصادية وانهيار منظومة القيم والفوضى الامنية والارتفاع غير المتوقع لاسعار السلع والخدمات وانهيار القيمة السوقية للجنيه المصرى وزيادة المطالب الفئوية رغم نضوب موارد الدولة ونقص الانتاج ومحاولة الاعتماد على القروض والمنح التى دائما ماتكون مشروطة لقد انحشر النظام فى منزلق خطير لايحسد عليه ولا مخرج منه سوى بالمراجعة الأمينة والمواجهة الصريحة للمشاكل أعود لمراجعة الملف التاريخى للجماعة الحاكمة لمحاولة فهم اسسها الفكرية منذ ان أسسها الإمام حسن البنا فى الإسماعيلية التى كان مدرسا بإحدى مدارسها الابتدائية كانت جماعة صغيرة تهدف الى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإرشاد وبناء المساجد والمدارس وقد تبرعت لها هيئة قناة السويس بمبلغ 500جنيه لبناء مقر لها ثم نمت الجماعة وأصبح لها مقار فى معظم المدن المصرية وانتقل مركزها الرئيسى الى القاهرة العاصمة وعندما اشتد الصراع بين حزب الوفد والملك فاروق بعد معاهدة 1936 طفت الجماعة على سطح الإحداث الى جانب رجل الملك على ماهر باشا حاول الملك ايامها إنشاء أحزاب موالية لهل لكسر قوة الوفد حزب الأغلبية مثل حزب الشعب وحزب الاتحاد لكنه فشل فاحتضن جماعة الإخوان المسلمين لتكون زراعه لمحاربة الوفد عدوه التقليدى بالرغم من اتهام الإخوان أيامها بالتعاون مع ايطاليا وتلقى الدعم من نظامها الفاشيستى المتعاون مع المانيا النازية بلغ من تعاون الجماعة مع الملك أنها خصصت مؤتمرها العام الرابع لغرض واحد هو الاحتفال باعتلاء الملك العرش وتجمع الإخوان أمام قصر عابدين هاتفين نهديك بيعتنا وولاءنا على كتاب الله وسنة رسوله ولقد زكرت جريدة البلاغ فىى20 ديسمبر1937 انه عندما اختلف مصطفى النحاس مع الملك وخرجت الجماهير تهتف الشعب مع النحاس فبرز حسن البنا ورجاله هاتفين الله مع الملك بدأت الجماعة تتحول من جماعة دعوية الى جماعة سياسية كتب المناضل احمد حسين فى جريدة مصر الفتاه فى17 يوليو1941 ان حسن البنا أداة فى يد الرجعية وفى يد الرأسمالية اليهودية وفى يد الانجليز وصدقى باشا وكان الشعب يستقبل حسن البنا بالهتاف ضده يسقط صنيعة الانجليز وقد جاء بجريدة صوت الأمة فى 28\8\1946 انه عند تولى إسماعيل صدقى رئاسة الوزارة عام 46 وسط غليان الحركة الوطنية الرافضة له كان اول عمل يقوم به زيارة مقر الإخوان المسلمين بالحلمية ووقف يومها احد قادة الإخوان يهنىء الشعب بإسماعيل صدقى بتولى الوزارة قال واذكر فى الكتاب اسماعيل انه صادق الوعد وكان رسولا نبيا كان الاخوان والملك فى جانب والحركة الوطنية فى جانب اخر يعادى الملك والانجليز حتى انهم شكلوا مع صدقى باشا اللجنة القومية لمواجهة لجنة العمال والطلبة واكد الملك فى مذكراته التى نشرتها مجلة الطليعة انه شجع الاخوان ليقضى على حركة الوفد واليسار وإحداث شرخ فى الحركة الوطنية وكان صدقى يستعين بالإخوان لتحقيق أهدافه المرتبطة بالانجليز وجعل حسن البنا يركب سيارة سليم زكى الحكمدار لتهدئة الشعب وقد حرص الإخوان المسلمين منذ البداية على تكوين فرق الجوالة التى شكلت مليشيات لخدمة إغراض الإخوان السياسية ومن بين صفوف الجوالة التقط أعضاء الجهاز الخاص أفراده ودربوهم على مختلف الأسلحة وكانت حرب فلسطين 1948 فرصتهم التى ابتهلوها لتجميع الأسلحة وكانت فرصتهم لتدريب أعضاء الجهاز الذى كان تابعا للمرشد العام مباشرة كانت القوة احد وسائلهم للوصول الى الحكم كما يقول عبد الرحمن الرافعى بدات الجماعة عملياتها الإرهابية بتفجير القنابل فى دور السينما وحارة اليهود وشركة الاعلانات الشرقية ومحلات شيكوريل وغيرها ثم باغتيال المستشار احمد الخازندار امام مسكنه بحلوان لانه حكم على بعضهم بالسجن يقول مرتضى المراغى وزير الداخلية السابق ان الاخوان المسلمين كانت لهم محكمة تنعقد لمحاكمة من تعتبرهم خصوم لها او خونة فى حق الوطن والدين وحبن تصدر احكامها على احد منهم بالقتل او نسف داره تختار بضعة شبان لتنفيذ الحكم فى شهر يوليو48 انفجرت شحنة ناسفة فى محل شيكوريل وبعدها بشهرين وقع انفجاران بمحل بنزيون وجاتنيو وفى سبتمبر وقع انفجار هائل فى حارة اليهود ترتب عليه انهيار اربعة منازل و20 قتيل و66 مصاب وفى نفس الشهر تم تفجير مبنى شركة الاعلانات الشرقية فقدم عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية مذكرة حول جماعة الاخوان قال فيها: ان الجماعة ترمى الى الوصول للحكم بالقوة والإرهاب وإنها اتخذت الاجرام وسيلة لتنفيذ أهدافها فدربت شبابا من أعضائها أطلقت عليهم اسم الجوالة وانشات لهم مراكز رياضية تقوم بتدريبهم تدريبا عسكريا وأخذت تجمع الأسلحة والقنابل والمفرقعات وتخزنها وساعدها على ذلك ظروف حرب فلسطين وأكد ان وجود هذه الجماعة يهدد الأمن العام وبناء على هذه المذكرة اصدر رئيس الوزراء والحاكم العسكرى محمود فهمى النقراشى امرا عسكريا فى 8 ديسمبر 1948 بحل الجماعة ومصادرة اموالها واغلاق مقراتها وبعد قرار الحل بعشرين يوما تم اغتيال النقراشى على يد طالب من الاخوان يرتدى زى ضباط البوليس يدعى عبدالحميد احمد حسين وهتف الشعب فى جنازة النقراشى الموت لحسن البنا وواجه الاخوان بعدها اكبر حركة اعتقال وتنكبل وتعذيب وتشريد وفصل ما الوظائف والمدارس والجامعات ودبرت حكومة ابراهيم عبدالهادى لاغتيال المرشد العام حسن البنا ردا على اغتيال النقراشى وثبت ان الاميرلاى محمود عبدالمجيد مدير المباحث الجنائية هو الذى دبر اغتيال البنا كان التعذيب الذى وقع على الإخوان على يد حكومة عبدالهادى رهيبا قوق احتمال البشر لهذا حاول الإخوان اغتيال إبراهيم عبدالهادى وأصيب رئيس مجلس النواب حامد جودة ونجا عبدالهادى فى يناير 1950 فاز الوفد فى الانتخابات وشكل النحاس الحكومة على غير هوى الملك واسقط الأمر العسكرى بحل الجماعة وعادت الجماعة تلملم شملها وتم اختيار المستشار حسن الهضيبى مرشدا عاما وايد الملك والانجليز هذا الاختيار و ظلت الجماعة على ولائها للملك وتكررت زيارت المرشد للقصر وقال الإخوان زيارات نبيلة لملك نبيل ولعلاقتهم الوثيقة مع الانجليز تقاعس الإخوان عن المشاركة فى الكفاح المسلح بالقناة ضد الاحتلال الانجليزي وصرخ خالد محمد خالد ابشر بطول سلامة ياجورج منددا بموقف المرشد من الكفاح المسلح وكذلك إحسان عبدالقدوس الذى كتب الإخوان الى أين فى روزاليوسف وعندما قامت الثورة فى 23 يوليو 52 التى ادعى الإخوان زورا إنهم صناعها وهم الذين رفض مرشدهم إصدار بيان من الجماعة يؤيد الثورة وظل مرشدهم فى مصيفه بالإسكندرية حتى تم عزل الملك واستمر فى صمته حتى تأكد من نجاح الثورة هنا اصدر بيان تأييد للثورة وطلب المرشد مقابلة احد قادة الثورة واجتمع به عبدالناصر بمنزل صالح ابورقيق وخرج المرشد من الاجتماع رافضا للثورة والتعاون معها طلب المرشد من عبدالناصر تطبيق الحدود الإسلامية فرد عبدالناصر ان الثورة قامت لمحاربة الظلم والاستبداد السياسى والاجتماعى ومحاربة الانجليز وهذا تطبيقا لأحكام القران وراى المرشد إصدار قانون لعودة الحجاب الى النساء وإغلاق دور السينما والمسارح فرد عبدالناصر لا طاقة لى بذلك وأصر المرشد على طلباته فقال له عبدالناصر إن لك بنت فى كلية الطب بتروح الكلية بدون حجاب اذا كنت أنت مش قادر تحجب بنتك حتخلينى انا افرض الحجاب على شعب وبالنسبة للسينما والمسرح ممكن اعمل رقابة عليها ولا أغلقها وقال عبدالناصر سأمنع من يقل سنه عن 21 سنة من ارتياد الملاهى ولم يعجب هذا المرشد وكان الإخوان يطالبون بدكتاتورية ويحاربون الديمقراطية وقد بلغ الخلاف بين عبدالناصر والمرشد مداه عند تطبيق قانون تحديد الملكية الزراعية الإصلاح الزراعى وتصميم الثورة على جعل الحد الأقصى ب200 فدان ولم يعجب هذا المرشد تصور المرشد انه لابد أن يكون وصيا على الثورة ويجب أن تعرض عليه قراراتها وان الثورة تحتاج تاييده وبالرغم من الثورة أعادت محاكمة قتلة حسن البنا وحاكمت الهلباوى على جرائمة ضدهم وأصدرت عفوا عن قتلة الخازندار وقتلة النقراشى والعفو الشامل عن كل القضايا السياسية عندما اختلفت الثورة مع على ماهر وقررت الثورة تشكيل الوزارة اتصل عبدالحكيم عامر بالمرشد فرشح له الشيخ احمد حسن الباقورى واحمد حسنى للوزارة وبعدها بساعات حضر لمجلس القيادة حسن العشماوى ومنير الدلة وقابلا عبدالناصر وقالا انهما جاءا لدخول الوزارة بتاييد من المرشد وقال عبدالناصر انه ابلغ الباقورى واحمد حسنى وسيحلفا اليمين فى الساعة السابعة فقرر مكتب الإرشاد فصل الباقورى من الاخوان وهكذا وقف الإخوان من البداية ضد الثورة ورغم ذلك استثنت الثورة الإخوان من قانون حل الأحزاب ومثلت ثلاثة منهم فى لجنة وضع الدستور بدء الإخوان فى العمل ضد الثورة فى اتجاهين الأول الاتصال بالانجليز وطلب المرشد من الثورة الدخول فى حلف مع الانجليز والثانى وتنشيط الجهاز السرى ورفض هيئة التجرير والاشتباك مع شباب الثورة فى الجامعة والاعتداء عليهم يوم12 يناير 1954 وحملوا نواب صفوى زعيم فدائى إسلام الايرانى على الأكتاف والاعتداء على الشباب بعدها قرر مجلس قياد الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين وتم اعتقال المرشد العام و450 عضو أفرج عن اغلبهم ودارت مفاوضات لإعادة الجماعة لممارسة نشاط دينى فقط بوساطة من الملك سعود ورات الثورة آن تعطى الإخوان فرصة أخيرة وأفرجت عن الهضيبى والمعتقلين ثم صدر قرار بإعادة الجماعة ورد ممتلكاتها وسمح للهضيبى وعدد من قيادات الإخوان بالسفر الى سوريا والسعودية وهناك هاجم الهضيبى الثورة ورجالها واتفاقية الجلاء واشتدت حملة الإخوان على الثورة بالمنشورات وبث الإشاعات وحاول الإخوان اغتيال عبدالناصر بميدان المنشية بالإسكندرية وبعدها انفصم حبل الوداد مع الثورة وبدأت الثورة اكبر حركة اعتقالات لهم واكبر حركة تعذيب شهدتها مصر فى مواجهة إرهاب جماعة الإخوان المسلمين فى النصف الثانى من عام 65 بدأت خطة التنمية تؤتى ثمارها وحققت اكبر نسبة تنمية فى العالم الثالث وكان مقررا ان تبدأ الخطة الثانية التى عطلها عدوان 67 وبدء حصار مصر اقتصاديا ومحاولة وقف المد الاقتصادى والتحرري فى ظل هذه الظروف خرج الإخوان المسلمين لقلب نظام الحكم وقتل عبدالناصر واكتشفت مؤامرتهم وقدم أعضاء التنظيم للمحاكمة وحكم بإعدام سبعة أعضاء نفذ الحكم فى ثلاثة منهم هم سيد قطب وعبده اسماعيل ومحمد يوسف هواش وخفف الحكم عن الباقين ومات عبد الناصر لكن جماعة الإخوان لم تمت فقد عادت الجماعة الى العمل العلنى بصورة واقعية وليست رسمية منذ عام 1971 عندما أفرج الرئيس السادات عن المعتقلين من أعضائها فيما عرف بمجموعة ال118 وبدء جيل الوسط فى العمل ولهذا قصة اخرى سأتناولها فى دراسة اخرى عـــــبدالمنعـــــــــم عـــــيدالعظيــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo.com

قراءة فى ملف الإخوان المسلمين كتب عبدالمنعم عبدالعظيم فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر وصل حزب الحرية والعدالة حزب جماعة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم بعد فوز رئيس الحزب الدكتور مهندس محمد مرسى برئاسة الجمهورية وفوز الحزب بأغلبية مقاعد المجالس التشريعية الشعب والشورى فى سابقة غير متوقعة حتى للإخوان أنفسهم لكن التحول العظيم الذى حققته ثورة 25يناير جعلت المستحيل ممكنا فقد هيئت الثورة المناخ للتغيير وحدوث هذا الانقلاب السياسى على الموروثات والثوابت فى الفكر السياسى المصرى أملا فى التغيير الى الأحسن بعد أن وصل الفساد الى ذروته وظن الناس ان هؤلاء الذين خرجوا من السجون والمعتقلات قادرون على هذا التغيير نحن الان أمام تجربة جديدة تتأرجح بين الدولة المدنية والمرجعية الدينية للجماعة الحاكمة بين جماعة لها منهج فكرى وأهداف استراتيجية من اجل االوصول الى الدولة الإسلامية التى تؤمن بحاكمية الله والتى تستمد دستورها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والأسس الثابتة للشريعة الإسلامية وبين دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أسس المواطنة التى اصبحت هى الثقافة السائدة واى انهيار فى منظومتها يعنى انهيار مجتمعى وستجد الجماعة نفسها فى المربع الاول من جديد الى جانب تفاقم المشكلة الاقتصادية وانهيار منظومة القيم والفوضى الامنية والارتفاع غير المتوقع لاسعار السلع والخدمات وانهيار القيمة السوقية للجنيه المصرى وزيادة المطالب الفئوية رغم نضوب موارد الدولة ونقص الانتاج ومحاولة الاعتماد على القروض والمنح التى دائما ماتكون مشروطة لقد انحشر النظام فى منزلق خطير لايحسد عليه ولا مخرج منه سوى بالمراجعة الأمينة والمواجهة الصريحة للمشاكل أعود لمراجعة الملف التاريخى للجماعة الحاكمة لمحاولة فهم اسسها الفكرية منذ ان أسسها الإمام حسن البنا فى الإسماعيلية التى كان مدرسا بإحدى مدارسها الابتدائية كانت جماعة صغيرة تهدف الى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإرشاد وبناء المساجد والمدارس وقد تبرعت لها هيئة قناة السويس بمبلغ 500جنيه لبناء مقر لها ثم نمت الجماعة وأصبح لها مقار فى معظم المدن المصرية وانتقل مركزها الرئيسى الى القاهرة العاصمة وعندما اشتد الصراع بين حزب الوفد والملك فاروق بعد معاهدة 1936 طفت الجماعة على سطح الإحداث الى جانب رجل الملك على ماهر باشا حاول الملك ايامها إنشاء أحزاب موالية لهل لكسر قوة الوفد حزب الأغلبية مثل حزب الشعب وحزب الاتحاد لكنه فشل فاحتضن جماعة الإخوان المسلمين لتكون زراعه لمحاربة الوفد عدوه التقليدى بالرغم من اتهام الإخوان أيامها بالتعاون مع ايطاليا وتلقى الدعم من نظامها الفاشيستى المتعاون مع المانيا النازية بلغ من تعاون الجماعة مع الملك أنها خصصت مؤتمرها العام الرابع لغرض واحد هو الاحتفال باعتلاء الملك العرش وتجمع الإخوان أمام قصر عابدين هاتفين نهديك بيعتنا وولاءنا على كتاب الله وسنة رسوله ولقد زكرت جريدة البلاغ فىى20 ديسمبر1937 انه عندما اختلف مصطفى النحاس مع الملك وخرجت الجماهير تهتف الشعب مع النحاس فبرز حسن البنا ورجاله هاتفين الله مع الملك بدأت الجماعة تتحول من جماعة دعوية الى جماعة سياسية كتب المناضل احمد حسين فى جريدة مصر الفتاه فى17 يوليو1941 ان حسن البنا أداة فى يد الرجعية وفى يد الرأسمالية اليهودية وفى يد الانجليز وصدقى باشا وكان الشعب يستقبل حسن البنا بالهتاف ضده يسقط صنيعة الانجليز وقد جاء بجريدة صوت الأمة فى 28\8\1946 انه عند تولى إسماعيل صدقى رئاسة الوزارة عام 46 وسط غليان الحركة الوطنية الرافضة له كان اول عمل يقوم به زيارة مقر الإخوان المسلمين بالحلمية ووقف يومها احد قادة الإخوان يهنىء الشعب بإسماعيل صدقى بتولى الوزارة قال واذكر فى الكتاب اسماعيل انه صادق الوعد وكان رسولا نبيا كان الاخوان والملك فى جانب والحركة الوطنية فى جانب اخر يعادى الملك والانجليز حتى انهم شكلوا مع صدقى باشا اللجنة القومية لمواجهة لجنة العمال والطلبة واكد الملك فى مذكراته التى نشرتها مجلة الطليعة انه شجع الاخوان ليقضى على حركة الوفد واليسار وإحداث شرخ فى الحركة الوطنية وكان صدقى يستعين بالإخوان لتحقيق أهدافه المرتبطة بالانجليز وجعل حسن البنا يركب سيارة سليم زكى الحكمدار لتهدئة الشعب وقد حرص الإخوان المسلمين منذ البداية على تكوين فرق الجوالة التى شكلت مليشيات لخدمة إغراض الإخوان السياسية ومن بين صفوف الجوالة التقط أعضاء الجهاز الخاص أفراده ودربوهم على مختلف الأسلحة وكانت حرب فلسطين 1948 فرصتهم التى ابتهلوها لتجميع الأسلحة وكانت فرصتهم لتدريب أعضاء الجهاز الذى كان تابعا للمرشد العام مباشرة كانت القوة احد وسائلهم للوصول الى الحكم كما يقول عبد الرحمن الرافعى بدات الجماعة عملياتها الإرهابية بتفجير القنابل فى دور السينما وحارة اليهود وشركة الاعلانات الشرقية ومحلات شيكوريل وغيرها ثم باغتيال المستشار احمد الخازندار امام مسكنه بحلوان لانه حكم على بعضهم بالسجن يقول مرتضى المراغى وزير الداخلية السابق ان الاخوان المسلمين كانت لهم محكمة تنعقد لمحاكمة من تعتبرهم خصوم لها او خونة فى حق الوطن والدين وحبن تصدر احكامها على احد منهم بالقتل او نسف داره تختار بضعة شبان لتنفيذ الحكم فى شهر يوليو48 انفجرت شحنة ناسفة فى محل شيكوريل وبعدها بشهرين وقع انفجاران بمحل بنزيون وجاتنيو وفى سبتمبر وقع انفجار هائل فى حارة اليهود ترتب عليه انهيار اربعة منازل و20 قتيل و66 مصاب وفى نفس الشهر تم تفجير مبنى شركة الاعلانات الشرقية فقدم عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية مذكرة حول جماعة الاخوان قال فيها: ان الجماعة ترمى الى الوصول للحكم بالقوة والإرهاب وإنها اتخذت الاجرام وسيلة لتنفيذ أهدافها فدربت شبابا من أعضائها أطلقت عليهم اسم الجوالة وانشات لهم مراكز رياضية تقوم بتدريبهم تدريبا عسكريا وأخذت تجمع الأسلحة والقنابل والمفرقعات وتخزنها وساعدها على ذلك ظروف حرب فلسطين وأكد ان وجود هذه الجماعة يهدد الأمن العام وبناء على هذه المذكرة اصدر رئيس الوزراء والحاكم العسكرى محمود فهمى النقراشى امرا عسكريا فى 8 ديسمبر 1948 بحل الجماعة ومصادرة اموالها واغلاق مقراتها وبعد قرار الحل بعشرين يوما تم اغتيال النقراشى على يد طالب من الاخوان يرتدى زى ضباط البوليس يدعى عبدالحميد احمد حسين وهتف الشعب فى جنازة النقراشى الموت لحسن البنا وواجه الاخوان بعدها اكبر حركة اعتقال وتنكبل وتعذيب وتشريد وفصل ما الوظائف والمدارس والجامعات ودبرت حكومة ابراهيم عبدالهادى لاغتيال المرشد العام حسن البنا ردا على اغتيال النقراشى وثبت ان الاميرلاى محمود عبدالمجيد مدير المباحث الجنائية هو الذى دبر اغتيال البنا كان التعذيب الذى وقع على الإخوان على يد حكومة عبدالهادى رهيبا قوق احتمال البشر لهذا حاول الإخوان اغتيال إبراهيم عبدالهادى وأصيب رئيس مجلس النواب حامد جودة ونجا عبدالهادى فى يناير 1950 فاز الوفد فى الانتخابات وشكل النحاس الحكومة على غير هوى الملك واسقط الأمر العسكرى بحل الجماعة وعادت الجماعة تلملم شملها وتم اختيار المستشار حسن الهضيبى مرشدا عاما وايد الملك والانجليز هذا الاختيار و ظلت الجماعة على ولائها للملك وتكررت زيارت المرشد للقصر وقال الإخوان زيارات نبيلة لملك نبيل ولعلاقتهم الوثيقة مع الانجليز تقاعس الإخوان عن المشاركة فى الكفاح المسلح بالقناة ضد الاحتلال الانجليزي وصرخ خالد محمد خالد ابشر بطول سلامة ياجورج منددا بموقف المرشد من الكفاح المسلح وكذلك إحسان عبدالقدوس الذى كتب الإخوان الى أين فى روزاليوسف وعندما قامت الثورة فى 23 يوليو 52 التى ادعى الإخوان زورا إنهم صناعها وهم الذين رفض مرشدهم إصدار بيان من الجماعة يؤيد الثورة وظل مرشدهم فى مصيفه بالإسكندرية حتى تم عزل الملك واستمر فى صمته حتى تأكد من نجاح الثورة هنا اصدر بيان تأييد للثورة وطلب المرشد مقابلة احد قادة الثورة واجتمع به عبدالناصر بمنزل صالح ابورقيق وخرج المرشد من الاجتماع رافضا للثورة والتعاون معها طلب المرشد من عبدالناصر تطبيق الحدود الإسلامية فرد عبدالناصر ان الثورة قامت لمحاربة الظلم والاستبداد السياسى والاجتماعى ومحاربة الانجليز وهذا تطبيقا لأحكام القران وراى المرشد إصدار قانون لعودة الحجاب الى النساء وإغلاق دور السينما والمسارح فرد عبدالناصر لا طاقة لى بذلك وأصر المرشد على طلباته فقال له عبدالناصر إن لك بنت فى كلية الطب بتروح الكلية بدون حجاب اذا كنت أنت مش قادر تحجب بنتك حتخلينى انا افرض الحجاب على شعب وبالنسبة للسينما والمسرح ممكن اعمل رقابة عليها ولا أغلقها وقال عبدالناصر سأمنع من يقل سنه عن 21 سنة من ارتياد الملاهى ولم يعجب هذا المرشد وكان الإخوان يطالبون بدكتاتورية ويحاربون الديمقراطية وقد بلغ الخلاف بين عبدالناصر والمرشد مداه عند تطبيق قانون تحديد الملكية الزراعية الإصلاح الزراعى وتصميم الثورة على جعل الحد الأقصى ب200 فدان ولم يعجب هذا المرشد تصور المرشد انه لابد أن يكون وصيا على الثورة ويجب أن تعرض عليه قراراتها وان الثورة تحتاج تاييده وبالرغم من الثورة أعادت محاكمة قتلة حسن البنا وحاكمت الهلباوى على جرائمة ضدهم وأصدرت عفوا عن قتلة الخازندار وقتلة النقراشى والعفو الشامل عن كل القضايا السياسية عندما اختلفت الثورة مع على ماهر وقررت الثورة تشكيل الوزارة اتصل عبدالحكيم عامر بالمرشد فرشح له الشيخ احمد حسن الباقورى واحمد حسنى للوزارة وبعدها بساعات حضر لمجلس القيادة حسن العشماوى ومنير الدلة وقابلا عبدالناصر وقالا انهما جاءا لدخول الوزارة بتاييد من المرشد وقال عبدالناصر انه ابلغ الباقورى واحمد حسنى وسيحلفا اليمين فى الساعة السابعة فقرر مكتب الإرشاد فصل الباقورى من الاخوان وهكذا وقف الإخوان من البداية ضد الثورة ورغم ذلك استثنت الثورة الإخوان من قانون حل الأحزاب ومثلت ثلاثة منهم فى لجنة وضع الدستور بدء الإخوان فى العمل ضد الثورة فى اتجاهين الأول الاتصال بالانجليز وطلب المرشد من الثورة الدخول فى حلف مع الانجليز والثانى وتنشيط الجهاز السرى ورفض هيئة التجرير والاشتباك مع شباب الثورة فى الجامعة والاعتداء عليهم يوم12 يناير 1954 وحملوا نواب صفوى زعيم فدائى إسلام الايرانى على الأكتاف والاعتداء على الشباب بعدها قرر مجلس قياد الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين وتم اعتقال المرشد العام و450 عضو أفرج عن اغلبهم ودارت مفاوضات لإعادة الجماعة لممارسة نشاط دينى فقط بوساطة من الملك سعود ورات الثورة آن تعطى الإخوان فرصة أخيرة وأفرجت عن الهضيبى والمعتقلين ثم صدر قرار بإعادة الجماعة ورد ممتلكاتها وسمح للهضيبى وعدد من قيادات الإخوان بالسفر الى سوريا والسعودية وهناك هاجم الهضيبى الثورة ورجالها واتفاقية الجلاء واشتدت حملة الإخوان على الثورة بالمنشورات وبث الإشاعات وحاول الإخوان اغتيال عبدالناصر بميدان المنشية بالإسكندرية وبعدها انفصم حبل الوداد مع الثورة وبدأت الثورة اكبر حركة اعتقالات لهم واكبر حركة تعذيب شهدتها مصر فى مواجهة إرهاب جماعة الإخوان المسلمين فى النصف الثانى من عام 65 بدأت خطة التنمية تؤتى ثمارها وحققت اكبر نسبة تنمية فى العالم الثالث وكان مقررا ان تبدأ الخطة الثانية التى عطلها عدوان 67 وبدء حصار مصر اقتصاديا ومحاولة وقف المد الاقتصادى والتحرري فى ظل هذه الظروف خرج الإخوان المسلمين لقلب نظام الحكم وقتل عبدالناصر واكتشفت مؤامرتهم وقدم أعضاء التنظيم للمحاكمة وحكم بإعدام سبعة أعضاء نفذ الحكم فى ثلاثة منهم هم سيد قطب وعبده اسماعيل ومحمد يوسف هواش وخفف الحكم عن الباقين ومات عبد الناصر لكن جماعة الإخوان لم تمت فقد عادت الجماعة الى العمل العلنى بصورة واقعية وليست رسمية منذ عام 1971 عندما أفرج الرئيس السادات عن المعتقلين من أعضائها فيما عرف بمجموعة ال118 وبدء جيل الوسط فى العمل ولهذا قصة اخرى سأتناولها فى دراسة اخرى عـــــبدالمنعـــــــــم عـــــيدالعظيــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo.com