السبت، 20 أكتوبر 2012


الحلقة الثانية من التراث الذى اغتالوه فى الأقصر كتب عبدالمنعم عبدالعظيم 1- قصر باسيلى باشا على نيل الأقصر كان يقع هذا القصر الفخم المميز قصر باسيلى باشا الذى يحتل موقعة الآن فندق ايتاب هذا القصر بنته الحكومة الفرنسية فى عهد الخديوى إسماعيل ليكون مقرا لإقامة قنصلها فى الأقصر باسيلى باشا بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وعم توفيق اندراوس نائب الأقصر والوجيه يس باشا اندراوس وهى اسرة نزحت من قوص وكانوا من كبار ملاك الاراضى ولهم دورهم الوطنى وأول من نافسوا الأجانب فى إقامة المنشات السياحية ويرجع الاستاذ الدكتور عبدالله محمد عزباوى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة فى كتابه الشوام فى مصر فى القرنين 19 ,18ان أصول هذه الأسرة من الشام وقد استوردت فرنسا الرخام والمرمر و الخشب حتى الطوب الذى بنى به هذا القصر من ايطاليا وبعد ثورة يوليو كان مقترحا أن يكون القصر استراحة لرئيس الجمهورية ورفض عبدالناصر وتم تسليم القصر للقوات المسلحة وفى عام 1964 تم اغتيال هذا القصر وهدمه وبيع مقتنياته الثمينة وأنقاضه النادرة ولم يكن القصر وقتها أيلا للسقوط وكان غاية فى المتانة والأبهة ودارت أحاديث كثيرة حول صفقة كان من أطرافها جلال عزت رئيس المدينة واللواء عبدالله غبارة محافظ قنا ولابد ان هناك كلام كثير حول الصفقة فى ملفات مجلس المدينة وتضاف جريمة هدم قصر باسيلى باشا الى جرائم كثيرة هدم فيها أفخم قصور الأقصر وتراثها المعمارى الفريد غير سرقة المقتنيات النادرة والأثرية من هذه القصور 2- قصر نفرتارى منذ اقل من عامين كان قصر نفرتارى قائما يحتله معهد ترميم الآثار قبل ان يتم هدمه وهذا القصر كان ملكا لنجيب بك ميخائيل بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وقد بنى هذا القصر على طراز الباروك الايطالي وكانت جميع منشاته مطلية باللون الطوبى الفاتح وحجراته مطلية باللون الأبيض وللقصر حديقة غناء هذا القصر الجميل تم تسليمه لوزارة المعارف عام 1950 لتحويلة لمدرسة ابتدائية بناء على موافقة مجلس الوزراء وكان هذا قبل الثورة حتى لا يتهم عبدالناصر بالاستيلاء عليه وتحول الى مدرسة ابتدائية ثم أصبح مقرا لمعهد ترميم الآثار وبحجة تطوير الأقصر تم هدم هذا القصر وطرد طلاب المعهد فى الهجمة الشرسة التى قادها الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر لهدم تراث الأقصر التليد من مساجد وقصور لصالح رجال الأعمال فيما عرف بمشروع المثلث الذهبى تحت غطاء تطوير الأقصر فى هذه الهجمة تم هدم قصر يس باشا اندراوس وقصر الثقافة وجمعية الشبان المسلمين ومقابر الكونجرس وسبع مساجد منها مسجد المقشقش الاثرى ونادى الاقصر الرياضى والهلال الاحمر ومركز الأعلام وثلاث مدارس وفندق ونتر بالاس الجديد والسوق السياحى وعديد من مساكن الاهالى والمنشئات وبدون توفير بدائل وحتى الان لم تصرف التعويضات والقيت مكتبة قصر ثقافة الأقصر أسفل مدرجات الإستاد الذى هدم أيضا وألقيت مكتبة وأجهزة مركز الإعلام فى العراء ولم يتحقق مشروع المثلث الذهبى فقد أطاحت ثورة يناير بسمير فرج وشريكه احمد نظيف قبل أن يتم تفريغ مدينة الأقصر من سكانها وتراثها الحضارى لصالح اتحاد رجال الأعمال الحاكم 2- بيت الأقصر الكبير سعدت بلقاء الروائية المصرية المقيمة بسويسرا الدكتورة فوزية اسعد التى كتبت قصة هذا البيت فى روايتها بيت الأقصر الكبير التى كتبتها بالفرنسية وترجمها المشروع القومى للترجمة وتحدثنا طويلا عن بيت الأقصر الكبير وزكرياته التى اتمنى تصويرها فى فيلم يحكى تاريخ الاقصر وتراثها من خلال معايشة هذه الاسرة فى هذا القصر وكيف تأمروا لهدمه وسرقة مقتنياته بحجة انه فى حرم الآثار وهو قصر يس باشا اندراوس وكان الدور على قصر توفيق اندراوس نائب الأقصر والذى اشتهر بيت الأمة بالأقصر واستقبلت فيه الأقصر سعد زغلول والإمام محمد عبده ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وهيلا ثلاثى امبراطور الحبشة وكان قد حضر لخطبة جميلة توفيق اندراوس ولكنها رفضت واستقبل أيضا الأمير امبرتو ولى عهد ايطاليا وملوك ايطاليا وبلجيكا ورمانيا وأسرة قيصر روسيا وغيرهم من ضيوف الأقصر غير التحف النادرة والرسومات التى رسمها فنان ايطالي مشهور وسعدت أيضا بلقاء بنات توفيق اندراوس أيام كن يعشن رعب إزالة قصرهم وكيف تبرعوا بعشرين فدانا لسمير فرج لإقامة قصر لمبارك بجزيرة الموز ملكهم لتأجيل الهدم وعشت معهن زكريات اليمه هى قصة تحكى عن كيف كانت تدار مصر هدم سمير فرج بيت الأقصر الكبير رغم صدور حكم قضائى نهائى بتسليمه للورثة من المحكمة الاداررية العليا فى 13 نوفمبر 2002 ورغم قرار هيئة اليونسكو وجهاز التنسيق الحضارى رقم 2154\2009 باعتباره من الآثار التى يجب ألا تمس وذهب سمير فرج وبقيت أطلال الهدم تحكى قصة التفكير الغاشم للعقلية العسكرية والفساد السياسي التي كانت تدير الأقصر ولا تدرك قيمة ثراء تراثها فهل جرفت كرامات سيدى المقشقش وسيدى الوحشى كل من اعتدى على حرمهم والى لقاء مع قصة جزيرة الموز واستيلاء حسين سالم على جزيرة البياضية و فندق الجولى فيل عبدالمنعـــــــــــــــــــم عبدالعظـــــــــــــــــــــــــــــيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo..com

ليست هناك تعليقات: