الشيخ عبدالسلام السلايمى الاسنوى
صاحب تفسير السياق
ورحلته مع كتاب الله
كتب عبد المنعم عبد العظيم
فى رحاب القران الكريم عاش هذا الرجل الشيخ السيد عبدالسلام إبراهيم السلايمى الاسنوى شيخ جليل وعالم فاضل وباحث مدقق التقيته منذ عشر سنوات بمسجد السلايمة باسنا قبل أن يتغمده الله برحمته
فقد جاور هذا المسجد وأصبح بيت الله عالمه وتفتح فيه قلبه للقران الكريم فأصبح يسير بنوره وينطق بهديه صار الرجل مدرسة من نور يقصدها الباحثون عن الهداية ويرتاح بين ثناياها السالكون ثم توج رحلته الإيمانية باليقين فوضع كتابه الميسر فى تفسير القران الكريم تفسير السياق المبوب بالربط الذى يعد بحق إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية فى هذا العصر
قال شيخنا رحمه الله انه بدء حياته معلما فناظرا بالتربية والتعليم وعندما احيل للتقاعد جاور المسجد خادما ومعلما وخطيبا وإماما واجتهد فى أن تكون رسالته خدمة المساجد يباشر عمله صباحا فى التدريس وما بقى من وقته يجوب القرى والنجوع التى ليس بها مساجد لإنشاء مساجد بها ولقد وفقه الله فى هذه الرسالة
وعن رحلته مع التفسير قال الشيخ السلايمى انه كان يحن لقراءة القران الكريم ولكنه وجد صعوبة فى فهم معانيه وكاد ينصرف عن القراءة فلجأ الى قراءة كتب التفسير التى لم يفهم منها الكثير لطولها وتعقد عباراتها زيادة على ما فيها من إسرائيليات فأحس بالحاجة الى هضم المعانى فرجع الى القران الكريم هنا شعر بالمسئولية كيف يحفظ القران الكريم ولا يتعبد به من خلال فهم لمعانيه ومقاصده وسياقه واعتبر ان هذه هى رسالته فتعمق فى دراسة التفاسير فازداد إحساسا بالحاجة الى تفسير يناسب العصر ويكون ميسرا يساعد على فهم المعانى بأسلوب يفهمه الناس
فدرس التفاسير الحديثة فلم يجد فيها ضالته وفكر لماذا لا يحاول بنفسه ان يضع هذه الأفكار فى كتاب وتناقش مع المتخصصين فى هذا الأمر وتاقت نفسه الى كتابة تفسير بقدم معانى سهلة مختصرة مرتبطة كآيات بعضها ببعض
فحاول أن يجعل من السورة موضوع انشائى قسمه الى عناصر عامة والعناصر العامة الى عناصر جزئية وجعل منها عناوين مترابطة لتنفى ما ادعاه المستشرقين من ان القران مفكك
بدأ بتفسير جزء عم وأرسله الى إدارة البحوث فى الأزهر الشريف التى وافقت عليه مما شجعه على تفسير باقى أجزاء القران الكريم فانتهى من تفسير أجزاءه الثلاثين طبع منها على نفقته ثلاثة أجزاء عم تبارك قد سمع وقصرت امكانياته عن استكمال مشروعه الكبير
اهدانى الصديق الأستاذ محمد عبدالدايم وكيل وزارة الإعلام الجزء المنشور من تفسير السياق لأكتب عنه فى جريدة الأقصر وبعد القراءة وكتابتى عنه حرصت على زيارة الشيخ بمسجد السلايمة باسنا وتناولنا الغذاء معا على مائدة الأستاذ محمد عبدالدايم وتحاورنا
قال لى الشيخ إن القران الكريم انزل للبشر ليتدبروا آياته فكيف يتدبروا بدون فهم للمعانى خاصة وان المناهج التعليمية فى المدارس لم تعطى هذا اهتماما مناسبا خاصة مناهج الدراسة الثانوية
واكد أن القران مسئولية خطيرة خاصة على المتعلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت على ذنوب امتى فلم أرى ذنبا أعظم من أية أريتها الرجل ثم نسيها اى تركها ترك الناس
وقال فضيلته ان رحلته مع القران زادته علما وأيمانا بهذا الكتاب الذى لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا وأحصاها ولو كان الأمر بيده لجعل القران الكريم دستورا لكل عمل
وعن تفسير السياق قال رحمة الله تميز التفسير بوضع الآيات القرآنية فى سطور داخل إطار و على يمين السورة القرآنية عنوان لها مربوط فى المعنى بما قبله وعلى يسار السور القرآنية معنى كل سطر متصل به وحدد لكل سورة فى اختصار وجه تسميتها وعدد آياتها وتاريخ نزولها والغرض منها وربطها بما قبلها
بمعنى أوضح التفسير على سبيل المثال فى سورة العاديات أن العاديات هى الخيل وما فى حكمها كالدبابة وفى سورة المرسلات تناول وسائل الاتصالات الحديثة من إذاعة مسموعة ومرئية واثبت تفسير السياق الناسخ والمنسوخ وفى أيه وحافظوا على الصلوات والصلوات الوسطى التى جاءت فى زحمة قضايا الفساد فى سورة البقرة لو أدركنا ان الوسطى هى المثلى كما يقتضى ذلك السياق والصلاة الوسطى هى التى تكون فى وقتها فى جماعة وفى خشوع لان الله يريد الصلاة المثلى للتعبد لا تفضيل صلاة عن صلاة
كان رحمه الله عالما عاملا واعيا عصريا يجذبك الى السمو الوجدانى والصفاء الروحانى
كان مدرسة جديرة بالاهتمام تستحق الاحترام توفى الى رحمة الله وترك هذا التراث العظيم الذى لم يجد من يهتم به
اناشد كل المهتمين بالقران الكريم بتبنى نشر باقى أجزاء الكتاب او نشره فى كتاب واحد خاصة جمعية المحافظة على القران الكريم باسنا وعلمت أن نسخ خطية موجودة لدى الأسرة باسنا
أناشد الدكتور احمد الطيب إمامنا الأكبر الذى تربى فى مدرسة القران الكريم الاهتمام بهذا التفسير وتبنى نشره
عبدالمنعــــــم عبدالعظيـــــم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الأقصر مصر
monemazim@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق