الثلاثاء، 16 أبريل 2013


الشيخ عبدالسلام السلايمى الاسنوى صاحب تفسير السياق ورحلته مع كتاب الله كتب عبد المنعم عبد العظيم فى رحاب القران الكريم عاش هذا الرجل الشيخ السيد عبدالسلام إبراهيم السلايمى الاسنوى شيخ جليل وعالم فاضل وباحث مدقق التقيته منذ عشر سنوات بمسجد السلايمة باسنا قبل أن يتغمده الله برحمته فقد جاور هذا المسجد وأصبح بيت الله عالمه وتفتح فيه قلبه للقران الكريم فأصبح يسير بنوره وينطق بهديه صار الرجل مدرسة من نور يقصدها الباحثون عن الهداية ويرتاح بين ثناياها السالكون ثم توج رحلته الإيمانية باليقين فوضع كتابه الميسر فى تفسير القران الكريم تفسير السياق المبوب بالربط الذى يعد بحق إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية فى هذا العصر قال شيخنا رحمه الله انه بدء حياته معلما فناظرا بالتربية والتعليم وعندما احيل للتقاعد جاور المسجد خادما ومعلما وخطيبا وإماما واجتهد فى أن تكون رسالته خدمة المساجد يباشر عمله صباحا فى التدريس وما بقى من وقته يجوب القرى والنجوع التى ليس بها مساجد لإنشاء مساجد بها ولقد وفقه الله فى هذه الرسالة وعن رحلته مع التفسير قال الشيخ السلايمى انه كان يحن لقراءة القران الكريم ولكنه وجد صعوبة فى فهم معانيه وكاد ينصرف عن القراءة فلجأ الى قراءة كتب التفسير التى لم يفهم منها الكثير لطولها وتعقد عباراتها زيادة على ما فيها من إسرائيليات فأحس بالحاجة الى هضم المعانى فرجع الى القران الكريم هنا شعر بالمسئولية كيف يحفظ القران الكريم ولا يتعبد به من خلال فهم لمعانيه ومقاصده وسياقه واعتبر ان هذه هى رسالته فتعمق فى دراسة التفاسير فازداد إحساسا بالحاجة الى تفسير يناسب العصر ويكون ميسرا يساعد على فهم المعانى بأسلوب يفهمه الناس فدرس التفاسير الحديثة فلم يجد فيها ضالته وفكر لماذا لا يحاول بنفسه ان يضع هذه الأفكار فى كتاب وتناقش مع المتخصصين فى هذا الأمر وتاقت نفسه الى كتابة تفسير بقدم معانى سهلة مختصرة مرتبطة كآيات بعضها ببعض فحاول أن يجعل من السورة موضوع انشائى قسمه الى عناصر عامة والعناصر العامة الى عناصر جزئية وجعل منها عناوين مترابطة لتنفى ما ادعاه المستشرقين من ان القران مفكك بدأ بتفسير جزء عم وأرسله الى إدارة البحوث فى الأزهر الشريف التى وافقت عليه مما شجعه على تفسير باقى أجزاء القران الكريم فانتهى من تفسير أجزاءه الثلاثين طبع منها على نفقته ثلاثة أجزاء عم تبارك قد سمع وقصرت امكانياته عن استكمال مشروعه الكبير اهدانى الصديق الأستاذ محمد عبدالدايم وكيل وزارة الإعلام الجزء المنشور من تفسير السياق لأكتب عنه فى جريدة الأقصر وبعد القراءة وكتابتى عنه حرصت على زيارة الشيخ بمسجد السلايمة باسنا وتناولنا الغذاء معا على مائدة الأستاذ محمد عبدالدايم وتحاورنا قال لى الشيخ إن القران الكريم انزل للبشر ليتدبروا آياته فكيف يتدبروا بدون فهم للمعانى خاصة وان المناهج التعليمية فى المدارس لم تعطى هذا اهتماما مناسبا خاصة مناهج الدراسة الثانوية واكد أن القران مسئولية خطيرة خاصة على المتعلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت على ذنوب امتى فلم أرى ذنبا أعظم من أية أريتها الرجل ثم نسيها اى تركها ترك الناس وقال فضيلته ان رحلته مع القران زادته علما وأيمانا بهذا الكتاب الذى لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا وأحصاها ولو كان الأمر بيده لجعل القران الكريم دستورا لكل عمل وعن تفسير السياق قال رحمة الله تميز التفسير بوضع الآيات القرآنية فى سطور داخل إطار و على يمين السورة القرآنية عنوان لها مربوط فى المعنى بما قبله وعلى يسار السور القرآنية معنى كل سطر متصل به وحدد لكل سورة فى اختصار وجه تسميتها وعدد آياتها وتاريخ نزولها والغرض منها وربطها بما قبلها بمعنى أوضح التفسير على سبيل المثال فى سورة العاديات أن العاديات هى الخيل وما فى حكمها كالدبابة وفى سورة المرسلات تناول وسائل الاتصالات الحديثة من إذاعة مسموعة ومرئية واثبت تفسير السياق الناسخ والمنسوخ وفى أيه وحافظوا على الصلوات والصلوات الوسطى التى جاءت فى زحمة قضايا الفساد فى سورة البقرة لو أدركنا ان الوسطى هى المثلى كما يقتضى ذلك السياق والصلاة الوسطى هى التى تكون فى وقتها فى جماعة وفى خشوع لان الله يريد الصلاة المثلى للتعبد لا تفضيل صلاة عن صلاة كان رحمه الله عالما عاملا واعيا عصريا يجذبك الى السمو الوجدانى والصفاء الروحانى كان مدرسة جديرة بالاهتمام تستحق الاحترام توفى الى رحمة الله وترك هذا التراث العظيم الذى لم يجد من يهتم به اناشد كل المهتمين بالقران الكريم بتبنى نشر باقى أجزاء الكتاب او نشره فى كتاب واحد خاصة جمعية المحافظة على القران الكريم باسنا وعلمت أن نسخ خطية موجودة لدى الأسرة باسنا أناشد الدكتور احمد الطيب إمامنا الأكبر الذى تربى فى مدرسة القران الكريم الاهتمام بهذا التفسير وتبنى نشره عبدالمنعــــــم عبدالعظيـــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الأقصر مصر monemazim@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: