الجمعة، 8 فبراير 2013


الاقصر فى حياة شاعر الكرنك احمد فتحى كتب عبدالمنعم عبدالعظيم سنة واحدة عاشها فى الأقصر مدرسا بمدرستها الصناعية استطاعت أن تعيد تشكيل وجدانة الشعرى وتلهمه رائعة من أروع ابداعاتة قصيدة الكرنك فعندما لحنها وغناها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ذاع صيته وارتبط اسمه بالكرنك وصار احمد فتحى يلقب بشاعر الكرنك ولد احمد فتحى إبراهيم سليمان بقرية كفر الحمام بمحافظة الشرقية فى 11اغسطس 1912 لأسرة متوسطة الحال تنتمى لقبيلة الفايد العربية الشهيرة وكان والده من شيوخ الأزهر مثقفا ثائرا شارك فى ثورة 1919 وكان احد شعرائها واعتقل مرات عديدة وانتقل مع أسرته الى الإسكندرية وأقام بحى الجمرك وبعد ان حفظ القران الكريم التحق بالمدرسة الابتدائية بالإسكندرية ثم بالمدرسة الثانوية بالقاهرة حيث انتقل والده اليها ولكن حياة الترحال والضياع جعلته يفشل فى الحصول على شهادة الكفاءة فالتحق بمدرسة الفنون والصنايع التى تخرج منها عام 1930 والتحق بعمل فى جمرك الإسكندرية ورغم ان والده ترك له مكتبة زاخرة شكلت ثقافته الرفيعة إلا أن وفاة والده أشعرته بالضياع و جرته الى معاقرة الخمر والى الخوض فى مغامرات عاطفية فى سن صغيرة ورغم كل هذا تدفقت فيه موهبة شعرية مفعمة بالرومانسية و المعانى الجميله والالفاظ الجزلة العميقة اهلته لينضم الى جماعة أبوللو التى نشرت له مجلتها قصائد رومانسية حالمة منها قصيدته نوحى على قلق الغصون ورجعى ياطير أهــــــــــــــــــــــــــــــــــات الفؤاد الموجع واستودعى الإلحان من حرق النوى وشجونه ماشت إن تستـــــــــــــــــــــــودعى ثم انتقل للعمل بمدرسة الصناعات بالسويس 1932 ولأنه كان معلما هائما فى دنيا الشعر والمغامرات تم نقله الى الأقصر وكان الصعيد أيامها منفى لعقاب المارقين لكن الأقصر بتاريخها التليد ومعابدها الشامخة والوحدة والفراغ التى عاشها فيها والنيل والقمر والشمس الدافئة فتحت فى وجدان احمد فتحى روحا جديدة عانق فيها التاريخ وعشق الجمال وجوها الروحانى أبعده عن مجالس الندامى وجلسات الأنس كان يجرى فى عروقه دم جديد مفعم بالتاريخ عاشق للحضارة يقضى ليالية بين أثار الأجداد يناجى القمر وعندما لحن له عبدالوهاب رائعته الكرنك حُلم لاح لعين الساهرِ وتهادى في خيالٍ عابرِ وهفا بين سكون الخاطرِ يصل الماضي بيُمْن الحاضرِ *** طاف بالدنيا شعاع من خيالِ حائرٌ يسألُ عن سرِّ الليالي يا له من سرّها الباقي ويالي لوعة الشادي ووهمُ الشاعرِ *** صحت الدنيا على صُبْحٍ رطيبِ وصغا المعبد للحن القريبِ مرهفًا، ينسابُ من نبع الغيوبِ ويُغاديه بفنِّ الساحرِ *** حين ألقى الليل للنور وشاحه وشكا الطلُّ إلى الرملِ جراحه يا تُرى هل سمع الفجرُ نُواحهْ بين أنداءِ النسيم العاطرِ؟ *** ها هنا الوادي وكم من مَلكِ صارعَ الدهر بظلِّ الكرْنكِ وادعًا يرقبُ مسرى الفلكِ وهو يسْتحيي جلال الغابرِ *** أين يا أطلال جندُ الغالبِ؟ أين آمون وصوتُ الراهبِ؟ وصلاة ُ الشمسِ؟ وهْمى طارَ بي نشوة تُزْرى بِكرْمِ العاصرِ *** أنا هيمانُ ويا طول هيامي صور الماضي ورائي وأمامي هيَ زهري، وغنائي، ومُدامي وهي في حُلْمي جناحُ الطائرِ *** ذلك الطائرُ مخضوبُ الجناحِ يسعدُ الليل بآيات الصباحِ ويغني في غُدوٍّ ورواحِ بين أغصانٍ ووردٍ ناضرِ *** في رياض نضّر الله ثراها وسقى من كرم النيل رُباها ومشى الفجرُ إليها، فطواها بين أفراحِ الضياءِ الغامرِ بدء نجم الشاعر فى السطوع والانتشار وفى العام الذى قضاه فى الاقصر اذاعت له الاذاعة 19 أغنية منها ازكرى عهدنا لحن حليم الرومى غناء رجاء عبده فى 3\1\1941 أغنية الكرنك الحان وغناء محمد عبد الوهاب فى 8\1\1941 ليلة لحن وغناء حليم الرومى 18\1\1941 ايها القلب لحن رياض السنباطى غناء صالح عبد الحى1\2\1941 نشوة لحن وغناء محمد صادق3\3\1941 لما التقينا من غير وداع تلحين حليم الرومى غناء رجاء عبده4\2\1941 تدارى ليه فى حبك لحن وغناء فكرى 4\2\1941 رجعتى ليه بعد جفاكى لحن وغناء حليم الرومى فى 12\7\1941 أشواق تلحين رياض السنباطى غناء نجاة على20\5\1941 النيل مجد الزمن لحن وغناء السنباطى22\5\1941 بيجافى ليه لحن وغناء جلال حرب29\6\1941 عطفتى ليه بعد جفاكى لحن وغناء حليم الرومى 12\7\1941 استرحام لحن وغناء ملك 19\8\1941 حديث عين لحن رياض السنباطى غناء عصمت عبده 25\9\1941 غرام الربيع لحن ثروت كيجوك غناء امال حسن26\10\1941 اليها لحن وغناء محمد صادق 7\11\1941 همسات لحن وغناء السنباطى10\11\1941 زكريات لحن وغناء عبدالغنى السيد وقدغنت له أسمهان من روائعه قصيدته حديث عينين يالعينيك ويالي من تسابيح خيالي فيهما ذكرى من الحب ومن سهد الليالي عبرات الأمل المسحور في دنيا الجمال وشحوب من ضنى اللوعة والسقم بدَالي وسؤال يعبر الأفق إلى رد السؤال وحديث طال في صحبة أيامٍ طوال وذهول الشاعر الهارب من حلم الوصالِ وشقاء الروح يسمو نحوها طيفُ ملالِ وصراع في هدوء، وعتاب في دلالِ وعذاب كعذابي يا لعينيك ويَالي وينتقل شاعرنا للعمل بالفيوم وفيها تواصل عطائه الشعرى ثم انتقل للعمل مع الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية ثم عمل مذيعا ومترجما فى الإذاعة البريطانية وأحب انجليزية جميلة تدعى كارول أنجب منها ابنة اسماها عائشة ورحلته السلطات البريطانية وحرمته من تجديد الإقامة وحرمته من حياته الأسرية وعايش مرحلة ضياع جديدة فلم يرى ابنته التى عاشت مع زوجته وغيرت اسمها الى جوزفين ولم يراها إلا قبل وفاته بقليل ودبر له الأمير الشاعر عبدالله الفيصل عملا بإذاعة السعودية وعاش قصة حب مع امرأة متزوجة شغف بها وشغفت به عشر سنوات كاملة من الوجد والهيام لكن العلاقة لم تستمر لكنها ألهمته رائعته التى تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم وصورت اشجانه وسيرتة الذاتية والامه قصة الأمس انأ لن أعود اليك مهما استرحمت دقات فلبى آنت الذى بدء الملالة والصدود وخان حبى فإذا دعوت اليوم قلبى للتصـــــــــافى فلن يلبى ولم يترك احمد فتحى سوى ديوان واحد اسمه ( قال الشاعر) وتناول صالح جودت سيرته فى كتاب كما نشرت أعماله الكاملة فى إصدار لدار الدار للنشر تضمنت أشعاره وكتاباته كانت قصة الأمس حكاية الحياة القلقة التى عاشها والضياع الذى لازمه فعاش وحيدا شاردا فى غرفة بفندق كارلتون بشارع 26 يوليو كانت هى قصيدته الأخيرة حيث لقى ربه فى 3 يوليو 1960 ودفن بمقابر الإمام الشافعى ولسان حاله يقول ماذا أفدت باشعارى وروعتها سوى علاقـــــــــــة تخليد لاثارى وما الخـــــــلود ميسور لعارية الا الحبيبين اقلامى واشعارى عبدالمنعـــــــــــــــــــــــــــم عبدالعظـــــــــــــــــــيم مدير مركز دراسات الصعيد بالأقصر monemazim@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: