أسيا امرأة فرعون
سيدة من مصر فى الجنة
كتب : عبد المنعم عبد العظيم
كانت تتنزه كعادتها كل صباح فى حديقة قصرها اليانعة تبتسم لنسيم الصبح العليل وتستنشق عبير زهور الفل البيضاء المتفتحة وتتطلع الى الشمس عند الشروق بلونها الذهبى وإشعاعها الفتان على صفحة النيل الخالد .
كانت جواريها يملئن الجرار من ماء النيل عندما عثروا على صندوق جميل من الخشب وأوراق البردى فحملنه الى سيدتهن التى أمرت بفتحه فإذا فيه غلام جميل الصورة فهتفت يابشراى هذا موسى وكلمة موسى تعنى ولد الماء فى اللغة المصرية القديمة
ويجرى على مآقيها دمع غزير لا تدرى لماذا ملك هذا الغلام شغاف قلبها وحرك كوامن مشاعرها وفجر فيها غريزة الأمومة التى حرمت منها ونسيت موعد إفطارها مع فرعون الذى طال انتظاره فلما تأخرت خرج غاضبا يبحث عنها فوجدها تحمل الصندوق ومازالت الدموع تسيل غزيرة وحارة وهى تستحلف فرعون ألا يقتله
" وقالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك ولا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا "
واستجاب فرعون لتوسلاتها عسى أن يبدد هذا الولد وحشة حرمانها فابتهجت كما لم تبتهج من قبل وتربى موسى فى بيت فرعون الجبار وكانت له أسيا "الاسم العربى لايزيس" أما حنونا أحسنت تربيته وتنشئته حتى صار احد كهان مصر
إنها اسيا بنت مزاجم هذه المراة التى قال عنها الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث أسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
قيل إنها من بنى إسرائيل وادعوا أنها عمة موسى عليه السلام وقيل انها من العماليق وهذه اقوال مرسلة وجزء من تهويد التاريخ حتى لا يصبح لمصر فضل على بنى إسرائيل والمؤكد أنها نبت الحضارة المصرية العريقة وابنة عم فرعون يجرى فى عروقها الدم الملكى المصرى
هذه المراة التى قدر لها ان تنقذ موسى من القتل رضيعا دون كل أطفال بنى إسرائيل فى عصر فرعون وان تصدقه رسولا وتؤمن بالله الواحد وهى من هى فى بلاط فرعون الملك المؤله. كانت تعيش في أعظم القصور وأفخمها إذ كان قصرها مليئاً بالجواري والعبيد والخدم كانت تعيش حياة ملكية مترفة منعمة،
فقد كانت زوجة للفرعون الذي طغى واستكبر في زمانه وادعى الألوهية وأمر عبيده بأن يعبدوه ويقدسوه هو و لا أحد سواه وبالطبع كان لزوجه جزء من هذه القداسة، ورغم كل هذا امنت برب موسى عليه السلام في البداية أخفت ذلك خشية فرعون و ما لبثت حتى أشهرت إسلامها وإتباعها لدين موسى- عليه السلام-، ودافعت بجراة عن ماشطة ابنة فرعون التى عذبها فرعون اشد العذاب فجن جنون الفرعون لسماعه هذا الأمر المروع بالنسبة له، وحاول عبثاً ردها عن إسلامها وأن تعود كما كانت ملكة وزوجة لفرعون الإله ، تارة بمحاولة إقناعها بعدم مصداقية ما يدعو له موسى- عليه السلام- وتارة يرهبها بما قد يحل بها من عذاب جراء اتباعها لموسى- عليه السلام- ولكنها كانت ثابتة على الحق ولم يزحزحها فرعون في دينها وإيمانها قيد أنملةسأل فرعون الناس عن رأيهم في مولاتهم آسية بنت مزاحم فأثنوا عليها كثيراً وقالوا أن لا مثيل لها في هذا العالم الواسع،
وما أن أخبرهم بأنها اتبعت دين موسى- عليه السلام- حتى طلبوا منه بأن يقتلها فما كان من الفرعون إلا أن امر بربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر وأشعة الشمس الحارقة وامر ان يضعوا صخرة كبيرة على ظهرها .
وصارت الملكة التي كانت تعيش في أجمل القصور بين الخدم والحشم مربوطة بالأوتاد تحت أشعة الشمس الكاوية ، ومع ذلك كانت تبتسم وصبرت وتحملت العذاب طمعاً بلقاء الله -عز وجل- و الجنة، فقد كان يقينها القوي بأن الله لا يضيع اجر الصابرين.
وقبل أن تزهق روحها الطاهرة وإحساسها بدنو أجلها دعت المولى عز وجل بأن يتقبلها في فسيح جناته وأن يبني لها بيتاً في الجنة.
قال تعالى:
" وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين" التحريم ""(11( كان لآسية ما تمنت فقد بني لها سبحانه وتعالى البيت الذى تمنته عنده فى جنات النعيم واستحقت أن يضعها الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع النساء اللاتي كملن،
. (وروي عن ابن عباس قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطوط أربع في الأرض وقال أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فقال- صلى الله عليه وسلم- أفضل نساء الجنة أربع- خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) كما روي أنها ومريم بنت عمران ستكونان من أزواج الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الجنة
عبد المنعـم عبد العظـيم
الأقصــر .. مـصــر
سيدة من مصر فى الجنة
كتب : عبد المنعم عبد العظيم
كانت تتنزه كعادتها كل صباح فى حديقة قصرها اليانعة تبتسم لنسيم الصبح العليل وتستنشق عبير زهور الفل البيضاء المتفتحة وتتطلع الى الشمس عند الشروق بلونها الذهبى وإشعاعها الفتان على صفحة النيل الخالد .
كانت جواريها يملئن الجرار من ماء النيل عندما عثروا على صندوق جميل من الخشب وأوراق البردى فحملنه الى سيدتهن التى أمرت بفتحه فإذا فيه غلام جميل الصورة فهتفت يابشراى هذا موسى وكلمة موسى تعنى ولد الماء فى اللغة المصرية القديمة
ويجرى على مآقيها دمع غزير لا تدرى لماذا ملك هذا الغلام شغاف قلبها وحرك كوامن مشاعرها وفجر فيها غريزة الأمومة التى حرمت منها ونسيت موعد إفطارها مع فرعون الذى طال انتظاره فلما تأخرت خرج غاضبا يبحث عنها فوجدها تحمل الصندوق ومازالت الدموع تسيل غزيرة وحارة وهى تستحلف فرعون ألا يقتله
" وقالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك ولا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا "
واستجاب فرعون لتوسلاتها عسى أن يبدد هذا الولد وحشة حرمانها فابتهجت كما لم تبتهج من قبل وتربى موسى فى بيت فرعون الجبار وكانت له أسيا "الاسم العربى لايزيس" أما حنونا أحسنت تربيته وتنشئته حتى صار احد كهان مصر
إنها اسيا بنت مزاجم هذه المراة التى قال عنها الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث أسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
قيل إنها من بنى إسرائيل وادعوا أنها عمة موسى عليه السلام وقيل انها من العماليق وهذه اقوال مرسلة وجزء من تهويد التاريخ حتى لا يصبح لمصر فضل على بنى إسرائيل والمؤكد أنها نبت الحضارة المصرية العريقة وابنة عم فرعون يجرى فى عروقها الدم الملكى المصرى
هذه المراة التى قدر لها ان تنقذ موسى من القتل رضيعا دون كل أطفال بنى إسرائيل فى عصر فرعون وان تصدقه رسولا وتؤمن بالله الواحد وهى من هى فى بلاط فرعون الملك المؤله. كانت تعيش في أعظم القصور وأفخمها إذ كان قصرها مليئاً بالجواري والعبيد والخدم كانت تعيش حياة ملكية مترفة منعمة،
فقد كانت زوجة للفرعون الذي طغى واستكبر في زمانه وادعى الألوهية وأمر عبيده بأن يعبدوه ويقدسوه هو و لا أحد سواه وبالطبع كان لزوجه جزء من هذه القداسة، ورغم كل هذا امنت برب موسى عليه السلام في البداية أخفت ذلك خشية فرعون و ما لبثت حتى أشهرت إسلامها وإتباعها لدين موسى- عليه السلام-، ودافعت بجراة عن ماشطة ابنة فرعون التى عذبها فرعون اشد العذاب فجن جنون الفرعون لسماعه هذا الأمر المروع بالنسبة له، وحاول عبثاً ردها عن إسلامها وأن تعود كما كانت ملكة وزوجة لفرعون الإله ، تارة بمحاولة إقناعها بعدم مصداقية ما يدعو له موسى- عليه السلام- وتارة يرهبها بما قد يحل بها من عذاب جراء اتباعها لموسى- عليه السلام- ولكنها كانت ثابتة على الحق ولم يزحزحها فرعون في دينها وإيمانها قيد أنملةسأل فرعون الناس عن رأيهم في مولاتهم آسية بنت مزاحم فأثنوا عليها كثيراً وقالوا أن لا مثيل لها في هذا العالم الواسع،
وما أن أخبرهم بأنها اتبعت دين موسى- عليه السلام- حتى طلبوا منه بأن يقتلها فما كان من الفرعون إلا أن امر بربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر وأشعة الشمس الحارقة وامر ان يضعوا صخرة كبيرة على ظهرها .
وصارت الملكة التي كانت تعيش في أجمل القصور بين الخدم والحشم مربوطة بالأوتاد تحت أشعة الشمس الكاوية ، ومع ذلك كانت تبتسم وصبرت وتحملت العذاب طمعاً بلقاء الله -عز وجل- و الجنة، فقد كان يقينها القوي بأن الله لا يضيع اجر الصابرين.
وقبل أن تزهق روحها الطاهرة وإحساسها بدنو أجلها دعت المولى عز وجل بأن يتقبلها في فسيح جناته وأن يبني لها بيتاً في الجنة.
قال تعالى:
" وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين" التحريم ""(11( كان لآسية ما تمنت فقد بني لها سبحانه وتعالى البيت الذى تمنته عنده فى جنات النعيم واستحقت أن يضعها الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع النساء اللاتي كملن،
. (وروي عن ابن عباس قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطوط أربع في الأرض وقال أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فقال- صلى الله عليه وسلم- أفضل نساء الجنة أربع- خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) كما روي أنها ومريم بنت عمران ستكونان من أزواج الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الجنة
عبد المنعـم عبد العظـيم
الأقصــر .. مـصــر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق