First Published 2009-08-26
الطريق إلى الموردة
على الموردة مع شيخ شعراء الجنوب عبده أحمد حسن
لحمل الجرة مراسم تظهر فيها رشاقة البنت وقدرتها على حملها والسير بها في دلال ورشاقة.
ميدل ايست اونلاين
كتب ـ عبدالمنعم عبدالعظيم
الموردة تعني مورد الماء، وهي المكان الذي تقوم فتيات القرى في مصر بملأِ جرارهن منه من النيل، معبود مصر القديم ومصدر الخير والنماء والحياة. وشربة الماء تخرج الفتيات مع شروق الشمس بعد الفجر زرافات يحملن الجرار فارغة ويعدن بها مليئة بالماء السلسبيل. وتتكرر الرحلة في العصرية وقبل الغروب حتى يملأن أزيار البيت (جمع زير).
في الرحلتين، وعلى الموردة، تتبادل النساء الحكايات ويتناقلن أخبار الحب والغرام.
وعلى الطريق إلى الموردة، يتلصص الشباب النظرات إلى البنات ربما تعجبهم إحداهن فيخطبها فهي الوسيلة الوحيدة لرؤية البنات أيامها.
يختبيء الشباب خلف زراعات القصب العالية، وأعواد الذرة، وربما يتسلقون الأشجار والنخيل لرؤية منظر الفتيات ولاختلاس نظرة أو بسمة.
وعن الموردة غنى المطرب الشعبي أغنيته الشهيرة:
على الموردة حمام ونا لا بصحى ولا بنام (وحمام يقصد بنات)
والشاعر الآخر يغني:
غزالات جميلات على الموردة رايحين جايين
ولحمل الجرة مراسم تظهر فيها رشاقة البنت وقدرتها على حملها والسير بها في دلال ورشاقة، وتثبتها على رأسها باللواية، وهي قاعدة مدورة من القماش على شكل كعكة توضع فوق الرأس وفوقها الجرة.
ومن مظاهر الرشاقة أن تقوم الفتاة بحمل الجرة بطريقة مائلة دليل الرشاقة وتناسق الجسم.
هذه الصور الجميلة بدأت في الاختفاء، وأصبحت جزءا من التراث، مع التقدم ودخول المياه النظيفة وشبكات المياه إلى منازل القرى، وبعد غزو غابات الأسمنت والثلاجات للدور، وانتهى دور الزير والجرة ورحلة البنات إلى الموردة.
وكلما تذكرت الموردة مع ذكريات الطفولة، عشت مع شاعرنا عبده أحمد حسن شيخ شعراء الجنوب، صاحب أغنية "خلي الأمل فكرتك" للمطربة نازك في رائعته الشعبية التي ضمنها ديوانه الأول "صعيدى في القنال" حيث كان يعمل بالسويس، قبل أن يجرفه الحنين إلى قريته أرمنت الحيط، إحدى أعرق قرى مصر، وكان من أبطال المقاومة الشعبية في السويس، ومارس العمل السياسي، وكان عضوا بالمؤتمر الوطني للقوى الشعبية، وله حوار مشهور مع الرئيس الخالد جمال عبدالناصر، وهو أول أمين للشباب بمحافظة قنا. وكان مثالا للعامل الحقيقي الذي انتخبة العمال، وجمعوا التبرعات ليلبس بدلة في المؤتمر ويشرف العمال.
المهم أن عبده أحمد حسن كانت له مع الموردة حكاية ضمنها قصيدته "يا مطنقرة البلاص" يقول فيها:
يا مطنقرة البلاص على شقه وعيونك على الموردة رايحين جايين
والشوق علامتـه على جبينك عمــــال يمسى على الحلوين
يا مطنقرة البلاص على شـــقة يا مبينة الحجـــــل الرنان
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك أنا عطشـــــان
يا مطنقرة البلاص وعيونك على المـــــوردة رايحين جايين
والشوق علامته على جبينك عمال يمسي على الحلـــــوين
يا زينة في المشية يا زينتك أمانة قولى طريقـــــــك فين
عطشان وعيني على المية اروينى من شهد البــــــلاص
متخلينيش دنا يا صبية قلبى انشغل ووقـــــــعت خلاص
سرقتي منى الروح والبهجة أول ما حسنــــــك هل وبان
يا مطنقرة البلاص على شقة يا مبينة الحجــــــــل الرنان
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك أنا عطشــــان
هكذا جذبنا هذا الشاعر العجوز إلى الموردة سحر البنات مع البلاص، نسأل الله له الشفاء حتى يظل يمتعنا بأشعاره وأغانيه ومسرحياته.
عبدالمنعم عبد العظيم ـ الأقصر (مصر)
Monemazim2007@ yahoo.com
الجمعة، 28 أغسطس 2009
الجمعة، 14 أغسطس 2009
اثر العرب والاسلام على الادب الاوربى
من العرب تتعلم أوروبا
** عبد المنعم عبد العظيم
لاشك أن الحضارة الإنسانية في تطورها ارتقت من خلال الأخذ والعطاء والتأثير المتبادل، ومن الثابت تاريخيا أيضا أن الشرق كان مهد الحضارات، فالحضارة الفرعونية في مصر والحضارة البابلية والآشورية في العراق، حتى الحضارة اليونانية، كانت متأثرة في فلسفاتها ودياناتها بالحضارة الفرعونية.
عاشت أوروبا عصورا من الظلام، حتى هبت عليها رياح الثقافة العربية من ثلاثة مصادر:
الأول: القوافل التجارية التي كانت تغدو وتروح بين آسيا وأوروبا الشرقية والشمالية عن طريق بحر الخرز "بحر قزوين"، أو عن طريق القسطنطينية، وكانت هي الطريق التي وصلت منها أخبار الإسلام إلى البلاد الاسكندنافية، وعن طريق امتداد الدولة العثمانية التركية من منتصف القرن الخامس عشر في شرق أوروبا.
الثاني: المواطن التي احتلها الصليبيون، وعاشوا فيها زمنا طويلا بين سوريا ومصر وسائر الأقطار الإسلامية والتي امتدت قرنين من الزمان من (1097) حتى سقوط آخر معقل لهم على أيدي المماليك (1291).
الثالث: الأندلس التي فتحها العرب سنة 92 هـ/ 711 وكانت أول قطر يقتطعه العرب من أوروبا المسيحية، واستمرت حتى عام 897 هـ/1492.
ثم لم ينقطع التأثير العربي الإسلامي بعدها، فاستمر ممثلا في الموريسكيين (المسلمين الذين أرغموا على التنصر حتى طرد عدد كبير منهم إلى الشمال الأفريقي). واستمر الوجود العربي تسعة قرون على الأقل، وهي مدة كافية لأن يترك العرب بصماتهم في إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا.
لقد ظلت إسبانيا معبرا انتقلت من خلاله الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا وأميركا أيضا، والتي اكتشقت عام 1492 سنة سقوط غرناطة واقتسمت منها إسبانيا والبرتغال الشطر الأعظم من القارة الأميركية من كاليفورنيا شمالا إلى أرض الغار في أقصى جنوب القارة.
رابعا: جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا، حيث اجتاز العرب أفريقيا من تونس إلى جزيرة صقلية 212 هـ/ 827، وبقيت في أيدي المسلمين حتى استولى عليها النورماندون 484هـ/ 1091.
انتقلت هذه الحضارة بكافة روافدها الثرية في هذا الوقت الذي كانت تغط فيه أوروبا في ظلمات العصور الوسطى، وأعطى العرب أوروبا علومهم في الأدب والفلك والكيمياء والرياضيات والعمارة وغيرها.
لم يكن العرب جماعات مهاجرة، ولكنهم كانوا محاربين فاتحين أصحاب رسالة اختلطوا وامتزجوا وتزاوجو ونشروا الدين واللغة والحضارة والعلوم. ونشأ هناك جيل كامل (جيل المولدين المستعربين) وظل يحمل الرسالة.
لقد كان الإسلام خطوة تقدمية كبرى بما يحمله من كاهل التخفيف عن عاتق الشعوب من الكثير جدا من القيود والظلمات والعسف والاضطهاد والتخلف التي فرضتها عليهم الإمبراطورية الرومانية.
وكان الإسلام أيضا باعثا لحركة إحياء وخلق علمي من أهم حركات الإحياء في تاريخ العلوم حيث تعايش المسجد مع الكنيسة مع المعبد اليهودي، وأصبح اليهود والنصارى آمنين على أنفسهم وأموالهم، وتمتعوا بامتيازات لم يكونوا يستمتعون بها. لقد تنفسوا رياح الحرية فازدهرت ملكاتهم الإبداعية.
وأحيا التسامح حركة الإحياء العلمي والبناء الحضاري بعد أن أغلق الإمبراطور الروماني جوستنيان في 529 أكاديمية أفلاطون، آخر معقل للعلوم في العالم الروماني.
لم يخرج العرب من جزيرتهم خليي الوفاض، أو مجرد غزاة، إنما خرجوا إلى رحاب هذا العالم الفسيح يحملون ثروة هائلة من أدبهم، لغة خطاب وشعرا وحكما وأمثالَ وثروة من الأحكام الدينية والأخلاقية والاقتصادية والتشريعية والطبية المنظمة لمختلف شئون الحياة.
كانت الحضارة العربية تحمل معها أيضا إلى جانب التأثيرات العربية روافد أخرى، أولها رافد مدرسة جندتباسبور الزرادشيتية التي اختلطت فيها ثقافة اليونان وعلومهم بثقافة الفرس والهند. ورافد مدرسة حران الوثنية التي كانت مركزا للثقافة الإغريقية منذ عصر الإسكندر الأكبر، وهي جزء من ثقافة مدرسة الإسكندرية المسيحية.
ولا يزال التاريخ يذكر كيف ترجم خالد بن يزيد بن معاوية المتوفى عام 706 كتب القدماء في الطب والفلك والكيمياء، وكيف اتسع نطاق الترجمة في العصر العباسي، حتى كان لها ديوان وزارة وأكاديمية في عصر هارون الرشيد، وولده الخليفة المأمون. ولعل الأدب من الميادين التي كان الظن أن احتمال التأثير فيه قليل، ولكن كان للازدهار السريع للثقافة العربية في الأقطار المفتوحة خاصة إسبانيا والبرتغال والامتزاج الاجتماعي والثقافي الواسع، وانتشار اللغة العربية كلغة ثقافة وأدب وانتشارها في الأندلس، مما جعل اللغة اللاتينية حبيسة في الكنائس والأديرة.
نشأت لغة جديدة اختلطت فيها اللغة العربية باللغة اللطنية وهي الدراجة للإسبان، حتى نشأ منها لغة جديدة هي اللغة العربية اللطنية، والتي تغلبت على اللغة الإسبانية حتى الآن.
وعندما نتحدث عن الأدب العربي، وخاصة الشعر العربي الذي لم يكن نتاج حضارات سابقة، وإنما كان عربيا خالصا لم يتأثر بآداب حضارات سابقة، حيث نبت وترعرع ونما في الصحراء النجدية نبتا أصيلا اعتز به العرب، وكان هو فنهم الأول.
وعندما أعطى العرب أدبهم لأوروبا أعطوه شعرا عربيا خالصا. لم ينتقل الشعر إلى أوروبا عن طريق الترجمة، إنما عن انصهار سكان جنوب غرب فرنسا وجنوب إسبانيا وصقلية في بوتقة الحضارة العربية من خلال المساجد الإسلامية التي كان يدرس بها الرهبان واليهود ومجالس الأدب العربي التي كان يعقدها الخلفاء على عاداتهم العربية.
واقترنت بموضوعات الأدب العربي أسماء طائفة من عباقرة الشعر في أوروبا خلال القرن الرابع عشر، وثبتت الصلة بينهم وبين الثقافة العربية منهم بوكاشيو ودانتي وبترارك الإيطاليين، وشوسر الإنجليزى وسيرفانتيس الإسباني، ويرجع إليهم الفضل في تجديد الآداب القديمة بتلك البلاد.
ولعل أبرز التأثيرات كان في نشاة فن الموشحات الذي ابتكره شاعر عاش في القرن التاسع الميلادي، هو مقدم بن معافير القيرى الضرير أو محمد بن محمود القيرى.
ومن الموشحات استقى الشعراء الجوالون في أوروبا (التروبادور) والبروفانسيون (جنوب فرنسا)، وكذلك ظهر في إسبانيا فن الزجل.
في عام 1349 كتب بوكاشيو حكاياته المسماه الصباحات العشرة حذا فيها حذو الليالي العربية المعروفة باسم ألف ليلة وليلة، وضمنها مائة حكاية وأسندها إلى سبع سيدات وثلاثة رجال اعتزلوا المدينة فرارا من الطاعون وفرضوا على أنفسهم حكاية يقصها أحدهم على أصحابه كل صباح. من هذه الحكايات اقتبس وليم شكسبير موضوع مسرحيته "العبرة بالخواتيم"، واقتبس منها أيضا الأديب الألمانى لسنغ مسرحيته "ناثان الحكيم".
وكان شوسر إمام الشعراء الحداثيين في اللغة الإنجليزية، أكبر المقتبسين من بوكاشيو، فقد التقى به حين زار إيطاليا، ونظم قصصه المشهورة باسم قصص كانتربري على محور يشبه القصص التي ألفها بوكاشيو "اليكا بيرزن" الصباحات الغشرة، ومنها قصة السيد المستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة.
وظل الأدباء الغربيون ينسجون على هذا المنوال في نظم القصص إلى عهد لونجيلو صاحب الديوان الذي سماه "خان بمنعطف الطريق".
وربما كانت صلة دانتي بالثقافة العربية أوضح من صلة بوكاشيو وشوسر لأنه أقام بصقلية في عهد فردريك الثاني الذي كان يدمن دراسة الثقافة الإسلامية من مصادرها العربية، ودارت بينه وبين الملك حوارات ومساجلات في مذهب أرسطو، كان بعضها مستمدا من الأصل العربي، ولاحظ المستشرقون الشبه بين أوصاف الجنة في كلام محيي الدين بن عربي، وأوصاف دانتي في الكوميديا الإلهية، وكان دانتي على معرفة واسعة بالسيرة النبوية الشريفة وقصة الإسراء والمعراج ووصف الأسرار ومراتب السماء، واطلع على رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، واقتبس من كل هذا رحلتة إلى العالم الآخر في كتابه "الكوميديا الإلهية".
وكذلك بترارك الذي درس الثقافة العربية بإيطاليا وفرنسا، وتعلم في جامعة مونبلييه وباريس اللتين تعلم أساتذتها على يد تلاميذ العرب في جامعات الأندلس،
وعاش سيرفانتيس في الجزائر بضع سنوات، وخرج بعدها بروايته "دون كيشوت" التي استمدت أمثالها من أصول أندلسية.
ونستطيع أن نجزم أن للعرب أثرا في ترقية اللغات الأوروبية إلى مقام العلم والأدب الذي كان قاصرا على رجال الدين والكتابات الدينية.
وشيوع التعليم أيامها بالعربية كان سببا لإهمال اللغة اللاتينية، وأثر ذلك في إحياء اللغات الشعبية، وتداول الشعر والبلاغة والعلم عن طريق غير القسس والرهبان المنقطعين للمباحث اللاهوتية.
ولعل هذا أثار الكاتب الإسبانى الفارو القرطبي الذى قال "إن أرباب الفطنة سحرهم رنين الأدب العربي فاحتقروا اللاتينية، وجعلوا يكتبون بلغة قاهريهم. إن إخواننا المسيحيين يعجبون بشعر العرب وأقاصيصهم، ويدرسون التصانيف التي كتبها الفلاسقة والفقهاء المسلمون، ولا يفعلون ذلك لإدحاضها والرد عليها بل لاقتباس الأسلوب الفصيح.
إن الجيل الناشيء من المسيحيين الأذكياء لا يحسنون أدبا غير الأدب العربي ولغة غير اللغة العربية.
وقال دانتي إن الشعر الإيطالى ولد في صقلية، وشاع نظم الشعر بالعامية في إقليم بروفانس (جنوب فرنسا) فانتشر من ذلك الإقليم الشعراء الجوالون الذين يعرفون باسم التروبادور، الذي اشتق اسمها تروير المأخوذة من كلمة طرب العربية، مثل الشعراء القوالون في البادية العربية.
ووجد جيوم التاسع دوق اكتفانيا وأحد فقهاء العربية، تشابها بين أوزانهم وأوزان الزجل الأندلسي، بل وجد في أشعارهم كلمات عربية خالصة، وإشارات لعادات إسلامية، خالصة مثل تخميس الغنائم واختصاص الأمير بالخمس منها.
ولم تنقطع الصلة بين الأدب العربي أو الأدب الإسلامي وبين الآداب الأوروبية الحديثة منذ القرن السابع عشر إلى اليوم.
ولا نجد أديبا واحدا من نوابغ أدباء أوروبا خلا شعره أو نثره من بطل إسلامي أو نادرة إسلامية، ومنهم شكسبير واديسون وبيرون وسوزي وكولردج وشيللي من الأدباء الإنجليز، ومنهم جنى وهاردر وليسنغ وهيتي من الأدباء الألمان، ومنهم فولتير وموتسكيو وفيكتور هيجو من أدباء فرنسا. واعترف لافونتين الفرنسي باقتباسه الأساطير من كتاب "كليلة ودمنة" الذي عرفه الأوروبيون عن طريق المسلمين.
وتأثرت القصة الأوروبية في نشأتها بما كان عند العرب من فنون القص في القرون الوسطى، وخاصة المقامات وأخبار القرون ومغامرات الفرسان في سبيل المجد: منها رحلات جليفر التي ألفها سوفت، ورحلة روبنسن كروزو التي ألفها دينوى مدينة لألف ليلة وليلة، ورسالة حي بن يقظان التي ألفها الفيلسوف ابن طفيل.
وكان لألف ليلة بعد ترجمتها إلى اللغات الأوروبية أول القرن الثاني عشر أثر يربو على كل آثارها السماعية قبل الترجمة فأصبح الاتجاه إلى الشرق حركة مألوفة في عالم الأدب، كما كانت مألوفة في عالم السياسة والاستعمار.
لقد سرت المدرسة المجازية الحماسية في القرون الوسطى إلى الغرب عن طريق فاتحي العرب، فلم تكن أوروبا تعرف الفروسية وآدابها وحماسها، قبل وفود العرب للأندلس.
ومن العرب تعلمت أوروبا الغزل العفيف وتقديس المعشوقة على غرار الشعراء العذرييين والمتصوفة وكذلك أدب التشبيب.
لقد بلغت المفردات العربية التي أضيفت إلى اللغة الإسبانية والبرتغالية ما يملأ معجما غير صغير، وكذلك إلى المعاجم الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
** منشور بموقع "ميدل ايست" 30 يوليو 2009
** عبد المنعم عبد العظيم
لاشك أن الحضارة الإنسانية في تطورها ارتقت من خلال الأخذ والعطاء والتأثير المتبادل، ومن الثابت تاريخيا أيضا أن الشرق كان مهد الحضارات، فالحضارة الفرعونية في مصر والحضارة البابلية والآشورية في العراق، حتى الحضارة اليونانية، كانت متأثرة في فلسفاتها ودياناتها بالحضارة الفرعونية.
عاشت أوروبا عصورا من الظلام، حتى هبت عليها رياح الثقافة العربية من ثلاثة مصادر:
الأول: القوافل التجارية التي كانت تغدو وتروح بين آسيا وأوروبا الشرقية والشمالية عن طريق بحر الخرز "بحر قزوين"، أو عن طريق القسطنطينية، وكانت هي الطريق التي وصلت منها أخبار الإسلام إلى البلاد الاسكندنافية، وعن طريق امتداد الدولة العثمانية التركية من منتصف القرن الخامس عشر في شرق أوروبا.
الثاني: المواطن التي احتلها الصليبيون، وعاشوا فيها زمنا طويلا بين سوريا ومصر وسائر الأقطار الإسلامية والتي امتدت قرنين من الزمان من (1097) حتى سقوط آخر معقل لهم على أيدي المماليك (1291).
الثالث: الأندلس التي فتحها العرب سنة 92 هـ/ 711 وكانت أول قطر يقتطعه العرب من أوروبا المسيحية، واستمرت حتى عام 897 هـ/1492.
ثم لم ينقطع التأثير العربي الإسلامي بعدها، فاستمر ممثلا في الموريسكيين (المسلمين الذين أرغموا على التنصر حتى طرد عدد كبير منهم إلى الشمال الأفريقي). واستمر الوجود العربي تسعة قرون على الأقل، وهي مدة كافية لأن يترك العرب بصماتهم في إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا.
لقد ظلت إسبانيا معبرا انتقلت من خلاله الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا وأميركا أيضا، والتي اكتشقت عام 1492 سنة سقوط غرناطة واقتسمت منها إسبانيا والبرتغال الشطر الأعظم من القارة الأميركية من كاليفورنيا شمالا إلى أرض الغار في أقصى جنوب القارة.
رابعا: جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا، حيث اجتاز العرب أفريقيا من تونس إلى جزيرة صقلية 212 هـ/ 827، وبقيت في أيدي المسلمين حتى استولى عليها النورماندون 484هـ/ 1091.
انتقلت هذه الحضارة بكافة روافدها الثرية في هذا الوقت الذي كانت تغط فيه أوروبا في ظلمات العصور الوسطى، وأعطى العرب أوروبا علومهم في الأدب والفلك والكيمياء والرياضيات والعمارة وغيرها.
لم يكن العرب جماعات مهاجرة، ولكنهم كانوا محاربين فاتحين أصحاب رسالة اختلطوا وامتزجوا وتزاوجو ونشروا الدين واللغة والحضارة والعلوم. ونشأ هناك جيل كامل (جيل المولدين المستعربين) وظل يحمل الرسالة.
لقد كان الإسلام خطوة تقدمية كبرى بما يحمله من كاهل التخفيف عن عاتق الشعوب من الكثير جدا من القيود والظلمات والعسف والاضطهاد والتخلف التي فرضتها عليهم الإمبراطورية الرومانية.
وكان الإسلام أيضا باعثا لحركة إحياء وخلق علمي من أهم حركات الإحياء في تاريخ العلوم حيث تعايش المسجد مع الكنيسة مع المعبد اليهودي، وأصبح اليهود والنصارى آمنين على أنفسهم وأموالهم، وتمتعوا بامتيازات لم يكونوا يستمتعون بها. لقد تنفسوا رياح الحرية فازدهرت ملكاتهم الإبداعية.
وأحيا التسامح حركة الإحياء العلمي والبناء الحضاري بعد أن أغلق الإمبراطور الروماني جوستنيان في 529 أكاديمية أفلاطون، آخر معقل للعلوم في العالم الروماني.
لم يخرج العرب من جزيرتهم خليي الوفاض، أو مجرد غزاة، إنما خرجوا إلى رحاب هذا العالم الفسيح يحملون ثروة هائلة من أدبهم، لغة خطاب وشعرا وحكما وأمثالَ وثروة من الأحكام الدينية والأخلاقية والاقتصادية والتشريعية والطبية المنظمة لمختلف شئون الحياة.
كانت الحضارة العربية تحمل معها أيضا إلى جانب التأثيرات العربية روافد أخرى، أولها رافد مدرسة جندتباسبور الزرادشيتية التي اختلطت فيها ثقافة اليونان وعلومهم بثقافة الفرس والهند. ورافد مدرسة حران الوثنية التي كانت مركزا للثقافة الإغريقية منذ عصر الإسكندر الأكبر، وهي جزء من ثقافة مدرسة الإسكندرية المسيحية.
ولا يزال التاريخ يذكر كيف ترجم خالد بن يزيد بن معاوية المتوفى عام 706 كتب القدماء في الطب والفلك والكيمياء، وكيف اتسع نطاق الترجمة في العصر العباسي، حتى كان لها ديوان وزارة وأكاديمية في عصر هارون الرشيد، وولده الخليفة المأمون. ولعل الأدب من الميادين التي كان الظن أن احتمال التأثير فيه قليل، ولكن كان للازدهار السريع للثقافة العربية في الأقطار المفتوحة خاصة إسبانيا والبرتغال والامتزاج الاجتماعي والثقافي الواسع، وانتشار اللغة العربية كلغة ثقافة وأدب وانتشارها في الأندلس، مما جعل اللغة اللاتينية حبيسة في الكنائس والأديرة.
نشأت لغة جديدة اختلطت فيها اللغة العربية باللغة اللطنية وهي الدراجة للإسبان، حتى نشأ منها لغة جديدة هي اللغة العربية اللطنية، والتي تغلبت على اللغة الإسبانية حتى الآن.
وعندما نتحدث عن الأدب العربي، وخاصة الشعر العربي الذي لم يكن نتاج حضارات سابقة، وإنما كان عربيا خالصا لم يتأثر بآداب حضارات سابقة، حيث نبت وترعرع ونما في الصحراء النجدية نبتا أصيلا اعتز به العرب، وكان هو فنهم الأول.
وعندما أعطى العرب أدبهم لأوروبا أعطوه شعرا عربيا خالصا. لم ينتقل الشعر إلى أوروبا عن طريق الترجمة، إنما عن انصهار سكان جنوب غرب فرنسا وجنوب إسبانيا وصقلية في بوتقة الحضارة العربية من خلال المساجد الإسلامية التي كان يدرس بها الرهبان واليهود ومجالس الأدب العربي التي كان يعقدها الخلفاء على عاداتهم العربية.
واقترنت بموضوعات الأدب العربي أسماء طائفة من عباقرة الشعر في أوروبا خلال القرن الرابع عشر، وثبتت الصلة بينهم وبين الثقافة العربية منهم بوكاشيو ودانتي وبترارك الإيطاليين، وشوسر الإنجليزى وسيرفانتيس الإسباني، ويرجع إليهم الفضل في تجديد الآداب القديمة بتلك البلاد.
ولعل أبرز التأثيرات كان في نشاة فن الموشحات الذي ابتكره شاعر عاش في القرن التاسع الميلادي، هو مقدم بن معافير القيرى الضرير أو محمد بن محمود القيرى.
ومن الموشحات استقى الشعراء الجوالون في أوروبا (التروبادور) والبروفانسيون (جنوب فرنسا)، وكذلك ظهر في إسبانيا فن الزجل.
في عام 1349 كتب بوكاشيو حكاياته المسماه الصباحات العشرة حذا فيها حذو الليالي العربية المعروفة باسم ألف ليلة وليلة، وضمنها مائة حكاية وأسندها إلى سبع سيدات وثلاثة رجال اعتزلوا المدينة فرارا من الطاعون وفرضوا على أنفسهم حكاية يقصها أحدهم على أصحابه كل صباح. من هذه الحكايات اقتبس وليم شكسبير موضوع مسرحيته "العبرة بالخواتيم"، واقتبس منها أيضا الأديب الألمانى لسنغ مسرحيته "ناثان الحكيم".
وكان شوسر إمام الشعراء الحداثيين في اللغة الإنجليزية، أكبر المقتبسين من بوكاشيو، فقد التقى به حين زار إيطاليا، ونظم قصصه المشهورة باسم قصص كانتربري على محور يشبه القصص التي ألفها بوكاشيو "اليكا بيرزن" الصباحات الغشرة، ومنها قصة السيد المستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة.
وظل الأدباء الغربيون ينسجون على هذا المنوال في نظم القصص إلى عهد لونجيلو صاحب الديوان الذي سماه "خان بمنعطف الطريق".
وربما كانت صلة دانتي بالثقافة العربية أوضح من صلة بوكاشيو وشوسر لأنه أقام بصقلية في عهد فردريك الثاني الذي كان يدمن دراسة الثقافة الإسلامية من مصادرها العربية، ودارت بينه وبين الملك حوارات ومساجلات في مذهب أرسطو، كان بعضها مستمدا من الأصل العربي، ولاحظ المستشرقون الشبه بين أوصاف الجنة في كلام محيي الدين بن عربي، وأوصاف دانتي في الكوميديا الإلهية، وكان دانتي على معرفة واسعة بالسيرة النبوية الشريفة وقصة الإسراء والمعراج ووصف الأسرار ومراتب السماء، واطلع على رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، واقتبس من كل هذا رحلتة إلى العالم الآخر في كتابه "الكوميديا الإلهية".
وكذلك بترارك الذي درس الثقافة العربية بإيطاليا وفرنسا، وتعلم في جامعة مونبلييه وباريس اللتين تعلم أساتذتها على يد تلاميذ العرب في جامعات الأندلس،
وعاش سيرفانتيس في الجزائر بضع سنوات، وخرج بعدها بروايته "دون كيشوت" التي استمدت أمثالها من أصول أندلسية.
ونستطيع أن نجزم أن للعرب أثرا في ترقية اللغات الأوروبية إلى مقام العلم والأدب الذي كان قاصرا على رجال الدين والكتابات الدينية.
وشيوع التعليم أيامها بالعربية كان سببا لإهمال اللغة اللاتينية، وأثر ذلك في إحياء اللغات الشعبية، وتداول الشعر والبلاغة والعلم عن طريق غير القسس والرهبان المنقطعين للمباحث اللاهوتية.
ولعل هذا أثار الكاتب الإسبانى الفارو القرطبي الذى قال "إن أرباب الفطنة سحرهم رنين الأدب العربي فاحتقروا اللاتينية، وجعلوا يكتبون بلغة قاهريهم. إن إخواننا المسيحيين يعجبون بشعر العرب وأقاصيصهم، ويدرسون التصانيف التي كتبها الفلاسقة والفقهاء المسلمون، ولا يفعلون ذلك لإدحاضها والرد عليها بل لاقتباس الأسلوب الفصيح.
إن الجيل الناشيء من المسيحيين الأذكياء لا يحسنون أدبا غير الأدب العربي ولغة غير اللغة العربية.
وقال دانتي إن الشعر الإيطالى ولد في صقلية، وشاع نظم الشعر بالعامية في إقليم بروفانس (جنوب فرنسا) فانتشر من ذلك الإقليم الشعراء الجوالون الذين يعرفون باسم التروبادور، الذي اشتق اسمها تروير المأخوذة من كلمة طرب العربية، مثل الشعراء القوالون في البادية العربية.
ووجد جيوم التاسع دوق اكتفانيا وأحد فقهاء العربية، تشابها بين أوزانهم وأوزان الزجل الأندلسي، بل وجد في أشعارهم كلمات عربية خالصة، وإشارات لعادات إسلامية، خالصة مثل تخميس الغنائم واختصاص الأمير بالخمس منها.
ولم تنقطع الصلة بين الأدب العربي أو الأدب الإسلامي وبين الآداب الأوروبية الحديثة منذ القرن السابع عشر إلى اليوم.
ولا نجد أديبا واحدا من نوابغ أدباء أوروبا خلا شعره أو نثره من بطل إسلامي أو نادرة إسلامية، ومنهم شكسبير واديسون وبيرون وسوزي وكولردج وشيللي من الأدباء الإنجليز، ومنهم جنى وهاردر وليسنغ وهيتي من الأدباء الألمان، ومنهم فولتير وموتسكيو وفيكتور هيجو من أدباء فرنسا. واعترف لافونتين الفرنسي باقتباسه الأساطير من كتاب "كليلة ودمنة" الذي عرفه الأوروبيون عن طريق المسلمين.
وتأثرت القصة الأوروبية في نشأتها بما كان عند العرب من فنون القص في القرون الوسطى، وخاصة المقامات وأخبار القرون ومغامرات الفرسان في سبيل المجد: منها رحلات جليفر التي ألفها سوفت، ورحلة روبنسن كروزو التي ألفها دينوى مدينة لألف ليلة وليلة، ورسالة حي بن يقظان التي ألفها الفيلسوف ابن طفيل.
وكان لألف ليلة بعد ترجمتها إلى اللغات الأوروبية أول القرن الثاني عشر أثر يربو على كل آثارها السماعية قبل الترجمة فأصبح الاتجاه إلى الشرق حركة مألوفة في عالم الأدب، كما كانت مألوفة في عالم السياسة والاستعمار.
لقد سرت المدرسة المجازية الحماسية في القرون الوسطى إلى الغرب عن طريق فاتحي العرب، فلم تكن أوروبا تعرف الفروسية وآدابها وحماسها، قبل وفود العرب للأندلس.
ومن العرب تعلمت أوروبا الغزل العفيف وتقديس المعشوقة على غرار الشعراء العذرييين والمتصوفة وكذلك أدب التشبيب.
لقد بلغت المفردات العربية التي أضيفت إلى اللغة الإسبانية والبرتغالية ما يملأ معجما غير صغير، وكذلك إلى المعاجم الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
** منشور بموقع "ميدل ايست" 30 يوليو 2009
ارثى لنجلاء الامام
نجلاء الامام المتنصرة تحتاج الى الرثاء
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
ان تعتنق نجلاء الامام الديانة المسيحية او تلحد فهذا لن ينقص الاسلام ولن يزيد المسيحية شيئا.
فمثل نجلاء الامام بظروفها الشخصية تجعلها مختلة نفسيا وغير متوازنة فبحثت عن بديل فى انشطة المجتمع المدنى وتراست جمعية لمناهضة العنف ضد المراة ولما لم تجد ضالتها المادية من منح اجنبية بحثت عن مدخل اخر يحقق لها الشهرة المفقودة والنجومية التى تحلم بها هروبا من حياة اسرية لم تتوافق فيها مع شريك حياتها فاعتنقت الديانة المسيحية مثل اى مسيحى ضاق ذرعا بزوجته فاسلم حتى يتخلص منها .
وهنا الامر عادى كان يمكن لها مع اعتناقها للمسيحية ان تتبتل او تدخل حياة الديرية او تكفى على الخبر ماجور وتمارس حياتها الطبيعية كمسيحية
ولكن ليس هذا هدف نجلاء الامام التى تمرست على العمل العام فخرجت لتواجه المجتمع المسلم ورددت اراء المستشرقين واعداء الاسلام ووضعت نفسها موضع المدافع عن المسيحية المهاجم للاسلام والمسيحية لاتحتاج الى مثل هذه لتدافع عنها ولن يؤثر فى الفكر الاسلامى مثل هذه الاراء اللقيطه التى لاتعبر عن فكر او وعى او عقيدة مجرد شرشحة وفرد الملاية وكله بالنسبة لها مكسب لانها وجدت من يصفق لها ويفسح المجال امامها .
القضية فى منظمات المجتمع المدنى فمنذ مؤتمر بكين دخلت المنظمات التبشيرية من خلال عباءة هذه المنظمات متخفية فى الدفاع عن قضايا المراة ومحتمية بقانون الجمعيات وممولة من هيئات اجنبية لها وجه المدافع عن التطوير وقضايا المراة والاطفال والاعاقة واختارت المدربين الذين يدسون السم فى العسل ودربتهم جيدا ومن خلال اللقاءات التى تتم دائما فى فنادق خمس نجوم وبين وجبات الطعام الفاخر والبوفيهات المفتوحة والبدلات الطيبة بدء المبشرون فى التقاط ضغاف النفوس امثال نجلاء الامام وزينوا لهم الطريق فمنهم من صدروه الى الخارج ولكن نجلاء الامام اثرت ان تفتح ملف قضيتها فى مصر مستقوية بمنظمات حقوق الانسان والحرية الدستورية والمواثيق الدولية لتكون راس حربة لعملية منظمة لتفكيك المجتمع المصرى وهز ثوابته ونخر عظامه اثرت الصدام مع المجتمع متصورة انها تلعب دور البطولة وانها مهددة من الارهاب ومهددة بالقتل ومهدورة الدم الى اخر هذه الترهات لتكسب ويفتح لها باب المنظمات المتعصبة بالداخل والخارج والاعلام مجرد بروجباندا لقضية نفعية فى المقام الاول
لتعتنق نجلاء الامام اى دين تراه ولكن عليها ان تحترم المجتمع وقيمه وادابه وتراثه ونظامه العام
وفى يقينى ان هذه السيدة ضحية منظمات المجتمع المدنى التى اخطات تثقيفها وجعلت منها قنبلة قذرة تتمرد على كل شىء لتنتقم من زوج لم يهيىء له حياة اسرية مستقرة ومجتمع مادى يعطى لمن يبيع دينه بدنياه الفرصة ان يكون بطلا وليست هذه بطولة ولايحزنون
اننى ارثى لنجلاء الامام واثق ان المسحية لايشرفها مثلها
عبدالمنعم عبد العظيم
الاقصر .... مصر
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
ان تعتنق نجلاء الامام الديانة المسيحية او تلحد فهذا لن ينقص الاسلام ولن يزيد المسيحية شيئا.
فمثل نجلاء الامام بظروفها الشخصية تجعلها مختلة نفسيا وغير متوازنة فبحثت عن بديل فى انشطة المجتمع المدنى وتراست جمعية لمناهضة العنف ضد المراة ولما لم تجد ضالتها المادية من منح اجنبية بحثت عن مدخل اخر يحقق لها الشهرة المفقودة والنجومية التى تحلم بها هروبا من حياة اسرية لم تتوافق فيها مع شريك حياتها فاعتنقت الديانة المسيحية مثل اى مسيحى ضاق ذرعا بزوجته فاسلم حتى يتخلص منها .
وهنا الامر عادى كان يمكن لها مع اعتناقها للمسيحية ان تتبتل او تدخل حياة الديرية او تكفى على الخبر ماجور وتمارس حياتها الطبيعية كمسيحية
ولكن ليس هذا هدف نجلاء الامام التى تمرست على العمل العام فخرجت لتواجه المجتمع المسلم ورددت اراء المستشرقين واعداء الاسلام ووضعت نفسها موضع المدافع عن المسيحية المهاجم للاسلام والمسيحية لاتحتاج الى مثل هذه لتدافع عنها ولن يؤثر فى الفكر الاسلامى مثل هذه الاراء اللقيطه التى لاتعبر عن فكر او وعى او عقيدة مجرد شرشحة وفرد الملاية وكله بالنسبة لها مكسب لانها وجدت من يصفق لها ويفسح المجال امامها .
القضية فى منظمات المجتمع المدنى فمنذ مؤتمر بكين دخلت المنظمات التبشيرية من خلال عباءة هذه المنظمات متخفية فى الدفاع عن قضايا المراة ومحتمية بقانون الجمعيات وممولة من هيئات اجنبية لها وجه المدافع عن التطوير وقضايا المراة والاطفال والاعاقة واختارت المدربين الذين يدسون السم فى العسل ودربتهم جيدا ومن خلال اللقاءات التى تتم دائما فى فنادق خمس نجوم وبين وجبات الطعام الفاخر والبوفيهات المفتوحة والبدلات الطيبة بدء المبشرون فى التقاط ضغاف النفوس امثال نجلاء الامام وزينوا لهم الطريق فمنهم من صدروه الى الخارج ولكن نجلاء الامام اثرت ان تفتح ملف قضيتها فى مصر مستقوية بمنظمات حقوق الانسان والحرية الدستورية والمواثيق الدولية لتكون راس حربة لعملية منظمة لتفكيك المجتمع المصرى وهز ثوابته ونخر عظامه اثرت الصدام مع المجتمع متصورة انها تلعب دور البطولة وانها مهددة من الارهاب ومهددة بالقتل ومهدورة الدم الى اخر هذه الترهات لتكسب ويفتح لها باب المنظمات المتعصبة بالداخل والخارج والاعلام مجرد بروجباندا لقضية نفعية فى المقام الاول
لتعتنق نجلاء الامام اى دين تراه ولكن عليها ان تحترم المجتمع وقيمه وادابه وتراثه ونظامه العام
وفى يقينى ان هذه السيدة ضحية منظمات المجتمع المدنى التى اخطات تثقيفها وجعلت منها قنبلة قذرة تتمرد على كل شىء لتنتقم من زوج لم يهيىء له حياة اسرية مستقرة ومجتمع مادى يعطى لمن يبيع دينه بدنياه الفرصة ان يكون بطلا وليست هذه بطولة ولايحزنون
اننى ارثى لنجلاء الامام واثق ان المسحية لايشرفها مثلها
عبدالمنعم عبد العظيم
الاقصر .... مصر
الأربعاء، 12 أغسطس 2009
محافظ السويس: إحالة مربي الدواجن بالمنازل.. للنيابة | ٣ حالات اشتباه إصابة بأنفلونزا الخنازير.. في قنا | إحالة شكاوي التأشيرات إلي سفراء أوروبا..مباشرة | تعاون مصري ـ أمريكي لتحقيق السلام في المنطقة | الشريف يطلب مناقشة اساءة الفيلم الأمريكي الذي شبه الرئيس السادات بـ (الكلب) |
توفي إلى رحمة اللهCET 19:18:12 - 11/08/2009
الوفيات توفى الى رحمة الله تعالى "محمد عثمان عمر" الشهير بـ "جابر عثمان" بمصانع سكر أرمنت، ويتقدم ابن شقيقة الأستاذ عبد المنعم عبد العظيم بخالص التعازي لأسرته الكريمة.
التعزيات
٣-تعازينا الحارة 2009-08-12 12:35:39
عزت عزيز حبيب محام وناشط حقوقي
للفقيد نرجوا الرحمة ولكافة أفراد الأسرة نطلب العزاء
أبلغ عن مشاركة غير لائقة
٢-خالص العزاء 2009-08-11 19:38:20
البير ثابت
نشاطركم الأحزان وللفقيد الرحمة وللأسرة خالص العزاء
أبلغ عن مشاركة غير لائقة
١-خالص التعازي 2009-08-11 19:22:17
الأقباط متحدون
تتقدم أسرة الأقباط متحدون بخالص العزاء لأسرة الفقيد، راجين من الله أن ينيح نفسه ويعطي العزاء لأسرته.
شكر واجب
لايسعنى والاسرة الا تقديم وفر الشكر لاسرة الاقباط متحدون على خالص مواساتهم لى فى وفاةابن شقيقتى محمد عثمان عمر الذى وافته المنية الاسبوع الماضى
توفي إلى رحمة اللهCET 19:18:12 - 11/08/2009
الوفيات توفى الى رحمة الله تعالى "محمد عثمان عمر" الشهير بـ "جابر عثمان" بمصانع سكر أرمنت، ويتقدم ابن شقيقة الأستاذ عبد المنعم عبد العظيم بخالص التعازي لأسرته الكريمة.
التعزيات
٣-تعازينا الحارة 2009-08-12 12:35:39
عزت عزيز حبيب محام وناشط حقوقي
للفقيد نرجوا الرحمة ولكافة أفراد الأسرة نطلب العزاء
أبلغ عن مشاركة غير لائقة
٢-خالص العزاء 2009-08-11 19:38:20
البير ثابت
نشاطركم الأحزان وللفقيد الرحمة وللأسرة خالص العزاء
أبلغ عن مشاركة غير لائقة
١-خالص التعازي 2009-08-11 19:22:17
الأقباط متحدون
تتقدم أسرة الأقباط متحدون بخالص العزاء لأسرة الفقيد، راجين من الله أن ينيح نفسه ويعطي العزاء لأسرته.
شكر واجب
لايسعنى والاسرة الا تقديم وفر الشكر لاسرة الاقباط متحدون على خالص مواساتهم لى فى وفاةابن شقيقتى محمد عثمان عمر الذى وافته المنية الاسبوع الماضى
الثلاثاء، 4 أغسطس 2009
بمناسبة مولد ابوالحجاج الاقصرى
"شمس المعارف نشرق من الجنوب"
سيدي ابي الحجاج الأقصري
كتب :عبدالمنعم عبد العظيم
ويهل علينا هلال شهر شعبان المكرم وتتطلع القلوب الى مدينة الالف باب طيبة الاقصر حيث مولد شيخها شيخ الزمان وواحد الاوان صاحب المعارف الربانية والكرامات المشهورة والمكاشفات المعروفة وحارسها فى قلعته الحصينة التى اقيمت فوق كنيسة قديمة اقيمت هى ايضا فوق جزء من معبد الاقصر لتتزاوج مصر الفرعونية بمصر المسيحية بمصر الاسلامية فى وحدة معمارية وتاريخية وحضارية رائعة الهلال مع الصليب مع مفتاح الحياة
هو السيد يوسف عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محي الدين بن منصور بن عبد الرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ناصر الدين بن أبراهيم بن احمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبد الله بن الدني بن عبد الخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبد الخالق بن أحمد بن اسماعيل ابي الفراء الشهير بن عبد الله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الامام الاعظم سيدي علي زين العابدين بن الامام الاكبر سيدي ابي عبد الله الحسين بن الامام المكرم والخليفة الاعظم سيدي علي بن ابي طالب وامه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري علي الراجح في مدينة " بغداد " حاضرة الخلافة العباسية في عهد الخليفش شة المقتفي بأمر الله العباسي وقد نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيدعبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية .
وكانت فترة نشاته فترة خصبة في الفكر الصوفي فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلماؤه في بغداد – فحفظ القران الكريم في سن مبكره ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية ولكن لم يلبث ان توفى والده وهو طفل صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته وكان له حانوت مشهور في بغداد
وقد درت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا وأنجب أيضا صغيرا وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في " بغداد " وظل كذلك ينهل من مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ بنصيب وافر من مختلف العلوم ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد وتفقه على مذهب الامام الشافعي علي يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي وتاثر بقراءته لهذه الكتب تاثرا تاما وقد إنعكس صدي هذا التاسر علي ما تركه من أقوال في علوم الطريق و اراء في التربية والسلوك كما قرا الادب ايضا في نختلف فنونه وكان ذواقا للشعر ومن نظمه :
ولقد رأيت جماعة في عصرنا قد كنت أحسبهم علي سنن السلف
قبلوتهم وخبرتـهم وعرفتـهم فوجدت خلفا ما بجملتــهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم من رام وصلهــم فقد رام التلف
ورايت أسباب السلامة كـلها في رميهم خلفا لظهــــــر ثم كف
وكان لثقافته الادبية اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح عميقة المعنى وكان للادب فى حياته اثر بعيد علي اقواله في الطريق
ويعد أن تزود ابو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة أشتغل بالوعظ والتذكير في بغداد وكان علي وعظة اقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التاثير فيمن حوله – فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريديه في مكة والمدينة .
ومرت الايام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الاربعين من عمره وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الاسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل الي أماكن اخري ليتعرف علي مدارس الفكر الاسلامي فيها بجانب ان وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ الي 622 هـ حيث تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتن الاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة
لذلك فكر في الرحيل متجها الي مكة وأقام بها سنة تعرف خلالها علي اشراف من نسل اجداده وأسهم بالراي والمناقشة في مجالس علمها تعرف علي القادمين من مصر ومنهم بعض من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجداد مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر اليها وخاصة ان مصر كانت تمتاز في ذلك الوقت بالهدوء والسكينة والامان والاطمئنان دون سائر المدن الاسلامية ولكن الشيخ أبي الحجاج اثر البدء بزيارة المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام – فتزود هناك بالعلم وعاش بفكرة وايمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم
وفي رحاب المصطفي صلي الله عليه وسلم أتخذ أبي الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من اجل الحق والفضيلة متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
اتجه أبو الحجاج و أولاده (نجم الدين ـ عبد المعطى , وأبن ثالث الى جانب المرافقين الذين صحبوه الي مصرومن اشهرهم عبدالمنعم الاشقر بن فهد وقد دخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة ، وأستقر بها الابن الثالث، ثم تنقل فى مختلف مدن مصر ومعة أبنيه ( نجم الدين و عبد المعطى) ومن نسلهم أستمر نسل سيدى أبوالحجاج فى الاقصروهؤلاء هم الذين شكلواالاسرة الحجاجية اشهر واكبر عائلات الاقصر
;كانت رحلته الى الاقصر بناء على رؤية منامية تامره بالرحيل الي مدينة تسمي " الاقصر " في صعيد مصر
أتجه أبو الحجاج بناء علي هذه الرؤية االي الاقصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ وهم يتوقون الي داعية ومرشد يشد من ازرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم علي نصره دين الحق في هذه المدينة فلما رأوا فى أبا الحجاج قوة فى الشخصية و علم غزير وتقوى وخشوع لله تعالي وجدوا قيه ضالتهم المنشودة فانست نفوسهم اليه وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في اكرامه .
وكان بالمدينة راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الاقصر فادهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملا نفسها احتراما له وتقديرا والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في امور الدين والدنيا فأسلمت وتحولت الي داعية إسلاميه
وبدا نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الاقصر وأخذ الناس من مختلف المدن والقري يتشوقون اليه فاتجهوا الي هذه المدينة واقاموا فيها ليحظوا بقرب هذه الشيخ العالم الجليل ويستفيدوا من واسع علمه وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الاسلامي الحنيف وبدا اتباعه ومريدوه يتكاثرون يوما بعد يوم حتي عدوا بالالاف .ودوي صوت الحق يجلجل في ارجاء المدينة فتغير وجهها واشرقت بنور ربها اسلامية ثم نسبت الي ابي الحجاج ونسب اليها وكان أول من نسبت اليه ونسب اليها من علماء المسلمين .
كان لهذا الذي حدث في الاقصر اثر بعيد علي شخصية ابي الحجاج حيث بدات شهرته تعم مختلف مدن مصر وبدا الناس من كل مكان يتوقون الي مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره الي مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الايوبي ابن السلطان صلاح الدين الايوبي الذي كان من ابرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخيرواسع الكرام محسنا الي الناس معتقدا في ارباب الصلاح فارسل اليه رسولا يدعوه الي مقابلته ولما مثل بين يديه اعجب السلطان بواسع أفقه وغزير معرفته في العلوم الاسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فاسند اليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها الا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفقة ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها لانه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الاسلام الحنيف وبعد ان ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة طفق يتجول في مختلف مدن مصر شانه شان اغلب رجال التصوف والدعاة الي أن وصل الي الاسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفيه عديدة ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف يفيد ويستفيد واستظاع التعرف علي جميع المدارس العلمية بها وقد صاحب خلال اقامته في الاسكندرية الصوفي الجليل ابا محمد عبد الرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشاة والمدفون برمل الاسكندرية فعرف الشيخ الجزولي ابا الحجاج وعرف فيه اخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبا له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الاسلامي والنهوض بالتربية الروحية والاخلاقية .... وقد صاحب ايضا وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه ابا الحجاج وعادا معا الي ارض الصعيد مرة اخري وفى الاقصر تقدمت كراماته واستنقذ من اسر الجهل من كان موثوقا فى حباله وانجد من ضل عن طريق الهدى فهداه بعد ضلاله ووجد عاثر المعاصى قد احاط به جبش الذنوب فاخذ بيده واقاله ووضع فى يد التقوى عقاله كما يقول الادفوى فى طالعه السعيد
تقدم فى الفضل على اقرانه واترابه وظهرت بركاته على الجم الغفير من اصحابه فانتشروا فى الاقطار والافاق وقام لهم سوق الثناء وتفجرت من قلبه ينابيع الحكمة والاشراق وخرج من بين يديه تلاميذ فضلاء منهم الشيخ على بادفو والشيخ على بن بدران والشيخ سماس السفطى والشيخ ابراهيم الفاوى والبرهان الكبير والبدر الدمشقى والشيخ مفرج الدمامينى وغيرهم وممن صحبه فى رواية للشيخ عبدالغفار بن نوح الاقصرى صاحب الوحيد فى سلوك اهل التوحيد ان ابى الحجاج صحب الشيخ عبدالرازق تلميذ الشيخ ابى مدين والشيخ الصفى بن ابى المنصور والشيخ العجمى
وكراماته يضعف عن وصفها اللسان ويعجز عن رصفها البنان
لكن جهال اتباعه قد اطنبوا فى امره ورفعوه فوق قدره وطنوا ان ذلك من بره فجعلوا له معراجا ودعوا الناس الى سماعه فجاؤا افواجا وادعوا انه فى ليلهة النصف من شعبان عرج به الى السماء وتلقى من ربه الاسماء واتخذو من المناسبة عيدا قال بن نوح اته كان مشهورا بالعلم والرواية وله كلام يشهد له بالمعرفة والدراية
توفى الى رحمة الله نعالى فى شهر رجب سنة 642 ومن ابنائه احمد بن يوسف الذى ينعت بالنجم ومشهور بالكرامات وهو الذى بنى الضريح الذى على ابيه ومن احفاده السيد يوسف الحجاجى امام الطريقة الخلوتية فى صعيد مصر فى اواخر التصف الاول من القرن الرابع عشر الهجرى وتوفى ستة 1914 والعالم الفقيه عبدالوارث بن احمد بن جبريل فقيه الاقصر ومفتيها والشيخ ابراهيم القاضى الحجاجى قاضى الاقصر والمرحوم الاستاذ محمد عبده الحجاجى الكاتب والمؤرخ والدكتور احمد شمس الدين الحجاجى اسناذ الادب الشعبى
اسطورة الشيخ والراهبة :
ومن الاساطير المرتبطة بسيدى ابوالحجاج غير اسطورة المعراج اسطورة الراهبة وتحكى الاسطورة ان سيدى ابوالحجاج عندما قدم الى الاقصر طلب من اميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر مقدار جلد بعير من الارض يتعبد فيه فاجابته فى وثيقة مكتوبة وفى الليل قد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه باحد اعمدة معبد الاقصر واحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة ثم تقول الاسطورة ان الراهبة من اعجابها بذكاء الشيخ اسلمت وتزوجته
هذه الاسطورة تكررت فى تاسيس مدينة قرطاج التونسية والفسطاط فى عصر عمر بن العاص اختلف المكان واتحدت الرواية
وبالطبع فان التاريخ الحقيقى رواية اخرى بعيدة عن الاساطير وتظل الاسطورة فى وجدان الشعب جزء من تراثه الخالد 0
مولد سيدى ابو الحجاج الاقصرى
المشهد فى ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفى الورع سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى يقع مقامــه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر حيث يتزاوج الفرعونى بالمسيحى والمسيحى بالاسلامى 0
فى مناسبة مولده فى شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى انك لا تجد موضعا لقدم فقد اعتاد اهالى الأقصر و على مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم فى هذه المناسبة التى تعد من اكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الاقصرى الشهير وفى الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشــــيخ قارب ابوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاث تتعاقب فيها الألوان الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات وقد غطى كل هذا بقماش ملون نفس القماش الذى يكسو ضريح الشيخ أما الأقمشة التى تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدى ابوالحجاج فانها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد آخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التى لبست زخرفها أيضا الى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن فى كرنفال شعبى مميز 0
واذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس فى عيد الاوبت عيد الإله امون حيث كان يخرج تمثال الإله امون فى احتفال مهيب مرة فى العام فى سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ورعايته نفس الاحتفال وننفس المراسم بل ونفس الطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى 0
بالأمس عيد امون واليوم عيد سيدى ابوالحجاج والناس نفس الناس اهل الأقصر وما حولها ثم أحفادهم ومازالت السفينة رمزهم المقدس الحجر والناس فى الاقصر تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الانسانى وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصـــــور الفن المصرى التى تتحدى الزمن
عبدالمنعـــم عبد العظـــيم
Monemazim2007@yahoo.com
سيدي ابي الحجاج الأقصري
كتب :عبدالمنعم عبد العظيم
ويهل علينا هلال شهر شعبان المكرم وتتطلع القلوب الى مدينة الالف باب طيبة الاقصر حيث مولد شيخها شيخ الزمان وواحد الاوان صاحب المعارف الربانية والكرامات المشهورة والمكاشفات المعروفة وحارسها فى قلعته الحصينة التى اقيمت فوق كنيسة قديمة اقيمت هى ايضا فوق جزء من معبد الاقصر لتتزاوج مصر الفرعونية بمصر المسيحية بمصر الاسلامية فى وحدة معمارية وتاريخية وحضارية رائعة الهلال مع الصليب مع مفتاح الحياة
هو السيد يوسف عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محي الدين بن منصور بن عبد الرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ناصر الدين بن أبراهيم بن احمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبد الله بن الدني بن عبد الخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبد الخالق بن أحمد بن اسماعيل ابي الفراء الشهير بن عبد الله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الامام الاعظم سيدي علي زين العابدين بن الامام الاكبر سيدي ابي عبد الله الحسين بن الامام المكرم والخليفة الاعظم سيدي علي بن ابي طالب وامه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري علي الراجح في مدينة " بغداد " حاضرة الخلافة العباسية في عهد الخليفش شة المقتفي بأمر الله العباسي وقد نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيدعبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية .
وكانت فترة نشاته فترة خصبة في الفكر الصوفي فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلماؤه في بغداد – فحفظ القران الكريم في سن مبكره ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية ولكن لم يلبث ان توفى والده وهو طفل صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته وكان له حانوت مشهور في بغداد
وقد درت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا وأنجب أيضا صغيرا وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في " بغداد " وظل كذلك ينهل من مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ بنصيب وافر من مختلف العلوم ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد وتفقه على مذهب الامام الشافعي علي يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي وتاثر بقراءته لهذه الكتب تاثرا تاما وقد إنعكس صدي هذا التاسر علي ما تركه من أقوال في علوم الطريق و اراء في التربية والسلوك كما قرا الادب ايضا في نختلف فنونه وكان ذواقا للشعر ومن نظمه :
ولقد رأيت جماعة في عصرنا قد كنت أحسبهم علي سنن السلف
قبلوتهم وخبرتـهم وعرفتـهم فوجدت خلفا ما بجملتــهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم من رام وصلهــم فقد رام التلف
ورايت أسباب السلامة كـلها في رميهم خلفا لظهــــــر ثم كف
وكان لثقافته الادبية اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح عميقة المعنى وكان للادب فى حياته اثر بعيد علي اقواله في الطريق
ويعد أن تزود ابو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة أشتغل بالوعظ والتذكير في بغداد وكان علي وعظة اقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التاثير فيمن حوله – فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريديه في مكة والمدينة .
ومرت الايام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الاربعين من عمره وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الاسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل الي أماكن اخري ليتعرف علي مدارس الفكر الاسلامي فيها بجانب ان وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ الي 622 هـ حيث تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتن الاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة
لذلك فكر في الرحيل متجها الي مكة وأقام بها سنة تعرف خلالها علي اشراف من نسل اجداده وأسهم بالراي والمناقشة في مجالس علمها تعرف علي القادمين من مصر ومنهم بعض من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجداد مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر اليها وخاصة ان مصر كانت تمتاز في ذلك الوقت بالهدوء والسكينة والامان والاطمئنان دون سائر المدن الاسلامية ولكن الشيخ أبي الحجاج اثر البدء بزيارة المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام – فتزود هناك بالعلم وعاش بفكرة وايمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم
وفي رحاب المصطفي صلي الله عليه وسلم أتخذ أبي الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من اجل الحق والفضيلة متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
اتجه أبو الحجاج و أولاده (نجم الدين ـ عبد المعطى , وأبن ثالث الى جانب المرافقين الذين صحبوه الي مصرومن اشهرهم عبدالمنعم الاشقر بن فهد وقد دخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة ، وأستقر بها الابن الثالث، ثم تنقل فى مختلف مدن مصر ومعة أبنيه ( نجم الدين و عبد المعطى) ومن نسلهم أستمر نسل سيدى أبوالحجاج فى الاقصروهؤلاء هم الذين شكلواالاسرة الحجاجية اشهر واكبر عائلات الاقصر
;كانت رحلته الى الاقصر بناء على رؤية منامية تامره بالرحيل الي مدينة تسمي " الاقصر " في صعيد مصر
أتجه أبو الحجاج بناء علي هذه الرؤية االي الاقصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ وهم يتوقون الي داعية ومرشد يشد من ازرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم علي نصره دين الحق في هذه المدينة فلما رأوا فى أبا الحجاج قوة فى الشخصية و علم غزير وتقوى وخشوع لله تعالي وجدوا قيه ضالتهم المنشودة فانست نفوسهم اليه وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في اكرامه .
وكان بالمدينة راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الاقصر فادهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملا نفسها احتراما له وتقديرا والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في امور الدين والدنيا فأسلمت وتحولت الي داعية إسلاميه
وبدا نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الاقصر وأخذ الناس من مختلف المدن والقري يتشوقون اليه فاتجهوا الي هذه المدينة واقاموا فيها ليحظوا بقرب هذه الشيخ العالم الجليل ويستفيدوا من واسع علمه وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الاسلامي الحنيف وبدا اتباعه ومريدوه يتكاثرون يوما بعد يوم حتي عدوا بالالاف .ودوي صوت الحق يجلجل في ارجاء المدينة فتغير وجهها واشرقت بنور ربها اسلامية ثم نسبت الي ابي الحجاج ونسب اليها وكان أول من نسبت اليه ونسب اليها من علماء المسلمين .
كان لهذا الذي حدث في الاقصر اثر بعيد علي شخصية ابي الحجاج حيث بدات شهرته تعم مختلف مدن مصر وبدا الناس من كل مكان يتوقون الي مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره الي مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الايوبي ابن السلطان صلاح الدين الايوبي الذي كان من ابرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخيرواسع الكرام محسنا الي الناس معتقدا في ارباب الصلاح فارسل اليه رسولا يدعوه الي مقابلته ولما مثل بين يديه اعجب السلطان بواسع أفقه وغزير معرفته في العلوم الاسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فاسند اليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها الا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفقة ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها لانه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الاسلام الحنيف وبعد ان ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة طفق يتجول في مختلف مدن مصر شانه شان اغلب رجال التصوف والدعاة الي أن وصل الي الاسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفيه عديدة ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف يفيد ويستفيد واستظاع التعرف علي جميع المدارس العلمية بها وقد صاحب خلال اقامته في الاسكندرية الصوفي الجليل ابا محمد عبد الرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشاة والمدفون برمل الاسكندرية فعرف الشيخ الجزولي ابا الحجاج وعرف فيه اخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبا له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الاسلامي والنهوض بالتربية الروحية والاخلاقية .... وقد صاحب ايضا وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه ابا الحجاج وعادا معا الي ارض الصعيد مرة اخري وفى الاقصر تقدمت كراماته واستنقذ من اسر الجهل من كان موثوقا فى حباله وانجد من ضل عن طريق الهدى فهداه بعد ضلاله ووجد عاثر المعاصى قد احاط به جبش الذنوب فاخذ بيده واقاله ووضع فى يد التقوى عقاله كما يقول الادفوى فى طالعه السعيد
تقدم فى الفضل على اقرانه واترابه وظهرت بركاته على الجم الغفير من اصحابه فانتشروا فى الاقطار والافاق وقام لهم سوق الثناء وتفجرت من قلبه ينابيع الحكمة والاشراق وخرج من بين يديه تلاميذ فضلاء منهم الشيخ على بادفو والشيخ على بن بدران والشيخ سماس السفطى والشيخ ابراهيم الفاوى والبرهان الكبير والبدر الدمشقى والشيخ مفرج الدمامينى وغيرهم وممن صحبه فى رواية للشيخ عبدالغفار بن نوح الاقصرى صاحب الوحيد فى سلوك اهل التوحيد ان ابى الحجاج صحب الشيخ عبدالرازق تلميذ الشيخ ابى مدين والشيخ الصفى بن ابى المنصور والشيخ العجمى
وكراماته يضعف عن وصفها اللسان ويعجز عن رصفها البنان
لكن جهال اتباعه قد اطنبوا فى امره ورفعوه فوق قدره وطنوا ان ذلك من بره فجعلوا له معراجا ودعوا الناس الى سماعه فجاؤا افواجا وادعوا انه فى ليلهة النصف من شعبان عرج به الى السماء وتلقى من ربه الاسماء واتخذو من المناسبة عيدا قال بن نوح اته كان مشهورا بالعلم والرواية وله كلام يشهد له بالمعرفة والدراية
توفى الى رحمة الله نعالى فى شهر رجب سنة 642 ومن ابنائه احمد بن يوسف الذى ينعت بالنجم ومشهور بالكرامات وهو الذى بنى الضريح الذى على ابيه ومن احفاده السيد يوسف الحجاجى امام الطريقة الخلوتية فى صعيد مصر فى اواخر التصف الاول من القرن الرابع عشر الهجرى وتوفى ستة 1914 والعالم الفقيه عبدالوارث بن احمد بن جبريل فقيه الاقصر ومفتيها والشيخ ابراهيم القاضى الحجاجى قاضى الاقصر والمرحوم الاستاذ محمد عبده الحجاجى الكاتب والمؤرخ والدكتور احمد شمس الدين الحجاجى اسناذ الادب الشعبى
اسطورة الشيخ والراهبة :
ومن الاساطير المرتبطة بسيدى ابوالحجاج غير اسطورة المعراج اسطورة الراهبة وتحكى الاسطورة ان سيدى ابوالحجاج عندما قدم الى الاقصر طلب من اميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر مقدار جلد بعير من الارض يتعبد فيه فاجابته فى وثيقة مكتوبة وفى الليل قد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه باحد اعمدة معبد الاقصر واحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة ثم تقول الاسطورة ان الراهبة من اعجابها بذكاء الشيخ اسلمت وتزوجته
هذه الاسطورة تكررت فى تاسيس مدينة قرطاج التونسية والفسطاط فى عصر عمر بن العاص اختلف المكان واتحدت الرواية
وبالطبع فان التاريخ الحقيقى رواية اخرى بعيدة عن الاساطير وتظل الاسطورة فى وجدان الشعب جزء من تراثه الخالد 0
مولد سيدى ابو الحجاج الاقصرى
المشهد فى ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفى الورع سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى يقع مقامــه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر حيث يتزاوج الفرعونى بالمسيحى والمسيحى بالاسلامى 0
فى مناسبة مولده فى شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى انك لا تجد موضعا لقدم فقد اعتاد اهالى الأقصر و على مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم فى هذه المناسبة التى تعد من اكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الاقصرى الشهير وفى الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشــــيخ قارب ابوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاث تتعاقب فيها الألوان الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات وقد غطى كل هذا بقماش ملون نفس القماش الذى يكسو ضريح الشيخ أما الأقمشة التى تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدى ابوالحجاج فانها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد آخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التى لبست زخرفها أيضا الى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن فى كرنفال شعبى مميز 0
واذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس فى عيد الاوبت عيد الإله امون حيث كان يخرج تمثال الإله امون فى احتفال مهيب مرة فى العام فى سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ورعايته نفس الاحتفال وننفس المراسم بل ونفس الطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى 0
بالأمس عيد امون واليوم عيد سيدى ابوالحجاج والناس نفس الناس اهل الأقصر وما حولها ثم أحفادهم ومازالت السفينة رمزهم المقدس الحجر والناس فى الاقصر تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الانسانى وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصـــــور الفن المصرى التى تتحدى الزمن
عبدالمنعـــم عبد العظـــيم
Monemazim2007@yahoo.com
الاثنين، 3 أغسطس 2009
الهرم الناقص وانتحار غنيم
زكريا غنيم ينتحر بعد أن اكتشف هرما ناقصا
الاثنين, 13 يوليو 2009 02:55
عبدالمنعم عبدالعظيم . مصر
يؤكد صديقي المستر بيتر، أو بطرس تادرس، أشهر ترجمان في الاقصر، أنه حي إذن، فلا توجد لعنة للفراعنة، وقد عمَّر أكثر من خمسة وثمانين عاما، وكان يعمل سكرتيرا لكارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، ودخل المقبرة منذ اكتشافها ولم تصبه لعنتها.
وكنت أتصور عندما التقيت مستر بيتر هذا والشيخ علي عبدالرسول الذي أسهم مع بلزوني في كشف مقبرة الملك سيتي أن لعنة الفراعنة لا تصيب المصريين.
ولكني توقفت أمام حكاية الأثرى المصري زكريا غنيم، أمين جبانة سقارة الذي اكتشف هرم الملك سخم – خت (2602-2611 ق. م) من ملوك الأسرة الثالثة، عام 1952 هذا الهرم يقع خلف هرم الملك زوسر المدرج بسقارة، وصمم ليكون على شاكلته، إلا ان العمل فيه لم يكتمل سواء في داخله أو مصاطبه، وكان من المدهش أن يختفي هرم، فالأهرام من البنايات التي ليس من السهل اختفائها أو فقدها.
عثر غنيم على جزء من السور الخارجي (السور الأبيض) كان قريب الشبه للسور الخارجي لهرم زوسر، وطبق فيه نفس النمط المعماري المعروف بالمشكاوات، وفي 22 يناير/كانون الثاني 1952 تأكد غنيم أنه ليس هرما عاديا، ولكنه هرم مدرج، ثم بدأ في البحث عن مدخل الهرم أسفل حجراته السفلية.
ونظرا لوقوع مدخل هرم زوسر في الناحية الشمالية، أزاح غنيم الرمال في الجانب نفسه في هرمه المكتشف فوجد البناء شبيها به.
دخل المكتشف ممرا طويلا مليئا بالرديم والأنقاض، ونظفه، ووجد مئات من الأواني الجنائزية المصنوعة من الأحجار الصلبة واللينة، مرتبة في طبقات على أرضية الممر تشبه الموجودة في مجموعة زوسر الهرمية، ثم عثر على آثار مدهشة مثل علبة مساحيق تجميل على شكل قوقعة ذهبية نادرة، وخرز من القيشاني ومجموعة من الأواني المختومة من الطمي تحمل اسم صاحب الهرم الملك شخم – خت، وأواني وأدوات نحاسية وظرانية زلطية، ووجد أسفل الهرم عددا من المخازن الصغيرة.
وفي مايو/آيار 1954 واصل العمل رغم الصعوبة التي عاناها حتى وصل غنيم إلى حجرة دفن الملك، وقال عن تلك اللحظة "عندما دخلنا وارتفع ضوء المصباح شاهدت في منتصف الغرفة تابوتا ضخما من الألباستر، فتحركت إليه، وكان أول سئوال يدور بذهني، هل هذا التابوت سليم لم يمس؟"
وعاش حلم الاكتشاف العظيم واتجهت كل الأنظار إلى سقارة، وإلى الأثري المصري الذي اكتشف هذا الهرم، وكان مثار اهتمام وسائل الإعلام العالمية والمحلية.
وافتتح الهرم في 9 مارس/آذار 1954 وحضر الرئيس جمال عبدالناصر الافتتاح، ومعه رجال الثورة، وكان الأستاذ محمد حسنين هيكل قد دعاه لزيارة الكشف الجديد. وكانت زيارة تاريخية أظهرت احترام رجال الثورة للآثار.
وبدأ الأثريون في الاستعداد لفتح التابوت واحتبست الأنفاس. وبدأ الفتح ببطء شديد، والكل في انتظار المفاجأة، إذ كان الاعتقاد أن التابوت يحتوي على جثمان الملك سخم خت، مما سيجعله أهم كشف في الوجود، خاصة أن الهرم المدرج المعروف بهرم زوسر المدرج الذي بناه "إيمحوتب" أعظم عباقرة العصر الفرعوني، ألَّهه المصريون القدماء، واعتبروه إلهاً للطب، وكان المثقفون في مصر القديمة يرددون اسمه قبل أن يكتبوا سطوراً على ورق البردي.
واستطاع هذا المهندس العبقري أن يبني سراديب الهرم المدرج بطول حوالي 7 كم داخلها تابوت ضخم للملك، وتوابيت من المرمر لدفن بناته الـ 11. وعثر فقط داخل الهرم المدرج على جزء من ذراع الملك "زوسر" محفوظة الآن بكلية الطب جامعة القاهرة.
ولذلك كان العثور على هذا التابوت المغلق يعتبر حدثا مهما آخر لا يقل عن كشف كمال الملاخ لمراكب الشمس. وسُمح لعدد قليل من الصحفيين بالدخول إلى حجرة الدفن للهرم الناقص. وسلطت الكاميرات على عيني زكريا غنيم، وجثا غنيم على ركبتيه، فوجد التابوت فارغا ولم يعثر على ما يدل على أن صاحب المقبرة دفن فيه.
يقول غنيم عن تلك اللحظات الصعبة في حيانه "إنه من الصعب علي أن أصف هذه اللحظات. خليط من الرهبة والفضول والشك. شعرت أن للهرم شخصية، وأن هذه الشخصية كانت مجسدة في الملك ذاته الذي بني من أجله الهرم ولا تزال أصداء أنفاسه تتردد بيننا."
وكانت المفاجأة أن التابوت كان خاليا، ولا توجد به أي أسرار فرعونية. أعتقد زكريا أنه اكتشف مدفنا كاملا إلا أنه ثبت غير ذلك .
وبعد حوالي ثلاث سنوات، وفي 12 يناير/كانون الثاني 1959 تحديدا، وحين أجري جرد لعهدة زكريا غنيم الأثرية في سقارة تمهيدا لتوليه أمانة المتحف المصري بالقاهرة، وجهت إليه تهمة ضياع بعضها، وتحديدا الآثار التي اكتشفها في هرم الملك سخم – خت، أحس غنيم أن مستقبله المهني انتهى عندما اتُهِم بسرقة وتهريب الآثار. بالرغم من عدم وجود أدلة على إدانته (وقد وجد لاور الدليل على براءته).
ولم تتحمل نفس زكريا غنيم وقع الصدمة، فألقى بنفسه في نهر النيل الخالد، واحتضنه الإله المصري القديم حابي في حنو بالغ، وغابا معا في مياهه العذبة المقدسة علها تطهر ما بقى في نفسه من حسرة على مكافأته على اكتشافه الكبير.
هل كان حادث انتحار الأثري العظيم غنيم، نتيجة لعنة الفراعنة لأنه اقتحم تابوت الملك الهارب من مخدعه الأخير، أم أنها نفس حساسة فضلت الموت على الاتهام وهرب بجسده من اتهام أثبتت الوقائع براءته منه، وأنه كان ضحية لصوص الآثار الذين ما زلوا يرتعون بين المقابر والمعابد والدفنات الأثرية يبحثون عن الثراء ويبيعون الحضارة التليدة للأجانب، دون أن يعوا أنهم يبيعون أنفسهم وتاريخهم وحضارتهم في سوق النخاسة العالمي.
عبدالمنعم عبدالعظيم ـ الأقصر (مصر)
Monemazim2007@yahoo.com هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
الاثنين, 13 يوليو 2009 02:55
عبدالمنعم عبدالعظيم . مصر
يؤكد صديقي المستر بيتر، أو بطرس تادرس، أشهر ترجمان في الاقصر، أنه حي إذن، فلا توجد لعنة للفراعنة، وقد عمَّر أكثر من خمسة وثمانين عاما، وكان يعمل سكرتيرا لكارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، ودخل المقبرة منذ اكتشافها ولم تصبه لعنتها.
وكنت أتصور عندما التقيت مستر بيتر هذا والشيخ علي عبدالرسول الذي أسهم مع بلزوني في كشف مقبرة الملك سيتي أن لعنة الفراعنة لا تصيب المصريين.
ولكني توقفت أمام حكاية الأثرى المصري زكريا غنيم، أمين جبانة سقارة الذي اكتشف هرم الملك سخم – خت (2602-2611 ق. م) من ملوك الأسرة الثالثة، عام 1952 هذا الهرم يقع خلف هرم الملك زوسر المدرج بسقارة، وصمم ليكون على شاكلته، إلا ان العمل فيه لم يكتمل سواء في داخله أو مصاطبه، وكان من المدهش أن يختفي هرم، فالأهرام من البنايات التي ليس من السهل اختفائها أو فقدها.
عثر غنيم على جزء من السور الخارجي (السور الأبيض) كان قريب الشبه للسور الخارجي لهرم زوسر، وطبق فيه نفس النمط المعماري المعروف بالمشكاوات، وفي 22 يناير/كانون الثاني 1952 تأكد غنيم أنه ليس هرما عاديا، ولكنه هرم مدرج، ثم بدأ في البحث عن مدخل الهرم أسفل حجراته السفلية.
ونظرا لوقوع مدخل هرم زوسر في الناحية الشمالية، أزاح غنيم الرمال في الجانب نفسه في هرمه المكتشف فوجد البناء شبيها به.
دخل المكتشف ممرا طويلا مليئا بالرديم والأنقاض، ونظفه، ووجد مئات من الأواني الجنائزية المصنوعة من الأحجار الصلبة واللينة، مرتبة في طبقات على أرضية الممر تشبه الموجودة في مجموعة زوسر الهرمية، ثم عثر على آثار مدهشة مثل علبة مساحيق تجميل على شكل قوقعة ذهبية نادرة، وخرز من القيشاني ومجموعة من الأواني المختومة من الطمي تحمل اسم صاحب الهرم الملك شخم – خت، وأواني وأدوات نحاسية وظرانية زلطية، ووجد أسفل الهرم عددا من المخازن الصغيرة.
وفي مايو/آيار 1954 واصل العمل رغم الصعوبة التي عاناها حتى وصل غنيم إلى حجرة دفن الملك، وقال عن تلك اللحظة "عندما دخلنا وارتفع ضوء المصباح شاهدت في منتصف الغرفة تابوتا ضخما من الألباستر، فتحركت إليه، وكان أول سئوال يدور بذهني، هل هذا التابوت سليم لم يمس؟"
وعاش حلم الاكتشاف العظيم واتجهت كل الأنظار إلى سقارة، وإلى الأثري المصري الذي اكتشف هذا الهرم، وكان مثار اهتمام وسائل الإعلام العالمية والمحلية.
وافتتح الهرم في 9 مارس/آذار 1954 وحضر الرئيس جمال عبدالناصر الافتتاح، ومعه رجال الثورة، وكان الأستاذ محمد حسنين هيكل قد دعاه لزيارة الكشف الجديد. وكانت زيارة تاريخية أظهرت احترام رجال الثورة للآثار.
وبدأ الأثريون في الاستعداد لفتح التابوت واحتبست الأنفاس. وبدأ الفتح ببطء شديد، والكل في انتظار المفاجأة، إذ كان الاعتقاد أن التابوت يحتوي على جثمان الملك سخم خت، مما سيجعله أهم كشف في الوجود، خاصة أن الهرم المدرج المعروف بهرم زوسر المدرج الذي بناه "إيمحوتب" أعظم عباقرة العصر الفرعوني، ألَّهه المصريون القدماء، واعتبروه إلهاً للطب، وكان المثقفون في مصر القديمة يرددون اسمه قبل أن يكتبوا سطوراً على ورق البردي.
واستطاع هذا المهندس العبقري أن يبني سراديب الهرم المدرج بطول حوالي 7 كم داخلها تابوت ضخم للملك، وتوابيت من المرمر لدفن بناته الـ 11. وعثر فقط داخل الهرم المدرج على جزء من ذراع الملك "زوسر" محفوظة الآن بكلية الطب جامعة القاهرة.
ولذلك كان العثور على هذا التابوت المغلق يعتبر حدثا مهما آخر لا يقل عن كشف كمال الملاخ لمراكب الشمس. وسُمح لعدد قليل من الصحفيين بالدخول إلى حجرة الدفن للهرم الناقص. وسلطت الكاميرات على عيني زكريا غنيم، وجثا غنيم على ركبتيه، فوجد التابوت فارغا ولم يعثر على ما يدل على أن صاحب المقبرة دفن فيه.
يقول غنيم عن تلك اللحظات الصعبة في حيانه "إنه من الصعب علي أن أصف هذه اللحظات. خليط من الرهبة والفضول والشك. شعرت أن للهرم شخصية، وأن هذه الشخصية كانت مجسدة في الملك ذاته الذي بني من أجله الهرم ولا تزال أصداء أنفاسه تتردد بيننا."
وكانت المفاجأة أن التابوت كان خاليا، ولا توجد به أي أسرار فرعونية. أعتقد زكريا أنه اكتشف مدفنا كاملا إلا أنه ثبت غير ذلك .
وبعد حوالي ثلاث سنوات، وفي 12 يناير/كانون الثاني 1959 تحديدا، وحين أجري جرد لعهدة زكريا غنيم الأثرية في سقارة تمهيدا لتوليه أمانة المتحف المصري بالقاهرة، وجهت إليه تهمة ضياع بعضها، وتحديدا الآثار التي اكتشفها في هرم الملك سخم – خت، أحس غنيم أن مستقبله المهني انتهى عندما اتُهِم بسرقة وتهريب الآثار. بالرغم من عدم وجود أدلة على إدانته (وقد وجد لاور الدليل على براءته).
ولم تتحمل نفس زكريا غنيم وقع الصدمة، فألقى بنفسه في نهر النيل الخالد، واحتضنه الإله المصري القديم حابي في حنو بالغ، وغابا معا في مياهه العذبة المقدسة علها تطهر ما بقى في نفسه من حسرة على مكافأته على اكتشافه الكبير.
هل كان حادث انتحار الأثري العظيم غنيم، نتيجة لعنة الفراعنة لأنه اقتحم تابوت الملك الهارب من مخدعه الأخير، أم أنها نفس حساسة فضلت الموت على الاتهام وهرب بجسده من اتهام أثبتت الوقائع براءته منه، وأنه كان ضحية لصوص الآثار الذين ما زلوا يرتعون بين المقابر والمعابد والدفنات الأثرية يبحثون عن الثراء ويبيعون الحضارة التليدة للأجانب، دون أن يعوا أنهم يبيعون أنفسهم وتاريخهم وحضارتهم في سوق النخاسة العالمي.
عبدالمنعم عبدالعظيم ـ الأقصر (مصر)
Monemazim2007@yahoo.com هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)