الأربعاء، 29 ديسمبر 2010
جماعة الاقصر للفنون المرئية تنطلق من مرسم الاقصر
جماعة الاقصر للفنون المرئية تنطلق من ملف مرسم الأقصر
كتب: عبد المنعم عبد العظيم
استطاعت مجموعة من الفنانين الأكاديميين العاملين بكلية الفنون الجميلة بالأقصر تكوين جماعة الأقصر للفنون المرئية وأقامت المجموعة أول معرض لها بفندق المرسم بالأقصر افتتحه الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر وحضره غير قليل من المهتمين بالفن والاجانب ضمت المجموعة التى تبناها الاستاذ الدكتور محمد احمد عرابى عميد كلية الفنون الجميلة بالاقصر الدكتور عمران المطيعى والدكتورة هالة الرفاعى والدكتور احمد حمدى البخشوانجى والدكتور اكرام صلاح الدين والنحات صلاح شعبان وقد عرضو رسومات متميزة تعبر عن البيئة والتراث فى الصعيد خاصة قرية القرنة
ولعل إنشاء كلية للفنون الجميلة بالأقصر كان قرارا حضاريا وملحا ولقد استطاعت الكلية أن تحقق آملا طالما راود الكثيرون الذين يؤمنون بثراء الأقصر الفنى مما يجعلها مدرسة تثرى الفن وتعمق فى الفنان العطاء وتعطيه الموضوع الشعبى المتعمق فى التراث المصرى الأصيل الممتد الجذور بعيدا عن المدارس الفنية الحديثة التى نالت من أصالة الفن وهمشت إحساس الإنسان بالطبيعة 0
وقبل كلية الفنون كان مرسم الاقصر الذى انطلق منه المعرض مرسما كان يدرس به المتفوقون من كليات الفنون الجميلة لمدة سنتين اختير له بيتا ريفيا مميزا يطل على جبل ممنونيا ويطالع أثار البر الغربى الرائعة ويقترب من الريف الصعيدى والأديرة القديمة هو بيت الشيخ على عبد الرسول اشهر ال عبد الرسول شيوخ جبل القرنة وحاملى أسرار اثارها0
وكان المرسم يمنح المتميزين جائزة مرسم الأقصر
يقول الدكتور عباس شهدى الأستاذ بكلية الفنون الجميلة وأخر من اشرف على المرسم ان موقع المرسم بالبر الغربى هو موقع فنى فريد من نوعه حيث يجد الفنان حوله التاريخ وأمامه الجبل ومن خلفه المزارع والبيئة الريفية موقع يساعد الفنان على الإبداع
ويؤكد الدكتور محمود مبروك ان الجو الذى يحيط بالفنان فى الأقصر جو فنى من الدرجة الأولى فالفن المصرى القديم مثل التجريد يفهمه ويحسه كل إنسان واذا علمنا ان المرسم أغلق بعدما سافر الدكتور عباس شهدى الى سوريا ثم أسبانيا ولم تجد كلية الفنون بجامعة حلوان من يشرف على المرسم بعده وهو سبب يفتقر الى الموضوعية
وحاولت الثقافة الجماهيرية استضافة الفنانين لفترة فى الأقصر احياءا للمتحف الا ان التجربة لم تجد من يرعاها
وقد قدم الدكتور عباس شهدى مشروعا لجامعة حلوان لإعادة فتح المرسم كما قال الدكتور حازم فتح الله الذى أضاف ان الفنانين فى اشد الحاجة اليه لان معظم الدراسات الفنية فى أوربا تتركز على الفنون الأوربية الحديثة التى تعدم الصلة بين الفنان والبيئة 0
والذى لم يقله أساتذة كلية الفنون ان إغلاق مرسم الأقصر والتوسع فى البعثات الأجنبية محاولة لإبعاد الفنانين المصريين عن نبع تراثهم ومصدر استمرارهم فى حملة لتشويه هوية الفنان المصرى
ولعلنا نستصرخ كل مهتم بتطوير وتنمية الإنسان فى بلدى ونناشد الدكتور الفنان سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر الذى يحاول ان يحقق المعادلة الصعبة فى تطوير الأقصر وفتح الملفات المغلقة واتخذ خطوات جريئة وايجابية فى ملف التحديث ولم يخشى من المغرضون والمرتجفون نامل ان يتبنى فكرة اعادة مرسم الاقصر وتحويله الى ملتقى علمى للفنانين الحريصون على دراسة الفنون الفرعونية
كما اننا نناشده ان يفتح مع جامعة حلوان مخازن المرسم لعرض مقتنيات المرسم التى تحمل ابداعات خيرة فنانى مصر الذين درسوا بالمرسم مثل
اسحق وليم ( 1924 شربين)
درس بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة عام 1948 قسم التصوير وفى مرسم الاقصر 50/53 واشترك فى عدة معارض وحصل فى إحدى معارضه المحلية على جائزة شابلاميدى أسلوبه الفنى تعبيرى
0
حامد ندا (1924 الاسكندرية)
درس التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ثم بمرسم الاقصر ثم اكاديمية سان فرناندو بمدريد وإنتاجه تصوير زيتى وحائطى وخبير بالترميم اسلوبه مزيج من التعبيرية والتجريد ويستوحى أعماله من البيئة والفن المصرى
سيد ابوالسعود عارف (1929 القاهرة )
درس النحت بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة وحاز على جائزة مرسم الاقصر فى النحت إنتاجه الفنى نحت خشب وحجر وجص وأسلوبه واقعى 0
سيد عبدالرسول(1919 القاهرة)
دبلوم ليناردو دافنشى الايطالى قسم الدراسة الحرة بمرسم الأقصر دبلوم أكاديمية روما إنتاجه الفنى تصوير وحفر وليتوجرافيا اسلوبه واقعى مستوحى من البيئة الشعبية والفن المصرى وهو أول فنان حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى التصوير كذلك حصل على الجائزة الاولى للتصوير والحفر فى بينالى الإسكندرية
صبحى عياد (1920القاهرة)
درس بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة ثم تخصص فى النحت ثلاث سنوات حصل على الجائزة الاولى بمسابقة مختار 1955 ونال جائزة مرسم الاقصر اسلوبه خليط بين الواقعية والتاثيرية
صلاح طاهر (1911 القاهرة)
تخرج فى مدرسة الفنون الجميلة العليا عام 34 وتدرج فى الوظائف من مدرس بكلية الفنون الجميلة الى استاذ بمرسم الاقصر ثم مديرا لمختلف المتاحف الفنية حتىعام 1962ثم عمل مستشارا فنيا للاهرام ولدار المعارف وحصد عديد من الجوائز وله إبداعات بمعظم متاحف العالم
غالب خاطر ( 1922 القاهرة )
تخرج فى كلية الفنون الجميلة 1950 قسم التصوير واقام سبعة معارض خاصة واشترك 1957-1968 فى بينالى الإسكندرية ومكث فى الأقصر 19 عاما يزور الآثار المصرية القديمة وأصبح متشبعا بروح الفن الفرعونى وعالج موضوعاته فى هذا الاتجاه فى النحت وتكويناته من خام الحديد والنحاس المطروق اسلوبه تعبيرى بطابع فرعونى
كامل محمد عثمان جاويش (1919 بورسعيد)
مثال تخرج من مدرسة الفنون الجميلة العليا بالقاهرة ودرس بباريس وعمل بمرسم الأقصر أسلوبه اكاديمى
كمال النحاس (1920 بنها )
تخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1944 وكان ترتيبه الأول وحصل على جائزة مرسم الأقصر 1946 ثم سافر فى بعثة الى يوغسلافيا عام 62 ثم أسبانيا 65 وعرضت أعماله بالقاهرة والخارج اسلوبه واقعى حديث
محمد ابو المجد (1930 القاهرة )
درس التصوير بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ومرسم الأقصر إنتاجه تصوير يمزج بين التعبيرية والسريالية
محى الدين طاهر ( 1928 القاهرة)
درس النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ومرسم الأقصر أسلوبه يجمع بين قيم الفن الشعبى والفن المصرى القديم
ممدوح عمار (1928 القاهرة)
تخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 1952 وحصل على جائزة مرسم الأقصر 1954ودرس بالصين وباريس وروما وله إبداعات بمتاحف العالم وأسلوبه تعبيرى
ناجى كامل ( 1924 القاهرة )
تخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم النحت ثم درس لمدة سنتين بمرسم الأقصر أسلوبه فى النحت جمع بين الفن الفرعونى والقبطى والاسلامى
يوسف فرنسيس (1924 القاهرة)
تخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1957 ثم اتم جائزة مرسم الأقصر لمدة عامين أسلوبه رومانتيكى وعمل بجريدة الأهرام
هذه الإبداعات موجودة بفندق المرسم ومغلقة ومعرضة للعوامل الجوية خاصة وان معظم فنانى المرسم وافاهم الأجل وبدأ يدور قى دائرة النسيان والى الان مازال الفنانين الاجانب الذين درسوا تاريخ الفن يأتون الى الأقصر ويزرون فندق المرسم ويتباكون على أطلاله 0
وشكرا لمجموعة الأقصر للفنون المرئية التى استطاعت أن تنطلق من هذا المكان بالذات كدعوة لإحياء المرسم
عبـدالمنعـــم عـبدالعظيــــم
الاقصـــــــر .. مصــــر
مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاعلى
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 24 ديسمبر 2010
انس الوجود
انس الوجود
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
قصة عشق قديمة تربطنى باسوان بوابة مصر الجنوبية فقد عابشت بناء السد العالى فخر امجاد مصر الحديثة عايشت العمال فى اخلد ملاحم البناء وعشت الحلم الذى تحول الى حقيقة وهانحن على مشارف الاحتفال باليوبيل الذهبى للسد العالى
فى اسوان اشعر بكيانى واشعر بمصريتى وأحس بمدى التضحيات التى بذلها عمال مصر بناة السد
أسوان سونو او السوق وفى مقابلها جزيرة الفنتين او الفيل وبالرغم من ان أسوان ليس بها أفيال إنما ترجع التسمية الى ان هذه الجزيرة كانت مركز تجارة العاج وسن الفيل الذى كانت الجزيرة مركزا لتجارته
كانت هذه الجزيرة هى مدينة أسوان القديمة وقلعتها كانت مركز مراقبة بلاد النوبة تخوفا من اى اعتداء من الجنوب
كان القدماء يعتقدون ان النيل ينبع من صخور الشلال الاول وان الاله خنوم الذى كان يمثل براس كبش كان يشرف على فيضان النيل هناك ويتحكم فيه ثم اعتقد القوم فى فترة لاحقة بان النيل ينبع من مكان يدعى اباتون فى جزيرة بيجة القريبة من جزيرة فيله
كانت جزيرة فيلة المستلقية وسط مياه النهر عند الجندل الأول هى النقطة التى كان يعتقد قدماء المصريين ان النيل ينبع منها ومن نقطة البداية هذه انطلقت ايزيس مع زوجها الطيب أوزوريس الذى خرج ينثر الخير والحب بين الناس ويعلمهم كيف يزرعون الأرض ويحترمون قانون السماء
كلمة فيلة جاءت من كلمة فيلاى بمعنى الطرف او البداية باعتبارها بوابة مصر وكتبها الإغريق فيلا بمعنى المحبوب او المكان المرغوب
وكان المصريون القدماء يحجون الى هذا المكان باعتباره منبع الخير وتقديسا للإلهة ايزيس وأوزوريس وابنهما حورس
تحكى الأسطورة المسجلة على جدران معبد ايزيس هذا انه فى قديم الزمان كان يحكم هذه البلاد ملك اسمه جب وكان له ولدان من الذكور واثنتين من الإناث وزوج الملك ابنه أوزوريس من أخته ايزيس كما زوج ابنه ست من أخته نفتيس
ولان اوزريس كان طيب القلب عادلا ملكه أبوه الوديان الخضراء والسهول والأنهار
اما ست الذى كان شريرا حاقدا فقد ملكه أبوه الاراضى الصحراوية القاحلة والرمال القفراء
وكان أوزوريس موسيقيا بارعا أحبه الناس فحقد عليه أخوه ست وتأمر مع آخرين فصنعوا له صندوقا من الذهب الخالص بحجم اوزوريس الذى كان طويل القامة وزعم فى حفل أقامة انه يهديه لمن يتسع له
وعلى ارض جزيرة فيلة كانت الواقعة التى لم يتسع الصندوق فيها لغير اوزوريس وعندما استلقى فيه أسرع رجاله بإغلاق الصندوق والقاءة فى النيل وراحت أمواج النهر تتقاذف الصندوق حتى بلغ مصب رشيد فتقاذفته أمواج البحر حتى بلغت به شواطىء ببلوص بلبنان حيث توفى داخل الصندوق
جدت ايزيس المخلصة الوفية فى البحث عن زوجها واستخدمت علوم السحر حتى عرفت مكان الصندوق فركبت سفينة انطلقت بها الى ببلوص حبث حلمت ان الصندوق داخل شجرة ارز كان الملك قطعها وأقامها عمودا فى قصره وتحايلت ايزيس على ملك ببلوص بعدان كشفت له عن شخصيتها فسمح لها باسترداد الصندوق وعندما حل عليها المساء نامت فوق تابوت زوجها فجاءتها الرؤيا بأنها حملت من روح زوجها اوزوريس وعندما عادت الى مصر اختفت ومعها الصندوق فى جزيرة فيله خوفا عليه من ست الذى قتله من قبل
وظلت مختفية حتى انجبت حورس بينما كان ست فى هذا الوقت يواصل البحث حتى عثر على جسد أوزوريس وقطعة الى ست عشرة جزء بعثرها على جميع مقاطعات مصر وعادت ايزيس لتواصل البحث عن هذه الأشلاء حتى عثرت عليها ماعدا جزء واحد هو قدم أوزوريس اليمنى التى استقرت فى جزيرة بيجة المقابلة لجزيرة فيلة وكانت المياه تنساب من بين اصابعهها محملة بالخصب والطمى لتنمو ربوع مصر من فيض النهر ومنذ تلك اللحظة صار أوزوريس ملكا للموتى يتولى حسابهم فى الآخرة
اما حورس الابن فقد غزت فيه امه روح الانتقام فخاض صراعا مع عمه حتى انتصر عليه واعتلى عرش أبية وتوج بالتاج الأبيض فى مقر حكمه بالمدينة الصغيرة على جزيرة فيلة المقدسة
تلك هى معابد فيلة التى نقلت بمعاونة اليونسكو بعد بناء السد العالى الى جزيرة ايجليكا الاكثر ارتفاعا بعد ان تعاقب عليها الغرق والظهور فقد فقدت المدينة مبانيها المبنية بالطوب اللبن عقب بناء خزان اسوان
كان اول من بنى معبد لازيس هو الملك طهارقة احد ملوك النوبة السفلى ثم بنى بعده الملك نكتانبو لها معبدا ثم ياتى بعد ذلك الرومان فبنوا المعابد تمجبدا لازيس
وخلال العصر الاسلامى وخلال أيام الدولة العباسية ظهرت قصة انس الوجود المستوحاه من قصص الف ليلة تقول الحكاية
كان لاحد الوزراء ابنة تدعى زهرة الورد غاية فى الجمال والحسن احبها احد حراس القصر واسمه انس الوجود أحبت فيه الفتاه الأخلاق النبيلة التى لم تجدها فى أبناء الملوك والأمراء ووجد أبوها ان العلاقة غير متكافئة فطرد انس الوجود من ارض فيلة وحبس ابنته فى القصر وأحاط الجزيرة بمجموعة من التماسيح حتى لايقترب منها انس الوجود
واخذ انس الوجود يجوب البلاد بحثا عن حبيبته زهرة الورد وراحت البلابل تتغنى له والطيور تتراص فوقة لتكون مظلة تحمبه من الشمس واستأنست له الوحوش حتى وصل الى الجزء الشرقى من شلال جزيرة فيلة وظل الفتى يواصل الغناء ويحكى حكايته حتى آنست له التماسيح وحمله تمساح كبير على ظهره واتى به الى شاطىء الجزيرة وكان لابد ان يرضخ الوزير فى النهاية ويزوج الفتى انس الوجود من ابنته زهرة الورد اذا وجد فيه إنسان يتسم بالأخلاق العالية والنبل والشهامة وهكذا سمى المعبد بقصر انس الوجود
ولقصر انس الوجود مع امير الشعراء احمد شوقى حكاية رواها شاعرنا الكبير فاروق شوشة بجريدة الاهرام يقول:
في الرابع والعشرين من مارس عام1910 زار الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت مصر ـ وهو جد الرئيس روزفلت الذي كان رئيسا لأمريكا في أثناء الحرب العالمية الثانية 0
وخطب في الجامعة المصرية بدعوة من رئيسها الأمير أحمد فؤاد, فأساء إلي مصر في حديثه, وهاجم الإسلام. وكان قد خطب قبل ذلك في السودان, فأثني علي الحكم الانجليزي في مصر, مخالفا بذلك تقاليد الحرية التي نادت بها أمريكا بعد تحررها من الاستعمار. فرد عليه الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد بمقال تاريخي, ثم انتهز أحمد شوقي فرصة زيارة روزفلت لمعابد أنس الوجود التي أطلق عليها معابد فيلة, فأراد أن يعطيه درسا في احترام مصر والكشف عن عظمة تاريخها وآثارها, وخاطبه بقصيدة مدوية ـ وهو الشاب صغير السن الذي يعمل موظفا في قصر الخديو ـ رئيسا لقلم الترجمة ـ ولابد له أن يراعي آداب الوظيفة وألا يشتط في مهاجمة ضيف الخديو وألا يسمعه ما لا يليق, مخالفا نهج الحكومة التي لم ترفع صوتها بالاحتجاج علي ما قاله روزفلت. وهي قصيدة كانت بالنسبة لي الوقفة الثانية مع شوقي واهتمامه بالآثار المصرية من ناحية, واندفاعه في الإبانة عن وطنيته واعتزازه بهذه الآثار باعتبارها تجسيدا لهذه الوطنية, وهو يقول:
أيها المنتحي بأسوان دارا: كالثريا, تريد أن تنقضاـ اخلع النعل, واخفض الطرف, واخشع: لا تحاول من آية الدهر غضا ـ قف بتلك القصور في اليم غرقي: ممسكا بعضها من الذعر بعضاـ كعذاري أخفين في الماء بضا: سابحات به, وأبدين بضا ـ مشرفات علي الزوال وكانت: مشرفات علي الكواكب نهضا ـ شاب من حولها الزمان وشابت: وشباب الفنون مازال غضا ـ رب نقش كأنما نفض الصانع منه اليدين بالأمس نفضاـ ودهان كلامع الزيت, مرت: أعصر بالسراج والزيت وضا ـ وخطوط كأنها هدب ريم: حسنت صنعة وطولا وعرضا ـ وضحايا تكاد تمشي وترعي: لو أصابت من قدرة الله نبضا ـ ومحاريب كالبروج بنتها: عزمات من عزمة الجن أمضي ـ شيدت بعضها الفراعين زلفي: وبني البعض أجنب يترضي.
وأنا استأذن في توجيه الاهتمام إلي جانبين مهمين في هذه القصيدة, أولهما: امتلاء أبياتها الأولي بأفعال الأمر التي يخاطب بها ضيف البلاد العظيم الشأن, عندما يقول له: أخلع نعلك حتي لا تطأ هذا المكان المقدس عند المصريين, واخفض طرفك وأنت تنظر إليه وتتأمله, واخشع في نظرتك تقديرا لعظمته وخلوده, وقف وشاهد هذه المعابد التي هي في حقيقتها قصور توشك أن تغرق في اليم, واليم هو الاسم الذي أطلقه المصريون علي النيل فهو ليس نهرا عاديا, ولكنه يم أي بحر شاسع, وهي التسمية التي جاء بها القرآن الكريم في خطابه إلي أم موسي وهو طفل رضيع أن تلقيه في اليم إذا خافت عليه أذي الفرعون حتي ينجو.
الجانب الثاني هو براعة شوقي التي لا تجاري في تصوير هذه المعابد والآثار وما امتلأت به من فنون بديعة: نقشا ودهانا وخطا ورسما ونحتا وبناء وتصويرا, وهي لوحة من لوحات شوقي المصور البارع الذي تجلت عبقرية ريشته الشعرية المماثلة لهدب الريم أي رمش الغزال الذي صوره في قصيدته.
وتمضي القصائد الجميلة بأبياتها المحكمة, وكلما تقدمنا فيها خطوة, هزتنا كلمات شوقي, أمير شعراء العصر الحديث, وهو يقول:
صنعة تدهش العقول وفن.. كان إتقانه علي القوم فرضا وشوقي يستعمل كلمة الفرض بالمعني الديني, مثلما نقول الصلاة فرض والحج فرض والزكاة فرض, فالذي أدهش العالم كله, والعقول جميعا من إبداع المصريين في تشييد ما شيدوه كان نتيجة لأن تفانيهم في إنجازه كان بمثابة الفرض الديني الذي تنهض به الأرواح قبل الأجسام, وتنجزه العزمات قبل الأيادي.
ثم يقول شوقي, علي عادته في تلخيص المشهد الشعري الذي صوره, فأبدع تصويره, واستخلاص الحكمة الحية والعظة المستلهمة منه: يا قصورا نظرتها وهي تقضي: فسكبت الدموع والحق يقضي/ أنت سطر, ومجد مصر كتاب: كيف سام البلي كتابك فضا.
ولابد أن دموع شوقي علي هذه الآثار المصرية العظيمة الغارقة في مياه النيل, والتي أوشكت علي السقوط والزوال, فبعضها يتماسك ممسكا بالبعض الآخر, هذه الدموع وهذا الاعزاز الكبير بمجد مصر ـ في صفحة ناصعة من صفحاته ـ كان وراء الصيحة العالمية التي قامت بها مصر في عهد عظيم وزراء ثقافتها الدكتور ثروت عكاشة وبمساعدة اليونسكو, لانقاذ هذه الآثار, ورفعها من الماء, وإعادة تشييدها من جديد علي الهضبة بمنحي من مياه النهر, ولسان شوقي ينطلق بيته الجميل الذي يجب أن يترنم به كل شاعر مصري ينبض قلبه بمحبة هذا الوطن:
وأنا المحتفي بتاريخ مصر: من يصن مجد قومه صان عرضا.
عبدالمنعــــم عبدالعظــــيم
الاقصـــــر .. مصــــر
Monemazim2007@yahoo.com
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
قصة عشق قديمة تربطنى باسوان بوابة مصر الجنوبية فقد عابشت بناء السد العالى فخر امجاد مصر الحديثة عايشت العمال فى اخلد ملاحم البناء وعشت الحلم الذى تحول الى حقيقة وهانحن على مشارف الاحتفال باليوبيل الذهبى للسد العالى
فى اسوان اشعر بكيانى واشعر بمصريتى وأحس بمدى التضحيات التى بذلها عمال مصر بناة السد
أسوان سونو او السوق وفى مقابلها جزيرة الفنتين او الفيل وبالرغم من ان أسوان ليس بها أفيال إنما ترجع التسمية الى ان هذه الجزيرة كانت مركز تجارة العاج وسن الفيل الذى كانت الجزيرة مركزا لتجارته
كانت هذه الجزيرة هى مدينة أسوان القديمة وقلعتها كانت مركز مراقبة بلاد النوبة تخوفا من اى اعتداء من الجنوب
كان القدماء يعتقدون ان النيل ينبع من صخور الشلال الاول وان الاله خنوم الذى كان يمثل براس كبش كان يشرف على فيضان النيل هناك ويتحكم فيه ثم اعتقد القوم فى فترة لاحقة بان النيل ينبع من مكان يدعى اباتون فى جزيرة بيجة القريبة من جزيرة فيله
كانت جزيرة فيلة المستلقية وسط مياه النهر عند الجندل الأول هى النقطة التى كان يعتقد قدماء المصريين ان النيل ينبع منها ومن نقطة البداية هذه انطلقت ايزيس مع زوجها الطيب أوزوريس الذى خرج ينثر الخير والحب بين الناس ويعلمهم كيف يزرعون الأرض ويحترمون قانون السماء
كلمة فيلة جاءت من كلمة فيلاى بمعنى الطرف او البداية باعتبارها بوابة مصر وكتبها الإغريق فيلا بمعنى المحبوب او المكان المرغوب
وكان المصريون القدماء يحجون الى هذا المكان باعتباره منبع الخير وتقديسا للإلهة ايزيس وأوزوريس وابنهما حورس
تحكى الأسطورة المسجلة على جدران معبد ايزيس هذا انه فى قديم الزمان كان يحكم هذه البلاد ملك اسمه جب وكان له ولدان من الذكور واثنتين من الإناث وزوج الملك ابنه أوزوريس من أخته ايزيس كما زوج ابنه ست من أخته نفتيس
ولان اوزريس كان طيب القلب عادلا ملكه أبوه الوديان الخضراء والسهول والأنهار
اما ست الذى كان شريرا حاقدا فقد ملكه أبوه الاراضى الصحراوية القاحلة والرمال القفراء
وكان أوزوريس موسيقيا بارعا أحبه الناس فحقد عليه أخوه ست وتأمر مع آخرين فصنعوا له صندوقا من الذهب الخالص بحجم اوزوريس الذى كان طويل القامة وزعم فى حفل أقامة انه يهديه لمن يتسع له
وعلى ارض جزيرة فيلة كانت الواقعة التى لم يتسع الصندوق فيها لغير اوزوريس وعندما استلقى فيه أسرع رجاله بإغلاق الصندوق والقاءة فى النيل وراحت أمواج النهر تتقاذف الصندوق حتى بلغ مصب رشيد فتقاذفته أمواج البحر حتى بلغت به شواطىء ببلوص بلبنان حيث توفى داخل الصندوق
جدت ايزيس المخلصة الوفية فى البحث عن زوجها واستخدمت علوم السحر حتى عرفت مكان الصندوق فركبت سفينة انطلقت بها الى ببلوص حبث حلمت ان الصندوق داخل شجرة ارز كان الملك قطعها وأقامها عمودا فى قصره وتحايلت ايزيس على ملك ببلوص بعدان كشفت له عن شخصيتها فسمح لها باسترداد الصندوق وعندما حل عليها المساء نامت فوق تابوت زوجها فجاءتها الرؤيا بأنها حملت من روح زوجها اوزوريس وعندما عادت الى مصر اختفت ومعها الصندوق فى جزيرة فيله خوفا عليه من ست الذى قتله من قبل
وظلت مختفية حتى انجبت حورس بينما كان ست فى هذا الوقت يواصل البحث حتى عثر على جسد أوزوريس وقطعة الى ست عشرة جزء بعثرها على جميع مقاطعات مصر وعادت ايزيس لتواصل البحث عن هذه الأشلاء حتى عثرت عليها ماعدا جزء واحد هو قدم أوزوريس اليمنى التى استقرت فى جزيرة بيجة المقابلة لجزيرة فيلة وكانت المياه تنساب من بين اصابعهها محملة بالخصب والطمى لتنمو ربوع مصر من فيض النهر ومنذ تلك اللحظة صار أوزوريس ملكا للموتى يتولى حسابهم فى الآخرة
اما حورس الابن فقد غزت فيه امه روح الانتقام فخاض صراعا مع عمه حتى انتصر عليه واعتلى عرش أبية وتوج بالتاج الأبيض فى مقر حكمه بالمدينة الصغيرة على جزيرة فيلة المقدسة
تلك هى معابد فيلة التى نقلت بمعاونة اليونسكو بعد بناء السد العالى الى جزيرة ايجليكا الاكثر ارتفاعا بعد ان تعاقب عليها الغرق والظهور فقد فقدت المدينة مبانيها المبنية بالطوب اللبن عقب بناء خزان اسوان
كان اول من بنى معبد لازيس هو الملك طهارقة احد ملوك النوبة السفلى ثم بنى بعده الملك نكتانبو لها معبدا ثم ياتى بعد ذلك الرومان فبنوا المعابد تمجبدا لازيس
وخلال العصر الاسلامى وخلال أيام الدولة العباسية ظهرت قصة انس الوجود المستوحاه من قصص الف ليلة تقول الحكاية
كان لاحد الوزراء ابنة تدعى زهرة الورد غاية فى الجمال والحسن احبها احد حراس القصر واسمه انس الوجود أحبت فيه الفتاه الأخلاق النبيلة التى لم تجدها فى أبناء الملوك والأمراء ووجد أبوها ان العلاقة غير متكافئة فطرد انس الوجود من ارض فيلة وحبس ابنته فى القصر وأحاط الجزيرة بمجموعة من التماسيح حتى لايقترب منها انس الوجود
واخذ انس الوجود يجوب البلاد بحثا عن حبيبته زهرة الورد وراحت البلابل تتغنى له والطيور تتراص فوقة لتكون مظلة تحمبه من الشمس واستأنست له الوحوش حتى وصل الى الجزء الشرقى من شلال جزيرة فيلة وظل الفتى يواصل الغناء ويحكى حكايته حتى آنست له التماسيح وحمله تمساح كبير على ظهره واتى به الى شاطىء الجزيرة وكان لابد ان يرضخ الوزير فى النهاية ويزوج الفتى انس الوجود من ابنته زهرة الورد اذا وجد فيه إنسان يتسم بالأخلاق العالية والنبل والشهامة وهكذا سمى المعبد بقصر انس الوجود
ولقصر انس الوجود مع امير الشعراء احمد شوقى حكاية رواها شاعرنا الكبير فاروق شوشة بجريدة الاهرام يقول:
في الرابع والعشرين من مارس عام1910 زار الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت مصر ـ وهو جد الرئيس روزفلت الذي كان رئيسا لأمريكا في أثناء الحرب العالمية الثانية 0
وخطب في الجامعة المصرية بدعوة من رئيسها الأمير أحمد فؤاد, فأساء إلي مصر في حديثه, وهاجم الإسلام. وكان قد خطب قبل ذلك في السودان, فأثني علي الحكم الانجليزي في مصر, مخالفا بذلك تقاليد الحرية التي نادت بها أمريكا بعد تحررها من الاستعمار. فرد عليه الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد بمقال تاريخي, ثم انتهز أحمد شوقي فرصة زيارة روزفلت لمعابد أنس الوجود التي أطلق عليها معابد فيلة, فأراد أن يعطيه درسا في احترام مصر والكشف عن عظمة تاريخها وآثارها, وخاطبه بقصيدة مدوية ـ وهو الشاب صغير السن الذي يعمل موظفا في قصر الخديو ـ رئيسا لقلم الترجمة ـ ولابد له أن يراعي آداب الوظيفة وألا يشتط في مهاجمة ضيف الخديو وألا يسمعه ما لا يليق, مخالفا نهج الحكومة التي لم ترفع صوتها بالاحتجاج علي ما قاله روزفلت. وهي قصيدة كانت بالنسبة لي الوقفة الثانية مع شوقي واهتمامه بالآثار المصرية من ناحية, واندفاعه في الإبانة عن وطنيته واعتزازه بهذه الآثار باعتبارها تجسيدا لهذه الوطنية, وهو يقول:
أيها المنتحي بأسوان دارا: كالثريا, تريد أن تنقضاـ اخلع النعل, واخفض الطرف, واخشع: لا تحاول من آية الدهر غضا ـ قف بتلك القصور في اليم غرقي: ممسكا بعضها من الذعر بعضاـ كعذاري أخفين في الماء بضا: سابحات به, وأبدين بضا ـ مشرفات علي الزوال وكانت: مشرفات علي الكواكب نهضا ـ شاب من حولها الزمان وشابت: وشباب الفنون مازال غضا ـ رب نقش كأنما نفض الصانع منه اليدين بالأمس نفضاـ ودهان كلامع الزيت, مرت: أعصر بالسراج والزيت وضا ـ وخطوط كأنها هدب ريم: حسنت صنعة وطولا وعرضا ـ وضحايا تكاد تمشي وترعي: لو أصابت من قدرة الله نبضا ـ ومحاريب كالبروج بنتها: عزمات من عزمة الجن أمضي ـ شيدت بعضها الفراعين زلفي: وبني البعض أجنب يترضي.
وأنا استأذن في توجيه الاهتمام إلي جانبين مهمين في هذه القصيدة, أولهما: امتلاء أبياتها الأولي بأفعال الأمر التي يخاطب بها ضيف البلاد العظيم الشأن, عندما يقول له: أخلع نعلك حتي لا تطأ هذا المكان المقدس عند المصريين, واخفض طرفك وأنت تنظر إليه وتتأمله, واخشع في نظرتك تقديرا لعظمته وخلوده, وقف وشاهد هذه المعابد التي هي في حقيقتها قصور توشك أن تغرق في اليم, واليم هو الاسم الذي أطلقه المصريون علي النيل فهو ليس نهرا عاديا, ولكنه يم أي بحر شاسع, وهي التسمية التي جاء بها القرآن الكريم في خطابه إلي أم موسي وهو طفل رضيع أن تلقيه في اليم إذا خافت عليه أذي الفرعون حتي ينجو.
الجانب الثاني هو براعة شوقي التي لا تجاري في تصوير هذه المعابد والآثار وما امتلأت به من فنون بديعة: نقشا ودهانا وخطا ورسما ونحتا وبناء وتصويرا, وهي لوحة من لوحات شوقي المصور البارع الذي تجلت عبقرية ريشته الشعرية المماثلة لهدب الريم أي رمش الغزال الذي صوره في قصيدته.
وتمضي القصائد الجميلة بأبياتها المحكمة, وكلما تقدمنا فيها خطوة, هزتنا كلمات شوقي, أمير شعراء العصر الحديث, وهو يقول:
صنعة تدهش العقول وفن.. كان إتقانه علي القوم فرضا وشوقي يستعمل كلمة الفرض بالمعني الديني, مثلما نقول الصلاة فرض والحج فرض والزكاة فرض, فالذي أدهش العالم كله, والعقول جميعا من إبداع المصريين في تشييد ما شيدوه كان نتيجة لأن تفانيهم في إنجازه كان بمثابة الفرض الديني الذي تنهض به الأرواح قبل الأجسام, وتنجزه العزمات قبل الأيادي.
ثم يقول شوقي, علي عادته في تلخيص المشهد الشعري الذي صوره, فأبدع تصويره, واستخلاص الحكمة الحية والعظة المستلهمة منه: يا قصورا نظرتها وهي تقضي: فسكبت الدموع والحق يقضي/ أنت سطر, ومجد مصر كتاب: كيف سام البلي كتابك فضا.
ولابد أن دموع شوقي علي هذه الآثار المصرية العظيمة الغارقة في مياه النيل, والتي أوشكت علي السقوط والزوال, فبعضها يتماسك ممسكا بالبعض الآخر, هذه الدموع وهذا الاعزاز الكبير بمجد مصر ـ في صفحة ناصعة من صفحاته ـ كان وراء الصيحة العالمية التي قامت بها مصر في عهد عظيم وزراء ثقافتها الدكتور ثروت عكاشة وبمساعدة اليونسكو, لانقاذ هذه الآثار, ورفعها من الماء, وإعادة تشييدها من جديد علي الهضبة بمنحي من مياه النهر, ولسان شوقي ينطلق بيته الجميل الذي يجب أن يترنم به كل شاعر مصري ينبض قلبه بمحبة هذا الوطن:
وأنا المحتفي بتاريخ مصر: من يصن مجد قومه صان عرضا.
عبدالمنعــــم عبدالعظــــيم
الاقصـــــر .. مصــــر
Monemazim2007@yahoo.com
الأربعاء، 22 ديسمبر 2010
حرب اللغات
الدكتور اشرف فراج مع الكاتب
حــــرب اللغـــــات
دراسة لمفهوم الغزو اللغوى فى ضوء علم اللغة السياسى
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
استضاف متحف الآثار بالأقصر بقيادة الأثرية النشطة الدكتورة سناء احمد على الدكتور اشرف احمد فراج عميد كلية الآداب بجامعة الإسكندرية وأستاذ العلوم اللغوية المقارنة بالكلية الذى تجشم مشقة السفر من الإسكندرية للاقصر ليتحفنا بمحاضرة رائعة حول حرب اللغات تلك الحرب التى لا تستخدم السلاح قهى حرب تتقاتل فيها الألفاظ وتتصارع فيها التراكيب والمفردات اللغوية تقتحم حصون تراكيب ومفردات لغوية أمنة مستقرة بغية قتلها ومحوها واخذ مكانها واحتلال مواقعها وأوضح الدكتور فراج ان للغزو اللغوى ثلاثة أوجه
غزو لغوى بالقوة الجبرية
والثانى الغزو اللغوى الناجم عن الثقل الحضارى والنفوذ الدينى
والأخير الغزو اللغوى عبر الوسائل التكنولوجية
اولا الغزو اللغوى بالقوة الجبرية
وهو غزو يفرض فيه المستعمر لغته بالقوة الجبرية على السكان الأصليين للبلاد التى يستعمرها وذلك بهدف طمس السمات اللغوية فى لغتهم القومية سواء كان هذا الطمس على مستوى المفردات او على مستوى التركيبات اللغوية والبناءات النحوية وهذا المستوى الأخير هو الأخطر والاسوء على الإطلاق لارتباط طرق بناء العبارة اللغوية بطرق التفكير العقلى والسلوك الاجتماعي الذى يميز ثقافة وحضارة كل شعب على حدة ويتم الإحلال على ثلاث مراحل
ظهور اللفظة الدخيلة والصراع بين الفظة الدخيلة واللفظة الأصلية ثم استسلام اللفظة الأصلية وانسحابها من جسمها اللغوى
وعدد صور محاربة الاستعمار الفرنسي والانجليزي للغة العربية بإغلاق المدارس العربية وإلقاء معلمى العربية فى السجون والترويج للغة المستعمر كنموذج للتحضر والوجاهة والثقافة
لقد اشعل الاستعمار الانجلو فرنسى حرب اللغات دافعا بلغاته لكى تغزو اللغات الآمنة المستقرة فى قارة أسيا وإفريقيا واستراليا والعالم الجديد معتمدا على نفوذه السياسى وجبروته العسكرى وارثه الثقافى
وقاومت اللغات الوطنية دفاعا غن بقائها وسرعان ما انهارت امام هذا الغزو اللغات الهشة والغير مكتوبة
وكانت اللغة العربية أكثر اللغات صمودا لاعتبارات كثيرة أهمها النقوذ الثقافى والدينى وتجذر هذه اللغة كما صمدت من قيل قى مواجهة الغزو الفارسى والاوردى والتركى
ثانيا الغزو الناتج عن الثقل الحضرى والنفوذ الدينى
فالنموذج اليونانى الذى يتجلى فى غزو اللغة اليونانية القديمة للغات العالم القديم فى غرب اوربا وخاصة اللاتينية لما تحملة من ارث ثقافى وكيان حضارى رفيع مكنها من ان تسود كل اللغات القديمة المعاصرة لها فى غرب أوربا ثم جاء لاسكندر الأكبر ليوحد أوربا تحت لواء اللغة اليونانية ثم تقدم لفتح شرق العالم بداية من مصر و بنى مدينة الإسكندرية على النموذج اليونانى تخطيطا وفكرا وثقافة ولغة حتى اصبحت منارة العلم والثقافة فى العالم اجمع وغزت اللغة اليونانية اللغة المصرية القديمة واندفعت شرقا لتغزو اللغة العبرية
اما النموذج الثانى للغزو اللغوى الناجم عن الثقل الحضارى والنفوذ الدينى فهو النموذج العربى والمتمثل فى غزو اللغة العربية للغات غرب اسيا وشمال وشرق وغرب افريفيا واللغة الاسبانية فى جنوب غرب أوربا ولقد اكسب الدين الاسلامى اللغة العربية ثقلا حضاريا ونفوذا روحيا ساعدها على الانتشار قى أسيا حتى وصلت الى الصين كذلك قضت اللغة العربية على اللغة اليونانية والمصرية المكتوبة بالخط القبطى وامتدت الى شرق وغرب إفريقيا واسبانيا
ثالثا الغزو اللغوى عبر الوسائل التكنولوجية
وهو الوجه الثالث والأخير قى حرب اللغات وهو نوع من الغزو تخسر فيه اللغات المخترقة أساليبها وصيغها وتراكيبها ومفرداتها لصالح اللغة الغازية
قالغازى لا يلجا للعنف او القوة الجبرية عن طريق الترويج لثقافته عبر وسائل الإعلام المتطورة
كالانترنت والمبهرة كالسينما وتمثل اللغة الانجليزية الأمريكية هذا النوع من الغزو للغات العالم اجمع لتحقيق الهيمنة عن طريق عولمة أو امركة العالم
لقد بدء هذا الغزو من منتصف القرن العشرين فقد كانت الولايات المتحدة مدركة منذ البداية ان أمركة العالم لن تتم بالتحكم فى المقادير الاقتصادية للشعوب فحسب بل أيضا بتغيير نظمها الثقافية وتجهيز عقليتها لتقبل النموذج الامريكى فى الحياة لقد رصدت أمريكا أموالا طائلة للوصول الى هذا الهدف وقد بات كثير من المفردات والصيغ والمصطلحات الانجليزية الأمريكية تغزو لغات العالم وراحت تتغلغل داخل أنسجتها وتستقر لتبدأ مرحلة التجذر
مما حدا بفرنسا الى تأسيس المنظمة الفرانكفونية لخلق تكتل ثقافى لغوى فرنسى مضاد للتكتل الانجليزي الامريكى المتنامى كذلك الصين وضعت خطة طموحة لنشر والحفاظ على اللغة الصينية
المقاومة الاليكترونية للغزو اللغوى الامريكى
تنبهت الأمم المتحدة لهذا المصير التعس الذى تواجهه لغات العالم وأدركت المثالب التى قد تترتب على اندثار الثقافات المحلية وضياع الخصوصيات الحضارية التى تؤدى لفقدان نعمة التنوع الثقافى والتعددية اللغوية ولقد دعت منظمة اليونسكو لحرب اليكترونية لغوية مضادة لكسر الاحتكار اللغوى الامريكى وتبنت مشروعا للغة حاسوبية جديدة بشفرة عالمية
ويعد هذا المشروع نوعا من الحرب اللغوية الاليكترونية المضادة
والسؤال هل ستكون هذه الحرب هى أخر فصل من فصول حرب اللغات وهى حرب لا تنتهى كما قال الباحث
الموضوع جد خطير ويحتاج لوعى ومباركة ودعم من كل أجهزة الدولة لايكفى جهد الباحثين امثال الدكتور اشرف فراج ومكتبة الإسكندرية اننا نحتاج مساهمة جادة من كل مؤسساتنا الإعلامية والميديا ومستخدمى الانترنت لمواجهة هذا الخطر
عبدالمنعـــم عبدالعظيــــم
الاقصـــــر.. مصــــر
Monemazim2007@yahoo.com
الاثنين، 6 ديسمبر 2010
لاعزاء للديقراطية
ملاحظات حول نتائج المعركة الانتخابية فى ارمنت
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
نتائج المعركة الانتخابية فى محافظة الأقصر لم تكن بحال من الأحوال نتيجة معركة ديمقراطية
من اللحظة الأولى التى توجهت فيها الى لجنتى الانتخابية فى الإعادة بمدينة ارمنت فوجئت بتواجد امني مكثف وصل الى حد إرهاب الناخبين تأكدت ان هناك مخطط لنجاح مرشحى الحزب الوطنى على حساب المرشح المعارض ضياء رشوان الذى كان يحظى بشعبية جارفة ثم جاءت مرحلة البلطجة والتسويد لتضع نهاية مأساوية لمعركة قذرة لعبت فيها البلطجة دور مشهود ليقضى على أخر أمل فى حياة ديمقراطية سليمة فى هذا البلد
سقوط ضياء رشوان مهزلة لعبها الأمن والحزب الوطنى والمرشح المنافس
التسويد قضية أخلاقية ولعبة قذرة لابد من وقفة امامها
لم يخطىء الوفد والإخوان فى انسحابهم حتى يظل الحزن الوطنى قائما بدون ديكور ديمقراطى وعلى فكرة انا من الحزب الوطنى
لااعرف كيف يواجه المنتخب بالتسويد جماهيرة التى زيف ارادتها وسلب خقها فى التعبير عن نفسها واملها فى التغيير
وكيف يفرح بكارنيه حصل عليه بالغش والتدليس وكيف يسمح ضميره الانسانى ان يتقبل كرسيا مشبوها وعضوية زائفة
كيف يتقبل حزب محترم هذا الإسفاف وماذا سيقول للتاريخ وهل يصدق قادته ان نوابه نجحوا فى معركة لم تكن شريفة وكان يجب ان يحاسبهم ويرفضهم حتى يثبت شفافيته وانحيازه للحق
الا يدرك اولئك ان الظلم لايدوم وان الحق لابد ان ينتصر
لقد نصحت ضياء رشوان فى جريدة وفد الاقصر ان مصر لازالت مكسورة الجناح وان الديمقراطية فيها اكدوبة واكد لى ان الحكومة تضمن نزاهة الانتخابات
قاشرب ياضياء انت وكل من صدق ان للثعلب دينا وهم هذه الضمانات وليحاول حزبك ان يدافع عن الديمقراطية وعن شرف مرشحه الموؤد فى ساحة الديمقراطية
ولتقاطع الجماهير اى انتخابات قادمة وان يناى الشرفاء عن الترشيح فى هذه المهازل
اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم وللحزب الوطنى وكل حزب فى مصر
عبدالمنعم عبدالعظيم
الخميس، 2 ديسمبر 2010
صياء رشوان مرشح ارمنت
لانه الامل الذى طالما تمنيناه مفكر واعى ومثقف وصاحيبرؤية منهجية لايختلف احدعلى ان المناضل
ضياء رشوان وجه مشرف يجب ان يتكاتف شباب ارمنت من اجل انتخابه
اانهت راوية الصحابى وسيدة راشد اضرابهما عن الطعامالذى استمر ثلاثة ايام بمستشفى الاقصر المركزى احتجاجا على نتائج انتخابات الكوتة التى انحازت فيها السلطة لاسرائيل المرشحة سعاد اسرائيل سعد
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)