ورحل اخر رجال االصناعة المحترمين
الدكتورمهندس محمد عبدالعال خليف
كتب عبدالمنعم عبد العظيم
فوجئت بخبر وفاة الدكتورمهندس محمد عبدالعال خليف الذى اكن له اعزازا خاصا منذ عرفتة عام 1964 كنت قد تقدمت بطلب لتعيينى بمصانع السكر بارمنت وطلب منى المهندس تيودور لسكارس مدير المصانع الذى اصر على تقديمى للطلب قبل ظهور نتيجة الامتحان بعد ان شاهد عملى اثناء التدريب فى المصنع فى الاجازة الصيفية
وفى الورشة الميكانيكية سالت عنه فاشاروا الى شاب يلبس بنطلون وقميص كاكى وحذاء كاوتش ويعمل بيده فى تشكيل تمرين بالمبرد هذا المهندس عبد العال لم اصدق لحظتها انه هو لبساطتة ودماثة خلقه ووجهه الجاد ومن يومها ارتبطت به
كنت اعمل بادارة المشروعات وكان مديرا للتخطيط واستطاع ان يحول العمل الى عمل مدروس مخطط ونجح فى دراسة العمليات وتبسيطه وقياس الوقت وكانت مدرسة التخطيط التى انشئها هى المدرسة التى علمت جميع مصانع السكر ومازات جداول دراسة العمل يتداولها المخططين الى الان
جمعتنا عملية انشاء مصنع سكر قوص وكان المدير التنفيذى لفريق الانجاز الكبير كان عمى مقاول العمليات وكنا نجلس طويلا مع عبدالمجيد نديم ويوسف محمد وسعد كرشاة الرواد الاول لصناعة السكر وكلهم اشاروا على انه مهندس المستقبل فى شركة السكر
طلب منه العمال الترشيح لوحدة الاتحاد الاشتراكى بالمصنع وكنت عضوا معه باللجنة كنا قوة معارضة قوية ضد تصرفات الادارة
عندما كنت موجها سياسيا بالاتحاد الاشتراكى وكان محمد عبد العال احد الدارسين ولم يكتفى بالمحاضرات واخذ فى التهام كل ماكتب عن التحول الاشتراكى وصار مثقفا اشتراكيا من الطراز الاول يبجث ويناقش ويفكر واهله العمل السياسى لسلك الوظائف الرفيعة
عمل وكيلا لمصانغ سكر ادفو وكنا فى زيارته وانقلب كوب شاى على مكتبه فطماننا انه لايوخر ورقة عنده وان كل بريده يرد عليه فى الحال
طور الورش المركزية بالشركة وجعلها تصنع معدات صناعة السكر لمصر وايران والسودان ونافس الشركات العالمية وصنع اول قاطرة ونافضة محليا راس مجلس ادارة شركة السكر وجعلها شركة كبرى تصنع وتساهم فى تطوير الصناعات التكاملية الورق والخشب والعلف ولب الورق
صنع ثورة ادارية عالية بالتدريب المستمر والتخطيط المنظم وفى حياته الخاصة لم يقبل فى منزله طباخا او سفرجيا وظلت زوجته تطهو طعامه وتكنس بيته
وقف ضد الاغراق والخصخصة حتى اصبح شوكة فى حلق دعاة الخصخصة فتامروا ضدة ونزعوا منه عضوية مجلس الشعب وادارة الشركة التى بناها ولو قبل كان ينتظره منصب وزارى ولكنه ظل صامدا ودافعت عن سياساته بالصحف وتبنت صحيفة الاسبوع الحملة حتى عاد للسكر المصرى مكانته ونجا من سياسات الاغراق
التيقته بعد ذلك كثيرا فى دورى الشركات وجمعية خبراء السكر لم يتغير وازداد صلابة اتفقنا كثيرا واختلفنا اكثر لكنى كنت ومازلت اعتز به ويعتزبى
ورحل الرجل عن دنيانا الفانية ليلقى وجه ربه حريصا على الصلاة وصلاة الفجر زاهدا متعبدا بسيطا يعمل من اجل العمال البسطاء ويحاول ان يحسن دخولهم بالصناديق الخاصة ومساهمتهم فى مشاريع الشركة
كان مثالا نادرا للقائدالاشتراكى وكان بحق اخر الرجال المحترمين
رحم الله محمدعبدالعال خليف ونساله مغفرة من عنده وتعازينا لاسرته
عيدالمنعــــــــــم عبد العظـــــــــــيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيدبالاقصر
ومدير مشروعات مصانع سكر ارمنت سابقا
هناك تعليق واحد:
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
إرسال تعليق