الاثنين، 24 ديسمبر 2012


الصعيدى العنيد عبداللطيف ابورجيلة فارس من فرسان الاقتصاد المصرى كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
وأنا فايت على كوبرى إسنا لفحنا الهوا ونعسنا واللى شبكنا يخلصنا حبيبى هى اللحن الفلكلورى الذي كان يتغنى به ابورجيله احد أبناء إسنا احد مراكز محافظة الأقصر ذات الطابع الاثرى و التاريخى وهى مدينة مصرية قديمة فى جنوب مصر كانت محط القوافل السودانية وترتبط بالسودان عن طريق درب الأربعين الشهير كما تتصل بالواحات الخارجة وبالصحراء الشرقية حتى القصير اسمها الفرعونى هان خونومو اى قصر الإله خنوم واسمها الاغريقى لاتوبوليس اى مدينة السمك البلطى ولفظ إسنا تحريف للاسم الفرعونى ( س نوت ) معبد الآلهة نوت رمز السماء فى اللاهوت المصرى القديم . كانت إسنا فى العصر الفاطمى قاعدة كوره وفى العصر المملوكى كانت تابعة لولاية قوص ولجرجا و فى العصر العثمانى فى1833 كانت مديرية قائمة بذاتها تشمل إسنا والكنوز وحلفا وفى 1888 أضيفت لقنا ثم الى محافظة الأقصر الآن و بها معبد بطلمى أقيم على أنقاض معبد فرعونى قديم . ولأرض إسنا قداسة خاصة عند أقباط مصر فكل سنتيمتر منها روى بدم شهيد ومن أبنائها مهندس الأهرامات اموحتوب أول من بنى بناء بالحجر وأبدع هرم الملك زوسر المدرج ورفعه المصرين القدماء لرتبة الآلهة عبداللطيف ابورجيلة من أشهر رجال الاقتصاد فى مصر ولد فى مدينة إسنا ونشا فى السودان وتعلم فى القاهرة واكتسب خبراته العملية فى لندن وروما وهو ابن لأسرة من ثلاث اسر تمثل مركز الثقل العائلى فى هذه المدينة أسرة حزين وأسرة ابو العلا وأسرة ابورجيلة وكان والده يعمل بالزراعة وبعد ان تلقى تعليمه الأولى بالسودان عند جده لامه حسن عبدالمنعم ممثل الحكومة المصرية فى السودان التحق بالمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة وكان حارس مرمى فريق كرة القدم بالمدرسة ومن أبطال رياضة التنس ثم التحق بمدرسة التجارة العليا فى الثلاثينيات وأثناء دراسته مارس بعض الأعمال التجارية مع أقاربه فقد كان طوال دراسته الجامعية يعول نفسه وبعد تخرجه التحق بالعمل فى بنك مصر قلعة الاقتصاد المصرى واستفاد من تجربة الاقتصادي الكبير طلعت حرب الذى وجد فيه مثله الأعلى وأوفده طلعت حرب للتدريب على الأعمال المصرفية بلندن وروما وفى أثناء بعثته بروما زار العديد من الشركات والوكالات التجارية واستطاع أن يعقد صفقة لتوريد المحاصيل الزراعية من مصر الى ايطاليا وانتقل من عالم الوظيفة الى دنيا رجال الأعمال بدأ حياته العملية برأسمال قدره أربعة وثلاثون جنيها ولما عاد من ايطاليا استقال من وظيفته وكانت هذه الاستقالة هى النقلة التى أذنت بميلاد الاقتصادي الكبير عبداللطيف ابو رجيلة عمل فى البداية فى توريد الحاصلات الزراعية وساهم فى توريد الأسلحة للجيش المصرى من عام1948 حتى عام 1952 وتعرض خلال هذه الفترة لمؤامرات الصهيونية العالمية والاعتداء عليه فى ايطاليا وشارك فى تأسيس شركة الخزف والصينى مع البنك الصناعى المصرى وتعاون مع وزارة الصناعة فى إنشاء مصنعين احدهما للفرامل والأخر لليايات ثم أسس شركة القاهرة للتامين وشركة اخرى للصناعات الإسمنتية وهى الشركة التى قامت بدور رائد فى إعادة اعمار مدينة بورسعيد بعد العدوان الثلاثى الغاشم على مصر وبحكم انتمائه الريفى وتربيته فى مدينة تشكل الزراعه حياة مجتمعها عشق العمل فى الزراعة واستصلاح الاراضى وكان يملك مزرعة نموذجية أعطاها كل خبرة الفلاح الصعيدى أقدم فلاح فى التاريخ ونجح فى تصدير المانجو والموالح الى دول أوربا خاصة السويد وعمل فى مجال الفندقة وتملك فندق سميراميس بمدينة كابرى الايطالية كان يفتخر بأنه يستثمر جميع أمواله فى مجالات متعددة بدلا من كنزها وركودها ويفخر انه حقق العيش الكريم لآلاف الأسر كان إيمانه ان الثروة لابد ان تلعب دورا اجتماعيا يتجاوز المصالح الشخصية وهى نفس الدروس التى تعلمها فى مدرسة أستاذه طلعت حرب كان يستهدف النجاح فى اى عمل يقوم به ولم يكن يستهدف جمع المال كان يعطى عمله كل وقته وساعات نومه لا تزيد عن خمس ساعات فى اليوم لم يكن طريقه سهلا او معبدا ولم يكن مفروشا بالورود فهو لم يلد وفى فمه معلقة من ذهب إنما كون ثروته بكفاحه وبنى ثروته بعملة فى أثناء الحرب العالمية الثانية خسر عبداللطيف ابورجيلة كل رأسماله فى ايطاليا لكنه لم يياس وبدء من جديد تزوج لندا من جنوب ايطاليا صعيدية مثله من مدينة كالاباريا حيث التقاليد تشبه تقاليد صعيد مصر عاش فى ايطاليا تسعة عشر عاما وعاد الى مصر عام 1949 ومن مدخراته اشترى قطعة ارض مساحتها 6000متر بموقع متميز تطل على شارع سليمان ومعروف وشامبليون وعبدالحميد سعيد واشترى مزرعة مساحتها 400 فدان حدائق بعين شمس وعاد لايطاليا عام 1952واستدعته حكومة الثورة فعاد عام 1954 اتسم عبداللطيف ابورجيلة بالبساطة والمرح والصراحة كان ابن بلد بكل ما تعنيه الكلمة من شهامة وسمو كان يقدم سجل انشطته وماليته للجهات الرسمية حتى أمواله بالخارج بكل شفافية مطمئن الى ضميره لم يكن من عشاق الحياة الاجتماعية يعمل بلا كلل لساعات طويلة يستيقظ مبكرا ولا يعرف الأجازات ويعتز بقيم وتقاليد الصعيد ومبادئه ومظاهره الشكلية كان يجد متعته فى كرة القدم ولعب الدومينو لم يذهب الى طبيب وعلاجه الشاى بالليمون لنزلات البرد وصيدليته تحوى الأعشاب الطبية مثل الحرجل والنعناع وحلف البر والعرديب والشيح كان خفيف الظل يمرح فى تلقائية ويفضل ركوب السيارات البسيطة مثل الاوبل يعيش حياة التقشف ويرتاح فى لبس الجلباب الأبيض والعباية بسيط فى ملبسه ومأكله ومسكنه يخشى الحياة المترفة حتى لا يعتادها اقتصرت متعته على العمل وتحقيق النجاح وكان يركب الأتوبيس فى انتقالاته هو وزوجته لم يعرف الإسراف فهو لا يشرب ولا يقامر ويؤمن بمصريته ويفخر بانتمائه الوطنى يعمل للصالح العام بلا ضجيج يعد النقل من أهم معايير تقدم الأمم وكانت مرافق النقل تخضع لسيطرة الأجانب مما حدا بمجلس النواب التأكيد على ان تتولى الحكومة حق استغلال مرافق النقل من أتوبيسات وسكك حديديه وتلغراف وتليفونات عام 1938 لكسر احتكار الأجانب وأسس ابوالوفا دنقل شركة أتوبيس الصعيد وهو ضابط سابق من أبناء قرية القلعة بقفط وأسس احمد عبود شركة أتوبيس الشرقية والدقهلية وبعد ثورة 3 يوليو فى عام 1954 بعد تدهور مرفق النقل العام بالعاصمة اتصل عبداللطيف البغدادى عضو مجلس قيادة الثورة بعبد اللطيف ابو رجيلة الذى كان مقيما أيامها بايطاليا وكلفه بتحمل مسئوليات مرفق النقل العام بالقاهرة ولم يقدم ابورجيله شروطا ولم يطلب قروضا او ضمانات فبدأ بدفع مرتبات العمال المتأخرة ثم قام باستيراد أتوبيسات من اكبر الشركات العالمية وفى خلال سنة كانت 400 سيارة فاخرة تقدم خدمات راقية بمواعيد منتظمة ومنضبطة واستطاع ان يرفع كفاءة العمال بالتدريب المستمر والرقابة الحازمة كما قام ببناء جراجات حديثة لإيواء السيارات الحق بها ورش ميكانيكية للصيانة وإصلاح الإطارات ومحطات للتشحيم والتموين وعيادات طبية ومكاتب للموظفين استطاع ان يقدم خدمة جيدة وفق منهج علمى وقام بإنشاء مصنع لليايات وأخر لصناعة تيل الفرامل وقام باستيراد معدات حديثة لتمهيد الطرق قامت بتمهيد طريق مصر إسكندرية الزراعى وطريق شربين كفر الشيخ كما قدمت خدماتها للقوات المسلحة استطاع مرفق النقل أن يقدم خدماته ل13 مليون مواطن وكان الزمن بين الأتوبيس والتالى ثلاثة دقائق وارتفع عدد العاملين الى 4000 عامل وهو الذى ادخل خدمة الراديو فى الأتوبيسات وأصبح مرفق النقل فى عهده بيت خبرة وطنى وكان يركب الأتوبيس كمواطن عادى لمعرفة كفاءة العاملين ونبض الناس كما تحمل واجب رعاية أبناء العاملين تعليميا وصحيا من جيبه الخاص وكان يؤمن بان العامل المصرى امهر عامل فى العالم إذا تعلم وفهم خضع ابورجيلة وشركاته للتاميم1960مثل غيره من كبار الراسماليين فغادر مرة اخرى الى ايطاليا واستعانت به حكومة السودان لحل مشاكل النقل بها فاستعان ببيت خبرة بلجيكى وحققت أعماله فى الخارج بعد التأميم أرباحا طائلة ولعبد اللطيف ابورجيلة مسيرة اخرى مع الرياضة أثناء رئاسته لنادى الزمالك لقد تأسس نادى الزمالك عام 1911 باسم نادى قصر النيل ثم تغير اسمه فى السنة التالية وسمى نادى المختلط فى عام 1941 سمى باسم نادى فاروق وبعد ثورة 23 يوليو سمى باسمه الحالى نادى الزمالك وقد استطاع المصريين الإطاحة بإدارته الأجنبية والإطاحة برئيسه البلجيكى مرزباح بيانكى وانتخاب محمد بدر باشا رئيسا للنادى وبعد الثورة كان يراس النادى محمد حيدر باشا لكنه كان محسوبا على النطام الملكى واحد ابرز رموزه ورغم انه استمر رئيسا للنادى 30 عام الا انهم اختاروا محمود شوقى رئيسا ولكنه لم يتمكن من منافسة النادى الاهلى الذى كان يرأسه احمد عبود باشا صاحب الثروة الطائلة والنفوذ القوى فاختير الشواربى الذى لم يستمر سوى شهور قليلة وكان عبداللطيف ابورجيلة هو الوحيد القادر على منافسة احمد عبود فاختير رئيسا للنادى وفى ظل رئاسته فاز الزمالك ببطولة الدورى العام لكرة القدم للمرة الأولى فى تاريخه وأصبح المنافس القوى والعنيد للنادى الاهلى العريق تجربة احمد عبود فى إدارة النادى الاهلى فى النصف الثانى من الأربعينيات وطوال الخمسينيات أثبتت قدرة رجال الاقتصاد فى دفع مستوى الرياضة ودعمها وتجربة عبداللطيف ابورجيلة مع الزمالك لا تقل أهمية عن تجربة عبود وتزيد فى كون أن احمد عبود لم يكن رياضيا إنما عبداللطيف ابورجيلة كان من لاعبى كرة القدم والتنس ولعب الجولف إثناء إقامته فى ايطاليا وشارك فى سباقات السيارات واليخوت التى فاز ببطولتها عام 54\55 وفاز بعلم البحر المتوسط فى صيد السمك متفوقا على أبطال 8 دول فى كورسيكا عام 1954وراس الاتحاد المصرى لكرة السلة 54 واستمر رئيسا لنادى الزمالك من 1959\1961 واستطاع ان يدبر الميزانيات لبناء مدرجات النادى من شركات البترول التى كان يتعامل معها لتموين مرفق النقل العام وجدد منشات النادى ومرافقه حتى اصبح ملتقى الارستقراطية والصفوة فى المجتمع المصرى واهتم باللاعبين وأقام لهم معسكرات التدريب كانت كرة القدم أهم شيء فى حياته وأخر ما تبقى له من متع الحياة عاد إلى مصر في منتصف السبعينيات، وعاش بقية عمره حزيناً على إهدار تجربته، كفرد، وإهدار تجربة بلد بكامله، وهي تجربة كانت في مطلع الخمسينيات لا تزال تتلمس الطريق، وقد كانت هناك بدايات قطاع خاص ينمو، وبدايات أحزاب تتحرك،! كانت وصية عبد اللطيف أبو رجيلة أنه لا نجاح لهيئة النقل بمعزلٍ عن محاربة الرشوة والسرقة والإهمال والتسيب. وظل يردد بثقةٍ أن أزمة المواصلات في القاهرة يمكن أن تُحل قبل أن ينتهي من قهوته هذا هو عبداللطيف ابورجيلة الصعيدى الصلب والعنيد الذى يتلقى الضربات بصمود ويحولها الى نجاحات ولم يبخل على بلده اسنا فتبرع بوحدة للفشل الكلوى ومعهدا دينيا أتخيله يسير على كوبرى إسنا بجلبابه الأبيض وهو يترنم ونا فايت على كوبرى إسنا لفحنا الهوى ونعسنا ثم نعس نعسته الأخيرة بعد حياة حافلة بالعطاء

الأحد، 16 ديسمبر 2012

افتتاح مفبرة مرينبتاح


افتتاح مقبرة مرنبتاح وكارتر يتكلم فى ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أعظم كشف أثرى فى التاريخ كتب عبدالمنعم عبدالعظيم بالرغم من حكم هذا الملك الطفل لم يستمر أكثر من تسع سنوات من عام 1358 الى عام 1349 قبل الميلاد ولم يكن له أهمية تذكر فى تاريخ مصر الفرعونى ولم يكن دمه الملكى نقيا إذ كانت أمه إحدى محظيات البلاط الملكى حتى أن اسمه لم يذكر فى ثبت الملوك الفراعنة بمعبد أبيدوس ولولا تلك الردة التى تمت فى عهده وأعادت لكهنة آمون فى طيبة سطوتهم بعد أن هزت أركانها دعوة اخناتون وكاد أن يتداعى سلطان طيبة بعد انتقال العاصمة منها الى مدينة أفق أتون (اخناتون) لما سطر التاريخ له اسما . إلا أن توت عنخ آمون ومنذ سبع وثمانون عاما تاريخ اكتشاف هيوارد كارتر لمقبرته التى انفردت بان كنوزها وجدت كاملة لم تمس وظلت فى مكمنها أكثر من ثلاثة ألاف عام و خمسمائة ونيف لم ترها عين بشر حتي ملئت شهرتها أسماع العالم وأصبح توت عنخ آمون من يومها سفيرا فوق العادة للحضارة المصرية يتنقل اليه الباحثين عن الثقافة والمعرفة والعراقة والجمال حيت أجمل و أندر و أكمل الإبداعات الإنسانية على مر التاريخ . وانتقلت قطع منها تجوب العالم كقيمة ثقافية وتاريخية تعبر عن أمجاد الإنسان المصرى القديم وشغل توت عنخ آمون أيضا المحافل العلمية وما زال بحثا عن تفسير لظاهرة لعنة الفراعنة التى أصابت اثنين وعشرون شخصا مما كانت لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بكشف المقبرة وافتهم المنية فى ظروف غامضة بعد الكشف رغم أن كتب المؤرخين العرب حافلة بقصص هذه اللعنة قبل اكتشاف هذه المقبرة بعقود كثيرة ورغم صيحات بطرس تادرس المشهور بالمستر بيتر أقدم تراجمه الأقصر الذى شهد افتتاح المقبرة وظل حيا بعدها حتى بلغ خمس وثمانون عاما وكان يعمل سكرتيرا لكارتر أنا حى إذن لا لعنة . ترى هل كان يمكن لهذا الكشف أن يرى النور لولا حادث السيارة الذى وقع للورد الانجليزى جون هربرت كارنفون فأصابه بمرض فى التنفس يسبب له متاعب عندما يحل جو الشتاء القارس الرطب فى بلاد الإنجليز ونصيحة الأطباء له بالسفر الى مصر ليستمتع بجوها الجاف. وفى مصر انقلب هوس كارنفون من السيارات الى الهوس بالآثار وبدء حفرياته الأثرية فى ثالث زياراته لمصر ولكن جهوده لم يكللها النجاح فلجا الى صديقه عالم المصريات سير جاستون ماسبيرو مدير متحف الآثار المصرية أيامها الذى قدم له هيوارد كارتر الرسام وعالم الآثار الانجليزى الذى سبق له اكتشاف مقبرتين من مقابر وادى الملوك. كان كارتر قبل تعارفه بكارنفون يعمل مع تيودور دافيد المحامى ورجل الأعمال الامريكى وخلال الموسم السياحى 1907/1908 وجد العاملون معهما مخبأ لاوانى فخارية كثيرة محروقة تحتوى على بعض اللوازم الجنائزية ولفافات كتانية لم يعرها دافيد أهمية إلا أن هربرت ونيلوك بمتحف المتروبوليتان لاحظ على فوهة وجدران الاوانى وإحدى اللفافات اختاما تحمل اسم توت عنخ آمون وبعدها اكتشف دافيد قى حفرة بأحد القبور صندوقا خشبيا يحتوى رقائق ذهبية محفور عليها اسم توت عنخ آمون واعتقد انه اكتشف مقبرة توت عنخ آمون إلا أن كارتر تشكك فى الأمر وكان من رأيه إن ملكا مصريا لا يمكن ان يدفن فى مثل هذا القبر المتواضع خاصة وانه احد ملوك الأسرة الثامنة عشرة وحاول دافيد أن بجد شيئا لكن جهوده باءت بالفشل مثل سابقه المغامر الايطالى جوفيانى باتيستا بلزونى الذى فشل أيضا فى بحثه بذات المنطقة عام 1820 ورغم هذا أصر كارتر وكارنفون على البحث فى نقس المنطقة لم يكن بحثهم عن مقبرة معينة إنما كان جل بحثهم عن مقبرة فرعون اى فرعون كان كارتر قد اعد فى عام 1917 خريطة مسح عليها المنطقة مسحا شاملا وأزاح كتل الأحجار الضخمة المتخلفة عن الحفريات السابقة واستمر البحث لعدة سنوات كاد أن يفقد فيها كارنفون الأمل لولا إلحاح كارتر بطلب فرصة أخيرة اختار كارتر لفرصته الأخيرة أن ينقب أسفل مقبرة رمسيس السادس وحصر الحفر فى مثلث صغير لم يسبق التنقيب فيه حرصا على عدم إغلاق مقبرة رمسيس السادس أمام الزائرين . بعد تنظيف المنطقة ظهرت أرضية مغطاه بحجر الصيوان مما اكد وجود مقبرة تحتها وبعد ستة سنوات طويلة قضاها الرجلان فى البحث و فجاة تم كل شىء وفى أسابيع معدودة . فى 28 أكتوبر 1922 وصل كارتر الى الأقصر بدون كارنفون واستأجر فريقا للحفر وفى أول نوفمبر بدء التنقيب فى الركن الشمالى لمقبرة رمسيس السادس وبدء الحفر وسط طبقة الصيوان وفى 4 نوفمبر بينما كارتر يركب بغلته إذا برئيس العمال يبشره أنهم اكتشفوا درجة سلم منحوتة فى الصخر وفى 5 نوفمبر عصرا كانت الدرجات وصلت الى أربع درجات وحتى المساء وصلت الى اثنتى عشرة درجة وظهر فى نهاية الدرجات باب صخرى محكم الإغلاق وعلى الباب ظهرت بعض الأختام بها رسم لابن أوى ورسوم لتسعة أسرى من تلك الأختام الشائعة فى مدينة الموتى . وفى السادس من نوفمبر ابرق كارتر الى كارنفون أخيرا وصلت الى اكتشاف مدهش بوادى الملوك مقبرة رائعة أختامها سليمة ردمنا كل شىء انتظارا لوصولك ورد كارنفون على البرقية فى 8 نوفمبر بأنه سيصل قريبا وصل كارنفون الى الأقصر فى 23 نوفمبر 1922 وفى اليوم التالى بدء تنظيف المدخل وفى 25 نوفمبر بدء تصوير أختام المدخل ثم الى يوم 26 نوفمبر حيث تم فتح باب المقبرة يصف هيوارد كارتر المشهد فى كتابه مقبرة توت عنخ آمون قال : من خلفى وقف اللورد كارنفون وابنته الليدى ايفلين هربرت وظهرت أمام عينى حيوانات وتماثيل من ذهب الذهب يلمع فى كل مكان كانت اثمن وأجمل ماكشف عنه رجال الآثار فى حفرياتهم السابقة كانت الحجرة حافلة بالأشياء العجيبة كئوس من الالباستر الشفاف على شكل زهرة اللوتس كومة غير منتظمة من العربات المقلوبة تلمع بالذهب ومطعمة بالأصداف تمثالان أسودان بالحجم الطبيعى للملك يواجهان بعضهما البعض كحارسين للمقبرة لكل منهما تنورة ذهبية ونعلين من ذهب ويمسك كل منهما صولجانا وعصا و وفوق جبهة كل تمثال الكوبرا المقدسة بالإضافة الى ثلاث أرائك مذهبة وتوابيت وراس مرصعة بالذهب هذه قصة أعظم كشف أثرى فى التاريخ والذى اختارت مدينة الأقصر مناسبته عيد قوميا لها ثم قرر المجلس الشعبى اختيار يوم صدور قرار مبارك بتحويل الاقصر الى محافظة عيدا قومياويطالب اهالى الاقصر بعودة المناسبة عيدا قوميا وفى هذه المناسبة افتتح منذ عامين الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر السابق والدكتور زاهى حواس أحدث متحف أثرى فى مصر متحف بيت كارتر وهو الاستراحة التى أقام فيها كارتر منذ عام 1910 أثناء الكشف وضمت مقتنياته وأوراقه الخاصة و معروضات ومقتنيات من أثاث هيوارد كارتر وصورا أرشيفية تبين جبانة البر الغربي وقت كشف مقبرة توت عنخ آمون، وكذلك جانبا من عمله بالحفائر، إضافة إلى بعض الأدوات والملابس التي كان يستخدمها وهى مهداه من عائلته، والصحف الإنجليزية القديمه التى تحدثت عن اكتشافاته وحضر الاحتفال أحفاد كارتر وكارنفون وعديد من رجال الآثار والإعلام بمصر والعالم وتضمنت مراسم الأحتفاليه عدة محاضرات ألقاها رؤساء البعثات الأجنبية الذين عملوا بمنطقة وادى الملوك وأعلن الدكتور زاهى حواس يومها عن طرح الغرفة التي كان يقيم بها كارتر داخل الاستراحة للإقامة بها لمدة ثلاث ليال فقط في العام مقابل عشرة آلاف دولار لليلة الواحدة. هذا العام تضمنت الاحتفالية التى حضرها سفراء امريكا وروسيا واليونان وسنغافورة والكويت ووزير الآثار ووزير السياحة وأحفاد كارنفون افتتاح مقبرة مرينبتاح ابن رمسيس الثانى للزيارة وفى متحف كارتر هذا العام استخدمت تقنيات حديثة تجسم صورة كارتر وهو يتحدث للزوار ويسرد قصة الاكتشاف ومرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس إذ كل إخوته الأكبر منه قد ماتوا في حياة والدهم. وقد استمرت مدة حكم مرنبتاح حوالي عشر سنوات من عام 1213 ق.م إلى عام 1203 ق.م قام مرنبتاح بعدة حملات عسكرية خلال فترة حكمه، ففى العام الخامس من حكمه قام بحملة على الليبيين لمساعدتهم شعوب البحر على غزو مصر من الغرب وانتصر عليهم. كان مرنبتاح متقدما في السن عندما تولى الحكم فكان في حوالي الستين أو السبعين، وقد قام بنقل العاصمة من برعمسيس عاصمة مصر في عهد أبيه إلى ممفيس حيث شيد قصر ملكى بجوار معبد بتاح وتم اكتشاف ذلك القصر في عام 1915 م بواسطة بعثة متحف جامعة بنسلفانيا الأمريكية. آثاره حصل مرنبتاح على معظم الأحجار التي يحتاج إليها لمنشآته بالسطو على أحجار الأبنية الأخرى، وقد استخدم ظهر نصب حجرى أقامه أمنحتب الثالث في تسجيل نبأ إحدى الأزمات الكبرى التي حدثت له في مدة حكمه، فقد كانت شعوب جزر شرق وشمال شرق البحر المتوسط التي طردت من ديارها في زمن حرب طروادة تركب البحر باحثة عن السطو أو مكان تستقر فيه، وصد مرنبتاح محاولتهم لغزو شمال شرق الدلتا في السنة الخامسة من حكمه. لوحة مرنبتاح بالمتحف المصري. اكتشفت هذه اللوحة عام 1896 على يد عالم المصريات الأنجليزي " فليندرز بيتري" في معبد مرنبتاح الجنائزى وتعد الأولى من نوعها في التاريخ المصري القديم حيث كانت المرة الأولى التي تذكر فيها كلمة (إسرائيل) لفظيا، سجل فيها الملك مرنبتاح انتصاراته على أرض كنعان واسرئيل واكمل انتصارات ابيه الملك رمسيس الثانى، اللوحة في الأصل كانت للملك أمنحتب الثالث ولكن لأسباب غير معروفة أستخدمها الملك مرنبتاح لتسجيل انتصاراته، أشهر عبارة في هذه اللوحة هي "اسرئيل ضائعة ,وبذرتها لا تنمو", واللوحة الآن معروضة بالمتحف المصري. "يسرائر " أو "يسرائل " بالهيروغليفية حيث كان المصري القديم يخلط بين حرفي الراء و اللام . مكتوب على اللوحة باللغة الهيروغليفية مقبرته دفن مرنبتاح في مقبرته بوادى الملوك وهي المقبرة رقم 8 بوادي الملوك ،وقد نقش على الممر المنحدر بمسافة 80 متر داخل المقبرة حتى حجرة الدفن نصوص من كتاب البوابات. واكتشفت مومياؤه في خبيئة بمقبرة أمنحوتب الثاني مع ثمانية عشر مومياء أخرى عام 1898 م بواسطة "فيكتور لوريت " مما يدل على انها نقلت إليها، ومن فحص مومياؤه تبين انه كان يعانى من التهاب المفاصل وتصلب الشرايين في أواخر أيامه وقد توفى وفاة طبيعية . طول المومياء 1.71 متر ويتبين من موميائه أنه كان أصلع الرأس إلا من بضع شعيرات قليلة، وملامحه قريبة من ملامح أبيه رمسيس ولكن قياسات جمجته مشابهة لجمجمة جده سيتي الأول. عبدالمنعـم عبدالعظيـم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الأقصـر ... مصـر Monemazim@yahoo.com

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012


هيموروس شاعر اليونان العظيم يقتبس ملاحمه الشهيرة من أصول مصرية كتب عبدالمنعم عبدالعظيم يرجع الفضل الى العرب فى نقل الحضارة والفلسفة اليونانية الى اوربا التى كانت تعيش فى غيابات ظلام العصور الوسطى ولم يدعى العرب نسبة هذه الحضارة لانفسهم بل نسبوا الحق لصاحبه ولم تتعرف اوربا على هذه الحضارة الا من خلال الكتب العربية فعرفت ارسطو من كتابات ابن رشد ولم يطلع الاوربيين على الكتب اليونانية فى لغتها الاصلية الا بعد وقت طويل ومن الثابت تاريخيا ان الحضارة المصرية سبقت الحضارة اليونانية ورغم ذلك حافظ اليونانيون على نسبة هذه الحضارة لانفسهم وانكروا فضل الحضارة المصرية وما اقتبسوه من علوم وفنون وابداعات المصريين حتى وقر فى ذهن الناس ان الحضارة المصرية لم تنتج مايستحق ان يذكر وان الحضارة اليونانية ابتكرت كل علومها وفلسفتها وكل آرائها فى الحياة والاجتماع ونظام الحكم وابتكرت دياناتها وادابها حتى ظن الناس ايضا ان الفكر الانسانى تولد هناك وان ماسبقهم فوضى فكرية ومن عداهم من الشعوب من البربر كان هذا هو السائد حتى تم فك رموز حجر رشيد على يد شامبليون وقرء العالم تاريخ الحضارة المصرية العريقة الرائدة والسباقة واكتشفوا ان الحضارة المصرية ازدهرت ونمت وسبقت الحضارة اليونانية بثلاثة الاف سنة وان المصريون وصلوا اليونان منذ ايام الاسرة الثامنة عشرة الفرعونية قبل نشاة الحضارة اليونانية بالف سنة وان كل من حققوا هذه الحضارة وكانوا روادها زاروا مصر وتعلموا فى مدارسها ونهلوا من علومها وتشربوا من فكرها مثل اورفى وموزى وميلاميوس وديدال والشاعر هوميروس وليكرج الاسبارطى وصولون الاثينى وافلاطون الفيلسوف وديموكريتس وفيثاغورث وايدوكس الرياضى واينوبيد وبولوتراك وغيرهم ممن اثروا الفكر والحضارة اليونانية بعد ان تلقوا علومهم فى مصرو على يد كهنتها الى جانب الدور الذى لعبته مدرسة الاسكندرية فى صقل وتاصيل الفكر الانسانى ولقد ساهمت الغزوات والحروب والاحراق المتعمد للكتب المصرية وضياع اللغة المصرية القديمة بانقراض عارفيها فى اسدال ستار كثيف على كل علوم مصر ولولا الا ثار المادية التى تحدت الزمن كالاهرام والمعابد والمسلات والمقابر التى نطقت بعظمة هذه العلوم وعراقة هذه الحضارة لما فطن اليها احد ومنذ اكثر من مائتى عام اكتشف العلماء ان التصوير اليونانى واالنقوش والاعمدة اليونانية هى اقتباس من الفنون المصرية وكذلك كثير من المصنوعات اليونانية ومنذ ترجمت البرديات المصرية عكف العديد من العلماء فى العصر الحديث فى دراستها وكشف خباياها من هؤلاء العالم الفرنسى فيكتور بيرار الذى تخصص فى الادب اليونانى وكان من اشد المعجبين به والمتحمسين له وقد درس بيرار ملاحم الالياذة والاوديسا لشاعراليونان العظيم هيموروس ووضع فيهما الشروح والمصنفات وقد اكتشف بعد دراسات عديدة ان معظم هذه الاداب مقتبس من الاداب المصرية القديمة خاصة رائعة الشاعر اليونانى الاشهر هيموروس ملحمة الاوديسا التى تعد من اشهر الملاحم اليونانية تتحدث الاوديسة عن مغامرات عوليس احد امراء احدى المقاطعات اليونانية تسمى ايناك اثناء عودته للوطن بعد حصار طروادة بينما زوجته المخلصة بنيوليب تتصدى لمحاولات الاغراء لطرح هذا الوفاء جانبا واختيار زوج جديد وهذه الملحمة تضم 24 نشيدا منظومة فى 12000 بيتا تقريبا و تتسم الاوديسة بوحدة فنية عميقة كما تنطوي على معانى من الاخلاق الساميه. ظلت ملحمتى الالياذة و الاوديسة تتمتعان بتقدير الاغريق في العصر الهيليني فقد ذكر احد اضياف اكسنوفون " تمني أبي أن أصبح رجلا فاضلا فأمرني أن أحفظ أشعار هوميروس عن ظهر قلب". وظل الامر كذلك حتى نهاية العصر الهيلينى ويذكر أن طاغية أثينا بيزستراتوس في القرن السادس ق.م، شكل لجنة مهمتها تخليص الالياذة من الشوائب، كما كانت ملحمتا هوميروس هما كتابا الاسكندر المفضلين، والمعروف ايضا انهما كانتا تدرسان لتلاميذ مصر في القرن الرابع الميلادي. أما هوميروس فهو اللقب الذى اشتهر به مؤلف هذه الملاحم ويعني باللغة الإغريقية الرهينة أو الأعمى، وهناك سبع تراجم عنه، لكنها سير متأخرة النشأة تعود إلى العصر الامبراطوري الروماني وضعها مؤلفوها بناء على قصص محلية لها اصول تاريخية، وصدرت على أنها روايات قديمة. كُتبت أولى هذه السير وأهمها باللهجة الإيونية، ونُسبت إلى المؤرخ هيرودوت، وهي تؤرخ لحياة هوميروس في السنوات القليلة التي تلت الهجرة الدورية (أي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد). غير أن هيرودوت يذكر في تاريخه أن هوميروس عاش قبله بنحو أربعمئة سنة، أي في أواسط القرن التاسع قبل الميلاد. ويستفاد من هذه التراجم أن هوميروس كان يدعى في البداية مِلِسيغنِس Melesigenes (أي ابن النهر مِلِس) وأن أباه مايون Maion كان من مدينة سْميرنا Smyrna (إزمير حالياً)، في حين جاء في سيرة هوميروس المنسوبة لبلوتارخس أن أباه الذي رباه يسمى فيميوس Phemios، أما أمه فكانت إيولية النسب كما تقول الروايات. ولعل هوميروس كان رئيس المنشدين Rhapsodes في بلاطات الأمراء والمهرجانات والأعياد، ويُروى أنه قام بجولات بعيدة قادته إلى مصر وإيطاليا واليونان قبل أن يستقر في خيوس Chios، ويؤسس مدرسة للشعر، وحين هرم سقط في العوز والحاجة، وربما فقد بصره، فبدأ يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومات في جزيرة إيوس Ios. وثمة بيت شعر قديم يتضمن أسماء سبع مدن كانت تدعي لنفسها شرف انتسابه إليها، ومنها سميرنا وخيوس وأثينا. وتؤيد معظم الروايات القديمة ادعاء سميرنا أنها كانت مسقط رأس هوميروس، ويدعمها كثير من الشواهد اللغوية لكونها المكان المفضل لالتقاء اللهجتين الإيولية والإيونية، وهما نواة لغة «الإلياذة». ويروي استرابون Strabon أنه أقيم للشاعر فيها تمثال وهيكل (دعي هوميريوم Homerium) وأن نقوداً سُكت فيها باسمه، وقد اختارها اليونانيون في العصر الحديث مهرجان «الهوميريات» لإحياء ذكرى شاعرهم الكبير. شهد العالم الفرنسى فيكتور بيرار المتخصص فى الادب اليونانى بعد دراسات عديدة وعميقة ان الاوديسا ملحمة هيموروس مقتبسة من الادب المصرى القديم وقال انه قد اتيح له الاطلاع على قصص واشعار مصرية قديمة كان ماسبيرو وغيره من علماء المصريات قد نشروها فدهش ان راى فى الاوديسا بعض هذه الاشعار والقصص فعكف على دراستها دراسة متانية فكانت النتيجة التى خرج بها ان الاقتباس واضح لايختلف عليه اثنان وان الاصل لهذه القصص والاشعار مصرى واوضح فى دراسته نماذج لهذا الاقتباس واكد ان الاوديسا تضم اشخاص مصرية واحداث مصرية وتشبه فى مجموعها القصص المصرية التى جمعها ماسبيرو فى كتابه القصص الشعبية فى مصر القديمة ويرجع تاريخ هذا الملف الى من 500 الى 800 سنة قبل ميلاد هوميروس وما تضمنته الاوديسا من قصص السحر يتطابق مع القصص المصرية كذلك القصص التى تتكلم فيها الحيوانات هناك شهادة اخرى صاحبها عالم روسى من علماء المصريات اكد فيها ان هيموروس اغار على قصة مصرية بكاملها ادخلها فى الاوديسا بعد ان البسها ثوبا يونانيا العالم هو الاستاذ جولونشيف ويؤيده فيها عالم فرنسى هو الاستاذ مورى فقد ترجم الاستاذ جولونشيف ملفا من اوراق البردى المحفوظة فى احدى مكتبات بتروجراد العاصمة القديمة لروسيا مكتوب بالخط الهيراطيقى يرجع تاريخه الى الاسرة الثانية عشرة 1800 سنة ق م اكتشف جولونشيف فى البرديات قصة سائح مصرى ركب البحر فغرقت سفينته والقت به الاقدار الى جزيرة خرافية هذه القصة نقلها هيموروس برمتها الى ملحمته الاوديسا بكل ماحوت من احداث واوصاف وشخصيات وقام جولونشيف بنشرها فى رسالة ضمت النص الفرعونى والنص فى ملحمة الاديسا وبعدها نشر الرسالة الاستاذ مورى بعد مراجعة البردية ونصوص الاوديسا وضمنها كتابهROOTS ET DIEEX D,EGYPT ومن قبل اشار بلوتراك واكد مورى ان الالياذة ايضا تضمنت اقتباسات من اسطورة ايزيس واوزوريس وسيظل فضل مصر نبراسا اضاء ظلام الفكر الانسانى عبدالمنعـــــــــم عبدالعظيــــــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاقصــــــــــــــــــــــــــــــر مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــر monemazim@yahoo.com

هيموروس شاعر اليونان العظيم يقتبس ملاحمه الشهيرة من أصول مصرية كتب عبدالمنعم عبدالعظيم يرجع الفضل الى العرب فى نقل الحضارة والفلسفة اليونانية الى اوربا التى كانت تعيش فى غيابات ظلام العصور الوسطى ولم يدعى العرب نسبة هذه الحضارة لانفسهم بل نسبوا الحق لصاحبه ولم تتعرف اوربا على هذه الحضارة الا من خلال الكتب العربية فعرفت ارسطو من كتابات ابن رشد ولم يطلع الاوربيين على الكتب اليونانية فى لغتها الاصلية الا بعد وقت طويل ومن الثابت تاريخيا ان الحضارة المصرية سبقت الحضارة اليونانية ورغم ذلك حافظ اليونانيون على نسبة هذه الحضارة لانفسهم وانكروا فضل الحضارة المصرية وما اقتبسوه من علوم وفنون وابداعات المصريين حتى وقر فى ذهن الناس ان الحضارة المصرية لم تنتج مايستحق ان يذكر وان الحضارة اليونانية ابتكرت كل علومها وفلسفتها وكل آرائها فى الحياة والاجتماع ونظام الحكم وابتكرت دياناتها وادابها حتى ظن الناس ايضا ان الفكر الانسانى تولد هناك وان ماسبقهم فوضى فكرية ومن عداهم من الشعوب من البربر كان هذا هو السائد حتى تم فك رموز حجر رشيد على يد شامبليون وقرء العالم تاريخ الحضارة المصرية العريقة الرائدة والسباقة واكتشفوا ان الحضارة المصرية ازدهرت ونمت وسبقت الحضارة اليونانية بثلاثة الاف سنة وان المصريون وصلوا اليونان منذ ايام الاسرة الثامنة عشرة الفرعونية قبل نشاة الحضارة اليونانية بالف سنة وان كل من حققوا هذه الحضارة وكانوا روادها زاروا مصر وتعلموا فى مدارسها ونهلوا من علومها وتشربوا من فكرها مثل اورفى وموزى وميلاميوس وديدال والشاعر هوميروس وليكرج الاسبارطى وصولون الاثينى وافلاطون الفيلسوف وديموكريتس وفيثاغورث وايدوكس الرياضى واينوبيد وبولوتراك وغيرهم ممن اثروا الفكر والحضارة اليونانية بعد ان تلقوا علومهم فى مصرو على يد كهنتها الى جانب الدور الذى لعبته مدرسة الاسكندرية فى صقل وتاصيل الفكر الانسانى ولقد ساهمت الغزوات والحروب والاحراق المتعمد للكتب المصرية وضياع اللغة المصرية القديمة بانقراض عارفيها فى اسدال ستار كثيف على كل علوم مصر ولولا الا ثار المادية التى تحدت الزمن كالاهرام والمعابد والمسلات والمقابر التى نطقت بعظمة هذه العلوم وعراقة هذه الحضارة لما فطن اليها احد ومنذ اكثر من مائتى عام اكتشف العلماء ان التصوير اليونانى واالنقوش والاعمدة اليونانية هى اقتباس من الفنون المصرية وكذلك كثير من المصنوعات اليونانية ومنذ ترجمت البرديات المصرية عكف العديد من العلماء فى العصر الحديث فى دراستها وكشف خباياها من هؤلاء العالم الفرنسى فيكتور بيرار الذى تخصص فى الادب اليونانى وكان من اشد المعجبين به والمتحمسين له وقد درس بيرار ملاحم الالياذة والاوديسا لشاعراليونان العظيم هيموروس ووضع فيهما الشروح والمصنفات وقد اكتشف بعد دراسات عديدة ان معظم هذه الاداب مقتبس من الاداب المصرية القديمة خاصة رائعة الشاعر اليونانى الاشهر هيموروس ملحمة الاوديسا التى تعد من اشهر الملاحم اليونانية تتحدث الاوديسة عن مغامرات عوليس احد امراء احدى المقاطعات اليونانية تسمى ايناك اثناء عودته للوطن بعد حصار طروادة بينما زوجته المخلصة بنيوليب تتصدى لمحاولات الاغراء لطرح هذا الوفاء جانبا واختيار زوج جديد وهذه الملحمة تضم 24 نشيدا منظومة فى 12000 بيتا تقريبا و تتسم الاوديسة بوحدة فنية عميقة كما تنطوي على معانى من الاخلاق الساميه. ظلت ملحمتى الالياذة و الاوديسة تتمتعان بتقدير الاغريق في العصر الهيليني فقد ذكر احد اضياف اكسنوفون " تمني أبي أن أصبح رجلا فاضلا فأمرني أن أحفظ أشعار هوميروس عن ظهر قلب". وظل الامر كذلك حتى نهاية العصر الهيلينى ويذكر أن طاغية أثينا بيزستراتوس في القرن السادس ق.م، شكل لجنة مهمتها تخليص الالياذة من الشوائب، كما كانت ملحمتا هوميروس هما كتابا الاسكندر المفضلين، والمعروف ايضا انهما كانتا تدرسان لتلاميذ مصر في القرن الرابع الميلادي. أما هوميروس فهو اللقب الذى اشتهر به مؤلف هذه الملاحم ويعني باللغة الإغريقية الرهينة أو الأعمى، وهناك سبع تراجم عنه، لكنها سير متأخرة النشأة تعود إلى العصر الامبراطوري الروماني وضعها مؤلفوها بناء على قصص محلية لها اصول تاريخية، وصدرت على أنها روايات قديمة. كُتبت أولى هذه السير وأهمها باللهجة الإيونية، ونُسبت إلى المؤرخ هيرودوت، وهي تؤرخ لحياة هوميروس في السنوات القليلة التي تلت الهجرة الدورية (أي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد). غير أن هيرودوت يذكر في تاريخه أن هوميروس عاش قبله بنحو أربعمئة سنة، أي في أواسط القرن التاسع قبل الميلاد. ويستفاد من هذه التراجم أن هوميروس كان يدعى في البداية مِلِسيغنِس Melesigenes (أي ابن النهر مِلِس) وأن أباه مايون Maion كان من مدينة سْميرنا Smyrna (إزمير حالياً)، في حين جاء في سيرة هوميروس المنسوبة لبلوتارخس أن أباه الذي رباه يسمى فيميوس Phemios، أما أمه فكانت إيولية النسب كما تقول الروايات. ولعل هوميروس كان رئيس المنشدين Rhapsodes في بلاطات الأمراء والمهرجانات والأعياد، ويُروى أنه قام بجولات بعيدة قادته إلى مصر وإيطاليا واليونان قبل أن يستقر في خيوس Chios، ويؤسس مدرسة للشعر، وحين هرم سقط في العوز والحاجة، وربما فقد بصره، فبدأ يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومات في جزيرة إيوس Ios. وثمة بيت شعر قديم يتضمن أسماء سبع مدن كانت تدعي لنفسها شرف انتسابه إليها، ومنها سميرنا وخيوس وأثينا. وتؤيد معظم الروايات القديمة ادعاء سميرنا أنها كانت مسقط رأس هوميروس، ويدعمها كثير من الشواهد اللغوية لكونها المكان المفضل لالتقاء اللهجتين الإيولية والإيونية، وهما نواة لغة «الإلياذة». ويروي استرابون Strabon أنه أقيم للشاعر فيها تمثال وهيكل (دعي هوميريوم Homerium) وأن نقوداً سُكت فيها باسمه، وقد اختارها اليونانيون في العصر الحديث مهرجان «الهوميريات» لإحياء ذكرى شاعرهم الكبير. شهد العالم الفرنسى فيكتور بيرار المتخصص فى الادب اليونانى بعد دراسات عديدة وعميقة ان الاوديسا ملحمة هيموروس مقتبسة من الادب المصرى القديم وقال انه قد اتيح له الاطلاع على قصص واشعار مصرية قديمة كان ماسبيرو وغيره من علماء المصريات قد نشروها فدهش ان راى فى الاوديسا بعض هذه الاشعار والقصص فعكف على دراستها دراسة متانية فكانت النتيجة التى خرج بها ان الاقتباس واضح لايختلف عليه اثنان وان الاصل لهذه القصص والاشعار مصرى واوضح فى دراسته نماذج لهذا الاقتباس واكد ان الاوديسا تضم اشخاص مصرية واحداث مصرية وتشبه فى مجموعها القصص المصرية التى جمعها ماسبيرو فى كتابه القصص الشعبية فى مصر القديمة ويرجع تاريخ هذا الملف الى من 500 الى 800 سنة قبل ميلاد هوميروس وما تضمنته الاوديسا من قصص السحر يتطابق مع القصص المصرية كذلك القصص التى تتكلم فيها الحيوانات هناك شهادة اخرى صاحبها عالم روسى من علماء المصريات اكد فيها ان هيموروس اغار على قصة مصرية بكاملها ادخلها فى الاوديسا بعد ان البسها ثوبا يونانيا العالم هو الاستاذ جولونشيف ويؤيده فيها عالم فرنسى هو الاستاذ مورى فقد ترجم الاستاذ جولونشيف ملفا من اوراق البردى المحفوظة فى احدى مكتبات بتروجراد العاصمة القديمة لروسيا مكتوب بالخط الهيراطيقى يرجع تاريخه الى الاسرة الثانية عشرة 1800 سنة ق م اكتشف جولونشيف فى البرديات قصة سائح مصرى ركب البحر فغرقت سفينته والقت به الاقدار الى جزيرة خرافية هذه القصة نقلها هيموروس برمتها الى ملحمته الاوديسا بكل ماحوت من احداث واوصاف وشخصيات وقام جولونشيف بنشرها فى رسالة ضمت النص الفرعونى والنص فى ملحمة الاديسا وبعدها نشر الرسالة الاستاذ مورى بعد مراجعة البردية ونصوص الاوديسا وضمنها كتابهROOTS ET DIEEX D,EGYPT ومن قبل اشار بلوتراك واكد مورى ان الالياذة ايضا تضمنت اقتباسات من اسطورة ايزيس واوزوريس وسيظل فضل مصر نبراسا اضاء ظلام الفكر الانسانى عبدالمنعـــــــــم عبدالعظيــــــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاقصــــــــــــــــــــــــــــــر مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــر monemazim@yahoo.com

هيموروس شاعر اليونان العظيم يقتبس ملاحمه الشهيرة من أصول مصرية كتب عبدالمنعم عبدالعظيم يرجع الفضل الى العرب فى نقل الحضارة والفلسفة اليونانية الى اوربا التى كانت تعيش فى غيابات ظلام العصور الوسطى ولم يدعى العرب نسبة هذه الحضارة لانفسهم بل نسبوا الحق لصاحبه ولم تتعرف اوربا على هذه الحضارة الا من خلال الكتب العربية فعرفت ارسطو من كتابات ابن رشد ولم يطلع الاوربيين على الكتب اليونانية فى لغتها الاصلية الا بعد وقت طويل ومن الثابت تاريخيا ان الحضارة المصرية سبقت الحضارة اليونانية ورغم ذلك حافظ اليونانيون على نسبة هذه الحضارة لانفسهم وانكروا فضل الحضارة المصرية وما اقتبسوه من علوم وفنون وابداعات المصريين حتى وقر فى ذهن الناس ان الحضارة المصرية لم تنتج مايستحق ان يذكر وان الحضارة اليونانية ابتكرت كل علومها وفلسفتها وكل آرائها فى الحياة والاجتماع ونظام الحكم وابتكرت دياناتها وادابها حتى ظن الناس ايضا ان الفكر الانسانى تولد هناك وان ماسبقهم فوضى فكرية ومن عداهم من الشعوب من البربر كان هذا هو السائد حتى تم فك رموز حجر رشيد على يد شامبليون وقرء العالم تاريخ الحضارة المصرية العريقة الرائدة والسباقة واكتشفوا ان الحضارة المصرية ازدهرت ونمت وسبقت الحضارة اليونانية بثلاثة الاف سنة وان المصريون وصلوا اليونان منذ ايام الاسرة الثامنة عشرة الفرعونية قبل نشاة الحضارة اليونانية بالف سنة وان كل من حققوا هذه الحضارة وكانوا روادها زاروا مصر وتعلموا فى مدارسها ونهلوا من علومها وتشربوا من فكرها مثل اورفى وموزى وميلاميوس وديدال والشاعر هوميروس وليكرج الاسبارطى وصولون الاثينى وافلاطون الفيلسوف وديموكريتس وفيثاغورث وايدوكس الرياضى واينوبيد وبولوتراك وغيرهم ممن اثروا الفكر والحضارة اليونانية بعد ان تلقوا علومهم فى مصرو على يد كهنتها الى جانب الدور الذى لعبته مدرسة الاسكندرية فى صقل وتاصيل الفكر الانسانى ولقد ساهمت الغزوات والحروب والاحراق المتعمد للكتب المصرية وضياع اللغة المصرية القديمة بانقراض عارفيها فى اسدال ستار كثيف على كل علوم مصر ولولا الا ثار المادية التى تحدت الزمن كالاهرام والمعابد والمسلات والمقابر التى نطقت بعظمة هذه العلوم وعراقة هذه الحضارة لما فطن اليها احد ومنذ اكثر من مائتى عام اكتشف العلماء ان التصوير اليونانى واالنقوش والاعمدة اليونانية هى اقتباس من الفنون المصرية وكذلك كثير من المصنوعات اليونانية ومنذ ترجمت البرديات المصرية عكف العديد من العلماء فى العصر الحديث فى دراستها وكشف خباياها من هؤلاء العالم الفرنسى فيكتور بيرار الذى تخصص فى الادب اليونانى وكان من اشد المعجبين به والمتحمسين له وقد درس بيرار ملاحم الالياذة والاوديسا لشاعراليونان العظيم هيموروس ووضع فيهما الشروح والمصنفات وقد اكتشف بعد دراسات عديدة ان معظم هذه الاداب مقتبس من الاداب المصرية القديمة خاصة رائعة الشاعر اليونانى الاشهر هيموروس ملحمة الاوديسا التى تعد من اشهر الملاحم اليونانية تتحدث الاوديسة عن مغامرات عوليس احد امراء احدى المقاطعات اليونانية تسمى ايناك اثناء عودته للوطن بعد حصار طروادة بينما زوجته المخلصة بنيوليب تتصدى لمحاولات الاغراء لطرح هذا الوفاء جانبا واختيار زوج جديد وهذه الملحمة تضم 24 نشيدا منظومة فى 12000 بيتا تقريبا و تتسم الاوديسة بوحدة فنية عميقة كما تنطوي على معانى من الاخلاق الساميه. ظلت ملحمتى الالياذة و الاوديسة تتمتعان بتقدير الاغريق في العصر الهيليني فقد ذكر احد اضياف اكسنوفون " تمني أبي أن أصبح رجلا فاضلا فأمرني أن أحفظ أشعار هوميروس عن ظهر قلب". وظل الامر كذلك حتى نهاية العصر الهيلينى ويذكر أن طاغية أثينا بيزستراتوس في القرن السادس ق.م، شكل لجنة مهمتها تخليص الالياذة من الشوائب، كما كانت ملحمتا هوميروس هما كتابا الاسكندر المفضلين، والمعروف ايضا انهما كانتا تدرسان لتلاميذ مصر في القرن الرابع الميلادي. أما هوميروس فهو اللقب الذى اشتهر به مؤلف هذه الملاحم ويعني باللغة الإغريقية الرهينة أو الأعمى، وهناك سبع تراجم عنه، لكنها سير متأخرة النشأة تعود إلى العصر الامبراطوري الروماني وضعها مؤلفوها بناء على قصص محلية لها اصول تاريخية، وصدرت على أنها روايات قديمة. كُتبت أولى هذه السير وأهمها باللهجة الإيونية، ونُسبت إلى المؤرخ هيرودوت، وهي تؤرخ لحياة هوميروس في السنوات القليلة التي تلت الهجرة الدورية (أي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد). غير أن هيرودوت يذكر في تاريخه أن هوميروس عاش قبله بنحو أربعمئة سنة، أي في أواسط القرن التاسع قبل الميلاد. ويستفاد من هذه التراجم أن هوميروس كان يدعى في البداية مِلِسيغنِس Melesigenes (أي ابن النهر مِلِس) وأن أباه مايون Maion كان من مدينة سْميرنا Smyrna (إزمير حالياً)، في حين جاء في سيرة هوميروس المنسوبة لبلوتارخس أن أباه الذي رباه يسمى فيميوس Phemios، أما أمه فكانت إيولية النسب كما تقول الروايات. ولعل هوميروس كان رئيس المنشدين Rhapsodes في بلاطات الأمراء والمهرجانات والأعياد، ويُروى أنه قام بجولات بعيدة قادته إلى مصر وإيطاليا واليونان قبل أن يستقر في خيوس Chios، ويؤسس مدرسة للشعر، وحين هرم سقط في العوز والحاجة، وربما فقد بصره، فبدأ يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومات في جزيرة إيوس Ios. وثمة بيت شعر قديم يتضمن أسماء سبع مدن كانت تدعي لنفسها شرف انتسابه إليها، ومنها سميرنا وخيوس وأثينا. وتؤيد معظم الروايات القديمة ادعاء سميرنا أنها كانت مسقط رأس هوميروس، ويدعمها كثير من الشواهد اللغوية لكونها المكان المفضل لالتقاء اللهجتين الإيولية والإيونية، وهما نواة لغة «الإلياذة». ويروي استرابون Strabon أنه أقيم للشاعر فيها تمثال وهيكل (دعي هوميريوم Homerium) وأن نقوداً سُكت فيها باسمه، وقد اختارها اليونانيون في العصر الحديث مهرجان «الهوميريات» لإحياء ذكرى شاعرهم الكبير. شهد العالم الفرنسى فيكتور بيرار المتخصص فى الادب اليونانى بعد دراسات عديدة وعميقة ان الاوديسا ملحمة هيموروس مقتبسة من الادب المصرى القديم وقال انه قد اتيح له الاطلاع على قصص واشعار مصرية قديمة كان ماسبيرو وغيره من علماء المصريات قد نشروها فدهش ان راى فى الاوديسا بعض هذه الاشعار والقصص فعكف على دراستها دراسة متانية فكانت النتيجة التى خرج بها ان الاقتباس واضح لايختلف عليه اثنان وان الاصل لهذه القصص والاشعار مصرى واوضح فى دراسته نماذج لهذا الاقتباس واكد ان الاوديسا تضم اشخاص مصرية واحداث مصرية وتشبه فى مجموعها القصص المصرية التى جمعها ماسبيرو فى كتابه القصص الشعبية فى مصر القديمة ويرجع تاريخ هذا الملف الى من 500 الى 800 سنة قبل ميلاد هوميروس وما تضمنته الاوديسا من قصص السحر يتطابق مع القصص المصرية كذلك القصص التى تتكلم فيها الحيوانات هناك شهادة اخرى صاحبها عالم روسى من علماء المصريات اكد فيها ان هيموروس اغار على قصة مصرية بكاملها ادخلها فى الاوديسا بعد ان البسها ثوبا يونانيا العالم هو الاستاذ جولونشيف ويؤيده فيها عالم فرنسى هو الاستاذ مورى فقد ترجم الاستاذ جولونشيف ملفا من اوراق البردى المحفوظة فى احدى مكتبات بتروجراد العاصمة القديمة لروسيا مكتوب بالخط الهيراطيقى يرجع تاريخه الى الاسرة الثانية عشرة 1800 سنة ق م اكتشف جولونشيف فى البرديات قصة سائح مصرى ركب البحر فغرقت سفينته والقت به الاقدار الى جزيرة خرافية هذه القصة نقلها هيموروس برمتها الى ملحمته الاوديسا بكل ماحوت من احداث واوصاف وشخصيات وقام جولونشيف بنشرها فى رسالة ضمت النص الفرعونى والنص فى ملحمة الاديسا وبعدها نشر الرسالة الاستاذ مورى بعد مراجعة البردية ونصوص الاوديسا وضمنها كتابهROOTS ET DIEEX D,EGYPT ومن قبل اشار بلوتراك واكد مورى ان الالياذة ايضا تضمنت اقتباسات من اسطورة ايزيس واوزوريس وسيظل فضل مصر نبراسا اضاء ظلام الفكر الانسانى عبدالمنعـــــــــم عبدالعظيــــــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاقصــــــــــــــــــــــــــــــر مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــر monemazim@yahoo.com

هيموروس شاعر اليونان العظيم يقتبس ملاحمه الشهيرة من أصول مصرية كتب عبدالمنعم عبدالعظيم يرجع الفضل الى العرب فى نقل الحضارة والفلسفة اليونانية الى اوربا التى كانت تعيش فى غيابات ظلام العصور الوسطى ولم يدعى العرب نسبة هذه الحضارة لانفسهم بل نسبوا الحق لصاحبه ولم تتعرف اوربا على هذه الحضارة الا من خلال الكتب العربية فعرفت ارسطو من كتابات ابن رشد ولم يطلع الاوربيين على الكتب اليونانية فى لغتها الاصلية الا بعد وقت طويل ومن الثابت تاريخيا ان الحضارة المصرية سبقت الحضارة اليونانية ورغم ذلك حافظ اليونانيون على نسبة هذه الحضارة لانفسهم وانكروا فضل الحضارة المصرية وما اقتبسوه من علوم وفنون وابداعات المصريين حتى وقر فى ذهن الناس ان الحضارة المصرية لم تنتج مايستحق ان يذكر وان الحضارة اليونانية ابتكرت كل علومها وفلسفتها وكل آرائها فى الحياة والاجتماع ونظام الحكم وابتكرت دياناتها وادابها حتى ظن الناس ايضا ان الفكر الانسانى تولد هناك وان ماسبقهم فوضى فكرية ومن عداهم من الشعوب من البربر كان هذا هو السائد حتى تم فك رموز حجر رشيد على يد شامبليون وقرء العالم تاريخ الحضارة المصرية العريقة الرائدة والسباقة واكتشفوا ان الحضارة المصرية ازدهرت ونمت وسبقت الحضارة اليونانية بثلاثة الاف سنة وان المصريون وصلوا اليونان منذ ايام الاسرة الثامنة عشرة الفرعونية قبل نشاة الحضارة اليونانية بالف سنة وان كل من حققوا هذه الحضارة وكانوا روادها زاروا مصر وتعلموا فى مدارسها ونهلوا من علومها وتشربوا من فكرها مثل اورفى وموزى وميلاميوس وديدال والشاعر هوميروس وليكرج الاسبارطى وصولون الاثينى وافلاطون الفيلسوف وديموكريتس وفيثاغورث وايدوكس الرياضى واينوبيد وبولوتراك وغيرهم ممن اثروا الفكر والحضارة اليونانية بعد ان تلقوا علومهم فى مصرو على يد كهنتها الى جانب الدور الذى لعبته مدرسة الاسكندرية فى صقل وتاصيل الفكر الانسانى ولقد ساهمت الغزوات والحروب والاحراق المتعمد للكتب المصرية وضياع اللغة المصرية القديمة بانقراض عارفيها فى اسدال ستار كثيف على كل علوم مصر ولولا الا ثار المادية التى تحدت الزمن كالاهرام والمعابد والمسلات والمقابر التى نطقت بعظمة هذه العلوم وعراقة هذه الحضارة لما فطن اليها احد ومنذ اكثر من مائتى عام اكتشف العلماء ان التصوير اليونانى واالنقوش والاعمدة اليونانية هى اقتباس من الفنون المصرية وكذلك كثير من المصنوعات اليونانية ومنذ ترجمت البرديات المصرية عكف العديد من العلماء فى العصر الحديث فى دراستها وكشف خباياها من هؤلاء العالم الفرنسى فيكتور بيرار الذى تخصص فى الادب اليونانى وكان من اشد المعجبين به والمتحمسين له وقد درس بيرار ملاحم الالياذة والاوديسا لشاعراليونان العظيم هيموروس ووضع فيهما الشروح والمصنفات وقد اكتشف بعد دراسات عديدة ان معظم هذه الاداب مقتبس من الاداب المصرية القديمة خاصة رائعة الشاعر اليونانى الاشهر هيموروس ملحمة الاوديسا التى تعد من اشهر الملاحم اليونانية تتحدث الاوديسة عن مغامرات عوليس احد امراء احدى المقاطعات اليونانية تسمى ايناك اثناء عودته للوطن بعد حصار طروادة بينما زوجته المخلصة بنيوليب تتصدى لمحاولات الاغراء لطرح هذا الوفاء جانبا واختيار زوج جديد وهذه الملحمة تضم 24 نشيدا منظومة فى 12000 بيتا تقريبا و تتسم الاوديسة بوحدة فنية عميقة كما تنطوي على معانى من الاخلاق الساميه. ظلت ملحمتى الالياذة و الاوديسة تتمتعان بتقدير الاغريق في العصر الهيليني فقد ذكر احد اضياف اكسنوفون " تمني أبي أن أصبح رجلا فاضلا فأمرني أن أحفظ أشعار هوميروس عن ظهر قلب". وظل الامر كذلك حتى نهاية العصر الهيلينى ويذكر أن طاغية أثينا بيزستراتوس في القرن السادس ق.م، شكل لجنة مهمتها تخليص الالياذة من الشوائب، كما كانت ملحمتا هوميروس هما كتابا الاسكندر المفضلين، والمعروف ايضا انهما كانتا تدرسان لتلاميذ مصر في القرن الرابع الميلادي. أما هوميروس فهو اللقب الذى اشتهر به مؤلف هذه الملاحم ويعني باللغة الإغريقية الرهينة أو الأعمى، وهناك سبع تراجم عنه، لكنها سير متأخرة النشأة تعود إلى العصر الامبراطوري الروماني وضعها مؤلفوها بناء على قصص محلية لها اصول تاريخية، وصدرت على أنها روايات قديمة. كُتبت أولى هذه السير وأهمها باللهجة الإيونية، ونُسبت إلى المؤرخ هيرودوت، وهي تؤرخ لحياة هوميروس في السنوات القليلة التي تلت الهجرة الدورية (أي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد). غير أن هيرودوت يذكر في تاريخه أن هوميروس عاش قبله بنحو أربعمئة سنة، أي في أواسط القرن التاسع قبل الميلاد. ويستفاد من هذه التراجم أن هوميروس كان يدعى في البداية مِلِسيغنِس Melesigenes (أي ابن النهر مِلِس) وأن أباه مايون Maion كان من مدينة سْميرنا Smyrna (إزمير حالياً)، في حين جاء في سيرة هوميروس المنسوبة لبلوتارخس أن أباه الذي رباه يسمى فيميوس Phemios، أما أمه فكانت إيولية النسب كما تقول الروايات. ولعل هوميروس كان رئيس المنشدين Rhapsodes في بلاطات الأمراء والمهرجانات والأعياد، ويُروى أنه قام بجولات بعيدة قادته إلى مصر وإيطاليا واليونان قبل أن يستقر في خيوس Chios، ويؤسس مدرسة للشعر، وحين هرم سقط في العوز والحاجة، وربما فقد بصره، فبدأ يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومات في جزيرة إيوس Ios. وثمة بيت شعر قديم يتضمن أسماء سبع مدن كانت تدعي لنفسها شرف انتسابه إليها، ومنها سميرنا وخيوس وأثينا. وتؤيد معظم الروايات القديمة ادعاء سميرنا أنها كانت مسقط رأس هوميروس، ويدعمها كثير من الشواهد اللغوية لكونها المكان المفضل لالتقاء اللهجتين الإيولية والإيونية، وهما نواة لغة «الإلياذة». ويروي استرابون Strabon أنه أقيم للشاعر فيها تمثال وهيكل (دعي هوميريوم Homerium) وأن نقوداً سُكت فيها باسمه، وقد اختارها اليونانيون في العصر الحديث مهرجان «الهوميريات» لإحياء ذكرى شاعرهم الكبير. شهد العالم الفرنسى فيكتور بيرار المتخصص فى الادب اليونانى بعد دراسات عديدة وعميقة ان الاوديسا ملحمة هيموروس مقتبسة من الادب المصرى القديم وقال انه قد اتيح له الاطلاع على قصص واشعار مصرية قديمة كان ماسبيرو وغيره من علماء المصريات قد نشروها فدهش ان راى فى الاوديسا بعض هذه الاشعار والقصص فعكف على دراستها دراسة متانية فكانت النتيجة التى خرج بها ان الاقتباس واضح لايختلف عليه اثنان وان الاصل لهذه القصص والاشعار مصرى واوضح فى دراسته نماذج لهذا الاقتباس واكد ان الاوديسا تضم اشخاص مصرية واحداث مصرية وتشبه فى مجموعها القصص المصرية التى جمعها ماسبيرو فى كتابه القصص الشعبية فى مصر القديمة ويرجع تاريخ هذا الملف الى من 500 الى 800 سنة قبل ميلاد هوميروس وما تضمنته الاوديسا من قصص السحر يتطابق مع القصص المصرية كذلك القصص التى تتكلم فيها الحيوانات هناك شهادة اخرى صاحبها عالم روسى من علماء المصريات اكد فيها ان هيموروس اغار على قصة مصرية بكاملها ادخلها فى الاوديسا بعد ان البسها ثوبا يونانيا العالم هو الاستاذ جولونشيف ويؤيده فيها عالم فرنسى هو الاستاذ مورى فقد ترجم الاستاذ جولونشيف ملفا من اوراق البردى المحفوظة فى احدى مكتبات بتروجراد العاصمة القديمة لروسيا مكتوب بالخط الهيراطيقى يرجع تاريخه الى الاسرة الثانية عشرة 1800 سنة ق م اكتشف جولونشيف فى البرديات قصة سائح مصرى ركب البحر فغرقت سفينته والقت به الاقدار الى جزيرة خرافية هذه القصة نقلها هيموروس برمتها الى ملحمته الاوديسا بكل ماحوت من احداث واوصاف وشخصيات وقام جولونشيف بنشرها فى رسالة ضمت النص الفرعونى والنص فى ملحمة الاديسا وبعدها نشر الرسالة الاستاذ مورى بعد مراجعة البردية ونصوص الاوديسا وضمنها كتابهROOTS ET DIEEX D,EGYPT ومن قبل اشار بلوتراك واكد مورى ان الالياذة ايضا تضمنت اقتباسات من اسطورة ايزيس واوزوريس وسيظل فضل مصر نبراسا اضاء ظلام الفكر الانسانى عبدالمنعـــــــــم عبدالعظيــــــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاقصــــــــــــــــــــــــــــــر مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــر monemazim@yahoo.com

هيموروس شاعر اليونان العظيم يقتبس ملاحمه الشهيرة من أصول مصرية كتب عبدالمنعم عبدالعظيم يرجع الفضل الى العرب فى نقل الحضارة والفلسفة اليونانية الى اوربا التى كانت تعيش فى غيابات ظلام العصور الوسطى ولم يدعى العرب نسبة هذه الحضارة لانفسهم بل نسبوا الحق لصاحبه ولم تتعرف اوربا على هذه الحضارة الا من خلال الكتب العربية فعرفت ارسطو من كتابات ابن رشد ولم يطلع الاوربيين على الكتب اليونانية فى لغتها الاصلية الا بعد وقت طويل ومن الثابت تاريخيا ان الحضارة المصرية سبقت الحضارة اليونانية ورغم ذلك حافظ اليونانيون على نسبة هذه الحضارة لانفسهم وانكروا فضل الحضارة المصرية وما اقتبسوه من علوم وفنون وابداعات المصريين حتى وقر فى ذهن الناس ان الحضارة المصرية لم تنتج مايستحق ان يذكر وان الحضارة اليونانية ابتكرت كل علومها وفلسفتها وكل آرائها فى الحياة والاجتماع ونظام الحكم وابتكرت دياناتها وادابها حتى ظن الناس ايضا ان الفكر الانسانى تولد هناك وان ماسبقهم فوضى فكرية ومن عداهم من الشعوب من البربر كان هذا هو السائد حتى تم فك رموز حجر رشيد على يد شامبليون وقرء العالم تاريخ الحضارة المصرية العريقة الرائدة والسباقة واكتشفوا ان الحضارة المصرية ازدهرت ونمت وسبقت الحضارة اليونانية بثلاثة الاف سنة وان المصريون وصلوا اليونان منذ ايام الاسرة الثامنة عشرة الفرعونية قبل نشاة الحضارة اليونانية بالف سنة وان كل من حققوا هذه الحضارة وكانوا روادها زاروا مصر وتعلموا فى مدارسها ونهلوا من علومها وتشربوا من فكرها مثل اورفى وموزى وميلاميوس وديدال والشاعر هوميروس وليكرج الاسبارطى وصولون الاثينى وافلاطون الفيلسوف وديموكريتس وفيثاغورث وايدوكس الرياضى واينوبيد وبولوتراك وغيرهم ممن اثروا الفكر والحضارة اليونانية بعد ان تلقوا علومهم فى مصرو على يد كهنتها الى جانب الدور الذى لعبته مدرسة الاسكندرية فى صقل وتاصيل الفكر الانسانى ولقد ساهمت الغزوات والحروب والاحراق المتعمد للكتب المصرية وضياع اللغة المصرية القديمة بانقراض عارفيها فى اسدال ستار كثيف على كل علوم مصر ولولا الا ثار المادية التى تحدت الزمن كالاهرام والمعابد والمسلات والمقابر التى نطقت بعظمة هذه العلوم وعراقة هذه الحضارة لما فطن اليها احد ومنذ اكثر من مائتى عام اكتشف العلماء ان التصوير اليونانى واالنقوش والاعمدة اليونانية هى اقتباس من الفنون المصرية وكذلك كثير من المصنوعات اليونانية ومنذ ترجمت البرديات المصرية عكف العديد من العلماء فى العصر الحديث فى دراستها وكشف خباياها من هؤلاء العالم الفرنسى فيكتور بيرار الذى تخصص فى الادب اليونانى وكان من اشد المعجبين به والمتحمسين له وقد درس بيرار ملاحم الالياذة والاوديسا لشاعراليونان العظيم هيموروس ووضع فيهما الشروح والمصنفات وقد اكتشف بعد دراسات عديدة ان معظم هذه الاداب مقتبس من الاداب المصرية القديمة خاصة رائعة الشاعر اليونانى الاشهر هيموروس ملحمة الاوديسا التى تعد من اشهر الملاحم اليونانية تتحدث الاوديسة عن مغامرات عوليس احد امراء احدى المقاطعات اليونانية تسمى ايناك اثناء عودته للوطن بعد حصار طروادة بينما زوجته المخلصة بنيوليب تتصدى لمحاولات الاغراء لطرح هذا الوفاء جانبا واختيار زوج جديد وهذه الملحمة تضم 24 نشيدا منظومة فى 12000 بيتا تقريبا و تتسم الاوديسة بوحدة فنية عميقة كما تنطوي على معانى من الاخلاق الساميه. ظلت ملحمتى الالياذة و الاوديسة تتمتعان بتقدير الاغريق في العصر الهيليني فقد ذكر احد اضياف اكسنوفون " تمني أبي أن أصبح رجلا فاضلا فأمرني أن أحفظ أشعار هوميروس عن ظهر قلب". وظل الامر كذلك حتى نهاية العصر الهيلينى ويذكر أن طاغية أثينا بيزستراتوس في القرن السادس ق.م، شكل لجنة مهمتها تخليص الالياذة من الشوائب، كما كانت ملحمتا هوميروس هما كتابا الاسكندر المفضلين، والمعروف ايضا انهما كانتا تدرسان لتلاميذ مصر في القرن الرابع الميلادي. أما هوميروس فهو اللقب الذى اشتهر به مؤلف هذه الملاحم ويعني باللغة الإغريقية الرهينة أو الأعمى، وهناك سبع تراجم عنه، لكنها سير متأخرة النشأة تعود إلى العصر الامبراطوري الروماني وضعها مؤلفوها بناء على قصص محلية لها اصول تاريخية، وصدرت على أنها روايات قديمة. كُتبت أولى هذه السير وأهمها باللهجة الإيونية، ونُسبت إلى المؤرخ هيرودوت، وهي تؤرخ لحياة هوميروس في السنوات القليلة التي تلت الهجرة الدورية (أي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد). غير أن هيرودوت يذكر في تاريخه أن هوميروس عاش قبله بنحو أربعمئة سنة، أي في أواسط القرن التاسع قبل الميلاد. ويستفاد من هذه التراجم أن هوميروس كان يدعى في البداية مِلِسيغنِس Melesigenes (أي ابن النهر مِلِس) وأن أباه مايون Maion كان من مدينة سْميرنا Smyrna (إزمير حالياً)، في حين جاء في سيرة هوميروس المنسوبة لبلوتارخس أن أباه الذي رباه يسمى فيميوس Phemios، أما أمه فكانت إيولية النسب كما تقول الروايات. ولعل هوميروس كان رئيس المنشدين Rhapsodes في بلاطات الأمراء والمهرجانات والأعياد، ويُروى أنه قام بجولات بعيدة قادته إلى مصر وإيطاليا واليونان قبل أن يستقر في خيوس Chios، ويؤسس مدرسة للشعر، وحين هرم سقط في العوز والحاجة، وربما فقد بصره، فبدأ يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومات في جزيرة إيوس Ios. وثمة بيت شعر قديم يتضمن أسماء سبع مدن كانت تدعي لنفسها شرف انتسابه إليها، ومنها سميرنا وخيوس وأثينا. وتؤيد معظم الروايات القديمة ادعاء سميرنا أنها كانت مسقط رأس هوميروس، ويدعمها كثير من الشواهد اللغوية لكونها المكان المفضل لالتقاء اللهجتين الإيولية والإيونية، وهما نواة لغة «الإلياذة». ويروي استرابون Strabon أنه أقيم للشاعر فيها تمثال وهيكل (دعي هوميريوم Homerium) وأن نقوداً سُكت فيها باسمه، وقد اختارها اليونانيون في العصر الحديث مهرجان «الهوميريات» لإحياء ذكرى شاعرهم الكبير. شهد العالم الفرنسى فيكتور بيرار المتخصص فى الادب اليونانى بعد دراسات عديدة وعميقة ان الاوديسا ملحمة هيموروس مقتبسة من الادب المصرى القديم وقال انه قد اتيح له الاطلاع على قصص واشعار مصرية قديمة كان ماسبيرو وغيره من علماء المصريات قد نشروها فدهش ان راى فى الاوديسا بعض هذه الاشعار والقصص فعكف على دراستها دراسة متانية فكانت النتيجة التى خرج بها ان الاقتباس واضح لايختلف عليه اثنان وان الاصل لهذه القصص والاشعار مصرى واوضح فى دراسته نماذج لهذا الاقتباس واكد ان الاوديسا تضم اشخاص مصرية واحداث مصرية وتشبه فى مجموعها القصص المصرية التى جمعها ماسبيرو فى كتابه القصص الشعبية فى مصر القديمة ويرجع تاريخ هذا الملف الى من 500 الى 800 سنة قبل ميلاد هوميروس وما تضمنته الاوديسا من قصص السحر يتطابق مع القصص المصرية كذلك القصص التى تتكلم فيها الحيوانات هناك شهادة اخرى صاحبها عالم روسى من علماء المصريات اكد فيها ان هيموروس اغار على قصة مصرية بكاملها ادخلها فى الاوديسا بعد ان البسها ثوبا يونانيا العالم هو الاستاذ جولونشيف ويؤيده فيها عالم فرنسى هو الاستاذ مورى فقد ترجم الاستاذ جولونشيف ملفا من اوراق البردى المحفوظة فى احدى مكتبات بتروجراد العاصمة القديمة لروسيا مكتوب بالخط الهيراطيقى يرجع تاريخه الى الاسرة الثانية عشرة 1800 سنة ق م اكتشف جولونشيف فى البرديات قصة سائح مصرى ركب البحر فغرقت سفينته والقت به الاقدار الى جزيرة خرافية هذه القصة نقلها هيموروس برمتها الى ملحمته الاوديسا بكل ماحوت من احداث واوصاف وشخصيات وقام جولونشيف بنشرها فى رسالة ضمت النص الفرعونى والنص فى ملحمة الاديسا وبعدها نشر الرسالة الاستاذ مورى بعد مراجعة البردية ونصوص الاوديسا وضمنها كتابهROOTS ET DIEEX D,EGYPT ومن قبل اشار بلوتراك واكد مورى ان الالياذة ايضا تضمنت اقتباسات من اسطورة ايزيس واوزوريس وسيظل فضل مصر نبراسا اضاء ظلام الفكر الانسانى عبدالمنعـــــــــم عبدالعظيــــــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاقصــــــــــــــــــــــــــــــر مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــر monemazim@yahoo.com

السبت، 20 أكتوبر 2012


الحلقة الثانية من التراث الذى اغتالوه فى الأقصر كتب عبدالمنعم عبدالعظيم 1- قصر باسيلى باشا على نيل الأقصر كان يقع هذا القصر الفخم المميز قصر باسيلى باشا الذى يحتل موقعة الآن فندق ايتاب هذا القصر بنته الحكومة الفرنسية فى عهد الخديوى إسماعيل ليكون مقرا لإقامة قنصلها فى الأقصر باسيلى باشا بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وعم توفيق اندراوس نائب الأقصر والوجيه يس باشا اندراوس وهى اسرة نزحت من قوص وكانوا من كبار ملاك الاراضى ولهم دورهم الوطنى وأول من نافسوا الأجانب فى إقامة المنشات السياحية ويرجع الاستاذ الدكتور عبدالله محمد عزباوى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة فى كتابه الشوام فى مصر فى القرنين 19 ,18ان أصول هذه الأسرة من الشام وقد استوردت فرنسا الرخام والمرمر و الخشب حتى الطوب الذى بنى به هذا القصر من ايطاليا وبعد ثورة يوليو كان مقترحا أن يكون القصر استراحة لرئيس الجمهورية ورفض عبدالناصر وتم تسليم القصر للقوات المسلحة وفى عام 1964 تم اغتيال هذا القصر وهدمه وبيع مقتنياته الثمينة وأنقاضه النادرة ولم يكن القصر وقتها أيلا للسقوط وكان غاية فى المتانة والأبهة ودارت أحاديث كثيرة حول صفقة كان من أطرافها جلال عزت رئيس المدينة واللواء عبدالله غبارة محافظ قنا ولابد ان هناك كلام كثير حول الصفقة فى ملفات مجلس المدينة وتضاف جريمة هدم قصر باسيلى باشا الى جرائم كثيرة هدم فيها أفخم قصور الأقصر وتراثها المعمارى الفريد غير سرقة المقتنيات النادرة والأثرية من هذه القصور 2- قصر نفرتارى منذ اقل من عامين كان قصر نفرتارى قائما يحتله معهد ترميم الآثار قبل ان يتم هدمه وهذا القصر كان ملكا لنجيب بك ميخائيل بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وقد بنى هذا القصر على طراز الباروك الايطالي وكانت جميع منشاته مطلية باللون الطوبى الفاتح وحجراته مطلية باللون الأبيض وللقصر حديقة غناء هذا القصر الجميل تم تسليمه لوزارة المعارف عام 1950 لتحويلة لمدرسة ابتدائية بناء على موافقة مجلس الوزراء وكان هذا قبل الثورة حتى لا يتهم عبدالناصر بالاستيلاء عليه وتحول الى مدرسة ابتدائية ثم أصبح مقرا لمعهد ترميم الآثار وبحجة تطوير الأقصر تم هدم هذا القصر وطرد طلاب المعهد فى الهجمة الشرسة التى قادها الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر لهدم تراث الأقصر التليد من مساجد وقصور لصالح رجال الأعمال فيما عرف بمشروع المثلث الذهبى تحت غطاء تطوير الأقصر فى هذه الهجمة تم هدم قصر يس باشا اندراوس وقصر الثقافة وجمعية الشبان المسلمين ومقابر الكونجرس وسبع مساجد منها مسجد المقشقش الاثرى ونادى الاقصر الرياضى والهلال الاحمر ومركز الأعلام وثلاث مدارس وفندق ونتر بالاس الجديد والسوق السياحى وعديد من مساكن الاهالى والمنشئات وبدون توفير بدائل وحتى الان لم تصرف التعويضات والقيت مكتبة قصر ثقافة الأقصر أسفل مدرجات الإستاد الذى هدم أيضا وألقيت مكتبة وأجهزة مركز الإعلام فى العراء ولم يتحقق مشروع المثلث الذهبى فقد أطاحت ثورة يناير بسمير فرج وشريكه احمد نظيف قبل أن يتم تفريغ مدينة الأقصر من سكانها وتراثها الحضارى لصالح اتحاد رجال الأعمال الحاكم 2- بيت الأقصر الكبير سعدت بلقاء الروائية المصرية المقيمة بسويسرا الدكتورة فوزية اسعد التى كتبت قصة هذا البيت فى روايتها بيت الأقصر الكبير التى كتبتها بالفرنسية وترجمها المشروع القومى للترجمة وتحدثنا طويلا عن بيت الأقصر الكبير وزكرياته التى اتمنى تصويرها فى فيلم يحكى تاريخ الاقصر وتراثها من خلال معايشة هذه الاسرة فى هذا القصر وكيف تأمروا لهدمه وسرقة مقتنياته بحجة انه فى حرم الآثار وهو قصر يس باشا اندراوس وكان الدور على قصر توفيق اندراوس نائب الأقصر والذى اشتهر بيت الأمة بالأقصر واستقبلت فيه الأقصر سعد زغلول والإمام محمد عبده ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وهيلا ثلاثى امبراطور الحبشة وكان قد حضر لخطبة جميلة توفيق اندراوس ولكنها رفضت واستقبل أيضا الأمير امبرتو ولى عهد ايطاليا وملوك ايطاليا وبلجيكا ورمانيا وأسرة قيصر روسيا وغيرهم من ضيوف الأقصر غير التحف النادرة والرسومات التى رسمها فنان ايطالي مشهور وسعدت أيضا بلقاء بنات توفيق اندراوس أيام كن يعشن رعب إزالة قصرهم وكيف تبرعوا بعشرين فدانا لسمير فرج لإقامة قصر لمبارك بجزيرة الموز ملكهم لتأجيل الهدم وعشت معهن زكريات اليمه هى قصة تحكى عن كيف كانت تدار مصر هدم سمير فرج بيت الأقصر الكبير رغم صدور حكم قضائى نهائى بتسليمه للورثة من المحكمة الاداررية العليا فى 13 نوفمبر 2002 ورغم قرار هيئة اليونسكو وجهاز التنسيق الحضارى رقم 2154\2009 باعتباره من الآثار التى يجب ألا تمس وذهب سمير فرج وبقيت أطلال الهدم تحكى قصة التفكير الغاشم للعقلية العسكرية والفساد السياسي التي كانت تدير الأقصر ولا تدرك قيمة ثراء تراثها فهل جرفت كرامات سيدى المقشقش وسيدى الوحشى كل من اعتدى على حرمهم والى لقاء مع قصة جزيرة الموز واستيلاء حسين سالم على جزيرة البياضية و فندق الجولى فيل عبدالمنعـــــــــــــــــــم عبدالعظـــــــــــــــــــــــــــــيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo..com

الحلقة الثانية من التراث الذى اغتالوه فى الأقصر كتب عبدالمنعم عبدالعظيم 1- قصر باسيلى باشا على نيل الأقصر كان يقع هذا القصر الفخم المميز قصر باسيلى باشا الذى يحتل موقعة الآن فندق ايتاب هذا القصر بنته الحكومة الفرنسية فى عهد الخديوى إسماعيل ليكون مقرا لإقامة قنصلها فى الأقصر باسيلى باشا بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وعم توفيق اندراوس نائب الأقصر والوجيه يس باشا اندراوس وهى اسرة نزحت من قوص وكانوا من كبار ملاك الاراضى ولهم دورهم الوطنى وأول من نافسوا الأجانب فى إقامة المنشات السياحية ويرجع الاستاذ الدكتور عبدالله محمد عزباوى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة فى كتابه الشوام فى مصر فى القرنين 19 ,18ان أصول هذه الأسرة من الشام وقد استوردت فرنسا الرخام والمرمر و الخشب حتى الطوب الذى بنى به هذا القصر من ايطاليا وبعد ثورة يوليو كان مقترحا أن يكون القصر استراحة لرئيس الجمهورية ورفض عبدالناصر وتم تسليم القصر للقوات المسلحة وفى عام 1964 تم اغتيال هذا القصر وهدمه وبيع مقتنياته الثمينة وأنقاضه النادرة ولم يكن القصر وقتها أيلا للسقوط وكان غاية فى المتانة والأبهة ودارت أحاديث كثيرة حول صفقة كان من أطرافها جلال عزت رئيس المدينة واللواء عبدالله غبارة محافظ قنا ولابد ان هناك كلام كثير حول الصفقة فى ملفات مجلس المدينة وتضاف جريمة هدم قصر باسيلى باشا الى جرائم كثيرة هدم فيها أفخم قصور الأقصر وتراثها المعمارى الفريد غير سرقة المقتنيات النادرة والأثرية من هذه القصور 2- قصر نفرتارى منذ اقل من عامين كان قصر نفرتارى قائما يحتله معهد ترميم الآثار قبل ان يتم هدمه وهذا القصر كان ملكا لنجيب بك ميخائيل بشارة شقيق اندراوس باشا بشارة وقد بنى هذا القصر على طراز الباروك الايطالي وكانت جميع منشاته مطلية باللون الطوبى الفاتح وحجراته مطلية باللون الأبيض وللقصر حديقة غناء هذا القصر الجميل تم تسليمه لوزارة المعارف عام 1950 لتحويلة لمدرسة ابتدائية بناء على موافقة مجلس الوزراء وكان هذا قبل الثورة حتى لا يتهم عبدالناصر بالاستيلاء عليه وتحول الى مدرسة ابتدائية ثم أصبح مقرا لمعهد ترميم الآثار وبحجة تطوير الأقصر تم هدم هذا القصر وطرد طلاب المعهد فى الهجمة الشرسة التى قادها الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر لهدم تراث الأقصر التليد من مساجد وقصور لصالح رجال الأعمال فيما عرف بمشروع المثلث الذهبى تحت غطاء تطوير الأقصر فى هذه الهجمة تم هدم قصر يس باشا اندراوس وقصر الثقافة وجمعية الشبان المسلمين ومقابر الكونجرس وسبع مساجد منها مسجد المقشقش الاثرى ونادى الاقصر الرياضى والهلال الاحمر ومركز الأعلام وثلاث مدارس وفندق ونتر بالاس الجديد والسوق السياحى وعديد من مساكن الاهالى والمنشئات وبدون توفير بدائل وحتى الان لم تصرف التعويضات والقيت مكتبة قصر ثقافة الأقصر أسفل مدرجات الإستاد الذى هدم أيضا وألقيت مكتبة وأجهزة مركز الإعلام فى العراء ولم يتحقق مشروع المثلث الذهبى فقد أطاحت ثورة يناير بسمير فرج وشريكه احمد نظيف قبل أن يتم تفريغ مدينة الأقصر من سكانها وتراثها الحضارى لصالح اتحاد رجال الأعمال الحاكم 2- بيت الأقصر الكبير سعدت بلقاء الروائية المصرية المقيمة بسويسرا الدكتورة فوزية اسعد التى كتبت قصة هذا البيت فى روايتها بيت الأقصر الكبير التى كتبتها بالفرنسية وترجمها المشروع القومى للترجمة وتحدثنا طويلا عن بيت الأقصر الكبير وزكرياته التى اتمنى تصويرها فى فيلم يحكى تاريخ الاقصر وتراثها من خلال معايشة هذه الاسرة فى هذا القصر وكيف تأمروا لهدمه وسرقة مقتنياته بحجة انه فى حرم الآثار وهو قصر يس باشا اندراوس وكان الدور على قصر توفيق اندراوس نائب الأقصر والذى اشتهر بيت الأمة بالأقصر واستقبلت فيه الأقصر سعد زغلول والإمام محمد عبده ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وهيلا ثلاثى امبراطور الحبشة وكان قد حضر لخطبة جميلة توفيق اندراوس ولكنها رفضت واستقبل أيضا الأمير امبرتو ولى عهد ايطاليا وملوك ايطاليا وبلجيكا ورمانيا وأسرة قيصر روسيا وغيرهم من ضيوف الأقصر غير التحف النادرة والرسومات التى رسمها فنان ايطالي مشهور وسعدت أيضا بلقاء بنات توفيق اندراوس أيام كن يعشن رعب إزالة قصرهم وكيف تبرعوا بعشرين فدانا لسمير فرج لإقامة قصر لمبارك بجزيرة الموز ملكهم لتأجيل الهدم وعشت معهن زكريات اليمه هى قصة تحكى عن كيف كانت تدار مصر هدم سمير فرج بيت الأقصر الكبير رغم صدور حكم قضائى نهائى بتسليمه للورثة من المحكمة الاداررية العليا فى 13 نوفمبر 2002 ورغم قرار هيئة اليونسكو وجهاز التنسيق الحضارى رقم 2154\2009 باعتباره من الآثار التى يجب ألا تمس وذهب سمير فرج وبقيت أطلال الهدم تحكى قصة التفكير الغاشم للعقلية العسكرية والفساد السياسي التي كانت تدير الأقصر ولا تدرك قيمة ثراء تراثها فهل جرفت كرامات سيدى المقشقش وسيدى الوحشى كل من اعتدى على حرمهم والى لقاء مع قصة جزيرة الموز واستيلاء حسين سالم على جزيرة البياضية و فندق الجولى فيل عبدالمنعـــــــــــــــــــم عبدالعظـــــــــــــــــــــــــــــيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo..com

الجمعة، 19 أكتوبر 2012


ملف التراث الذى اغتالوه فى الأقصر قصر السلطانة ملك كتب عبدالمنعم عبدالعظيم فى هذه المنطقة المميزة على نهر النيل العظيم وفوق ربوة عالية بنى عاشق الأقصر المستر سنجور الهولندى الجنسية هذا القصر الكبير الذى بنى من طابق واحد على الطراز العربى بنافوراته الرائعة وحدائقه الزاهرة بما يشكل تحفة معمارية مميزة وعند زيارتها للأقصر أعجبت السلطانة ملك الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل بالقصر واستولت عليه والسلطانة ملك أول سلطانة لمصر بعد شجرة الدر وكانت تقضى فيه الشتاء وكانت تقضى الصيف فى استانبول وكان الناس يطلقون عليه قصر أبو شنب نسبة الى الهولندى سنجور الذى كان له شارب مميز وهناك شواهد تؤكد انه فى مكان هذا القصر كان يقع قصر فرعون ويقال انه نفس المكان الذى انتشلت منه ابنة فرعون الصندوق الذى حمل سيدنا موسى عليه السلام الذى تقول بعض الدراسات انه ولد بقرية الطود فى الستينيات تسلمت وزارة التربية والتعليم هذا القصر وتم استخدامه معسكر للطلاب وكان يستقبل رحلات طلاب الثانوية العامة التى كانت رحلة ثقافية إجبارية يتعرف فيها طلاب الثانوية العامة على تراث مصر فياتى طلاب الوجه البحرى الى الأقصر وأسوان ويسافر طلاب الوجه القبلى الى القاهرة وفجأة وفى صفقة مشبوهة تم هدم القصر والمبنى الذى أقامته التربية والتعليم كملحق لمعسكر الطلاب وبنى مكانه فندق النوفوتيل وخسرت الأقصر قصرا من أميز القصور التى بنيت على الطراز الاسلامى فى مصر كما بنت السلطانة ملك مسجدا بنجع الكرشاب بقرية الحبيل عرف بمسجد البرنسيسة وكانت تحرص على زيارته وتقديم الهدايا والهبات لفقراء المنطقة ارض هذا المسجد استولى علها احد الاهالى وبنى عليها عمارة ثم تاتى اخطر قضايا الفساد التى شهدتها الأقصر فى عصر مبارك حيث تم إعطاء باقى ارض قصر السلطانة ملك الى إحدى شركات هشام طلعت مصطفى الشركة المصرية للاستثمارات الفندقية والسياحية بنظام حق الانتفاع لمدة 49 سنة فى يوليو 2008 لإقامة فندق فورسيزون الاقصر لقد تم اغتيال الأثر ثم الأرض حتى المسجد رغم ان هذه المنشات ملك الشعب لصالح منظومة الفساد وهى أمور تحتاج الى تحقيق ومراجعة ليعود الحق لأصحابه عبدالمنعـــــــــــم عبدالعظيــــــــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012


قراءة فى ملف الإخوان المسلمين كتب عبدالمنعم عبدالعظيم فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر وصل حزب الحرية والعدالة حزب جماعة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم بعد فوز رئيس الحزب الدكتور مهندس محمد مرسى برئاسة الجمهورية وفوز الحزب بأغلبية مقاعد المجالس التشريعية الشعب والشورى فى سابقة غير متوقعة حتى للإخوان أنفسهم لكن التحول العظيم الذى حققته ثورة 25يناير جعلت المستحيل ممكنا فقد هيئت الثورة المناخ للتغيير وحدوث هذا الانقلاب السياسى على الموروثات والثوابت فى الفكر السياسى المصرى أملا فى التغيير الى الأحسن بعد أن وصل الفساد الى ذروته وظن الناس ان هؤلاء الذين خرجوا من السجون والمعتقلات قادرون على هذا التغيير نحن الان أمام تجربة جديدة تتأرجح بين الدولة المدنية والمرجعية الدينية للجماعة الحاكمة بين جماعة لها منهج فكرى وأهداف استراتيجية من اجل االوصول الى الدولة الإسلامية التى تؤمن بحاكمية الله والتى تستمد دستورها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والأسس الثابتة للشريعة الإسلامية وبين دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أسس المواطنة التى اصبحت هى الثقافة السائدة واى انهيار فى منظومتها يعنى انهيار مجتمعى وستجد الجماعة نفسها فى المربع الاول من جديد الى جانب تفاقم المشكلة الاقتصادية وانهيار منظومة القيم والفوضى الامنية والارتفاع غير المتوقع لاسعار السلع والخدمات وانهيار القيمة السوقية للجنيه المصرى وزيادة المطالب الفئوية رغم نضوب موارد الدولة ونقص الانتاج ومحاولة الاعتماد على القروض والمنح التى دائما ماتكون مشروطة لقد انحشر النظام فى منزلق خطير لايحسد عليه ولا مخرج منه سوى بالمراجعة الأمينة والمواجهة الصريحة للمشاكل أعود لمراجعة الملف التاريخى للجماعة الحاكمة لمحاولة فهم اسسها الفكرية منذ ان أسسها الإمام حسن البنا فى الإسماعيلية التى كان مدرسا بإحدى مدارسها الابتدائية كانت جماعة صغيرة تهدف الى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإرشاد وبناء المساجد والمدارس وقد تبرعت لها هيئة قناة السويس بمبلغ 500جنيه لبناء مقر لها ثم نمت الجماعة وأصبح لها مقار فى معظم المدن المصرية وانتقل مركزها الرئيسى الى القاهرة العاصمة وعندما اشتد الصراع بين حزب الوفد والملك فاروق بعد معاهدة 1936 طفت الجماعة على سطح الإحداث الى جانب رجل الملك على ماهر باشا حاول الملك ايامها إنشاء أحزاب موالية لهل لكسر قوة الوفد حزب الأغلبية مثل حزب الشعب وحزب الاتحاد لكنه فشل فاحتضن جماعة الإخوان المسلمين لتكون زراعه لمحاربة الوفد عدوه التقليدى بالرغم من اتهام الإخوان أيامها بالتعاون مع ايطاليا وتلقى الدعم من نظامها الفاشيستى المتعاون مع المانيا النازية بلغ من تعاون الجماعة مع الملك أنها خصصت مؤتمرها العام الرابع لغرض واحد هو الاحتفال باعتلاء الملك العرش وتجمع الإخوان أمام قصر عابدين هاتفين نهديك بيعتنا وولاءنا على كتاب الله وسنة رسوله ولقد زكرت جريدة البلاغ فىى20 ديسمبر1937 انه عندما اختلف مصطفى النحاس مع الملك وخرجت الجماهير تهتف الشعب مع النحاس فبرز حسن البنا ورجاله هاتفين الله مع الملك بدأت الجماعة تتحول من جماعة دعوية الى جماعة سياسية كتب المناضل احمد حسين فى جريدة مصر الفتاه فى17 يوليو1941 ان حسن البنا أداة فى يد الرجعية وفى يد الرأسمالية اليهودية وفى يد الانجليز وصدقى باشا وكان الشعب يستقبل حسن البنا بالهتاف ضده يسقط صنيعة الانجليز وقد جاء بجريدة صوت الأمة فى 28\8\1946 انه عند تولى إسماعيل صدقى رئاسة الوزارة عام 46 وسط غليان الحركة الوطنية الرافضة له كان اول عمل يقوم به زيارة مقر الإخوان المسلمين بالحلمية ووقف يومها احد قادة الإخوان يهنىء الشعب بإسماعيل صدقى بتولى الوزارة قال واذكر فى الكتاب اسماعيل انه صادق الوعد وكان رسولا نبيا كان الاخوان والملك فى جانب والحركة الوطنية فى جانب اخر يعادى الملك والانجليز حتى انهم شكلوا مع صدقى باشا اللجنة القومية لمواجهة لجنة العمال والطلبة واكد الملك فى مذكراته التى نشرتها مجلة الطليعة انه شجع الاخوان ليقضى على حركة الوفد واليسار وإحداث شرخ فى الحركة الوطنية وكان صدقى يستعين بالإخوان لتحقيق أهدافه المرتبطة بالانجليز وجعل حسن البنا يركب سيارة سليم زكى الحكمدار لتهدئة الشعب وقد حرص الإخوان المسلمين منذ البداية على تكوين فرق الجوالة التى شكلت مليشيات لخدمة إغراض الإخوان السياسية ومن بين صفوف الجوالة التقط أعضاء الجهاز الخاص أفراده ودربوهم على مختلف الأسلحة وكانت حرب فلسطين 1948 فرصتهم التى ابتهلوها لتجميع الأسلحة وكانت فرصتهم لتدريب أعضاء الجهاز الذى كان تابعا للمرشد العام مباشرة كانت القوة احد وسائلهم للوصول الى الحكم كما يقول عبد الرحمن الرافعى بدات الجماعة عملياتها الإرهابية بتفجير القنابل فى دور السينما وحارة اليهود وشركة الاعلانات الشرقية ومحلات شيكوريل وغيرها ثم باغتيال المستشار احمد الخازندار امام مسكنه بحلوان لانه حكم على بعضهم بالسجن يقول مرتضى المراغى وزير الداخلية السابق ان الاخوان المسلمين كانت لهم محكمة تنعقد لمحاكمة من تعتبرهم خصوم لها او خونة فى حق الوطن والدين وحبن تصدر احكامها على احد منهم بالقتل او نسف داره تختار بضعة شبان لتنفيذ الحكم فى شهر يوليو48 انفجرت شحنة ناسفة فى محل شيكوريل وبعدها بشهرين وقع انفجاران بمحل بنزيون وجاتنيو وفى سبتمبر وقع انفجار هائل فى حارة اليهود ترتب عليه انهيار اربعة منازل و20 قتيل و66 مصاب وفى نفس الشهر تم تفجير مبنى شركة الاعلانات الشرقية فقدم عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية مذكرة حول جماعة الاخوان قال فيها: ان الجماعة ترمى الى الوصول للحكم بالقوة والإرهاب وإنها اتخذت الاجرام وسيلة لتنفيذ أهدافها فدربت شبابا من أعضائها أطلقت عليهم اسم الجوالة وانشات لهم مراكز رياضية تقوم بتدريبهم تدريبا عسكريا وأخذت تجمع الأسلحة والقنابل والمفرقعات وتخزنها وساعدها على ذلك ظروف حرب فلسطين وأكد ان وجود هذه الجماعة يهدد الأمن العام وبناء على هذه المذكرة اصدر رئيس الوزراء والحاكم العسكرى محمود فهمى النقراشى امرا عسكريا فى 8 ديسمبر 1948 بحل الجماعة ومصادرة اموالها واغلاق مقراتها وبعد قرار الحل بعشرين يوما تم اغتيال النقراشى على يد طالب من الاخوان يرتدى زى ضباط البوليس يدعى عبدالحميد احمد حسين وهتف الشعب فى جنازة النقراشى الموت لحسن البنا وواجه الاخوان بعدها اكبر حركة اعتقال وتنكبل وتعذيب وتشريد وفصل ما الوظائف والمدارس والجامعات ودبرت حكومة ابراهيم عبدالهادى لاغتيال المرشد العام حسن البنا ردا على اغتيال النقراشى وثبت ان الاميرلاى محمود عبدالمجيد مدير المباحث الجنائية هو الذى دبر اغتيال البنا كان التعذيب الذى وقع على الإخوان على يد حكومة عبدالهادى رهيبا قوق احتمال البشر لهذا حاول الإخوان اغتيال إبراهيم عبدالهادى وأصيب رئيس مجلس النواب حامد جودة ونجا عبدالهادى فى يناير 1950 فاز الوفد فى الانتخابات وشكل النحاس الحكومة على غير هوى الملك واسقط الأمر العسكرى بحل الجماعة وعادت الجماعة تلملم شملها وتم اختيار المستشار حسن الهضيبى مرشدا عاما وايد الملك والانجليز هذا الاختيار و ظلت الجماعة على ولائها للملك وتكررت زيارت المرشد للقصر وقال الإخوان زيارات نبيلة لملك نبيل ولعلاقتهم الوثيقة مع الانجليز تقاعس الإخوان عن المشاركة فى الكفاح المسلح بالقناة ضد الاحتلال الانجليزي وصرخ خالد محمد خالد ابشر بطول سلامة ياجورج منددا بموقف المرشد من الكفاح المسلح وكذلك إحسان عبدالقدوس الذى كتب الإخوان الى أين فى روزاليوسف وعندما قامت الثورة فى 23 يوليو 52 التى ادعى الإخوان زورا إنهم صناعها وهم الذين رفض مرشدهم إصدار بيان من الجماعة يؤيد الثورة وظل مرشدهم فى مصيفه بالإسكندرية حتى تم عزل الملك واستمر فى صمته حتى تأكد من نجاح الثورة هنا اصدر بيان تأييد للثورة وطلب المرشد مقابلة احد قادة الثورة واجتمع به عبدالناصر بمنزل صالح ابورقيق وخرج المرشد من الاجتماع رافضا للثورة والتعاون معها طلب المرشد من عبدالناصر تطبيق الحدود الإسلامية فرد عبدالناصر ان الثورة قامت لمحاربة الظلم والاستبداد السياسى والاجتماعى ومحاربة الانجليز وهذا تطبيقا لأحكام القران وراى المرشد إصدار قانون لعودة الحجاب الى النساء وإغلاق دور السينما والمسارح فرد عبدالناصر لا طاقة لى بذلك وأصر المرشد على طلباته فقال له عبدالناصر إن لك بنت فى كلية الطب بتروح الكلية بدون حجاب اذا كنت أنت مش قادر تحجب بنتك حتخلينى انا افرض الحجاب على شعب وبالنسبة للسينما والمسرح ممكن اعمل رقابة عليها ولا أغلقها وقال عبدالناصر سأمنع من يقل سنه عن 21 سنة من ارتياد الملاهى ولم يعجب هذا المرشد وكان الإخوان يطالبون بدكتاتورية ويحاربون الديمقراطية وقد بلغ الخلاف بين عبدالناصر والمرشد مداه عند تطبيق قانون تحديد الملكية الزراعية الإصلاح الزراعى وتصميم الثورة على جعل الحد الأقصى ب200 فدان ولم يعجب هذا المرشد تصور المرشد انه لابد أن يكون وصيا على الثورة ويجب أن تعرض عليه قراراتها وان الثورة تحتاج تاييده وبالرغم من الثورة أعادت محاكمة قتلة حسن البنا وحاكمت الهلباوى على جرائمة ضدهم وأصدرت عفوا عن قتلة الخازندار وقتلة النقراشى والعفو الشامل عن كل القضايا السياسية عندما اختلفت الثورة مع على ماهر وقررت الثورة تشكيل الوزارة اتصل عبدالحكيم عامر بالمرشد فرشح له الشيخ احمد حسن الباقورى واحمد حسنى للوزارة وبعدها بساعات حضر لمجلس القيادة حسن العشماوى ومنير الدلة وقابلا عبدالناصر وقالا انهما جاءا لدخول الوزارة بتاييد من المرشد وقال عبدالناصر انه ابلغ الباقورى واحمد حسنى وسيحلفا اليمين فى الساعة السابعة فقرر مكتب الإرشاد فصل الباقورى من الاخوان وهكذا وقف الإخوان من البداية ضد الثورة ورغم ذلك استثنت الثورة الإخوان من قانون حل الأحزاب ومثلت ثلاثة منهم فى لجنة وضع الدستور بدء الإخوان فى العمل ضد الثورة فى اتجاهين الأول الاتصال بالانجليز وطلب المرشد من الثورة الدخول فى حلف مع الانجليز والثانى وتنشيط الجهاز السرى ورفض هيئة التجرير والاشتباك مع شباب الثورة فى الجامعة والاعتداء عليهم يوم12 يناير 1954 وحملوا نواب صفوى زعيم فدائى إسلام الايرانى على الأكتاف والاعتداء على الشباب بعدها قرر مجلس قياد الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين وتم اعتقال المرشد العام و450 عضو أفرج عن اغلبهم ودارت مفاوضات لإعادة الجماعة لممارسة نشاط دينى فقط بوساطة من الملك سعود ورات الثورة آن تعطى الإخوان فرصة أخيرة وأفرجت عن الهضيبى والمعتقلين ثم صدر قرار بإعادة الجماعة ورد ممتلكاتها وسمح للهضيبى وعدد من قيادات الإخوان بالسفر الى سوريا والسعودية وهناك هاجم الهضيبى الثورة ورجالها واتفاقية الجلاء واشتدت حملة الإخوان على الثورة بالمنشورات وبث الإشاعات وحاول الإخوان اغتيال عبدالناصر بميدان المنشية بالإسكندرية وبعدها انفصم حبل الوداد مع الثورة وبدأت الثورة اكبر حركة اعتقالات لهم واكبر حركة تعذيب شهدتها مصر فى مواجهة إرهاب جماعة الإخوان المسلمين فى النصف الثانى من عام 65 بدأت خطة التنمية تؤتى ثمارها وحققت اكبر نسبة تنمية فى العالم الثالث وكان مقررا ان تبدأ الخطة الثانية التى عطلها عدوان 67 وبدء حصار مصر اقتصاديا ومحاولة وقف المد الاقتصادى والتحرري فى ظل هذه الظروف خرج الإخوان المسلمين لقلب نظام الحكم وقتل عبدالناصر واكتشفت مؤامرتهم وقدم أعضاء التنظيم للمحاكمة وحكم بإعدام سبعة أعضاء نفذ الحكم فى ثلاثة منهم هم سيد قطب وعبده اسماعيل ومحمد يوسف هواش وخفف الحكم عن الباقين ومات عبد الناصر لكن جماعة الإخوان لم تمت فقد عادت الجماعة الى العمل العلنى بصورة واقعية وليست رسمية منذ عام 1971 عندما أفرج الرئيس السادات عن المعتقلين من أعضائها فيما عرف بمجموعة ال118 وبدء جيل الوسط فى العمل ولهذا قصة اخرى سأتناولها فى دراسة اخرى عـــــبدالمنعـــــــــم عـــــيدالعظيــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo.com

قراءة فى ملف الإخوان المسلمين كتب عبدالمنعم عبدالعظيم فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر وصل حزب الحرية والعدالة حزب جماعة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم بعد فوز رئيس الحزب الدكتور مهندس محمد مرسى برئاسة الجمهورية وفوز الحزب بأغلبية مقاعد المجالس التشريعية الشعب والشورى فى سابقة غير متوقعة حتى للإخوان أنفسهم لكن التحول العظيم الذى حققته ثورة 25يناير جعلت المستحيل ممكنا فقد هيئت الثورة المناخ للتغيير وحدوث هذا الانقلاب السياسى على الموروثات والثوابت فى الفكر السياسى المصرى أملا فى التغيير الى الأحسن بعد أن وصل الفساد الى ذروته وظن الناس ان هؤلاء الذين خرجوا من السجون والمعتقلات قادرون على هذا التغيير نحن الان أمام تجربة جديدة تتأرجح بين الدولة المدنية والمرجعية الدينية للجماعة الحاكمة بين جماعة لها منهج فكرى وأهداف استراتيجية من اجل االوصول الى الدولة الإسلامية التى تؤمن بحاكمية الله والتى تستمد دستورها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والأسس الثابتة للشريعة الإسلامية وبين دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أسس المواطنة التى اصبحت هى الثقافة السائدة واى انهيار فى منظومتها يعنى انهيار مجتمعى وستجد الجماعة نفسها فى المربع الاول من جديد الى جانب تفاقم المشكلة الاقتصادية وانهيار منظومة القيم والفوضى الامنية والارتفاع غير المتوقع لاسعار السلع والخدمات وانهيار القيمة السوقية للجنيه المصرى وزيادة المطالب الفئوية رغم نضوب موارد الدولة ونقص الانتاج ومحاولة الاعتماد على القروض والمنح التى دائما ماتكون مشروطة لقد انحشر النظام فى منزلق خطير لايحسد عليه ولا مخرج منه سوى بالمراجعة الأمينة والمواجهة الصريحة للمشاكل أعود لمراجعة الملف التاريخى للجماعة الحاكمة لمحاولة فهم اسسها الفكرية منذ ان أسسها الإمام حسن البنا فى الإسماعيلية التى كان مدرسا بإحدى مدارسها الابتدائية كانت جماعة صغيرة تهدف الى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإرشاد وبناء المساجد والمدارس وقد تبرعت لها هيئة قناة السويس بمبلغ 500جنيه لبناء مقر لها ثم نمت الجماعة وأصبح لها مقار فى معظم المدن المصرية وانتقل مركزها الرئيسى الى القاهرة العاصمة وعندما اشتد الصراع بين حزب الوفد والملك فاروق بعد معاهدة 1936 طفت الجماعة على سطح الإحداث الى جانب رجل الملك على ماهر باشا حاول الملك ايامها إنشاء أحزاب موالية لهل لكسر قوة الوفد حزب الأغلبية مثل حزب الشعب وحزب الاتحاد لكنه فشل فاحتضن جماعة الإخوان المسلمين لتكون زراعه لمحاربة الوفد عدوه التقليدى بالرغم من اتهام الإخوان أيامها بالتعاون مع ايطاليا وتلقى الدعم من نظامها الفاشيستى المتعاون مع المانيا النازية بلغ من تعاون الجماعة مع الملك أنها خصصت مؤتمرها العام الرابع لغرض واحد هو الاحتفال باعتلاء الملك العرش وتجمع الإخوان أمام قصر عابدين هاتفين نهديك بيعتنا وولاءنا على كتاب الله وسنة رسوله ولقد زكرت جريدة البلاغ فىى20 ديسمبر1937 انه عندما اختلف مصطفى النحاس مع الملك وخرجت الجماهير تهتف الشعب مع النحاس فبرز حسن البنا ورجاله هاتفين الله مع الملك بدأت الجماعة تتحول من جماعة دعوية الى جماعة سياسية كتب المناضل احمد حسين فى جريدة مصر الفتاه فى17 يوليو1941 ان حسن البنا أداة فى يد الرجعية وفى يد الرأسمالية اليهودية وفى يد الانجليز وصدقى باشا وكان الشعب يستقبل حسن البنا بالهتاف ضده يسقط صنيعة الانجليز وقد جاء بجريدة صوت الأمة فى 28\8\1946 انه عند تولى إسماعيل صدقى رئاسة الوزارة عام 46 وسط غليان الحركة الوطنية الرافضة له كان اول عمل يقوم به زيارة مقر الإخوان المسلمين بالحلمية ووقف يومها احد قادة الإخوان يهنىء الشعب بإسماعيل صدقى بتولى الوزارة قال واذكر فى الكتاب اسماعيل انه صادق الوعد وكان رسولا نبيا كان الاخوان والملك فى جانب والحركة الوطنية فى جانب اخر يعادى الملك والانجليز حتى انهم شكلوا مع صدقى باشا اللجنة القومية لمواجهة لجنة العمال والطلبة واكد الملك فى مذكراته التى نشرتها مجلة الطليعة انه شجع الاخوان ليقضى على حركة الوفد واليسار وإحداث شرخ فى الحركة الوطنية وكان صدقى يستعين بالإخوان لتحقيق أهدافه المرتبطة بالانجليز وجعل حسن البنا يركب سيارة سليم زكى الحكمدار لتهدئة الشعب وقد حرص الإخوان المسلمين منذ البداية على تكوين فرق الجوالة التى شكلت مليشيات لخدمة إغراض الإخوان السياسية ومن بين صفوف الجوالة التقط أعضاء الجهاز الخاص أفراده ودربوهم على مختلف الأسلحة وكانت حرب فلسطين 1948 فرصتهم التى ابتهلوها لتجميع الأسلحة وكانت فرصتهم لتدريب أعضاء الجهاز الذى كان تابعا للمرشد العام مباشرة كانت القوة احد وسائلهم للوصول الى الحكم كما يقول عبد الرحمن الرافعى بدات الجماعة عملياتها الإرهابية بتفجير القنابل فى دور السينما وحارة اليهود وشركة الاعلانات الشرقية ومحلات شيكوريل وغيرها ثم باغتيال المستشار احمد الخازندار امام مسكنه بحلوان لانه حكم على بعضهم بالسجن يقول مرتضى المراغى وزير الداخلية السابق ان الاخوان المسلمين كانت لهم محكمة تنعقد لمحاكمة من تعتبرهم خصوم لها او خونة فى حق الوطن والدين وحبن تصدر احكامها على احد منهم بالقتل او نسف داره تختار بضعة شبان لتنفيذ الحكم فى شهر يوليو48 انفجرت شحنة ناسفة فى محل شيكوريل وبعدها بشهرين وقع انفجاران بمحل بنزيون وجاتنيو وفى سبتمبر وقع انفجار هائل فى حارة اليهود ترتب عليه انهيار اربعة منازل و20 قتيل و66 مصاب وفى نفس الشهر تم تفجير مبنى شركة الاعلانات الشرقية فقدم عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية مذكرة حول جماعة الاخوان قال فيها: ان الجماعة ترمى الى الوصول للحكم بالقوة والإرهاب وإنها اتخذت الاجرام وسيلة لتنفيذ أهدافها فدربت شبابا من أعضائها أطلقت عليهم اسم الجوالة وانشات لهم مراكز رياضية تقوم بتدريبهم تدريبا عسكريا وأخذت تجمع الأسلحة والقنابل والمفرقعات وتخزنها وساعدها على ذلك ظروف حرب فلسطين وأكد ان وجود هذه الجماعة يهدد الأمن العام وبناء على هذه المذكرة اصدر رئيس الوزراء والحاكم العسكرى محمود فهمى النقراشى امرا عسكريا فى 8 ديسمبر 1948 بحل الجماعة ومصادرة اموالها واغلاق مقراتها وبعد قرار الحل بعشرين يوما تم اغتيال النقراشى على يد طالب من الاخوان يرتدى زى ضباط البوليس يدعى عبدالحميد احمد حسين وهتف الشعب فى جنازة النقراشى الموت لحسن البنا وواجه الاخوان بعدها اكبر حركة اعتقال وتنكبل وتعذيب وتشريد وفصل ما الوظائف والمدارس والجامعات ودبرت حكومة ابراهيم عبدالهادى لاغتيال المرشد العام حسن البنا ردا على اغتيال النقراشى وثبت ان الاميرلاى محمود عبدالمجيد مدير المباحث الجنائية هو الذى دبر اغتيال البنا كان التعذيب الذى وقع على الإخوان على يد حكومة عبدالهادى رهيبا قوق احتمال البشر لهذا حاول الإخوان اغتيال إبراهيم عبدالهادى وأصيب رئيس مجلس النواب حامد جودة ونجا عبدالهادى فى يناير 1950 فاز الوفد فى الانتخابات وشكل النحاس الحكومة على غير هوى الملك واسقط الأمر العسكرى بحل الجماعة وعادت الجماعة تلملم شملها وتم اختيار المستشار حسن الهضيبى مرشدا عاما وايد الملك والانجليز هذا الاختيار و ظلت الجماعة على ولائها للملك وتكررت زيارت المرشد للقصر وقال الإخوان زيارات نبيلة لملك نبيل ولعلاقتهم الوثيقة مع الانجليز تقاعس الإخوان عن المشاركة فى الكفاح المسلح بالقناة ضد الاحتلال الانجليزي وصرخ خالد محمد خالد ابشر بطول سلامة ياجورج منددا بموقف المرشد من الكفاح المسلح وكذلك إحسان عبدالقدوس الذى كتب الإخوان الى أين فى روزاليوسف وعندما قامت الثورة فى 23 يوليو 52 التى ادعى الإخوان زورا إنهم صناعها وهم الذين رفض مرشدهم إصدار بيان من الجماعة يؤيد الثورة وظل مرشدهم فى مصيفه بالإسكندرية حتى تم عزل الملك واستمر فى صمته حتى تأكد من نجاح الثورة هنا اصدر بيان تأييد للثورة وطلب المرشد مقابلة احد قادة الثورة واجتمع به عبدالناصر بمنزل صالح ابورقيق وخرج المرشد من الاجتماع رافضا للثورة والتعاون معها طلب المرشد من عبدالناصر تطبيق الحدود الإسلامية فرد عبدالناصر ان الثورة قامت لمحاربة الظلم والاستبداد السياسى والاجتماعى ومحاربة الانجليز وهذا تطبيقا لأحكام القران وراى المرشد إصدار قانون لعودة الحجاب الى النساء وإغلاق دور السينما والمسارح فرد عبدالناصر لا طاقة لى بذلك وأصر المرشد على طلباته فقال له عبدالناصر إن لك بنت فى كلية الطب بتروح الكلية بدون حجاب اذا كنت أنت مش قادر تحجب بنتك حتخلينى انا افرض الحجاب على شعب وبالنسبة للسينما والمسرح ممكن اعمل رقابة عليها ولا أغلقها وقال عبدالناصر سأمنع من يقل سنه عن 21 سنة من ارتياد الملاهى ولم يعجب هذا المرشد وكان الإخوان يطالبون بدكتاتورية ويحاربون الديمقراطية وقد بلغ الخلاف بين عبدالناصر والمرشد مداه عند تطبيق قانون تحديد الملكية الزراعية الإصلاح الزراعى وتصميم الثورة على جعل الحد الأقصى ب200 فدان ولم يعجب هذا المرشد تصور المرشد انه لابد أن يكون وصيا على الثورة ويجب أن تعرض عليه قراراتها وان الثورة تحتاج تاييده وبالرغم من الثورة أعادت محاكمة قتلة حسن البنا وحاكمت الهلباوى على جرائمة ضدهم وأصدرت عفوا عن قتلة الخازندار وقتلة النقراشى والعفو الشامل عن كل القضايا السياسية عندما اختلفت الثورة مع على ماهر وقررت الثورة تشكيل الوزارة اتصل عبدالحكيم عامر بالمرشد فرشح له الشيخ احمد حسن الباقورى واحمد حسنى للوزارة وبعدها بساعات حضر لمجلس القيادة حسن العشماوى ومنير الدلة وقابلا عبدالناصر وقالا انهما جاءا لدخول الوزارة بتاييد من المرشد وقال عبدالناصر انه ابلغ الباقورى واحمد حسنى وسيحلفا اليمين فى الساعة السابعة فقرر مكتب الإرشاد فصل الباقورى من الاخوان وهكذا وقف الإخوان من البداية ضد الثورة ورغم ذلك استثنت الثورة الإخوان من قانون حل الأحزاب ومثلت ثلاثة منهم فى لجنة وضع الدستور بدء الإخوان فى العمل ضد الثورة فى اتجاهين الأول الاتصال بالانجليز وطلب المرشد من الثورة الدخول فى حلف مع الانجليز والثانى وتنشيط الجهاز السرى ورفض هيئة التجرير والاشتباك مع شباب الثورة فى الجامعة والاعتداء عليهم يوم12 يناير 1954 وحملوا نواب صفوى زعيم فدائى إسلام الايرانى على الأكتاف والاعتداء على الشباب بعدها قرر مجلس قياد الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين وتم اعتقال المرشد العام و450 عضو أفرج عن اغلبهم ودارت مفاوضات لإعادة الجماعة لممارسة نشاط دينى فقط بوساطة من الملك سعود ورات الثورة آن تعطى الإخوان فرصة أخيرة وأفرجت عن الهضيبى والمعتقلين ثم صدر قرار بإعادة الجماعة ورد ممتلكاتها وسمح للهضيبى وعدد من قيادات الإخوان بالسفر الى سوريا والسعودية وهناك هاجم الهضيبى الثورة ورجالها واتفاقية الجلاء واشتدت حملة الإخوان على الثورة بالمنشورات وبث الإشاعات وحاول الإخوان اغتيال عبدالناصر بميدان المنشية بالإسكندرية وبعدها انفصم حبل الوداد مع الثورة وبدأت الثورة اكبر حركة اعتقالات لهم واكبر حركة تعذيب شهدتها مصر فى مواجهة إرهاب جماعة الإخوان المسلمين فى النصف الثانى من عام 65 بدأت خطة التنمية تؤتى ثمارها وحققت اكبر نسبة تنمية فى العالم الثالث وكان مقررا ان تبدأ الخطة الثانية التى عطلها عدوان 67 وبدء حصار مصر اقتصاديا ومحاولة وقف المد الاقتصادى والتحرري فى ظل هذه الظروف خرج الإخوان المسلمين لقلب نظام الحكم وقتل عبدالناصر واكتشفت مؤامرتهم وقدم أعضاء التنظيم للمحاكمة وحكم بإعدام سبعة أعضاء نفذ الحكم فى ثلاثة منهم هم سيد قطب وعبده اسماعيل ومحمد يوسف هواش وخفف الحكم عن الباقين ومات عبد الناصر لكن جماعة الإخوان لم تمت فقد عادت الجماعة الى العمل العلنى بصورة واقعية وليست رسمية منذ عام 1971 عندما أفرج الرئيس السادات عن المعتقلين من أعضائها فيما عرف بمجموعة ال118 وبدء جيل الوسط فى العمل ولهذا قصة اخرى سأتناولها فى دراسة اخرى عـــــبدالمنعـــــــــم عـــــيدالعظيــــم مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر monemazim@yahoo.com