http://www.ahewar.org/ - الحوار المتمدن
بعد انضمامها الى محافظة الاقصر
عبد المنعم عبد العظيم
2009 / 12 / 19
بمناسبة انضمامها الى محافظة الاقصر
ارمنت
مدينة الشمس الجنوبية تشرق من جديد
فتش فى الاوراق : عبدالمنعم عبدالعظيم
منذ أصدر السيد الرئيس حسنى مبارك قرارة بجعل الأقصر محافظة تضم ارمنت واسنا والاقصر والناس فى بلدى أسكرتهم المفاجأة عمتهم الفرحة الغامرة تحقق حلمهم الذى طالما تمنوا ان يتحقق
لقد أعاد القرار لهذا الإقليم اعتباره أعاد القرار زكرى أمجاد الإقليم الرابع الفرعونى الذى كانت ارمنت عاصمته قبل أن تنتقل العاصمة الى طيبة الاقصر على يد ملوك ارمنت المنتاحة نسبة الى اله مدينتهم مونتو اله الحرب والضراوة
ارمنت انو كعمت مدينة الشمس الجنوبية (اون الجنوب) ايون منت مدينة الإله مونتو اله الحرب والضراوة المدينة باعتبارها ام المدائن هرمونتيس فى العصر البطلمى رمت القبطية ارمنت الإسلامية بتاريخها العميق مدينة رع اله الشمس ومن كهنتها استقى ابنها اخناتون رسالة التوحيد وعلى يد مهندسيها تعلم ابنها سنموت وزير حتشبسوت الأول فنون العمارة فصمم معبد الدير البحرى الذى اهداه بتصميمه المتميز لمليكته وسيدته
بلد الفلسفة والحكمة التى لبى فرعون منها ثمانون ساحرا لمناظرة موسى علية السلام يوم الزينة وامنوا برب موسى رب العزة سبحانه واحتملوا عذاب فرعون وانتقامه .
تقول مرجريت مرى فى كتابها مصر ومجدها الغابر انه قامت معارك فى مصر الوسطى حين حاول أمراء الجنوب غزو الشمال فقاومهم أمراء أسيوط وبرغم الجهود التى بذلها أمراء أسيوط فان الجنوبيون استطاعوا ان يسيطروا على الموقف فى النهاية وأصبح أمراء ارمنت فراعنة على مصر
ويقول الدكتور إبراهيم رزقانة فى كتابه الحضارات المصرية القديمة إن ارمنت يرجع تاريخها الى العصر الحجرى حيث وجدت فى حفرياتها فئوس وادوات حرب ترجع لهذا العصر السحيق
هنا الجذور وتلك الإرهاصات كانت اللبنات الأولى لحضارة الإقليم الربع الذى كان يضم ارمنت والأقصر واسنا ونقادة
يقول الاثرى مؤمن احمد سيد فراج بمطار الأقصر إن القرار نقلة حضارية وثقافية أثار ارمنت المهلة ستدخل على الخريطة الأثرية والسياحية معبد تحتمس الثالث ومقبرة العجول المقدسة البوخيوم ومعبد زيوس ببوابة المجانين ومعبد سوبك بالديمقراط ومقابر الجبلين ومعبد اسنا ومقابر المعلا وحضارة العضايمة والمحمية الجيولوجية الطبيعية بالدبابية باسنا ومعبد كومير كلها مازالت بكرا غير معابد أخرى تحدثت عنها الحفريات ولم تكتشف بعد كمعبد أفق اتون الذى بناه اخناتون بارمنت ومقبرة الرزيقات
وتقول الأثرية ثناء يوسف مفتاح فى العصر الروماني كانت ارمنت مدينة هامة تضرب فيها النقود وتصنع فيها الميداليات كما كانت قاعدة حربية بها فرقة من الرماه
ويقول وصفى منير واصف قدمت ارمنت للمسيحية أول شهيد من اجل العقيدة المسيحية فى مصر القديس وادمون الذى زار العائلة المقدسة باسيوط ولما عاد قتله الوثنيون واقيمت كنيسة الجيوشنة او الحى بمنزله ومازالت هذه الكنيسة بارمنت الحيط كما قدمت ارمنت للكنيسة البابا الثانى والثمانين بنيامين الثانى بابا الاسكندرية وسائر افريقيا من قرية الديمقراط وبها عدد من الأديرة الأثرية مثل دير المزايكرا او الناموس والدير الابيض ودير العذارى وقلالى النساك واشهره اديرتها دير القديس مار جرجس الرزيقى الذى يقام به مولد سنوى
يقول محمد صلاح الضوى فى العصر الاسلامى كانت ارمنت كورة وكانت قاعدة للمذهب الشيعى ولها مدرسة شهيرة ومنها شعراء وفقهاء وادباء وكان هناك صراع بينها وبين قوص قاعدة المذهب السنى حسمه لصالح السنة صلاح الدين الايوبى الذى ارسل حملة الى ارمنت بقيادة شقيقه للقضاء على المذهب الشيعى .
...............
فى ارمنت اقام الخديوى إسماعيل أقدم مصانع السكر الحالية وبنى وبنى الخديوى قصرا بارمنت لاستقبال الامبراطورة اوجينى امبراطورة فرنسا التى قدمت لافتتاح المصنع وبنى شقيقه مصطفى فاضل مسجد ارمنت العتيق عندما كان مديرا لمصنع السكر الذى اشتراه الفرنسى هنرى نوس ثم اشتراه واشترى قصر الخديوى المليونير المصرى الشهير احمد عبود باشا قبل تاميم المصنع عام 1960 وبنى بحديقتة قصرا على الطراز الايطالى لابنته منى عبود يملكة ورثة الاقتصادى المصرى مصطفى الزناتى الان
وينتج مصنع سكر ارمنت ربع الانتاج المحلى بعد اعادة تاهيله ثم اقيم به مصنع للعلف الحيوانى
واستفادت ارمنت بعد ثورة 23 يوليو حيث استفاد فلاحيها من تطبيق قوانين الإصلاح الزراعى التى وزعت اراضى عبود باشا والبرنس يوسف كمال وبولس باشا ويسى اندراوس على الفلاحين المعدمين وتغيرت الخريطة الاجتماعية فى ارمنت
..............
يقول محمد احمد عمران رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية انظر الى ابناء العمال والفلاحين أصبحوا اساتذه فى الجامعة وعلماء مثل الدكتور محمد زكى الصادق ابن المعلم أصبح من اكبر علماء الطاقة فى العالم والدكتور عبدالرحيم مكى تدرس نظرياته الهندسية فى جميع جامعات العالم وهو ابن لمنتفع فى الإصلاح الزراعى والدكتور ابراهيم يس مستشار وزارة الكهرباءابن عامل بشركة السكر والفقية الدكتور محمد امين مكى والدكتور محمد عبدالحميد يوسف اشهر اطباء النسا والولادة فى العالم ومحمد الانور حسين عميد تربية طنطا والدكتور جمال عطا استاذ الفيزياء والباحث الدكتور ضياء رشوان وغيرهم زيادة على ان ارمنت قدمت للعالم الاسلامى اثنين من أجمل الأصوات التى صدحت بالقران الكريم الشيخ عبدالباسط عبد الصمد والشيخ احمد الرزيقى
ويستطرد محمد احمد عمران ان قرار المحافظة قرار تاريخى لتفعيل المشروعات المعطلة مثل مدينة ارمنت الجديدة والمدينة الصناعية المحافظة يسرت الاتصال ولنا امال فى توسيع الرقعة الزراعية وتفعيل القرار 113 بضم حوض 57 لكردون سكن مدينة ارمنت
تتدخل شريفة عبده فرج الله أمينة المراة تقول نحن محظوظون لان المحافظة كانت حلما واحتمالا فصارت حقيقة لا خيالا لقد هنات الدكتور سمير فرج على جهوده وشكرته باسم المراة فى ارمنت لا استطيع ان اعبر عن مدى سعادتى
منتصر امين سليم عمدة الرياينة وعضو مجلس الشعب السابق يؤكد ان القرار اثلج صدره لقد وافق مجلس الشعب بالأغلبية على هذا القرار وتعثر حتى جاء سمير فرج واقنع السيد الرئيس بأهميته
اما الدكتور بهجت الصن عضو مجلس الشعب السابق فيقول لقد صحح القرار وضعا كان غير مقبول نواب ارمنت تابعين لقنا ونصف دائرتهم فى الأقصر والمسافة بينهم وبين قنا 60 كيلومتر وبينهم وبين الاقصر 20 كيلو
النائب النوبى فتحى عضو مجلس الشعب يقول ان أهل ارمنت سعداء بالقرار وينتظرون تنمية حقيقية وقرارات شجاعة لوضع ارمنت على الخريطة السياحية والتصنيع
اما النائب محمد الباسل فيؤكد ان الدكتور سمير فرج الى جانب ماصنعة فى الأقصر من تجميل سيمتد باياديه البيضاء الى ارمنت واسنا بعصاه السحرية ليحقق امال المنطقة
تقول ايناس عبدالرازق عمار المحامية إننا إمام قرار يستحق الاحترام لانه سيحقق لارمنت واسنا والاقصر انطلاقة تنموية ويخفف العبء عن محافظة قنا أطول محافظات مصر النسيج الاجتماعى فى اسنا وارمنت والاقصر متجانس وتربط الناس أواصر القرابة والنسب والمصلحة المشتركة وتتطابق العادات والتقاليد والقيم
ويقول عبدالجواد محمود الحايق عضو لجنة المحافظة لقد عدنا لارمنت والعود احمد مشروع مراسى المريس وما سنشهدة من نهضة سياحية واقتصادية امل لنا ومستقبل للاجيال القادمة
.......
نحن امام تجربة جديدة إمام إنجاز هائل لا يستطيعه غير سمير فرج خلق من القرنة مدينة متحضرة تليق باثارها وأزال العشوائيات التى جثمت فوق المنطقة الاثرية مئات السنين ولم تستطع حكومات ما قبل وبعد الثورة زحزحتها فتح بوابات معبد الكرنك على مصراعيها أمام الزوار ستنطق المواكب من الكرنك الى الأقصر عبر طريق الكباش تنشد أناشيد آمون فى عيد الاوبت الكبير وسيحمل هل الاقصر نفس سفينة امون التى توارثها شيخها ابوالحجاج الاقصرى فى ساحته التى زينها سمير فرج
ارمنت تفتح زراعيها للدكتور سمير فرج تهدى اليه عراقة الحضارة ليحول هذه الحضارة الى مزار سياحى واعد تهديه الظهير الصناعى والزراعى وشعب متحضر عمره من عمر هذه الحضارة
تبارك تجربته الرائدة فى الإدارة المحلية حيث توسع فى المجالس المحلية واصبح لكل قرية وحدة محلية ومجلس محلى ولكل مدينة مجلس ولكل مركز وسع قاعدة الخدمات ووسع المشاركة الشعبية تجربة نتمنى أن تمتد الى ارمنت واسنا ونتمنى أن تدرس فى جامعات مصر لتطبق على مستوى كل المحافظات كمثل عملى للامركزية وثورية القرار وتفتح الرؤية والإدراك الواعى لفلسفة الإدارة المحلية
لقد اثبت الدكتور سمير فرج انه رجل إنجاز ورجل يستحق الاحترام ويستحق بجدارة ان يكون أول محافظ لهذا الإقليم
فلا يختلف اثنان حول وطنيته وإخلاصه مرحبا به محافظا للأقصر ونأمل ان تتحقق على يديه أمالنا 0
عبدالمنعم عبدالعظيم
Monemazim2007@yahoo.com
http://www.ahewar.org/ - الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org//debat/show.art.asp?t=0&aid=195856
السبت، 19 ديسمبر 2009
الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009
الاقصر محافظة
مبارك يعلن الأقصر المحافظة ٢٩.. والأهالى يستقبلون القرار بفرحة عارمة
كتب حجاج سلامة وسامح عبدالفتاح ٨/ ١٢/ ٢٠٠٩
سمير فرج
قرر الرئيس حسنى مبارك تحويل مدينة الأقصر إلى محافظة، وضم مركزى إسنا وأرمنت إليها بعد فصلهما عن محافظة قنا لتصبح المحافظة رقم ٢٩، واستقبل أهالى الأقصر القرار بفرحة عارمة، لتحقق رغبة طالبوا بها منذ فترة طويلة. وأعلن الرئيس فى مؤتمر جماهيرى عقده، أمس، مع القيادات الشعبية والتنفيذية وأعضاء المجالس المحلية فى الأقصر، موافقته على البدء فى تنفيذ إجراءات تحويل المدينة إلى محافظة.
وقالت مصادر إن القرار لم يكن وليد اللحظة، حيث سبق للدكتور سمير فرج، رئيس المجلس الأعلى للمدينة، تقديم مذكرة تفصيلية لرئيس الوزراء، قبل عامين بهذا الاقتراح، وتوقعت تقسيم المحافظة الجديدة إلى ٦ مراكز إدارية، وهى: الأقصر، والبياضية، والزينية، والقرنة الجديدة، وأرمنت، وإسنا.
ورحب نواب الأقصر وإسنا وأرمنت بالقرار الجديد، ووصفوه بأنه تحقيق لحلم عمره ٤٠ عاماً، وقال النائب على الباسل، عضو مجلس الشعب عن دائرة أرمنت، إن ضم أرمنت إلى المحافظة الوليدة كان مطلباً جماهيرياً لتحقيق التكامل السياحى والصناعى والزراعى مع الأقصر.
وقال حسن رضا، الوكيل السابق للمجلس الشعبى المحلى للأقصر، إن المدينة تمتلك جميع المقومات لتتحول إلى محافظة تضم أكبر متحف مفتوح فى العالم.
وقال الباحث الأثرى عبدالمنعم عبدالعظيم إن قرار الرئيس مبارك أعاد التقسيم الإدارى الفرعونى الذى كان سائداً منذ ٣ آلاف عام، باسم الإقليم الرابع، وكان يضم الأقصر وإسنا وأرمنت.
وافتتح الرئيس، خلال زيارته للمدينة منذ مساء أمس الأول، يرافقه الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء، المدينة الشبابية الدولية بالأقصر التى تعد أكبر صرح لتجمع شبابى فى مصر والشرق الأوسط بتكلفة ١٠٠ مليون جنيه، ومشروع مبارك للإسكان القومى والقرية الجديدة بالظهير الصحراوى فى مدينة الطود، وزار مبارك مدينة طيبة الجديدة شمال الأقصر، وافتتح الصالة الرياضية المغطاة التى أنشأتها القوات المسلحة ونادى التجديف الدولى.
كتب حجاج سلامة وسامح عبدالفتاح ٨/ ١٢/ ٢٠٠٩
سمير فرج
قرر الرئيس حسنى مبارك تحويل مدينة الأقصر إلى محافظة، وضم مركزى إسنا وأرمنت إليها بعد فصلهما عن محافظة قنا لتصبح المحافظة رقم ٢٩، واستقبل أهالى الأقصر القرار بفرحة عارمة، لتحقق رغبة طالبوا بها منذ فترة طويلة. وأعلن الرئيس فى مؤتمر جماهيرى عقده، أمس، مع القيادات الشعبية والتنفيذية وأعضاء المجالس المحلية فى الأقصر، موافقته على البدء فى تنفيذ إجراءات تحويل المدينة إلى محافظة.
وقالت مصادر إن القرار لم يكن وليد اللحظة، حيث سبق للدكتور سمير فرج، رئيس المجلس الأعلى للمدينة، تقديم مذكرة تفصيلية لرئيس الوزراء، قبل عامين بهذا الاقتراح، وتوقعت تقسيم المحافظة الجديدة إلى ٦ مراكز إدارية، وهى: الأقصر، والبياضية، والزينية، والقرنة الجديدة، وأرمنت، وإسنا.
ورحب نواب الأقصر وإسنا وأرمنت بالقرار الجديد، ووصفوه بأنه تحقيق لحلم عمره ٤٠ عاماً، وقال النائب على الباسل، عضو مجلس الشعب عن دائرة أرمنت، إن ضم أرمنت إلى المحافظة الوليدة كان مطلباً جماهيرياً لتحقيق التكامل السياحى والصناعى والزراعى مع الأقصر.
وقال حسن رضا، الوكيل السابق للمجلس الشعبى المحلى للأقصر، إن المدينة تمتلك جميع المقومات لتتحول إلى محافظة تضم أكبر متحف مفتوح فى العالم.
وقال الباحث الأثرى عبدالمنعم عبدالعظيم إن قرار الرئيس مبارك أعاد التقسيم الإدارى الفرعونى الذى كان سائداً منذ ٣ آلاف عام، باسم الإقليم الرابع، وكان يضم الأقصر وإسنا وأرمنت.
وافتتح الرئيس، خلال زيارته للمدينة منذ مساء أمس الأول، يرافقه الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء، المدينة الشبابية الدولية بالأقصر التى تعد أكبر صرح لتجمع شبابى فى مصر والشرق الأوسط بتكلفة ١٠٠ مليون جنيه، ومشروع مبارك للإسكان القومى والقرية الجديدة بالظهير الصحراوى فى مدينة الطود، وزار مبارك مدينة طيبة الجديدة شمال الأقصر، وافتتح الصالة الرياضية المغطاة التى أنشأتها القوات المسلحة ونادى التجديف الدولى.
السبت، 28 نوفمبر 2009
نرمين نجدى ترصد زيارة الدكتورة فوزية اسعد
الأقصر في :2009/11/27
د.فوزيه أسعد فى زياره خاصه لمدينة الأقصر
د.فوزيه أسعدأستاذ الفلسفه بجامعة السوربون و مصطفى محمود مسئول نادى القلم المصرى
الأقصر- نرمين نجدى
فى إطار نشاط نادى القلم المصرى وبالتعاون مع قصر ثقافة الأقصر أقيمت ندوه للدكتوره فوزيه أسعد تحدثت فيها عن رواياتها ومؤلفاتها وتجربتها فى الأغتراب عن مصر وتعاملها مع الأحداث التاريخيه التى مرت بها والتى أثرت فى كتابتها بدا بحرب 1948 وثورة يوليو وعدوان 1956.
وكيف أنها تأثرت بهذا العدوان حيث قالت كيف لأصدقائى الفرنسيين والذين تعلمت فى مدارسهم وتربيت على طريقتهم أن يلقوا بالقنابل فى بلدى مصر وكانت تلك نقطة التحول فى حياتها حيث حولت دراستها للغه العربيه.
وعن ذكريتها مع الأقصر تقول حضرت أول مره وكان عمرى 18 عام وعملت مدرسه لمدة ثلاثه أشهر وتقاضيت راتباً مكننى من زياره معالم الأقصر وأسوان وبرغم سفرى للعديد من الدول الإ أن للأقصر مكانه خاصه بقلبى ودوما ما أحضر اصدقائى هنا وخاصة القادمين لمصر للمرة الأولى كى لا يصتدموا بزحام القاهره المخيف
وأضافت أن الأدب المصرى لم يكن معروف قبل فوز الأديب نجيب محفوظ بنوبل فى الأدب مما دفع الغرب للهوس لترجمة الأدب العربى عامة والمصرى خاصة والأن للجامعة الأمريكيه دور كبير فى ترجمة ونشر الأدب المصرى وعمل الدعايه اللازمه لتسويقه خارجياً.
وردا على سؤال خاص لرابطة الأقصر عن رأيها فى الأوضاع الحاليه فى مصر الان ؟ تقول للأسف " مصر بلد تستقبل الراقصات وتطرد العلماء " فأنا لى ابن يعمل باحث فى الفيزياء بألمانيا ويريد أفادة بلده مصر بعلمه وأبحاثه والتى زرعنا حبها فى قلبه منذ طفولته ولكن الواقع صادم دائماً حيث باءت كل محاولاته بالفشل نظراً للروتين . وأن مصر زمان كانت تتشابه مع أوربا الى حداً ما حيث أنها فى أول مره زارت فرنسا تعرفت بصديقه من جنوب فرنسا وأكتشفوا أن ذكرياتهم تتشابه كما أن كل منهما تحكى عن تجربة الأخرى أو أنهم تعايشوها معاً نظرا ً لتشابه بين شعوب المتوسط
وقالت د.فوزيه ناصحه لشباب الأقصر- ردا على أحد الأسئله - أنكم فى نعمه تحسدون عليها وفى مناخ ثقافى لو أحسن أستغلاله لأخرج عباقره متأثرين بتلك الحضاره عليكم بالزياره المستمره لمعالم الأقصر وقراءة ما تركه لكم الأجداد
والدكتوره فوزيه أسعد مقيمه بمدينة جنيف بسويسرا الأن منذ أكثر من 30 عام وتستضيف الكتاب المصريين الموجودين على الساحة الأن أمثال الأسوانى والغيطانى وبهاء طاهر.
وقالت أنها بدأت كتابتها عن الفلسفه نظرا لتخصصها ولكنها أكتشفت عدم شعبيتها فى هذا المجال وعدم قراءة الناس له بعد كتابتها للروايه الأولى(مصريه) والتى جاءت ظروف كتابتها بمحض الصدفه حيث طلب منها الكتابه عن أوضاع المرأه المصريه فوجدت نفسها تكتب عن قصتها الذاتيه أيام حرب فلسطين مع ما كانوا يطلقوه من نكات تلك الأيام.
حضر الندوه السيد مصطفى محمود مسئول نادى القلم المصرى والذى أبدى رغبته فى إنشاء فرع للنادى هنا بالأقصر على غرار فرع اتحاد الكتاب المزمع اقامته بقصر ثقافة بهاء طاهر خاصة أن الأقصر عادت عاصمه للثقافة كما كانت سابقا وأن هذه الندوه تأتى فى إطار مشروع خروج النادى عن المركزيه القاهريه .
نرجو أن تكون رابطة الأقصر قامت بالتغطيه المناسبه لزوراها الأعزاء .
لمعرفة المزيد عن الدكتوره نشأتها - دراستها - هجرتها للخارج - كتابتها وروايتها - أحلامها وطموحتها ومشاريعها برجاء التوجه لضيف شرف على الرابط التالى
http://www.luxorlink.com/guest.html
د.فوزيه أسعد فى زياره خاصه لمدينة الأقصر
د.فوزيه أسعدأستاذ الفلسفه بجامعة السوربون و مصطفى محمود مسئول نادى القلم المصرى
الأقصر- نرمين نجدى
فى إطار نشاط نادى القلم المصرى وبالتعاون مع قصر ثقافة الأقصر أقيمت ندوه للدكتوره فوزيه أسعد تحدثت فيها عن رواياتها ومؤلفاتها وتجربتها فى الأغتراب عن مصر وتعاملها مع الأحداث التاريخيه التى مرت بها والتى أثرت فى كتابتها بدا بحرب 1948 وثورة يوليو وعدوان 1956.
وكيف أنها تأثرت بهذا العدوان حيث قالت كيف لأصدقائى الفرنسيين والذين تعلمت فى مدارسهم وتربيت على طريقتهم أن يلقوا بالقنابل فى بلدى مصر وكانت تلك نقطة التحول فى حياتها حيث حولت دراستها للغه العربيه.
وعن ذكريتها مع الأقصر تقول حضرت أول مره وكان عمرى 18 عام وعملت مدرسه لمدة ثلاثه أشهر وتقاضيت راتباً مكننى من زياره معالم الأقصر وأسوان وبرغم سفرى للعديد من الدول الإ أن للأقصر مكانه خاصه بقلبى ودوما ما أحضر اصدقائى هنا وخاصة القادمين لمصر للمرة الأولى كى لا يصتدموا بزحام القاهره المخيف
وأضافت أن الأدب المصرى لم يكن معروف قبل فوز الأديب نجيب محفوظ بنوبل فى الأدب مما دفع الغرب للهوس لترجمة الأدب العربى عامة والمصرى خاصة والأن للجامعة الأمريكيه دور كبير فى ترجمة ونشر الأدب المصرى وعمل الدعايه اللازمه لتسويقه خارجياً.
وردا على سؤال خاص لرابطة الأقصر عن رأيها فى الأوضاع الحاليه فى مصر الان ؟ تقول للأسف " مصر بلد تستقبل الراقصات وتطرد العلماء " فأنا لى ابن يعمل باحث فى الفيزياء بألمانيا ويريد أفادة بلده مصر بعلمه وأبحاثه والتى زرعنا حبها فى قلبه منذ طفولته ولكن الواقع صادم دائماً حيث باءت كل محاولاته بالفشل نظراً للروتين . وأن مصر زمان كانت تتشابه مع أوربا الى حداً ما حيث أنها فى أول مره زارت فرنسا تعرفت بصديقه من جنوب فرنسا وأكتشفوا أن ذكرياتهم تتشابه كما أن كل منهما تحكى عن تجربة الأخرى أو أنهم تعايشوها معاً نظرا ً لتشابه بين شعوب المتوسط
وقالت د.فوزيه ناصحه لشباب الأقصر- ردا على أحد الأسئله - أنكم فى نعمه تحسدون عليها وفى مناخ ثقافى لو أحسن أستغلاله لأخرج عباقره متأثرين بتلك الحضاره عليكم بالزياره المستمره لمعالم الأقصر وقراءة ما تركه لكم الأجداد
والدكتوره فوزيه أسعد مقيمه بمدينة جنيف بسويسرا الأن منذ أكثر من 30 عام وتستضيف الكتاب المصريين الموجودين على الساحة الأن أمثال الأسوانى والغيطانى وبهاء طاهر.
وقالت أنها بدأت كتابتها عن الفلسفه نظرا لتخصصها ولكنها أكتشفت عدم شعبيتها فى هذا المجال وعدم قراءة الناس له بعد كتابتها للروايه الأولى(مصريه) والتى جاءت ظروف كتابتها بمحض الصدفه حيث طلب منها الكتابه عن أوضاع المرأه المصريه فوجدت نفسها تكتب عن قصتها الذاتيه أيام حرب فلسطين مع ما كانوا يطلقوه من نكات تلك الأيام.
حضر الندوه السيد مصطفى محمود مسئول نادى القلم المصرى والذى أبدى رغبته فى إنشاء فرع للنادى هنا بالأقصر على غرار فرع اتحاد الكتاب المزمع اقامته بقصر ثقافة بهاء طاهر خاصة أن الأقصر عادت عاصمه للثقافة كما كانت سابقا وأن هذه الندوه تأتى فى إطار مشروع خروج النادى عن المركزيه القاهريه .
نرجو أن تكون رابطة الأقصر قامت بالتغطيه المناسبه لزوراها الأعزاء .
لمعرفة المزيد عن الدكتوره نشأتها - دراستها - هجرتها للخارج - كتابتها وروايتها - أحلامها وطموحتها ومشاريعها برجاء التوجه لضيف شرف على الرابط التالى
http://www.luxorlink.com/guest.html
الاثنين، 23 نوفمبر 2009
التحطيب
على هامش مهرجان التحطيب القومى الثانى بالاقصر
المهرجان وحكاية لعبة التحطيب
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
رسمت مدينة الأقصر جدارية جديدة ضمتها الى جداريات معبد الأقصر فى مكان يتوسطه مسجد سيدى ابوالحجاج الاقصرى القطب الصوفى الكبير ومسجدة المقام فوق أطلال كنيسة رومانية قى قاعة معبد فرعونى قديم وتتعانق قيه المسلة والمئذنة وبرج الكنيسة بانوراما رائعة اضفت على الحدث جمال على جمال
الجدارية هذه المرة جدارية بشريه ابدعها المخرج الفنان عبد الرجمن الشافعى مستشار رئيس هيئة قصور الثقافة للفن الشعبى وشارك فى إخراجها سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر والدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصورو بيوت الثقافة وكتيبته بإقليم جنوب ووسط الصعيد الثقافى وقصر ثقافة الاقصر
المكان ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى والحدث الذى جذب انظار العالم وجاء الناس من كل صوب وحدب يتحدثون بجميع لغات العالم لمشاهدة أبطال لعبة التحطيب بمحافظات المنيا واسيوط وسوهاج والاقصر فى مهرجانهم الثانى
الاول أقيم منذ عشر سنوات وقبلها كان يقام ضمن فاعليات مهرجان آمون ويتبناه الاتحاد الاقليمى للاندية الريفية برئاسة الفلاح المصرى محمد النادى اسماعيل عضو مجلس الأمة ورئيس الاتحاد أيامها واستمر لمدة خمس سنوات وتوقف عقب النكسة
ولعبة التحطيب او غيه الرجال كما يسمونها فى صعيد مصر تستهويني منذ نعومة اظافرى ولا اترك مولدا ولاساحة تحطيب دون ان أكون ضيفا عليها اشعر أنها ميراث الرجولة والفتوة وتراث الجنوب الخالد لهذا ظللت الخمسة أيام التى امتدها المهرجان اتابع البطولة وأسجل احداثها .
والتحطيب له جذور قديمة ومتأصلة في التاريخ المصرى فقد بدأ في العصر الفرعوني كطقس من الطقوس المنتظمة التي تؤدى في الأعياد الدينية، وبدلا من العصي الخشبية كانوا يستخدمون لفافات البردي الكبيرة حتى لا يصاب المتبارين بالأذى، ثم تطور التحطيب باختزال اللفافتين إلى واحدة ثم تحويلها إلى عصى بتطور استخداماتها في مجال الدفاع عن النفس.
ورغم محلية التحطيب إلا انه كان نبعاً ارتشفت منه كثير من الحضارات مثل فن «اليوشو» الياباني والمبارزة القديمة التي انتشرت في معظم الحضارات الغربية، والتي تتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب الفرعوني.
إن العصي المستخدمة في التحطيب ليست عصى عدوان، فهى رياضه لها أخلاقيات ورغم اعتمادها على الهجوم والدفاع وفكرتها القتالية، إلا أنها تدعو إلى التسامح والإخاء كما أنها تعبر عن كرامة ابن الصعيد وشهامته.
اجتمع أبطال اللعبة فى جنوب مصر بساحة معبدهم التليد يقفون فى دوائر ممسكين بالعصى فى ايديهم ويقومون بالرقص على انغام المزمار والربابة وفرق فنونهم الشعبية فرقة الأقصر وفرقة قنا وفرقة سوهاج وفرقة مزمار جراجوس بقوص وفرقة مزمار جهينة بسوهاج
يتقابل الرجلان فيما يشبه الحلبة حيث يحيطهم المتفرجين من كل جانب فى شكل دائرة غالبا ومستطيل احيانا يمسك كلا من المتنافسان بشومة ( عصا ) يقوم كلا الرجلان بتقديم التحية للزمار(نقطة من النقود) ممسكا بالعصا وراقصا بها بشكل استعراضي يستخدم فيه جسمه واقفا علي قدم واحدة وناصبا ظهره في مشهد يوحي بالشموخ والمهابة.
يتحرك الاثنان بعد ذلك بشكل دائري ممسكاً كلاً منهم بالعصا وهو يلفها فوق رأسه ورأس خصمه بمسافات معينه وتلعب العصا في حد ذاتها دوراً دفاعيا مرة وهى أن تكون قادرة علي تغطية كامل الجسم عند التعرض للضرب من قبل الخصم وهجوميا مره أخري.
والضرب هنا ليس ضربا حقيقيا وإنما هو ملامسة العصا للخصم ، وقبل أن يتحول التنافس إلي عداء ومشاحنات يقوم اثنين آخرين باستلام العصا من كلا الاثنين وتعاد الكره مرة أخرى .
وتعد لعبة التحطيب إحدى الظواهر الشعبية فى الصعيد التى ترمز فى مجملها إلى تجسيد قبمة؛ البطل الشعبى ابن النيل فى مواجهة التحدى وتحقيق الانتصار كما يقول الدكتور حامد محسب استاذ الرقص الشعبى بالمعهد العالى للفنون الشعبية ليس للذات بل للجماعة بأسرها صحيح أن التحطيب لعبة بالأساس، لكنها انعكاس لمفاهيم المجتمع ورؤيته للكون، فكل جماعة من قرية أو مركز تأتى لتشجيع لاعبها وإعلان انتصاره باعتبارها الفئة التى تستحق هذا النصر. إنه صراع أبطال ممثلين لجماعات، وهنا الجوهر المشترك الذى يجعل لعبة التحطيب جزءاً جوهرياً من المجتمع لا يمكن فهمه بعيداً عن ظروف هذا المجتمع الحضارية التى تعيننا فى النهاية على فهم وتفسير عاداته وتقاليده وفنونه وآدابه. وللتحطيب مضمون درامى عميق يمكن استدعاؤه من السيرة الهلالية خلال فكرتى البطولة والفروسية، "بل إن بعض المحيطين من حاملى الموروث بالفطرة يؤكدون أن التحطيب استخراج من حرب الهلالية"، ولكن فى الأحوال كلها يمكن البحث عن المضمون الدرامى للتحطيب من خلال فهمنا عموماً للسير الشعبية، ومفاهيم الفروسية والبطولات الشعبية وارتباطها بالخير المطلق.
وأهم وحلقات التحطيب كما يقول الدكتور محسب تتم فى الموالد الكبيرة، مثل مولد سيدى عبد الرحيم وسيدى العارف بالله بسوهاج، وسيدى أبى العباس، وسيدى ابى الحجاج الاقصرى،ومولد النبى صلى الله عليه وسلم بارمنت "حيث يعلن عن رفع العصاية من بعد العصر حتى المغرب. ولمدة أسبوع أو اثنين ،ويجتمع المحطبين من كل المحافظات، حيث يدعو لاعبو المحافظة التى يقام فيها المولد لاعبى المحافظات الأخرى، والآن يرسلون بطاقات دعوة إلى أصدقائهم. ويؤكد الشكل الاحتفالى لرقصة التحطيب والذى يفرض طبيعة خاصة للفرجة والأداء والمضمون الدرامى، ليس فقط المعنى أو العبرة المأخوذة من اللعب، بل يبحث فى المفاهيم الدرامية المتحققة فى لعبة التحطيب أو رقصة التحطيب، فهناك مفاهيم مشابهة للصراع والتمثيل والإيهام، إلى آخره من مفاهيم الدراما،
وهذا ما يجعلنا نكتشف الأصول الدرامية التى خرجت منها لعبة التحطيب.
واللعب بالعصا له أصول قديمة تمتد حتى مصر القديمة الفرعونية، فلقد ظهرت هذه الرياضة كمبارزة بالعصا وكرياضة خشنة للشجعان، "انتشرت بين جميع طبقات الشعب، ثم تحولت على مر العصور بين الطبقات العليا من الشعب إلى المبارزة بالسيف. وقد انتشرت بعد ذلك اللعبة بين الفلاحين فى الريف بالوجهين البحرى والقبلى وأنشئت لها مدارس لتعليم فن المبارزة.
ولقد أثبت المؤرخ هيرودوت فى كتاباته أن المتبارين كان يصيب بعضهم بعضاً بإصابات قاتلة "ولو أنه لم يسجل فى التاريخ المصرى القديم آية إشارة لحدوث حوادث مؤسفة نتيجة لتلك المباريات التى كانت أشبه بمعارك غايتها النيل من الخصم بإصابته بضربات قد تكون مؤثرة أو عديمة التأثير"، لكنها على أقصى تقدير لن تقتله إلا فى حدود بعض الحالات الشاذة. هذا عن أصول أو تراث التحطيب،
ويستطرد الدكتور محسب ان التحطيب المأثور الآن تعدل شكله بتغير وظائفه، ومع ذلك فهو جزء أساسى من تقاليد الريف المصرى، فهو إحدى المهارات التى يتعلمها الشاب فى الصعيد، مثله مثل حمل السلاح، مع اختلاف الوظيفة، فالتحطيب بالدرجة الأولى له وظيفة تسلية، أما حمل السلاح وإطلاق النار فله وظيفة قتالية بالدرجة الأولى،وخاصة فى مسائل الثأر والدم. إذن فلرقصة التحطيب أصول فرعونية، وللتحطيب نفسه وظائف متعددة أيضا،ولكن يبدو أن أهمها:
- علامة على القوة والفتوة.
- سلاح حربى.
- لعبة فى أوقات الفراغ والسمر والاحتفالات.
والمفهوم الأخير هو السائد حالياً،
والعصا هى العنصر الأساسى فى رقصة التحطيب. كانوا قديماً يستخدمون الشومة الغليظة،(الزقلة) وهذه غير مستخدمة الآن لأنها تؤذى، وتسمى العصا الغشيمة أو شوم محلب، أى شومة شديدة مكسورة من الشجرة بالقوة، يستخدمون بدلاً منها عصا من الخيزران، او شجر الليمون ويبلغ طولها تقريباً من 160سم إلى 180سم بما يشير إلى أهمية مسك العصا، ويقول الدكتور محسب أن مسك العصا يختلف من شخص إلى آخر حسب قوته. وهناك البعض الذى لا يستطيع مسك العصا من طرفها لأنها ثقيلة ولابد من أن يترك قبضتى يد من طرفها لكى يستطيع التحكم بها، ولكن أصول الحرفنة أن يستطيع الراقص أن يمسكها من طرفها.
والملاحظ أن كل لاعب انتصر انتصر لمحافظته، واعتبرها بلد التحطيب الأولى، ولكن عموماً لن نجد فروقاً نوعية كبيرة، لكن إن هى إلا تصورات من اللاعبين لإثبات جدارة محافظاتهم.
ولقد لاحظ محسب أن المراكز ربما داخل المحافظة الواحدة تختلف فى مقدار عنف اللعبة تبعاً لقربها من الجبل أو بعدها عنه، فكلما بعدنا عن نهر النيل، ووادى النيل، وذهبنا إلى الجبل اتسم التحطيب بالعنف نظراً إلى قسوة الجبل، وصعوبة العيش.
ولاحظ أن شكل الفرجة، والعرض هو الذى يقبل التعديل، والاختلاف ليس تبعاً للإقليم أو المحافظة، ولكن تبعاً للمناسبة، والدوافع، وظروف التجمع. وفى حالة وجود فرقة موسيقية فى بعض الاحتفالات ينصب السامر الشعبى ليؤثر فى بعض اللحظات المهمة، مثل فتح الباب، وكذلك تؤثر بالضرورة فى الحركات نفسها، فتأخذ الطابع الاستعراضى أكثر. ووجود الموسيقى مرتبط بالمناسبة أيضاً. كما أن الدافع إلى التجمع حول حلقة تحطيب له أثر أيضاً، فإذا كان التجمع عشوائيا أو مفاجئاً أو أسرياً يجمع بع الأصدقاء والأقارب على سبيل التسلية، أو ربما للتحدى بين صديقين أعلنا التحدى لسبب أو لآخر، كل هذه الحالات تكون غير منتظمة بشكل مسبق، ويكون الطابع الصراعى فيها غالباً، أما فى الاحتفالات والأعراس فإن الطابع الاستعراضى يكون هو الغالب كتعبير عن السعادة والبهجة بالمولد أو العرس.
والتحطيب ينقسم إلى تحية، ثم حركات استعراضية، ثم حركات الرش، وفتح الباب، وقد يدخل اللاعب مباشرة فى التحام مع الآخر ليفتح الباب، وقد يتفقان على تطويل فترة الاستعراض، حيث تتم بالاتفاق. وجوهر اللعبة فى حركات الرش، وفتح الباب بعد السلام. أما الحركات الاستعراضية فهى نسبية، وقد لا يرغب فى الإطالة فيها أو القيام بها، وأحياناً يسهب اللاعبون فى الاستعراض لإمتاع الجمهور.
ولقد أكد اللاعبين أن التحطيب لعبة ليس هدفها العنف، ومن الأفضل لذلك أن يخرج اللاعبان متعادلين، إنها لعبة للمتعة ، ولذلك فهى تحترم التقاليد المختلفة للجماعة، "فالكبير يبدأ اللعب، ولا يجب التكبر عليه فى أثناء اللعب لأن الكبير أكثر خبرة.
إن المجموعة الموجودة من اللاعبين، والأصدقاء حول الدائرة يكون لهم دور تأمينى مهم جداً، فعندما تأخذ الحماسة اللاعبين، ويدخلان فى مشاحنة حقيقية، وعند احتمال إصابة أحدهما يتدخل اللاعبون والأصدقاء من الخارج.
ويأخذون العصا بكلمة سو حتى يوقفوا الشجار، وإلا فسينقلب اللعب إلى مبارزة حقيقة.
وهكذا فإن التحطيب لعبة استمتاع، وليست لعبة عنف، إن العصا اختلفت كثيراً عن الماضى، حيث كانت من شجر الدوم، ثم أصبحت من الخيزران الخفيف او من شجرالليمون حتى لا تضر. ويعد ضرب المنافس فى يده، وهو ممسك بالعصا خطأ، وضربة حقيقية عند فتح الباب خطأ، فيكفى لمسه عند فتح الباب لمسة خفيفة، أو حتى مجرد الإشارة إليه بالعصا، وربما بالعين، لتأكيد الفتح نفسه، أما الضرر فاحتمالاته فى الغالب أصبحت محدودة، أما العصا القديمة الغشيمة، والتى كانت عصا ثقيلة جداً فى الماضى فلقد تحولت إلى تراث، وتاريخ. ولكل عنصر من عناصر التحطيب دور حيوى يرتبط بشكل الفرجة، فالموسيقى، والحركة، والمضمون الدرامى، كل منها يكمن فى الوجدان الشعبى،
ويقول الدكتور محسب إن التحطيب من فوق ظهر الحصان بين رجلين، يمكن اعتباره إحدى ثمرات التزاوج الثقافى بين ثقافة البدو وثقافة الصعيد، حيث إن الخيل ورقصا من فنون البدو، والتحطيب من فنون الصعيد، بالإضافة إلى رقص العصا، ويتحرك الرجل فى تمايل مع العصا على أنغام المزمار، وإيقاع الطبول، وعزف الربابة فى حركات يستعرض فيها مهارته فى استخدام العصا مع المرونة، والليونة، والتوافق الموسيقى.
وبينما نجد أن التحطيب عامل مشترك بين جميع محافظات الصعيد، نجد أن اللعب، والرقص بالعصا تشتهر بها عائلة النزاوية فى محافظة سوهاج، حتى سميت الرقصة باسم رقصة "النزاوى".
ونرجع شهرة الصعيد بفنون التحطيب إلى عصر الفراعنة، ونجدهم لا يستخدمون السيف فى المبارزة، حيث لا يستخدم هذا النوع من السلاح فى هذه المنطقة، وتستخدم العصا فى الدفاع عن النفس، واللعب وقت الفراغ.
والتحطيب من فوق ظهور الخيل ما زال محتفظأ بكيانة حتى الآن، وخاصة فى الصعيد، وكثيراً ما تقام حلقات لرقص الخيل، والتحطيب ابتهاجاً بإقامة زفة عرس، أو احتفالاً بذكرى مولد أحد أولياء الله الصالحين، أو للاحتفال بجنى المحصول، حيث تقام حلبة الرقص والتحطيب فى مكان متسع، وعلى أنغام المزمار البلدى او الصعيدى يتبارى الفرسان والخيالة فى إظهار بطولاتهم، وشجاعتهم، ويتفننون فى أساليب الكر، والفر، والنزال، ويعتمد ذلك على ذكاء الفارس، وقوة صبر الحصان عند الاحتدام والنزال.
"ويحتاج رقص الخيل إلى خيول أصيلة لديها الاستعداد لأداء الرقصات على أنغام المزمار، وللخيل أشكال مختلفة من الرقص يحددها ميول الحصان، وتكوينه، واستعداده، وتقبله للمران على نوع معين من التشكيلات المتعددة الإيقاعات. ويظهر رقص الخيل مدى تمكن الفارس من حصانه، والسيطرة عليه، وتفاهمه معه، ومدى طاعة الحصان فى تأدية كل ما يتطلب منه بمرونة، ورغبة فى الرقص والأداء. ويعتبر ركوب الخيل عموماً مظهراً من مظاهر الإجلال والإكبار، حيث يمتطيه رجل الدين فى الاحتفالات الدينية، ويمتطيه الفارس فى معاركه، وتمطيه العروس حينما تزف إلى عريسها، وكذلك العريس حينما كان يذهب لإحضار عروسه.
انتهت فاعلية مهرجان التحطيب القومى الثانى بالاقصرالذى كان مناسبة لإحياء تراث اللعبة وتبنى وزارة الثقافة لاقامتة سنويا مساهمة فى بناء الثقافة القومية وإرساء أصولها والكشف عن ينابيعها ومد روافدها فى شريان الوطن كله ايمانا باهمية الثقافة كإنجاز علمى على طريق الحضارة كما قال الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
عبد المنعـم عبدالعظيـم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
المهرجان وحكاية لعبة التحطيب
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
رسمت مدينة الأقصر جدارية جديدة ضمتها الى جداريات معبد الأقصر فى مكان يتوسطه مسجد سيدى ابوالحجاج الاقصرى القطب الصوفى الكبير ومسجدة المقام فوق أطلال كنيسة رومانية قى قاعة معبد فرعونى قديم وتتعانق قيه المسلة والمئذنة وبرج الكنيسة بانوراما رائعة اضفت على الحدث جمال على جمال
الجدارية هذه المرة جدارية بشريه ابدعها المخرج الفنان عبد الرجمن الشافعى مستشار رئيس هيئة قصور الثقافة للفن الشعبى وشارك فى إخراجها سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر والدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصورو بيوت الثقافة وكتيبته بإقليم جنوب ووسط الصعيد الثقافى وقصر ثقافة الاقصر
المكان ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى والحدث الذى جذب انظار العالم وجاء الناس من كل صوب وحدب يتحدثون بجميع لغات العالم لمشاهدة أبطال لعبة التحطيب بمحافظات المنيا واسيوط وسوهاج والاقصر فى مهرجانهم الثانى
الاول أقيم منذ عشر سنوات وقبلها كان يقام ضمن فاعليات مهرجان آمون ويتبناه الاتحاد الاقليمى للاندية الريفية برئاسة الفلاح المصرى محمد النادى اسماعيل عضو مجلس الأمة ورئيس الاتحاد أيامها واستمر لمدة خمس سنوات وتوقف عقب النكسة
ولعبة التحطيب او غيه الرجال كما يسمونها فى صعيد مصر تستهويني منذ نعومة اظافرى ولا اترك مولدا ولاساحة تحطيب دون ان أكون ضيفا عليها اشعر أنها ميراث الرجولة والفتوة وتراث الجنوب الخالد لهذا ظللت الخمسة أيام التى امتدها المهرجان اتابع البطولة وأسجل احداثها .
والتحطيب له جذور قديمة ومتأصلة في التاريخ المصرى فقد بدأ في العصر الفرعوني كطقس من الطقوس المنتظمة التي تؤدى في الأعياد الدينية، وبدلا من العصي الخشبية كانوا يستخدمون لفافات البردي الكبيرة حتى لا يصاب المتبارين بالأذى، ثم تطور التحطيب باختزال اللفافتين إلى واحدة ثم تحويلها إلى عصى بتطور استخداماتها في مجال الدفاع عن النفس.
ورغم محلية التحطيب إلا انه كان نبعاً ارتشفت منه كثير من الحضارات مثل فن «اليوشو» الياباني والمبارزة القديمة التي انتشرت في معظم الحضارات الغربية، والتي تتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب الفرعوني.
إن العصي المستخدمة في التحطيب ليست عصى عدوان، فهى رياضه لها أخلاقيات ورغم اعتمادها على الهجوم والدفاع وفكرتها القتالية، إلا أنها تدعو إلى التسامح والإخاء كما أنها تعبر عن كرامة ابن الصعيد وشهامته.
اجتمع أبطال اللعبة فى جنوب مصر بساحة معبدهم التليد يقفون فى دوائر ممسكين بالعصى فى ايديهم ويقومون بالرقص على انغام المزمار والربابة وفرق فنونهم الشعبية فرقة الأقصر وفرقة قنا وفرقة سوهاج وفرقة مزمار جراجوس بقوص وفرقة مزمار جهينة بسوهاج
يتقابل الرجلان فيما يشبه الحلبة حيث يحيطهم المتفرجين من كل جانب فى شكل دائرة غالبا ومستطيل احيانا يمسك كلا من المتنافسان بشومة ( عصا ) يقوم كلا الرجلان بتقديم التحية للزمار(نقطة من النقود) ممسكا بالعصا وراقصا بها بشكل استعراضي يستخدم فيه جسمه واقفا علي قدم واحدة وناصبا ظهره في مشهد يوحي بالشموخ والمهابة.
يتحرك الاثنان بعد ذلك بشكل دائري ممسكاً كلاً منهم بالعصا وهو يلفها فوق رأسه ورأس خصمه بمسافات معينه وتلعب العصا في حد ذاتها دوراً دفاعيا مرة وهى أن تكون قادرة علي تغطية كامل الجسم عند التعرض للضرب من قبل الخصم وهجوميا مره أخري.
والضرب هنا ليس ضربا حقيقيا وإنما هو ملامسة العصا للخصم ، وقبل أن يتحول التنافس إلي عداء ومشاحنات يقوم اثنين آخرين باستلام العصا من كلا الاثنين وتعاد الكره مرة أخرى .
وتعد لعبة التحطيب إحدى الظواهر الشعبية فى الصعيد التى ترمز فى مجملها إلى تجسيد قبمة؛ البطل الشعبى ابن النيل فى مواجهة التحدى وتحقيق الانتصار كما يقول الدكتور حامد محسب استاذ الرقص الشعبى بالمعهد العالى للفنون الشعبية ليس للذات بل للجماعة بأسرها صحيح أن التحطيب لعبة بالأساس، لكنها انعكاس لمفاهيم المجتمع ورؤيته للكون، فكل جماعة من قرية أو مركز تأتى لتشجيع لاعبها وإعلان انتصاره باعتبارها الفئة التى تستحق هذا النصر. إنه صراع أبطال ممثلين لجماعات، وهنا الجوهر المشترك الذى يجعل لعبة التحطيب جزءاً جوهرياً من المجتمع لا يمكن فهمه بعيداً عن ظروف هذا المجتمع الحضارية التى تعيننا فى النهاية على فهم وتفسير عاداته وتقاليده وفنونه وآدابه. وللتحطيب مضمون درامى عميق يمكن استدعاؤه من السيرة الهلالية خلال فكرتى البطولة والفروسية، "بل إن بعض المحيطين من حاملى الموروث بالفطرة يؤكدون أن التحطيب استخراج من حرب الهلالية"، ولكن فى الأحوال كلها يمكن البحث عن المضمون الدرامى للتحطيب من خلال فهمنا عموماً للسير الشعبية، ومفاهيم الفروسية والبطولات الشعبية وارتباطها بالخير المطلق.
وأهم وحلقات التحطيب كما يقول الدكتور محسب تتم فى الموالد الكبيرة، مثل مولد سيدى عبد الرحيم وسيدى العارف بالله بسوهاج، وسيدى أبى العباس، وسيدى ابى الحجاج الاقصرى،ومولد النبى صلى الله عليه وسلم بارمنت "حيث يعلن عن رفع العصاية من بعد العصر حتى المغرب. ولمدة أسبوع أو اثنين ،ويجتمع المحطبين من كل المحافظات، حيث يدعو لاعبو المحافظة التى يقام فيها المولد لاعبى المحافظات الأخرى، والآن يرسلون بطاقات دعوة إلى أصدقائهم. ويؤكد الشكل الاحتفالى لرقصة التحطيب والذى يفرض طبيعة خاصة للفرجة والأداء والمضمون الدرامى، ليس فقط المعنى أو العبرة المأخوذة من اللعب، بل يبحث فى المفاهيم الدرامية المتحققة فى لعبة التحطيب أو رقصة التحطيب، فهناك مفاهيم مشابهة للصراع والتمثيل والإيهام، إلى آخره من مفاهيم الدراما،
وهذا ما يجعلنا نكتشف الأصول الدرامية التى خرجت منها لعبة التحطيب.
واللعب بالعصا له أصول قديمة تمتد حتى مصر القديمة الفرعونية، فلقد ظهرت هذه الرياضة كمبارزة بالعصا وكرياضة خشنة للشجعان، "انتشرت بين جميع طبقات الشعب، ثم تحولت على مر العصور بين الطبقات العليا من الشعب إلى المبارزة بالسيف. وقد انتشرت بعد ذلك اللعبة بين الفلاحين فى الريف بالوجهين البحرى والقبلى وأنشئت لها مدارس لتعليم فن المبارزة.
ولقد أثبت المؤرخ هيرودوت فى كتاباته أن المتبارين كان يصيب بعضهم بعضاً بإصابات قاتلة "ولو أنه لم يسجل فى التاريخ المصرى القديم آية إشارة لحدوث حوادث مؤسفة نتيجة لتلك المباريات التى كانت أشبه بمعارك غايتها النيل من الخصم بإصابته بضربات قد تكون مؤثرة أو عديمة التأثير"، لكنها على أقصى تقدير لن تقتله إلا فى حدود بعض الحالات الشاذة. هذا عن أصول أو تراث التحطيب،
ويستطرد الدكتور محسب ان التحطيب المأثور الآن تعدل شكله بتغير وظائفه، ومع ذلك فهو جزء أساسى من تقاليد الريف المصرى، فهو إحدى المهارات التى يتعلمها الشاب فى الصعيد، مثله مثل حمل السلاح، مع اختلاف الوظيفة، فالتحطيب بالدرجة الأولى له وظيفة تسلية، أما حمل السلاح وإطلاق النار فله وظيفة قتالية بالدرجة الأولى،وخاصة فى مسائل الثأر والدم. إذن فلرقصة التحطيب أصول فرعونية، وللتحطيب نفسه وظائف متعددة أيضا،ولكن يبدو أن أهمها:
- علامة على القوة والفتوة.
- سلاح حربى.
- لعبة فى أوقات الفراغ والسمر والاحتفالات.
والمفهوم الأخير هو السائد حالياً،
والعصا هى العنصر الأساسى فى رقصة التحطيب. كانوا قديماً يستخدمون الشومة الغليظة،(الزقلة) وهذه غير مستخدمة الآن لأنها تؤذى، وتسمى العصا الغشيمة أو شوم محلب، أى شومة شديدة مكسورة من الشجرة بالقوة، يستخدمون بدلاً منها عصا من الخيزران، او شجر الليمون ويبلغ طولها تقريباً من 160سم إلى 180سم بما يشير إلى أهمية مسك العصا، ويقول الدكتور محسب أن مسك العصا يختلف من شخص إلى آخر حسب قوته. وهناك البعض الذى لا يستطيع مسك العصا من طرفها لأنها ثقيلة ولابد من أن يترك قبضتى يد من طرفها لكى يستطيع التحكم بها، ولكن أصول الحرفنة أن يستطيع الراقص أن يمسكها من طرفها.
والملاحظ أن كل لاعب انتصر انتصر لمحافظته، واعتبرها بلد التحطيب الأولى، ولكن عموماً لن نجد فروقاً نوعية كبيرة، لكن إن هى إلا تصورات من اللاعبين لإثبات جدارة محافظاتهم.
ولقد لاحظ محسب أن المراكز ربما داخل المحافظة الواحدة تختلف فى مقدار عنف اللعبة تبعاً لقربها من الجبل أو بعدها عنه، فكلما بعدنا عن نهر النيل، ووادى النيل، وذهبنا إلى الجبل اتسم التحطيب بالعنف نظراً إلى قسوة الجبل، وصعوبة العيش.
ولاحظ أن شكل الفرجة، والعرض هو الذى يقبل التعديل، والاختلاف ليس تبعاً للإقليم أو المحافظة، ولكن تبعاً للمناسبة، والدوافع، وظروف التجمع. وفى حالة وجود فرقة موسيقية فى بعض الاحتفالات ينصب السامر الشعبى ليؤثر فى بعض اللحظات المهمة، مثل فتح الباب، وكذلك تؤثر بالضرورة فى الحركات نفسها، فتأخذ الطابع الاستعراضى أكثر. ووجود الموسيقى مرتبط بالمناسبة أيضاً. كما أن الدافع إلى التجمع حول حلقة تحطيب له أثر أيضاً، فإذا كان التجمع عشوائيا أو مفاجئاً أو أسرياً يجمع بع الأصدقاء والأقارب على سبيل التسلية، أو ربما للتحدى بين صديقين أعلنا التحدى لسبب أو لآخر، كل هذه الحالات تكون غير منتظمة بشكل مسبق، ويكون الطابع الصراعى فيها غالباً، أما فى الاحتفالات والأعراس فإن الطابع الاستعراضى يكون هو الغالب كتعبير عن السعادة والبهجة بالمولد أو العرس.
والتحطيب ينقسم إلى تحية، ثم حركات استعراضية، ثم حركات الرش، وفتح الباب، وقد يدخل اللاعب مباشرة فى التحام مع الآخر ليفتح الباب، وقد يتفقان على تطويل فترة الاستعراض، حيث تتم بالاتفاق. وجوهر اللعبة فى حركات الرش، وفتح الباب بعد السلام. أما الحركات الاستعراضية فهى نسبية، وقد لا يرغب فى الإطالة فيها أو القيام بها، وأحياناً يسهب اللاعبون فى الاستعراض لإمتاع الجمهور.
ولقد أكد اللاعبين أن التحطيب لعبة ليس هدفها العنف، ومن الأفضل لذلك أن يخرج اللاعبان متعادلين، إنها لعبة للمتعة ، ولذلك فهى تحترم التقاليد المختلفة للجماعة، "فالكبير يبدأ اللعب، ولا يجب التكبر عليه فى أثناء اللعب لأن الكبير أكثر خبرة.
إن المجموعة الموجودة من اللاعبين، والأصدقاء حول الدائرة يكون لهم دور تأمينى مهم جداً، فعندما تأخذ الحماسة اللاعبين، ويدخلان فى مشاحنة حقيقية، وعند احتمال إصابة أحدهما يتدخل اللاعبون والأصدقاء من الخارج.
ويأخذون العصا بكلمة سو حتى يوقفوا الشجار، وإلا فسينقلب اللعب إلى مبارزة حقيقة.
وهكذا فإن التحطيب لعبة استمتاع، وليست لعبة عنف، إن العصا اختلفت كثيراً عن الماضى، حيث كانت من شجر الدوم، ثم أصبحت من الخيزران الخفيف او من شجرالليمون حتى لا تضر. ويعد ضرب المنافس فى يده، وهو ممسك بالعصا خطأ، وضربة حقيقية عند فتح الباب خطأ، فيكفى لمسه عند فتح الباب لمسة خفيفة، أو حتى مجرد الإشارة إليه بالعصا، وربما بالعين، لتأكيد الفتح نفسه، أما الضرر فاحتمالاته فى الغالب أصبحت محدودة، أما العصا القديمة الغشيمة، والتى كانت عصا ثقيلة جداً فى الماضى فلقد تحولت إلى تراث، وتاريخ. ولكل عنصر من عناصر التحطيب دور حيوى يرتبط بشكل الفرجة، فالموسيقى، والحركة، والمضمون الدرامى، كل منها يكمن فى الوجدان الشعبى،
ويقول الدكتور محسب إن التحطيب من فوق ظهر الحصان بين رجلين، يمكن اعتباره إحدى ثمرات التزاوج الثقافى بين ثقافة البدو وثقافة الصعيد، حيث إن الخيل ورقصا من فنون البدو، والتحطيب من فنون الصعيد، بالإضافة إلى رقص العصا، ويتحرك الرجل فى تمايل مع العصا على أنغام المزمار، وإيقاع الطبول، وعزف الربابة فى حركات يستعرض فيها مهارته فى استخدام العصا مع المرونة، والليونة، والتوافق الموسيقى.
وبينما نجد أن التحطيب عامل مشترك بين جميع محافظات الصعيد، نجد أن اللعب، والرقص بالعصا تشتهر بها عائلة النزاوية فى محافظة سوهاج، حتى سميت الرقصة باسم رقصة "النزاوى".
ونرجع شهرة الصعيد بفنون التحطيب إلى عصر الفراعنة، ونجدهم لا يستخدمون السيف فى المبارزة، حيث لا يستخدم هذا النوع من السلاح فى هذه المنطقة، وتستخدم العصا فى الدفاع عن النفس، واللعب وقت الفراغ.
والتحطيب من فوق ظهور الخيل ما زال محتفظأ بكيانة حتى الآن، وخاصة فى الصعيد، وكثيراً ما تقام حلقات لرقص الخيل، والتحطيب ابتهاجاً بإقامة زفة عرس، أو احتفالاً بذكرى مولد أحد أولياء الله الصالحين، أو للاحتفال بجنى المحصول، حيث تقام حلبة الرقص والتحطيب فى مكان متسع، وعلى أنغام المزمار البلدى او الصعيدى يتبارى الفرسان والخيالة فى إظهار بطولاتهم، وشجاعتهم، ويتفننون فى أساليب الكر، والفر، والنزال، ويعتمد ذلك على ذكاء الفارس، وقوة صبر الحصان عند الاحتدام والنزال.
"ويحتاج رقص الخيل إلى خيول أصيلة لديها الاستعداد لأداء الرقصات على أنغام المزمار، وللخيل أشكال مختلفة من الرقص يحددها ميول الحصان، وتكوينه، واستعداده، وتقبله للمران على نوع معين من التشكيلات المتعددة الإيقاعات. ويظهر رقص الخيل مدى تمكن الفارس من حصانه، والسيطرة عليه، وتفاهمه معه، ومدى طاعة الحصان فى تأدية كل ما يتطلب منه بمرونة، ورغبة فى الرقص والأداء. ويعتبر ركوب الخيل عموماً مظهراً من مظاهر الإجلال والإكبار، حيث يمتطيه رجل الدين فى الاحتفالات الدينية، ويمتطيه الفارس فى معاركه، وتمطيه العروس حينما تزف إلى عريسها، وكذلك العريس حينما كان يذهب لإحضار عروسه.
انتهت فاعلية مهرجان التحطيب القومى الثانى بالاقصرالذى كان مناسبة لإحياء تراث اللعبة وتبنى وزارة الثقافة لاقامتة سنويا مساهمة فى بناء الثقافة القومية وإرساء أصولها والكشف عن ينابيعها ومد روافدها فى شريان الوطن كله ايمانا باهمية الثقافة كإنجاز علمى على طريق الحضارة كما قال الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
عبد المنعـم عبدالعظيـم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 20 نوفمبر 2009
البردى احدث سلعة فى سوق السياحة فى مصر
البردى النبات المصرى الاصيل
احدث السلع فى الاسواق السياحية
كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم
فى الطريق الى مدينة الأسرار والحكمة " القرنة " وبالقرب من تمثالا ممنون أعظم ما خلفته لنا الحضارة المصرية العريقة من تماثيل حيث تجرى عمليات ترميم واسعة وتجميل للمنطقة ضمن خطة تطوير الأقصر الطموح التى ينفذها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر وربما نشهد إعادة لمعبد امنحتب الثالث الذى كان التمثالان على بوابته
وقبل ان نطالع مدينة البعث لفت نظرى لافتات لمعاهد للبردى يجذبنى فضولى للتعرف على هذه المعاهد الذى يحمل عنوانها معنى علميا
لقد كان البردى مادة الكتابة المتداولة فى العالم القديم ولآلاف السنين يتهافت عليها العالم ويجلبونها من مصر مهد حضارة التدوين بأعلى الأسعار
ودونت البرديات المصرية أرقى واسمي العلوم الانسانية التى كانت مصر مهدها
ويعتبر علم البردى توءم علم النقوش وكل منهما نما وترعرع فى بيئة مصرية خالصة وأصبحت دراسة البرديات علما يستحوذ على اهتمام العلماء والباحثين فى الدراسات الكلاسيكية حيث فتحت اكتشافات البرديات منذ بداية القرن العشرين أفاقا علمية هائلة على علوم المصريات وعوالمها الخالدة
ينتمي البردي إلى عائلة من النباتات كانت تنمو في وقت ما بصورة غزيرة في مستنقعات الوجه البحري و لكنها الأن لا تنمو فيها غير أنها لا تزال تنمو في مستنقعات السودان .
و قد استخدم البردي لأغراض عديدة سرد هيرودوت بعضاً منها و ثيوفراستوس و بيليني , ولكن قيمته الأساسية كانت في صنع أوارق الكتابة , وكانت هذه الأوراق نواة ابتكار الورق الحديث , حتى أن لفظة Paper الإنجليزية مشتقة من كلمة Papyrus الدالة على ورق البردي
و يتراوح طول الواحدة من نباتات البردي بين 7 أقدام و 10 أقدام , ويدخل في هذا الطول الجزء العلوي الذي يحمل الزهور كما أن أقصى إتساع يبلغ بوصة و نصف تقريباً , وساق البردي تتكون من جزئين قشرة خارجية رفيعة صلبة و لب داخلي , و هذا اللب هو الذي يستخدم في صناعة أوراق البردي
و لا يعرف على وجه التحديد التاريخ الذي بدأت فيه صناعة ورق البردي و لكن يرجح أنه ظهر في أوائل القرن 30 ق.م حيث عثر على ملف صغير من البردي غير مكتوب عليه في مقبرة ترجع إلى عصر الأسرة الأولى
استعمل المصريون القدماء البردى فى عديد من الإستخدامات منها بناء المراكب و عمل الحصير و المفارش و السلال و الصناديق و المناضد و الصنادل وكانت الجذور تستخدم كنوع من الوقود و كان أيضاً غذاءاً لعامة الشعب ولكن ظل ورق البردي هو الاستخدام الأكثر أهمية
و بسبب أهمية أوراق البردي كانت طريقة إنتاجه سر محاط بالكتمان , وكانت مصر هي الدولة المحتكرة لإنتاجه , لذا فقد ظهرت عدة محاولات لإنتاج بدائل لأوراق البردي
ولكن كل هذه المواد كانت دون مستوى أوراق البردي .
حتى جاء القرن العاشر و استطاع العرب نقل طريقة صناعة أوراق أخف من أوراق البردي عن طريق أسراهم الصينيون , وكانت هذه الأوراق أسهل في صناعتها و أقل تكلفة , فبدأ المصريون تدريجياً يهملون البردي و زراعته و بعد عدة قرون اختفى البردي من الساحة المصرية تماماً
وعلم البرديات هو علم القرن التاسع عشر حيث بدأ العلماء يأتون إلى مصر لعمل الحفائر و استخراج أوراق البردي الموجود فيها , و قد وجدت أوراق بردي كثيرة على توابيت الموتى و بدء علماء من مختلف دول العالم فى إنشاء مراكز كبيرة لنشر هذه البرديات , وكانت هذه البرديات بلغات مختلفة فهناك اليوناني منها , وهو الأكثر , وهناك اللاتيني و العبري و القبطي منها وغيرها من اللغات .
أماكن تم العثور فيها على بردي:
•الإكتشافات المبكرة :
•تم العثور على أول بردية كانت قد كُتبت بالعربية عام 1824م بواسطة الفلاحون المصريون بالقرب من دير سانت إرمي أو دير أبو هيرميس .
•فقط في عام 1877/1878 عثر الفلاحون في قرية كوم فارس و قد بيعت هذه في القاهرة للمتحف المصري في برلين .
•أول إكتشاف في مدينة الفيوم :
•و تقريبا عام 1880م أخذ ث . جراف Th. Grav تاجر المنسوجات على حساب المستشرق J. Karabeack حوالي 10.000 بردية و نصوص مكتوبة على منسوجات , وتنتمي البرديات إلى (Krokodílon Pólis) كوم فارس و (Herakleopolis) إنهاس , أما المنسوجات فمن كوم العزامه .
•ثاني إكتشاف في مدينة الفيوم :
•إستمرت الإكتشافات في مدينة الفيوم خاصة في , كوم فارس , و تمكن Th. Grav من تكوين مجموعة جديدة من البرديات وأخذها معه , و قام ببيعها و سميت هذه المجموعة (Erzherzog RAINER) .
هناك أماكن أخرى عثر فيها على بردي مثل ميت رهينه , و البهنسا , و الأشمونيين , وأخميم , و إدفو , و أسوان , و الفسطاط (القاهرة القديمة( و كوم قولزوم , و أماكن أخرى عديدة
فى هذه الايام عاد البردى من جديد ليحتل مكانا بارزا فى السلع السياحية والتذكارات التى يحرص زوار مصر على اقتنائها وصارت لوحات البردى الفنية من اروع وابدع السلع المصرية
نتأمل نباتات البردى الخضرا ء المزروعة او النابته شيطانيا على حواف الترع والمجارى ادلف الى احد معاهد البرديات أحاول التعرف على كيفية صناعة الورق من نبات البردى
بعد ازالة القشرة الخضراء يتم تقطيع النبات الى شرائح طولية رقيقة حسب المقاس المطلوب ثم يتم درفة الشرائح تحت ضغط عجلة خشبية تشبه نشابة الفطائر لتصفية الشرائح من الماء وتبطيطها ثم تنقع فى الماء لمدة ثلاثة ايام ثم تنقل لتفرد على كرتونة مغطاه بالقماش وترص الشرائخ راسيا وافقيا بالحجم المطلوب بدون قواصل ثم تكبس فى مكبس لمدة ثلاثة ايام وبعدها تصبح ورقة بردى جاهزة للكتابة عليها او الرسم اليدوى او الطباعة ثم التلوين0
ويقول احد أصحاب المعاهد ان البعض يستخدم أوراق شجر الموز او القماش الخام المعامل بالنشا فى تصنيع أوراق شبيهة بالورق البردى كنوع من الغش التجارى لكنها غير جيدة ويسهل كشفها
أعود الى اول معهد للبرديات فى مصر فى العصر الحديث معهد الدكتور حسن رجب اول من أعاد زراعة البردى بعد ان جلب شتلاته من البحيرات الاقريقية وتوصل الى طريقة تصنيع البردى بنفس الاسلوب الكلاسيكى القديم وسجلها بسجل براءات الاختراع باكاديمية البحث العلمى برقم 12331 فى اكنوبر 1977
فقد اسنطاع هذا الرجل بعد سن الستين وتقاعده ان يتعمق فى علوم المصريات ويحصل على الدكتوراة وينشىء القرية الفرعونبة بالجيزة ويعيد أمجاد البردى
ولعلنا نتساءل لماذا لا نعيد كتابة أوراق البردى الفرعونية القديمة الشهيرة على أوراق البردى كسلعة تجارية وعلمية للباحثين والمهتمين بالمصريات ولماذا لا يرسم فنانينا لوحاتهم على أوراق البردى لتكون لها الطابع المصرى الخالص
و لعلنى أيضا أدعو الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر لإقامة معرض لفنون البردى ودراساته بالأقصر
عبدالمنعـم عبدالعظــبم
الاقصــر –مصــر
Monemazim2007@yah00.com
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009
البابا شنودة الثالث ضيف على مهرجان طيبة الادبى الثانى
فى قصر ثقافة الطود
البابا شنودة ضيف مهرجان طيبة الدولى الثانى
كتب عبد المنعم عبدالعظيم
الطود إحدى القرى الفرعونية العريقة والتى كانت مقرا لعبادة الإله مونتو اله الحرب والضراوة وفى روايات أنها مهد ميلاد نبى الله موسى ومنها ا لقى فى اليم
والتى تضم الى جانب معبد الإله مونتو الدير المشهور بدير القديسين الأنبا بيشوى الناسك بجبل الطود والأنبا بسنتاؤس و التى سيكون لها شان فى الحركة السياحية العالمية بعد التطوير الكبير الذى شهدته ضمن خطة تطوير الأقصر التى يتبناها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر والتى سيزورها الرئيس مبارك قريبا لافتتاح بيت الشباب العالمى ومركز المؤتمرات
وفى قصر ثقافتها الذى صمم على نمط عمارة الفقراء للراحل العظيم شيخ المعماريين المصريين حسن فتحى والذى بذل المستشار السياحى العالمى طود الطود الأشم عبدالحميد يحى جهدا عظيما حتى خرج للنور تحفة معمارية رائعة
استقبلت الطود إحدى أمسيات مهرجان طيبة الدولى الثانى والتى شارك فيها شعراء من سوريا الشقيقة ومصر استقبلتهم الطود باحتفالية رائعة بالمزمار البلدى واستعراض للعبة التحطيب ورقص الخيول العربية
المفاجأة عندما تقدم الأنبا رويس راعى كنيسة العديسات ليلقى قصيدة من روائع شعر البابا شنودة الثالث بابا الكرازة المرقسية وكان البابا شنودة قد زار الطود وعقد مؤتمرا فيه منذ أعوام عن التسامح
وانتهى الحفل باستعراض لفرقة توشكى للفنون الشعبية شارك فيه الضيوف بعدها توجهت الفرقة للسودان الشقيق للمشاركة فى تشجيع فريقنا القومى
عبدالمنعـم عبدالعظيـم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 13 نوفمبر 2009
hov اخر قصائد ابن العم عبدالرحمن الابنودى
تناتيش الخال عبد الرحمن الابنودى فى زكرى عبد الناصر
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يكتب : مواويل وتناتيش للذكرى .. جمال عبدالناصر
٩/ ١١/ ٢٠٠٩عبد الناصر
المواويل
أنا باشكر اللى خلق لى الصوت وأوصانى
أقول كلام حُرّ.. مايقبلْش لون تانى
مااسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة «آه»
وإن سرقوا صوتى.. بينسوا ياخدوا قولة «آه»
فى الفرْح فى الجرح إيه حيلتى إلاّ قولِة «آه»
يحميك يا ولدى وكنت اسكت وتتكلم
يحميك يا ولدى واكون مجروح وتتألم
ياما حرسْت النهار.. آدى النهار.. ضلِّم
وإن شفت جرح الوطن جوّه الفؤاد علم
تقول كلام.. ياسلام.. يحيينى من تانى!!
■ ■ ■
أنا كان لى ورْدات عجب.. كبّرتها بايدى
أسقيها بالدمع بالدم اللى فى وريدى
جانى غشيم القدم وداس على ورودى
أخدم جناينى فى بستانى يا ناس إزاى؟
وإن نمت ناسى باقوم فاكر يا ناس إزاى؟
مين مرّر الشاى فى شفايفى وبكى الناى؟
ياليل يابو الهمّ.. تحتك دم.. ما تحاسب
وقوللّى إمتى يا ليل.. وفين حنتحاسب؟
إزاى بلادى تبات ليلة مع الغاصب
وإزاى يدوس وردها.. واقولّه: «ياسيدى؟!
■ ■ ■
مدّ الأمل سِكِّتُه.. وقالِّنا: «سيروا
نصيبكو حيصيبكوا تمشوا والاَّ حتطيروا
عيشوا النهارده الزمن.. بكره زمن غيره
آدى أول السكة صوت الضحكة بيلالى
والشمس أمشيلها ألاقيها اللى ما شيالى
ولا حدّ يقدر يعكّر قلبنا الخالى
لكن ومين بكرة يعرف إحنا فين فيها؟
هيه حتدينا والا احنا حندّيها؟
وإيه نصيبنا من الأيام ولياليها؟
غاب الزمن فى الزمن.. واحنا بِلا عزوة
ولا نملك الا نماشى السكة ونسيروا»!!
■ ■ ■
ويا مصْر وان خيّرونى ما اسكن الاَّكى
ولاجْل تتبِّسمى.. يا ما بابات باكى
تسقينى كاس المرار.. وبرضُه باهواكى
بلدى ومالى الّا إنتى ولو ظلمتينى..
مقبولة منِّك جراح قلبى وْدموع عينى
الجرح يشْفَى إذا بإيدك لمستينى..
كلّك حلاوَة.. وكلمة «مصر».. أحلاكى!!
■ ■ ■
التّناتيش
من يمدحُه يطلع خاسر
ويشبَّروله.. أيامه
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش بصوته وأحلامه فى قلوب شعوب عبدالناصر
■ ■ ■
مش ناصرى ولا كنت ف يوم
بالذات فى زمنه وف حينه
لكن العفن وفساد القوم
نسّانى حتى زنازينه.. فى سجون عبدالناصر
■ ■ ■
إزاى ينسّينا الحاضر..
طعم الأصالة اللى فى صوته؟
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش جمال حتى ف موتُه ما هو مات وعاش عبدالناصر!!
■ ■ ■
إسمه جمال وجميل فعلاً
ياما شفنا شجعان خوّافه
عظيم.. وكان إنسان طبعاً
المجد مش شغل صحافة علشان ده عاش عبدالناصر
■ ■ ■
أعداؤه كرهوه ودى نعمة
مِن كرهُه أعداؤه صادق
فى قلبه كان حاضن أمَّه
ضمير وهمَّة ومبادئ ساكنين فى صوت عبدالناصر
■ ■ ■
ملامحنا.. رجعت بعد غياب
دلوقت بس اللى فهمناه
لا كان حرامى ولا كداب
ولا نهبها مع اللى معاه أنا باحكى عن عبدالناصر
■ ■ ■
عشنا الحياة ويّاه كالحلم
فلا فساد ولا رهن بلاد
يومها انتشينا ثقافة وعلم
وف زمنه ماعشناش آحاد كنا جموع فى زمن ناصر
■ ■ ■
كان الأمل فى خُضرِتُه بِكْر
مافيش لصوص للقوت والمال
ومصر أبطال ورجال فكر
ومثقفين ستات ورجِال جيوش جمال عبدالناصر
■ ■ ■
كان الهلال فى قلبه صليب
ولا شفنا حزازات فى بلادنا
ولا شُفنا ديب بيطارد ديب
ولا جرَس خاصم مادنة وَحَّدْنا صُوت عبدالناصر
■ ■ ■
دفعنا تمن الحريّة
بدمّ مش بدينار ودولار
يوم وقفته فى «المنشيّة»
خلّى الرصاص يهرب من عار أعداء جمال عبدالناصر
■ ■ ■
رغم الحصار كنا أحرار
وفى الهزيمة الشعب ماجعْش
كان اسمها «بلد الثوار»
وقرار زعيمها مابيرجعْش قرار جمال عبدالناصر
■ ■ ■
خلَّى بلادُه.. أعزّ بلاد
ليها احترام فى الكون مخصوص
لا شفنا وسط رجالُه فساد
ولا خطط سمسرة ولصوص كان الجميع عبدالناصر
■ ■ ■
لولاه ماكنتوا اتعلمتوا
ولا بقيتوا «دراكولا»
ياللى انتو زعما وإنجازكو
دخّلتوا مصر الكوكاكولا وبتشتموا ف عبدالناصر
■ ■ ■
عمره ما جاع فى زمانه فقير
أو مالتقاش دوا للعِلّة
دلوقت لعبةْ «اخطف طير»
والأمة فى خِدْمةْ شِلَّة تكره جمال عبدالناصر
■ ■ ■
يتّريقوا على طوابيرُه
علشان فراخ الجمعية
شوفوا غيره دلوقت وخيرُه
حتى الرغيف بقى أمنيّة يرحم جمال عبدالناصر!!
■ ■ ■
فيه ناس بتنهب وتسوِّف
لا يهمّها من عاش أو مات
ورضا العدو عنّا يخِوِّف
معناه أكيد إننا قَفَوات من يوم مامات عبدالناصر!!
■ ■ ■
الأرض رجْعت للإقطاع
وقالوا: «رجعت لصْحابها»
وصاحبَك الفلاح تانى ضاع
ضاعْت العقود واللى كتبها وخط إيد عبدالناصر!
■ ■ ■
أنا أذكُرك من غير ذكرى
والناس بتفتكرك بخشوع
الأمس واليوم ده وبكره
يبكوك بعظمة مش بدموع يكفَى نقول: «عبدالناصر»
■ ■ ■
دلوقت رجعوا الفقرا خلاص
سكنوا جحورهم من تانى
رحل معاك زمن الإخلاص
وِجِهْ زمن غير إنسانى ماهوش زمن عبدالناصر!!
■ ■ ■
صحينا على زمن الألغاز
يحكمنا فيه «أهل الأعمال»
وللعدو.. صدّرنا الغاز
بفرحة وبكل استهبال نكاية فى عبدالناصر!
■ ■ ■
بنمدها بغاز الأجيال
تحويشةِ الزمن القادم
إتوحَّشوا فْ جمع الأموال
ورجعْنا سادة.. وخوادم ضد اتجاه عبدالناصر
■ ■ ■
يا جمال.. نجيب زيك من فين
يا نار.. يا ثورة.. يا ندهِةْ ناى..
البوسطجى.. إللى اسمه «حسين»
- أبوك - منين جابك؟ وإزاى.. عمل جمال عبدالناصر؟!
■ ■ ■
لو حاكتبك.. ما تساع أقلام
ولا كلام غالى وأوراق
الأمر وما فيه.. أنا مشتاق
فقُلتْ امسِّى عليك وأنام نومةْ جمال عبدالناصر!!
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يكتب : مواويل وتناتيش للذكرى .. جمال عبدالناصر
٩/ ١١/ ٢٠٠٩عبد الناصر
المواويل
أنا باشكر اللى خلق لى الصوت وأوصانى
أقول كلام حُرّ.. مايقبلْش لون تانى
مااسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة «آه»
وإن سرقوا صوتى.. بينسوا ياخدوا قولة «آه»
فى الفرْح فى الجرح إيه حيلتى إلاّ قولِة «آه»
يحميك يا ولدى وكنت اسكت وتتكلم
يحميك يا ولدى واكون مجروح وتتألم
ياما حرسْت النهار.. آدى النهار.. ضلِّم
وإن شفت جرح الوطن جوّه الفؤاد علم
تقول كلام.. ياسلام.. يحيينى من تانى!!
■ ■ ■
أنا كان لى ورْدات عجب.. كبّرتها بايدى
أسقيها بالدمع بالدم اللى فى وريدى
جانى غشيم القدم وداس على ورودى
أخدم جناينى فى بستانى يا ناس إزاى؟
وإن نمت ناسى باقوم فاكر يا ناس إزاى؟
مين مرّر الشاى فى شفايفى وبكى الناى؟
ياليل يابو الهمّ.. تحتك دم.. ما تحاسب
وقوللّى إمتى يا ليل.. وفين حنتحاسب؟
إزاى بلادى تبات ليلة مع الغاصب
وإزاى يدوس وردها.. واقولّه: «ياسيدى؟!
■ ■ ■
مدّ الأمل سِكِّتُه.. وقالِّنا: «سيروا
نصيبكو حيصيبكوا تمشوا والاَّ حتطيروا
عيشوا النهارده الزمن.. بكره زمن غيره
آدى أول السكة صوت الضحكة بيلالى
والشمس أمشيلها ألاقيها اللى ما شيالى
ولا حدّ يقدر يعكّر قلبنا الخالى
لكن ومين بكرة يعرف إحنا فين فيها؟
هيه حتدينا والا احنا حندّيها؟
وإيه نصيبنا من الأيام ولياليها؟
غاب الزمن فى الزمن.. واحنا بِلا عزوة
ولا نملك الا نماشى السكة ونسيروا»!!
■ ■ ■
ويا مصْر وان خيّرونى ما اسكن الاَّكى
ولاجْل تتبِّسمى.. يا ما بابات باكى
تسقينى كاس المرار.. وبرضُه باهواكى
بلدى ومالى الّا إنتى ولو ظلمتينى..
مقبولة منِّك جراح قلبى وْدموع عينى
الجرح يشْفَى إذا بإيدك لمستينى..
كلّك حلاوَة.. وكلمة «مصر».. أحلاكى!!
■ ■ ■
التّناتيش
من يمدحُه يطلع خاسر
ويشبَّروله.. أيامه
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش بصوته وأحلامه فى قلوب شعوب عبدالناصر
■ ■ ■
مش ناصرى ولا كنت ف يوم
بالذات فى زمنه وف حينه
لكن العفن وفساد القوم
نسّانى حتى زنازينه.. فى سجون عبدالناصر
■ ■ ■
إزاى ينسّينا الحاضر..
طعم الأصالة اللى فى صوته؟
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش جمال حتى ف موتُه ما هو مات وعاش عبدالناصر!!
■ ■ ■
إسمه جمال وجميل فعلاً
ياما شفنا شجعان خوّافه
عظيم.. وكان إنسان طبعاً
المجد مش شغل صحافة علشان ده عاش عبدالناصر
■ ■ ■
أعداؤه كرهوه ودى نعمة
مِن كرهُه أعداؤه صادق
فى قلبه كان حاضن أمَّه
ضمير وهمَّة ومبادئ ساكنين فى صوت عبدالناصر
■ ■ ■
ملامحنا.. رجعت بعد غياب
دلوقت بس اللى فهمناه
لا كان حرامى ولا كداب
ولا نهبها مع اللى معاه أنا باحكى عن عبدالناصر
■ ■ ■
عشنا الحياة ويّاه كالحلم
فلا فساد ولا رهن بلاد
يومها انتشينا ثقافة وعلم
وف زمنه ماعشناش آحاد كنا جموع فى زمن ناصر
■ ■ ■
كان الأمل فى خُضرِتُه بِكْر
مافيش لصوص للقوت والمال
ومصر أبطال ورجال فكر
ومثقفين ستات ورجِال جيوش جمال عبدالناصر
■ ■ ■
كان الهلال فى قلبه صليب
ولا شفنا حزازات فى بلادنا
ولا شُفنا ديب بيطارد ديب
ولا جرَس خاصم مادنة وَحَّدْنا صُوت عبدالناصر
■ ■ ■
دفعنا تمن الحريّة
بدمّ مش بدينار ودولار
يوم وقفته فى «المنشيّة»
خلّى الرصاص يهرب من عار أعداء جمال عبدالناصر
■ ■ ■
رغم الحصار كنا أحرار
وفى الهزيمة الشعب ماجعْش
كان اسمها «بلد الثوار»
وقرار زعيمها مابيرجعْش قرار جمال عبدالناصر
■ ■ ■
خلَّى بلادُه.. أعزّ بلاد
ليها احترام فى الكون مخصوص
لا شفنا وسط رجالُه فساد
ولا خطط سمسرة ولصوص كان الجميع عبدالناصر
■ ■ ■
لولاه ماكنتوا اتعلمتوا
ولا بقيتوا «دراكولا»
ياللى انتو زعما وإنجازكو
دخّلتوا مصر الكوكاكولا وبتشتموا ف عبدالناصر
■ ■ ■
عمره ما جاع فى زمانه فقير
أو مالتقاش دوا للعِلّة
دلوقت لعبةْ «اخطف طير»
والأمة فى خِدْمةْ شِلَّة تكره جمال عبدالناصر
■ ■ ■
يتّريقوا على طوابيرُه
علشان فراخ الجمعية
شوفوا غيره دلوقت وخيرُه
حتى الرغيف بقى أمنيّة يرحم جمال عبدالناصر!!
■ ■ ■
فيه ناس بتنهب وتسوِّف
لا يهمّها من عاش أو مات
ورضا العدو عنّا يخِوِّف
معناه أكيد إننا قَفَوات من يوم مامات عبدالناصر!!
■ ■ ■
الأرض رجْعت للإقطاع
وقالوا: «رجعت لصْحابها»
وصاحبَك الفلاح تانى ضاع
ضاعْت العقود واللى كتبها وخط إيد عبدالناصر!
■ ■ ■
أنا أذكُرك من غير ذكرى
والناس بتفتكرك بخشوع
الأمس واليوم ده وبكره
يبكوك بعظمة مش بدموع يكفَى نقول: «عبدالناصر»
■ ■ ■
دلوقت رجعوا الفقرا خلاص
سكنوا جحورهم من تانى
رحل معاك زمن الإخلاص
وِجِهْ زمن غير إنسانى ماهوش زمن عبدالناصر!!
■ ■ ■
صحينا على زمن الألغاز
يحكمنا فيه «أهل الأعمال»
وللعدو.. صدّرنا الغاز
بفرحة وبكل استهبال نكاية فى عبدالناصر!
■ ■ ■
بنمدها بغاز الأجيال
تحويشةِ الزمن القادم
إتوحَّشوا فْ جمع الأموال
ورجعْنا سادة.. وخوادم ضد اتجاه عبدالناصر
■ ■ ■
يا جمال.. نجيب زيك من فين
يا نار.. يا ثورة.. يا ندهِةْ ناى..
البوسطجى.. إللى اسمه «حسين»
- أبوك - منين جابك؟ وإزاى.. عمل جمال عبدالناصر؟!
■ ■ ■
لو حاكتبك.. ما تساع أقلام
ولا كلام غالى وأوراق
الأمر وما فيه.. أنا مشتاق
فقُلتْ امسِّى عليك وأنام نومةْ جمال عبدالناصر!!
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009
ى زكرى افتتاح مقبرة توت عنخ امون
فى ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
قصة أعظم كشف أثرى فى التاريخ
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
بالرغم من حكم هذا الملك الطفل لم يستمر أكثر من تسع سنوات من عام 1358 الى عام 1349 قبل الميلاد ولم يكن له أهمية تذكر فى تاريخ مصر الفرعونى ولم يكن دمه الملكى نقيا اذ كانت أمه إحدى محظيات البلاط الملكى حتى أن اسمه لم يذكر فى ثبت الملوك الفراعنة بمعبد أبيدوس ولولا تلك الردة التى تمت فى عهده وأعادت لكهنة آمون فى طيبة سطوتهم بعد أن هزت أركانها دعوة اخناتون وكاد أن يتداعى سلطان طيبة بعد انتقال العاصمة منها الى مدينة أفق أتون (اخناتون) لما سطر التاريخ له اسما .
إلا أن توت عنخ آمون ومنذ سبع وثمانون عاما تاريخ اكتشاف هيوارد كارتر لمقبرته التى انفردت بان كنوزها وجدت كاملة لم تمس وظلت فى مكمنها أكثر من ثلاثة ألاف عام و خمسمائة ونيف لم ترها عين بشر حنى ملئت شهرتها أسماع العالم وأصبح توت عنخ آمون من يومها سفيرا فوق العادة للحضارة المصرية يتنقل اليه الباحثين عن الثقافة والمعرفة والعراقة والجمال حيت أجمل و أندر و أكمل الإبداعات الإنسانية على مر التاريخ .
وانتقلت قطع منها تجوب العالم كقيمة ثقافية وتاريخية تعبر عن أمجاد الإنسان المصرى القديم
وشغل توت عنخ آمون أيضا المحافل العلمية وما زال بحثا عن تفسير لظاهرة لعنة الفراعنة التى أصابت اثنين وعشرون شخصا مما كانت لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بكشف المقبرة وافتهم المنية فى ظروف غامضة بعد الكشف رغم أن كتب المؤرخين العرب حافلة بقصص هذه اللعنة قبل اكتشاف هذه المقبرة بعقود كثيرة ورغم صيحات بطرس تادرس المشهور بالمستر بيتر أقدم تراجمة الأقصر الذى شهد افتتاح المقبرة وظل حيا بعدها حتى بلغ خمس وثمانون عاما وكان يعمل سكرتيرا لكارتر أنا حى إذن لا لعنة .
ترى هل كان يمكن لهذا الكشف أن يرى النور لولا حادث السيارة الذى وقع للورد الانجليزى جون هربرت كارنفون فأصابه بمرض فى التنفس يسبب له متاعب عندما يحل جو الشتاء القارس الرطب فى بلاد الإنجليز ونصيحة الأطباء له بالسفر الى مصر ليستمتع بجوها الجاف.
وفى مصر انقلب هوس كارنفون من السيارات الى الهوس بالآثار وبدء حفرياته الأثرية فى ثالث زياراته لمصر ولكن جهوده لم يكللها النجاح فلجا الى صديقه عالم المصريات سير جاستون ماسبيرو مدير متحف الآثار المصرية أيامها الذى قدم له هيوارد كارتر الرسام وعالم الآثار الانجليزى الذى سبق له اكتشاف مقبرتين من مقابر وادى الملوك.
كان كارتر قبل تعارفه بكارنفون يعمل مع تيودور دافيد المحامى ورجل الأعمال الامريكى وخلال الموسم السياحى 1907/1908 وجد العاملون معهما مخبأ لاوانى فخارية كنبرة محروقة نحتوى على بعض اللوازم الجنائزية ولفافات كتانية لم يعرها دافيد أهمية إلا أن هربرت ونيلوك بمتحف المتروبوليتان لاحظ على فوهة وجدران الاوانى وإحدى اللفافات اختاما تحمل اسم توت عنخ آمون وبعدها اكتشف دافيد قى حفرة بأحد القبور صندوقا خشبيا يحتوى رقائق ذهبية محفور عليها اسم توت عنخ آمون واعتقد انه اكتشف مقبرة توت عنخ آمون إلا أن كارتر تشكك فى الأمر وكان من رأيه إن ملكا مصريا لا يمكن ان يدفن فى مثل هذا القبر المتواضع خاصة وانه احد ملوك الأسرة الثامنة عشرة
وحاول دافيد أن بجد شيئا لكن جهوده باءت بالفشل مثل سابقه المغامر الايطالى جوفيانى باتيستا بلزونى الذى فشل أيضا فى بحثه بذات المنطقة عام 1820
ورغم هذا أصر كارتر وكارنفون على البحث فى نقس المنطقة لم يكن بحثهم عن مقبرة معينة إنما كان جل بحثهم عن مقبرة فرعون اى فرعون
كان كارتر قد اعد فى عام 1917 خريطة مسح عليها المنطقة مسحا شاملا وأزاح كتل الأحجار الضخمة المتخلفة عن الحفريات السابقة واستمر البحث لعدة سنوات كاد أن يفقد فيها كارنفون الأمل لولا إلحاح كارتر بطلب فرصة أخيرة
اختار كارتر لفرصته الأخيرة أن ينقب أسفل مقبرة رمسيس السادس وحصر الحفر فى مثلث صغير لم يسبق التنقيب فيه حرصا على عدم إغلاق مقبرة رمسيس السادس أمام الزائرين .
بعد تنظيف المنطقة ظهرت أرضية مغطاه بحجر الصيوان مما اكد وجود مقبرة تحتها وبعد ستة سنوات طويلة قضاها الرجلان فى البحث و فجاة تم كل شىء وفى أسابيع معدودة .
فى 28 أكتوبر 1922 وصل كارتر الى الأقصر بدون كارنفون واستأجر فريقا للحفر وفى أول نوفمبر بدء التنقيب فى الركن الشمالى لمقبرة رمسيس السادس وبدء الحفر وسط طبقة الصيوان وفى 4 نوفمبر بينما كارتر يركب بغلته إذا برئيس العمال يبشره أنهم اكتشفوا درجة سلم منحوتة فى الصخر وفى 5 نوفمبر عصرا كانت الدرجات وصلت الى أربع درجات وحتى المساء وصلت الى اثنتى عشرة درجة وظهر فى نهاية الدرجات باب صخرى محكم الإغلاق وعلى الباب ظهرت بعض الأختام بها رسم لابن أوى ورسوم لتسعة أسرى من تلك الأختام الشائعة فى مدينة الموتى .
وفى السادس من نوفمبر ابرق كارتر الى كارنفون أخيرا وصلت الى اكتشاف مدهش بوادى الملوك مقبرة رائعة أختامها سليمة ردمنا كل شىء انتظارا لوصولك
ورد كارنفون على البرقية فى 8 نوفمبر بأنه سيصل قريبا
وصل كارنفون الى الأقصر فى 23 نوفمبر 1922 وفى اليوم التالى بدء تنظيف المدخل وفى 25 نوفمبر بدء تصوير أختام المدخل
ثم الى يوم 26 نوفمبر حيث تم فتح باب المقبرة يصف هيوارد كارتر المشهد فى كتابه مقبرة توت عنخ آمون قال :
من خلفى وقف اللورد كارنفون وابنته الليدى ايفلين هربرت وظهرت أمام عينى حيوانات وتماثيل من ذهب الذهب يلمع فى كل مكان كانت اثمن وأجمل ماكشف عنه رجال الآثار فى حفرياتهم السابقة كانت الحجرة حافلة بالأشياء العجيبة كئوس من الالباستر الشفاف على شكل زهرة اللوتس كومة غير منتظمة من العربات المقلوبة تلمع بالذهب ومطعمة بالأصداف تمثالان أسودان بالحجم الطبيعى للملك يواجهان بعضهما البعض كحارسين للمقبرة لكل منهما تنورة ذهبية ونعلين من ذهب ويمسك كل منهما صولجانا وعصا و وفوق جبهة كل تمثال الكوبرا المقدسة بالإضافة الى ثلاث أرائك مذهبة وتوابيت وراس مرصعة بالذهب
هذه قصة أعظم كشف أثرى فى التاريخ والذى اختارت مدينة الأقصر مناسبته عيد قوميا لها وفى هذه المناسبة افتتح الدكتور سمير فرج رئبس المجلس الأعلى للأقصر والدكتور زاهى حواس وكيل وزارة الثقافة رئيس الهيئة العامة للآثار أحدث متحف أثرى فى مصر متحف بيت كارتر وهو الاستراحة التى أقام فيها كارتر منذ عام 1910 أثناء الكشف وضمت مقتنياته وأوراقه الخاصة و معروضات ومقتنيات من أثاث هيوارد كارتر وصورا أرشيفية تبين جبانة البر الغربي وقت كشف مقبرة توت عنخ آمون، وكذلك جانبا من عمله بالحفائر، إضافة إلى بعض الأدوات والملابس التي كان يستخدمها وهى مهداه من عائلته، والصحف الإنجليزية القديمه التى تحدثت عن اكتشافاته وحضر الاحتفال أحفاد كارتر وكارنفون وعديد من رجال الآثار والإعلام بمصر والعالم وتضمنت مراسم الأحتفاليه عدة محاضرات ألقاها رؤساء البعثات الأجنبية الذين عملوا بمنطقة وادى الملوك ،
وأعلن الدكتور زاهى حواس عن طرح الغرفة التي كان يقيم بها كارتر داخل الاستراحة للإقامة بها لمدة ثلاث ليال فقط في العام مقابل عشرة آلاف دولار لليلة الواحدة.
عبدالمنعـم عبدالعظيـم
الأقصـر ... مصـر
Monemazim2007@yahoo.com
الأحد، 1 نوفمبر 2009
تورينتو تنادى الاقصر
تورنيو تنادى الاقصر
معرض ايطالى مصرى للفن الحديث
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
فى إطار احتفال الأقصر بعيدها القومى استضافت مكتبة مبارك العامة بالأقصر معرض للفن الحديث ضمن مشروع منطقة البحر المتوسط بدعم من مقاطعة ريدجيونى بيدمونتى الايطالية بهدف تعزيز اواصر الصداقة بين الشعبين المصرى و الايطالىوتاكيد العلاقة المستمرة والمتنامية
يضم معرض الأقصر تنادى تورنيو وستجيب تورينتو للنداء الذى افتتحه الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر عديد من الأعمال الفنية الجادة لعدد من الفنانبن الإيطاليين والمصريين
وهذا المعرض يؤكد ان الفنانين الشبان يتقدمون من جديد ليكونوا السفراء الأكثر نجاحا والأكثر قدرة على مد الجسور المباشرة بين الثقافات من خلال لغة مشتركة قادرة على التعبير عن مشاعر المجتمعات
و اختيار الأقصر لإقامة هذا المعرض يجىء تأكيدا لعراقة المدينة واعتراف بدورها التاريخى السباق
وقد حضر حفل الافتتاح جيانى اوليفا السكرتير الثقافى لمقاطعة بيدمونتى ومرسيدس برسو الرئيسة ونقولا تاتولو رئيس المؤسسة الأوربية للثقافة وعديد من الفنانين الإيطاليين والمصريين من اساتذة وطلاب كلية الفنون الجميلة بالأقصر التى شاركت فى المعرض يابداعات مميزة هذا وسيستمر المعرض لمدة اسبوع
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقصـــر – مصـــر
Monemazim2007@yahoo.com
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009
نحن ندق ناقوس الخطر
اندية الليونز فى الاقصر
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
من المعروف ان أندية الليونز فى العالم منظمات ماسونية تستهدف إقامة حكومة عالمية لا دينية تتخذ من الديمقراطية شعارا وليونز اختصار لـكلمات (الحرية والذكاء لسلامة أوطاننا) وهى منظمة عالمية صهيونية الجذور والإدارة والنشاط ومنذ إنشائها عام 1905 والمحافل الماسونية تروج لها وتقع مصر ضمن المنطقة 352 وهى منظمة مشبوهة طبقا لراى الازهر الشريف والمؤتمرات الإسلامية فى مكة والقاهرة
المهم الأقصر دخلت اهتمام هذه المنظمة فقد عقد نادى ليونز حورس بجارد ن سيتى لقاء حول تطوير الأقصر فى 15 يونيو 2009كان ضيف الشرف فيه الدكتور سمير فرج
أيضا تم الإعلان عن تنظيم عرض أزياء لمصمم الأزياء العالمى هانى البحيرى بمعبد الأقصر تحت إشراف نادى ليونز حورس وجمعية ولاد مصر ورعاية الدكتور سمير فرج
والأعجب أن جريدة الأهرام طالعتنا فى19/10 2009 بخبر ان الأقصر تحتضن المشروعات الخيرية لأندية الليونز وان الدكتور سمير فرج أعلن أننا بصدد مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأقصر من خلال احتضان المشروعات الخيرية التى تقيمها أندية الليونز فى مصر وذلك فى مؤتمر الليونز الذى اقيم بفندق سونستا بالأقصر وتحدث فيه المهندس حسام خضير حاكم أندية الليونز والمهندس مجدى عزب الحاكم السابق وسليم موسان المدير العلمى لأندية لبنان والأردن ونظم المؤتمر الدكتور محمود المغربى رئيس نادى ليونز الرحاب وشرح مشروع الإطراف الصناعية الذى سيقام يالاشتراك مع نادى ليونز الاقصر برئاسة ممدوح فليب
من حقنا ان نسال الدكتور سمير فرج ماهى علاقتك باندية الليونز وهل تسللت الماسونية الى بلد الحضارة الأقصر
وهل تجهل سيادتكم والسيد وممدوح فليب الذى يمثل احد اراخنة الكنيسة الوطنية الارثوزكسية وتربطه كما اعلم علاقة خاصة بالبابا شنودة ارتباط أندية الليونز بالماسونية والصهيونية العالمية
مجرد اسئلة ساذجة تقلقنى خاصة ان كوكبة من قيادات العمل السياسى والاجتماعي فى الأقصر ضمت لنادى ليونز الأقصر
وحتى ألان انا افترض حسن النية لدى سيادتكم لكنى لا افترضها لدى الليونز
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
من المعروف ان أندية الليونز فى العالم منظمات ماسونية تستهدف إقامة حكومة عالمية لا دينية تتخذ من الديمقراطية شعارا وليونز اختصار لـكلمات (الحرية والذكاء لسلامة أوطاننا) وهى منظمة عالمية صهيونية الجذور والإدارة والنشاط ومنذ إنشائها عام 1905 والمحافل الماسونية تروج لها وتقع مصر ضمن المنطقة 352 وهى منظمة مشبوهة طبقا لراى الازهر الشريف والمؤتمرات الإسلامية فى مكة والقاهرة
المهم الأقصر دخلت اهتمام هذه المنظمة فقد عقد نادى ليونز حورس بجارد ن سيتى لقاء حول تطوير الأقصر فى 15 يونيو 2009كان ضيف الشرف فيه الدكتور سمير فرج
أيضا تم الإعلان عن تنظيم عرض أزياء لمصمم الأزياء العالمى هانى البحيرى بمعبد الأقصر تحت إشراف نادى ليونز حورس وجمعية ولاد مصر ورعاية الدكتور سمير فرج
والأعجب أن جريدة الأهرام طالعتنا فى19/10 2009 بخبر ان الأقصر تحتضن المشروعات الخيرية لأندية الليونز وان الدكتور سمير فرج أعلن أننا بصدد مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأقصر من خلال احتضان المشروعات الخيرية التى تقيمها أندية الليونز فى مصر وذلك فى مؤتمر الليونز الذى اقيم بفندق سونستا بالأقصر وتحدث فيه المهندس حسام خضير حاكم أندية الليونز والمهندس مجدى عزب الحاكم السابق وسليم موسان المدير العلمى لأندية لبنان والأردن ونظم المؤتمر الدكتور محمود المغربى رئيس نادى ليونز الرحاب وشرح مشروع الإطراف الصناعية الذى سيقام يالاشتراك مع نادى ليونز الاقصر برئاسة ممدوح فليب
من حقنا ان نسال الدكتور سمير فرج ماهى علاقتك باندية الليونز وهل تسللت الماسونية الى بلد الحضارة الأقصر
وهل تجهل سيادتكم والسيد وممدوح فليب الذى يمثل احد اراخنة الكنيسة الوطنية الارثوزكسية وتربطه كما اعلم علاقة خاصة بالبابا شنودة ارتباط أندية الليونز بالماسونية والصهيونية العالمية
مجرد اسئلة ساذجة تقلقنى خاصة ان كوكبة من قيادات العمل السياسى والاجتماعي فى الأقصر ضمت لنادى ليونز الأقصر
وحتى ألان انا افترض حسن النية لدى سيادتكم لكنى لا افترضها لدى الليونز
الخميس، 15 أكتوبر 2009
الدرويش الثائر
الدرويش الثائر
احمد الطيب البغدادى
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
انه الفقيه الورع المجاهد الابى احمد الطيب البغدادى المولود بقرية جاو التى سميت (بالبغداى) احدى قرى الاقصر نسبة الى والده العارف بالله الشيخ احمد محمد عبيد البغدادى صاحب المقام المعروف والكرامات المشهودة والذى اقام ببغداد فارا من العنت الذى لاقاه بعد حادث لجارية مسلمة كنت ملكا لاحد الاقباط فاراد ان يتسرى بها فامتنعت ولجات الى الشيخ الذى عرض على صاحبها ان يشتريها ليحررها فرفض القبطى واستعدى السلطات علية لكن الشيخ لم يستسلم وواجه السلطات وفر الى بغداد زمنا ثم عاد فلقبه الناس بالبغدادى ونسبوا القرية اليه
وكان الشيخ وابنه قبلة للمحبين وساحتهم ملتقى المريدين وملجا المظلومين اشتهرا بالعلم والتقى واخلصا لله فصفت لهم القلوب والتف حولهم الاحباب
ورث الشيخ احمد عن والده التقوى والقوة فى الحق وعن اخواله ال سلطان وال رضوان العلم والتفقه فى الدين فكان عالما عابدا ياكل من حصاد يده ويفتح داره لاصحاب المقاصد ويرجع نسبه الشريف الى الحسين بن على رضى الله عنهما
وما كان يمكن لقصته ان تعرف لولا الكاتبة الانجليزية لوسى داف جوردان التى عاشت فى الاقصر للاستشفاء 1862-1869 وكانت تكتب زكرياتها فى مصر على شكل رسائل تبعث بها الى ابنتها جانيت واستطاعت هذه الرسائل ان تؤرخ لهذه المنطقة والاحداث التى عايشتها
فهى منطقة فقيرة مهمشة والناس فيها تشغلهم قضية الكدح من اجل لقمة العيش يعانون من مرارة الحياه حتى الملاحم الفنية التى تغنت بقصص مثل حسن ونعيمة وناعسة وادهم الشرقاوى وبهية وياسين لم تشغل بال فنانيهم الفطريين فقد انشغلوا بفن الواو والنميم والمواويل الحزينة مثل حياتهم
وكان يمكن لهذه الحكاية ان تندثر كما اندثر تاريخ طويل من النضال والكفاح فى مثل هذه المناطق النائية لولا هذه السيدة
ومن ضمن رسائل جوردان رسالتها المؤرخة فى 12 مارس 1865 التى حكت فيها قصة الشيخ
كانت سنة 1865 حزينة فى تاريخ هذه المنطقة من صعيد مصر حيت كانت بلدة صغيرة اسمها جاو على مدى غير بعيد من الاقصر مقر ثورة اميرها درويش من السلمية (العديسات الان) هو الشيخ احمد الطيب البغدادى بسبب مرور سفيتة بروسية تحمل عدد من الاروام التجار اعتدى عليها الاهلون وقتلوا كل من كان عليها وان عشرة من القرى قامت بثورة معلنة وان افندينا الخديوى اسماعيل جاء بنفسه وقضى على الاهالى قضاءا تاما
ثم تمضى فى رسالتها قائلة ان هذا الدرويش سار سيرة ابيه اذ كان ابيه درويشا قبله بثلاثين سنه وكانت مصر فى هذه الايام تعيش تحت حكم الخديوى وسطوة الامتيازات الاجنبية وتحكم صندوق الدين وكان التجار الاروام يمارسون ابشع انواع الاستغلال والابتزاز لفلاحى مصر فى حماية السلطات الحاكمة
يجوبون القرى ويقرضون الفلاحين بالربا ويحصلون على المحاصيل بابخس ثمن ويبيعون لهم باعلى الاسعار
وكان من الطبيعى لهذه النفوس الابية فى صعيد مصر ان يثوروا على الظلم ويقاوموا القهر فكانت ثورة جاو بقيادة الشيخ احمد الطيب البغدادى واشتعلت شرارة الثورة بعد ان انحاز الشيخ لجانب الفلاحين وامتدت الثورة لعشرة قرى بارمنت والاقصر
ولعل عنف الثورة والخوف من انتشارها حدا بالخيوى اسماعيل نفسه ان يقود حملة لقمعها والقضاء عليها
فقد كان للخديوى اسماعيل مصالح شخصية فى المنطقة اقطاعيته فى ارمنت ومصنع السكر الذى كان ملكا لدائرته السنية وبدبره شقيقة مصطفى فاضل وقصره الذى بناه فى ارمنت على الطراز الفرنسى لاستقبال امبرطورة فرنسا اوجينى فى حفل افتتاح مصنع السكر الذى واكب افتتاحه فتح قناة السويس
واستطاعت قوى البغى بقيادة خديوى مصر اسماعيل ان تقهر الثورة وان تقتل مالايقل عن الف من الاهالى وتنفى عدد غير قليل منهم الى فازوغلى يالسودان وان تبيد ثلاثة قرى تماما هى جاو (البغدادى) وبيدة التى عرفت من ايامها بنجع المظاليم وريانه (الرياينة الان)
ولكن الحملة لم تستطع ان تقضى على الدرويش الثائر احمد الطيب البغدادى الذى فر الى الجبل مع عدد من اتباعة وتقول الاسطورة انه عبر نهر النيل ماشيا على قدميه هو وصحبه وقيل وهم راكبى الخيول ومازالت قرى كثيرة حل بها بالصعيد تسمى اولاد الشيخ
وارادوا ان يشوهوا صورته فاتهموه بالشيوعية واحيانا بالجنون واشاعوا انه متصل بالجان ويمارس للسحر والشعوذة
ولقد تصدى لهذه المزاعم العارف بالله سيدى السيد يوسف الحجاجى والصحفية الانجليزية عاشقة مصر والمصريين لوسى داف جوردان والفرنى مونيه واكدوا ان تاريخ الشيخ مشرف وصفحته ناصعة سطورها جهاد من اجل مصر ودفاع عن الضعفاء والدعوة الى الله
وتمر الايام باع الخديوى اقطاعيته فى ارمنت للكونت الفرنسى دى فونتارس قبل ان يشتريها الاقتصادى المصرى احمد عبود باشا ومصنع السكر لشركة بلجيكية ثم امتلكها عبود ايضا قبل ان تتحول الى قطاع عام
وتوارت اسماء الطغاة وبقيت سيرة الدرويش الثائر احمد الطيب البغدادى رمزا للصمود والثورة
عبدالمنعـم عبدالعظـيم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 9 أكتوبر 2009
من قتل الدكتور الرئيس
اشهر اطباء النسا والتوليد فى العالم
الدكتور محمد عبدالحميد يوسف
مصرى من الصعيد
كتب : عبدالمنعم عبد العظيم
مرت عشر سنوات على وفاة ذلك الطبيب الذى حاولت مرارا ان اكسر جدار صمته لاحاول ان انقل تجربته للشباب
كانت اجابته دائما انا طبيب عادى لااحب الدعاية انا مجرد انسان يؤدى واجبه وينمى دراساته فى تخصصه ويستطرد مهمتنا انسانية بالمقام الاول
الجراح عموما مسئول عن حياة انسان اما جراح النسا والتوليد فمسئول عن حياة الام والمولود ومن هنا كانت مسئوليته اكبر ويجب ان يكون تعليمه اكثر
ويضيف علمتنى الحياة الا اتحدث عن نفسى واترك عملى يتحدث عنى
الدكتور محمد عبدالحميد محمد يوسف اشهر اطباء النسا والتوليد فى العالم او الدكتور الرئيس كما يلقبونه فى امريكا ولد فى مدينة ارمنت محافظة قنا فى 8 اغسطس عام 1934كان والده خراط معادن بمصانع سكر ارمنت وهو اول مصرى يؤلف كتابا باللغة العربية عن الخراطة وحساب القلوظات وتراس اول لجنة نقابية للعمال بمصنع ارمنت وقت ان كان العمل النقابى جريمة عقوبتها الفصل وبعد اول اضراب نقابى امر مدير المصنع الفرنسى الا يعمل بالمصنع نقابى الا بعد ان يرتدى زى النساء ويدخل المصنع حاملا جرة فرفض المهانة وهاجر باسرته الى القاهرة وعمل بالمقاولات واصبح من رجال الاعمال
التحق الدكتور محمد بكلية الطب جامعة القاهرة وحصل على بكالريوس الطب والجراحة بتفوق ولكن اسمه اسقط من قائمة البعثات للدراسات العليا لصالح ابنة احد كبار اساتذه الطب ولكنه اصر على مواصلة الدراسة على نفقته وسافر الى انجلترا واخذ يعمل ويدرس حتى حصل على زماله كلية الجراحين الملكية بادنبرا باسكتلندة
ثم حصل على دبلوم التخصص فى امراض النسا والتوليد من الكلية الملكية بدبلن بايرلندا 1964 ومن كلية ترنتى ايضا ثم حصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بلندن عام 1966 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بكندا 1969 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الامريكية لامراض النسا والتوليد بالولايات المتحدة الامريكية 1972
وبدات الهيئات الطبية العالمية فى تداول ابحاثه العلمية المتميزة وحصل على عضوية الكلية الملكية لامراض النسا والتوليد بلندن وزمالة كلية الجراحين الملكية بكندا والكلية الدولية للجراحين والكلية الامريكية للجراحين والكلية الامريكية لامراض النسا والولادة وزمالة الكلية الملكية لامراض النسا بكندا وكلية الجرحين الملكية بادنبرة 0
وظل الدكتور محمد عبدالحميد حتى وفاته عضوا بنقابة الاطباء المصرية والمجلس الطبى بالكويت وكندا وامريكا وانجلترا
وعمل قبل وفاته رئيسا لقسم امراض النسا بمستشفى الكويت ومسئولا عن جهاز تدريب الاطباء بدعوة شخصية من الامير الصباح
وتقول شهادته انه يعمل بكفاءة نادرة واخلاص وتمكن علمى بمصر والكويت وكولومبيا والولايات المتحدة الامريكية وفى نيويورك شارع باسمة دكتور جوزيف ستريت ومركز اسلامى كبير ومسجد قام ببنائه على نفقته
وتتداول جامعات العالم بحوثه حول سته من الحالات المرضية غير العادية وله ثلاثون بحثا فى امراض النساء والتوليد والعقم عند النساء تدرس فى جامعات العالم وله بحثين مطولين حول الحالات النفسية المصاحبة للولادة وكتاب عن سرطان الرحم
وقد تميز الكتور محمد طوال دراسته وعمله باخلاقيات عالية وتواضع جم وحب كبير كباحث متخصص عمليا كجرح ونحت اسمه فى السجلات العلمية حتى انهم لقبوه فى اوربا وامريكا بالطبيب القديس فطوال سنوات عمره لم بشرب خمرا ولم يحضر حفلا راقصا ولم يتخلف عن اداء مايفرضه عليه دينه الحنيف ولم يقصر فى المشاركة فى العمل الاسلامى العالمى ويعتبر ان تمسكه بدينه هو سر نجاحة
وقد توفى رحمه الله اثر حقنة عندما فكر فى العودة الى مصر نهائيا رغم الاغراءات التى قدمت اليه ليستمر استاذا بجامعة نيويورك والجامعات الامريكية والفاعل ليس مبنيا للمجهول 0
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الدكتور محمد عبدالحميد يوسف
مصرى من الصعيد
كتب : عبدالمنعم عبد العظيم
مرت عشر سنوات على وفاة ذلك الطبيب الذى حاولت مرارا ان اكسر جدار صمته لاحاول ان انقل تجربته للشباب
كانت اجابته دائما انا طبيب عادى لااحب الدعاية انا مجرد انسان يؤدى واجبه وينمى دراساته فى تخصصه ويستطرد مهمتنا انسانية بالمقام الاول
الجراح عموما مسئول عن حياة انسان اما جراح النسا والتوليد فمسئول عن حياة الام والمولود ومن هنا كانت مسئوليته اكبر ويجب ان يكون تعليمه اكثر
ويضيف علمتنى الحياة الا اتحدث عن نفسى واترك عملى يتحدث عنى
الدكتور محمد عبدالحميد محمد يوسف اشهر اطباء النسا والتوليد فى العالم او الدكتور الرئيس كما يلقبونه فى امريكا ولد فى مدينة ارمنت محافظة قنا فى 8 اغسطس عام 1934كان والده خراط معادن بمصانع سكر ارمنت وهو اول مصرى يؤلف كتابا باللغة العربية عن الخراطة وحساب القلوظات وتراس اول لجنة نقابية للعمال بمصنع ارمنت وقت ان كان العمل النقابى جريمة عقوبتها الفصل وبعد اول اضراب نقابى امر مدير المصنع الفرنسى الا يعمل بالمصنع نقابى الا بعد ان يرتدى زى النساء ويدخل المصنع حاملا جرة فرفض المهانة وهاجر باسرته الى القاهرة وعمل بالمقاولات واصبح من رجال الاعمال
التحق الدكتور محمد بكلية الطب جامعة القاهرة وحصل على بكالريوس الطب والجراحة بتفوق ولكن اسمه اسقط من قائمة البعثات للدراسات العليا لصالح ابنة احد كبار اساتذه الطب ولكنه اصر على مواصلة الدراسة على نفقته وسافر الى انجلترا واخذ يعمل ويدرس حتى حصل على زماله كلية الجراحين الملكية بادنبرا باسكتلندة
ثم حصل على دبلوم التخصص فى امراض النسا والتوليد من الكلية الملكية بدبلن بايرلندا 1964 ومن كلية ترنتى ايضا ثم حصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بلندن عام 1966 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الملكية بكندا 1969 والدكتوراه مع مرتبة الشرف من الكلية الامريكية لامراض النسا والتوليد بالولايات المتحدة الامريكية 1972
وبدات الهيئات الطبية العالمية فى تداول ابحاثه العلمية المتميزة وحصل على عضوية الكلية الملكية لامراض النسا والتوليد بلندن وزمالة كلية الجراحين الملكية بكندا والكلية الدولية للجراحين والكلية الامريكية للجراحين والكلية الامريكية لامراض النسا والولادة وزمالة الكلية الملكية لامراض النسا بكندا وكلية الجرحين الملكية بادنبرة 0
وظل الدكتور محمد عبدالحميد حتى وفاته عضوا بنقابة الاطباء المصرية والمجلس الطبى بالكويت وكندا وامريكا وانجلترا
وعمل قبل وفاته رئيسا لقسم امراض النسا بمستشفى الكويت ومسئولا عن جهاز تدريب الاطباء بدعوة شخصية من الامير الصباح
وتقول شهادته انه يعمل بكفاءة نادرة واخلاص وتمكن علمى بمصر والكويت وكولومبيا والولايات المتحدة الامريكية وفى نيويورك شارع باسمة دكتور جوزيف ستريت ومركز اسلامى كبير ومسجد قام ببنائه على نفقته
وتتداول جامعات العالم بحوثه حول سته من الحالات المرضية غير العادية وله ثلاثون بحثا فى امراض النساء والتوليد والعقم عند النساء تدرس فى جامعات العالم وله بحثين مطولين حول الحالات النفسية المصاحبة للولادة وكتاب عن سرطان الرحم
وقد تميز الكتور محمد طوال دراسته وعمله باخلاقيات عالية وتواضع جم وحب كبير كباحث متخصص عمليا كجرح ونحت اسمه فى السجلات العلمية حتى انهم لقبوه فى اوربا وامريكا بالطبيب القديس فطوال سنوات عمره لم بشرب خمرا ولم يحضر حفلا راقصا ولم يتخلف عن اداء مايفرضه عليه دينه الحنيف ولم يقصر فى المشاركة فى العمل الاسلامى العالمى ويعتبر ان تمسكه بدينه هو سر نجاحة
وقد توفى رحمه الله اثر حقنة عندما فكر فى العودة الى مصر نهائيا رغم الاغراءات التى قدمت اليه ليستمر استاذا بجامعة نيويورك والجامعات الامريكية والفاعل ليس مبنيا للمجهول 0
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقصــر – مصــر
Monemazim2007@yahoo.com
الخميس، 8 أكتوبر 2009
"شمس المعارف نشرق من الجنوب"
سيدي ابي الحجاج الأقصري
كتب :عبدالمنعم عبد العظيم
ويهل علينا هلال شهر شعبان المكرم وتتطلع القلوب الى مدينة الالف باب طيبة الاقصر حيث مولد شيخها شيخ الزمان وواحد الاوان صاحب المعارف الربانية والكرامات المشهورة والمكاشفات المعروفة وحارسها فى قلعته الحصينة التى اقيمت فوق كنيسة قديمة اقيمت هى ايضا فوق جزء من معبد الاقصر لتتزاوج مصر الفرعونية بمصر المسيحية بمصر الاسلامية فى وحدة معمارية وتاريخية وحضارية رائعة الهلال مع الصليب مع مفتاح الحياة
هو السيد يوسف عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محي الدين بن منصور بن عبد الرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ناصر الدين بن أبراهيم بن احمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبد الله بن الدني بن عبد الخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبد الخالق بن أحمد بن اسماعيل ابي الفراء الشهير بن عبد الله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الامام الاعظم سيدي علي زين العابدين بن الامام الاكبر سيدي ابي عبد الله الحسين بن الامام المكرم والخليفة الاعظم سيدي علي بن ابي طالب وامه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري علي الراجح في مدينة " بغداد " حاضرة الخلافة العباسية في عهد الخليفش شة المقتفي بأمر الله العباسي وقد نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيدعبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية .
وكانت فترة نشاته فترة خصبة في الفكر الصوفي فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلماؤه في بغداد – فحفظ القران الكريم في سن مبكره ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية ولكن لم يلبث ان توفى والده وهو طفل صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته وكان له حانوت مشهور في بغداد
وقد درت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا وأنجب أيضا صغيرا وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في " بغداد " وظل كذلك ينهل من مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ بنصيب وافر من مختلف العلوم ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد وتفقه على مذهب الامام الشافعي علي يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي وتاثر بقراءته لهذه الكتب تاثرا تاما وقد إنعكس صدي هذا التاسر علي ما تركه من أقوال في علوم الطريق و اراء في التربية والسلوك كما قرا الادب ايضا في نختلف فنونه وكان ذواقا للشعر ومن نظمه :
ولقد رأيت جماعة في عصرنا قد كنت أحسبهم علي سنن السلف
قبلوتهم وخبرتـهم وعرفتـهم فوجدت خلفا ما بجملتــهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم من رام وصلهــم فقد رام التلف
ورايت أسباب السلامة كـلها في رميهم خلفا لظهــــــر ثم كف
وكان لثقافته الادبية اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح عميقة المعنى وكان للادب فى حياته اثر بعيد علي اقواله في الطريق
ويعد أن تزود ابو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة أشتغل بالوعظ والتذكير في بغداد وكان علي وعظة اقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التاثير فيمن حوله – فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريديه في مكة والمدينة .
ومرت الايام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الاربعين من عمره وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الاسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل الي أماكن اخري ليتعرف علي مدارس الفكر الاسلامي فيها بجانب ان وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ الي 622 هـ حيث تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتن الاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة
لذلك فكر في الرحيل متجها الي مكة وأقام بها سنة تعرف خلالها علي اشراف من نسل اجداده وأسهم بالراي والمناقشة في مجالس علمها تعرف علي القادمين من مصر ومنهم بعض من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجداد مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر اليها وخاصة ان مصر كانت تمتاز في ذلك الوقت بالهدوء والسكينة والامان والاطمئنان دون سائر المدن الاسلامية ولكن الشيخ أبي الحجاج اثر البدء بزيارة المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام – فتزود هناك بالعلم وعاش بفكرة وايمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم
وفي رحاب المصطفي صلي الله عليه وسلم أتخذ أبي الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من اجل الحق والفضيلة متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
اتجه أبو الحجاج و أولاده (نجم الدين ـ عبد المعطى , وأبن ثالث الى جانب المرافقين الذين صحبوه الي مصرومن اشهرهم عبدالمنعم الاشقر بن فهد وقد دخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة ، وأستقر بها الابن الثالث، ثم تنقل فى مختلف مدن مصر ومعة أبنيه ( نجم الدين و عبد المعطى) ومن نسلهم أستمر نسل سيدى أبوالحجاج فى الاقصروهؤلاء هم الذين شكلواالاسرة الحجاجية اشهر واكبر عائلات الاقصر
;كانت رحلته الى الاقصر بناء على رؤية منامية تامره بالرحيل الي مدينة تسمي " الاقصر " في صعيد مصر
أتجه أبو الحجاج بناء علي هذه الرؤية االي الاقصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ وهم يتوقون الي داعية ومرشد يشد من ازرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم علي نصره دين الحق في هذه المدينة فلما رأوا فى أبا الحجاج قوة فى الشخصية و علم غزير وتقوى وخشوع لله تعالي وجدوا قيه ضالتهم المنشودة فانست نفوسهم اليه وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في اكرامه .
وكان بالمدينة راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الاقصر فادهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملا نفسها احتراما له وتقديرا والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في امور الدين والدنيا فأسلمت وتحولت الي داعية إسلاميه
وبدا نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الاقصر وأخذ الناس من مختلف المدن والقري يتشوقون اليه فاتجهوا الي هذه المدينة واقاموا فيها ليحظوا بقرب هذه الشيخ العالم الجليل ويستفيدوا من واسع علمه وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الاسلامي الحنيف وبدا اتباعه ومريدوه يتكاثرون يوما بعد يوم حتي عدوا بالالاف .ودوي صوت الحق يجلجل في ارجاء المدينة فتغير وجهها واشرقت بنور ربها اسلامية ثم نسبت الي ابي الحجاج ونسب اليها وكان أول من نسبت اليه ونسب اليها من علماء المسلمين .
كان لهذا الذي حدث في الاقصر اثر بعيد علي شخصية ابي الحجاج حيث بدات شهرته تعم مختلف مدن مصر وبدا الناس من كل مكان يتوقون الي مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره الي مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الايوبي ابن السلطان صلاح الدين الايوبي الذي كان من ابرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخيرواسع الكرام محسنا الي الناس معتقدا في ارباب الصلاح فارسل اليه رسولا يدعوه الي مقابلته ولما مثل بين يديه اعجب السلطان بواسع أفقه وغزير معرفته في العلوم الاسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فاسند اليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها الا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفقة ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها لانه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الاسلام الحنيف وبعد ان ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة طفق يتجول في مختلف مدن مصر شانه شان اغلب رجال التصوف والدعاة الي أن وصل الي الاسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفيه عديدة ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف يفيد ويستفيد واستظاع التعرف علي جميع المدارس العلمية بها وقد صاحب خلال اقامته في الاسكندرية الصوفي الجليل ابا محمد عبد الرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشاة والمدفون برمل الاسكندرية فعرف الشيخ الجزولي ابا الحجاج وعرف فيه اخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبا له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الاسلامي والنهوض بالتربية الروحية والاخلاقية .... وقد صاحب ايضا وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه ابا الحجاج وعادا معا الي ارض الصعيد مرة اخري وفى الاقصر تقدمت كراماته واستنقذ من اسر الجهل من كان موثوقا فى حباله وانجد من ضل عن طريق الهدى فهداه بعد ضلاله ووجد عاثر المعاصى قد احاط به جبش الذنوب فاخذ بيده واقاله ووضع فى يد التقوى عقاله كما يقول الادفوى فى طالعه السعيد
تقدم فى الفضل على اقرانه واترابه وظهرت بركاته على الجم الغفير من اصحابه فانتشروا فى الاقطار والافاق وقام لهم سوق الثناء وتفجرت من قلبه ينابيع الحكمة والاشراق وخرج من بين يديه تلاميذ فضلاء منهم الشيخ على بادفو والشيخ على بن بدران والشيخ سماس السفطى والشيخ ابراهيم الفاوى والبرهان الكبير والبدر الدمشقى والشيخ مفرج الدمامينى وغيرهم وممن صحبه فى رواية للشيخ عبدالغفار بن نوح الاقصرى صاحب الوحيد فى سلوك اهل التوحيد ان ابى الحجاج صحب الشيخ عبدالرازق تلميذ الشيخ ابى مدين والشيخ الصفى بن ابى المنصور والشيخ العجمى
وكراماته يضعف عن وصفها اللسان ويعجز عن رصفها البنان
لكن جهال اتباعه قد اطنبوا فى امره ورفعوه فوق قدره وطنوا ان ذلك من بره فجعلوا له معراجا ودعوا الناس الى سماعه فجاؤا افواجا وادعوا انه فى ليلهة النصف من شعبان عرج به الى السماء وتلقى من ربه الاسماء واتخذو من المناسبة عيدا قال بن نوح اته كان مشهورا بالعلم والرواية وله كلام يشهد له بالمعرفة والدراية
توفى الى رحمة الله نعالى فى شهر رجب سنة 642 ومن ابنائه احمد بن يوسف الذى ينعت بالنجم ومشهور بالكرامات وهو الذى بنى الضريح الذى على ابيه ومن احفاده السيد يوسف الحجاجى امام الطريقة الخلوتية فى صعيد مصر فى اواخر التصف الاول من القرن الرابع عشر الهجرى وتوفى ستة 1914 والعالم الفقيه عبدالوارث بن احمد بن جبريل فقيه الاقصر ومفتيها والشيخ ابراهيم القاضى الحجاجى قاضى الاقصر والمرحوم الاستاذ محمد عبده الحجاجى الكاتب والمؤرخ والدكتور احمد شمس الدين الحجاجى اسناذ الادب الشعبى
اسطورة الشيخ والراهبة :
ومن الاساطير المرتبطة بسيدى ابوالحجاج غير اسطورة المعراج اسطورة الراهبة وتحكى الاسطورة ان سيدى ابوالحجاج عندما قدم الى الاقصر طلب من اميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر مقدار جلد بعير من الارض يتعبد فيه فاجابته فى وثيقة مكتوبة وفى الليل قد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه باحد اعمدة معبد الاقصر واحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة ثم تقول الاسطورة ان الراهبة من اعجابها بذكاء الشيخ اسلمت وتزوجته
هذه الاسطورة تكررت فى تاسيس مدينة قرطاج التونسية والفسطاط فى عصر عمر بن العاص اختلف المكان واتحدت الرواية
وبالطبع فان التاريخ الحقيقى رواية اخرى بعيدة عن الاساطير وتظل الاسطورة فى وجدان الشعب جزء من تراثه الخالد 0
مولد سيدى ابو الحجاج الاقصرى
المشهد فى ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفى الورع سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى يقع مقامــه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر حيث يتزاوج الفرعونى بالمسيحى والمسيحى بالاسلامى 0
فى مناسبة مولده فى شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى انك لا تجد موضعا لقدم فقد اعتاد اهالى الأقصر و على مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم فى هذه المناسبة التى تعد من اكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الاقصرى الشهير وفى الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشــــيخ قارب ابوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاث تتعاقب فيها الألوان الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات وقد غطى كل هذا بقماش ملون نفس القماش الذى يكسو ضريح الشيخ أما الأقمشة التى تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدى ابوالحجاج فانها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد آخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التى لبست زخرفها أيضا الى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن فى كرنفال شعبى مميز 0
واذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس فى عيد الاوبت عيد الإله امون حيث كان يخرج تمثال الإله امون فى احتفال مهيب مرة فى العام فى سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ورعايته نفس الاحتفال وننفس المراسم بل ونفس الطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى 0
بالأمس عيد امون واليوم عيد سيدى ابوالحجاج والناس نفس الناس اهل الأقصر وما حولها ثم أحفادهم ومازالت السفينة رمزهم المقدس الحجر والناس فى الاقصر تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الانسانى وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصـــــور الفن المصرى التى تتحدى الزمن
عبدالمنعـــم عبد العظـــيم
Monemazim2007@yahoo.com
سيدي ابي الحجاج الأقصري
كتب :عبدالمنعم عبد العظيم
ويهل علينا هلال شهر شعبان المكرم وتتطلع القلوب الى مدينة الالف باب طيبة الاقصر حيث مولد شيخها شيخ الزمان وواحد الاوان صاحب المعارف الربانية والكرامات المشهورة والمكاشفات المعروفة وحارسها فى قلعته الحصينة التى اقيمت فوق كنيسة قديمة اقيمت هى ايضا فوق جزء من معبد الاقصر لتتزاوج مصر الفرعونية بمصر المسيحية بمصر الاسلامية فى وحدة معمارية وتاريخية وحضارية رائعة الهلال مع الصليب مع مفتاح الحياة
هو السيد يوسف عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محي الدين بن منصور بن عبد الرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ناصر الدين بن أبراهيم بن احمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبد الله بن الدني بن عبد الخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبد الخالق بن أحمد بن اسماعيل ابي الفراء الشهير بن عبد الله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الامام الاعظم سيدي علي زين العابدين بن الامام الاكبر سيدي ابي عبد الله الحسين بن الامام المكرم والخليفة الاعظم سيدي علي بن ابي طالب وامه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري علي الراجح في مدينة " بغداد " حاضرة الخلافة العباسية في عهد الخليفش شة المقتفي بأمر الله العباسي وقد نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيدعبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية .
وكانت فترة نشاته فترة خصبة في الفكر الصوفي فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلماؤه في بغداد – فحفظ القران الكريم في سن مبكره ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية ولكن لم يلبث ان توفى والده وهو طفل صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته وكان له حانوت مشهور في بغداد
وقد درت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا وأنجب أيضا صغيرا وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في " بغداد " وظل كذلك ينهل من مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ بنصيب وافر من مختلف العلوم ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد وتفقه على مذهب الامام الشافعي علي يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي وتاثر بقراءته لهذه الكتب تاثرا تاما وقد إنعكس صدي هذا التاسر علي ما تركه من أقوال في علوم الطريق و اراء في التربية والسلوك كما قرا الادب ايضا في نختلف فنونه وكان ذواقا للشعر ومن نظمه :
ولقد رأيت جماعة في عصرنا قد كنت أحسبهم علي سنن السلف
قبلوتهم وخبرتـهم وعرفتـهم فوجدت خلفا ما بجملتــهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم من رام وصلهــم فقد رام التلف
ورايت أسباب السلامة كـلها في رميهم خلفا لظهــــــر ثم كف
وكان لثقافته الادبية اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح عميقة المعنى وكان للادب فى حياته اثر بعيد علي اقواله في الطريق
ويعد أن تزود ابو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة أشتغل بالوعظ والتذكير في بغداد وكان علي وعظة اقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التاثير فيمن حوله – فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريديه في مكة والمدينة .
ومرت الايام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الاربعين من عمره وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الاسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل الي أماكن اخري ليتعرف علي مدارس الفكر الاسلامي فيها بجانب ان وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ الي 622 هـ حيث تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتن الاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة
لذلك فكر في الرحيل متجها الي مكة وأقام بها سنة تعرف خلالها علي اشراف من نسل اجداده وأسهم بالراي والمناقشة في مجالس علمها تعرف علي القادمين من مصر ومنهم بعض من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجداد مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر اليها وخاصة ان مصر كانت تمتاز في ذلك الوقت بالهدوء والسكينة والامان والاطمئنان دون سائر المدن الاسلامية ولكن الشيخ أبي الحجاج اثر البدء بزيارة المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام – فتزود هناك بالعلم وعاش بفكرة وايمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم
وفي رحاب المصطفي صلي الله عليه وسلم أتخذ أبي الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من اجل الحق والفضيلة متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
اتجه أبو الحجاج و أولاده (نجم الدين ـ عبد المعطى , وأبن ثالث الى جانب المرافقين الذين صحبوه الي مصرومن اشهرهم عبدالمنعم الاشقر بن فهد وقد دخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة ، وأستقر بها الابن الثالث، ثم تنقل فى مختلف مدن مصر ومعة أبنيه ( نجم الدين و عبد المعطى) ومن نسلهم أستمر نسل سيدى أبوالحجاج فى الاقصروهؤلاء هم الذين شكلواالاسرة الحجاجية اشهر واكبر عائلات الاقصر
;كانت رحلته الى الاقصر بناء على رؤية منامية تامره بالرحيل الي مدينة تسمي " الاقصر " في صعيد مصر
أتجه أبو الحجاج بناء علي هذه الرؤية االي الاقصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ وهم يتوقون الي داعية ومرشد يشد من ازرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم علي نصره دين الحق في هذه المدينة فلما رأوا فى أبا الحجاج قوة فى الشخصية و علم غزير وتقوى وخشوع لله تعالي وجدوا قيه ضالتهم المنشودة فانست نفوسهم اليه وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في اكرامه .
وكان بالمدينة راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الاقصر فادهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملا نفسها احتراما له وتقديرا والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في امور الدين والدنيا فأسلمت وتحولت الي داعية إسلاميه
وبدا نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الاقصر وأخذ الناس من مختلف المدن والقري يتشوقون اليه فاتجهوا الي هذه المدينة واقاموا فيها ليحظوا بقرب هذه الشيخ العالم الجليل ويستفيدوا من واسع علمه وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الاسلامي الحنيف وبدا اتباعه ومريدوه يتكاثرون يوما بعد يوم حتي عدوا بالالاف .ودوي صوت الحق يجلجل في ارجاء المدينة فتغير وجهها واشرقت بنور ربها اسلامية ثم نسبت الي ابي الحجاج ونسب اليها وكان أول من نسبت اليه ونسب اليها من علماء المسلمين .
كان لهذا الذي حدث في الاقصر اثر بعيد علي شخصية ابي الحجاج حيث بدات شهرته تعم مختلف مدن مصر وبدا الناس من كل مكان يتوقون الي مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره الي مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الايوبي ابن السلطان صلاح الدين الايوبي الذي كان من ابرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخيرواسع الكرام محسنا الي الناس معتقدا في ارباب الصلاح فارسل اليه رسولا يدعوه الي مقابلته ولما مثل بين يديه اعجب السلطان بواسع أفقه وغزير معرفته في العلوم الاسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فاسند اليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها الا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفقة ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها لانه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الاسلام الحنيف وبعد ان ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة طفق يتجول في مختلف مدن مصر شانه شان اغلب رجال التصوف والدعاة الي أن وصل الي الاسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفيه عديدة ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف يفيد ويستفيد واستظاع التعرف علي جميع المدارس العلمية بها وقد صاحب خلال اقامته في الاسكندرية الصوفي الجليل ابا محمد عبد الرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشاة والمدفون برمل الاسكندرية فعرف الشيخ الجزولي ابا الحجاج وعرف فيه اخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبا له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الاسلامي والنهوض بالتربية الروحية والاخلاقية .... وقد صاحب ايضا وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه ابا الحجاج وعادا معا الي ارض الصعيد مرة اخري وفى الاقصر تقدمت كراماته واستنقذ من اسر الجهل من كان موثوقا فى حباله وانجد من ضل عن طريق الهدى فهداه بعد ضلاله ووجد عاثر المعاصى قد احاط به جبش الذنوب فاخذ بيده واقاله ووضع فى يد التقوى عقاله كما يقول الادفوى فى طالعه السعيد
تقدم فى الفضل على اقرانه واترابه وظهرت بركاته على الجم الغفير من اصحابه فانتشروا فى الاقطار والافاق وقام لهم سوق الثناء وتفجرت من قلبه ينابيع الحكمة والاشراق وخرج من بين يديه تلاميذ فضلاء منهم الشيخ على بادفو والشيخ على بن بدران والشيخ سماس السفطى والشيخ ابراهيم الفاوى والبرهان الكبير والبدر الدمشقى والشيخ مفرج الدمامينى وغيرهم وممن صحبه فى رواية للشيخ عبدالغفار بن نوح الاقصرى صاحب الوحيد فى سلوك اهل التوحيد ان ابى الحجاج صحب الشيخ عبدالرازق تلميذ الشيخ ابى مدين والشيخ الصفى بن ابى المنصور والشيخ العجمى
وكراماته يضعف عن وصفها اللسان ويعجز عن رصفها البنان
لكن جهال اتباعه قد اطنبوا فى امره ورفعوه فوق قدره وطنوا ان ذلك من بره فجعلوا له معراجا ودعوا الناس الى سماعه فجاؤا افواجا وادعوا انه فى ليلهة النصف من شعبان عرج به الى السماء وتلقى من ربه الاسماء واتخذو من المناسبة عيدا قال بن نوح اته كان مشهورا بالعلم والرواية وله كلام يشهد له بالمعرفة والدراية
توفى الى رحمة الله نعالى فى شهر رجب سنة 642 ومن ابنائه احمد بن يوسف الذى ينعت بالنجم ومشهور بالكرامات وهو الذى بنى الضريح الذى على ابيه ومن احفاده السيد يوسف الحجاجى امام الطريقة الخلوتية فى صعيد مصر فى اواخر التصف الاول من القرن الرابع عشر الهجرى وتوفى ستة 1914 والعالم الفقيه عبدالوارث بن احمد بن جبريل فقيه الاقصر ومفتيها والشيخ ابراهيم القاضى الحجاجى قاضى الاقصر والمرحوم الاستاذ محمد عبده الحجاجى الكاتب والمؤرخ والدكتور احمد شمس الدين الحجاجى اسناذ الادب الشعبى
اسطورة الشيخ والراهبة :
ومن الاساطير المرتبطة بسيدى ابوالحجاج غير اسطورة المعراج اسطورة الراهبة وتحكى الاسطورة ان سيدى ابوالحجاج عندما قدم الى الاقصر طلب من اميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر مقدار جلد بعير من الارض يتعبد فيه فاجابته فى وثيقة مكتوبة وفى الليل قد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه باحد اعمدة معبد الاقصر واحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة ثم تقول الاسطورة ان الراهبة من اعجابها بذكاء الشيخ اسلمت وتزوجته
هذه الاسطورة تكررت فى تاسيس مدينة قرطاج التونسية والفسطاط فى عصر عمر بن العاص اختلف المكان واتحدت الرواية
وبالطبع فان التاريخ الحقيقى رواية اخرى بعيدة عن الاساطير وتظل الاسطورة فى وجدان الشعب جزء من تراثه الخالد 0
مولد سيدى ابو الحجاج الاقصرى
المشهد فى ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفى الورع سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى يقع مقامــه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر حيث يتزاوج الفرعونى بالمسيحى والمسيحى بالاسلامى 0
فى مناسبة مولده فى شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى انك لا تجد موضعا لقدم فقد اعتاد اهالى الأقصر و على مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم فى هذه المناسبة التى تعد من اكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الاقصرى الشهير وفى الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشــــيخ قارب ابوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاث تتعاقب فيها الألوان الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات وقد غطى كل هذا بقماش ملون نفس القماش الذى يكسو ضريح الشيخ أما الأقمشة التى تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدى ابوالحجاج فانها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد آخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التى لبست زخرفها أيضا الى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن فى كرنفال شعبى مميز 0
واذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس فى عيد الاوبت عيد الإله امون حيث كان يخرج تمثال الإله امون فى احتفال مهيب مرة فى العام فى سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ورعايته نفس الاحتفال وننفس المراسم بل ونفس الطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى 0
بالأمس عيد امون واليوم عيد سيدى ابوالحجاج والناس نفس الناس اهل الأقصر وما حولها ثم أحفادهم ومازالت السفينة رمزهم المقدس الحجر والناس فى الاقصر تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الانسانى وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصـــــور الفن المصرى التى تتحدى الزمن
عبدالمنعـــم عبد العظـــيم
Monemazim2007@yahoo.com
الأربعاء، 7 أكتوبر 2009
ابى سانتى
ابى سانتى
اتمنى لك ميتة الفقير
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
كان سانتى ابنا للفرعون المصرى سنوزيرس من العصر الوسيط يعيش حالة اكتئاب دائم فهو لم يذق للسعادة طعما, كان يؤرق حياته ان زوجه الاميرة (ماهى) الجميلة لم تستطيع انجاب الابن الذى تمناه مما زاد فى احساسة بالتعاسة كان يدلف الى المعبد ويناجى الالهة ان تمنحه الخلف الذى يملىء وحدته
وذات يوم سمع فى منامه هاتفا يناديه يابن فرعون لاتحزن ستضع امراتك (ماهى) الجميلة طفلا سمه سنوزريس ولتهنىء مصر بالخوارق التى ستكون على يديه لكل الناس
ولعله كان على موعد مع القدر اذ تحققت النبوءة بعد عدة اسابيع فقد وضعت زوجه ابنا لم يكد يخرج للدنيا ويرى النور حتى سجد يصلى
وكان وهو فى السادسة من عمره يشترك مع الكهنة فى قراءة كتاب الحكمة ويدهشهم فهمه لنصوصة التى وضعت قبل مولده بالاف السنين
وذات صباح بينما كان سانتى يغتسل على سطح بيته شق سكون الليل عويل يرتفع فى الطريق واطل سانتى فاذا جنازة رهيبة لواحد من اغنياء المدينة يشيعه موكب حافل رهيب الى مقابر المدينة منف
وتمضى لحظات فاذا بميت اخر فى الطريق ملفوف فى خرق بالية يشيعه بضعة افراد من اولاده بدون موكب ولا ضجيج ولا صراخ ونحيب
فهتف سانتى رافعا يديه الى السماء :
يااوزوريس ياسيد الامنت ( الدار الاخرة ) العظيم القدرة فى العالم الاخر اكتب لى دخول دار الاموات فى موكب فى عظمة وجلال موكب هذا الغنى ولاتحرمنى من شجو الموسيقى وندب النداببن التى حرمت منها جنازة هذا الفقير
نظر اليه ولده سنوزيس طويلا ثم خاطبه:
يا ابتى لكم اتمنى ان تموت ميته هذا الفقبر لا ميته هذا الغنى
تالم سانتى من خطاب الابن وظل يعاتبه ويعنفه ويقول له انه جاحد لايريد الخير لابيه
ولكن الابن قال لابيه : اذا اردت اريك مصير كل منهما فى الاخرة وامسك سنوزيس بيد ابيه واخذ يرتل تعاويذ بدت غريبة على الاب ثم انطلق به الى جبل منف حيث هبطا الى فجوة ضيقة بين الصخور وما كادا يهبطا اليها حتى وجدا نفسيهما فى قاعة قادتهما الى اخرى اكثر اتساعا ثم الى ثالثة اكبر من قاعة فرعون نفسه وهنا شهد سانتى جمع مزدحم من البشر فيهم الفقير والغنى الوضيع والرفيع الجميل والقبيح ثم عاد الصبى يقود اباه ويجتاز به الباب الى القاعة الرابعة وهناك شهد قوما مولين على ظهورهم حمير تاكل … وقوما اخرين يمدون ايديهم الى الطعام المعلق فوق الظهور فلا يستطيعون اليه سبيلا اذ تقف دونهم حفر يحفرها قوم اخرون تتسع وتتسع وتحول بينهم وبين الزاد
ثم اجتازا بابا الى قاعة خامسة وشهد سانتى باب القاعة يرتكز على عينى رجل راح يستغيث ويصرخ ومن خلفه ناس يبكون يلحون فى طلب الدخول فلا يسمح لهم ابدا
وكان لابد لهما ان يدخلا القاعة فاذا بهما يدوسان على الرجل المنبطح تحت الباب وكان هذا جزء من العقاب الذى قدر له اذ يدوسه كل الاموات الذين يجتازون قاعات العذاب الى مكان السعداء
ثم كانت القاعة السادسة حيث شهد سانتى محكمة الموتى منعقدة برئاسة القاضى الاكبر اوزوريس سيد الامنت (الدار الاخرة ) متربعا على عرش من ذهب وفوق راسه تاج الجنوب الابيض المرصع من جانبيه بريشتى نعام والى جوار اوزويس يتربع انوبيس وتوت وحولهما من شمال ويمين اثنان واربعون قاضيا تكتمل بهم هيئة المحكمة وفى وسط القاعة ميزان توزن فيه الحسنات والسيئات يستجوب انوبيس الميت ويدون توت اجابته فمن رجحت حسناته وقلت سيئاته قاده الالهة المحيطون باوزوريس الى جنة الاموات الصالحين حيث يتمتع بالسعادة الخالدة اما من رجحت سيئاته وقلت حسناته فانه يسلم الى كلبة سيد امنت المفترسة المستلقية تحت قدميه مستعدة لان تمزق بانيابها الشرسة العصاة
وتفرس سامنتى فى الهة العقاب فاذا به يلمح رجل نبيل الطلعة يرتدى ثوبا من الكتان الفاخر يقف الى جوار ازوريس وسال سانتى ابنه عمن يكون هذا الرجل الذى حظى بهذه المعية وتلك المكانة العالية فاجابه ابنه الحكيم هذا هو الرجل الفقير الذى رايه مكفنا بالخرق والاسمال البالية ومحمولا بلا موكب الى جبانة منف انه نفسه الذى اثار اشمئزازك وتمنيت الا تموت ميتته لقد حل امام محكمة الموتى فرجحت حسناته على سيئاته انه تعذب كثيرا فى الارض ليسعد طويلا فى الابدية ولكى تتم سعادته خلع عنه اوزوريس اسماله البالية وكفنه الممزق والبسه كفن الغنى الذى رايته مشيعا فى حفاوة وموكب مهيب الى مقبرة منف هذا الرجل نفسه هو الذى دست عليه عند دخولك القاعة وكان محور الباب مرتكزا على عينيه اليمنى يضربها كلما فتح الباب او اغلق فحوكم الغنى الطاغية قرجحت سيئاته على حسناته وحكم علية بالعقاب الصارم بعد ان تلقفته كلبة سيد الامنت (الدار الاخرة) المفترسة تلك التى ترى فمها فاغرا كأتون ومخالبها حادة كالسكاكين وراسها مدبب كتمساح وجسمها بشعا كتنين .
هكذا يابتى اننى تمنيت لك فى الارض ميتة الفقير لاميتة الغنى لاننى كنت اعلم مصير كل منهما فى الاخرة
وقال الابن كنت اعلم الكثير مما سيحدث بعد ذلك وحرصت على ان لاتشهده بعينيك حتى لايزداد الامر هولا لديك ففى اعماق الجحيم هناك الزبانية الذين ينشغلون دائما بتعذيب الارواح الشريرة فيتولى بعضهم تحطيم عظام المذنبين ويتولى البعض سلخ لحم المذنبين عن عظامهم وهناك من يعذب الضالين بضربهم بالرماح ثم يتولون فرم لحومهم وشيها بعد تمزيقها بالكلاليب وغير هؤلاء يوجد حملة السيوف والسهام لطعن الاجساد بعد تعذيبها بمساحيق نارية حارقة كما يوجد من يغرسون المحكوم عليهم فى الاتون المشتعل ومن يقذفونهم بقوة على الصخور وهناك من تكون مهمتهم ارغام الارواح على الجلوس على الخوازيق
قال سانتى لابنه الحكيم
لقد رايت يابنى فى الامنت ما اوحشنى فهل تستطيع ان تخبرنى عن هؤلاء الذين رايناهم مولين وعلى ظهورهم تاكل الحمير وعن هؤلاء الذين لا يملكون سبيلا الى الزاد بسبب الحفر لتى تزداد وتتسع تحت اقدامهم
اجاب سنوزيس
اجل ياابتى الاولون هم ابناء هذه الارض الذين لعنتهم الالهة ويعملون ليل نهار ليضمنوا بقاءهم دون ان يهتموا بمن حولهم فتتحول نسائهم الى حمير نهمة تنهب اموالهم وتاكل على ظهورهم اما الذين يمدون ايديهم عبثا الى الطعام فهؤلاء من استاثروا بخيرات وما شبعوا فعوقبوا بالحرمان
وماكاد سنوزيس ينتهى من شرح ماخفى على ابيه حتى شده بيده ليعود الى مجلس فرعون حيث راح سانتى يحكى له عما شاهده فى الامنت (الدار الاخرة ) واطل باحثا عن ابنه الحكيم الذى تلاشى فجاة ولم يقفوا له على اثر كانه كان يحمل رسالة السماء للناس وبلغها ومضى وهتا انتاب الجميع صمت رهيب فلم يكن بوسع احد الكلام .
ربما كان هذا جزء من الاساطير التى امتلىء بها التاريخ الفرعونى ولكنها ولا شك رؤية للعالم الاخر فى كنانة الله مصرلاتختلف كثيرا عن الرؤى اللاهوتية و لاينكر منكر ان مصر كانت مهد ادريس النبى عليه السلام وزارها ابا الانبياء ابراهيم عليه السلام وفيها عاش ومات يوسف الصديق عليه السلام وولد ومات موسى عليه السلام واحتضنت عيسى عليه السلام طفلا وصهرت الى سيد الخلق محمد صلوات الله عليه وسلامه
ربما هذه الروى انتقلت من هؤلاء الى وجدان الشعب المصرى وربما سبقت هذه الرؤى رؤى الاسراء والمعراج وكوميديا شامبليون ورسالة غقران ابى العلاء المعرى وجحيم دانتى ولكنها جزء من تاريخنا المجيد
اتمنى لك ميتة الفقير
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
كان سانتى ابنا للفرعون المصرى سنوزيرس من العصر الوسيط يعيش حالة اكتئاب دائم فهو لم يذق للسعادة طعما, كان يؤرق حياته ان زوجه الاميرة (ماهى) الجميلة لم تستطيع انجاب الابن الذى تمناه مما زاد فى احساسة بالتعاسة كان يدلف الى المعبد ويناجى الالهة ان تمنحه الخلف الذى يملىء وحدته
وذات يوم سمع فى منامه هاتفا يناديه يابن فرعون لاتحزن ستضع امراتك (ماهى) الجميلة طفلا سمه سنوزريس ولتهنىء مصر بالخوارق التى ستكون على يديه لكل الناس
ولعله كان على موعد مع القدر اذ تحققت النبوءة بعد عدة اسابيع فقد وضعت زوجه ابنا لم يكد يخرج للدنيا ويرى النور حتى سجد يصلى
وكان وهو فى السادسة من عمره يشترك مع الكهنة فى قراءة كتاب الحكمة ويدهشهم فهمه لنصوصة التى وضعت قبل مولده بالاف السنين
وذات صباح بينما كان سانتى يغتسل على سطح بيته شق سكون الليل عويل يرتفع فى الطريق واطل سانتى فاذا جنازة رهيبة لواحد من اغنياء المدينة يشيعه موكب حافل رهيب الى مقابر المدينة منف
وتمضى لحظات فاذا بميت اخر فى الطريق ملفوف فى خرق بالية يشيعه بضعة افراد من اولاده بدون موكب ولا ضجيج ولا صراخ ونحيب
فهتف سانتى رافعا يديه الى السماء :
يااوزوريس ياسيد الامنت ( الدار الاخرة ) العظيم القدرة فى العالم الاخر اكتب لى دخول دار الاموات فى موكب فى عظمة وجلال موكب هذا الغنى ولاتحرمنى من شجو الموسيقى وندب النداببن التى حرمت منها جنازة هذا الفقير
نظر اليه ولده سنوزيس طويلا ثم خاطبه:
يا ابتى لكم اتمنى ان تموت ميته هذا الفقبر لا ميته هذا الغنى
تالم سانتى من خطاب الابن وظل يعاتبه ويعنفه ويقول له انه جاحد لايريد الخير لابيه
ولكن الابن قال لابيه : اذا اردت اريك مصير كل منهما فى الاخرة وامسك سنوزيس بيد ابيه واخذ يرتل تعاويذ بدت غريبة على الاب ثم انطلق به الى جبل منف حيث هبطا الى فجوة ضيقة بين الصخور وما كادا يهبطا اليها حتى وجدا نفسيهما فى قاعة قادتهما الى اخرى اكثر اتساعا ثم الى ثالثة اكبر من قاعة فرعون نفسه وهنا شهد سانتى جمع مزدحم من البشر فيهم الفقير والغنى الوضيع والرفيع الجميل والقبيح ثم عاد الصبى يقود اباه ويجتاز به الباب الى القاعة الرابعة وهناك شهد قوما مولين على ظهورهم حمير تاكل … وقوما اخرين يمدون ايديهم الى الطعام المعلق فوق الظهور فلا يستطيعون اليه سبيلا اذ تقف دونهم حفر يحفرها قوم اخرون تتسع وتتسع وتحول بينهم وبين الزاد
ثم اجتازا بابا الى قاعة خامسة وشهد سانتى باب القاعة يرتكز على عينى رجل راح يستغيث ويصرخ ومن خلفه ناس يبكون يلحون فى طلب الدخول فلا يسمح لهم ابدا
وكان لابد لهما ان يدخلا القاعة فاذا بهما يدوسان على الرجل المنبطح تحت الباب وكان هذا جزء من العقاب الذى قدر له اذ يدوسه كل الاموات الذين يجتازون قاعات العذاب الى مكان السعداء
ثم كانت القاعة السادسة حيث شهد سانتى محكمة الموتى منعقدة برئاسة القاضى الاكبر اوزوريس سيد الامنت (الدار الاخرة ) متربعا على عرش من ذهب وفوق راسه تاج الجنوب الابيض المرصع من جانبيه بريشتى نعام والى جوار اوزويس يتربع انوبيس وتوت وحولهما من شمال ويمين اثنان واربعون قاضيا تكتمل بهم هيئة المحكمة وفى وسط القاعة ميزان توزن فيه الحسنات والسيئات يستجوب انوبيس الميت ويدون توت اجابته فمن رجحت حسناته وقلت سيئاته قاده الالهة المحيطون باوزوريس الى جنة الاموات الصالحين حيث يتمتع بالسعادة الخالدة اما من رجحت سيئاته وقلت حسناته فانه يسلم الى كلبة سيد امنت المفترسة المستلقية تحت قدميه مستعدة لان تمزق بانيابها الشرسة العصاة
وتفرس سامنتى فى الهة العقاب فاذا به يلمح رجل نبيل الطلعة يرتدى ثوبا من الكتان الفاخر يقف الى جوار ازوريس وسال سانتى ابنه عمن يكون هذا الرجل الذى حظى بهذه المعية وتلك المكانة العالية فاجابه ابنه الحكيم هذا هو الرجل الفقير الذى رايه مكفنا بالخرق والاسمال البالية ومحمولا بلا موكب الى جبانة منف انه نفسه الذى اثار اشمئزازك وتمنيت الا تموت ميتته لقد حل امام محكمة الموتى فرجحت حسناته على سيئاته انه تعذب كثيرا فى الارض ليسعد طويلا فى الابدية ولكى تتم سعادته خلع عنه اوزوريس اسماله البالية وكفنه الممزق والبسه كفن الغنى الذى رايته مشيعا فى حفاوة وموكب مهيب الى مقبرة منف هذا الرجل نفسه هو الذى دست عليه عند دخولك القاعة وكان محور الباب مرتكزا على عينيه اليمنى يضربها كلما فتح الباب او اغلق فحوكم الغنى الطاغية قرجحت سيئاته على حسناته وحكم علية بالعقاب الصارم بعد ان تلقفته كلبة سيد الامنت (الدار الاخرة) المفترسة تلك التى ترى فمها فاغرا كأتون ومخالبها حادة كالسكاكين وراسها مدبب كتمساح وجسمها بشعا كتنين .
هكذا يابتى اننى تمنيت لك فى الارض ميتة الفقير لاميتة الغنى لاننى كنت اعلم مصير كل منهما فى الاخرة
وقال الابن كنت اعلم الكثير مما سيحدث بعد ذلك وحرصت على ان لاتشهده بعينيك حتى لايزداد الامر هولا لديك ففى اعماق الجحيم هناك الزبانية الذين ينشغلون دائما بتعذيب الارواح الشريرة فيتولى بعضهم تحطيم عظام المذنبين ويتولى البعض سلخ لحم المذنبين عن عظامهم وهناك من يعذب الضالين بضربهم بالرماح ثم يتولون فرم لحومهم وشيها بعد تمزيقها بالكلاليب وغير هؤلاء يوجد حملة السيوف والسهام لطعن الاجساد بعد تعذيبها بمساحيق نارية حارقة كما يوجد من يغرسون المحكوم عليهم فى الاتون المشتعل ومن يقذفونهم بقوة على الصخور وهناك من تكون مهمتهم ارغام الارواح على الجلوس على الخوازيق
قال سانتى لابنه الحكيم
لقد رايت يابنى فى الامنت ما اوحشنى فهل تستطيع ان تخبرنى عن هؤلاء الذين رايناهم مولين وعلى ظهورهم تاكل الحمير وعن هؤلاء الذين لا يملكون سبيلا الى الزاد بسبب الحفر لتى تزداد وتتسع تحت اقدامهم
اجاب سنوزيس
اجل ياابتى الاولون هم ابناء هذه الارض الذين لعنتهم الالهة ويعملون ليل نهار ليضمنوا بقاءهم دون ان يهتموا بمن حولهم فتتحول نسائهم الى حمير نهمة تنهب اموالهم وتاكل على ظهورهم اما الذين يمدون ايديهم عبثا الى الطعام فهؤلاء من استاثروا بخيرات وما شبعوا فعوقبوا بالحرمان
وماكاد سنوزيس ينتهى من شرح ماخفى على ابيه حتى شده بيده ليعود الى مجلس فرعون حيث راح سانتى يحكى له عما شاهده فى الامنت (الدار الاخرة ) واطل باحثا عن ابنه الحكيم الذى تلاشى فجاة ولم يقفوا له على اثر كانه كان يحمل رسالة السماء للناس وبلغها ومضى وهتا انتاب الجميع صمت رهيب فلم يكن بوسع احد الكلام .
ربما كان هذا جزء من الاساطير التى امتلىء بها التاريخ الفرعونى ولكنها ولا شك رؤية للعالم الاخر فى كنانة الله مصرلاتختلف كثيرا عن الرؤى اللاهوتية و لاينكر منكر ان مصر كانت مهد ادريس النبى عليه السلام وزارها ابا الانبياء ابراهيم عليه السلام وفيها عاش ومات يوسف الصديق عليه السلام وولد ومات موسى عليه السلام واحتضنت عيسى عليه السلام طفلا وصهرت الى سيد الخلق محمد صلوات الله عليه وسلامه
ربما هذه الروى انتقلت من هؤلاء الى وجدان الشعب المصرى وربما سبقت هذه الرؤى رؤى الاسراء والمعراج وكوميديا شامبليون ورسالة غقران ابى العلاء المعرى وجحيم دانتى ولكنها جزء من تاريخنا المجيد
الخميس، 10 سبتمبر 2009
قدماء المصريين اول من عرف الطيران
قراءة جديدة فى اوراق قديمة
المصريون القدماء هم اول من عرفوا الطيران
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
بدأت فكرة الطيران اول مابدات بمحاكاة الإنسان للطيور والتي ولدت لديه إحساسا بأنه مقيد على سطح الأرض
ولعل تاريخ الطيران يذكر بعض المغامرين في العصور الإسلامية أمثال عباس بن فرناس الذى عاش فى الاندلس عام 887 م والذى قفز من أعلى جبل اومئذنة مستعينا في ذلك بأجنحة ثبتت حول ساعديه، معتقدا أن أجنحة الطيور هي سبب رفعها في الهواء.
وبالرغم من الحوادث المؤسفة التي انتهت بها تلك المحاولات إلا أنها كانت خطوة في طريق التقدم في مجال الطيران
حتى نهاية القرن الثامن عشر لم يكن قد تحقق أي تقدم يذكر في فن الطيران سوى الجهد الذي قام به ليوناردو دافينشي حيث صمم نوعا من الباراشوت عبارة عن خيمة من الكتان على شكل هرم مدعيا أن في مقدور الإنسان أن يهبط بها من أي إرتفاع شاهق دون أن يصاب بأذى
وقد تمت أولى التجارب الناجحة في 18 أغسطس عام 1709م على نموذج للبالون كوسيلة للطيران، حيث قام مارتولو ميودي جوسماد بعرض بالون مملوء بالهواء الحار الذي يسخن بواسطة مادة شمعية تشتعل في صفيحة معلقة في البالون وارتفع البالون إلى اثنى عشر قدما
صنع كايلي طائرته الأولى عام 1804م التي كانت نموذج منزلقا مثل الطائرة الشراعية اعتبرها كثير من المؤرخين الطائرة الأولى في التاريخ، أثبتت تجارب الطيران قدرتها على الطيران مما دفع كايلي إلى بناء طائرة كبيرة الحجم لا تحمل إنسانا مساحة أجنحتها حوال عشرين مترا مربعا، وحاول كايلي إضافة محرك لطائرته الشراعية إلا أن المحرك البخاري الذي كان شائع الإستخدام في ذلك الوقت كان ثقيلا جدا لا يمكن استخدامه في الطيران
حاول هينسون أحد كبار المعجبين بكايلي تصميم مركبة هوائية بخارية ضخمة ولكن واجهته ذات العقبة التي واجهت كايلي من قبل ألا وهي وزن المحرك البخاري
وعاود المحاولة واستعان بمهندس يدعى جون وبنى الرجلان نموذجا طوله ستة أمتار للمركبة البخارية وزواداه بمحرك بخاري صغير خفيف الوزن نسبيا وطار النموذج بشكل أو بآخر في أحد الإختبارات عام 1848م فكان هذا الإختبار أول محاولة لإستخدام الدفع الميكانيكي في الطائرة
أخرج الفونس بينو رائد الطيران التالي لهينسون أول تصميم لطائرة لها استقرار ذاتي وطارت طائرته المسماة بلانوفور البالغ طولها نصف متر التي استمدت القدرة من شريط من المطاط يدير مروحة في ذيلها بنجاح أمام المشاهدين عام 1871م
وأهتم بينو بعد ذلك بالطائرات الحاملة للبشر فصمم طائرة برمائية من طراز بالغ التقدم لها كثير من صفات الطائرات الحديثة مثل المروحة التي في المقدمة وإرتفاع الجناحين إلى الأعلى وموجه واحد للتحكم في عملية الطيران كلها وقدر بينو سرعة طائرته بمائة كيلومتر في الساعة لو أنه حصل على الدعم المالي لكنه لم يحصل عليه ولم تصنع الطائرة
ولم يعلم بينو عند مماته بأنه أسهم إسهاما غير مباشر في مستقبل الطيران، فقد أشترى شخص يدعى ميلتون رايت أحد نماذج بينو التي تستمد قدرتها من شريط المطاط وأعطاه لولديه ولبور وأورفيل
ومن هذه اللعبة الصغيرة التي دارت في مخيلة الغلامين بدأ التفكير في نماذج أكبر حيث صمم الأخوان رايت محركا خاصا بهما يزن 82 كيلوجرام ويولد 13 حصانا وبنيت أول طائرة مزودة بمحرك في صيف 1903م وكانت مزدوجة الأجنحة طول باعها 12 مترا وبلغ وزنها 275 كيلوجرام وكانت مروحتها تدور بواسطة عجلات مسننة من النوع المستعمل في الدراجات وتتصل بمحور المحرك بواسطة سلاسل حديدية وكانت تتكىء عند إطلاقها على مركبة صغيرة ذات عجلات
وقام ولبور في 14 ديسمبر 1903م بالمحاولة الأولى وتحركت الطائرة على قضبان الإنطلاق وأرتفعت فترة قصيرة ثم انخفضت سرعتها عن سرعة الطيران وسقطت على الشاطىء الرملي، وأعترف ولبور الذي لم يصب بأذى بأنه هو الملوم وليست الطائرة، ولم تصب الطائرة سوى بأضرار طفيفة وكانت معده لتجربة طيران أخرى بعد ذلك بثلاثة أيام وكان هذا دور أورفيل حيث تركت الطائرة المركبة التي تستند إليها بعد أن جرت مسافة قصيرة على القضبان وترنحت مسافة 36.5 مترا فوق الرمال وقال أورفيل أن هذا الطيران لم يدم سوى 12 ثانية، إلا انه كان على الرغم من ذلك أول طيران في تاريخ العالم رفعت فيه طائرة تحمل رجلا نفسها في الهواء معتمدة على قدرتها الذاتية
ولقد مرت الطائرات بتطورات كبيرة وكثيرة في السنين التي تلت التجارب واستطاعت طائرة الأخوان رايت أن تصل سرعتها إلى 50 كيلومتر في الساعة بينما تزيد سرعة الطائرات الحربية عن 3200 كم في الساعة والطائرات التجارية عن 1000 كم في الساعة والكونكورد تتجاوز الألفين كم في الساعة
هذه هى قصة الطيران التى تتداولها الموسوعات التاريخية ولكن التاريخ القديم له مع الطيران قصة اخرى بدات قبل هذا التاريخ بالاف السنين يقولون ان اهل اطلانتيس القارة المفقودة صنعوا مركبات طائرة سموها فيومانس واستخدموها فى الحروب وقبل غرق قارتهم العظيمة هرب بعض حكمائهم عليها طائرين الى مصر وفى الاساطير اليونانية حكاية عن مخترع عبقرى اسمه ديدالوس ولد فى اثينا وذهب الى كريت ولما راى ملكها اختراعاته حقد عليه وسجنه مع ايكاروس ابنه ولكن ديدالوس صنع لنفسه ولابنه اجنحة من الشمع والريش وانطلقا فى الجو هاربين من الجزيرة ووصل ديدالوس سالما الى سيشل اما ابنه فقد اقترب كثيرا من الشمس وانصهر الشمع وتبعثر الريش فسقط فى البحر وغرق
في حوالي 400 قبل الميلاد، صمم العالم الرياضي والفلكي والفيلسوف ورجل الدولة الإغريقي أرخيتاس، مايسمى بأقدم آلة طيران وقد بناها على شكل طائر وادعى بأنه قد طار بها لمسافة 200 متر. تلك الآلة التي اسماها بالحمامة (باليونانية: "بريستيرا")، قد تكون علقت بحبل أو أنبوب عند تحليقها.
كما عرفت المناطيد الهوائية بالصين منذ أقدم الأزمان وكانت تسمى بفانوس كونغ منغ، ويعزى هذا الإختراع إلى ضابط صيني (180-234م) ولقبه الفخري هو كونغ منغ، وقال إن سبب استخدامه لذلك هو ادخال الرعب على قوات العدووكانت
تلك المصابيح الزيتية توضع بداخل أكياس ورقية كبيرة، وتلك الأكياس تسبح فى الهواء بسبب الشعلة التي تسخن الهواء.. لذلك فان العدو يصاب بالرعب من المصابيح الطائرة ويعتبرها أنها قوى إلهية أتت لتنقذهم.
وإن كانت تلك الآلات الطائرة المحتوية على شعلة قد تم الكتابة عنها منذ القدم إلا أنه حسب ماقاله العالم جوزيف نيدهام، فإن المناطيد الهوائية كانت معروفة بالصين منذ القرن الثالث قبل الميلاد.
وفى القرن الخامس قبل الميلاد اخترع الصيني لوبان الطائر الخشبي، والذي قد يكون أشبه بطائرة ورقية كبيرة أو قد يكون أول طائرة شراعية.
وخلال حكم أسرة يوان (ق 13) وتحت حكم الملوك مثل قوبلاي خان فإن المصابيح المستطيلة أصبحت لها شعبية خلال الإحتفالات، حيث كانت تجذب الجماهير لمشاهدتها. لهذا انتشر هذا التصميم خلال حكم المغول عبر طريق الحرير إلى اواسط آسيا ثم إلى الشرق الأوسط. وهناك إضاءة طائرة شبيهة وذات مصابيح مستطيلة بحمالات تستخدم بكثرة في الاحتفالات التبتية، واحتفالات ديوالي الهندية. ولكن لم يثبت بالدليل أن تلك المصابيح قد استخدمها الإنسان للطيران.
اقلب اوراقى ابحث عن دور الحضارة المصرية فى تاريخ الطيران ويبدو ان البحث يدور بى فى دائرة مغلقة رغم ان هناك مئات من النقوش والتماثيل المجنحة على احجار المعابد وفى المقابر منها قرص الشمس المجنح وكذلك النماذج الجميلة النقوش على واجهات جدران الحجرات الخشبية الموشاة بالذهب التى وجدت بمقبرة توت عنخ امون
وكذلك تماثيل ونقوش الارباب المجنحة ايزيس ونفتيس ومن اروع النماذج تمثال نفرتوم اى اتوم الجميل الموجود بالمتحف المصرى والمصنوع من البرونز وهو احد ارباب منف وابن الرب بتاح ونرى له ست اجنحة منبسطة وقد ضم قبضتية ومن يراه يخيل اليه انه يهم بالطيران ويرجع تاريخه الى عام 600 ق م مما يؤكد ان فكرة الطيران قديمة لدى المصريين القدماء
اما الصقر حورس فله الاف النقوش والتماثيل لعل اجملها تمثال ( حورس رع ) ابن اوزوريس ونراه متوجا بقرص الشمس ناشرا جناحيه فى حركة طيران
وبالمتحف المصرى نماذج رائعة للصقور والنسور مصنوعة من صفائح البرونز ومطلية بالذهب وهناك ايضا جعارين مجنحة تسترعى الانتباه مصنوغة من احجار نصف كريمة
وفى عام 1972 اقيم اقيم معرض للطيران بمدخل المتحف المصرى استمر لمدة ثلاث شهور ضم تماثيل الصقور والجعارين والمفاجاة انه ضم نموذجا لاول طائرة شراعية صنعها الفراعنة قبل ان يعرف العالم كله قكرة الطيران هذا النموذج المفاجئة موجود بالمتحف المصرى
يقول الدكتور حشمت مسيحة مدير عام مصلحة الاثار ايامها :
تبعا للتقاليد الدينية فان نصوص اهرام سقارة (2400 ق م) توضح ان قدماء المصريين اعتقدوا ان المركب الصباحى للاله رع كانت تحمله عائمات السماء لنقله الى حورس الملك المتوفى الذى يسكن فى الافق كذلك سينقل حورس الى الاله رع بالافق بعائمات السماء
والكلمة المعبرة عن الطيران هنا هى عائمات السماء ومازلنا نستخدم هذا التعبير فى العصر الحديث وفى جميع اللغات فنقول ملاحى الطائرة وملاحى الفضاء ونقول سبح ملاح الفضاء فلا خلاف ولا جدال فى ان فكرة امتطاء ظهور مركبات الفضاء انحدرت الينا من قدماء المصريين
نموذج الطائرة المصرية وجد قى حفائر سقارة وعصره يرجع الى 300-150ق م وسمى بالعصر المتاخر او عصر العلوم اى اواخر الاسرات سمى بالمتاخر لان مصر تاخرت عن العصور السابقة ايام الفراعنة العظام وسمى عصر العلوم لظهور عديد من العلماء امثال هيرو السكندرى 150 ق م الذى عاش فى الاسكنرية وهو مهندس ورياضى سبق جيمس وات فى استخدام قوة بالبخار وصنع اول اله بخارية تعمل بنظرية الضغط الصاروخى والات تعمل بالهواء المضغوط وكذلك لتحريك اجنحة نموذج لطائر
وفى عصر العلوم ايضا مخترع اسمه ارخيثاس صنع شكلا لحمامة من الخشب وطار فى الجو بالهواء المضغوط وقد ذكر هذا العالم بورجو فى كتابه الفنون التكنولوجية للقدماء مترجما عن النصوص القديمة
نعود الى نموذج الطائرة المصرية القديمة وهو مصنوع من الخشب والراجح انه خشب الجميز وليس عليه نقوش او زخارف
الجناح مصنوع من قطعة واحدة من الخشب طوله من اقصى طرفيه 18 سنتيمتر واسمك جزء فيه هو الذى يعلو الجسم ثمانية مليمترات ويرق كلما اتجهنا نحو طرفبه وله زاوية زوجية او زاوية ميل وهى غير متساوية تماما على الناحيتين وهذه الزاوية سالبة حيث يتجه طرف الجناح الى اسفل وقد شكل مصمم هذا النموذج جناحه تشكيلا انسيابيا ومقطعة انسيابيا وناعما مثل اجنحة الطائرات الحديثة
الجسم مصنوع بعناية كبيرة من نفس خشب الجناح وشكله عموما انسيابى مقدمته تشبه راس طائر وهى هرمية الشكل عليها رسم عين واحدة ويزداد الجسم فى السمك اسفل الجناح ويكون مقطعه كمثريا ثم يتناقص سمكه بعد ذلك كلما اتجهنا نحو الذيل ويكون مقطعه بيضاويا
وعلى ظهر الجسم انخفاض مستطيل طوله ثلاثة سنتمترات يبيت فيه الجناح بحيث يصبح سطحه على مستوى سطح الجسم
الذيل مستطيل ارتفاعه سنتيمترين وسمكه اربع مليمترات وهو فى وضع قائم ولايوجد على الجسم اى زخارف او رسم ريش ماعدا العين وخطين باللون الاحمر الباهت جدا على الصدر عند مستوى الجناح وطوله من المقدمة حتى نهاية النوذج اربعة عشر سنتيمتر ويزن النوذج 14و29 جرام
وقد قام حشمت مسيحة بعمل نموذج مماثل من خشب الباسا وقذفه باليد فسبح فى الهواء وقد طرحت التجربة على بساط البحث ونشرت عنها جريدة التايمز اللندنية فى 18 مايو 1972 وتبعها العديد من المجلات والجرائد العلمية فى اوربا وامريكا واوربا واستراليا الى جانب الصحافة المصرية وعند زيارة رواد الفضاء لمصر تطلعوا الى النموذج فى دهشة وذهول وقرروا انه نموذج طائرة
وكما اسلفنا ان هذا النموذج يرجع الى العصر المتاخر 300-150 ق م ومع هذا النموذج وجدت قطعة قماش مذهبة مكتوب عليها اسم با-دى- امون اى عطية امون ويبدوا انه مبتكرها
وقد قامت عدة جهات علمية بدراسة هذا النموذج ومنها هيئة استقصاء لمجهول الامريكية وقالوا انها نموذج لطائرة شراعية يمكنها التحليق بسرعة خمسين كيلوا فى الساعة وباقل جهد
وعليه فان المصرى القديم سبق العالم كله فى التفكيرفى صنع الة طائرة يسبح بها فى السماء ومازال علماء المصريات يبحثون فى صحراء سقارة عن طائرة شراعية مصرية تحت الرمال وبهذا فان تاريخ الطيران يرجع الى 2300 عام وليس مائة عام
عبدالمنعــم عبدالعظيـم
الاقــصـر .. مـصـر
Monemazim2007@yahoo.com
ليالى المحروسة بالاقصر
ليالى المحروسة فى الاقصر
فى احتفالية كبرى شهدها الالاف من ابناء الاقصر والمناطق المجاورة افتتح الاستاذ طلعت مهران رئيس وسط وجنوب الصعيد الثقافى فاعليات ليالى المحروسة التى تقام لاول مرة فى ساحة سيدى ابو الحجاج الاقصرىبمدينة المائة باب الاقصر حيث اطلال اعرق حضارة
وهذا هو العام الثالث لهذه الليالى العام الاول كان باسيوط والثانى بسوهاج تشمل الليالى التىيرعاها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الاعلى للاقصر والسيد الدكتوراحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة وادارة عبدالحكم عبدربه مدير عام ثقافة الاقصر تشمل الليالى مسرح منوعات يستضيف فرق الافصر للفنون الشعبية وفرقة توشكى التلقائية وفرقة ملوى وسوهاج وابى قيرواسوان واسيوط والمنيا واسيوط وقنا والوادى الجديد والانفوشى الى جانب تخت شرقى تشارك فيه اسيوط والاقصر واسوان وسوهاج والمنيا ومسرح شعبى وانشاد دينى وفقرات الساحر الى جانب الملتقى الشعرى الذى يستضيف نخبة من المع شعراء مصر ومجموعة من اللقاءات الثقافية مع ابرز مثقفى مصر ومحكى للربابة يعرض السيرة الهلالية الى جانب عروض فرق الاطفال ومعرض للحرف البيئية ومعرض للكتاب ومعرض لفنون النحت تستمر الليالى حتى 21 رمضانومنذ الافتتاح تمتلىء ساحة سيدى ابوالحجاج بالالاف من عشاق الفن فى بانوراما رائعة خاصة بالنسبة لزوار الاقصر من السياح
فى احتفالية كبرى شهدها الالاف من ابناء الاقصر والمناطق المجاورة افتتح الاستاذ طلعت مهران رئيس وسط وجنوب الصعيد الثقافى فاعليات ليالى المحروسة التى تقام لاول مرة فى ساحة سيدى ابو الحجاج الاقصرىبمدينة المائة باب الاقصر حيث اطلال اعرق حضارة
وهذا هو العام الثالث لهذه الليالى العام الاول كان باسيوط والثانى بسوهاج تشمل الليالى التىيرعاها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الاعلى للاقصر والسيد الدكتوراحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة وادارة عبدالحكم عبدربه مدير عام ثقافة الاقصر تشمل الليالى مسرح منوعات يستضيف فرق الافصر للفنون الشعبية وفرقة توشكى التلقائية وفرقة ملوى وسوهاج وابى قيرواسوان واسيوط والمنيا واسيوط وقنا والوادى الجديد والانفوشى الى جانب تخت شرقى تشارك فيه اسيوط والاقصر واسوان وسوهاج والمنيا ومسرح شعبى وانشاد دينى وفقرات الساحر الى جانب الملتقى الشعرى الذى يستضيف نخبة من المع شعراء مصر ومجموعة من اللقاءات الثقافية مع ابرز مثقفى مصر ومحكى للربابة يعرض السيرة الهلالية الى جانب عروض فرق الاطفال ومعرض للحرف البيئية ومعرض للكتاب ومعرض لفنون النحت تستمر الليالى حتى 21 رمضانومنذ الافتتاح تمتلىء ساحة سيدى ابوالحجاج بالالاف من عشاق الفن فى بانوراما رائعة خاصة بالنسبة لزوار الاقصر من السياح
الجمعة، 28 أغسطس 2009
على الموردة
First Published 2009-08-26
الطريق إلى الموردة
على الموردة مع شيخ شعراء الجنوب عبده أحمد حسن
لحمل الجرة مراسم تظهر فيها رشاقة البنت وقدرتها على حملها والسير بها في دلال ورشاقة.
ميدل ايست اونلاين
كتب ـ عبدالمنعم عبدالعظيم
الموردة تعني مورد الماء، وهي المكان الذي تقوم فتيات القرى في مصر بملأِ جرارهن منه من النيل، معبود مصر القديم ومصدر الخير والنماء والحياة. وشربة الماء تخرج الفتيات مع شروق الشمس بعد الفجر زرافات يحملن الجرار فارغة ويعدن بها مليئة بالماء السلسبيل. وتتكرر الرحلة في العصرية وقبل الغروب حتى يملأن أزيار البيت (جمع زير).
في الرحلتين، وعلى الموردة، تتبادل النساء الحكايات ويتناقلن أخبار الحب والغرام.
وعلى الطريق إلى الموردة، يتلصص الشباب النظرات إلى البنات ربما تعجبهم إحداهن فيخطبها فهي الوسيلة الوحيدة لرؤية البنات أيامها.
يختبيء الشباب خلف زراعات القصب العالية، وأعواد الذرة، وربما يتسلقون الأشجار والنخيل لرؤية منظر الفتيات ولاختلاس نظرة أو بسمة.
وعن الموردة غنى المطرب الشعبي أغنيته الشهيرة:
على الموردة حمام ونا لا بصحى ولا بنام (وحمام يقصد بنات)
والشاعر الآخر يغني:
غزالات جميلات على الموردة رايحين جايين
ولحمل الجرة مراسم تظهر فيها رشاقة البنت وقدرتها على حملها والسير بها في دلال ورشاقة، وتثبتها على رأسها باللواية، وهي قاعدة مدورة من القماش على شكل كعكة توضع فوق الرأس وفوقها الجرة.
ومن مظاهر الرشاقة أن تقوم الفتاة بحمل الجرة بطريقة مائلة دليل الرشاقة وتناسق الجسم.
هذه الصور الجميلة بدأت في الاختفاء، وأصبحت جزءا من التراث، مع التقدم ودخول المياه النظيفة وشبكات المياه إلى منازل القرى، وبعد غزو غابات الأسمنت والثلاجات للدور، وانتهى دور الزير والجرة ورحلة البنات إلى الموردة.
وكلما تذكرت الموردة مع ذكريات الطفولة، عشت مع شاعرنا عبده أحمد حسن شيخ شعراء الجنوب، صاحب أغنية "خلي الأمل فكرتك" للمطربة نازك في رائعته الشعبية التي ضمنها ديوانه الأول "صعيدى في القنال" حيث كان يعمل بالسويس، قبل أن يجرفه الحنين إلى قريته أرمنت الحيط، إحدى أعرق قرى مصر، وكان من أبطال المقاومة الشعبية في السويس، ومارس العمل السياسي، وكان عضوا بالمؤتمر الوطني للقوى الشعبية، وله حوار مشهور مع الرئيس الخالد جمال عبدالناصر، وهو أول أمين للشباب بمحافظة قنا. وكان مثالا للعامل الحقيقي الذي انتخبة العمال، وجمعوا التبرعات ليلبس بدلة في المؤتمر ويشرف العمال.
المهم أن عبده أحمد حسن كانت له مع الموردة حكاية ضمنها قصيدته "يا مطنقرة البلاص" يقول فيها:
يا مطنقرة البلاص على شقه وعيونك على الموردة رايحين جايين
والشوق علامتـه على جبينك عمــــال يمسى على الحلوين
يا مطنقرة البلاص على شـــقة يا مبينة الحجـــــل الرنان
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك أنا عطشـــــان
يا مطنقرة البلاص وعيونك على المـــــوردة رايحين جايين
والشوق علامته على جبينك عمال يمسي على الحلـــــوين
يا زينة في المشية يا زينتك أمانة قولى طريقـــــــك فين
عطشان وعيني على المية اروينى من شهد البــــــلاص
متخلينيش دنا يا صبية قلبى انشغل ووقـــــــعت خلاص
سرقتي منى الروح والبهجة أول ما حسنــــــك هل وبان
يا مطنقرة البلاص على شقة يا مبينة الحجــــــــل الرنان
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك أنا عطشــــان
هكذا جذبنا هذا الشاعر العجوز إلى الموردة سحر البنات مع البلاص، نسأل الله له الشفاء حتى يظل يمتعنا بأشعاره وأغانيه ومسرحياته.
عبدالمنعم عبد العظيم ـ الأقصر (مصر)
Monemazim2007@ yahoo.com
الطريق إلى الموردة
على الموردة مع شيخ شعراء الجنوب عبده أحمد حسن
لحمل الجرة مراسم تظهر فيها رشاقة البنت وقدرتها على حملها والسير بها في دلال ورشاقة.
ميدل ايست اونلاين
كتب ـ عبدالمنعم عبدالعظيم
الموردة تعني مورد الماء، وهي المكان الذي تقوم فتيات القرى في مصر بملأِ جرارهن منه من النيل، معبود مصر القديم ومصدر الخير والنماء والحياة. وشربة الماء تخرج الفتيات مع شروق الشمس بعد الفجر زرافات يحملن الجرار فارغة ويعدن بها مليئة بالماء السلسبيل. وتتكرر الرحلة في العصرية وقبل الغروب حتى يملأن أزيار البيت (جمع زير).
في الرحلتين، وعلى الموردة، تتبادل النساء الحكايات ويتناقلن أخبار الحب والغرام.
وعلى الطريق إلى الموردة، يتلصص الشباب النظرات إلى البنات ربما تعجبهم إحداهن فيخطبها فهي الوسيلة الوحيدة لرؤية البنات أيامها.
يختبيء الشباب خلف زراعات القصب العالية، وأعواد الذرة، وربما يتسلقون الأشجار والنخيل لرؤية منظر الفتيات ولاختلاس نظرة أو بسمة.
وعن الموردة غنى المطرب الشعبي أغنيته الشهيرة:
على الموردة حمام ونا لا بصحى ولا بنام (وحمام يقصد بنات)
والشاعر الآخر يغني:
غزالات جميلات على الموردة رايحين جايين
ولحمل الجرة مراسم تظهر فيها رشاقة البنت وقدرتها على حملها والسير بها في دلال ورشاقة، وتثبتها على رأسها باللواية، وهي قاعدة مدورة من القماش على شكل كعكة توضع فوق الرأس وفوقها الجرة.
ومن مظاهر الرشاقة أن تقوم الفتاة بحمل الجرة بطريقة مائلة دليل الرشاقة وتناسق الجسم.
هذه الصور الجميلة بدأت في الاختفاء، وأصبحت جزءا من التراث، مع التقدم ودخول المياه النظيفة وشبكات المياه إلى منازل القرى، وبعد غزو غابات الأسمنت والثلاجات للدور، وانتهى دور الزير والجرة ورحلة البنات إلى الموردة.
وكلما تذكرت الموردة مع ذكريات الطفولة، عشت مع شاعرنا عبده أحمد حسن شيخ شعراء الجنوب، صاحب أغنية "خلي الأمل فكرتك" للمطربة نازك في رائعته الشعبية التي ضمنها ديوانه الأول "صعيدى في القنال" حيث كان يعمل بالسويس، قبل أن يجرفه الحنين إلى قريته أرمنت الحيط، إحدى أعرق قرى مصر، وكان من أبطال المقاومة الشعبية في السويس، ومارس العمل السياسي، وكان عضوا بالمؤتمر الوطني للقوى الشعبية، وله حوار مشهور مع الرئيس الخالد جمال عبدالناصر، وهو أول أمين للشباب بمحافظة قنا. وكان مثالا للعامل الحقيقي الذي انتخبة العمال، وجمعوا التبرعات ليلبس بدلة في المؤتمر ويشرف العمال.
المهم أن عبده أحمد حسن كانت له مع الموردة حكاية ضمنها قصيدته "يا مطنقرة البلاص" يقول فيها:
يا مطنقرة البلاص على شقه وعيونك على الموردة رايحين جايين
والشوق علامتـه على جبينك عمــــال يمسى على الحلوين
يا مطنقرة البلاص على شـــقة يا مبينة الحجـــــل الرنان
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك أنا عطشـــــان
يا مطنقرة البلاص وعيونك على المـــــوردة رايحين جايين
والشوق علامته على جبينك عمال يمسي على الحلـــــوين
يا زينة في المشية يا زينتك أمانة قولى طريقـــــــك فين
عطشان وعيني على المية اروينى من شهد البــــــلاص
متخلينيش دنا يا صبية قلبى انشغل ووقـــــــعت خلاص
سرقتي منى الروح والبهجة أول ما حسنــــــك هل وبان
يا مطنقرة البلاص على شقة يا مبينة الحجــــــــل الرنان
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك أنا عطشــــان
هكذا جذبنا هذا الشاعر العجوز إلى الموردة سحر البنات مع البلاص، نسأل الله له الشفاء حتى يظل يمتعنا بأشعاره وأغانيه ومسرحياته.
عبدالمنعم عبد العظيم ـ الأقصر (مصر)
Monemazim2007@ yahoo.com
الجمعة، 14 أغسطس 2009
اثر العرب والاسلام على الادب الاوربى
من العرب تتعلم أوروبا
** عبد المنعم عبد العظيم
لاشك أن الحضارة الإنسانية في تطورها ارتقت من خلال الأخذ والعطاء والتأثير المتبادل، ومن الثابت تاريخيا أيضا أن الشرق كان مهد الحضارات، فالحضارة الفرعونية في مصر والحضارة البابلية والآشورية في العراق، حتى الحضارة اليونانية، كانت متأثرة في فلسفاتها ودياناتها بالحضارة الفرعونية.
عاشت أوروبا عصورا من الظلام، حتى هبت عليها رياح الثقافة العربية من ثلاثة مصادر:
الأول: القوافل التجارية التي كانت تغدو وتروح بين آسيا وأوروبا الشرقية والشمالية عن طريق بحر الخرز "بحر قزوين"، أو عن طريق القسطنطينية، وكانت هي الطريق التي وصلت منها أخبار الإسلام إلى البلاد الاسكندنافية، وعن طريق امتداد الدولة العثمانية التركية من منتصف القرن الخامس عشر في شرق أوروبا.
الثاني: المواطن التي احتلها الصليبيون، وعاشوا فيها زمنا طويلا بين سوريا ومصر وسائر الأقطار الإسلامية والتي امتدت قرنين من الزمان من (1097) حتى سقوط آخر معقل لهم على أيدي المماليك (1291).
الثالث: الأندلس التي فتحها العرب سنة 92 هـ/ 711 وكانت أول قطر يقتطعه العرب من أوروبا المسيحية، واستمرت حتى عام 897 هـ/1492.
ثم لم ينقطع التأثير العربي الإسلامي بعدها، فاستمر ممثلا في الموريسكيين (المسلمين الذين أرغموا على التنصر حتى طرد عدد كبير منهم إلى الشمال الأفريقي). واستمر الوجود العربي تسعة قرون على الأقل، وهي مدة كافية لأن يترك العرب بصماتهم في إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا.
لقد ظلت إسبانيا معبرا انتقلت من خلاله الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا وأميركا أيضا، والتي اكتشقت عام 1492 سنة سقوط غرناطة واقتسمت منها إسبانيا والبرتغال الشطر الأعظم من القارة الأميركية من كاليفورنيا شمالا إلى أرض الغار في أقصى جنوب القارة.
رابعا: جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا، حيث اجتاز العرب أفريقيا من تونس إلى جزيرة صقلية 212 هـ/ 827، وبقيت في أيدي المسلمين حتى استولى عليها النورماندون 484هـ/ 1091.
انتقلت هذه الحضارة بكافة روافدها الثرية في هذا الوقت الذي كانت تغط فيه أوروبا في ظلمات العصور الوسطى، وأعطى العرب أوروبا علومهم في الأدب والفلك والكيمياء والرياضيات والعمارة وغيرها.
لم يكن العرب جماعات مهاجرة، ولكنهم كانوا محاربين فاتحين أصحاب رسالة اختلطوا وامتزجوا وتزاوجو ونشروا الدين واللغة والحضارة والعلوم. ونشأ هناك جيل كامل (جيل المولدين المستعربين) وظل يحمل الرسالة.
لقد كان الإسلام خطوة تقدمية كبرى بما يحمله من كاهل التخفيف عن عاتق الشعوب من الكثير جدا من القيود والظلمات والعسف والاضطهاد والتخلف التي فرضتها عليهم الإمبراطورية الرومانية.
وكان الإسلام أيضا باعثا لحركة إحياء وخلق علمي من أهم حركات الإحياء في تاريخ العلوم حيث تعايش المسجد مع الكنيسة مع المعبد اليهودي، وأصبح اليهود والنصارى آمنين على أنفسهم وأموالهم، وتمتعوا بامتيازات لم يكونوا يستمتعون بها. لقد تنفسوا رياح الحرية فازدهرت ملكاتهم الإبداعية.
وأحيا التسامح حركة الإحياء العلمي والبناء الحضاري بعد أن أغلق الإمبراطور الروماني جوستنيان في 529 أكاديمية أفلاطون، آخر معقل للعلوم في العالم الروماني.
لم يخرج العرب من جزيرتهم خليي الوفاض، أو مجرد غزاة، إنما خرجوا إلى رحاب هذا العالم الفسيح يحملون ثروة هائلة من أدبهم، لغة خطاب وشعرا وحكما وأمثالَ وثروة من الأحكام الدينية والأخلاقية والاقتصادية والتشريعية والطبية المنظمة لمختلف شئون الحياة.
كانت الحضارة العربية تحمل معها أيضا إلى جانب التأثيرات العربية روافد أخرى، أولها رافد مدرسة جندتباسبور الزرادشيتية التي اختلطت فيها ثقافة اليونان وعلومهم بثقافة الفرس والهند. ورافد مدرسة حران الوثنية التي كانت مركزا للثقافة الإغريقية منذ عصر الإسكندر الأكبر، وهي جزء من ثقافة مدرسة الإسكندرية المسيحية.
ولا يزال التاريخ يذكر كيف ترجم خالد بن يزيد بن معاوية المتوفى عام 706 كتب القدماء في الطب والفلك والكيمياء، وكيف اتسع نطاق الترجمة في العصر العباسي، حتى كان لها ديوان وزارة وأكاديمية في عصر هارون الرشيد، وولده الخليفة المأمون. ولعل الأدب من الميادين التي كان الظن أن احتمال التأثير فيه قليل، ولكن كان للازدهار السريع للثقافة العربية في الأقطار المفتوحة خاصة إسبانيا والبرتغال والامتزاج الاجتماعي والثقافي الواسع، وانتشار اللغة العربية كلغة ثقافة وأدب وانتشارها في الأندلس، مما جعل اللغة اللاتينية حبيسة في الكنائس والأديرة.
نشأت لغة جديدة اختلطت فيها اللغة العربية باللغة اللطنية وهي الدراجة للإسبان، حتى نشأ منها لغة جديدة هي اللغة العربية اللطنية، والتي تغلبت على اللغة الإسبانية حتى الآن.
وعندما نتحدث عن الأدب العربي، وخاصة الشعر العربي الذي لم يكن نتاج حضارات سابقة، وإنما كان عربيا خالصا لم يتأثر بآداب حضارات سابقة، حيث نبت وترعرع ونما في الصحراء النجدية نبتا أصيلا اعتز به العرب، وكان هو فنهم الأول.
وعندما أعطى العرب أدبهم لأوروبا أعطوه شعرا عربيا خالصا. لم ينتقل الشعر إلى أوروبا عن طريق الترجمة، إنما عن انصهار سكان جنوب غرب فرنسا وجنوب إسبانيا وصقلية في بوتقة الحضارة العربية من خلال المساجد الإسلامية التي كان يدرس بها الرهبان واليهود ومجالس الأدب العربي التي كان يعقدها الخلفاء على عاداتهم العربية.
واقترنت بموضوعات الأدب العربي أسماء طائفة من عباقرة الشعر في أوروبا خلال القرن الرابع عشر، وثبتت الصلة بينهم وبين الثقافة العربية منهم بوكاشيو ودانتي وبترارك الإيطاليين، وشوسر الإنجليزى وسيرفانتيس الإسباني، ويرجع إليهم الفضل في تجديد الآداب القديمة بتلك البلاد.
ولعل أبرز التأثيرات كان في نشاة فن الموشحات الذي ابتكره شاعر عاش في القرن التاسع الميلادي، هو مقدم بن معافير القيرى الضرير أو محمد بن محمود القيرى.
ومن الموشحات استقى الشعراء الجوالون في أوروبا (التروبادور) والبروفانسيون (جنوب فرنسا)، وكذلك ظهر في إسبانيا فن الزجل.
في عام 1349 كتب بوكاشيو حكاياته المسماه الصباحات العشرة حذا فيها حذو الليالي العربية المعروفة باسم ألف ليلة وليلة، وضمنها مائة حكاية وأسندها إلى سبع سيدات وثلاثة رجال اعتزلوا المدينة فرارا من الطاعون وفرضوا على أنفسهم حكاية يقصها أحدهم على أصحابه كل صباح. من هذه الحكايات اقتبس وليم شكسبير موضوع مسرحيته "العبرة بالخواتيم"، واقتبس منها أيضا الأديب الألمانى لسنغ مسرحيته "ناثان الحكيم".
وكان شوسر إمام الشعراء الحداثيين في اللغة الإنجليزية، أكبر المقتبسين من بوكاشيو، فقد التقى به حين زار إيطاليا، ونظم قصصه المشهورة باسم قصص كانتربري على محور يشبه القصص التي ألفها بوكاشيو "اليكا بيرزن" الصباحات الغشرة، ومنها قصة السيد المستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة.
وظل الأدباء الغربيون ينسجون على هذا المنوال في نظم القصص إلى عهد لونجيلو صاحب الديوان الذي سماه "خان بمنعطف الطريق".
وربما كانت صلة دانتي بالثقافة العربية أوضح من صلة بوكاشيو وشوسر لأنه أقام بصقلية في عهد فردريك الثاني الذي كان يدمن دراسة الثقافة الإسلامية من مصادرها العربية، ودارت بينه وبين الملك حوارات ومساجلات في مذهب أرسطو، كان بعضها مستمدا من الأصل العربي، ولاحظ المستشرقون الشبه بين أوصاف الجنة في كلام محيي الدين بن عربي، وأوصاف دانتي في الكوميديا الإلهية، وكان دانتي على معرفة واسعة بالسيرة النبوية الشريفة وقصة الإسراء والمعراج ووصف الأسرار ومراتب السماء، واطلع على رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، واقتبس من كل هذا رحلتة إلى العالم الآخر في كتابه "الكوميديا الإلهية".
وكذلك بترارك الذي درس الثقافة العربية بإيطاليا وفرنسا، وتعلم في جامعة مونبلييه وباريس اللتين تعلم أساتذتها على يد تلاميذ العرب في جامعات الأندلس،
وعاش سيرفانتيس في الجزائر بضع سنوات، وخرج بعدها بروايته "دون كيشوت" التي استمدت أمثالها من أصول أندلسية.
ونستطيع أن نجزم أن للعرب أثرا في ترقية اللغات الأوروبية إلى مقام العلم والأدب الذي كان قاصرا على رجال الدين والكتابات الدينية.
وشيوع التعليم أيامها بالعربية كان سببا لإهمال اللغة اللاتينية، وأثر ذلك في إحياء اللغات الشعبية، وتداول الشعر والبلاغة والعلم عن طريق غير القسس والرهبان المنقطعين للمباحث اللاهوتية.
ولعل هذا أثار الكاتب الإسبانى الفارو القرطبي الذى قال "إن أرباب الفطنة سحرهم رنين الأدب العربي فاحتقروا اللاتينية، وجعلوا يكتبون بلغة قاهريهم. إن إخواننا المسيحيين يعجبون بشعر العرب وأقاصيصهم، ويدرسون التصانيف التي كتبها الفلاسقة والفقهاء المسلمون، ولا يفعلون ذلك لإدحاضها والرد عليها بل لاقتباس الأسلوب الفصيح.
إن الجيل الناشيء من المسيحيين الأذكياء لا يحسنون أدبا غير الأدب العربي ولغة غير اللغة العربية.
وقال دانتي إن الشعر الإيطالى ولد في صقلية، وشاع نظم الشعر بالعامية في إقليم بروفانس (جنوب فرنسا) فانتشر من ذلك الإقليم الشعراء الجوالون الذين يعرفون باسم التروبادور، الذي اشتق اسمها تروير المأخوذة من كلمة طرب العربية، مثل الشعراء القوالون في البادية العربية.
ووجد جيوم التاسع دوق اكتفانيا وأحد فقهاء العربية، تشابها بين أوزانهم وأوزان الزجل الأندلسي، بل وجد في أشعارهم كلمات عربية خالصة، وإشارات لعادات إسلامية، خالصة مثل تخميس الغنائم واختصاص الأمير بالخمس منها.
ولم تنقطع الصلة بين الأدب العربي أو الأدب الإسلامي وبين الآداب الأوروبية الحديثة منذ القرن السابع عشر إلى اليوم.
ولا نجد أديبا واحدا من نوابغ أدباء أوروبا خلا شعره أو نثره من بطل إسلامي أو نادرة إسلامية، ومنهم شكسبير واديسون وبيرون وسوزي وكولردج وشيللي من الأدباء الإنجليز، ومنهم جنى وهاردر وليسنغ وهيتي من الأدباء الألمان، ومنهم فولتير وموتسكيو وفيكتور هيجو من أدباء فرنسا. واعترف لافونتين الفرنسي باقتباسه الأساطير من كتاب "كليلة ودمنة" الذي عرفه الأوروبيون عن طريق المسلمين.
وتأثرت القصة الأوروبية في نشأتها بما كان عند العرب من فنون القص في القرون الوسطى، وخاصة المقامات وأخبار القرون ومغامرات الفرسان في سبيل المجد: منها رحلات جليفر التي ألفها سوفت، ورحلة روبنسن كروزو التي ألفها دينوى مدينة لألف ليلة وليلة، ورسالة حي بن يقظان التي ألفها الفيلسوف ابن طفيل.
وكان لألف ليلة بعد ترجمتها إلى اللغات الأوروبية أول القرن الثاني عشر أثر يربو على كل آثارها السماعية قبل الترجمة فأصبح الاتجاه إلى الشرق حركة مألوفة في عالم الأدب، كما كانت مألوفة في عالم السياسة والاستعمار.
لقد سرت المدرسة المجازية الحماسية في القرون الوسطى إلى الغرب عن طريق فاتحي العرب، فلم تكن أوروبا تعرف الفروسية وآدابها وحماسها، قبل وفود العرب للأندلس.
ومن العرب تعلمت أوروبا الغزل العفيف وتقديس المعشوقة على غرار الشعراء العذرييين والمتصوفة وكذلك أدب التشبيب.
لقد بلغت المفردات العربية التي أضيفت إلى اللغة الإسبانية والبرتغالية ما يملأ معجما غير صغير، وكذلك إلى المعاجم الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
** منشور بموقع "ميدل ايست" 30 يوليو 2009
** عبد المنعم عبد العظيم
لاشك أن الحضارة الإنسانية في تطورها ارتقت من خلال الأخذ والعطاء والتأثير المتبادل، ومن الثابت تاريخيا أيضا أن الشرق كان مهد الحضارات، فالحضارة الفرعونية في مصر والحضارة البابلية والآشورية في العراق، حتى الحضارة اليونانية، كانت متأثرة في فلسفاتها ودياناتها بالحضارة الفرعونية.
عاشت أوروبا عصورا من الظلام، حتى هبت عليها رياح الثقافة العربية من ثلاثة مصادر:
الأول: القوافل التجارية التي كانت تغدو وتروح بين آسيا وأوروبا الشرقية والشمالية عن طريق بحر الخرز "بحر قزوين"، أو عن طريق القسطنطينية، وكانت هي الطريق التي وصلت منها أخبار الإسلام إلى البلاد الاسكندنافية، وعن طريق امتداد الدولة العثمانية التركية من منتصف القرن الخامس عشر في شرق أوروبا.
الثاني: المواطن التي احتلها الصليبيون، وعاشوا فيها زمنا طويلا بين سوريا ومصر وسائر الأقطار الإسلامية والتي امتدت قرنين من الزمان من (1097) حتى سقوط آخر معقل لهم على أيدي المماليك (1291).
الثالث: الأندلس التي فتحها العرب سنة 92 هـ/ 711 وكانت أول قطر يقتطعه العرب من أوروبا المسيحية، واستمرت حتى عام 897 هـ/1492.
ثم لم ينقطع التأثير العربي الإسلامي بعدها، فاستمر ممثلا في الموريسكيين (المسلمين الذين أرغموا على التنصر حتى طرد عدد كبير منهم إلى الشمال الأفريقي). واستمر الوجود العربي تسعة قرون على الأقل، وهي مدة كافية لأن يترك العرب بصماتهم في إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا.
لقد ظلت إسبانيا معبرا انتقلت من خلاله الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا وأميركا أيضا، والتي اكتشقت عام 1492 سنة سقوط غرناطة واقتسمت منها إسبانيا والبرتغال الشطر الأعظم من القارة الأميركية من كاليفورنيا شمالا إلى أرض الغار في أقصى جنوب القارة.
رابعا: جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا، حيث اجتاز العرب أفريقيا من تونس إلى جزيرة صقلية 212 هـ/ 827، وبقيت في أيدي المسلمين حتى استولى عليها النورماندون 484هـ/ 1091.
انتقلت هذه الحضارة بكافة روافدها الثرية في هذا الوقت الذي كانت تغط فيه أوروبا في ظلمات العصور الوسطى، وأعطى العرب أوروبا علومهم في الأدب والفلك والكيمياء والرياضيات والعمارة وغيرها.
لم يكن العرب جماعات مهاجرة، ولكنهم كانوا محاربين فاتحين أصحاب رسالة اختلطوا وامتزجوا وتزاوجو ونشروا الدين واللغة والحضارة والعلوم. ونشأ هناك جيل كامل (جيل المولدين المستعربين) وظل يحمل الرسالة.
لقد كان الإسلام خطوة تقدمية كبرى بما يحمله من كاهل التخفيف عن عاتق الشعوب من الكثير جدا من القيود والظلمات والعسف والاضطهاد والتخلف التي فرضتها عليهم الإمبراطورية الرومانية.
وكان الإسلام أيضا باعثا لحركة إحياء وخلق علمي من أهم حركات الإحياء في تاريخ العلوم حيث تعايش المسجد مع الكنيسة مع المعبد اليهودي، وأصبح اليهود والنصارى آمنين على أنفسهم وأموالهم، وتمتعوا بامتيازات لم يكونوا يستمتعون بها. لقد تنفسوا رياح الحرية فازدهرت ملكاتهم الإبداعية.
وأحيا التسامح حركة الإحياء العلمي والبناء الحضاري بعد أن أغلق الإمبراطور الروماني جوستنيان في 529 أكاديمية أفلاطون، آخر معقل للعلوم في العالم الروماني.
لم يخرج العرب من جزيرتهم خليي الوفاض، أو مجرد غزاة، إنما خرجوا إلى رحاب هذا العالم الفسيح يحملون ثروة هائلة من أدبهم، لغة خطاب وشعرا وحكما وأمثالَ وثروة من الأحكام الدينية والأخلاقية والاقتصادية والتشريعية والطبية المنظمة لمختلف شئون الحياة.
كانت الحضارة العربية تحمل معها أيضا إلى جانب التأثيرات العربية روافد أخرى، أولها رافد مدرسة جندتباسبور الزرادشيتية التي اختلطت فيها ثقافة اليونان وعلومهم بثقافة الفرس والهند. ورافد مدرسة حران الوثنية التي كانت مركزا للثقافة الإغريقية منذ عصر الإسكندر الأكبر، وهي جزء من ثقافة مدرسة الإسكندرية المسيحية.
ولا يزال التاريخ يذكر كيف ترجم خالد بن يزيد بن معاوية المتوفى عام 706 كتب القدماء في الطب والفلك والكيمياء، وكيف اتسع نطاق الترجمة في العصر العباسي، حتى كان لها ديوان وزارة وأكاديمية في عصر هارون الرشيد، وولده الخليفة المأمون. ولعل الأدب من الميادين التي كان الظن أن احتمال التأثير فيه قليل، ولكن كان للازدهار السريع للثقافة العربية في الأقطار المفتوحة خاصة إسبانيا والبرتغال والامتزاج الاجتماعي والثقافي الواسع، وانتشار اللغة العربية كلغة ثقافة وأدب وانتشارها في الأندلس، مما جعل اللغة اللاتينية حبيسة في الكنائس والأديرة.
نشأت لغة جديدة اختلطت فيها اللغة العربية باللغة اللطنية وهي الدراجة للإسبان، حتى نشأ منها لغة جديدة هي اللغة العربية اللطنية، والتي تغلبت على اللغة الإسبانية حتى الآن.
وعندما نتحدث عن الأدب العربي، وخاصة الشعر العربي الذي لم يكن نتاج حضارات سابقة، وإنما كان عربيا خالصا لم يتأثر بآداب حضارات سابقة، حيث نبت وترعرع ونما في الصحراء النجدية نبتا أصيلا اعتز به العرب، وكان هو فنهم الأول.
وعندما أعطى العرب أدبهم لأوروبا أعطوه شعرا عربيا خالصا. لم ينتقل الشعر إلى أوروبا عن طريق الترجمة، إنما عن انصهار سكان جنوب غرب فرنسا وجنوب إسبانيا وصقلية في بوتقة الحضارة العربية من خلال المساجد الإسلامية التي كان يدرس بها الرهبان واليهود ومجالس الأدب العربي التي كان يعقدها الخلفاء على عاداتهم العربية.
واقترنت بموضوعات الأدب العربي أسماء طائفة من عباقرة الشعر في أوروبا خلال القرن الرابع عشر، وثبتت الصلة بينهم وبين الثقافة العربية منهم بوكاشيو ودانتي وبترارك الإيطاليين، وشوسر الإنجليزى وسيرفانتيس الإسباني، ويرجع إليهم الفضل في تجديد الآداب القديمة بتلك البلاد.
ولعل أبرز التأثيرات كان في نشاة فن الموشحات الذي ابتكره شاعر عاش في القرن التاسع الميلادي، هو مقدم بن معافير القيرى الضرير أو محمد بن محمود القيرى.
ومن الموشحات استقى الشعراء الجوالون في أوروبا (التروبادور) والبروفانسيون (جنوب فرنسا)، وكذلك ظهر في إسبانيا فن الزجل.
في عام 1349 كتب بوكاشيو حكاياته المسماه الصباحات العشرة حذا فيها حذو الليالي العربية المعروفة باسم ألف ليلة وليلة، وضمنها مائة حكاية وأسندها إلى سبع سيدات وثلاثة رجال اعتزلوا المدينة فرارا من الطاعون وفرضوا على أنفسهم حكاية يقصها أحدهم على أصحابه كل صباح. من هذه الحكايات اقتبس وليم شكسبير موضوع مسرحيته "العبرة بالخواتيم"، واقتبس منها أيضا الأديب الألمانى لسنغ مسرحيته "ناثان الحكيم".
وكان شوسر إمام الشعراء الحداثيين في اللغة الإنجليزية، أكبر المقتبسين من بوكاشيو، فقد التقى به حين زار إيطاليا، ونظم قصصه المشهورة باسم قصص كانتربري على محور يشبه القصص التي ألفها بوكاشيو "اليكا بيرزن" الصباحات الغشرة، ومنها قصة السيد المستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة.
وظل الأدباء الغربيون ينسجون على هذا المنوال في نظم القصص إلى عهد لونجيلو صاحب الديوان الذي سماه "خان بمنعطف الطريق".
وربما كانت صلة دانتي بالثقافة العربية أوضح من صلة بوكاشيو وشوسر لأنه أقام بصقلية في عهد فردريك الثاني الذي كان يدمن دراسة الثقافة الإسلامية من مصادرها العربية، ودارت بينه وبين الملك حوارات ومساجلات في مذهب أرسطو، كان بعضها مستمدا من الأصل العربي، ولاحظ المستشرقون الشبه بين أوصاف الجنة في كلام محيي الدين بن عربي، وأوصاف دانتي في الكوميديا الإلهية، وكان دانتي على معرفة واسعة بالسيرة النبوية الشريفة وقصة الإسراء والمعراج ووصف الأسرار ومراتب السماء، واطلع على رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، واقتبس من كل هذا رحلتة إلى العالم الآخر في كتابه "الكوميديا الإلهية".
وكذلك بترارك الذي درس الثقافة العربية بإيطاليا وفرنسا، وتعلم في جامعة مونبلييه وباريس اللتين تعلم أساتذتها على يد تلاميذ العرب في جامعات الأندلس،
وعاش سيرفانتيس في الجزائر بضع سنوات، وخرج بعدها بروايته "دون كيشوت" التي استمدت أمثالها من أصول أندلسية.
ونستطيع أن نجزم أن للعرب أثرا في ترقية اللغات الأوروبية إلى مقام العلم والأدب الذي كان قاصرا على رجال الدين والكتابات الدينية.
وشيوع التعليم أيامها بالعربية كان سببا لإهمال اللغة اللاتينية، وأثر ذلك في إحياء اللغات الشعبية، وتداول الشعر والبلاغة والعلم عن طريق غير القسس والرهبان المنقطعين للمباحث اللاهوتية.
ولعل هذا أثار الكاتب الإسبانى الفارو القرطبي الذى قال "إن أرباب الفطنة سحرهم رنين الأدب العربي فاحتقروا اللاتينية، وجعلوا يكتبون بلغة قاهريهم. إن إخواننا المسيحيين يعجبون بشعر العرب وأقاصيصهم، ويدرسون التصانيف التي كتبها الفلاسقة والفقهاء المسلمون، ولا يفعلون ذلك لإدحاضها والرد عليها بل لاقتباس الأسلوب الفصيح.
إن الجيل الناشيء من المسيحيين الأذكياء لا يحسنون أدبا غير الأدب العربي ولغة غير اللغة العربية.
وقال دانتي إن الشعر الإيطالى ولد في صقلية، وشاع نظم الشعر بالعامية في إقليم بروفانس (جنوب فرنسا) فانتشر من ذلك الإقليم الشعراء الجوالون الذين يعرفون باسم التروبادور، الذي اشتق اسمها تروير المأخوذة من كلمة طرب العربية، مثل الشعراء القوالون في البادية العربية.
ووجد جيوم التاسع دوق اكتفانيا وأحد فقهاء العربية، تشابها بين أوزانهم وأوزان الزجل الأندلسي، بل وجد في أشعارهم كلمات عربية خالصة، وإشارات لعادات إسلامية، خالصة مثل تخميس الغنائم واختصاص الأمير بالخمس منها.
ولم تنقطع الصلة بين الأدب العربي أو الأدب الإسلامي وبين الآداب الأوروبية الحديثة منذ القرن السابع عشر إلى اليوم.
ولا نجد أديبا واحدا من نوابغ أدباء أوروبا خلا شعره أو نثره من بطل إسلامي أو نادرة إسلامية، ومنهم شكسبير واديسون وبيرون وسوزي وكولردج وشيللي من الأدباء الإنجليز، ومنهم جنى وهاردر وليسنغ وهيتي من الأدباء الألمان، ومنهم فولتير وموتسكيو وفيكتور هيجو من أدباء فرنسا. واعترف لافونتين الفرنسي باقتباسه الأساطير من كتاب "كليلة ودمنة" الذي عرفه الأوروبيون عن طريق المسلمين.
وتأثرت القصة الأوروبية في نشأتها بما كان عند العرب من فنون القص في القرون الوسطى، وخاصة المقامات وأخبار القرون ومغامرات الفرسان في سبيل المجد: منها رحلات جليفر التي ألفها سوفت، ورحلة روبنسن كروزو التي ألفها دينوى مدينة لألف ليلة وليلة، ورسالة حي بن يقظان التي ألفها الفيلسوف ابن طفيل.
وكان لألف ليلة بعد ترجمتها إلى اللغات الأوروبية أول القرن الثاني عشر أثر يربو على كل آثارها السماعية قبل الترجمة فأصبح الاتجاه إلى الشرق حركة مألوفة في عالم الأدب، كما كانت مألوفة في عالم السياسة والاستعمار.
لقد سرت المدرسة المجازية الحماسية في القرون الوسطى إلى الغرب عن طريق فاتحي العرب، فلم تكن أوروبا تعرف الفروسية وآدابها وحماسها، قبل وفود العرب للأندلس.
ومن العرب تعلمت أوروبا الغزل العفيف وتقديس المعشوقة على غرار الشعراء العذرييين والمتصوفة وكذلك أدب التشبيب.
لقد بلغت المفردات العربية التي أضيفت إلى اللغة الإسبانية والبرتغالية ما يملأ معجما غير صغير، وكذلك إلى المعاجم الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
** منشور بموقع "ميدل ايست" 30 يوليو 2009
ارثى لنجلاء الامام
نجلاء الامام المتنصرة تحتاج الى الرثاء
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
ان تعتنق نجلاء الامام الديانة المسيحية او تلحد فهذا لن ينقص الاسلام ولن يزيد المسيحية شيئا.
فمثل نجلاء الامام بظروفها الشخصية تجعلها مختلة نفسيا وغير متوازنة فبحثت عن بديل فى انشطة المجتمع المدنى وتراست جمعية لمناهضة العنف ضد المراة ولما لم تجد ضالتها المادية من منح اجنبية بحثت عن مدخل اخر يحقق لها الشهرة المفقودة والنجومية التى تحلم بها هروبا من حياة اسرية لم تتوافق فيها مع شريك حياتها فاعتنقت الديانة المسيحية مثل اى مسيحى ضاق ذرعا بزوجته فاسلم حتى يتخلص منها .
وهنا الامر عادى كان يمكن لها مع اعتناقها للمسيحية ان تتبتل او تدخل حياة الديرية او تكفى على الخبر ماجور وتمارس حياتها الطبيعية كمسيحية
ولكن ليس هذا هدف نجلاء الامام التى تمرست على العمل العام فخرجت لتواجه المجتمع المسلم ورددت اراء المستشرقين واعداء الاسلام ووضعت نفسها موضع المدافع عن المسيحية المهاجم للاسلام والمسيحية لاتحتاج الى مثل هذه لتدافع عنها ولن يؤثر فى الفكر الاسلامى مثل هذه الاراء اللقيطه التى لاتعبر عن فكر او وعى او عقيدة مجرد شرشحة وفرد الملاية وكله بالنسبة لها مكسب لانها وجدت من يصفق لها ويفسح المجال امامها .
القضية فى منظمات المجتمع المدنى فمنذ مؤتمر بكين دخلت المنظمات التبشيرية من خلال عباءة هذه المنظمات متخفية فى الدفاع عن قضايا المراة ومحتمية بقانون الجمعيات وممولة من هيئات اجنبية لها وجه المدافع عن التطوير وقضايا المراة والاطفال والاعاقة واختارت المدربين الذين يدسون السم فى العسل ودربتهم جيدا ومن خلال اللقاءات التى تتم دائما فى فنادق خمس نجوم وبين وجبات الطعام الفاخر والبوفيهات المفتوحة والبدلات الطيبة بدء المبشرون فى التقاط ضغاف النفوس امثال نجلاء الامام وزينوا لهم الطريق فمنهم من صدروه الى الخارج ولكن نجلاء الامام اثرت ان تفتح ملف قضيتها فى مصر مستقوية بمنظمات حقوق الانسان والحرية الدستورية والمواثيق الدولية لتكون راس حربة لعملية منظمة لتفكيك المجتمع المصرى وهز ثوابته ونخر عظامه اثرت الصدام مع المجتمع متصورة انها تلعب دور البطولة وانها مهددة من الارهاب ومهددة بالقتل ومهدورة الدم الى اخر هذه الترهات لتكسب ويفتح لها باب المنظمات المتعصبة بالداخل والخارج والاعلام مجرد بروجباندا لقضية نفعية فى المقام الاول
لتعتنق نجلاء الامام اى دين تراه ولكن عليها ان تحترم المجتمع وقيمه وادابه وتراثه ونظامه العام
وفى يقينى ان هذه السيدة ضحية منظمات المجتمع المدنى التى اخطات تثقيفها وجعلت منها قنبلة قذرة تتمرد على كل شىء لتنتقم من زوج لم يهيىء له حياة اسرية مستقرة ومجتمع مادى يعطى لمن يبيع دينه بدنياه الفرصة ان يكون بطلا وليست هذه بطولة ولايحزنون
اننى ارثى لنجلاء الامام واثق ان المسحية لايشرفها مثلها
عبدالمنعم عبد العظيم
الاقصر .... مصر
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
ان تعتنق نجلاء الامام الديانة المسيحية او تلحد فهذا لن ينقص الاسلام ولن يزيد المسيحية شيئا.
فمثل نجلاء الامام بظروفها الشخصية تجعلها مختلة نفسيا وغير متوازنة فبحثت عن بديل فى انشطة المجتمع المدنى وتراست جمعية لمناهضة العنف ضد المراة ولما لم تجد ضالتها المادية من منح اجنبية بحثت عن مدخل اخر يحقق لها الشهرة المفقودة والنجومية التى تحلم بها هروبا من حياة اسرية لم تتوافق فيها مع شريك حياتها فاعتنقت الديانة المسيحية مثل اى مسيحى ضاق ذرعا بزوجته فاسلم حتى يتخلص منها .
وهنا الامر عادى كان يمكن لها مع اعتناقها للمسيحية ان تتبتل او تدخل حياة الديرية او تكفى على الخبر ماجور وتمارس حياتها الطبيعية كمسيحية
ولكن ليس هذا هدف نجلاء الامام التى تمرست على العمل العام فخرجت لتواجه المجتمع المسلم ورددت اراء المستشرقين واعداء الاسلام ووضعت نفسها موضع المدافع عن المسيحية المهاجم للاسلام والمسيحية لاتحتاج الى مثل هذه لتدافع عنها ولن يؤثر فى الفكر الاسلامى مثل هذه الاراء اللقيطه التى لاتعبر عن فكر او وعى او عقيدة مجرد شرشحة وفرد الملاية وكله بالنسبة لها مكسب لانها وجدت من يصفق لها ويفسح المجال امامها .
القضية فى منظمات المجتمع المدنى فمنذ مؤتمر بكين دخلت المنظمات التبشيرية من خلال عباءة هذه المنظمات متخفية فى الدفاع عن قضايا المراة ومحتمية بقانون الجمعيات وممولة من هيئات اجنبية لها وجه المدافع عن التطوير وقضايا المراة والاطفال والاعاقة واختارت المدربين الذين يدسون السم فى العسل ودربتهم جيدا ومن خلال اللقاءات التى تتم دائما فى فنادق خمس نجوم وبين وجبات الطعام الفاخر والبوفيهات المفتوحة والبدلات الطيبة بدء المبشرون فى التقاط ضغاف النفوس امثال نجلاء الامام وزينوا لهم الطريق فمنهم من صدروه الى الخارج ولكن نجلاء الامام اثرت ان تفتح ملف قضيتها فى مصر مستقوية بمنظمات حقوق الانسان والحرية الدستورية والمواثيق الدولية لتكون راس حربة لعملية منظمة لتفكيك المجتمع المصرى وهز ثوابته ونخر عظامه اثرت الصدام مع المجتمع متصورة انها تلعب دور البطولة وانها مهددة من الارهاب ومهددة بالقتل ومهدورة الدم الى اخر هذه الترهات لتكسب ويفتح لها باب المنظمات المتعصبة بالداخل والخارج والاعلام مجرد بروجباندا لقضية نفعية فى المقام الاول
لتعتنق نجلاء الامام اى دين تراه ولكن عليها ان تحترم المجتمع وقيمه وادابه وتراثه ونظامه العام
وفى يقينى ان هذه السيدة ضحية منظمات المجتمع المدنى التى اخطات تثقيفها وجعلت منها قنبلة قذرة تتمرد على كل شىء لتنتقم من زوج لم يهيىء له حياة اسرية مستقرة ومجتمع مادى يعطى لمن يبيع دينه بدنياه الفرصة ان يكون بطلا وليست هذه بطولة ولايحزنون
اننى ارثى لنجلاء الامام واثق ان المسحية لايشرفها مثلها
عبدالمنعم عبد العظيم
الاقصر .... مصر
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)