الأحد، 21 يونيو 2009

لقاء عابر مع التاقد الادبى الدكتور سيد البحراوى

مع الناقد الادبى الدكتورسيد البحراوى
كتب :عبدالمنعم عبدالعظيم
هذا الرجل بصوته الهادىء الدافىء المشوب بالحياء والفاظه الرصينة والموسوعية وفكره التراثى المتفتح وثقافاته المتعددة يمثل اشعاعة ضوء حالمة ومتميزة وسط ظلامات الساحة الادبية المعاصرة ولعله احد القلائل الذين تشعر معهم بالامل
تلقاه دوما فى ردهات الساحات الادبية نورا يسطع ونجم يتلالا يجمع دوما عقد الادباء الشبان المنفرط يلضم شتاته ويمهد لهم الطريف الى الثراء الفكرى والموضوعية والاتقان يغوص فى اعماق الزاد التراثى بحثا عن درره الكامنة
انه الدكتور سيد البحراوى استاذ الادب والنقد الحديث بجامعة القاهرة واحد رموز النقد الادبى البارزة فى مصر والعالم العربى
اثرى المكتبة بعديد من المؤلفات اذكر منها محتوى الشكل فى الرواية العربية – البحث عن المنهج فى النقد الادبى الحديث – علم اجتماع الادب – العروض وايقاع الشعر العربى – البحث عن لؤلؤة المستحيل دراسة لقصائد امل دنقل – الايقاع فى شعر بدر شاكر السياب غير العديد من المقالات والدراسات فى الصحف والمجلات الادبية
يقول الدكتور سيد البحراوى
اعتقد ان الادب المعاصر فى مصر يشهد حركة نشطة سواء فى الرواية او الشعر او القصة القصيرة وان كان الملاحظ ان الازدهار فى الرواية اوضح من غيرها من الانواع الادبية الاخرى وتقديرى ان الرواية هى النوع الادبى القادر على ان يمسك بحقيقة الازمة التى يعيشها الانسان العربى المعاصر فى ظل الهزيمة والقهر والتدهور على كافة المستويات فالرواية تستوعب احداثا واشخاص واماكن وازمنة لايمكن استيعابها فى الانواع الادبية الاخرى ولعل رواية الكاتب بهاء طاهر حب فى المنفى يمكن ان تعطى مثالا لما يمكن ان تحققه الرواية التى اسميها رواية الحقيقة
وعن اختفاء الروماسية من الانماط الادبية
يقول الدكتور سيد البحراوى
الرومانسية كحركة ادبية متكاملة بالطبع لم تعد هى المناسبة للحظة الراهنة من حياتنا لكن لاشك ان البحث عن الذات ومحاولة تجسيد الامها ومتناقضاتها هوهم قائم لدى معظم مبدعينا وربما اكثر مما كان الوضع فى حقبة الستينيات لكن الذات هنا ليست الذات المريضة انما ذات منشقة على نفسها وهى فى علاقة مع العالم الخارجى فى نفس الوقت
وعن جدوى الحركة الادبية فى الاقاليم
يقول الدكتور البحراوى
لعلنى ارى ان الحركة الادبية فى الاقاليم فى غاية الاهمية لانها هى التى تفرز الاصوات الحقيقية فى الادب المصرى كما حدث فى الماضى ويحدث الان لذلك اعتقد ان الاهتمام بهذه الحركة ووعيها وتنميتها من اهم واجبات وزارة الثقافة واجهزة الحكم المحلى فهذا هو الطريق الحقيقى لاثراء الحركة الابداعية والذى يمكن ان يقود الى تنوير حقيقى وليس ذلك التنوير الفوقى الذى يقدم فى القاهرة ولايصل الى بقية الاقاليم التى تمثل الجماهير الشعبية الحقيقية
الحديث مع الدكتور سيد البحراوى شيق ينقلك الى عوالم تحلق بك فى سماوات من الحب والثراء الفكرى والابداع بصوته الهادى وحروفه المنمقة والفاظه الموسيقية لكن مشاغله تشدنى من هذا الحلم الجميل حين التقيته فى الاقصر فودعته على امل لقاء اخر
عبدالمنعم عبدالعظيم
الاقصـر – مصـرMonemazim20072yahoo.com

الأحد، 14 يونيو 2009

الصراع بين الابراج الفلكية الفرعونية والكنيسة الكاثوليكية

2009 / 6 / 13

قراءة جديدة فى اوراق قديمة
صراع الابراج الفلكية الفرعونية والكنيسة الكاثوليكية
فى عام 1793 الف العالم القرتسى ديبوى بعد دراسته لرسوم البروج الفلكية على معابد دندرة واسنا كتابا استنتج فيه من علامات على هذه البروج ومن حساب قام بحسابه ان المصريون القدماء هم اول من عرفوا علوم الفلك و البروج السماوية وان عمر هذه الابراج الفلكية المصرية يبلغ من 13 الى 15 الف سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام واستنتج من هذا ان الحضارة المصرية عمرها اكثر من خمسة عشرة الف سنه قبل الميلاد.
وبعد ذلك بسنوات وفى عام 1798 غزا نابليون بونابرت مصر وزار فيلقه العلمى الصعيد فى حملة ديزية الشهيرة للقضاء على فلول المماليك فشاهدوا برجين فى سقف معبد دندرة وبرجين اخرين فى معبد بالقرب من اسنا ولاحظوا ايضا ان قواعد التقسيم فى هذه الابراج واحدة ولكن العلامات ومواقع الكواكب مختلفة
ففى اسنا تبدء ببرج العذراء وفى دندرة تبدء ببرج الاسد وارجعوا هذا الاختلاف الى اختلاف وقت بناء هذه المعابد فقال العلماء ان معبدى اسنا يرجعان الى سبعة الاف سنه ومعبد دندرة يرجع تاريخه الى اربعة الاف سنه
نشرت هذا الخبر جريدة المونيتور التى كانت تصدرها الحملة من القاهرة فى عددها الصادر فى 18 اغسطس 1800 وقالت الجريدة ان معابد اسنا ودندرة تعد من احدث المعابد المصرية القديمة .
كان مجرد نشر هذه الحقائق ثورة على المعتقدات الدينية السائدة حول تاريخ خلق العالم كما جاء فى اسفار العهد القديم
ققى تسلسل الاجيال منذ خلق الله ادم علية السلام الى نوح عليه السلام ذكرت التواره اعمار هؤلاء الانبياء فاستنتجوا طبقا للقراءة التوراتية قى النسخة العبرية ان مجموع الاعمار من ادم عليه لسلام الى ابراهيم عليه السلام 2023 سنه وفى النسخة السامرية يبلغ مجموع هذه الاعمار 2324 سنة والنسخة السبعينية تبلغ 2389 سنة وبهذا تكون اقصى مدة قدرت من خلق الانسان على الارض الى رسالة السيد المسيح عليه السلام 5589 سنة ولما كانت هذه النسخ هى النسخ المقدسة من التوراة اعتبرت الكنيسة ان هذه الارقام قضية مسلم بها لايجوز الاختلاف حولها وجعلتها من العقائد المقدسة .
هذاالتصور اخذ يصطدم بحقائق التاريخ المصرى وعراقته وانقسم العلماء الى فريقين
فريق يقول ان الاثار المصرية تثبت ان خلق الانسان اقدم من الزمن الذى حددته التوراة منهم ديبوى وبورخارت وريمى ريج وجولو وديلفيرز
اما الفريق الثانى فكانت تقوده الكنيسة ويتزعمة الاب تيستا سكرتير البابا فى روما ويعاوته فيسكونتى والاب جريبو والقسيس هالما ولترون وغيرهم ىيصرون على الازمنة التوراتية باعتبارها نصوص الهية لايجوز نقضها .
واستمرت المعركة سجال بين الفريقين خمسة وعشرون عاما اخرج كل واحد من هؤلاء العلماء عدة كتب كان موضوعها الابراج الفلكية والحضارة
وفى خضم هذه المعركة اخذت ابن احد اعضاء مجلس النواب الفرنسى ويدعى ليلورين نشوة المعركة فاستطاع نقل برج دائرة الافلاك الموجود بمعبد دندرة من مكانه الى مرسيليا بفرنسا ولم تبق جريدة لم تنشر خبر وصوله والتف الناس حول هذا الاثر المصرى العريق مما ازعج رجال الكنيسة
ثم نقل البرج الى باريس واخترق شوارعها فى موكب مهيب وحافل وضن به اصحابه ان يبتذل فلم يعرضوه على الجمهور وقصروا مشاهدته على العظماء وكتب الكاتب الفرنسى كاميل لاجيى يصف شغف باريس بالبرج :
هذا البرج الذى كان يظهر ويختفى فى ان واحد صار معبود المتحدثين فى الصالونات وفى اماكن الرياضة وفى كل مكان فما كنت تسمع غير سيدة تقول لصاحبتها ارايت البرج ياعزيزتى او رجل يقول لصاحبه ماريك ياخى فى البرج
والفت الحكومة الفرنسية لجنه لفحص البرج وقررت اللجنة انه غير مزيف واشترته حكومة لويس الثامن عشر ووضعته فى متحف اللوفر
وبلغت المعركة حدتها واتهموا البرج بانه اداة لبث الالحاد وانكار الدين
وظل الاب تيستا يناضل لاثبات صحة التاريخ التوراتى وركز على دراسة البروج نفسها ليهدمها وكان علماء الحملة الفرنسية قد عادوا الى فرنسا ونشروا الصور والرسوم التى جلبوها معهم ومنها صور معبدى اسنا ودندرة ضمنوها كتاب وصف مصر وفى هذا الوقت نجح شامبليون فى فك رموز اللغة الهيروغليفية من على حجر رشيد واثبت ان جزء من معبد دندرة بنى فى عصر كيلوباترا وابنها قيصرون والجزء الاخر بنى فى عهد الامبراطور اغسطس اما معبدا اسنا فقد بنيا فى عهد الامبراطور كومود واثبت فى الوقت نفسة ان الابراج حديثة ترجع الى العصر الرومانى واعتقدت الكنيسة انها انتصرت وبدات حملة عنيفة على مصر وتاريخها قاد هذه الحملة الاب جيرين دى روشى الذى الف كتابا عنوانه التاريخ الصحيح للعصور الخرافية هاجم فيه مصر تاريخ وحضارة ويقول فيه ان الملك مينا موحد القطرين هو نوح ومن خلفه من ملوك مصر هم ابناء نوح وظل يبث الاكاذيب ليجرد مصر من تاريخها ويحوله الى تاريخ توراتى مثل ما تحاوله اسرائيل الان لدرجة انه واصل افتراءاته وقال اان المؤرخين مانيتون وديدور الصقلى وهيردوت لم يقعلوا اكثر من انهم وضعوا التوراة امامهم ثم جعلوا ياخذون منها ويخترعون
ورغم ان شامبليون ارجع تاريخ بناء معبدى اسنا ومعبد دندرة الى العصر الرومانى الا انه وبعد زيارة لمتحف لورين والمتاحف الايطالية الاخرى ليدرس مجموعاتها الاثرية وبردياتها وقابل شامبليون الاب تيستا والبابا ليون السادس عشرواعيان روما واطلقو عليه لقب المصرى ورغم ادراكة لحقيقة افتراء رجال الكنيسة على التاريخ المصرى لم يتحدث الا فى رسائل خاصة الى اخيه عن الحقائق التى اثبتها بحثه فمجدته الكنيسة وكرمه بابا روما
وبينما شامليون يتمتع بكل هذا المجد خرج امين متحف تورين ليقول ان دراسة الاثار والعلوم المصرية تهدم الاسس التى تقوم عليها الديانه وتدمر سلطان التوراة وخرج ايضا الاب ميشيلانج لانسى ينذر ان علوم المصريات التى يعلمها شامبليون تخالف التوراة وتعاليم الكنيسة
ورحل شامليون بعد ذلك الى مصر ليرى بعينه مافيها من اثار ويقرأ ماعليها من كتابات واصبح يملك مجموعة من البراهين كل واحدة منها يهدم عقيدة الكنيسة ويثبت ان الحضارة المصرية اقدم من التاريخ الذى ترى الكنيسة ان التوراة حددته لخلق العالم
وبعد ان مات شامليون اعتقدت الكنيسة ان الاسرار التى كشفها واخفاها احتراما لعهد قطعه معها طويت بموته خرج عالم المصريات عمانويل دى روجى فىعام 1846لينقض اراء الكنيسة فى عام 1863 قال : لقد وجدت فى الاتجيل اسبابا قيمة للاعتقاد بتقديس المسيح وهى فى نظرى اسباب كافية فلست اجد معها محلا للبحث فى اسياب اخرى ولكن العلم يستطيع ان يسلك طريقه دون ان يمس عقيدتى المسيحية
اضاف ان البعض يستخدم يعض كنابات المصريون القدماء من غير ان يفهموها وهم لذلك يظنون انهم واجدون فيها قصصا من التوراة مشوهة تشويها مكشوفا فالنقد السليم قد قضى منذ زمن طويل على المؤلفات من هذا النوع والتى قامت على اساس الرغبة فى مسايرة الاوهام وهناك غير هؤلاء قوم لايترددون فى ان ينكروا صراحة قواعد علمنا ويدعوا انه وهم
وبعد ان يتخلصوا يهذه الطريقة من هذا العنصر المربك لهم يؤكدون بجراة اته لايوجد فى مصر اى بناء اثرى يمكن ان يكون اقدم من سنه 1012 ق م فعلى هؤلاء نرد بالكلمةالتى كتبها مصرولوجى انجليوى كبير وهى : ما ابعد الجاهل عن سبيل العذر فى جهله اذا كانت الوسائل لمحو هذا الجهل فى متناول يده .
ثم اشار دى روجى الى الذين يرون بنية حسنة ان ارقام التوراة سور لايصح تخطيه ثم قال :
ان مبادئنا لاتسمح بان نتهم المسيحية بانها تتزعزع اركانها من جراء تقدم علم ايا كان ونحن على تمام اليقين من ان سلسلة التواريخ المصرية مهما كان القدم الذى تنقلنا اليه ستاخذ مكانها فى العلم الحديث بجانب العلم الذى يبحث فى القوانين الخاصة بسير الكواكب وبجانب العلم الذى يبحث فى كيفية تكوين طبقات ارض من غير ان يكون ذلك مسيئا للدين المسيحى
وبينما كانت هذه الصيحة تدوى فى فرنسا كانت صيحة مثلها تدوى فى انجلترا على يد لى بيج رينوف وكان ليبسوس قد جمل علم المصرولوجيا فى المانيا ثم ظهر لينومان فى فرنسا فى عام 1880 فعزز الحملة حينئذ لم تقو عقيدة الكنيسة على الثبات فانهاوت البقية الباقية منها
ولما بلغ الامر هذا الحد عادت الكنيسة الى التوراة ترجع البصر فيها ففكرت وفكرت ثم اهتدت فجاة الى انها اخطات فى اعتبارها تلك الارقام التى فيها مقدسة وفى استخراجها منها الحساب الذى استخرجته وعددت الكنيسة اسباب كثيرة تسببت فى هذا الخطا نذكر منها سببين :
الاول ان كل نسخة من نسخ التوراة الثلاث اختلفت فيها الارقام عن الاخرى فى جملتها وتفصيلاتها فهذا الاختلاف وحدة يمنع من ان تكون مقدسة
والثانى ان التوراة حبن تقول ان فلانا ولد فلانا لايكون مرادها ان الثانى ولد للاول مباشرة من غير ان يكون بينهما جيل او اجيال بل المراد فقط ان الثانى نسل للاول بحيث يكون ابنا او حفيدا او ابعد من حفيد
اذن يكون من الخطا ان تجمع الارقام التى فى التوراة ليقال ان مجموعها هو الزمن الذى انقضى بين ادم ونوح ثم بين توح وابراهيم ثم بين ابراهيم وعيسى ثم ليقال ان هذا هو الزمن الذى انقضى على خلق الانسان
وبهذا التفسير خرجت الكنيسة من الصدام مع علوم المصريات وبه ايضا اعلنت انها كانت على خطا فى تحدبدها السنين التى كانت تحددها لخلق الانسان وبه ايضا اعترفت بهزيمتها امام التاريخ المصرى ولكن هذا الاعتراف لم ياتى الا بعد معركة حمى وطيسها واننشغلت بها اوربا من سنة 1763 الى سنة 1880
وجاء العلم الحديث ليدلل على وجود الانسان على الارض منذ بضعة عشرات الالوف من السنين البعض قدرها بنحو اربعين الف سنة والبعض بخمسين الف سنه وهناك من يقدرها باكثر من ذلك
عبدالمـنعــم عبدالعـظــيم
الاقصـــر .... مصــــر
Monemazim2007@ yahoo.com

الأحد، 7 يونيو 2009

حزب الوفد والاشتراكية

كل الكتابات التى تناولت حزب الوفد منذ نشاته بمبادرة شعبية وكلت فيه الامة الزعيم سعد زغلول ورفاقة لتمثيل الشعب المصرى امام مؤتمر الصلح بقرساى لعرض القضية المصرية عام1919تم هذا من خلال اول ثورة شعبية عارمة فى التاريخ المصرى الحديث امتدت من اقصى البلاد الى ادناها وشارك فيها الشعب المصرى بكل فئاته وهى اول ثورة حقيقية كان الشعب وقودها وقائدهاوحرصت ادبيات ثورة 23 يوليو 52 فى حربها على الاحزاب على تصويرهذا الحزب بانه حزب ليبرالى انحاز الى مصالح كبار الملاك وانه ضرب بالقضية الشعبية عرض الحائط وقد كنا نندد بهذا الحزب باعتبارة ممثل لليمين فى مصر وانه حزب لايتفق مع توجهات تحالف قوى الشعب العامل من عمال وفلاحين وراسمالية وطنية وجنود وانه ساهم فى افساد الحياه السياسية قبل الثورة بل وحوكم عدد من قيادته فى محكمة الثورة عقب ثورة يوليو وهذا اكسبنى شخصيا عداء خاصا للوفد باعتبارى احد ابناء ثورة يوليو والمؤمنين بفكرها وبالقائد عبدالناصر و اصبحت قضية العداء بينى وبين الوفد من المسلمات يحكم تكوينى السياسى وماتدربت عليه فى منظمة الشياب حتى عندما واتتنى الفرصة للقاء الزعيم مصطفى النحاس زعيم الوفد قبيل وفاته بالاسكندرية لم اكن متحمسا لهذا اللقاء ولم استطع ان اكون محايدا امامهبل وكنت ازرع هذه الكراهية من خلال موقعى السياسى بامانة التثقيف بالاتحاد الاشتركى العربى كموجه سياسى وامين للشباب وعضوا لامانة التنظيم بمحافظة قناحتى فوجئت بكتاب عن الوفد والاشتراكية كتبه سيف الدين الغزالى عام 1950 ووقع فى يدى صدفة و كباحث مطلوب منه الحياد والتجرد وتوخى العلمية فاجئنى الكتاب مفاجاة صادمة هل كان حزب الوفد اشتراكيا ؟فقد عرفنا ان اليسار المصرى كان يمثله اكثر من حزب شيوعى وحركة كالحزب الشيوعى المصرى وحزب العمال الشيوعى المصرى وحركة حدتو وان احمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة اسس الحزب الاشتراكى وكان يصدر جريدة اسمها لاشتراكية وان الافكار الشيوعية ادخلها الى مصر اليهود بقيادة هنرى كوريل وان الاشتراكية كفر والحاد وحرية جنسية وممارسات لااخلاقية وربما ساهمت الصحافة والسينما المصرية فى تاكيد هذاوظلت هذه الافكار تترسخ فى اذهان الناس حتى تطبيق قوانين يوليو الاشتراكية ومناقشة قضايا الاشتراكية بمفهومها العربى واصبحت الاشتراكية التى تقوم على تحالف قوى الشعب العامل ومبدا الكفاية والعدل وتاكيد الانفتاح على التجارب الانسانية والايمان بالقيم الروحية وتعايش القطاع العام والخاص من خلال تعدد انماط الملكية ورفض دكتاتورية الطبقة ودموية الصراع الطبقى مع التاكيد على الملكية العامة لوسائل الانتاج خاصة مع تبنى الدولة والتظيمات الشعبية لهاوبانهيار المعسكر الاشتراكى عالميا وتفكك الاتحاد السوفيتى وانتهاج سياسة الحرية الاقتصادية اصبحت الاشتراكية ثراثا تاريخيا اخذ منها المجتمع الانسانى كثير من المبادىء واستغنى عن كل مايعيق الحرية الاقتصاديةاى ان العالم عاد الى الاخذ بالاشتراكية الديمقراطيةوالحقيقة ان الدعوة للاشتراكية دعوة قديمة اخذت اشكالا عدة فى عصور مختلفة ولاسباب متباينةولقد ادى ضغط الطبقات الحاكمة على المنادين بهذا المبدأ الى تطرف بعضهم فاصبح دعا ة الاشتراكية نوعينالاول سبيله الديمقراطية والعدالة الاجتماعيةوالثانى اخذ بالاشتراكية العلمية او المطلقة وسبيلة انقلاب فى المجتمع تتحقق فيه نظرياتها فى المساواه عن طريق دكتاتورية الطبقة العاملةوللحقبقة والتاريخ فان حزب الوفد فى مصر اول من اخذ بالاشتراكية التى تقوم على اسس الاصلاح والعدالة الاجتماعية وتقوم نظرية الوفد الاشتراكية الى تغيير طبيعة المجتمع وغاياته يطرق الاصلاح التدريجى والسلمى وكان سان سيمون فى مقدمة المفكربن الذى ابدعوا مبادىء الاشتراكية الديمقراطيةيقول فؤاد سراج الدين ايام كان سكرتير ا للوفد قبل الثورة :ان الوفد هيئة تدين بمبدأ الاشتراكية وسياستها سياسة اشتراكية وان حكومة الوفد اول حكومة عملت على تطبيق المبادىء الاشتراكية فسياسة الوفد التى تنادى ان من حق الفقير ان توفر له سبل العيش وان من حق المريض ان يعالج ويعتنى به وان من حق الجاهل ان ينهل من مناهل العلم مجانا وان على الغنى ان يدفع اكثرمما يدفع غيره وبالجملة ان تتحقق العدالة الاجتماعية فى احسن صورهانقول اذا كان ندائنا شيوعيا فى نظر اعدائنا فان الوفد ليفخر بسياسته هذه ولايتبرأ منهاكانت نزعة الوفد الاشتراكية تقوم على ركيزتين الديمقراطية والعدالةمن هنا اعتبر حزب الوفد نفسه حزبا اشتراكيا اذ كان يمثل الغالبية من الشعب وكان يعمل بوحى هذه الجماهير طالب دوليا بالحرية والوحدةوفى الداخل قام بمجموعة من الاصلاحاتمنها الغاء الامتيازات الاجنبية وتسديد الدين المصرى واسس الجامعة العربية وجامعة فاروق الاول وحقق مجانية التعليم ومكافحة الامية والوحدات الصحية وتغذبة الاطفال بالمدارس الاولية والتعاونيات ورفع السخرة وقانون استقلال القضاء وكان للوفد برنامج اشتراكىنشر فى كتاب للاستاذ سيف الدين الغزالى يقول ان الوفد يهدف الى ايجاد الامكانيات الضرورية لاغلبية الشعب الا وهى الطبقة العاملة من زراع وصناع وذلك بالعمل على تحقيق الديمقراطية الاجتماعية والسياسية وايجاد التوازن المناسب بين الطبقات وتقليل الفوارق بينها فكريا وماديا بما يضمن سلاما اجتماعيا شاملا واستقرار يقوم على اسس الرغبة فى الرقى بالدولةولن يتحقق ذلك الا بضمان حقوق الاغلبية الشعبية التى يمثلها الوفد المصرى وحمايتها من تحكم الاقليات فيها واغتصابها لحقوفها وبتهيئة الفرص لافراد الشعب عامة لكى تنطلق فى ميدان الرقى وافساح الطريق امام المواهب الشعبية الكامنة لترقى بالشعب والمجتمع وما الى ذلك من من العمل على تهيئة مجتمع سليم راشد يتلمس اسقام المجتمع الحاضر واصلاحها على اساس مبدا التكافؤ بين الافراد وضمان الحرية الفردية وحماية حق الاغلبية الشعبية فى الحرية السياسية والاجتماعية وضمان حق العمل للجميع وحشد القوى لخدمة الامة جميعها بحيث لاينسى مغبون ولامظلوم ولايحرم مجد من نتاج يديه فالوفد هو وكيل الامة يعمل على الاحتفاظ لهذه الامة بحريتها فى حكم نفسها كى لاتسلبها اباها فئة قليلة غاشمة تستبد بها استبداد السيد برقيقهوتلك الاغلبية العظمى من الشعب تؤلفها طبقتان اذا استثنينا الطبقة الوسطى من صغار الموظفين وغبرهم هم طبقة عمال الارض الزراع وعمال الصناعةفكل اصلاح لايشمل تلك الاغلبية لايكون اصلاحا بل محاباه وظلما لذا يعمل الوفد على تحقيق ذلك اذ ان تلك الاغلبية ترى فيه مصباحا ينير لها سبيل العيش ويبصرها بادران ذلك المجتمع الحاضر ليوجد لها دواءا صادقا يطهرها من الذل والفاقة ويرتفع بها من قبور الاحياء الى قصور السعداء دون ما قوة او ثورة بالقانون والسلطة المشروعة والحكم الصالح ثم عدد الربامج دوره تجاه الزراع وعمال الصناعة وكيف بحميهما من الاستغلال ويوفر لكليهما الحياه الكريمة وركز البرنامج على ديمقراطيات ثلاث ديمقراطية اقتصادية للارتفاع بمتوى الشعب اقتصاديا من خلال التصنيع المخطط والاهتمام بالصناعات الثقيلة والكهلرباء والصناعات الكيميائة والحديد واستخراج المعادن والاعتناء بالصناعات الاستهلااكية والربط بين الصناعة والزراعة خدمة الزراعة بتوسيع انتاج السمادوالالات الزراعية على تعمل الزراعة على تمويل الصناعة بالمواد الاولية مع فرض الضرائب التصاعدية مع تملك الدولة للصناعات الهامة الكبرى لضمان استخدامها فى مصلحة الشعبعلى ان ترتبط النهضة برفع المستوى المادى والثقافى للطبقة العاملة وتحديد ساعات العمل والاجازات والتامين الاجتماعى والحماية من البطالة وحماية الاحداث والعلاج المجانىومساواة العاملات بالعمال وبالنسبة للزراعة والفلاحون استصلاح الاراضى وتحسين طرق الرى وتحديد الملكية الزراعية للتقليل من التفاوت وتشجيع الانتاج الواسع وتشجيع الجمعيات التعاونية الزراعية وتطبيق القوانيتن العمالية على عمال الزراعة وحقهم فى تكوين النقابات والاتحادات والتامين الاجتماعى مع مد صغار الزراع بالقروض وتحمل ديونهم والغاء الضرائب عن صغار الملاك مع ضريبة تصاعدية على الملكيات الكبيرةاصلاح القرية المصرية والرقى بمستواها باستخدام الاساليب الحيثة فى بنائها وادخال المياه النقية والكهرباء والمدارس الزراعية والمستشفيات وطرق المواصلاتثم الاهتمام بصغار الموظفين ووضع حد ادنى للمرتبات اما بالنسبة للديمقراطية السياسية فتشمل حرية الراى والتفكير وحق الاجتماع والخطابة والنشر وعدم تفتيش المنازل او اعتقال الافراد الا بامر من السلطات بعد محاكمة عادلةوان تتمتع الاقليات بالمساواة فى الحقوق مع الغالبية ومحو كل اثار التعصب الدينى او الطائفى وبالنسبة للديمقراطية الاجتماعيةفى التعليمرفع شبح الامية والجهل ومجانية التعليم فى كل مراحله وربط التعليم بالمشروعات الاقتصادية ومشاركة الطلبة فى ادارة معاهدهمفى مجال الصحة توفير الغذاء الصالح والماء النقى والمسكن الصحى والكسار الكافى لجميع الشعب خاصة القرىردم البرك والمستنقعات وتطهير مياه الانهار والترع من الجراثيم والافاتادخال نظام المستشفيات المتنقلة والتوسع فى انشاء الوحدات والمصحات فى كل مكان ومكافحة السل والبلهارسيامكافئة الاطباء ومساعديهمالمراةالمساواة بين المراة والرجل فى شتى نواحى الحياه مع انشاء شبكة من دور الحضانه وبيوت الامومة والمطاعم والمغاسل العامة وتخفيف اعباء الحمل والولادة وتربية الاطفال وكل مايعوق عمل المراةولم يغفل الوفد فى برنامجه الاشتراكى المسالة الوطنيةوقضية الجلاء عن مصر والسودان والاهتمام بقضايا الشعوب العربية والسلام العالمىوبدأ الوفد بالفعل فى تنفيذ ساستة الاشتراكية برغم تحديات الاستعمار الانجليزى والملكية الفاسدة ولاشك انه ادى دورا وطنياولاشك ايضا ان البرنامج الاشتراكى لحزب الوفد الذى طبع عام 1950 غير كثيرا من قتاعاتى ولعلنى اجد نفسى داعيا الى كتاية تاريخ مصر بعيدا عن هوى الحكام ملاعيب السياسة

تعليق على البردية المفقودة


- عين العقل يا سيد عبد المنعم
المعلم الثاني
كل ما جاء بهذه القصة صحيح يشهد عليه زوج ابنتي زعيم الأمة سعد زغلول...فنحن نسهر سويا كل يوم أقرأ له مقالات الحوار المتمدن لأن كبر سنه (وقد بلغ اليوم فوق المائة والثلاثين عاما) وضعف بصره يمنعانه من القراءة وقد أخبرته بما كشف السيد عبد المنعم من أسرار خفيت على الناس منذ سنة 1922 بفعل المؤآمرة الأنجلوصهيونية الخبيثةضحك رئيس الوفد سعد زغلول قائلا:(والله كنت أعلم بكل هذه التفاصيل فقد جاءتني على إيميلي الخاص مرسلة من المرحوم نيقولا الثاني قيصر الروسيا شخصيا...ومما قد لا تعرفه وقد لا يعرفه أيضا كاتب المقال أن السبب الحقيقي وراء اختفاء تلك البرديات كان وصية الملك لويس السادس عشر قبيل موته على المقصلة)واستطرد الزعيم الكبير قائلا:(هرعت ماري أنطوانت إلى مليكها باكية طالبة الانتقام من ملك مصر توت عنخ آمون لأنه عاب على طريقة تصفيف شعرها فتأفف لويس وقرر معاقبة هوارد كارتر بحرمانه من الميراث!...وكان هذا العقاب رهيبا تأثر من شدته شاعرنا العظيم المتنبي فكتب قصيدة رثاء وهجا فيها اللورد بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى)وسكت سعد برهة وقال قوله المأثور :(لو كان المتحدث مجنونا فإن القارئ عاقل)مش كدة ولّا أيه؟!!

مقبرة توت عنخ امون البردية المفقودة


مقبرة توت عنخ امون البردية المفقودة
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
من الثابت تاريخيا ان هيوراد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ امون واللورد كارنفون ممول الاكتشاف دخلا الغرفة الخارجية لمقبرة توت عنخ امون خلسة يوم 26 نوفمبر 1922 قبل فتحها رسميا وقد نقلا بعض مقتنيات المقبرة وادعى كارتر فيما بعد انه احتجزبعضا منها لاغراض علمية
وقد قام عالم المصريات الامريكى توماس هوفبنج بتقديم دراسة وافية عن اختلاس هذه المقتنيات الثمينة ضمنها كتابه
(توت عنخ امون القصة الخفية )
وقد تنبهت الحكومة المصرية بما قام به كارتر من نهب لمقتنيات هامة فى المقبرة فقامت بالغاء التصريح له بالاستمرار وكان التصريح باسم المينا زوجة كارنفون بعد وفاته الغريبة والتى فجرت قضية لعنة الفراعنة ورغم كل المحاولات والضغوط اصرت الحكومة على موقفها من رفض التصريح ولم يعد امام كارتر من سبيل سوى اللجوء للقنصلية البريطانية بالقاهرة للضغط على الحكومة المصرية واجبار سعد زغلول رئيس الوزراء ايامها على استخراج التصريح لاستكمال العمل بالمقبرة
ولما وصل الى القنصلية ادخلوه الى مكتب احد المسئولين ( نائب القنصل ) وعرض كارتر عليه متاعبة والمشاكل التى عاناها ومازال يعانيها من الحكومة المصرية
وبالرغم من ان المسئول البريطانى تعاطف مع كارتر الا انه اوضح له بجلاء ان القنصلية لاتملك ماتفعلة ضد قرارات الحكومة المصرية او ضد مصلحة الاثار وان المشكلة ببساطة فوق قدرة القنصلية وصلاحياتها ونفوذها ... وكان كارتر من ذلك الصنف الذى يتعكر مزاجه بسهولة واحس ان ذلك الموقف اهانة له وثار ثورة عنبفة وتبادل مع المسئول عبارات حادة اتهمه كارتر على اثرها بالفشل المطلق وعدم وقائه للقسم الذى اقسمه وانعدام الكفاءة وبلادة موظفيه ثم ختم ذلك السيل بان انذر نائب القنصل قائلا :
ان لم أحصل على ترضية تامة وحقوق كاملة سانشر على العالم كله نص البردية التى وجدتها بالمقبرة والتى تظهر الوقائع الحقيقية لخروج الاسرائليين من مصر كما سجلتها الوثيقة المصرية القديمة
وهنا فقد نائب القنصل صوابه بعد ان ادرك حجم الكارثة السياسية التى قد تنجم من نشر هذه البردية بسبب تعاطف بريطانيا ايامها مع اقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين ودون وعى منه تناسى كل سلوك دبلوماسى وتناول المحبرة التى كانت امامه وقذفها بكل قوته باتجاه كارتر الذى تفاداها فى اخر لحظة فارتطمت بالحائط وتحطم زجاج المحبرة وتناثر فى كل مكان ولطخ الحبر الحائط فى بقع كبيرة ثم هدأ الرجلان وتوصلا الى اتفاق نتج عنه سكوت كارتر عن هذا الموضوع الى الابد ولم ينفذ تهديده بعد ذلك
ورغم ذلك انتشر خبر البردية ووجد كارتر انه لزاما عليه ان يوضح الامر ففى مقدمة الجزء الاول من كتابه ( مقبرة توت عنخ امون) الذى اشترك معه فى كتابته ارثر س ميس ونشر فى اواخر عام 1923 قال اعتقدنا ان احدى السلال تحوى اوراق بردى واتضح انها لفائف من انسجة الكتان كانت تشبه الى حد كبير لفائف البردى وبالطبع فان التفرقة بين لفائف الكتان واوراق البردى ليست خافية على خبير اثرى متمرس مثل كارتر
وفى كتاب ثوماس هوفنج ( توت عنخ امون القصة الخفية ) تحدث عن المناقشة الحادة بين كارتر ونائب القنصل البريطاتى واشار الى وجود وثائق لم يكشف عنها تقدم الحقائق وتكشف مسالة الخروج اليهودى من مصر ولابد ان هذه البردية التى هدد بنشرها احتوت على معلومات غاية فى الخطورة والحساسية وتظهر العلاقة المحتملة بين اخناتون ابى زوجة توت عنخ اموت واخبه غير الشقبق واول داعية للتوحيد وموسى عليه السلام صاحب الشريعة اليهودية والذى قاد الخروج اليهودى كما تذكر التوراة
لم يكن كارتر ليهدد المسئول البريطانى تهديدا اجوف فى الوقت الذى كانت فيه المسالة الفلسطينية اليهودية تتضاعف حدتها وتسبب لهم ارقا
كان على كارتر ان يغلق فمه نهائيا عن هذا الامر فقد كان يعرف معلومات لا يعرفها الا هو وربما لورد كارنفون عن العلاقة بين فترة العمارنة المضطربة التى اتسمت بالغموض وانتشار الفتن وبين الاحدلث التى احاطت بحياه موسى عليه السلام وعصرة
هذه المعلومات غبر متوفرة من خلال التاريخ التوراتى وغبر معروفة الى الان من خلال صفحات التاريخ المصرى المتعارف عليه حاليا .
لقد اخفى كارتر وكارنفون عمدا وثائق البردى التى عثرا عليها فى مقبرة توت عنخ امون تلك الوثائق لو ظهرت واعلنت لغيرت وجه الشرق الاوسط الى الابد
فلا توجد باسفار العهد القديم عن هذه الفترة عن عصر موسى والاحداث التاريخبة التى احاطت بالخروج الا فقرات متفرقة يغلب عليها التعميم ولا تحتوى غلى قيمة تلريخية
وفى العشرينيات والى الان كانت المفاهيم السائدة تدرج عصر موسى فى عهد فرعون بعينه هو رمسيس الثانى المعروف برمسيس الاكبر اعظم فراعنة مصر القديمة وفند كثير من الاثريين الاجانب والمصريين هذه الفرية الا ان الدعاية الصهيونية رسختها فى اذهان الكثيرين .
ومن الواضح ان كارتر توصل الى التحديد الدقيق للعهد الذى حدث فية الخروج والذى ينقض النظرية التى روج لها الصهاينة بانها الاضطهاد والخروج تم فى عصر رمسيس الاعظم واتجه بثقة الى القنصلية البريطانية عام 1924 ليهدد نائب القنصل البريطانى بكشفه
كان من الواضح انه لو سمح لكارتر باعلان نص البردية على وسائل الاعلام العالمية كان لابد ان يترتب عليها ازمات سياسية دولية كبرى تنتج عنها خسائر كبرى لبريطانبا لايمكن تخيلها فى الشرقين الادنى والاوسط وعلى مشروع الدولة اليهودية التى تبنت بريطانيا من خلال وعد بلفور المشئوم اقامة وطن قومى لليهود بفلسطين
فلو تبين فى هذه المرحلة الحرجة ان يوشع بن نون وجيوش اسرائيل لم توجد اصلا ولم تقم ابدا بغزو ارض كنعان فان ذلك يطيح بالارتباط التاريخى لليهود بفلسطين
لذلك كان من المستحيل السماح لكارتر باعلان نص تلك البردية التى كانت ستؤدى بالضرورة الى نسف شرعية الدولة اليهودية
وظلت تفاصيل مادفع كارتر الى الصمت غير معروفة ودفنت معه عندما مات .
ولكن اين هذه البردية الان ولماذا صمتت مصر عن حقها فى هذه البردية
فان كل الشواهد تؤكد ان هذه البردية ترجمت سرا ويحتمل ان كارتر وكارنفون كانا ينويان من بداية الكشف ان يسجلا رسميا اى برديات عثرا عليها لذلك اعلنا امام الاعلام عثورهما على برديات الا انه بعد ترجمة البردية ادركا خطورة المعلومات ومن اجل ضمان عدم وصولها للراى العام لابد انهما حصلا بالمقابل على تعويض مناسب
اين هذه البردية هل دمرها كارتر حتى لاتقع فى بد من يذيع نصوصها ام مازالت قابعة فى درج منسى فى احدى المتاحف او مدفونة ضمن اكوام من برديات اخرى لاتحمل قيمة ام سلمت لجماعة يشكل نص البردية اهمية خاصة بالنسبة لها ثم اعدمت او وضعت فى احدى الخزائن بعيدا عن العيون....
لاتوجد حتى الان اجابة
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقـصـر... مـصـر
Monemazim2007@ yahoo.com