الأحد، 7 يونيو 2009

مقبرة توت عنخ امون البردية المفقودة


مقبرة توت عنخ امون البردية المفقودة
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
من الثابت تاريخيا ان هيوراد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ امون واللورد كارنفون ممول الاكتشاف دخلا الغرفة الخارجية لمقبرة توت عنخ امون خلسة يوم 26 نوفمبر 1922 قبل فتحها رسميا وقد نقلا بعض مقتنيات المقبرة وادعى كارتر فيما بعد انه احتجزبعضا منها لاغراض علمية
وقد قام عالم المصريات الامريكى توماس هوفبنج بتقديم دراسة وافية عن اختلاس هذه المقتنيات الثمينة ضمنها كتابه
(توت عنخ امون القصة الخفية )
وقد تنبهت الحكومة المصرية بما قام به كارتر من نهب لمقتنيات هامة فى المقبرة فقامت بالغاء التصريح له بالاستمرار وكان التصريح باسم المينا زوجة كارنفون بعد وفاته الغريبة والتى فجرت قضية لعنة الفراعنة ورغم كل المحاولات والضغوط اصرت الحكومة على موقفها من رفض التصريح ولم يعد امام كارتر من سبيل سوى اللجوء للقنصلية البريطانية بالقاهرة للضغط على الحكومة المصرية واجبار سعد زغلول رئيس الوزراء ايامها على استخراج التصريح لاستكمال العمل بالمقبرة
ولما وصل الى القنصلية ادخلوه الى مكتب احد المسئولين ( نائب القنصل ) وعرض كارتر عليه متاعبة والمشاكل التى عاناها ومازال يعانيها من الحكومة المصرية
وبالرغم من ان المسئول البريطانى تعاطف مع كارتر الا انه اوضح له بجلاء ان القنصلية لاتملك ماتفعلة ضد قرارات الحكومة المصرية او ضد مصلحة الاثار وان المشكلة ببساطة فوق قدرة القنصلية وصلاحياتها ونفوذها ... وكان كارتر من ذلك الصنف الذى يتعكر مزاجه بسهولة واحس ان ذلك الموقف اهانة له وثار ثورة عنبفة وتبادل مع المسئول عبارات حادة اتهمه كارتر على اثرها بالفشل المطلق وعدم وقائه للقسم الذى اقسمه وانعدام الكفاءة وبلادة موظفيه ثم ختم ذلك السيل بان انذر نائب القنصل قائلا :
ان لم أحصل على ترضية تامة وحقوق كاملة سانشر على العالم كله نص البردية التى وجدتها بالمقبرة والتى تظهر الوقائع الحقيقية لخروج الاسرائليين من مصر كما سجلتها الوثيقة المصرية القديمة
وهنا فقد نائب القنصل صوابه بعد ان ادرك حجم الكارثة السياسية التى قد تنجم من نشر هذه البردية بسبب تعاطف بريطانيا ايامها مع اقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين ودون وعى منه تناسى كل سلوك دبلوماسى وتناول المحبرة التى كانت امامه وقذفها بكل قوته باتجاه كارتر الذى تفاداها فى اخر لحظة فارتطمت بالحائط وتحطم زجاج المحبرة وتناثر فى كل مكان ولطخ الحبر الحائط فى بقع كبيرة ثم هدأ الرجلان وتوصلا الى اتفاق نتج عنه سكوت كارتر عن هذا الموضوع الى الابد ولم ينفذ تهديده بعد ذلك
ورغم ذلك انتشر خبر البردية ووجد كارتر انه لزاما عليه ان يوضح الامر ففى مقدمة الجزء الاول من كتابه ( مقبرة توت عنخ امون) الذى اشترك معه فى كتابته ارثر س ميس ونشر فى اواخر عام 1923 قال اعتقدنا ان احدى السلال تحوى اوراق بردى واتضح انها لفائف من انسجة الكتان كانت تشبه الى حد كبير لفائف البردى وبالطبع فان التفرقة بين لفائف الكتان واوراق البردى ليست خافية على خبير اثرى متمرس مثل كارتر
وفى كتاب ثوماس هوفنج ( توت عنخ امون القصة الخفية ) تحدث عن المناقشة الحادة بين كارتر ونائب القنصل البريطاتى واشار الى وجود وثائق لم يكشف عنها تقدم الحقائق وتكشف مسالة الخروج اليهودى من مصر ولابد ان هذه البردية التى هدد بنشرها احتوت على معلومات غاية فى الخطورة والحساسية وتظهر العلاقة المحتملة بين اخناتون ابى زوجة توت عنخ اموت واخبه غير الشقبق واول داعية للتوحيد وموسى عليه السلام صاحب الشريعة اليهودية والذى قاد الخروج اليهودى كما تذكر التوراة
لم يكن كارتر ليهدد المسئول البريطانى تهديدا اجوف فى الوقت الذى كانت فيه المسالة الفلسطينية اليهودية تتضاعف حدتها وتسبب لهم ارقا
كان على كارتر ان يغلق فمه نهائيا عن هذا الامر فقد كان يعرف معلومات لا يعرفها الا هو وربما لورد كارنفون عن العلاقة بين فترة العمارنة المضطربة التى اتسمت بالغموض وانتشار الفتن وبين الاحدلث التى احاطت بحياه موسى عليه السلام وعصرة
هذه المعلومات غبر متوفرة من خلال التاريخ التوراتى وغبر معروفة الى الان من خلال صفحات التاريخ المصرى المتعارف عليه حاليا .
لقد اخفى كارتر وكارنفون عمدا وثائق البردى التى عثرا عليها فى مقبرة توت عنخ امون تلك الوثائق لو ظهرت واعلنت لغيرت وجه الشرق الاوسط الى الابد
فلا توجد باسفار العهد القديم عن هذه الفترة عن عصر موسى والاحداث التاريخبة التى احاطت بالخروج الا فقرات متفرقة يغلب عليها التعميم ولا تحتوى غلى قيمة تلريخية
وفى العشرينيات والى الان كانت المفاهيم السائدة تدرج عصر موسى فى عهد فرعون بعينه هو رمسيس الثانى المعروف برمسيس الاكبر اعظم فراعنة مصر القديمة وفند كثير من الاثريين الاجانب والمصريين هذه الفرية الا ان الدعاية الصهيونية رسختها فى اذهان الكثيرين .
ومن الواضح ان كارتر توصل الى التحديد الدقيق للعهد الذى حدث فية الخروج والذى ينقض النظرية التى روج لها الصهاينة بانها الاضطهاد والخروج تم فى عصر رمسيس الاعظم واتجه بثقة الى القنصلية البريطانية عام 1924 ليهدد نائب القنصل البريطانى بكشفه
كان من الواضح انه لو سمح لكارتر باعلان نص البردية على وسائل الاعلام العالمية كان لابد ان يترتب عليها ازمات سياسية دولية كبرى تنتج عنها خسائر كبرى لبريطانبا لايمكن تخيلها فى الشرقين الادنى والاوسط وعلى مشروع الدولة اليهودية التى تبنت بريطانيا من خلال وعد بلفور المشئوم اقامة وطن قومى لليهود بفلسطين
فلو تبين فى هذه المرحلة الحرجة ان يوشع بن نون وجيوش اسرائيل لم توجد اصلا ولم تقم ابدا بغزو ارض كنعان فان ذلك يطيح بالارتباط التاريخى لليهود بفلسطين
لذلك كان من المستحيل السماح لكارتر باعلان نص تلك البردية التى كانت ستؤدى بالضرورة الى نسف شرعية الدولة اليهودية
وظلت تفاصيل مادفع كارتر الى الصمت غير معروفة ودفنت معه عندما مات .
ولكن اين هذه البردية الان ولماذا صمتت مصر عن حقها فى هذه البردية
فان كل الشواهد تؤكد ان هذه البردية ترجمت سرا ويحتمل ان كارتر وكارنفون كانا ينويان من بداية الكشف ان يسجلا رسميا اى برديات عثرا عليها لذلك اعلنا امام الاعلام عثورهما على برديات الا انه بعد ترجمة البردية ادركا خطورة المعلومات ومن اجل ضمان عدم وصولها للراى العام لابد انهما حصلا بالمقابل على تعويض مناسب
اين هذه البردية هل دمرها كارتر حتى لاتقع فى بد من يذيع نصوصها ام مازالت قابعة فى درج منسى فى احدى المتاحف او مدفونة ضمن اكوام من برديات اخرى لاتحمل قيمة ام سلمت لجماعة يشكل نص البردية اهمية خاصة بالنسبة لها ثم اعدمت او وضعت فى احدى الخزائن بعيدا عن العيون....
لاتوجد حتى الان اجابة
عبدالمنعــم عبدالعظيــم
الاقـصـر... مـصـر
Monemazim2007@ yahoo.com

ليست هناك تعليقات: