قصة من أرشيف الزكريات
رشيد حتحوت ناظرنا
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
هذا الرجل رشيد مصطفى حتحوت الذى انشىء أول كلية للتربية بشبين الكوم وكان اول عميد لها كان ناظرا لمدرستنا ارمنت الثانوية وكنا مجموعة من الطلبة المشاغبين إذا مرت جنازة من أمام المدرسة تجدنا نترك فصولنا لنسير فيها وكانت فسحة النشاط ساعة نقفز من الأسوار لنقضيها فى السوق والمقاهى القريبة وعندما تخرج مدرسة البنات القريبة تجدنا صفين متقابلين أمام المدرسة نعاكس البنات
وكان رشيد حتحوت رجلا تربويا حول فسحة النشاط الى متعة من خلال جماعات الأنشطة والمنافسات فنشطت اندية الشعر والقصة والفرق الرياضية والأنشطة الفنية الموسيقى والمسرح والتصوير والرسم والأشغال اليدوية والفلاحة والصناعات الغذائية والنحت والرحلات والصحافة المدرسية والاذاعة فوجد كل طالب المجال الذى يستهوية وتحولت المدرسة الى وحدة انتاجية واقامت المعارض لخدمة المجتمع وفتح المدرسة فى المساء للمذاكرة تحت رعاية المدرسين وككامت الكهرباء لم تدخل مساكن المدينة فوجد الطلاب مكانا منيرا للاستذكار وبعد ان كان الكثير منا يقفز من الأسوار بل وصل الأمر ان بعضنا كان يملك نسخة من مفاتيح الأبواب ليخرج متى شاء فتح الأستاذ رشيد حتحوت أبواب المدرسة على مصراعيها ليخرج من يخرج وهنا أدركنا إننا أحرار وانعدمت نسبة التزويغ وأحسسنا بالمسئولية
لما انتشر التدخين بين الطلبة حصص حجرة للتدخين وجعل الاخصائى الاجتماعى يتعامل مع المدخنين وحصر الحالات وبدء فى التوجيه فقلل نسبة المدخنين
وعندما اشتدت حرارة الصيف جعل المدرسة فترتين فترة فى الصباح الباكر وفترة فى المساء على مسئوليته وقال ان وزير التربية والتعليم لم يرى الصيف هنا وعندما يطلب مدرس فصل طالب كان يقول ان ادبه ان يستمر فى الدراسة لأنه سيجعل فصلة نوع من البطولة
واستقبلت المدرسة أولياء الأمور وأشرك الأمهات لأول مرة فى الاجتماعات لرعاية الأبناء وبنى المسجد ومبنى خاص بالجمعية التاريخية الجغرافية والمكتبة ومكتبات الفصول ومسابقات القراءة وتكريم المتفوقين
كان نموذجا رائدا فى التربية رغم المشاكل فى مدرسة مختلطة ربط المدرسة بالبيت والمجتمع وعلمنا كيف تكون الحرية مسئولية