الأربعاء، 29 فبراير 2012

قصة من ارشيف الزكريات الزئبق الاحمر

قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
الزئبق الاحمر
جائنى الصديق ميلاد واخبرنى انه تعرف على شخص من نقادة من هواة التنقيب عن الاثار وان لديه تسعة جرامات من الزئبق الاحمروهى من العناصر النادرة يقال انها تستحدم فى البحوث الذرية والسحر وتوجد فى فك الموميات الفرعونية يريد بيعها فقلت له انا لا اعرف تجار ولكنه الح لان الجرام ثمنه مليون جنيه وانه سيكون لى نصيب لن يقل عن مليون جنيه فضحكت وقلت له انا والفقر متلازمان ابحث عن غيرى
تركنى ولكنه اغرى صديقى هانى عبدالفتاح الذى تحمس للامر وذهبنا الى الاقصر لصديق قديم اسمه احمد عبدالحميد وطلبنا منه البحث عن مشترى وبعد فترة قال ان مبلغ 9 مليون جنية اكبر من طاقة تجار الاقصر الذين يعرفهم وحمدت الله
بعد فترة جائنى هانى وقال انه وجد المشترى ونصيبى محفوظ لكن بشرط الا اظهر فى الصورة بناء على طلب الوسيط وان المشترى اساتذة فى كلية العلوم بجامعة اسيوط وبعد تداول طلبنا ان يكون المبلغ كاش وتوضع حقيبة بها نصيب كل طرف
يدء هانى فى تحقيق حلمه الشخصى جهز استقالته من الشركة واتفق على شراء عمارة ببلدتهم الباجور منوفية ليجهز الدور الارضى شركة لتجارة الاجهزة والاثاث وذهبنا الى صديق ببنك مصر لتدوير مايبقى له فى البورصة وانا اضحك
وفى اليوم المحدد للتسليم والاستلام حضر اساتذة كلية العلوم والوسيط الذى كان من القرنة واحضر ميلاد الرجل الذى يحمل جرامات الزئبق الاحمر الى مكان امن فى ارمنت واحضر المشترون حقائب رصت فيها المبالغ لكل واحد منا حقيبته طبقا لمااتفقو عليه لكل واحد منا مليون وربع والباقى للرجل
واخرج الرجل ثلاث لفافات مثل عقل الاصابع بكل احدة ثلاث جرامات وطلب الاساتذة فتح اللفافات لاجراء اختبار باجهزة كانت معهم ورفض الرجل فتح اللفافات واصر على الكشف الروحانى
لم يقبل الاساتذه الكشف الروحانى واصروا على الكشف العلمى ولم يقبل العلم الخرافة ولم تتقبل الخرافة العلم وانتهت الصفقة وضع الرجل اللفافات فى جيبه وحمل الاساتذة اجهزتهم وفلوسهم وعادوابسيارتهم الى اسيوط
وانا استغرقت فى نوبة من الضحك وقلت لميلاد الم اقل لك انى والفقر متلازمان
انهارت احلام هانى وطلب نقله الى مصانع الحوامدية وحاول ميلاد الانضمام الى سلك الرهبنة ولكنه فشل اما انا فلم احلم حتى بعدما كان بينى وبين المليون كلمة نكشف علمى
وتمر الايام ويموت الرجل صاحب الزئبق فقيرا ولم يعلم احد من ورثته اين اخفى الزئبق الاحمر وميلاد الذى كان يفكر فى الزواج من ابنته تزوج اخرى من اسوان .

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

قصة من ارشيف الزكريات


قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبددالمنعم عبدالعظيم
كتاب الشيخ السعددى
هذا الرجل صاحب الفضل الاول فى تعليم شباب ارمنت فى كتابه الشهير بجوار مسجد سيدى ابى داود بالمراعزة وقد انشىء الكتاب الشيخ محمد والده وتولاه من بعده الشيخ السعدى محمد ابراهيم وكان بارعا فى اللغة العربية و تحفيظ القران الكريم
دخلت الكتاب وسنى ثلاث سنوات حفظت اريعة اجزاء من القران الكريم ومبادىء الكتابة والقراءة والحساب وعندما دخلت مدرسة الفرنسسكان اختبرنى الاب فرنسيس مدير المدرسة والحقنى بالسنة الثالثة روضة مباشرة بعد ان راى مستواى
كنا نذهب الى الكتاب نحمل المخلة بكسر الميم شنطة من قماش الخام فيها اللوح الصاج الذى نكتب فيه السور المطلوب حفظها بالقلم الباسط وهو من البوص وحبر المل من الصناج
كان الكتاب فترتين الاولى لحفظ القران والثانية للقراءة والحساب وبينهما فسحة نخرج فيها الى خالتنا مهدية بائعة الفول النابت الذى كان هو افطارنا اليومى
كانت عصا الشيخ لاتفارق يده يضرب بها من لم يحفظ ولكن العقاب الاشد لمن يرتكب خطا كبير او يسب زملائة او تشكو منه اسرتة فهو التعليق على الفلقة حيث تربط يدية وقدميه بالحبال وترفع القدم الى اعلى ويضرب بجريد النخل الاخضر على باطن القدم علقة ساخنه لايعود بعدها الى الخطا وخاصة ان هذا يتم وسط زملائه
هذا الكتاب حفظ فيه القران شيخ المقارىء المصرية عبدالباسط عبد الصمد
واثناء الدراسة بالمدرسة الابتددائية كنا فى الاجازة نذهب الى الكتاب حتى نواصل حفظ القران وكان الشيخ يتولانا بالرعاية حتى بعدما كبرنا
القيت مرة خطابا فى الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم ووجدت الشيخ السعدى خلفى بعصاته يضربنى بحب لانى اخطات خطا نحوى وقال هوه ده اللى علمتهولك
واذكر ان الشيخ كان يقول قولا شهير من ضحك يبكى ويضرب من يثير الضحك وكان يسمى مساعديه باسماء الشهور العربية رمضان شعبان شوال محرم
وقدعمل الشيخ السعدى اماما لمسجد مصنع السكر وكنا نسميه بالمجرى لانه كان لايطيل الخطبة ويصر على الدعاء بهلاك الانكليز والفرنسيس حتى بعد الجلاء وانتهاء الاستعمار
وكان خفبف الظل ودودا مجاملا
وتحول كتاب الشيخ السعدى الى مدرسة السعدى الابتدائية ولم يعد هناك من يحفظ القران بعد الشيخ السعدى بنفس الحب والاخلاص والاجادة رحم الله الشيخ السعدى وكتابه وعصاه

السبت، 25 فبراير 2012

احذية الاقصر فى وجه عكاشة


عندما استقبلت الاقصر توفيق (عفاشة)عكاشة بالاحذية
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
توفيق عكاشه او عفاشه كما اسميه شخص غريب من السهل تصنيفه فى قائمة المرضى والموتورين ومهاويس الزمن الردىء حباه الزمان بقناة تلفزيونية هابطة ظن عندما وجد نفسه فارسها انه فارس حقيقى وتصور نفسه زعيم سياسى ومناضل جسور وانه المخلص والمهدى المنتظر لانقاذ هذا الوطن
وكل من يستمع لهذا العفاشة يجد فيه شىء ممكن التسلية به فلا هو موضوعى ولا له منهج مجرد قشور فهو يمثل دور الفلاح العبيط
وصور له خياله بعد ان وضع امام اسمه لقب دكتور وهو الذى حصل على الثانوية العامة بالعافية وتخرج من كلية التجارة بصعوبة وعمل مذيعا بالقناة السادسة ثم الاولى بالواسطة
ظن انه يمكن ان يحرك الشارع المصرى فركب موجة العباسية وزحف الى الاسكندرية ثم بورسعيد
وساعدته كاميرات قناته الهابطة ان يجذب هواة الشو الاعلامى وتصور انه رسول العناية لفتح ابواب مدينة الالف باب العاتية الاقصر امام المهزلة التى ابتز الكثيرين لتمويلها فاستقبلته الاقصر بالاحذية والمراكيب فى سلوك غريب على مجتمع متحضر كالاقصر ولكن توفيق هذا كان قد زودها حتى بلغ السيل الزبى واكاد اجزم ان نهاية توفيق عكاشىة قد بدات ومن الاقصر فظاهرة الافاق والبلطجى والفهلوى لاتناسب مجتمع الصعيد
واشك ان المجلس العسكرى يدعم هذا العفاشة وان الشرطة عندما حمته كانت تؤدى واجبها
ويبقى السؤال من يمول عفاشة وقناته وحركاته الصبيانية لقد تحطمت اجلامه على سلم مسجد سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى عطل فيه فرضا من فروض الله صلاة العصر وستلاحقه لعنات الرب اينما ذهب ولعل منظر الاحذية التى رفعت فى وجهه لن ينساها وسيفكر الف مرة اذا زار الصعيد لابسا ثوب البهلوان

الأربعاء، 22 فبراير 2012

من بعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة


من يعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
فكرنا فى جماعة سوا فى حب مصرفى تنظيم مجموعة من الرحلات لمواقع التراث الحضارى لمصر بداناها بزيارة لمعبد دندرة غرب قنا
والحقيقة ان لمعبد دندرة عشق خاص فهو من اجمل واكمل المعابد المصرية وتتمثل فيه كل الفنون من عصر الاسرات الفرعونية حتى الحقبة المسيحية ويرجع تاريخ هذا المعبد الى اقدم العصور الفرعونية ففى زمن الملك بيبى الاول وجد تخطيط لهذا المعبد مما حدا بالملك خوفوان يعيد بناءه وفى عهد الاسرة الثامنة عشرة اصلح تحتمس الثالث هذا المعبد كما ساهم البطالمة فى بناءه فى عهد بطليموس الثامن والعاشر والحادى عشر كما وجدت رسوم وكتابات على جدرانه من زمن كليوباتره ويوليوس قيصر وايضا تم ذكر الامبراطور الرومانى اغسطس كما وجدت كتابات يونانية على كورنيش صالة الاعمدة وتم استكمال المعبد فى الحقبة المسيحية ويرجع تاريخ البوابة الموجودة على سور المعبد الى عام177م
ويتميز هذا المعبد بالتوازن والقوة من الناحية المعمارية وبمناظره الهامة ومن خصائصه تلك الخزائن السرية التى شكلت فى سمك الجدران ثم اغلقت بابواب حجرية متحركة وزخرفت كباقى جدران المعبد
كنا امام تحفة معمارية رائعة ومثيرة الى درجة كبيرة
دندرة تنتريس مدينة اشجار الصفصاف ومقر عبادة الالهة حتحور ربة الخصب والنماء وعاصمة الاقليم السادس
وما لايعرفه من ارخو للحركة النسائية فى مصران دندرة كانت مقر لاول مركز ثقافى للمراة فى التاريخ فقد كلفت الملكة نفرو كاويت زوج الملك مونتو حتب الثانى من ملوك الاسرة الحادية عشرة موظفها خنو اردو بتدبير دار للثفافة لتعليم المراة وتثقيفها وتعهدها بالرعاية حتى تستطيع القيام بدورها فى نهضة البلاد والحقت به مكتبة عامرة
ويتداول اهل دندرة قصة البقرة لتى تحرس كنز مخبوء فى المعبد حيث صور الخيال الشعبى انها بقرة صعبة المراس يتطاير من عينيها الشرار تختفى بالنهار وتظهر بالليل وتلتهم الغيط المجاور ويحكون ان فلاحا غافل البقرة ووصل الى الكنز واغترف منه جوالا من الذهب وضعه فى اناء فى حفرة بمنزله ولما اراد الحصول على شىء منه غاص الاناء فى الارض حتى اختفى ويالطبع استلهم الخيال الشعبى هذه القصة من صور الالهة حتحور حامية المعبد الذى كان مقر تقديسها
وذكر المقريزى فى خططه وابن دقماق فى الانتصار ان بدندرة شجرة اسمها شجرة العباس اوراقها متوسطة خضراء مستديرة اذا قال الشخص عندها ياشجرة العباس جاءك الفاس تنكمش اوراقها وتحزن لوقتها ثم تعود لحالتها وواطلق عليها الشجرة الجبانة
وقد شاهدنا عملية تطوير واسعة لهذا المعبد ويقوم عمال الترميم بازالة السناج من النقوش ليعود اليها بريقها الذى لن يعود الا بعودة دائرة الابراج الفلكية الموجودة حاليا بمتحف اللوفر بباريس والتى استعان المعبد بنسخة مقلدة منها
ولسرقة هذه القبة السماوية قصة ماساوية وفضيحة تاريخية مدوية بطلها فرنسى من هواة نهب التراث المصرى اسمه سابستيان لويس سولينية وكان ابنا لاحد اعضاء مجلس النواب الفرنسى قام هو ووكيله جين باتيست لوريان بنزع دائرة الابراج السماوية من معبد دندرة ونقلها الى باريس وادعوا ان اللوحة اكتشفها الجنرال ديزية اثناء الحملة الفرنسية على مصر ومن ثم اصبحت اثرا فرنسيا قوميا يجب ا ان يرسل الى باريس ونجحا فى فصل النقش الذى كان منقوشا على سقف حجرة بالمعبد
كانت القبة منقوشة على حجرين ضخمين سمك كل منها 90سم وتم نقله فى مغامرة مشهورة بالنيل واستقبلت القبة فى باريس استقبالا حافلا وكافىء الملك لويس الثامن عشر السارق ب 150000 فرنك
لقد خرجت القبة السماوية من مصر خروجا غير شرعى وكاد اللصوص ان يحطمو المعبد بالديناميت الذى استخدم فى فصل القبة من السقف فهل يقبل الشعب الفرنسى لن يحتفظ بهذا الاثر المصرى التاريخى والمسروق علنا من معبد مصرى فى ارض مصرية
ان عودة القبة السماوية لايقل اهمية عن عودة كل اثار مصر المنهوبة فى كل متاحف العالم
الى كل حماة التراث فى مصر والعالم اعيدو الى معبد دندرة قبته السماوية المنهوبة حتى يكتمل التراث التاريخى للمعبد الجميل
عبدالمنعم عبدلعظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
Monemazim2007@yahoo.com

السبت، 18 فبراير 2012

قصة من ارشيف الزكريات الاخوان


قصة من ارشيف الزكريات
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
الاخوان
اختلف مع الاخوان المسلمين اختلافا ايدلوجيا يصل الى مرحلة القطيعة رغم ان رحلتى معهم بدات من وقت مبكر منذ كنت طفلا فى الخامسة من عمرى كنت فى زيارة لعمى بالقاهرة بصحبة والدتى وسمعت عند الفجر هتافات تبدد سكون الليل الله اكبر ولله الحمد وشباب يلبس قبابيب بعجل باتيناج يجمعون بعضهم لصلاة الفجر وكان ابن عمى الدكتور محمد عبدالحميد احدهم قالو لى انهم الاخوان المسلمين وبعد زيارة اولياء الله وحلاقة شعرى بمسجد السيد احمد البدوى بطنطا ولاادرى الصلة بين حلاقة الشعر فى مقام شيخ العرب وبين ان اعيش فقد كنت الولد الوحيد على خمس اخوات وكانت امى لايعيش لها ولد فنذرت هذا
كنا فى المدرسة الابتدائية عندما صحبنى ابن عمتى الدكتور سيد فراج الى شعبة الاخوان لسماع درس الثلاثاء والصلاه جماعة كل يوم جمعة ولتلقى دروس تقوية فى المواد مجانا
حتى كان عام 54 ومحاولة اغتيال عبدالناصر وبدات حملة تحقيقات واسعة تلاها اعتقالات وحملة اعلامية تشرح دور الجماعة فى الاغتيالات السياسية وموقفهم العدائى للثورة شكلت فكرنا العدائى لهم
اذكر ان الشرطة استدعت والدى للتحقبق بتهمة الانتماء للاخوان وسالوه عن الجهاز السرى فقال للمحقق انا سددت اقساط الجهاز وليس على مليم للخواجة سعد اخنوخ تاجر اجهزة الراديو فقال المحقق له انت عبيط ولا بتستعبط فرد الاخوان جمعية اسلامية علاقتى بها تسديد الاشتراك فقط ولا اعرف لها اجهزة ولم يكن قياديا فى الجماعة لهذا افرج عنه
ولم يقبض على ابن عمى الدكتور محمد الذى كان من تلامذة الامام حسن البنا فقد غير السكن وانتقل من المدرسة التوفيقية الى طب القصر العينى ولم يغير بياناته فى الجماعة
وبعد تخرج ابن عمى من كلية الطب وكان المفترض ان يرشح لبعثة حكومية لكنهم اختارو زميلة له من اصل تركى وقريبة الاستاذ المكلف بالاختيار فسافر للدراسة على نفقته واخبرنى عمى انه لو لم يقم بتسفيره عللى نفقته كان لايعدم جهة تموله يقصد الاخوان
وحصل الدكتورمحمد على الزماله وخمس شهادات دكتوراه من انجلترا وكندا والولايات المتحدة واصبح اشهر اطباء النسا والولادة فى العالم وله خمس عمليات تدرس باسمه واطلقوا اسمه على شارع بنيو يورك
ولم يقبل العودة لمصر فقد كان صديقا لعبد القادرعودة ولم يغفر للثورة التى حكمت باعدامه فى قضية محاولة اغتيال عبدالناصر
با لطبع كنت مختلفا معه رغم حبى واحترامى وفخرى به
تدربت على الخراطة بورش كلية هندسة الاسكندرية على يد حتحوت احد المتهمين بتنظيم سيد قطب و عايشت نشاة الجماعات الاسلامية فى الجامعة وفى ارمنت بادى وعايشت رفاعى احمد طه ومعظم قيادتهم وكانوا يكفروننى ولم يسقط هذا الاحترام بيننا
ترى لو عاش الدكتور محمد وراى التيار الاسلامى والاخوان يتصدرون المشهد السياسى فى برلمان مصر

الأربعاء، 15 فبراير 2012

قصة من ارشيف الزكريات


قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبد العظيم
قرايب عمى عبدالحكيم
نزحت اسرتنا من مدينة مطاى بمحافظة المنيا بعد اغلاق مصنع سكر مطاى الى ارمنت حيث استعان هنرى نوس صاحب الشركة بخبرات جدى فى صناعة السكر وعينه رئيس لانتاج السكر واشتهر باسم السكاكرى والتحق والدى واعمامى بالعمل بالمصنع فى وظائف لائقة لاجادتهم اللغة الفرنسية وكانو يحفظون القران
وكان بيتهم بمثابة مقر العمدة للمغتربين البحاروة كما كانو يسمونهم وعندما ثار عمال مصنع السكر بقيادة عمى عبدالحميد اصر مدير الشركة الفرنسى الا يعود الثوار للعمل الا بعد لبس زى النساء لاذلالهم فرحل عمى عبدالحميد وعمى عبدالحكيم الى القاهرة فى نفس اليوم واستقال ابى من العمل ولم يقبل احدهم الاهانة
افتتح عمى عبدالحميد ورشة ميكانيكية وشركة مقاولات وعمل عمى عبدالحكيم بشركة بواخر البوستة الخديوية بالاسكندرية ثم بشركة كراكات عبود فى وظيفة مرموقة
كان عمى عبدالحكيم وجيها انيقا تحسبه من الباشوات الكبار وكان يحرص على مشاهدة حفل ام كلثوم شهريا فى الصف الاول وعضو بالنادى الاهلى لزوم الوجاهة الاجتماعية
بينما تفرغ عمى عبد الحميد للعمل والابتكار وايمانة ان الانسان يلجا اليه الناس عندما يكون مثلا
كان هناك فرع من عائلتنا هاجر من المنيا للقاهرة فى وقت مبكر وعلم ابناءه فى الجامعة واصبحوا من كبار الموظفين والسياسيين منهم احمد ماهر باشا وعلى ماهر باشا وجدى احمد فهمى حسنين مدير رى الغربية والسفير عبدالمنعم عبدربة وعبدالعزيز باشا فهمى وانجبوا جيلا توارث الوجاهة الاجتماعية وانقطعت صلتنا بهم للفارق الاجتماعى ولكن عمى عبدالحكيم كان دائم الصلة بهم ويودهم ويزورهم وكنا نسميهم قرايب عمى عبدالحكيم
ولانه كان صديقى فقد كان يصحبنى لبعض زيارته لهم ولكنى كنت انحاز لعمى عبدالحميد ان الناس تعرف الشخص المميز والقرابة ليست تميزا عرفنى بعمتى دولت هانم زوجة احد الباشاوات وكانت تغسل يدها بالديتول والمطهرات اذا سلمت على شخص واصيبت اخر ايامها بمرض جلدى يجعل الناس تقرف من مصافحتها
كنا مرة فى وليمة بقرية الضبعية ووضعوا مع الاكل زجاجات البيرة وطبعا لم اتذوق البيرة واذا بعمى يصيح فى ياولد ياتاخد حقك وسط الرجالة ياتقوم كان كريما وشهما ومجاملا
ومات عمى عبدالحكيم وانقطعت صلتنا تماما باقاربه العظماء رحم الله عمى عبدالحكيم

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

قصة من ارشيف الزكريات


قصة من ارشيف الزكريات
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
بين الوطنية والخيانة
بعد هزيمة يونيو67 وتحديد اقامة المشير عبدالحكيم عامر الذى كنا نعتبره قائدا وطنيا اسهم بدور بارز فى نجاح الثورة جائنى الزميل عبدالستار ابو الوفا عبداللطيف وكان مراسلا لعديد من الصحف وكاتب قصة وفلاح واعى وزميلنا فى منظمة الشباب وقال لقد ايدنا عبدالناصر وخرجنا جميعا نطالب باستمراره ورفضنا التنحى وتركنا المشير عامر يواجه الهزيمة وحده مما اثر على نفسية الرجل وابسط الواجب ان نواسيه واعطانى كارت من احد قيادات المؤسسات الصحفية ليسهل لى زيارة المشير فى فيلته
وكنت فى طريقى للقاهرة لخطبة ابنة عمى وبالصدفة اتصل بى عمى لاسافر الى الاسكندرية مباشرة لاجراء حفل الخطبة هناك بدلا من القاهرة ولم اذهب لموعد المشير وعلمت انه تم القبض على كل من زار المشير واتهم بمحاولة قلب نظام الحكم
المرة الثانية دعانى (م -ا ) سكرتير التثقيف المركزى بمنظمة الشباب لحضور اجتماع مع عبدالمحسن ابو النورعضو اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى لشرح موقف على صبرى من السادات وكنت وقتها احضر دورة بمعهد حلوان الاشتراكى واضطررت للسفر الى بنها لتسوية مشكلة مع امين شباب بنها وعضوة بالمنظمة اسمها عائشة رشاد وتخلفت عن اللقاء الذى تم القبض على من حضره فى قضية مراكز القوى
تعلمت ان هنك خيط رفيع بين الوطنية والخيانة
كان دائما بينى وبين الشرطة حاجز لا اتعامل معها خاصة مباحث امن الدولة
عندما كنت رئيسا لجمعية مكافحة الصهيونية تعاملت مع المباحث العامة لتسهيل عمل الجمعية وارتبطت بصداقة مع اللواء جمال المصرى وكان زميلا لابن عمتى اللواء محمد عبد العزيز وعندما تقدم محامى بمصنع السكر بشكوىلم يوقع عليها ضدى يتهمنى فيها بتحريض العمال من خلال المقالات التى كنت اكتبها بمجلة الصناعات الغذائية واتناول فيها مشاكل العمال فاجئنى جمال المصرى انه كان قد حررلى استمارة اعتقال ولولا معرفته بى كان زمانى فى المعتقل وقتها حمدت الله ان ساق لى انسان مخلص
كنت بحكم عملى السياسى اتعامل بحذر مع ضباط امن الدولة سالنى احدهم بمكتب الاستاذ محمد رمزى جمال الدين مدير ثقافة قنا انت ليه برة المعتقل فى احداث سبتمبلر انا كاتب اسمك بايدى فقلت له ربنا عماكم عنى هوه انا عملت ايه قال لى انت لك ملف معارض وناصرى فقلت له السادات علمنا الناصرية فى المعهد الاشتراكى فاجاب انت امك داعيالك وبلباقة انهى الاستاذ رمزى الحوار
لهذا كانت فرحتى غامرة بالقضاء على اسطورة امن الدولة التى كانت تعتمد على تقارير مخبرين جهلاء
اذكر اننا كنا فى الجهاز الطليعى بالاتحاد الاشتراكى وكان رئيس مجموعتنا المستشار فخرى عبالنبى محافظ قنا ووزير العدل بعدها وكانت عضوية الجهاز سرية حتى لايستغلها العضو
بعد حل الاتحاد الاشتراكى وجدت اسماء اعضاء الجهازالطليعى على ظهر علبة سجاير فارغة مع احد مخبرى امن الدولة لحظتهها اعتزلت العمل السياسى الى غير رجعة وانهيت تفرغى السياسى وعدت لعملى الاصلى ولم اترشح او انضم الى اى تنظيم وفرغت جهدى للدراسة والبحث والكتابة

قصة من ارشيف الزكريات الحاج متولى

قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم

الحاج متولى
لاتوجد اسرة فى ارمنت لاتترحم على الحاج متولى ابو النوبى ماذون ارمنت الراحل
عرفته من زمن طويل فقد كان متواجدا وله بصماته فى كل مكان والماذون الوحيد فى مصر الذى لايفاصل فى الرسوم ولا ياخذ مليما فى مجلس العقد ويكتفى بعلبة ملبن ويخرج واذا اعطيته حقه ياخذه فى حياء ولا يعد المبلغ واغلب عقوده مجانية ويودع رسومها من جيبه
نموذج غريب من البشر لايسعى للفلوس فقد كان رحمه الله من كبار الزراع ومن قيادات مركز ارمنت المحترمين وكان يعتبر الماذونية خدمة للغلابة وان الله ساقه لرحمة الغلابة وكان لايطلق
سالته مداعبا ياحاج متولى رايتك قياديا فى هيئة التحرير والاتحاد القومى والاتحاد الاشتراكى وحزب مصر والحزب الوطنى الا تختلف مع احد
فاجابنى احنا ياولدى ناس عمرانين لهذا تجدنا مع الحكومة لنسير ونحل مشاكل الناس لما اعارض من المسئول الذى سيسمعنى فقلت له وجهة نظر ولكنى مختلف معك
جمعتنى مع الحاج متولى انشطة عديدة عندما كنت امينا للشباب وموجها سياسيا وكان ياسرنى بدماثة خلقه وتفانيه فى خدمة الناس وكان دائما يدفع من جيبه
جمعتنا لجنه لحصر تركة زميل توفى شابا وبعد حصر الممتلكات وجدنا اربعون جنيه ذهب فى خزينة وطلبت ام الراحل وشقيقة تركها لابناءة ولاتدرج فى الحصر وكنت معهم واصر الحاج متولى على ان يسجل ماترك الراحل بالمليم وتوزع توزيعا شرعيا ونصحنى انه فى الحق لامكان للعواطف
وتمر الايام وتختلف ام الراحل مع زوجته ولولا حصافة الحاج متولى وحرصه على العدل كان يمكن ان نسال
هذا الدرس ظل فى ذاكرتى فى كل عمل لايصح الا الصحيح ولا مكان للعاطفة فى الحقوق
عندما عقدت زواج ابنتى ورايت ماذونى هذه الايام يتقاضون اضعاف الرسوم بدعوى ان زوجها يعمل بالسياحة وكنت انوى ان اسجل الزواج فى الشهر العقارى او سكرتارية المحكمة واتولى انا قراءة السنه لولا تدخل الناس لصالح الماذون طبعا ولسان حالى يترحم على ايام الحاج متولى الذىى كانت رسومه علبة ملبن واى مبلغ تعطيه له ياخذه فى حياء بالغ رحم الله الحاج متولى

الأربعاء، 8 فبراير 2012

الجبلين القرية التى انجبت اعظم مهندس فى التاريخ

الجبلين القرية التى انجبت اموحتب
اعظم مهندس فى التاريخ
كتب عبد المتعم عبدالعظيم
هى قرية صغيرة من اقدم واعرق قرى مصر تتلاصق بيونها الطيبنية ويعيش اهلها على زراعة القصب لقربها من مصانع سكر ارمنت اقدم مصانع السكر فى مصر تقع على بعد 20 كيلو جنوب اسنا على الضفة الغربية لنهر النيل وهى من المناطق الأثرية الهامة فى إسنا وترجع أهميتها إلى العصور الفرعونية الأولى حيث كانت الحد الفاصل بين الإقليم الثالث والإقليم الرابع من أقاليم مصر الجنوبية ويعنى اسمها القديم والحديث (التلين) أو الجبلين لأنها تقع بين الجبلين الشرقي والغربي على الضفة الغربية للنيل، كما كانت تسمى برحتحور Perhathar أى معبد أو مقر الالهة
حتحور التى كان يوجد معبد لها فى الجبل الشرقي والذي يرجع فى أصله إلى ما قبل الأسرة الثالثة الفرعونية وكان يضم شواهد من عصر الاضطراب الأول وأسماء الملوك (منتوحتب – بنحتب رع) من الأسرة 11 الفرعونية وملوك من الأسرة 13 مثل جدف – نفر رع – جد عنخ – رع – منتو ام – ساف الى نفر – حبت رع ثم من ملوك الهكسوس الأسرة 15 مثل خيان أوس رع – أبوقيس .
كما كانت منطقة الجبلين تحوى مقابر من عصر الاضطراب الأول على الجبل الغربى من أهمها مقبرة إتى ITI المحفوظة حاليا بجناح المتحف المصري فى تورين بإيطاليا ، كما عثرت البعثة الإيطالية حديثا على سور ضخم ربما كان يحمى القرية القديمة بالمنطقة
يحيط بالقرية تلين احدهما جبل الشيخ موسى نسبة الى الشيخ موسى بن حجازى بن جسين ابو الروح الذى ينتسب الى جده نصر الدين بن عامر الانصارى الخزرجى وكان من الاولياء الصالحين وقبره على قمة الجبل المعروف باسمه ومازال الناس يتبركون به خاصة الفتيات لان الشائع ان من تزوره ينفك نحسها وتتزوج او تحمل اذا كانت عقيما ومن ابناءه الشيبانى صاحب المقام المشهور بقرية النجوع بحرى اسنا
هذه القرية انجبت اعظم مهندس فى التاريخ اموحتب وهو من اعظم البنائين والاطباء النوابغ فى الطب والحكماء
ايموحتب كاهن الملك زوسر ووزيره تعرف الاغريق على عظمته بعد الاف السنين فقدروه وقدسوه وعدوه خالق عمارة الحجر واول حكماء الدنيا وامام اطبائها فساووه بالههم اسكايبيوس اله الطب واعتبروه ابنا للاله بتاح
كان الملوك قبل ايموحتب يدفنون فى قبور على هيئة مصاطب لاتختلف عن قبور رعاياهم الابعظم حجمها وفخامتهاوكانت تبنى من الطوب اللبن
ولكن ايموحتب فى تشييد قبر مليكه زوسر الذى وضع تصميمه ليكون افخم من اى قبر شيد من قبل كانت الفكرة الجريئة فى بناء هذا القبر هى ان يكون مبنيا بكتل من الحجر بدلا من الطوب اللبن فشيد مصطبة كبيرة من الحجر الجيرى قطعها من المحاجر القريبة ثم كسا جدرانه الخارجية باحجار جيرية من النوع الابيض الممتاز من محاجر طرة كانت المصطبة الحجرية بالطبع افخم واعظم من اى قبر ملكى اخر وقطع تحت المصطبة حجرات وحجرات جانبية تتوسطها حجرة كبيرة شيدها من الجرانيت لتكون حجرة دفن الملك
ولم يقنع ايموحتب بذلك فعدل من تصميمه الاول وفكر فى شىء جديد ان سيده الملك اله معبود فيجب ان يمتاز قبره ويجب ان يرتفع ويعلو فبنى مصطبة فوق مصطبة كل منها يقل فى الحجم عما تحتها حتى اصبح الشكل النهائى لقبر زوسر هرما مدرجا من ست درجات مكسوة من الخارج بالحجر الجيرى الابيض
وبهذا يكون اموحتب اول مهندس مصرى فى العالم يبنى قبر على شكل هرم من الحجر احاطه بسور عظيم ارتفاعه عشرة امتار
وفوق ذلك نبغ اموحتب فى الطب والف فى الحكمة وكان كل كاتب فى مصر القديمة قبل بدء عمله يريق بضع قطرات من الماء قربانا له
وهو الرجل الذى سمح زوسر بان يكتب اسمه على تماثيله وكان الرجل الاول فى مصر بعد الملك وكبير كهنة الشمس بمدينة اون
.هذا البناء العظيم احد ابناء هذه الارض الطيبة عاش فى عصر الاسرة الثالثة 3800 ق م نفس المنطقة التى انجبت سنموت مهندس حتشبسوت العظيم وبانى الدير البحرى فقد نشا فى ارمنت وكان كاهنها
هذه المنطقة تعيش الان خريفها واثارها مهملة ومتروكة نهبا للصوص الاثار والمغامرين الاجانب
والنداء لوزير الدولة للاثار حافظو على مابقى من اثار الجبلين ودراسه وضعها على الخريطة السياحية وادعو الدكتور عزت سعد محافظ الاقصر بجمع تراث اموحتب وضمه لمكتبة الاقصر العامة وتاصيل هذا التراث المفقود
نحن نملك كل ههذا الثراء ونفرط فيه معبد مونتو فى ارمنت ومعبد الطود
ومعبد المدامود ومقابر المعلا تنهب ولاحام
كان للدكتور سمير فرج خطة طموح لفتح معبد ارمنت للزيارة وتطويره ومشروعة الحضارى لتطوير الاقصروفتح طريق الكباش وقد توقف وبدء اصحاب المصلحة فى هدم مابنى باسم الثورة
السفير المحترم محافظ الاقصر لقد حبسوك فى مكتبك واخافوك بشبح سمير فرج الذى لاقى منهم جزاء سنمار وبداو ممارسة الاستغلال واستثمار الثورة لصالح مصالحهم الغير مشروعة وشغلوك بالبلطجية وانسوك انك حامى هذه الحضارة وانقلبت الى موظف وتشريفاتى فى ديوان المحافظة وبكل الحب تحرك للحفاظ على تراث مصر انت محافظ لمحافظة غير عادية وسفير فوق العادة لمصر الحضارة لاتشغل نفسك بالروتين ولايهمك فى هذا لومة لائم
عبدالمنعم عبدالعظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
(2)