الأربعاء، 22 فبراير 2012
من بعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة
من يعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
فكرنا فى جماعة سوا فى حب مصرفى تنظيم مجموعة من الرحلات لمواقع التراث الحضارى لمصر بداناها بزيارة لمعبد دندرة غرب قنا
والحقيقة ان لمعبد دندرة عشق خاص فهو من اجمل واكمل المعابد المصرية وتتمثل فيه كل الفنون من عصر الاسرات الفرعونية حتى الحقبة المسيحية ويرجع تاريخ هذا المعبد الى اقدم العصور الفرعونية ففى زمن الملك بيبى الاول وجد تخطيط لهذا المعبد مما حدا بالملك خوفوان يعيد بناءه وفى عهد الاسرة الثامنة عشرة اصلح تحتمس الثالث هذا المعبد كما ساهم البطالمة فى بناءه فى عهد بطليموس الثامن والعاشر والحادى عشر كما وجدت رسوم وكتابات على جدرانه من زمن كليوباتره ويوليوس قيصر وايضا تم ذكر الامبراطور الرومانى اغسطس كما وجدت كتابات يونانية على كورنيش صالة الاعمدة وتم استكمال المعبد فى الحقبة المسيحية ويرجع تاريخ البوابة الموجودة على سور المعبد الى عام177م
ويتميز هذا المعبد بالتوازن والقوة من الناحية المعمارية وبمناظره الهامة ومن خصائصه تلك الخزائن السرية التى شكلت فى سمك الجدران ثم اغلقت بابواب حجرية متحركة وزخرفت كباقى جدران المعبد
كنا امام تحفة معمارية رائعة ومثيرة الى درجة كبيرة
دندرة تنتريس مدينة اشجار الصفصاف ومقر عبادة الالهة حتحور ربة الخصب والنماء وعاصمة الاقليم السادس
وما لايعرفه من ارخو للحركة النسائية فى مصران دندرة كانت مقر لاول مركز ثقافى للمراة فى التاريخ فقد كلفت الملكة نفرو كاويت زوج الملك مونتو حتب الثانى من ملوك الاسرة الحادية عشرة موظفها خنو اردو بتدبير دار للثفافة لتعليم المراة وتثقيفها وتعهدها بالرعاية حتى تستطيع القيام بدورها فى نهضة البلاد والحقت به مكتبة عامرة
ويتداول اهل دندرة قصة البقرة لتى تحرس كنز مخبوء فى المعبد حيث صور الخيال الشعبى انها بقرة صعبة المراس يتطاير من عينيها الشرار تختفى بالنهار وتظهر بالليل وتلتهم الغيط المجاور ويحكون ان فلاحا غافل البقرة ووصل الى الكنز واغترف منه جوالا من الذهب وضعه فى اناء فى حفرة بمنزله ولما اراد الحصول على شىء منه غاص الاناء فى الارض حتى اختفى ويالطبع استلهم الخيال الشعبى هذه القصة من صور الالهة حتحور حامية المعبد الذى كان مقر تقديسها
وذكر المقريزى فى خططه وابن دقماق فى الانتصار ان بدندرة شجرة اسمها شجرة العباس اوراقها متوسطة خضراء مستديرة اذا قال الشخص عندها ياشجرة العباس جاءك الفاس تنكمش اوراقها وتحزن لوقتها ثم تعود لحالتها وواطلق عليها الشجرة الجبانة
وقد شاهدنا عملية تطوير واسعة لهذا المعبد ويقوم عمال الترميم بازالة السناج من النقوش ليعود اليها بريقها الذى لن يعود الا بعودة دائرة الابراج الفلكية الموجودة حاليا بمتحف اللوفر بباريس والتى استعان المعبد بنسخة مقلدة منها
ولسرقة هذه القبة السماوية قصة ماساوية وفضيحة تاريخية مدوية بطلها فرنسى من هواة نهب التراث المصرى اسمه سابستيان لويس سولينية وكان ابنا لاحد اعضاء مجلس النواب الفرنسى قام هو ووكيله جين باتيست لوريان بنزع دائرة الابراج السماوية من معبد دندرة ونقلها الى باريس وادعوا ان اللوحة اكتشفها الجنرال ديزية اثناء الحملة الفرنسية على مصر ومن ثم اصبحت اثرا فرنسيا قوميا يجب ا ان يرسل الى باريس ونجحا فى فصل النقش الذى كان منقوشا على سقف حجرة بالمعبد
كانت القبة منقوشة على حجرين ضخمين سمك كل منها 90سم وتم نقله فى مغامرة مشهورة بالنيل واستقبلت القبة فى باريس استقبالا حافلا وكافىء الملك لويس الثامن عشر السارق ب 150000 فرنك
لقد خرجت القبة السماوية من مصر خروجا غير شرعى وكاد اللصوص ان يحطمو المعبد بالديناميت الذى استخدم فى فصل القبة من السقف فهل يقبل الشعب الفرنسى لن يحتفظ بهذا الاثر المصرى التاريخى والمسروق علنا من معبد مصرى فى ارض مصرية
ان عودة القبة السماوية لايقل اهمية عن عودة كل اثار مصر المنهوبة فى كل متاحف العالم
الى كل حماة التراث فى مصر والعالم اعيدو الى معبد دندرة قبته السماوية المنهوبة حتى يكتمل التراث التاريخى للمعبد الجميل
عبدالمنعم عبدلعظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
Monemazim2007@yahoo.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق