
قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبد العظيم
قرايب عمى عبدالحكيم
نزحت اسرتنا من مدينة مطاى بمحافظة المنيا بعد اغلاق مصنع سكر مطاى الى ارمنت حيث استعان هنرى نوس صاحب الشركة بخبرات جدى فى صناعة السكر وعينه رئيس لانتاج السكر واشتهر باسم السكاكرى والتحق والدى واعمامى بالعمل بالمصنع فى وظائف لائقة لاجادتهم اللغة الفرنسية وكانو يحفظون القران
وكان بيتهم بمثابة مقر العمدة للمغتربين البحاروة كما كانو يسمونهم وعندما ثار عمال مصنع السكر بقيادة عمى عبدالحميد اصر مدير الشركة الفرنسى الا يعود الثوار للعمل الا بعد لبس زى النساء لاذلالهم فرحل عمى عبدالحميد وعمى عبدالحكيم الى القاهرة فى نفس اليوم واستقال ابى من العمل ولم يقبل احدهم الاهانة
افتتح عمى عبدالحميد ورشة ميكانيكية وشركة مقاولات وعمل عمى عبدالحكيم بشركة بواخر البوستة الخديوية بالاسكندرية ثم بشركة كراكات عبود فى وظيفة مرموقة
كان عمى عبدالحكيم وجيها انيقا تحسبه من الباشوات الكبار وكان يحرص على مشاهدة حفل ام كلثوم شهريا فى الصف الاول وعضو بالنادى الاهلى لزوم الوجاهة الاجتماعية
بينما تفرغ عمى عبد الحميد للعمل والابتكار وايمانة ان الانسان يلجا اليه الناس عندما يكون مثلا
كان هناك فرع من عائلتنا هاجر من المنيا للقاهرة فى وقت مبكر وعلم ابناءه فى الجامعة واصبحوا من كبار الموظفين والسياسيين منهم احمد ماهر باشا وعلى ماهر باشا وجدى احمد فهمى حسنين مدير رى الغربية والسفير عبدالمنعم عبدربة وعبدالعزيز باشا فهمى وانجبوا جيلا توارث الوجاهة الاجتماعية وانقطعت صلتنا بهم للفارق الاجتماعى ولكن عمى عبدالحكيم كان دائم الصلة بهم ويودهم ويزورهم وكنا نسميهم قرايب عمى عبدالحكيم
ولانه كان صديقى فقد كان يصحبنى لبعض زيارته لهم ولكنى كنت انحاز لعمى عبدالحميد ان الناس تعرف الشخص المميز والقرابة ليست تميزا عرفنى بعمتى دولت هانم زوجة احد الباشاوات وكانت تغسل يدها بالديتول والمطهرات اذا سلمت على شخص واصيبت اخر ايامها بمرض جلدى يجعل الناس تقرف من مصافحتها
كنا مرة فى وليمة بقرية الضبعية ووضعوا مع الاكل زجاجات البيرة وطبعا لم اتذوق البيرة واذا بعمى يصيح فى ياولد ياتاخد حقك وسط الرجالة ياتقوم كان كريما وشهما ومجاملا
ومات عمى عبدالحكيم وانقطعت صلتنا تماما باقاربه العظماء رحم الله عمى عبدالحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق