الأربعاء، 15 فبراير 2012
قصة من ارشيف الزكريات
قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبد العظيم
قرايب عمى عبدالحكيم
نزحت اسرتنا من مدينة مطاى بمحافظة المنيا بعد اغلاق مصنع سكر مطاى الى ارمنت حيث استعان هنرى نوس صاحب الشركة بخبرات جدى فى صناعة السكر وعينه رئيس لانتاج السكر واشتهر باسم السكاكرى والتحق والدى واعمامى بالعمل بالمصنع فى وظائف لائقة لاجادتهم اللغة الفرنسية وكانو يحفظون القران
وكان بيتهم بمثابة مقر العمدة للمغتربين البحاروة كما كانو يسمونهم وعندما ثار عمال مصنع السكر بقيادة عمى عبدالحميد اصر مدير الشركة الفرنسى الا يعود الثوار للعمل الا بعد لبس زى النساء لاذلالهم فرحل عمى عبدالحميد وعمى عبدالحكيم الى القاهرة فى نفس اليوم واستقال ابى من العمل ولم يقبل احدهم الاهانة
افتتح عمى عبدالحميد ورشة ميكانيكية وشركة مقاولات وعمل عمى عبدالحكيم بشركة بواخر البوستة الخديوية بالاسكندرية ثم بشركة كراكات عبود فى وظيفة مرموقة
كان عمى عبدالحكيم وجيها انيقا تحسبه من الباشوات الكبار وكان يحرص على مشاهدة حفل ام كلثوم شهريا فى الصف الاول وعضو بالنادى الاهلى لزوم الوجاهة الاجتماعية
بينما تفرغ عمى عبد الحميد للعمل والابتكار وايمانة ان الانسان يلجا اليه الناس عندما يكون مثلا
كان هناك فرع من عائلتنا هاجر من المنيا للقاهرة فى وقت مبكر وعلم ابناءه فى الجامعة واصبحوا من كبار الموظفين والسياسيين منهم احمد ماهر باشا وعلى ماهر باشا وجدى احمد فهمى حسنين مدير رى الغربية والسفير عبدالمنعم عبدربة وعبدالعزيز باشا فهمى وانجبوا جيلا توارث الوجاهة الاجتماعية وانقطعت صلتنا بهم للفارق الاجتماعى ولكن عمى عبدالحكيم كان دائم الصلة بهم ويودهم ويزورهم وكنا نسميهم قرايب عمى عبدالحكيم
ولانه كان صديقى فقد كان يصحبنى لبعض زيارته لهم ولكنى كنت انحاز لعمى عبدالحميد ان الناس تعرف الشخص المميز والقرابة ليست تميزا عرفنى بعمتى دولت هانم زوجة احد الباشاوات وكانت تغسل يدها بالديتول والمطهرات اذا سلمت على شخص واصيبت اخر ايامها بمرض جلدى يجعل الناس تقرف من مصافحتها
كنا مرة فى وليمة بقرية الضبعية ووضعوا مع الاكل زجاجات البيرة وطبعا لم اتذوق البيرة واذا بعمى يصيح فى ياولد ياتاخد حقك وسط الرجالة ياتقوم كان كريما وشهما ومجاملا
ومات عمى عبدالحكيم وانقطعت صلتنا تماما باقاربه العظماء رحم الله عمى عبدالحكيم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق