قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
الحاج متولى
لاتوجد اسرة فى ارمنت لاتترحم على الحاج متولى ابو النوبى ماذون ارمنت الراحل
عرفته من زمن طويل فقد كان متواجدا وله بصماته فى كل مكان والماذون الوحيد فى مصر الذى لايفاصل فى الرسوم ولا ياخذ مليما فى مجلس العقد ويكتفى بعلبة ملبن ويخرج واذا اعطيته حقه ياخذه فى حياء ولا يعد المبلغ واغلب عقوده مجانية ويودع رسومها من جيبه
نموذج غريب من البشر لايسعى للفلوس فقد كان رحمه الله من كبار الزراع ومن قيادات مركز ارمنت المحترمين وكان يعتبر الماذونية خدمة للغلابة وان الله ساقه لرحمة الغلابة وكان لايطلق
سالته مداعبا ياحاج متولى رايتك قياديا فى هيئة التحرير والاتحاد القومى والاتحاد الاشتراكى وحزب مصر والحزب الوطنى الا تختلف مع احد
فاجابنى احنا ياولدى ناس عمرانين لهذا تجدنا مع الحكومة لنسير ونحل مشاكل الناس لما اعارض من المسئول الذى سيسمعنى فقلت له وجهة نظر ولكنى مختلف معك
جمعتنى مع الحاج متولى انشطة عديدة عندما كنت امينا للشباب وموجها سياسيا وكان ياسرنى بدماثة خلقه وتفانيه فى خدمة الناس وكان دائما يدفع من جيبه
جمعتنا لجنه لحصر تركة زميل توفى شابا وبعد حصر الممتلكات وجدنا اربعون جنيه ذهب فى خزينة وطلبت ام الراحل وشقيقة تركها لابناءة ولاتدرج فى الحصر وكنت معهم واصر الحاج متولى على ان يسجل ماترك الراحل بالمليم وتوزع توزيعا شرعيا ونصحنى انه فى الحق لامكان للعواطف
وتمر الايام وتختلف ام الراحل مع زوجته ولولا حصافة الحاج متولى وحرصه على العدل كان يمكن ان نسال
هذا الدرس ظل فى ذاكرتى فى كل عمل لايصح الا الصحيح ولا مكان للعاطفة فى الحقوق
عندما عقدت زواج ابنتى ورايت ماذونى هذه الايام يتقاضون اضعاف الرسوم بدعوى ان زوجها يعمل بالسياحة وكنت انوى ان اسجل الزواج فى الشهر العقارى او سكرتارية المحكمة واتولى انا قراءة السنه لولا تدخل الناس لصالح الماذون طبعا ولسان حالى يترحم على ايام الحاج متولى الذىى كانت رسومه علبة ملبن واى مبلغ تعطيه له ياخذه فى حياء بالغ رحم الله الحاج متولى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق