السبت، 31 مارس 2012
البابا شنودة زجالا وشاعرا حلمنتيشيا
البابا شنودة زجال وشاعر شعبى
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
كان نظير جيد البابا شنودة الثالث مصريا يحمل كل صفات المصرى الاصيل ابن نكته متواضع فنان اصيل تناولت بعض اشعاره كشاعر رومانسى كان يمكن ان يثرى الحركة الادبية فى العالم العربى تحس فيه ببساطة ايليا ابو ماضى وفلسفة جبران خليل حبران وصوفية ابن الفارض
فى المرحلة الجامعية برز نظير جيد البابا شنود ة فى فن الزجل ذلك الفن الاصيل الذى نبت فى التربة الشعبية وتحدث بلغة الناس فى الشارع فصار قريبا من القلوب حتى خشى اللغويين منه على اللغة العربية
وشهدت محافل كلية الاداب بجامعة القاهرة الطالب نظير جيد يعبر عن احاسيسه بازجال رائعة اتسمت بالبساطة والفكاهة يقول
يا مَنْ ستتركنا كَم بدي أهديكا
طبلة وكمنجة وزمارة ومزيكا
حتى تُزَمِّرَ في لهوٍ وفي طربٍ وترقصُ الجو فوقيكَ وتحتيكا
فاليوم تخرج من لومانِنا فرحاً ونحن نُترَك للتأبيد عاديكا
إني عَجِبتَ لِقسمٍ لا نصيب له إحتت لا خيرَ لي فيه ولا ليكا
وقد بصرت لباب النحسِ مُنْفَتِحاً بضلفتيهِ وباب الحظ مسكوكا
كم بدّي مبخرةٌ حتى أُبَخِّرَكَ من عين هيئة تدريس تُعاديكا
من عين نصحي وعوّاد ومن بدوي ومن خفاجة ومن قومٍ تحدوكا
جماعةٌ يهلك التلميذُ بينهمُ مهما اشتغلتَ لهم شغل البلوتيكا
فى هذا الزجل نحس انه تاثر بمدرسة الشعر الحلمنتيشى الذى برع فيه حسين شفيق المصرى والذى اعتمد على السخرية والفكاهة ونلاحظ كيف نحت نظير حروفة ومعانية من لغة الشعب
نعيش معه فى قصيدة زجلية اخرى بعنوان كان نفسى ابقى عميد
يا ما نفسي شهر واحد بس مش عايزه يزيد
يعملوني فيه عميد او حتي نائب للعميد
كنت اعمل للسكاشن كلها ترتيب جديد
كنت اخلي الشخص يتخرج تقول زي الحديد
كنت امشي الشخص منكم عالعجين مايلخبطوش
كنت الغي قسم جغرافيه و مش ناقصين مضايقه
متنا من كتر المذاكرا و مش لاقيين ذاكراتنا حايقه
من غير الجغرافيه تبقي دراسة الكليه رايقه
مش ظريف الاقتراح ده يخليكم ما تسقطوش
بس انا يا خسارة عايش وسط ناس مايعبروش
لو كانوا يعرفوا مقداري كانوا مايسيبونيش
يعني لو ما كنتش اعرف المناخ ده استوائي ابقي جاهل
يعني لو ما كنتش اعرف الجبل ده التوائي ابقي جاهل
يعني لو ما كنتش اعرف بيليزوي وكيتيزوي وميليزوي ابقي جاهل
ده كلام فارغ صحيح ده مقرر مش مريح
دي مضايقه دي سماجه بس لما ابقي عميد
و الامل ده مش بعيد
ها ابقي الغي كل حاجه
كان يكره الجغرافيا ويتمنى ان يلغيها من المنهج واعتبرها خشو لاطائل منه فقد كان كل عشقه للتاريخ وفى زجل عن الجغرافيا يقول
________________________________________
حاجة غريبة بأدخلها بالعافية فى مخى ما تدخلشى
بنشوف فى الأطلس أمريكا و ألمانيا و بلاد الدوتشى
ماتقول لى بأى فوتوغرافيا و تقول ما تقول ما هاصدقشى
حاجة غريبة بأدخلها بالعافية فى مخى ما تدخلشى
و رياح مبللوله تجيب مية و رياح جافة متمطرشى
و رياح بتساحل فى الساحل تتبع تعريجة و تمشى
و رياح بتغير وجهتها و رياح تمشى متحودشى
انا عقلى اتلخبط فين ديا و ديا و بين ديا و ديا ما أفرقشى
حاجة غريبة بأدخلها بالعافية فى مخى ما تدخلشى
هذا غير قصائد كثيرة جعلت منه شاعر الكتلة الوفدية اتسمت بالطابع السياسى انتقد فيها مصطفى النحاس زعيم الوفد ومن حسن الطالع ان هيئة قصور الثقافة تجمع التراث الشعرى للبابا شنودة لتصدره فى كتاب تذكارى
اعتقد انه سيضيف كثيرا للمكتبة الشعرية
عبدالمنعــــــم عبد العظيــــم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
Monemaqzim2007@yahoo.com
الأحد، 25 مارس 2012
البابا شنودة الشاعر الرومانسى والراهب المقاتل
نظير جيد الشاعر الرومانسى والراهب المقاتل
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
كان يمكن ان يسطع اسم الشاعر الرقيق متدفق الاحساس نظير جيد البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية فى سماء الشعر ويصبح اسمه فى طليعة شعراء الرومانسية فى العالم العربى
فهو شاعر يحمل عاطفة متاججة والفاظه رقيقة ناعمة حالمة تنحت بساطة حروفها وانسيابيتها شغاف القلوب
فقد امه بعد ثلاثة ايام من مولده ولم يرى حنان الام ولم يستمتع بالجلوس على حجرها مما جعله يصرخ
أحقاً كان لي أمٌ فماتت؟ أم أني خُلِقت بدون أم؟
رماني الله في الدنيا غريباً أحلقُ في فضاء مُدلَهِمِّ
وأسال يا زماني أين حظي بأخت أو بخالٍ أو بعم؟؟
وأسأل عن صديق لا أجده كأني لست في أهلي وقومي
هذا الفراغ العاطفى واحساسة بالاغتراب جعله اميل الى العزلة وعمق احساسة بالوحدة حتى وجد نفسه فى الحياة الديرية وتحول حبه لامه الى حب اكبر فرغ فيه كل عواطفه حب مصر فعاشت مصر فى قلبه واعطاها كل مايملك وسكنت فى اعماق اعماقه وصبغ حبها ثقافته فاتجه الى دراسة التاريخ وبعد تخرجه عاش حياة عسكرية ضابطا فى جيش الحبيبة يقول
جعلتك يا مصر في مهجتي
وأهواك يا مصر عمق الهوى
إذا غبت عنك ولو فترة
أذوب حنينا أقاسي النوى
إذا عطشت إلى الحب يوما
بحبك يا مصر قلبي ارتوى
نوى الكل رفعك فوق الرؤوس
وحقا لكل أمريء كل ما نوى
هذا التكوين الفكرى بين التاريخ والصحافة والحياه العسكرية والاتجاه الى التدين والصقل الفكرى من خلال مدارس الاحد خلق من نظير جيد شخصية جديدة بين النسك والايمان بالاستشهاد وعايش البطولة فى التاريخ القبطى وكيف قاوم الاباء صلف الرومان ولم تهدء نفوسهم الا بالشهادة وعايش عصر الشهداء وصفت نفسه بالحديث عنهم وكيف انتصروا على الطغاة
نلتم الأمجاد فى دنيا ودين وهزأتم بالطغاه الملحدين
لم تموتوا أيها الأبطال بل قد سكنتم فى سماء الخالدين
لم يمت من قاوم الكفر ومن بيسوع هز عرش الكافرين
لم يمت من صار بأستشهاده قدوه تبقى على مر السنين
لم يمت من قدم الروح على مذبح الحق جريئاً لا يلين
لم يمت كل غريب ههنا مر بالدنيا مرور الزائرين
عجباً كيف صمدتم للطغاه فى ثبات أدهش الكون مداه
أى شىء حبب الموت لكم هل رأيتم فيه أكليل الحياه؟
أم بصرتم بيسوع واقفا فى أنتظار ، فاستبقتم للقاه؟
أم سمعتم مثل همس الوحي من قد دعاكم فاستجبتم لدعاه؟
أم تذكرتم صليب الناصرى ونسيتم كل شىء ما عداه؟
أم تخيلتم عمود الدين قد راح يهوى فاصطففتم لحماه؟
أيما قد كان داعى الموت لم نستطع حسبانكم فى المائتين؟
لم تموتوا أيها الأبطال بل قد سكنتم فى سماء الخالدين ؟
هذه القوه فى غير أنتهاء كيف جاءتكم جموع الشهداء؟
أى سيف قد تسلحتم به أيها العزل فى ساح الدماء؟
هل رأيتم فى دروع الأرض ما لم يلق يوما بأبناء السماء؟
تسلحتم بقلب طاهر ودعاء مستجاب ورجاء
وبأيمان قوى قادر يرجع الموتى ويشفى الضعفاء
ألهمونا بعض تقواكم فقد أظلم الكون وقل الأتقياء
وبقينا كلما نذكركم يخفق القلب ويدعو فى حنين:
لم تموتوا أيها الأبطال بل قد سكنتم فى سماء الخالدين
ثم حمل البابا شنودة صليبه وهجر الدنيا واتجه الى برية شيهيت وادى النطرون ليعيش حياه الديرية وبين المحبسة والقلاية والحياة الخشنة وهواية نسخ الكتب القديمة تعمقت ثقافته ورسخت معرفه الدينية بالدين المسيحى بل ان قراءته فى التراث الاسلامى كانت واسعه فى هذه البيداء الموحشه كان البابا شنودة العابد العاكف الصوفى الذى تفرغ للحب الالهى يناجى
اغلق الباب وحاجج
و املأ الليل صلاة
في دجى الليل يسوعا
و صراعا ودموعا
1. أيها الحائر يا من
تسأل الناس وتشكو
هل وجدت الحل يا
هل أزال الناس ما
يا صديقي: سوف لا يجديك
ليس عند الناس رأى
فحلول لفريق
إنما عندي علاج
اغلق الباب وحاجج
و املأ الليل صلاة
تهت في فكر عميق
صارخا أين الطريق
مسكين والقلب الشفيق
عندك من هم وضيق؟!
في الدنيا صديق
ثابت شاف يليق
ضد أخرى لفريق
قد خبرناه جميعا
في دجى الليل يسوعا
و صراعا ودموعا
2. أيها المصلح يا من
ثائرا للحق والإصلاح
كم لقيت العنت والتجريح
تحمل اليوم صليبا
يا صديقي : إن مضى الوقت
و استمر الحال مثل الأمس
فأدخل المخدع واركع
قل له اشتدت وضاقت
قل له يا رب إني
واعرض الأمر وحاجج
و املأ الليل صلاة تملأ الدنيا لهيبا
محتدا غضوبا
و القول المعيبا
و غدا أيضا صليبا
نزاعا وحروبا
صعبا وعصيبا
و اسكب النفس سكيبا
فأفتح الباب الرحيبا
عاجز لن استطيعا
في دجى الليل يسوعا
و صراعا ودموعا
نفس الحب والمذاقات التى عاشتها رابعة العدوية والحلاج وابن الفارض وبشر الحافى وذى النون المصرى ونفس السمو الروحى الذى سلكه الاباء فالرهبنة ابتكار مصرى كما ان التصوف الاسلامى اكتسب عمقا خاصا فى مصر
هذا المقاتل العنيد والشاعر الرقيق يعيش الوحدة وسط الناس ويردد
ليس لي شأن بغيري أنا في البيداء وحدي
قد أخفيت جحري لي جحرُ في شقوق التل
ساكنا ما لست أدري وسأمضي منه يوماً
من قفر لقفر سائحاً أجتاز في الصحراء
والآكام ديري ليس لي دير فكل البيد
للأسوار فكري لا ولا سور فلن يرتاح
لم أشغف بوكر أنا طير هائم في الجو
في إقامتي وسيري أنا في الدنيا طليق
حين أمشي حين أجري أنا حر حين أغفو
شيء غير أمري وغريب انا أمر الناس
هذا الطير الهائم تختار له الاقدار طريق اخر لم يختارة فاختير اسقفا للتعليم والتربية الكنسية واثرى الفكر المسيحى الحديث واختارت له الاقدار مسلكا اخر واصبح بطريرك الكرازة المرقسية وتربع على عرش مار مرقس الرسول وخاض الراهب المقاتل معركة من اشرف وانبل معاركة حافظ فيها على وحدة الوطن وتصدى للفتن حتى وافته المنية فودعته مصر كلها بالدموع
عبدالمنعم عبدالعظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
Monemazim2007@yahoo.com
الجمعة، 23 مارس 2012
قصة من ارشيف الزكريات حسن عبدالعزيز طلع مخابرات يارجالة
قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
حسن عبدالعزيز ضابط مخابرات يارجالة
فكرت امانة التثقبف بالاتحاد الاشتراكى فى تدريب كوادر فكرية للقيام بالتثقيف السياسى لاعضاء وحدات الاتحاد الاشتراكى على غرار تجربة المعاهد الاشتراكية بمنظمة الشباب وتبنى الاستاذ ضياء الدين داود الفكرة وكون المكتب الفنى للتثقيف وكان من ابرز اعضاءة الاستاذ عبدالهادى ناصف والاستاذعبدالغفار شكر واصبح له فروعا بالمحافظات تتولى تدريب العضوية الى جانب التوجيه المعنوى لقوات الدفاع الشعبى
كنا نتلقى دورات الاعداد بنادى الشمس بمصر الجديدة وكنا نقيم بخيام بالنادى وانشانا نادى البطانية حيث كان كل واحد منا يخرج بطانية الى الحديقة ونجلس لنتسامر ونتناقش حتى ساعة متاخرة من الليل وكانت المنقاشات حرة وموضوعية وصريحة وكان يشاركنا اللقاءات الاستاذ ضياء داود والدكتور عبد العزيز كامل وزير الاوقاف والدكتور كمال ابو المجد والدكتور لبيب شقير وشعراوى جمعة وكان امينا للنتظيم ووزيرا للداخلية ومحمد عروق مدير صوت العرب وعادة ماكان يصحب عبدالرحمن الابنودى والفنان محمد حمام
كان عبدالرحمن الابنودى زميلا فى الدراسة لزميلنا طلعت احمد مصطفى امين شباب قوص وكان يحلو لطلعت تقليده بطريقة كوميدية
وفى الصباح كنا نمارس رياضة اليوجاعلى يد لواء سابق بالجبش كان يجرى بنا ثمانية كيلو مترات بصحراء مصر الجديدةوكنا نتساقط بطول المسافة حتى نتركه وحده
واثناء وجبات الطعام التى كان يشرف عليها شاب مهذب اسمه حسن عبدالعزيزوكم اتعبنا حسن هذا عايزين ملح يابو على دى لحمة ولا شبسى مش عايزين الطبيخ الساقع نقصد الزبادى ونضحك وكان يتقبلنا ويحاول تحقيق كل رغباتنا
فى محاضرة للسيد شعراوى جمعة ناقشت معه قضية لبعض قيادات من الاتحاد الاشتراكى سحبوا منهم البنادق وكانو من قوات الدفاع الشعبى بعد التدريب بحجة انهم كانو ينتمون للاخوان المسلمين وطلب منى عمل مذكرة اسلمها له فى الخيمة بعد المحاضرة وكتبت المذكرة ذهبت لتسليمها له وانا جالس معة دخل ابو على مشرف المطعم فرحب به شعراوى جمعة بتلقائية اهلا سيادة العميد وخرجت مهرولا لابلغ زملائئى حسن عبدالعزيز طلع عميد مخابرات يارجالة
الاثنين، 19 مارس 2012
حواة الثعابين مهنة فى طريقها للاندثار
حواة الثعابين مهنة فى طريقها للاندثار
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
هذه المهنة من اعجب واطرف واغرب واخطر المهن التى يمكن ان يمارسها انسان وان كانت الان فى طريقها للاندثار البعض يرجعها الى السحر الذى اشتهر به قدماء المصريين وتوارثته الاجيال والبعض يعتبرها نوع من القدرات الخاصة يملكها بعض الاشخاص
هؤلاء الحواة او الرفاعية نسبة الى القطب الصوفى الكبير احمد الرفاعى الذى يعطى مريديه العهد بالتعامل مع الثعابين والافاعى والعقارب والحشرات السامة دون ان تاذيهم
ولقد حاول علماء الحملة الفرنسية على مصرايجاد تفسير علمى لهذه الظاهرة التى تتبعوها واحتلت بابا من كتاب وصف مصر
يقول سترابون ان هؤلاء الحواة لديهم موهبة سحر الثعابين يقول علماء الحملة الفرنسية ان هذه الثعابين تشبه نوعا من الحيوانات لايصبح ضارا الا عندما تظن ان من يقترب منها بسبب اضطرابة غير الواثق وترددة يريد ايذائها اما الرحالة بوكوك فقد وفر على نفسه جهد البحث وادعى انه ليس ثمة ثعابين سامة فى مصر
لقد افترض علماء الحملة الفرنسية ان الحواة المصريين لديهم القدرة على اعطاء اصوات منغمة قادرة على جذب الثعابين ويؤكد الاستاذ لاسبيد ان الثعابن عادة تفرز رائحة قوية وان بعض الناس بالمثل لهم رائحة مسكية كما اكدو ان اللعاب له تاثير مخدر على هذه الحيوانات
هؤلاء الحواه كانو يجوبون شوارع مدينتنا ورايتهم فى وادى الملوك يعرضون مهارتهم على السياح ولكن ليس لهم وجود الان
وذكر على مبارك فى خططه التوفيقية ان بقوص قوم لهم معرفة تامة بصيد الثعابين والحيات والعقارب بواسطة عزائم واقسام سحرية يقراونها ويسلطونها على من شاءؤا متى شاءوا فتتبعه بكل جهد ولاترجع عته الا اذا امرت بالرجوع
حكى المقريزى عن الامير تكتباى حاكم قوص فى زمن السلطان محمد بن قلاوون انه اوقف ذات مرة امراة حاوية او ساحرة وامرها ان تريه شيئا من عجيب صناعتها فاخبرته ان سرها الاكبر ان تسحر العقارب وتحركها كما شائت فاذا سمت اليها شخصا ذهبيت الية لاتتعداه فتلدغه وتهلكه فقال لها ارينى ذلك وارجوك ان تجربى فى فاتت بعقرب وتلت عزائمها عليها ثم اطلقتها فانطلقت وراءه وهو يزوغ منها بجهات شتى حتى كادت تلدغه وهرب منها وجلس على كرسى بحوض به ماء فوقفت على حافته تراود نفسها فى خوضه ثم جرت على الحائط ومشت بالسقف حتى صارت موازية لراسه ثم رمت بنفسها فسقطت بالقرب منه وقصدته فبادراليها بضربة قاتله ثم امر بقتل المراة الساحرة
وبالجملة فان امر العزائم السحرية المستخدمة للثعابين والعقارب كان من زمن قديم فى افريقياوتحدثت التوراة عن ثعبان اصم لاتؤثر فيه العزائم وفى كتب الرومان واليونان اشارة لهذا
يقول بلوتراك هم طائفة من اهل افريقيا يتلون على الثعابين نوعا من العزائم ثم يسلبون بها قواها ويصيرونها نائمة وقال بلين ان هذه صفة خاصة فيهم
وان قاتون رئيس الجيوش الرومانية اخذ جملة من الحواة بعد موقعة فرسال واسكنهم ببلادة والعرب يسمونهم الحواة
وتوارث هذه المهنة ابناء الطريقه الرفاعية والسعدية من الطرق الصوفية
وفى محافظة الجيزة قرية ابى رواش تحترف صيد الثعابين والزواحف ويحقق اهلها دخلا طيبا من التجارة فيها
وفى مصر اربعون نوعا من الثعابين السام منها سبع انواع الكوبرا المصرية والمقرنة والقوعة والكذابة والبرجيل والبخاخ
اما بالنسبة للهنود فانهم امهرمن برع فى هذا الفن
هذه المهنة فى طريقها للاندثاركما ان انتشار النظافة والكهرباء والعمران اثر فى تناقص تواجد هذه الحشرات بالبيوت
عبدالمنعـــم عبدالعظيـــــم
مدير مركزدراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
Monemazim2\oo7@yahoo.com
الجمعة، 9 مارس 2012
قصة من ارشيف الزكريات محنون وهيبة
قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
مجنون وهيبة
كان يمكن ان تكون حكايته حدوتة شعبية تتغنى بها الناس مثل قصص الحب التى خلدها التراث الشعبى حسن ونعيمة بهية وياسين شفيقة ومتولى لكن ذاكرة الناس ضعفت ولم يعد للرومانسية مكان وسط صخب الحياه
هذا الفنان الشعبى احمد الطاهر ابو حسيبة الذى كان يعمل سائفا بمصانع سكر ارمنت وفى المساء صعلوكا يرتاد الافراح والليالى الملاح بجلبابة المهندم وسنته الذهبية التى اشتهر بها
كان يرقص ويغنى ويتغنى فى حبيبته التى خانته وتزوجت غيره وهيبة اووهبية التى شاء القدروحظها العاثر ان يعشقها ويهيم بها هذا الشاعر الصعلوك وان تصبح اغنية يرددها الناس وراء شاعرهم الشعبى الراقص اجمد الطاهر والذى كان يقود ايضا فريق العراسة وهو نوع من التمثيل بدون مسرح يخرج الممثلين من وسط الناس فى مشاهد فكاهية ذات ايحاءات جنسية تشد المشاهدين وتضفى على جو الافراح مرحا وبهجة
وبين المشاهد يغنى احمد الطاهر لوهيبة ويحكى قصة حبه وغدر الحبيبة واحلامة التى ضاعت ويشدوباغنيته الشهيرة:
ياحمد يابو الطاهر يالى عيونك جواهر ماعرفت الحرة من الاهر (العاهر)
فضحت اغانى احمد الطاهر وهيبة وعرتها وجعلتها اغنية تغنى لا تسعفنى الذاكرة على تذكر ماتغنى به
وترحل وهيبة من البلد وتهاجرها الى غير رجعة فقد لاكت سيرتها الناس
وظل الواد ابو سنة ذهب يرقص ويغنى لوهيبة تارة مادحا وواصفا جمالها وطلعتها البهية على الموردة وهى تحمل البلاص وقصة حبهما ثم يهجوها بكل حسرة والم رغم من انه تزوج وانجب حتى توفاه الله
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
مجنون وهيبة
كان يمكن ان تكون حكايته حدوتة شعبية تتغنى بها الناس مثل قصص الحب التى خلدها التراث الشعبى حسن ونعيمة بهية وياسين شفيقة ومتولى لكن ذاكرة الناس ضعفت ولم يعد للرومانسية مكان وسط صخب الحياه
هذا الفنان الشعبى احمد الطاهر ابو حسيبة الذى كان يعمل سائفا بمصانع سكر ارمنت وفى المساء صعلوكا يرتاد الافراح والليالى الملاح بجلبابة المهندم وسنته الذهبية التى اشتهر بها
كان يرقص ويغنى ويتغنى فى حبيبته التى خانته وتزوجت غيره وهيبة اووهبية التى شاء القدروحظها العاثر ان يعشقها ويهيم بها هذا الشاعر الصعلوك وان تصبح اغنية يرددها الناس وراء شاعرهم الشعبى الراقص اجمد الطاهر والذى كان يقود ايضا فريق العراسة وهو نوع من التمثيل بدون مسرح يخرج الممثلين من وسط الناس فى مشاهد فكاهية ذات ايحاءات جنسية تشد المشاهدين وتضفى على جو الافراح مرحا وبهجة
وبين المشاهد يغنى احمد الطاهر لوهيبة ويحكى قصة حبه وغدر الحبيبة واحلامة التى ضاعت ويشدوباغنيته الشهيرة:
ياحمد يابو الطاهر يالى عيونك جواهر ماعرفت الحرة من الاهر (العاهر)
فضحت اغانى احمد الطاهر وهيبة وعرتها وجعلتها اغنية تغنى لا تسعفنى الذاكرة على تذكر ماتغنى به
وترحل وهيبة من البلد وتهاجرها الى غير رجعة فقد لاكت سيرتها الناس
وظل الواد ابو سنة ذهب يرقص ويغنى لوهيبة تارة مادحا وواصفا جمالها وطلعتها البهية على الموردة وهى تحمل البلاص وقصة حبهما ثم يهجوها بكل حسرة والم رغم من انه تزوج وانجب حتى توفاه الله
الأحد، 4 مارس 2012
قصة من ارشيف الزكريات اكبر موكب جنائزى فى التاريخ
قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
اكبر موكب جنائزى فى التاريخ
كانت نهاية هذا العملاق ماساوية كان شامخا وهو يلملم جراحات العرب فى ايلول الاسود وفى معركة من انصع معاركه وهو يضمد هذه الجراح ويجمع الملوك والرؤساء العرب لحل المشكلة وبعد ان ودع اخرهم امير الكويت واقفا على قدميه لم تفارقه الابتسامة
وعاد بعد يوم مضنى الى منزله ليستريح ولكنها كانت الراحة الابدية وصدم العالم شرقه وغربه بوفاة اخر الرجال واخر الزعماء واخر قنديل زيت يضاء واخرسيف من القادسية كما قال نزار
مات عبدالناصروكانت وفاته اسطورية فاقت كل التراجيديات
واهتزت لها الدنيا من اقصاها الى ادناها
لم يحركنا احد ولم نتلقى تعلميات من احد اجتمعنا اجتماع صغيرلجنة الاتحاد الاشتراكى واللجنة النقابية بمصنع السكر وسط دموعنا وقررنا السفر فورا الى القاهرة لحضور جنازة الزعيم
وفى رحلة القطار من الاقصر الى القاهرة شهدنا تيارات جارفة من البشر فى كل القرى والنجوع والمدن التى مررنا بها كانت دموعهم تملىء نهر النيل ومصر كلها فى ماتم وتجرى الدموع من النيل الى البحر لتختلط بدموع العرب والدول النامية ودول العالم الثالث والاحرار فى كل مكان العدو قبل الصديق حتى تل ابيب كانت فى ماتم
وصلنا القاهرة ووجدنا مصر كها انتقلت الى هناك ولاموضع لقدم توقفت المواصلات جميع المواصلات ولا تسمع فى ارجاء مدينة المعز سوى البكاء والعويل التقيت بالاصدقاء والزملاء والاقارب من الاسكندرية الى اسوان وكان من المستحيل ان يجمعنا موكب واحد
حاولنا ان نحدد لنا مكانا نشهد فيه الجناز ولم نجد الا كتل من البشر تملىء كل شبر فى المساء الذى لم نشهد فيه نوما التقيت بالصديق الدكتور عبدالرحمن عرنوس وهو يضع نشيد الوداع ياجمال ياحبيب الملايين وشاهدت الشاعر هارون هاشم رشيدامام مبنى التلفزيون يكتب رائعته هى ذى مصر طفل من بولاق محمول فوق الاعناق يحمل صورة عبدالناصر وقابلت الاقتصادى المصرى محمد ياسين صاحب مصانع الزجاج التى اممها عبدالناصر وكان بصحبة عمى عبدالحميد يبكى بحرقة رغم انه كان يشكو ان الرجل ازال اسمه من شركته وسماها شركة النصر وقال لى ان مصر فقدت كرامتها عندما فقدت عبدالناصر
وتوجهت مع الزميل عبده احمد حسن الى امانة الشباب لتعزية الدكتور مفيد شهاب امين الشباب ايامها ثم دلفت الى منزل قريب لى من اعدى اعداء عبدالناصر الحاج محمد مصطفى الحرايرى من رجال الاعمال الذين اضيرو من الثورة فوجدت جنازة حقيقية والكل متشح بالسواد يبكى وقال لى لاتستغرب لو سافرت الى الخارج لعرفت قيمة عبدالناصر ومدى احترام العالم لنا بسببه
شهدت موكب النساء عند اللجنة المركزية يشققن الجيوب ويلطخن وجوههن بالطين والنيلة ويتحزمن بالطرح والحبال
ومر الموكب الشعبى الرهيب نعش عبدالناصر على اكتاف شعبه يختر ق القاهرة ليودعها الوداع الاخير وشهدت دموع ايزيس وانحنى رمسيس اجلالا للموكب العظيم جموع تدفع جموع شيوخ شباب اطفال نساء مصريين واجانب وكان الجميع يحس انه فقد اباه واملة
لقد كنت فعلا على موعد مع القدر انى شهدت موكب وفاة عبدالناصر وبعدها شهدت موكب وفاة الشاه والسادات واتمنى من الله ان اعيش لاشهد موكب حسنى مبارك
تذكرت هذا وانا اشهد معرضا لصور عبدالناصر اقامه شباب الطليعة الناصرية امام معبد الاقصر شباب دون الثلاثين لم يشهدو عصر عبدالناصر لكنهم امنوا بثورته ومبادئه احسست ان المسيرة مستمرة وان عبد الناصر مازال حيا فى القلوب ويجرى دمه فى العروق
الجمعة، 2 مارس 2012
قصة من ارشيف الزكريات مصنع العلف
قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
مصنع العلف
عندا فكرت شركة السكر انشاء مصنع للعلف للاستفادة من مصاصة القصب والمولاس بعد اضافات اخرى كالذرة والبروتين وكلفت المهندس علاء شعبان وهو مهندس تخطيط ودراسات عمل ناجح ومن الخبراء المعدودين فى هذا المجال والحقبقة بدء المهندس علاء فى تنظيم المعدات وتجميع الرسومات الهندسية لكن الشركة رقته الى منصب اعلى وكلفت مهندس مستهتر لمواصلة التنفيذ بدلا منه ولكنه ترك المهمة وتراكمت المصنعات بدون تنظيم وارتبك البرنامج الزمنى للتنفيذ وتم تكليفى مديرا تنفيذيا للمشروع وبدات من الصفر اعدت ترتيب الرسومات وحصرت المصنعات التى وصلت ورقمتها ووقابلت المهندس الذى صمم المشروع
لمناقشتة فى تعديل معدات اضيفت بدون لازم و فاجئنى بانه نقل تصميمات مصنع متوقف بميت غمر كما هى
واتاحت لى الاجتماعات الشهرية التى كانت تعقد بادارة المشروعات بالحوامدية التعرف على عدد من المتخصصين من اساتذة الجامعات افادونى كثيرا
وزرت شركة ميتالكوالمكلفة ببعض المصنعات وحصرت الهياكل المعدنية التى تم تصنيعها واكتشفت انهم صنعو اكثر من المطلوب استطعت ان اعرضها على المصانع الشقيقة وصدرتها لمصانع دشنا
ثم زرت مصانع المعدات وحصرت المصنعات حصرا دقبقا واومر التصدير وراجعتها على مخازن مصانعنا واستكملت الناقص
وبدات مع الشركات المنفذه فى التركيبات وقمت مع زملائى بالمتابعة ودفع العمل حتى اكتمل التنفبذ واصبح المصنع جاهز للتشغيل قمنا بعمل التجارب المبدئية واستكملنا النقص وعدلنا اشياء كثيرة
وفى حفل الافتتاح كان كل قيادات الشركة حتى الاداريين يقولون انا انا انا عملت انا سويت ويتصدر كادر الكاميرات عدا واحد زحف الى مكتبه وجلس فى هدوء يشرب كوبا من الشاى ويحمد الله ان نجح المشروع هو انا ولم اندم انى لم احصل على مكافئة سخية فقد كافئنى الله فى ابنائى
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
مصنع العلف
عندا فكرت شركة السكر انشاء مصنع للعلف للاستفادة من مصاصة القصب والمولاس بعد اضافات اخرى كالذرة والبروتين وكلفت المهندس علاء شعبان وهو مهندس تخطيط ودراسات عمل ناجح ومن الخبراء المعدودين فى هذا المجال والحقبقة بدء المهندس علاء فى تنظيم المعدات وتجميع الرسومات الهندسية لكن الشركة رقته الى منصب اعلى وكلفت مهندس مستهتر لمواصلة التنفيذ بدلا منه ولكنه ترك المهمة وتراكمت المصنعات بدون تنظيم وارتبك البرنامج الزمنى للتنفيذ وتم تكليفى مديرا تنفيذيا للمشروع وبدات من الصفر اعدت ترتيب الرسومات وحصرت المصنعات التى وصلت ورقمتها ووقابلت المهندس الذى صمم المشروع
لمناقشتة فى تعديل معدات اضيفت بدون لازم و فاجئنى بانه نقل تصميمات مصنع متوقف بميت غمر كما هى
واتاحت لى الاجتماعات الشهرية التى كانت تعقد بادارة المشروعات بالحوامدية التعرف على عدد من المتخصصين من اساتذة الجامعات افادونى كثيرا
وزرت شركة ميتالكوالمكلفة ببعض المصنعات وحصرت الهياكل المعدنية التى تم تصنيعها واكتشفت انهم صنعو اكثر من المطلوب استطعت ان اعرضها على المصانع الشقيقة وصدرتها لمصانع دشنا
ثم زرت مصانع المعدات وحصرت المصنعات حصرا دقبقا واومر التصدير وراجعتها على مخازن مصانعنا واستكملت الناقص
وبدات مع الشركات المنفذه فى التركيبات وقمت مع زملائى بالمتابعة ودفع العمل حتى اكتمل التنفبذ واصبح المصنع جاهز للتشغيل قمنا بعمل التجارب المبدئية واستكملنا النقص وعدلنا اشياء كثيرة
وفى حفل الافتتاح كان كل قيادات الشركة حتى الاداريين يقولون انا انا انا عملت انا سويت ويتصدر كادر الكاميرات عدا واحد زحف الى مكتبه وجلس فى هدوء يشرب كوبا من الشاى ويحمد الله ان نجح المشروع هو انا ولم اندم انى لم احصل على مكافئة سخية فقد كافئنى الله فى ابنائى
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)