الأحد، 4 مارس 2012
قصة من ارشيف الزكريات اكبر موكب جنائزى فى التاريخ
قصة من ارشيف الزكريات
بقلم عبدالمنعم عبدالعظيم
اكبر موكب جنائزى فى التاريخ
كانت نهاية هذا العملاق ماساوية كان شامخا وهو يلملم جراحات العرب فى ايلول الاسود وفى معركة من انصع معاركه وهو يضمد هذه الجراح ويجمع الملوك والرؤساء العرب لحل المشكلة وبعد ان ودع اخرهم امير الكويت واقفا على قدميه لم تفارقه الابتسامة
وعاد بعد يوم مضنى الى منزله ليستريح ولكنها كانت الراحة الابدية وصدم العالم شرقه وغربه بوفاة اخر الرجال واخر الزعماء واخر قنديل زيت يضاء واخرسيف من القادسية كما قال نزار
مات عبدالناصروكانت وفاته اسطورية فاقت كل التراجيديات
واهتزت لها الدنيا من اقصاها الى ادناها
لم يحركنا احد ولم نتلقى تعلميات من احد اجتمعنا اجتماع صغيرلجنة الاتحاد الاشتراكى واللجنة النقابية بمصنع السكر وسط دموعنا وقررنا السفر فورا الى القاهرة لحضور جنازة الزعيم
وفى رحلة القطار من الاقصر الى القاهرة شهدنا تيارات جارفة من البشر فى كل القرى والنجوع والمدن التى مررنا بها كانت دموعهم تملىء نهر النيل ومصر كلها فى ماتم وتجرى الدموع من النيل الى البحر لتختلط بدموع العرب والدول النامية ودول العالم الثالث والاحرار فى كل مكان العدو قبل الصديق حتى تل ابيب كانت فى ماتم
وصلنا القاهرة ووجدنا مصر كها انتقلت الى هناك ولاموضع لقدم توقفت المواصلات جميع المواصلات ولا تسمع فى ارجاء مدينة المعز سوى البكاء والعويل التقيت بالاصدقاء والزملاء والاقارب من الاسكندرية الى اسوان وكان من المستحيل ان يجمعنا موكب واحد
حاولنا ان نحدد لنا مكانا نشهد فيه الجناز ولم نجد الا كتل من البشر تملىء كل شبر فى المساء الذى لم نشهد فيه نوما التقيت بالصديق الدكتور عبدالرحمن عرنوس وهو يضع نشيد الوداع ياجمال ياحبيب الملايين وشاهدت الشاعر هارون هاشم رشيدامام مبنى التلفزيون يكتب رائعته هى ذى مصر طفل من بولاق محمول فوق الاعناق يحمل صورة عبدالناصر وقابلت الاقتصادى المصرى محمد ياسين صاحب مصانع الزجاج التى اممها عبدالناصر وكان بصحبة عمى عبدالحميد يبكى بحرقة رغم انه كان يشكو ان الرجل ازال اسمه من شركته وسماها شركة النصر وقال لى ان مصر فقدت كرامتها عندما فقدت عبدالناصر
وتوجهت مع الزميل عبده احمد حسن الى امانة الشباب لتعزية الدكتور مفيد شهاب امين الشباب ايامها ثم دلفت الى منزل قريب لى من اعدى اعداء عبدالناصر الحاج محمد مصطفى الحرايرى من رجال الاعمال الذين اضيرو من الثورة فوجدت جنازة حقيقية والكل متشح بالسواد يبكى وقال لى لاتستغرب لو سافرت الى الخارج لعرفت قيمة عبدالناصر ومدى احترام العالم لنا بسببه
شهدت موكب النساء عند اللجنة المركزية يشققن الجيوب ويلطخن وجوههن بالطين والنيلة ويتحزمن بالطرح والحبال
ومر الموكب الشعبى الرهيب نعش عبدالناصر على اكتاف شعبه يختر ق القاهرة ليودعها الوداع الاخير وشهدت دموع ايزيس وانحنى رمسيس اجلالا للموكب العظيم جموع تدفع جموع شيوخ شباب اطفال نساء مصريين واجانب وكان الجميع يحس انه فقد اباه واملة
لقد كنت فعلا على موعد مع القدر انى شهدت موكب وفاة عبدالناصر وبعدها شهدت موكب وفاة الشاه والسادات واتمنى من الله ان اعيش لاشهد موكب حسنى مبارك
تذكرت هذا وانا اشهد معرضا لصور عبدالناصر اقامه شباب الطليعة الناصرية امام معبد الاقصر شباب دون الثلاثين لم يشهدو عصر عبدالناصر لكنهم امنوا بثورته ومبادئه احسست ان المسيرة مستمرة وان عبد الناصر مازال حيا فى القلوب ويجرى دمه فى العروق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق