الخميس، 27 نوفمبر 2008

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

هذه الرحلة المقدسة وامراة من مصر

لبيك لا شريك لك
امرأة من مصر في رحلة مقدسة
كوامن الغيرة تتفجر في قلب الزوجة، فتقسم ألا يؤويها وتلك المصرية سقف في أرض كنعان.
كتب ـ عبدالمنعم عبدالعظيم
في هذه الأيام المباركة حيث تهفوا القلوب إلى أم القرى أطهر ملتقى وأقدس وأشرف بقاع الدنيا، حيث يعانق ضيوف الرحمن هذا الثرى الطيب وبين التلبية والطواف والوقوف تواضعا لعظمة الحي الذي لا يموت وإذعانا للقوي الجبار صاحب الملك والملكوت سعيا إلى مغفرة الرحمن الرحيم في متجر عبادته وعند موعد مغفرته، كما يقول الإمام على كرم الله وجهه، تشدنا على البعد أصداء ذكريات سامية كثيرة ارتبطت بهذا المكان الطيب الطاهر وظل عبق أريجها وعبير شذاها يطل من عليائه ويغمر الأرض بالحب والأمل والرحمة والنور ويجمعها بالإيمان والتقوى ويغذيها بالذكر الحسن.
في هذه البقعة الطيبة الطاهرة المطهرة الآمنة الوادعة المطمئنة الذاكرة التي تملأ القلوب أمنا وطمأنينة وتقوى فيها وشائج الإيمان وتجمع شتاتها على هدي الخالق البارىء المنان، وكأني انظر وسط الألوف المؤلفة الذين ارتفعت نجوى قلوبهم إلى عنان السماء عازفة عن كل دنايا النفوس متفوقة على ضعفها تاركة زخارف الدنيا خلف ظهرها لتعيش الفطرة على سجيتها محلقة في ملكوت القدوس السلام العدل مالك الملك سبحانه هاتفة بكل الجوارح ومن عمق أعماق القلوب {لبيك الهم لبيك لبيك لاشريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك.}، تشدنى ذاكرة التاريخ بعيدا.
أنظر في هذا المكان الرحب الذي لا تجد فيه موضعا لقدم، إلى زمن كان فيه هذا الوادي قاحلا قفرا أجدب، وامرأة من مصر ارتوت من سلسبيل نيلها الرقراق فلم تعاني ولم تقاسي فى أرضها الخضراء المعطاء عنت الحياة وشقاوة العيش، أتت من أرض رحبة رغده فأكسبتها مصريتها، نضرة وصفاء، ومنحتها روح الحب والأمل والعطاء بالرغم من كونها أمة، وقد أكد عديد من المفسرين أنها كانت من بنات الملوك وكانت أسيرة حرب فى بلاط فرعون، أهداها لسارة فأهدتها سارة إلى زوجها إبراهيم الخليل عليه السلام علها لتسري عنه إحساسه بالحرمان من الولد وقد كانت له سكنا ففجرت رجولته وأينعت خصوبته، فأثمرت ابنها إسماعيل عليه السلام، فعاد للرجل بشره وهناؤه، وهدأت نفسه بعد طول انتظار للخليفة.
ولكن هذا فجر أيضا كل كوامن الغيرة في زوجته، ولها عذرها كأنثى حرمت من العطاء وبلغت عمرا تفقد فيه المرأة الرجاء، فأقسمت ألا يؤويها وتلك المصرية سقف في أرض كنعان.
وغالبت الشيخ فغلبته، فسار بزوجته ووليدها في الفيافي والقفار حتى ذلك المكان بوادٍ غير ذي زرع عند تلك الربوة الحمراء حيث أطلال البيت العتيق.
هناك ترك امرأته ووليدها لا تملك غير سقاء ماء وجراب تمر، وهرول الرجل راجعا تغلبه دموعه، فلم يملك غير التوسل إلى رب العزة الرزاق الكريم داعيا {ربنا أني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىء في الأرض ولا السماء.}
واستأنف المسير عائدا يدوس لواعج قلبه إرضاء لغرور زوجته العبرانية، وفي قلبه اطمئنان أن الله لن يضيع أسرته المسكينة في هذا التيه.
نعود إلى تلك البرية المقفرة القاحلة في الوادي الأجرد بين الصخور الكالحة والجبال الغبراء وامرأة من مصر وطفل يتلوي من الجوع والعطش بعد أن نفد الزاد القليل.
امرأة لا تملك غير الجزع والدموع، يعلو صراخ الصغير فيكسب صداه الملتاع المكان رعبا ووحشة، ماذا تصنع امرأة وحيده في هذا الهول؟
تجري إلى جبل الصفا تتنسمه علها تجد على البعد ما يبدد وحشتها ويقرب الأمل فلم يجاوبها غير الصمت والفراغ.
تهرول إلى جبل المروة تسعى سعى المكدود اليائس، ولم تلبث تحاول مرة أخرى تسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط حتى أخذ منها التعب واليأس مأخذا فجلست تحتضن صغيرها تنتظر الفاجعة مع لهاث أنفاسة الظامئة الجائعة يتمزق القلب ويتهرىء الكبد.
وما لبثت أن بدأت الحياة تخفت أناتها، وهي تتهاوى على الرمال مستسلمة لقدرها تودع الحياة رويدا رويدا ولم يبق لها ولصغيرها غير عدة أنفاس، وفجأة يحوم طائر حول المكان ويحط على بقعة هناك تنظر إليه بعين قارب بريقها أن ينطفىء ويختفي منها الضياء، ربما كان حلما، وينقر الطائر الأرض بمنقاره فيتفجر ماء زمزم فتهرع السيدة هاجر بقوة الأمل تسرى في كيانها الحياة تروي الوليد وترتوي ويرتوي أيضا الوادي الأجرد وتدب فيه الحياة وتتحقق دعوة الشيخ فتهوي أفئدة من الناس إليهم من كل صوب وحدب.
وتشاء إرادة الحي الذي لا يموت لهذا الطفل إسماعيل عليه السلام أن يحمل حفيدة محمد بن عبدالله عليه السلام خاتم الرسالات السماوية ومصباح الهدى وتتبدد ظلمات الجاهلية ويسطع نور الهداية.
ويحمل إسماعيل عليه السلام مع أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام رسالة السماء والحكمة الإلهية التي شاء الله سبحانه وتعالى لها أن تتحقق من هذه الرحلة المقدسة إلى هذا المكان.
{وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر. قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم.} صدق الله العظيم.
حقا {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.}
هذه أمكم هاجر يا أهل مصر هجرت العمران إلى الخراب، فاستطاعت أن تخلق بإذن الله في هذا المكان ما جعله قبلة الحجيج ومحل العابدين ومحط المستغفرين ومتابة الخاطئين وطريق السالكين ومنسك المسلمين وبيت الله الحرام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في يوم الدين.
عبدالمنعم عبدالعظيم محمد
الأقصر (مصر)


Monemazim2007@yahoo.com

الأحد، 23 نوفمبر 2008

طيورنا الخيالية

الطيور الخيالية التى عاشت فى وجداننا
كتب : عبدالمنعم عبدالعظيم
فى عالم الطير طيور اعتقد الناس بوجودها صنعها الخيال الشعبى وبالغ الناس فى وصفها ونسجو حولها الاساطير والقصص والحكايات ومالبثوا ان صدقوا هذه الخيالات وتضمنتها روايات كالف ليله وقصص السندباد وغيرها حتى صرنا نحن ايضا نحلق بخيالاتنا مع هذه الطيور الخارقة ونعيد سرد حكايات الجدات حولها ونضيف اليها من خيالنا ايضا اسفار من كتب التراث وساهمت السينما فى نشرها فى عديد من افلام الرعب والخيال العلمى من هذه الطيور طائر الرخ الذى نجد وصفه فى رحلات السندباد البحرى من حكايات الف ليله وليلةالرخ طائر عظيم الخلقة كبير الجثة عريض الاجنحة متى طار غطى عين الشمس واظلم الجو وحجب الشمس عن الجزيرةوورد فى احد سفريات السندباد انه راى فى احدى الجزر قبة كبيرة ملساء ناعمة لاباب لها فلم يطق الصعود عليها لملامستها وكانت استدارتها خمسين خطوة وانه راى فى الجو غيمة كبيرة فتاملها فاذا هى طير الرخ وتلك القبة هى بيضته وقد وصفه داود الانطاكى بانه طائر يقارب حجم الجمل وارفع منه وعنقه طويل شديد البياض مطوق بصفره وفى بطنه ورجليه خطوط غبر وليس فى الطيور اعظم منه جثة وهو هندى يعيش فى جبال سرنديب وبرملقة ويقال انه يقصد المراكب فيغرق ركابها ويبيض على البر بيضة كالقبة وذكر الدمشقى فى تحفة الدهر ان ريشه كان يباع فى عدن وكانوا يسمونه بملك الطير ويصفون قوته الخارقة ومنقاره القوى الحاد ومخالبه المحدبة التى ينشبها فى الجواميس والفيلة عند طيرانه اما ذيله فيشبه برج نمرود وعندما يطير فى السماء تبدوا جناحاه كشراع سفينة تهتز لحركتها الجبالوقال الدميرى الرخ طائر يعيش فى جزائر بحر الصين يكون طول الواحد من اجنحته عشرة الاف باعوقال الجاحظ وابوحامد الاندلسى ان رجل من التجار سافر الى الصين واقام بها مدة وكان عندة ريشة من ريش جناح الرخ تسع قربة ماء وكان يقول انه سافر مرة فى بحر الصين فالقتهم الريح فى جزيرة عظيمة فخرج اليها ركاب السفينة لياخذو منها الماء والحطب فراوا قبة عظيمة يزيد ارتفاعها عن مائة زراع ولها لمعان وبريق فلما دنوا منها اذا هى بيضة الرخ فجعلوا يضربونها بالخشب والفئوس والحجارة حتى انشقت عن فرخ كانه جبل فتعلقوا بريشه من جناحة فجروه فنفض جناحة فبقيت هذه الريشة معهم وخرج اصلها من جناحه ولم يكمل بعد خلقه فقتلوه وحملوا ماقدروا عليه من لحمه 0العنقاءاهتم العرب واليونان والرومان والهنود والفرس اهتماما خاصا بالعنقاء ورغم ان المثل بعتبر العنقاء احدى المستحيلات الثلاث الغول والعنقاء والخل الوفى الا انهم اعتقدوا بوجودها ووصفوا مزاياها وطرق معيشتها ونسجوا حولها الحكايات فزعم اوفيد الشاعر الرومانى الشهير ان العنقاء لاتعيش كما يعيش غيرها من جوارح الطير كالعقاب او من كواسر الليل كالبوم او من الجواثم كالعصافير فتاكل اللحوم او الحشرات او الحبوب او الثمار انما تتغذى على الكندر واللبان والاصماغ الزكية الرائحة فما ان يبلغ سن الذكر خمسمائة عام يبنى له وكرا فوق اغصان شجر السنديان او النخيل ثم يشرع يكدس فية اعواد القرفة والناردين والمر على هيئة ركام يجثم فوقه فيلفظ عليه انفاسه الاخيرة ووسط عبير الطيب المتصاعد مع الدخان ومن بين هذا الركام المعطر يخرج من بين حطام الطير الكبير فرخ جديد ليخلفه ويحيا حياته فاذا كبر واشتد عوده حمل الوكر الذى يضم رفات ابيه الى هليوبوليس عين شمس اون بمصر ويضعه هناك فى معبد الشمس 0وفى خيال الشعب يضرب بالعنقاء المثل وشبهوها بالداهية التى تذهب بشخص ما فتغربه عن اهله (النداهة)ويقول العرب انها سميت العنقاء لان فى عنقها طوقا ابيض وقال المسعودى ان العنقاء لها ريش متعدد الالوان واربعة اجنحة ملونة على كل جانب من جوانيها ووجه كوجوه الرجال ومنقار قوى كمنقار العقاب ومخالب قويةوقال الدميرى انها تبيض بيضا كالجبال وتبعد فى طيرانها وتحوى نسخة من كتابه حياة الحيوان الكبرى طبعت فى القرن التاسع عشر فى هوامشها رسوم صغيرة تمثل الاشكال التى جاء وصفها فى النص وجاء فيها ايضا صورة للعنقاء على شكل انسان طائر يتطابق مع الشكل المعروف فى العصور الوسطىاما القزوينى فيقول انها اعظم الطير جثة واكبرها خلقة تخطف الفيل كما تخطف الحداة الفار وعند طيرانها يسمع لاجنحتها دوى كدوى الرعد العاصف وتعيش الفى سنة وتتزاوج اذا صار عمرها خمسمائة عام فاذا حان وقت بيضها يظهر بها الم شديد فياتى الذكر بماء البحر بمنقاره فيحقنه بها فتخرج البيضة منها ويفرخ البيض خلال مائة وخمس وعشرون سنة ويوقد الذكر بمنقاره نارا فتخدل الانثى النار فتحترق فيبقى الفرخ زوج الذكر وان كان الفرخ ذكرا فالعنقاء الذكر يفعل مثل ذلك ويبقى الفرخ زوج الانثىوجاء فى اساطير قدماء المصريين ان العنقاء اذا بلغت المائة الخامسة من عمرها احرقت نفسها وبرز من رمادها عنقاء اخرىقال الكسائى كان بمدينة الرس جبل عال يقال له جبل الفلج كانت تاوى العنقاء اليه وسماها بنت الريح وكانت عظيمة الخلقة اذا طارت تغطى عين الشمس مثل الغمام وكان عنقها مثل عنق البعير وكان لها اربع اجنحة اثنان طويلان واثنان قصيران وكان لريشها الوان وكانت ترفع الفرس والميت والبعير والفيل وما اشبه ذلك بمنقارها وتطير به الى الجبل الذى تاوى اليهوقد ناقش الجاحظ الخطا الوارد فى تسمية العنقاء بوحيد القرن والجاحظ يرى ان العنقاء هى طائر الرخ الذى كانت ترسم صورته غى سجاجيد الملوك وشاع هذا بعد عصره ومع مرور الزمن فقدت العنقاء بعض خصائصها واصبحت هى الرخالسمندل طائر النارمن الطيور التى عاشت فى خيال الناس طائر السمندل او السندل او السمند او السمندر او السمندون او السمندور او السمندوك او السمندول او السبندل و السبند الى اخر تلك الاسماء التى اطلقت على السمندل بفتح السين والميم والمشتق من سام بمعنى النار واندرون بمعنى داخل اى طائر النار وفى كتاب النعوت لارسطو قال يدل السمندل على ان الحيوانات قد تعيش فى النار ويقال ان النار تنطفىء اذا مشى عليهاويقول الدميرى ان السمندل يتلذذ بالنار ومكثه فيها واذا اتسخ جلده لايغسل الا بالنار وكثيرا ما يوجد بالهند وهو دابة دون الثعلب خلنجية اللون حمراء العين ذات ذنب طويل ينسج من وبرها مناديل اذا اتسخت القيت فى النار فتنظف وزعم اخرون ان السمندل طائر يبيض ويفرخ فى النار دون ان تؤثر فيه ويعمل من ريشه مناديل لاتحترق بالناروقال ابن خلكان رايت قطعة ثخينة منسوجة على هيئة حزام الدابة فى طول الحزام وعرضه طرحوها فى النار فلم تؤثر فيها وغمسوا احد جوانبه فى الزيت وتركوه على فتيلة السراج فاشتعل وبقى زمانا طويلا يشتعل وتم اطفاؤه وهو على حاله ونقل الثعالبى عن الجاحظ انه طائر فى طباعه وطباع ريشه مزاج من طلاء النفاطين لايحترقويذكر الثعالبى فى الثمرات ان السمندل نارى يعيش فى النار كما يعيش طير الماء فى الماء وقال اخرون هو طير اذا هرم دخل نار الاتون فيمكث فيها ساعات فيتجدد شبابهوقال الفيروزابادى ان السمندل طائر اذا طال عمره وهرم القى نفسه فى الجمر فيعود الى شبابهالفينيقاول من كتب عن هذا الطائر ابوالتاريخ هيرودوت الذى قال ان الفينق طائر مقدس لم اشاهده الا فى الصور اذ ان زيارته لمصر والطريقة التى يتبعها فى عملية الدفن هى ان ياخذ بعض المر ويكونه فى نادرة يزورها مرة كل خمسمائة عام عندما يفارق الطائر الاب الحياة يجلب هذا الطائر اباه فى كتلة من المر اليمانى ليدفنة فى معبد الشمس بهليوبوليس شكل بيضة ضخمة وبعد ذلك يقوم بتفريغ مافى هذه البيضة من المر يضع فيه الطائر الميت ويدفنه فى معبد الشمس ويردف هيرودوت انه روى القصة كما قيات له ولم براها واضاف انه لم يصدقها 0وظل المؤرخون يكتبون عن الفينق منذ اقدم العصور الى العصور الوسطىوكان الاباطرة الرومان كثيرا ماينقشون صورته على النقود معتبرين ان الفينق رمزا الهيا لبزوغ فجر جديد للعالم تحت ظل حكمهموذكر اليونان انه طائر يقطن الصحارى العربية ويعمر اجيالا كثيرةوقال غيرهم انه طائر بحجم النسر ذا عرف وهاج وقنزعة ذهبية وريش مبرقش وذنب ابيض وعينان لهما بريق النجوم وكان اذا شعر بقرب نهايته بنى عشا بغصون يطيبها بالطيب ويعرضها لحرارة الشمس فتلتهب ويحرق فيها نفسه حيا تم تتكون من رماده شرنقة تنشق عن فرخ جديد يحمل بقايا ابيه الى مدينة الشمس اون هيليوبوليس عين شمس الان ليضعها فى هيكل اله الشمس رعواتخذ المسيحيين من الفينق فى عصور المسيحية الاولى رمزا للقيامة والبعثكما جعله الصينيين رمزا للسعادة والفضيلة والذكاءكما ان الالوان الخمسة المقدسة ماخوذة من الوان ريشهواغلب الرويات تتفق على ان الجزيرة العربية موطن هذا الطائر الذى يحيا خمسة قرون يغادر فى نهايتها موطنه الاصلى الى مدينة الشمس اون هليوبوليس حيث يبنى لنفسه عشا فى معبد اله الشمس رع من براعم واغصان الاشجار الزكية الرائحة ثم يرقد فوق هذه الاعشاب ويحرك جناحيه فوقها ببطء وجلال ثم تسلط الشمس اشعتها المحرقة على عرش الموت هذا حتى يشب فيه اللهيب وتتصاعد منه النيران التى ماتلبث ان تخبو ومن بين الرماد المتوهج والدخان المتصاعد يرتفع الى الجو فينق جديد وقد توج بايات الجلال والروعة فيتسلق عنان السماء ثم يولى وجهه نحو الشرق فيطير اليه سابحا فى بحر من الشعاع حتى يصل الى موطنه الاصلى فى بلاد العرب حيث يحيا خمسمائة عام اخرى يعيد فى نهايتها نفس الرحلة وهكذا دواليكالفقمسنواصل الرحلة مع طائر اخر هوالفقمس قال ابن اياس فى حديثه عن جزيرة الاندلس وبلاد البربر ان هناك طائرا يعرف باسم الفقمس حسن الصوت اذا غلبت عليه شدة الطرب يموت من ساعته واذا حانت نهايته حسن صونه قبل موته بسبعة ايام فلا يمكن ان يسمع صوته وهو فى شدة صياحه فيخشى على نفسه ان يموت من الطرب فيسد اذنه سدا محكما ويفتح اذنيه شيئا فشيئا ثم يستكمل فتح الاذن فى ثلاثة ايام الى ان يصل الى سماعه رتبة بعد رتبةوقيل ان هذا الطائر غرق هو وافراخه عندما هجم الماء الطوفان على تلك الارض فلم يبق له وجود بعد ذلكونقل صاحب المعجم الزوولوجى عن ابن سينا من كتابه الشفاء ما يتمم رواية ابن اياس انه طائر عظيم بمنقاره اربعون ثقبا يصوت بكل الانغام والالحان الجميلة العجيبة المطربة ياتى الى راس جبل فيجمع من الحطب ماشاء ويقعد ينوح على نفسه اربعون يوما فيجمع حوله العالم يستمعون الى شدوه ويستمتعون بحسن صوته ثم يصعد على الحطب ويصفق بجناحيه قتقدح منها نار فيحترق الحطب و يصيرالطائر رمادا فيتكون منه طائر جديد مثلهوزاد اخر انه اذا سقط المطر على ذلك الرماد تولد منه دود ثم تنبت له اجنحة فيصير طيرا يطير كما فعل الاول0الهامة الصدىزعم الخيال الشعبى ان النفس الانسانية طائر ينبسط فى حجم الانسان فاذا قتل يظل مطبقا به فى صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشا وبرغم حديث رسول الله صلى الله علبه وسلم لاهام ولا لاصفرالا ان الاعتقاد ظل راسخا فى الوجدان الشعبى ان هذا الطائر يكون صغيرا ثم يكبر حتى يصير فى حجم البوم وهى دوما تتوحش وتصدح وتوجد فى الخرائب الغير مسكونه والنواويس وحيث مصارع القتلى واجداث الموتى ويزعمون ان الهامة لاتزال على ذلك لتعلم الميت بما يكون بعدهوتناول الشعراء حكاية هذا الطائر فيقول امية بن الصلت لبنيه هامى تخبرنى بما تستشعروا فتجنبو الشنعاء والمكروهاويقول توبة فى ليلى الاخيليةولو ان ليلى الاخيلية سلمت على ودونى جدول وصقائحلسلمت تسليم البشاشة اوزقا اليها صدى من جانب القبر سائحوالصدى طائر معروف عند العرب يخلق من راس المقتول اذا لم يؤخذ بثاره بقول اسقونى اسقونى حتى يقتل قاتله لذلك قيل صاد والصدى العطشانقال ذو الاصبع الشيبانىيا عمرو الا تدع شتمى ومنقصتى اضربك حتى تقول الهامة اسقونىوقال قيس بن الملوح مجنون ليلى العرب كانت تتشائم بالهامة وكانت اذا سقطت على دار قالوا نعت اليه اهله او بعض اهلهولو تلتقى اصداؤنا بعد موتنا ومن دوننا رمس من الارض انكبلظل صدى رمسى وان كنت رمة اصوت صدى ليلى يهش ويطربوالحديث الذى رواه مسلم وغيره عن جابرقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصفر ولاهامةفيه ناويلان احدهما للامام مالك بن انس ان العرب كانت تتشائم بالهامة وكانت اذا سقطت على دار احدهم فالوا نعت اليه نفسه او بعض اهلهوالثانى ان العرب كانت تعتقد ان روح القتيل الذى لم يؤخذ بثاره تصير هامة فتزعق عند قبره وتقول اسقونى اسقونى من دم قاتلى فان اخذوا ثاره طارتعلها رحله فى تراثنا الخيالى مازالت تعيش فى وجداننا وانا شخصيا وبعد كل هذا العمر يرعبنى مكان فيه قتيل لم يؤخذ ثاره واتصور ان هناك صن او هامة فى هذا المكانواعيش مع رموزها حيث التجدد والخلق والبعث والخلود وقلق الانسان من رحلة الفناء





إشترك

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

حمار الشيخ عبدالموجود

تحتل الحمير حيز غير قليل فى موروثاتنا الثقافية فالحمار فى التراث العربى رمز الغباء والبلادة والصوت المنكر وفى نفس الوقت رمز الصبر والتحمل والعطاءوقد تأسست فى فرنسا جمعية للحمير ضمت صفوة مثقفى وفنانى فرنسا برئاسة فرنسوا ميل كما تأسست فى مصر جمعية على شاكلتها عام 1930 كان رئيسها الفنان المبدع زكى طليمات وضمت فى عضويتها ضمن ماضمت عميد الأدب العربى طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم وسيد بدير وترأس الجمعية الآن الفنانة نادية لطفى 0وهناك جمعيات شبيهة فى سوريا ولبنان وقد تمكن كردى عراقى من الحصول على موافقة بتأسيس حزب فى العراق باسم حزب الحمير الكردستانى كما اتخذ الحزب الديمقراطى الامريكى الحمار شعارا له 0ومن الجدير بالذكر أن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر استثنى جمعية الحمير السورية من قرار حل الأحزاب والجمعيات أثناء الوحدة المصرية السورية .ولقد اثبت العلم الحديث أن الحمار حيوان زكى يتعلم ويفهم ويتحمل ظلم الإنسان 0ويكنى الحمار بابوصابر ابوزياد يقول الشاعرزياد لست أدرى من أبوه لكن الحمار ابوزيادوتكنى الحمارة (الأتان) بأم نافع وأم جحش وأم وهبويستطيع الحمار أن يسلك الطرقات التى مشى فيها ولو مرة واحدة ويتمتع بحدة السمع وهو من اقل الدواب مئونة وأكثرها معونة وأقربها مرتقى كما يقول الدميرى 0واشتهر من الحمير حمار عزير الذى أماته الله سبحانه وتعالى والحمار يعفور الذى أهداه المقوقس عظيم القبط فى مصر الى الهادى البشير محمد صلى الله عليه وسلم وحمار الحكيم الذى كتب عنه كتبه حمار الحكيم وحمارى الفليسوف وحمارى قال لى وحمارى وحزب النساء وحمارى ومؤتمر الصلح والحمير كما كتب الأستاذ عبداللطيف بدوى كتاب حمارى والكونتس دي سيجور الكاتبة الفرنسية خواطر حمار كما كتب أديبنا الساخر احمد رجب مذكرات حمار والعقاد كتب قصة أحسن حماروقد عرفت الحمير منذ أربعة آلاف سنه قبل ان تعرف الخيول بحوالى 2000 سنه 0ومن أشهر اغانى الموجة الفنية الهابطة فى مصر الآن أغنية يقول مطلعها ياريتنى كنت حمار 0أما حمار الشيخ عبدا لموجود حارس معبد الاسكندر الأكبر بالواحات الخارجة فقد دخل التاريخ من باب أخر لم تدخله الحمير ففى يوم 2مارس 1996 بينما كان الشيخ عبدالموجود يركب حماره فى طريق عودته الليلية بعد انتهاء نوبة حراسته غاصت قدما الحمار فى حفرة فهبط الشيخ عبدالموجود ليستطلع الامر فنظر فى الحفرة التى تعثر فيها حماره فرأى أشياء تبرق فى الظلام أدرك بحسه إنها منطقه أثرية فذهب الى مدير أثار الواحات البحرية يخبره بما رأى 0كان ماراه الشيخ عبدالموجود قناع ذهبى يغطى إحدى الموميات فى الوادى الذى اشتهر بعد الكشف عنه بوادى الموميات الذهبيةفقد بادر اثريوا الواحات البحرية بإجراء كشف أولى للموقع المكتشف وتأكدوا من صدق رواية الشيخ عبدالموجود واخطروا الدكتور زاهى حواس رئيس هيئة الآثار الذى اهتم بالمنطقة اهتماما خاصاوبدأت أعمال الحفائر العلمية المنظمة فى المنطقة منذ عام 1999 فتم كشف النقاب عن عدد هائل من الموميات حوالى عشرة ألاف مومياء ذهبية فى مساحة مكانية كبيرة سوف يستغرق الكشف عنها مدة تبلغ خمسون عاما تعود الى القرنين الأول والثانى الميلاديين عندما كانت مصر تحت الحكم الرومانى وتظهر الموميات استمرارية الديانة المصرية القديمة فى هذا العصر والتى طغت على المعتقدات اليونانية والرومانية وصبغتها بالصبغة المصريةوقد تم كشف 50 قطعة من العملات البرونزية قال الدكتور حواس انه يعتقد أن المصريون القدماء اعتقدوا أن الموتى يحتاجونها لدفع رسوم مرورهم الى العالم الأخرمازال وادى الموميات الذهبية فى مرحلة الكشف الذى يعبر عن مدى الثراء الذى عاشته هذه المنطقة نتيجة أرباح تجارتها فى البلح والنبيذ فكل هيكل تم الكشف عنه كان مغطى بهيكل من الجبس تم تغطيته بماء الذهبعبدالمنعــم عبدالعظــيمالاقصــر – مصــرMonemazim2007@yahoo.com

الخميس، 13 نوفمبر 2008

مارية القبطية

مارية القبطية
امراة من مصر فى بيت النبوة
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
نبدء هذه الرحلة من مصر الى هذه الرحاب الطيبة الطاهرة من ارض الحجاز نصحب فيها فتاة فى ريعان الصبا ومقتبل الشباب تمتلىء حيوية وتتفجر انوثة من اسرة مصرية لها مكان بين القبط عظيم قروية من قرية صغيرة من قرى صعيد مصر كان اسمها حفن واسمها البطلمى انطونيوبوليس وهى احد اعمال مدينة انصنا القديمة قبالة ملوى بمحافظة المنيا اسمها الحالى قرية الشيخ عبادة نسبة الى الصحابى الجليل عبادة بن الصامت الذى بنى بها مسجدا
تخرج زينة فتيات القرية مع اختها سيرين يملئها الحب والامل فى الطريق الى اقدس واطهرملتقى الى المدينة المنورة سفيرة لمصر المحروسة وهدية الكنانة الى اشرف مخلوق محمد صلى الله عليه وسلم من جريج بن مينا عظيم القبط فى مصروصاحب عاصمة النور ايامها الاسكندرية والذى عرف فى التاريخ بالمقوقس
تقول ادبيات التاريخ واللاهوت القديم ان أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا ينتظرون نبيا " يبعث من جزيرة العرب تنبات به الكتب المقدسة .
وكان بعض من الرهبان يقيمون داخل مكة وحولها وعلى الجبال التي تربط بينها وبين الشام وكانوا يتحسسون أخبار هذا النبي من التجار الذين يخرجون من مكة أو الذين يقصدونها ولم تقف دائرة الانتظار وتتبع الأخبار عند هذا الحيز الذي يحيط بمكة وإنما اتسع ليصل إلى بلاد اليمن وبلاد الحبشة ومصر .
وكان بمصر في هذه الآونة مكتبة عامرة بالإسكندرية وكانت الإسكندرية لا تخلو من الباحثين عن هذه الحقيقة .
إن دائرة الخاصة بالإسكندرية بحثت عن هذه الحقيقة كما بحث عنها دائرة الخاصة في الحبشة وعلى رأسهم النجاشي وكما بحث عنها دائرة الخاصة في خيبر وعلى رأسهم صفية بنت حيى .ابن اخطب وكما اهتم النجاشي ملك الحبشة بالدعوة الخاتمة اهتم مقوقس الإسكندرية أيضا بهذه الدعوة .
ومن الثابت أن مصر كانت ترتبط بالحبشة يومئذ بروابط اقتصادية وسياسية وكانت الكنيسة الحبشية ترتبط بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية .
ومن هنا كان المقوقس بالنور الذى اضاء الجزيرة العربية وبدأ يشع على الدنيا بالهداية
يسال المقوقس شعبة ابن المغيرة الذى كان فى زيارة لمصر ومعه وفد من ثقيف ولم يكن اسلم ايامها: الام يدعو محمد ؟
فاجاب المغيرة : ان نعبد الله ونخلع ماكان يعبد ابائنا ويدعو الى الصلاة والزكاة وتحريم الخمر والزنا
فانشرح صدر المقوقس وقال : ان هذا الذى تصفون فيه نعت الانبياء
وفى عام الحديببية بعث النبى صلى الله عليه وسلم كتابا الى المقوقس ضمن مابعث من كتب الى القياصرة والاباطرة يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فاختار من أصحابه من لهم معرفة و خبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، و النجاشي ملك الحبشة.
تلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوا رداً جميلا، ما عدا كسرى .ملك فارس، الذي مزق الكتاب.
كتاب المقوقس بعثه صلى الله عليه وسلم مع الصحابى الجليل حاطب بن ابى بلتعة اللخمى يدعوه فيه الى الاسلام
فرد عليه القوقس بكتاب قال فيه قرات كتابك وفهمت ما ذكرت وما تدعو اليه وقد اكرمت رسولك وبعثت لك بجاريتين لهما مكان بين القبط عظيم
وتقول كتب التاريخ أن مارية القبطية لم تكن جارية عادية شأنها كشأن غيرها من الجواري بمعنى إنها لم تكن من العامة وإنما كانت من الخاصة فعن عروة عن ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت : أهدى ملك بطارقة الروم المقوقس جارية من بنات الملوك يقال لها مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال محمد بن اسحق اهدى المقوقس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اربع جوارى هن مارية بنت شمعون وامها رومية واختها سيرين التى اهداها النبى صلى الله عليه وسلم الى الشاعر حسان بن ثابت شاعر الرسول وولدت له ابنه عبدالرحمن
وخصى اسمه مابور وجارية اسمها قيسر وجارية سمراء اللون اسمها بربرة ثم الفرس ميمون وحمار اشهب اسمه يعفور وبغلة شهباء اسمها دلدل وروى ابن كثير وغيره : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركب في المدينة البغلة التي أهداها إليه المقوقس وأنه ركبها يوم حنين وقد عمرت هذه البغلة طويلا وكانت عند علي بن أبي طالب الذى كان يركبها يوم الجمل ثم صارت إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . وكبرت حتى كان يحش لها الشعير لتأكله
الى جانب هدايا ذهبية وسواك وكمية من عسل بنها .
سار الركب المصرى فى طريقه الى الارض المقدسة فى نفس الطريق الذى سارته السيدة هاجر المصرية ام اسماعيل وزوج ابراهيم الخليل عليهما السلام .
على درب هذا الطريق تفتح قلب السيدة مارية القبطية الى الاسلام بعدما سمعت ما سمعت عن المصطفى ورسالته وغرد قلبها بالتوحيد واسلمت قبل ان ترى الحبيب صلى الله عليه وسلم .
وشاء لها القدر ان تكون سرية للمصطفى صلى الله عليه وسلم وتاخذ مكانها ومكانتها بين امهات المؤمنين وهن من هن من اشرف وانبل نساء العرب وشاء لها القدر ايضا وهى الاتية من ارض الخصب والنماء تلك التى ارتوت من ماء النيل ان تعطى للرسول مالم تعطه احدى عشر امراة ضمهن بيت النبوة فولدت له ولده ابراهيم فتهلل فرحا وبشرا وفخرا
وقد اثار عليها هذا الميلاد حقد ضرائرها فاخذن يكدن لها يحكن الدسائس فيتهمنها فى الخصى مابور الذى اهداه المقوقس معها للرسول صلى الله عليه وسلم وتاخذ النبى صلى الله عليه وسلم الحمية فيامر على ابن ابى طالب رضى الله عنه بقتله فيسال على بن ابى طالب كرم الله وجهه الرسول يارسول الله اكون كالسكة المحماه او الشاهد يرى مالايرى الغائب
فقال له الرسول بل الشاهد يرى ما لايرى الغائب
فذهب على ليقتله فراه مجبوبا وليس له ذكر فعاد الى رسول الله صلى الله علية وسلم فقال له انه لمجبوب هنا ظهرت براءة ام ابراهيم فيزداد حب الحبيب لها
وقد روى انه صلى الله عليه وسلم خلا بمارية فى يوم عائشة رضى الله عنها وعلمت بذلك حفصة بنت عمر رضى الله عنها فقال لها اكتمى على وقد حرمت مارية على نفسى وابشرك ان ابابكر وعمر يملكان من بعدى امر امتى
ولكنها اخبرت عائشة وكانا صديقتين وقيل خلا بها يوم حفصة فارضاها بذلك واكتمها فلم تكتم فطلقها واعتزل نساءه ومكث تسعة وعشرين ليلة فى بيت مارية
ونزلت سورة التحريم تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها النبى لم تحرم ما احل الله لك تبتغى مرضاة ازواجك والله غفور رحيم
فاستغفر الرسول صلى الله عليه وسلم رب العزة جل جلاله وعاد الى مارية بعد ان اعتق رقبة كما قال مقاتل
ويشاء لها القدر ايضا ان تعيش محنة فقد فلذة كبدها ابراهيم بعد ثمانية عشر شهرا من مولده
تقول اختها سيرين حضر ابراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم الموت وكلما صحت انا واختى نهانا عن الصياح
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية : لما توفي إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعث علي بن أبي طالب إلى أمه مارية . فحمله علي بن أبي طالب وجعله بين يديه على الفرس . ثم جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فغسله وكفنه وخرج به وخرج الناس معه . فدفنه في الزقاق الذي يلي دار محمد بن زيد . فدخل علي بن أبي طالب في قبره . حتى سوى عليه ودفنه . ثم خرج ورش الماء على قبره وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في قبره وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبكى المسلمون حوله حتى ارتفع الصوت . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تدمع العين ويحزن القلب . ولا نقول ما يغضب الرب . وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون وانا لله ونا اليه لراجعون
فى هذا اليوم كسفت الشمس فقال الناس كسفت لموت ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشمس لاتكسف لموت احد ولا لحياته
وتعيش الام الثكلى بعد موت ابنها مكسورة الجناح ولم تلبث ان فقدت ارحم القلوب واحب الرجال محمد صلى الله عليه وسلم فى السنة الحادية عشرة من الهجرة فتعتزل حتى لاقت اجلها فى العام السادس عشر من الهجرة فى خلافة عمر بن الخطاب الذى جمع الناس بنفسه لشهود جنازتها وصلى عليها عمر ودفنت بالبقيع وقبرها هناك معروف
وظل الناس يتبركون بحفن قرية مارية القبطية ويسمون اولادهم حفنى نسبة اليها
ومازالت اثار البيت الذى ولدت وعاشت فية مارية واسرتها فى حفن(قرية الشيخ عبادة ) باقية الى الان بعد ان تم ترميمه فى عصر محمد على وحافظ الناس عليه كقيمة اثرية ومازال مسجد عبادة بن الصامت الصحابى الجليل الذى بناه بجوار بيت مارية
وتناست مصلحة الاثار الاهتمام بهذه المنطقة سياحيا برغم انها والاشمونين قبالتها تشكل قيمة تاريخية واثرية
ومازالت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم باهل مصر اكراما للسيدة هاجر المصرية ام اسماعيل وزوج ابا الانبياء خليل الله ابراهيم عليه السلام ومارية القبطية فهما النسب والصهر قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم فى صحيحة
ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فان لكم منهم صهرا وذمة
وفى حديث اخر روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه
ستفتح عليم بعدى مدينة يذكر فيها القيراط فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما
وقوله اوصيكم باهل البلدة السوداء السحم الجعاد فان لهم ذمة ورحما
وقد رفع معاوية بن ابى سفيان الخراج عن اهل حفن لانهم اخوال ابراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم من مارية
خلفية
بعث المقوقس عظيم القبط فى مصر بخطاب الى مارية القبطية وكان الخطاب حول سؤال عن الاسلام
قالت مارية فى ردها على المقوقس انه العقل الجديد والروح الجديد والنور الجديد .. نبيهم اطهر من السحابة فى يوم صائف ..اذا رفعوا السيف رفعوه بقانون ..واذا وضعوا السيف وضعوه بقانون .. يفتحون البلاد باخلاقهم قبل سيوفهم .. يغسلون اطرافهم قبل ان يقفوا فى محرابهم
عبدالمنعــم عبدالعظــيم
الاقصـــر .. مصــرmonemazim@yahoo.com

حريق حزب الغد

بمناسبة حريق حزب الغد
ياحزاب مصر فضوها احسن
كتب: عبدالمنعم عبدالعظيم
سواء كان حريق حزب الغد بتدبير من مصطفى موسى رئيس الحزب المعترف به من لجنة الاحزاب وجماعته او من جميلة اسماعيل زوج مؤسس الحزب السجين جنائيا ايمن نور والمطالبة بعرش زوجها والمطالبة ايضا بالافرج عنه ورد اعتباره فى كل المحافل حتى اتهمت وزوجها بالاستقواء بالخارج وهو اصطلاح جديد يدخل الحياة السياسية او نتيجة لماس كهربائى كما تفضل وزارة الداخلية تكييف حوادث الحريق لاغلاق ملفاتها واراحة رجال البحث الجنائى لديها .
وفى يقينى ان مجرد استعمال العنف فى العمل الحزبى الذى اصبح سائدا هذه الايام يضع التجربة الحزبية المصرية فى منزلق جد خطير ويؤكد ان التجربة الحزبيه عندنا ديكور لاكبر عملية تهريج سياسى فى تاريخ المحروسة .
هل حقيقة لدينا احزاب بمعناها العلمى ؟
استطيع ان ابصم ان مالدينا جمعيات وليس فى مصر سوى حزب واحد هو حزب السلطة ولااقصد طبعا الحزب الوطنى الديمقراطى ولكن المؤسسة التى تدير الحكم والسياسة فى مصر وهى عسكرية المنشا والهوى ديدنها الامرلان الحزب الوطنى ايضا جزء من الديكور ولكنه يحتل حيزا مميزا فى البيت السياسى وحركته ومؤتمراته واسلوب عمله وبرامجه وقراراته لاتنبع الا من هذه المؤسسة العتيفة ولاتعبر الا عن فكرها ولاتسير الا طبقا لسياستها وما تامله من استمرارية
فاحزابنا مجرد يفط ومعونات تتلقاها من الدوله لتستمر واجهة للتعددية وصورة للديمقراطية تحسن وضعنا امام العالم يستوى فى ذلك حزب له كوادره الحركية كحزب التجمع او حزب له تاريخه مثل حزب الوفد وحزب العمل المجمد .
وانقسم كل حزب الى احزاب وهذا ترك الساحة مفتوحة لظهور احزاب غير شرعية ولاتحتاج للشرعية حتى لاتعوق حركتها القوية والصاعدة والمؤثرة كجماعة الاخوان المسلمين التى حصلت على ثمانية وثمانين مقعدا فى مجلس الشعب
فالشارع يعانى من فراغ سياسى رهيب وخطير والاغلبية الساحقة فيه تعانى من شظف العيش وقسوة الاسعار وتسلط التجار وفساد الفجار.
احزابنا مجرد صحف تخلع رداء الوطنية قطعة قطعة وتعرى فيه كل سوأه و يساهم مرتجعها فى حل ازمة تغليف السلع وقراطيس اللب .
والحزب اى حزب برنامج وخطة عمل وعمل جماهيرى من خلال هيكل تنظيمى ودورة اجتماعات وقواعد وخطة لتنشيط العضوية وتدريب سياسى وتبادل للسلطة وميثاق شرف ينظم حركته وهذا غير موجود وان وجد فهو غير مفعل.
فلماذا ندفن رؤوسنا فى الرمال وندعى ان لدينا احزابا ولماذا لانسمى الاشياء باسمائها ونقول ان لدينا جمعيات حزبية تدعمها الحكومة لخدمة اشخاص بعينهم تربعوا على تلها والتصقوا بكراسيهم ولابد لاستمرارهم من الولاء المطلق للممول والمعارضة فى حدود مايسمح به هذا الممول
ولعلنى مقتنع تماما انه يجب فض هذا المولد ولنرفع شعار كلنا الحزب الوطنى الديمقراطى وتذوب هذه الاحزاب الهامشية فيه ففلسفة الحزب الواحد هى اصلح صيغة مع شعبنا الذى لاتهمه السياسة ولا من يحكم ولا من يعارض بقدر ماتهمه لقمة العيش .
كل الشعب كان جبهة واحدة مع احمد عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبدالناصر
هذه ليست عودة للوراء ولكن اعترافا بالحقيقة فالشارع المصرى الان يطالب بحقوقة من خلال الاضرابات والاعتمات والمظاهرات وتخلفت الاحزاب والمجالس عن حركة الشعب وتوارت عن الساحة واستهلكت وتجاوزتها حركة الجماهيرونجحت الاحزاب غير الشرعية فى احتلال مكانها .
وهذا دليل على فشل الحياة الحزبية والحركة السياسية حتى نواب مجلس الشعب والشورى يدخلون هذه المجالس بثقل اشخاصهم لابثقل احزابهم .
اغلقوا هذه الدكاكين وافتحوا الباب امام تجمع حزبى واحد
انها قضية للحوار نفتح ملفها لنتفق على حلها

عبدالمنعــم عبد العظيــم
الاقصــر .. مصـــر
monemazim@yahoo.com

السبت، 8 نوفمبر 2008

اوباما الاسود فى البيت الابيض

اوباما الاسود فى البيت الابيض
كتب :عبدالمنعم عبدالعظيم
وفاز باراك حسين اوباما برئاسة الولايات المتحدة الامريكية فى ظروف عصيبة بدأت فيها الولايات المتحدة رحلة الافول الاقتصادى وربما السياسى وانتهى الى غير رجعة النظام العالمى الجديد .
ولاول مرة يدخل البيت الابيض رجل اسود من اصل افريقى واب مسلم بعد ان كان السود والكلاب يعاملون نفس المعاملة فى ظل عنصرية مقيته
ولعل رياح الديمقراطية التى جعلت المساواة الانسانية هدفهاهى التى كسبت المعركة وهى قيمة تحسب للسياسة الامريكية فبعد ان برز السود فى الرياضة والفن بدأوا فى اخذ مكانهم فى السياسة ولعل كونداليزا رايس مثل مهد لاوباما موقعه الجديد.
ولكن اولا واخيرا فان اوباما فى البيت الابيض سينفذ الاجندة التى ترسمها مؤسسة الرياسة طبقا لاهداف الاستراتيجية الامريكية التى تسيطر عليها بشكل او اخر الميديا الصهيونية والمؤسسه العسكرية ووكاله المخابرات المركزية
لهذا فان قضايانا العربية لن نشهد فى ظل اوباما تقدما لصالحنا بل وقد تخدم اسرائيل باكثر مما خدمتها ادارة بوش .
ولعل الفرصة سانحة لنا الان ان نفلت من قبضة الدولار الامريكى الذى سيشهد انهيارا اكبر ويجب علينا ان نعدل عن الاعتماد على امريكا لان سياسة الكوكبية والقطب الواحد بدات التراجع السريع مما يعطينا فرصة الاستقلال الاقتصادى ودعم الجنيه المصرى وان مستقبلنا فى الحد من الاستيراد وزيادة التصدير وفتح اسواق جديدة وهذا يقتضى سلع تنافسية لها قدر من الجودة وتعديل انماط الاستهلاك خاصة الترفى والاتجاه الى الانتاج وزيادة المدخرات والاستثمار .
والفرصة سانحة لجذب الاستثمارات العربية التى فقدت الكثير فى الانهيار المالى وفتح اسواق جديدة فى اسيا وافريقيا والعالم العربى .
يجب المحافظة على مواردنا وتوجيهها نحو الاكتفاء الذاتى قدر الامكان ولنحاول ايقاظ فكر الحياد الايجابى والتعايش السلمى وتنشيط جامعة الدول العربية ودعم جهود عمر موسى فى حل مشكلة السودان واعطاء الفرصة لعلماء الازهر للعب دور دبلوماسى فى مشكلة دارفور وبسط مشاكل الخلافات العربية العربية على مائدة التقاوض والحوار.
اعيدوا بناء الشباب وخططوا للمستقبل فاوراق اللعبة لم تعد فى يد امريكا ولن يصنع اوباما للعرب وافريقيا وللمسلمين تقدما واراهن من الان على اجندتة المنحازة لاسرائي وللسياسة الاستعمارية الامريكية
عبدالمنعم عبدالعظيم
الاقصــــر --مصـــر

الجمعة، 7 نوفمبر 2008

نجمة داود فوق بوابة معبد ابيدوس

نجمة داود تعتلي بوابة معبد أبيدوس في مصر
لا ضرر تاريخيا كبيرا في إقحام النجمة السداسية على أثر فرعوني اذ تمثل شكلا هندسيا من جملة ما اقتبسه اليهود من مصر.
ميدل ايست اونلاين بقلم: عبد المنعم عبد العظيم
أبيدوس، عاصمة مصر الأولى في عصر ما قبل الأسر الأربع الأولى ومركز عبادة الاله أوزوريس حارس الحياة الأبدية وبها أقدم المعابد المصرية التي تميزت بنقوشها البارزة ومنها المعبدين العظيمين معبد سيتي الأول ومعبد رمسيس الثاني الذين تتجلى فيهما عجائب النحت والألوان.
وأقام بها ملوك العصر الطينى جباناتهم على الجبل الصخري الممتد أمام الضفة الغربية الصخرية الجميلة وكانت هيبة هذه المدينة عظيمة دائما.
تقول الأسطورة أن رأس اله الأبدية أوزوريس المقطع الأوصال مدفون بها وكان الحج الى أبيدوس جزءا هاما من الحياة الدينية في مصر القديمة يحج اليه كل عام القدماء من الشمال والجنوب اذ كانت عبادته منتشرة في جميع أرجاء مصر.
واختارها الملوك الأوائل من الأسر الفرعونية مقرا لمقابرهم وجاء ملوك الدولة الحديثة ومنهم الملك سيتي الأول الذي اقام المعبد الكبير وتبعه ابنه رمسيس الثاني الذي استكمل البناء وبنى معبدا اخر إلي الشمال من معبد أبيه وأصبح المكان يعج بالزوار لمقر أوزيريس الأبدي.
وبرع فنانو الدولة الحديثة في إخراج أجمل فنون النقش الباقية في المعابد الفرعونية وكذلك الألوان الرائعة، ولم يكتفوا بذلك بل تركوا للمؤرخين قائمة أبيدوس للملوك الذين حكموا مصر لتقول لنا كيف برع القدماء في المعرفة والتنظيم.
وتعاقبت السنون وغطت الرمال التاريخ وطوته وحمته لكن ذلك لم يدم طويلا.
جاء المنقبون بمعاولهم يفتشون وينقبون حتى يعيدوا كتابة التاريخ وكان منهم وليام بتري الذي جاء الي منطقة "ام العقاب" القريبة من المعبد وبعده تتابعت الاكتشافات ومازالت البعثات تعمل في المنطقة بالقرب من المعبد.
وأصبح للمعبد زواره ومحبوه ومنهم أم سيتي التي أقامت فترة من الزمن بالمنطقة كما زارها العديد من العلماء والزوار حيث يعتبر معبد أبيدوس قمة الفن والعمارة في عصر الرعامسة.
وبعد المعبد عن المدينة اثر في انخفاض عدد الزوار الذين يجب عليهم الالتزام بتوقيت معين للزيارة لا يزيد على الساعة والنصف بالاضافة الى عدم وجود فنادق بالمنطقة (يوجد فندق واحد غير معد للعمل بشكل جيد).
ننتقل إلي الاوزيريون الذي يقع خلف المعبد مباشرة وهو مبني من أحجار الجرانيت الضخمة ما يشكل دليلا على أن هذا المكان له مكانة وقدسية خاصة عند القدماء وكانت الاحتفالات تقام به والحجاج يقصدونه للحج حيث ساد الاعتقاد بأنه مدفن أوزيريس، لذلك حظي المكان بالتقدير والتبجيل من القائمين عليه والزوار.
وأثناء احتفالات القدماء في الأوزيريون قديما كانت الأضاحي والقرابين والفاكهة والزهور تقدم على الموائد.
والمعبد يحتاج إلى عناية خاصة لمعالجة المياه الجوفية الراكدة التي تلتهم النقوش والجدران وتحول دون زيارة المكان.
وفي هذه المياه في منتصف الأوزيريون ترعرعت أسماك القراميط لتكتمل المأساة
قديما والتهمت هذه الأسماك بعض أجزاء الاوزيريون كما تحكي الأسطورة وحديثا ترك رجال الآثار هذه الأسماك فوق مرقده ليبقي حبيس مدفنه.
ندخل المعبد مرة آخري وتحديدا الغرفة القريبة من قائمة الملوك لنشاهد على الجدران نجمة داود على أحد الأعمدة والجدران. النجمة مرسومة بلون أحمر حديث يبدوا أنها نتيجة عبث من بعض الزائرين من اليهود.
وظن الذي رسم نجمة داود على احد أعمدة المعبد انه يضع شعار إسرائيل المميز على حائط أقدم معابد مصر ليشير الى دعواتهم الزائفة ومفاهيمهم المزيفة وأوهامهم بأنهم بناة هذه المعابد التليدة رغم ان وجود اليهود زمنيا في مصر بدأ ايام الهكسوس وكانت مصر بالنسبة لهم بلدا مبهرا يعيشون في ضوئه.
ويقول فرويد الذي يعده اليهود من اكبر علمائهم ان عقدة اليهود ان مصر سبقتهم في الحضارة.
ويقول جارستانج ان العبريين الذين يسمون أنفسهم بأبناء إسرائيل لم يكن لهم رأي واثر بين القبائل التي في طريق مصر ولم يذكر لهم اسم في اثر من الآثار التاريخية قبل 1220 قبل الميلاد.
وجاء في الجزء الثاني من قاموس الكتاب المقدس انه قامت في مصر في عصور ما قبل التاريخ عدة ثقافات متنوعة من عام 5000 ق. م. تقريبا الى زمن قيام الاسرة الاولى
ويقول د. هول ان اليهودية استعارت من مصر كثيرا من الشعائر والمعبودات والوثائق العلمية.
وتؤكد شواهد التاريخ ان مصر اول من عرفت النجوم.
نجد في معبد دندرة رسم لمسارات النجوم ومدارات الأفلاك، وقبل بناء معبد دندرة بكثير نجد سقف هرم اوناس اوونيس، سقف حجرة الدفن كله مزخرفا بالنجوم رمزا الى ان السماء تظله وانه يعيش في عالم النجوم.
وقبل ملوك الأسرة الخامسة الذين كانت ديانتهم شمسية نجد سقف هرم الملك زوسر بسقارة من الأسرة الثالثة مزين بالنجوم الخماسية.
وسقف مقبرة سنفرومن الاسرة الرابعة مزين بالنجوم السداسية والنجمة السداسية نقلها اليهود فيما نقلوا عن مصر.
واختارات اسرائيل النجمة السداسية او نجمة داود شعاراً على علمها في 28 أكتوبر/تشرين الاول 1948.
ولم تأخذ الجامعة العربية في اعتبارها استخدامات النجمة السداسية وتشكيلاتها السداسية المتعددة في الزخارف والرسوم والنقوش في الجوامع والمساجد والقصور والبيوت التي أبدع المسلمون في ابتكارها وإدخالها في رسومات وتشكيلات هندسية معروفة باسم جامتريك وأرابسك (لتجنبهم التماثيل والأشخاص والحيوانات) وقامت بمنع استخدامها في الدول العربية.
ومن الطريف وجودها في بعض قاعات مبنى الجامعة العربية في القاهرة نفسها وصارت نجمة داود السداسية رمزا معروفا ومرتبطا ومحتكراً لأبناء عمنا اليهود مثل الصليب لإخواننا المسيحيين والهلال والنجمة الخماسية للمسلمين والعرب.
ويقال إن مصر وسوريا طلبتا إلى الجامعة العربية في بداية الخمسينيات إلزام المغرب باستبدال النجمة السداسية على علمها بنجمة خماسية.
ورغم ان النجمة الإسلامية السداسية ليست متداخلة مثل نجمة داود، فقد كان المسلمون يتفاءلون بها وسميت بنجمة الحظ السعيد ويعتقد أنها استخدمت في بداية العصر العباسي وانتشرت في العصر المملوكي.
بينما لا يوجد ذكر لنجمة داود في علم الآثار والتاريخ العبري والعهد القديم من الكتاب المقدس (التوراة) والكتب اليهودية المقدسة الأخرى ولا توجد اشارة عن استخدامها في زمن داود أو سليمان عليهما السلام (1010/935 ق.م.).
ولكنها استخدمت على شواهد القبور الحجرية في جنوب إيطاليا والمعابد اليهودية كتعاويذ وتمائم ضد الحسد والمرض وكانوا يعلقونها على أبواب منازلهم خلال القرن الثالث الميلادي لنفس السبب.
وهناك رأي آخر يقول أنها وضعت بالقرب من تابوت العهد القديم ولفائف موسى عليه السلام منذ عام 500 ق.م.
ورغم أن الديانة اليهودية بدأت بكليم الله موسى عليه السلام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد في مصر الفرعونية فإن نجمة داود لم تعرف في ذلك الوقت.
وقد عرفت النجمة السداسية بختم سليمان ومجن داود وتعني درعاً باللغتين العربية والعبرية ولغموض نشأتها وابتكارها واستخدامها وشكلها الهندسي السداسي الجميل نسبت إلى السحر.
ويبرر اليهود استخدامها كرمز لدولتهم أن داود عليه السلام شكلها بإدخال درعين على شكل مثلث متساوي الأضلاع ونقشها على سيفه وأن المثلث السفلي المتجه إلى أعلى (السماء) يرمز للخالق (الله/ يهوه/ الوهيم) والمثلث العلوي المتجه إلى الأسفل (الأرض) يرمز للحياة أو أطرافها وتعني أسماء الله الحسنى في الديانة اليهودية (الوهيم، أدوناي، إئيل، شاداي، اليون، يهوه وياه) أو أسماء الملائكة.
ويعتقد أنها وضعت على العلم أول مرة في مدينة براغ سنة 1354 ميلادية للدلالة على اليهود ورواية أخرى في سنة 1648م عندما ساهم اليهود في الدفاع عن براغ وكانت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية أثناء تعرضها لغزو من السويد، فطلب إمبراطور النمسا فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من المدافعين راية تحملها فقام أحد قساوسة اليسوعيين برسم حرف الدال من داود باللاتينية وتعديله كمثلث بصورة صحيحة وآخر مقلوب وادخل الحرفين ببعضهما على الراية وعرضها على الإمبراطور فوافق عليها وأعجبت الفكرة اليهود فاتخذوها رمزاً دينياً لهم وقد تكون الرواية صحيحة لأن النجمة معروفة قبل ذلك.
وطبعت النجمة على كتبهم ومطبوعاتهم في براغ وهولندا وإيطاليا في القرن الخامس عشر وانتشرت خلال القرن التاسع عشر.
وبعد مساواة اليهود خلال الثورة الفرنسية اختار أغلبهم هويتهم وشعارهم بختم سليمان أو درع داود ليكون شعاراً لديانتهم وتراثهم وتم استخدامه خلال الاضطهاد الألماني لليهود قبل وخلال الحرب العالمية الثانية بإجبار اليهود الألمان على تعليق النجمة الصفراء واليهود الآخرين خارج ألمانيا النجمة الزرقاء ولكن بعض الطوائف اليهودية حرمتها لاستخدامها من قبل الحركة الصهيونية في جرائدها ومنشوراتها في 1881 ميلادية واستخدمتها بعض الدول الأخرى مثل نيجيريا على علمها خلال الاحتلال الإنكليزي.
واستخدم الإمبراطور الأثيوبي هيلاسيلاسي والولايات المتحدة الأميركية مع النجمة الخماسية والسباعية في بعض ولايتها ووضعتها في شعارها المطبوع على عملتها النقدية فئة دولار واحد بوضع ثلاث عشرة نجمة سداسية فوق رأس النسر ويقال إنها تعني مستعمراتها وليست لها علاقة بنجمة داود والرأي الآخر إنه امتنان للمساهم الكبير والمشهور البولندي الأصل حاييم سولومون لدعمه الثورة الأميركية خلال حرب الاستقلال ضد إنكلترا وتبرعه بمبلغ يفوق ستمائة ألف دولار وعند موته كانت الحكومة الأميركية مدينة له بأربعمائة ألف دولار وهذا مبلغ ضخم في ذلك الوقت.
وقد استخدمها المتمرسون في السحر لأعمال معينة بعكس النجمة الخماسية (نجمة التاروت) المستخدمة للرؤية والاستفسار والكهانة ورغم أن داود عليه السلام لم يتعامل بالسحر وكان راعي غنم وانتصر على جالوت (قتل جليات بحجر) وعمل بالحدادة وصناعة الدروع ووهبه الله النبوة والملك والقوة، وقد تكون روحانية أو جسمانية أو علمية لتشكيل واستخدام الحديد (مذكور في القرآن الكريم وبعضها في الكتاب المقدس).
ويعتقد ايضا أن الهنود عرفوها واستخدموها مع شعاراتهم الأخرى قبل ظهور الديانة اليهودية.
ولهذا نقول لمن رسم هذه النجمة في أبيدوس "طلع نقبك على شونة" كما يقولون فالنجمة السداسية ابتكار مصري قديم اقتبسه العالم ومنهم اليهود.
ورغم ذلك أناشد هيئة الآثار بإزالتها من معبد أبيدوس للاحتفاظ بالقيمة الجمالية لمعابدنا والحرص على عدم العبث بها.
عبد المنعم عبد العظيم
الاقصـر/ مصر
monemazim2007@yahoo.com

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الصناعات الشعبية تجربة انسانية


الصناعات الشعبية تجربة انسانية
عبدالمنعم عبدالعظيم mailto:monemazim2007@yahoo.com?subject=الحوار المتمدن -الصناعات الشعبية تجربة انسانية&body=Comments about your article http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=121504 الحوار المتمدن - العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16
4.8 / 5 Rate this article More from same author -->فى تاريخ الحضارة الانسانية معالم ثابتة تكشف عن عمق وثراء تجربة مجتمع ما وتحضره وتستطيع انتنقب فيها عن جذور الاصالة وتكتشف كيف تعبر عن ثقافة الانسان وتقدمه وامنه النفسىمعالم تستمر مع مسيرة الانسان لايمكن تزييفها او تشويه معالمها وتظل شاهدا حيا على الثراء الثقافى والتقدم والتحضر تلكم هى المورثات التراثية والتى تعد الفنون الشعبية الفطرية ابرزهاولعلنا لانبالغ اذا وضعنا التراث المصرى الاصيل اصالة حضارتها فى مقدمة هذه التجارب الانسانية العميقة فمصر باثارها الشامخة ورموزها الخالدة الباقية وامتدادها المتواصل فى الوجدان الشعبى واستمرارها حتى مشارف هذا القرن تواصل تواجدها التاريخى فى تواصل عجيب استمر عبر هذه الاف من السنيناذا زرت كرداسة او نقادة او جراجوس او ارمنت الحيط او منشاة العمارى او القرنة او اسنا او النوبه بل وكل قرية مصرية وفتشت عن جذور الاصالة لن تحتاج الى النقوش القديمة لتترجم معانيها ولا الى المراجع التاريخية لتصف لك الماضى ستجد امامك الانسان المصرى الذى عرفناه منذ الاف السنين بنفس ملامحه ونفس ادواته البدائية ونفس الشفافية والعمق والثراء الفنىستجد امامك الفراعنة احياء يواصلون رحلة الابداع والعطاء الفنى فى مدرسة من اعرق مدارس الفطرة الانسانية تلتقى فى ارمنت والاقصر مع صناعة الحصير نفس الخامات "نبات الحلفا او السمار " نفس النول الفرعونى القديم المصنوع من اشجار الاثل والحبال المجدولة من ليف النخيل ولاشىء خارج عطاء الطبيعة حتى الالوان طبيعية وفى قنا والمحروسة ومنشاه العمارى وادفو صتاعة متكاملة للاوانى الفخارية من الطفلة المتوافرة بوادى قنا والاودية القريبة من مناطق التصنيع الدلاب الدوار هو نفس الدولاب الدوار المنقوش على جدران المعابد الفرعونية قدم الفنان الحافية تدير الدولاب فى حركة دورانية منتظمة وبد الفنان تشكل الاوانى فى اشكال بديعة وتخرج لنا هذه الابداعات بعد حرقها فى فرن تقليدى يستخدم فيها وقود من سيقان الاشجار والمخلفات النباتية وتخرج لنا القلة والابريق والماجور والطاجن والمرسية والنطال والبرمة والزير والمبخرة والموقد والملذ وكل اسم انية يعبر عن حجم وشكل واستخدام معين وهذه الاسماء هى نفس الاسماء الفرعونية القديمة لهاوفى جراجوس القرية التى اشتهرت بالموسيقى الشعبية "المزمار البلدى" تنافس العالم فى صناعة الخزف اليدوى المتميز وقد استطاع الراهب الفرنسى مونيفييه ان يجمع فنانى جراجوس الفطريين فى مصنع واحد وضع تصميماته شيخ المهندسين المصريين الراحل حسن فتحى صاحب تجربة عمارة الفقراء ومصمم قرية القرنة التى استخدم فى بناءها الطوب الاخضر والطين والاسقف المقببة خامات جراجوس من الطفلة الاسوانية " الطين الاسوانلى " والالوان من الطبيعة وخاماتها وهذه القرية يحرص المهتمين بالفنون على زيارتها ومن ضمنهم ملك السويد وهناك تجربة مماثلة فى قرية حجازةوعلى الدرب نزور قرية نقادة حيث يعمل اكثر من 25000 فنان فطرى فى صناعة الفركة وهى الثوب الشعبى السوادنى المكون من قطعة واحدة " فوطة " تلف على جسم المراة بدون حياكة ويصنع من الحرير بطريقة يدوية مميزة ولايخلو منزل فى نقادة من نول او اكثر لصناعة الفركة التى تصدر للسودان ولاتوجد اسرة لايعمل افرادها فى صناعة النسيج اليدوى وفى ارمنت الحيط شارع كامل كل منزل فيه به نول لصناعة الكليم مثل مدينة اخميم ويصنع من صوف الاغنام برسومات مميزة تغبر عن فنون متوارثة عبر الاف السنينوفى القرنة يتعامل الفنان الفطرى مع الحجر ويشكل منه تماثيل تضاهى تماثيل الاجداد ويشكل من الحجر ايضا الاوانى والحلى فرعونية الطراز بنفس الادوات وبنفس المقدرة الفنية ولاتكاد تفرق القديم من الجديد الا معامل الكيمياء وهناك ايضا صناعة ورق البردى من نبات البردى النيلى الاصيل وتستخدم فى صناعته درافيل خشبية بعد النقع فى الماء ووضعه على طاولة شرائح افقية وراسية ثم الكبس والتجفيف والرسم عليه بالوان طبيعيةثم ناتى الى صناعة الاثاث من جريد النخيل والسلال"المقاطيف والقفة " من سعف النحيل والحبال من الليفهذه مجرد نماذج من مدرسة الفنون الفطرية المصرية اعرق مدارس الفنون الفطرية فى العالم على الاطلاقانها ولاشك تجربة انسانية حية تعيش فى القرية تواصل العطاء بتلقائية وبساطة وشفافية فنية قديرةانها انجح وارقى وانفع مشروعات الاسر المنتجة لم تنظمها هيئة حكومية ولاتمولها منظمة اجتماعية تحس فيها بعبق التاريخ وعبير الحضارة وروح مصر ام الدنيا

التمساح سوبك الوحش الذى قدسة قدماء المصريين


بقلم عبد المنعم عبد العظيم
على عكس ماهو شائع لم يعرف المصريون عبادة الحيوان إنما كانو يرمزون للإله بالحيوان حسب ما يفكرون فيه ويتأملونه من جهة صفاته ومميزاته الشتى والتي يمكن وأن تتشابه او تدل على بعض الشبه بصفات الإله فتصير لها رمزاًَ ثم يعبرون بتلك الرمزية تعبيراًَ صادقاًَ يستند على فهم عميق وتمثيل عقائدي سليم فيما يريدون الإفصاح عنه من أفكار وترجمة ما عندهم من تصورات. ونظر البعض إلى إنها عقائد غامضة رغم أن أساسها البحث والتفكير العميقين عن الخالق في شكل مخلوقات خلفها الله كان يرى فيها الإنسان صورة غير نفسه وعالماًَ غير عالمه. ثم أن الأمر لم يكن عبادة فقط إنما هو ملاحظة ودراسة كل ما ينفع ويضر الزراعة والإنسان لا مجرد تكريم لحيوان ما إنما هو نفع يحافظ على ما يأتي منه ويصدر عنه فيكرم. فلم يكن قدماء المصريين في الواقع يعبدون الحيوان بل أن مظاهر الإعزاز والتكريم البدائية للحيوانات المقدسة هي مصدر هذا الخلط بين التقديس والإعزاز والرضا عن بعض الحيوانات التي كان يرى فيها الإنسان المصري وغير المصري من البدائيين صورة غير صورته فيتبين فيها شيئاًَ من الإله الحامي والنافع للإنسان والقادر على مقاومة الشر ويتزايد حب الناس وإحترامهم لحيوان ما بقدر ما فيه من خصائص الإله من النفع والحماية فالإله كما أجمع الناس في تصورهم له يجدون فيه كل المميزات والصفات الطيبة فهو يحميهم وينفعهم ويجنبهم الضرر ويشفيهم ويزيد في رزقهم ويمنع عنهم العسر وقد وجدوا هذه الصفات بعضها او كثير منها في الحيوان فأحبوه. فنظرتهم وبحثهم عن الإله الخفي الذي هو ملىء السموات والأرض جعل الإله دائماًَ وجهتهم وفي فكرهم وتأملهم إنهم يبحثون عنه في كل شيء يرونه في الماء والأرض والحيوان والنبات والحشرات وفي السماء في الكواكب والنجوم والشمس والقمر وفي حركة الحياة اليومية وتصوروا أيضاًَ الأبدية والبعث، فالحيوانات إذن لم تكن إلا وجوة تشابه به الإله الكبير والرب الواحد وليست هي بذاتها أرباباًَ بل مرايا كما قال بلوتارخوس للإله الواحد المطلق الذي كان في ضمير الإنسان المصري من ضمن هذه الحيوانات التمساح فقد كان الفلاحين يعيشون بقرب هذا الوحش وتعلموا أن يحذروه إذا عرفوا أن بمقدور التماسيح أن تهاجم المستحم او من تحطمت سفينته وتجر النساء اللواتي يذهبن إلى النهر ليملأن جرارهن بالماء او من يغسل الثياب هناك. وإذا ما عبر قطيع مخاضه في النهر ألقى الرعاة تعويذة على التماسيح في صورة أغنية سحرية خوفاًَ من هذا الوحش المدمر المهلك الجشع. ويقال أن أهل دندرة وحدهم هم الذين لديهم مناعة ضد هذا المعتدي كما كانوا يسمونه, ويغني العاشق قائلاًَ أن حب معشوقتي الواقفة على الضفة الآخرى هو لي بيد أن تمساحاًَ يرقد على الشاطىء الرملي سأنزل الماء وأحدث رشاشاًَ في المياه فأجد التمساح كالفأر الصغير لأن حبي لها جعلني قوياًَ سيكون لي تعويذة ضد التمساح، وهناك عدد عظيم من التعاويذ تدرأ عن المرء خطر التمساح فلا يقتله، وغالباًَ ما قال عابدوا حورس وأوزوريس أن هذا المخلوق الضاري حليف ست. وعلى نقيض الإعتقاد السائد لا تأكل التماسيح الناس إلا في النادر فعادة ما يترك الحيوان ذو الأقدام السريعة والفكين المخيفين الشاطىء حيث كان يرقد والنباتات المائية الطويلة حيث يكمن نصف مختبىء ويندفع غاطساًَ في الماء كالبرق وراء السمك الذي هو غذائه الرئيسي جاء التمساح كالشمس من الأمواج والأسماك هي أعداء الشمس الخفية وهكذا يجل كثير من المصريين التمساح سوبك سوخوس دينياًَ ينظرتهم العاقلة المنظمة عن الكون وقد كرس عدد عظيم من المعابد في 36 موقع تمتد من مستنقعات الدلتا إلى شواطىء السلسلة وكوم أمبو والجبلين والرزيقات ونقاده لهذا الإله الذي إشتهر منذ عهد الدولة الوسطى وهو رب مدينة التماسيح بالفيوم وكل الجهات المحيطة ببحيرة قارون كما كرس له نصف المعبد الجميل بكوم أمبو. كان كهنة مدينة التمساح ينشدون هذه الترتيلة كل يوم طالبن من إلههم هذا الذي كان الشمس والأرض والمياه في آن واحد أن يهب مصر الحياة أهلاًَ بك يا آيها التمساح سوبك ورع وحورس الإله الجبار أهلاًَ بك يا سوبك التمساحي أهلاًَ بك يا من خرجت من المياه الاصلية ياحور قائد مصر وثور الثيران والذكر العظيم وسيد الجزر الطافية وفي كل موقع عبد فيه الإله سوبك كانوا يحتفظون بتمساح مقدس او بعدة تماسيح مقدسة وكان التمساح يستأنس ويربى في الرزيقات وروى هيرودوت عن هذه التماسيح انها تزين ويقدم لها طعام خاص وذبائح خاصة وتصنع لها أقراط من الأحجار الصناعية او الذهب كما توضع الأساور في أقدامها الأمامية ويعتني بها بكل طريقة ممكنة أثناء حياتها وعند موتها توضع في توابيت ومن جهة آخرى فإن أهالي مدينة فيلة لم يهتموا بالتماسيح إطلاقاًَ وكان يأكلونها وكانت مومياء المعبود التمساح سوبك، تحنط وتوضع على نقالة خشبية، ، للطواف بها في مواكب مختلفة خلال القرى وفي الصعيد حتى الآن يطوفون بالذبائح في المواسم الدينية بعد تزيينها في موكب من الأطفال يهتفون التمساح سمنه ساح. لقد تصور المصريين إنه الإله الذي خلق النيل، إله الخصوبة والبعث، ورمزاً لقوة لحاكم مصر. كان سوبك يمثل في هيئة إنسان برأس تمساح أو شكل تمساح كامل، وكان دائماً ما يرتدي فوق رأسه شعراً مستعاراً بريش مع قرص الشمس المحاط بقرنين أو ممثلاً بتاج الآتف، ويمسك في كلتا يديه بصولجان ال "واس" وعلامة العنخ (مفتاح الحياة) رمز الحياة. أما النقالة الخشبية فمزودة بأربعة أذرع، وهي بسيطة التركيب، وعلى قدر من الطول بحيث تسمح بتزايد عدد الكهنة الذين يحملونها. كانت مومياء التمساح سوبك توضع على هذه النقالة، أثناء الأعياد، وتحمل على أكتاف الكهنة الذين كانوا يطوفون به حول المعبد قبل وضع الإله في ضريحه. أما القائم الخشبي فهو في شكل صندوق يتكون من ألواح، تستقر عليه النقالة التي تحمل المومياء يقول بلوتارخوس أن تقديس المصريون القدماء للتمساح لا يخلوا من سبب معقول لأنه الوحيد من الحيونات الشبيه بالإله إذ ليس له لسان وإن كلمات الإله لا تحتاج إلى كلام ثم إنه الوحيد الذي يعيش في الماء وله غشاء شفاف تمتد من جبهته ليغطي عينيه فيرى ولا يرى وهي ميزة يختص بها الإله الأول أي الأعظم وإنه يسمع ولا يسمع وهو ما ينفرد به الإله الأعظم الذين يرونه ملء السموات والأرض الذي يسمونه بالخفي (آمون) فالتمساح في اللاهوت المصري ليس إلا رمزاًَ يرون فيه صفات الإله الخالق وقدرته وهم يؤمنون بإله واحد ويعظمونه في الرموز التي تدل عليه وتحمل بعض خصائصه وصفاته. اما أنثى التمساح ففي أي مكان تضع بيضها يعرف مسبقاًَ أن هذا المكان هي حد إرتفاع النيل في أقصى إرتفاع له عند الفيضان في هذه السنة فهي لا تستطيع وضع بيضها في الماء وتخشى أيضاًَ أن تضعه بعيداًَ عن الماء وفي نظر المصريين الذين تأملوا هذا أن ذلك إدراك دقيق للمستقبل وأرجع بلينى صاحب كتاب التاريخ الطبيعي أن هذا يرجع لغريزة التنبؤ التي تكشف للتمساح المستقبل وكشف المستقبل صفة من صفات الإله وفي كتاب الموت أن الفرعون هو التمساح الذي إذا قبض على شىء لا يتركه ثم هو أوزوريس المخصب لإيزيس وهو رمز الشمس المضيئة المهيمنه على الكون المتسلح بالقوة والنور لطرد الظلام والشر فالتمساح ليس له لسان ولا يأكل في الشتاء ودائماًَ ما تكون عينه وأذنه فوق الماء له 60 فقرة 60 عصب 60 عضلة 60 سنه ويصوم 60 يوماًَ ويبيض في 60 يوم ويفقس بيضه في 60 يوماًَ وظهره سميك مثل السلحفاة وأبسط طول له 10 بوصة وليس له بطن ويمكنه أن يغوص في الماء الشتاء كله ويمتاز بالقوة والشراسة وكل متوفى يتمنى أن يصبح سوبك وعندما يموت سوبك يصبح أوزوريس وهو الذي ساعد إيزيس في جمع أشلاء أوزوريس وإرتبط بعبادة آمون وحورس. سوبك ذا الريشة الخضراء المتوج بالتاج الأبيض إبن رع السمكة العظيمة حاكم مجرى الأنهار الواحد دون رفيق حاكم حافة الصحراء سيد الدولة عظيم الوقار أقوى الأقوياء حاكم طيبة البازغ من نون ومازال الناس خاصة في صعيد مصر يتبركون بالتمساح ويعلقونه محنطاًًَ فوق دورهم وحوانيتهم وتباع في أسوان والقاهرة تماسيح صغيرة حية كأحد السلع السياحية وإن كان هذا محظور قانوناًَ والتمساح (بالإنجليزية: Crocodile) من أضخم الزواحف الحية, ينتمي إلى فصيلة التمساحيات، له جسم طويل وأرجل قصيرة وذنب طويل قوي يمكنه من السباحة، وأسنان حادة يقبض بها على فريسته، ويوجد 12 نوعاً من التماسيح، ومن الغرائب أنه لا يستطيع إخراج لسانه من فمه, وكذلك يمكن للتمساح أن يعيش دون طعام سبع مئه وأربعين يوم. تعيش التماسيح في المناطق الإستوائية، وتفضل المساحات الواسعة من المياه الضحلة والأنهار الراكدة والمستنقعات المفتوحة, وتساعد أقدامها ذات الأغشية على السير فوق الأرض الطريّة، كما أن أعينها وفتحات أنوفها ترتفع عن بقية أجسامها, وتلائم هذه الميزات حياة التماسيح؛ لأنها تحب أن تطفو وأعينها وأنوفها فوق سطح الماء. تتغذى التماسيح على الحيوانات الصغيرة كالأسماك، والطيور، كما تهاجم أحياناً الحيوانات الكبيرة والإنسان. ويستطيع التمساح أن يقطع حيواناً كبيراً بالإمساك به ومن ثم الدوران بسرعة بشكل طولي في الماء. وتضع التماسيح البيض، مثل معظم الزواحف, ويشبه بيض التماسيح بيض الدجاج، إلا أنه أكبر منه حجماً وقشرته أقل بريقاً, تخفي التماسيح بيضها في أعشاش من الفضلات والنبات أو تدفنه في الرمل على الشواطئ, وتقوم الأنثى في بعض الأنواع بحراسة العش إلى أن يفقس البيض, وعندما تسمع أصوات الصغار تحفر لإخراجها من العش. وتساعد بعض أنواع التماسيح صغارها على الخروج من البيض، ثم تحملها في أفواهها إلى الماء تتعرض التماسيح لعمليات الصيد على نطاق واسع بهدف الحصول على جلودها التي تستعمل في صنع الأحذية والحقائب, وقد أصبحت أنواع من التماسيح مهددة بالإنقراض وقد سُنَّت القوانين في بلدان عديدة من العالم لمنع صيد التماسيح ولتفقيسها في حاضنات, وبعد أن تَخْرج الصغار من البيض يتم إطلاقها في بيئتها الطبيعية.