تحتل الحمير حيز غير قليل فى موروثاتنا الثقافية فالحمار فى التراث العربى رمز الغباء والبلادة والصوت المنكر وفى نفس الوقت رمز الصبر والتحمل والعطاءوقد تأسست فى فرنسا جمعية للحمير ضمت صفوة مثقفى وفنانى فرنسا برئاسة فرنسوا ميل كما تأسست فى مصر جمعية على شاكلتها عام 1930 كان رئيسها الفنان المبدع زكى طليمات وضمت فى عضويتها ضمن ماضمت عميد الأدب العربى طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم وسيد بدير وترأس الجمعية الآن الفنانة نادية لطفى 0وهناك جمعيات شبيهة فى سوريا ولبنان وقد تمكن كردى عراقى من الحصول على موافقة بتأسيس حزب فى العراق باسم حزب الحمير الكردستانى كما اتخذ الحزب الديمقراطى الامريكى الحمار شعارا له 0ومن الجدير بالذكر أن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر استثنى جمعية الحمير السورية من قرار حل الأحزاب والجمعيات أثناء الوحدة المصرية السورية .ولقد اثبت العلم الحديث أن الحمار حيوان زكى يتعلم ويفهم ويتحمل ظلم الإنسان 0ويكنى الحمار بابوصابر ابوزياد يقول الشاعرزياد لست أدرى من أبوه لكن الحمار ابوزيادوتكنى الحمارة (الأتان) بأم نافع وأم جحش وأم وهبويستطيع الحمار أن يسلك الطرقات التى مشى فيها ولو مرة واحدة ويتمتع بحدة السمع وهو من اقل الدواب مئونة وأكثرها معونة وأقربها مرتقى كما يقول الدميرى 0واشتهر من الحمير حمار عزير الذى أماته الله سبحانه وتعالى والحمار يعفور الذى أهداه المقوقس عظيم القبط فى مصر الى الهادى البشير محمد صلى الله عليه وسلم وحمار الحكيم الذى كتب عنه كتبه حمار الحكيم وحمارى الفليسوف وحمارى قال لى وحمارى وحزب النساء وحمارى ومؤتمر الصلح والحمير كما كتب الأستاذ عبداللطيف بدوى كتاب حمارى والكونتس دي سيجور الكاتبة الفرنسية خواطر حمار كما كتب أديبنا الساخر احمد رجب مذكرات حمار والعقاد كتب قصة أحسن حماروقد عرفت الحمير منذ أربعة آلاف سنه قبل ان تعرف الخيول بحوالى 2000 سنه 0ومن أشهر اغانى الموجة الفنية الهابطة فى مصر الآن أغنية يقول مطلعها ياريتنى كنت حمار 0أما حمار الشيخ عبدا لموجود حارس معبد الاسكندر الأكبر بالواحات الخارجة فقد دخل التاريخ من باب أخر لم تدخله الحمير ففى يوم 2مارس 1996 بينما كان الشيخ عبدالموجود يركب حماره فى طريق عودته الليلية بعد انتهاء نوبة حراسته غاصت قدما الحمار فى حفرة فهبط الشيخ عبدالموجود ليستطلع الامر فنظر فى الحفرة التى تعثر فيها حماره فرأى أشياء تبرق فى الظلام أدرك بحسه إنها منطقه أثرية فذهب الى مدير أثار الواحات البحرية يخبره بما رأى 0كان ماراه الشيخ عبدالموجود قناع ذهبى يغطى إحدى الموميات فى الوادى الذى اشتهر بعد الكشف عنه بوادى الموميات الذهبيةفقد بادر اثريوا الواحات البحرية بإجراء كشف أولى للموقع المكتشف وتأكدوا من صدق رواية الشيخ عبدالموجود واخطروا الدكتور زاهى حواس رئيس هيئة الآثار الذى اهتم بالمنطقة اهتماما خاصاوبدأت أعمال الحفائر العلمية المنظمة فى المنطقة منذ عام 1999 فتم كشف النقاب عن عدد هائل من الموميات حوالى عشرة ألاف مومياء ذهبية فى مساحة مكانية كبيرة سوف يستغرق الكشف عنها مدة تبلغ خمسون عاما تعود الى القرنين الأول والثانى الميلاديين عندما كانت مصر تحت الحكم الرومانى وتظهر الموميات استمرارية الديانة المصرية القديمة فى هذا العصر والتى طغت على المعتقدات اليونانية والرومانية وصبغتها بالصبغة المصريةوقد تم كشف 50 قطعة من العملات البرونزية قال الدكتور حواس انه يعتقد أن المصريون القدماء اعتقدوا أن الموتى يحتاجونها لدفع رسوم مرورهم الى العالم الأخرمازال وادى الموميات الذهبية فى مرحلة الكشف الذى يعبر عن مدى الثراء الذى عاشته هذه المنطقة نتيجة أرباح تجارتها فى البلح والنبيذ فكل هيكل تم الكشف عنه كان مغطى بهيكل من الجبس تم تغطيته بماء الذهبعبدالمنعــم عبدالعظــيمالاقصــر – مصــرMonemazim2007@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق