نجمة داود تعتلي بوابة معبد أبيدوس في مصر
لا ضرر تاريخيا كبيرا في إقحام النجمة السداسية على أثر فرعوني اذ تمثل شكلا هندسيا من جملة ما اقتبسه اليهود من مصر.
ميدل ايست اونلاين بقلم: عبد المنعم عبد العظيم
أبيدوس، عاصمة مصر الأولى في عصر ما قبل الأسر الأربع الأولى ومركز عبادة الاله أوزوريس حارس الحياة الأبدية وبها أقدم المعابد المصرية التي تميزت بنقوشها البارزة ومنها المعبدين العظيمين معبد سيتي الأول ومعبد رمسيس الثاني الذين تتجلى فيهما عجائب النحت والألوان.
وأقام بها ملوك العصر الطينى جباناتهم على الجبل الصخري الممتد أمام الضفة الغربية الصخرية الجميلة وكانت هيبة هذه المدينة عظيمة دائما.
تقول الأسطورة أن رأس اله الأبدية أوزوريس المقطع الأوصال مدفون بها وكان الحج الى أبيدوس جزءا هاما من الحياة الدينية في مصر القديمة يحج اليه كل عام القدماء من الشمال والجنوب اذ كانت عبادته منتشرة في جميع أرجاء مصر.
واختارها الملوك الأوائل من الأسر الفرعونية مقرا لمقابرهم وجاء ملوك الدولة الحديثة ومنهم الملك سيتي الأول الذي اقام المعبد الكبير وتبعه ابنه رمسيس الثاني الذي استكمل البناء وبنى معبدا اخر إلي الشمال من معبد أبيه وأصبح المكان يعج بالزوار لمقر أوزيريس الأبدي.
وبرع فنانو الدولة الحديثة في إخراج أجمل فنون النقش الباقية في المعابد الفرعونية وكذلك الألوان الرائعة، ولم يكتفوا بذلك بل تركوا للمؤرخين قائمة أبيدوس للملوك الذين حكموا مصر لتقول لنا كيف برع القدماء في المعرفة والتنظيم.
وتعاقبت السنون وغطت الرمال التاريخ وطوته وحمته لكن ذلك لم يدم طويلا.
جاء المنقبون بمعاولهم يفتشون وينقبون حتى يعيدوا كتابة التاريخ وكان منهم وليام بتري الذي جاء الي منطقة "ام العقاب" القريبة من المعبد وبعده تتابعت الاكتشافات ومازالت البعثات تعمل في المنطقة بالقرب من المعبد.
وأصبح للمعبد زواره ومحبوه ومنهم أم سيتي التي أقامت فترة من الزمن بالمنطقة كما زارها العديد من العلماء والزوار حيث يعتبر معبد أبيدوس قمة الفن والعمارة في عصر الرعامسة.
وبعد المعبد عن المدينة اثر في انخفاض عدد الزوار الذين يجب عليهم الالتزام بتوقيت معين للزيارة لا يزيد على الساعة والنصف بالاضافة الى عدم وجود فنادق بالمنطقة (يوجد فندق واحد غير معد للعمل بشكل جيد).
ننتقل إلي الاوزيريون الذي يقع خلف المعبد مباشرة وهو مبني من أحجار الجرانيت الضخمة ما يشكل دليلا على أن هذا المكان له مكانة وقدسية خاصة عند القدماء وكانت الاحتفالات تقام به والحجاج يقصدونه للحج حيث ساد الاعتقاد بأنه مدفن أوزيريس، لذلك حظي المكان بالتقدير والتبجيل من القائمين عليه والزوار.
وأثناء احتفالات القدماء في الأوزيريون قديما كانت الأضاحي والقرابين والفاكهة والزهور تقدم على الموائد.
والمعبد يحتاج إلى عناية خاصة لمعالجة المياه الجوفية الراكدة التي تلتهم النقوش والجدران وتحول دون زيارة المكان.
وفي هذه المياه في منتصف الأوزيريون ترعرعت أسماك القراميط لتكتمل المأساة
قديما والتهمت هذه الأسماك بعض أجزاء الاوزيريون كما تحكي الأسطورة وحديثا ترك رجال الآثار هذه الأسماك فوق مرقده ليبقي حبيس مدفنه.
ندخل المعبد مرة آخري وتحديدا الغرفة القريبة من قائمة الملوك لنشاهد على الجدران نجمة داود على أحد الأعمدة والجدران. النجمة مرسومة بلون أحمر حديث يبدوا أنها نتيجة عبث من بعض الزائرين من اليهود.
وظن الذي رسم نجمة داود على احد أعمدة المعبد انه يضع شعار إسرائيل المميز على حائط أقدم معابد مصر ليشير الى دعواتهم الزائفة ومفاهيمهم المزيفة وأوهامهم بأنهم بناة هذه المعابد التليدة رغم ان وجود اليهود زمنيا في مصر بدأ ايام الهكسوس وكانت مصر بالنسبة لهم بلدا مبهرا يعيشون في ضوئه.
ويقول فرويد الذي يعده اليهود من اكبر علمائهم ان عقدة اليهود ان مصر سبقتهم في الحضارة.
ويقول جارستانج ان العبريين الذين يسمون أنفسهم بأبناء إسرائيل لم يكن لهم رأي واثر بين القبائل التي في طريق مصر ولم يذكر لهم اسم في اثر من الآثار التاريخية قبل 1220 قبل الميلاد.
وجاء في الجزء الثاني من قاموس الكتاب المقدس انه قامت في مصر في عصور ما قبل التاريخ عدة ثقافات متنوعة من عام 5000 ق. م. تقريبا الى زمن قيام الاسرة الاولى
ويقول د. هول ان اليهودية استعارت من مصر كثيرا من الشعائر والمعبودات والوثائق العلمية.
وتؤكد شواهد التاريخ ان مصر اول من عرفت النجوم.
نجد في معبد دندرة رسم لمسارات النجوم ومدارات الأفلاك، وقبل بناء معبد دندرة بكثير نجد سقف هرم اوناس اوونيس، سقف حجرة الدفن كله مزخرفا بالنجوم رمزا الى ان السماء تظله وانه يعيش في عالم النجوم.
وقبل ملوك الأسرة الخامسة الذين كانت ديانتهم شمسية نجد سقف هرم الملك زوسر بسقارة من الأسرة الثالثة مزين بالنجوم الخماسية.
وسقف مقبرة سنفرومن الاسرة الرابعة مزين بالنجوم السداسية والنجمة السداسية نقلها اليهود فيما نقلوا عن مصر.
واختارات اسرائيل النجمة السداسية او نجمة داود شعاراً على علمها في 28 أكتوبر/تشرين الاول 1948.
ولم تأخذ الجامعة العربية في اعتبارها استخدامات النجمة السداسية وتشكيلاتها السداسية المتعددة في الزخارف والرسوم والنقوش في الجوامع والمساجد والقصور والبيوت التي أبدع المسلمون في ابتكارها وإدخالها في رسومات وتشكيلات هندسية معروفة باسم جامتريك وأرابسك (لتجنبهم التماثيل والأشخاص والحيوانات) وقامت بمنع استخدامها في الدول العربية.
ومن الطريف وجودها في بعض قاعات مبنى الجامعة العربية في القاهرة نفسها وصارت نجمة داود السداسية رمزا معروفا ومرتبطا ومحتكراً لأبناء عمنا اليهود مثل الصليب لإخواننا المسيحيين والهلال والنجمة الخماسية للمسلمين والعرب.
ويقال إن مصر وسوريا طلبتا إلى الجامعة العربية في بداية الخمسينيات إلزام المغرب باستبدال النجمة السداسية على علمها بنجمة خماسية.
ورغم ان النجمة الإسلامية السداسية ليست متداخلة مثل نجمة داود، فقد كان المسلمون يتفاءلون بها وسميت بنجمة الحظ السعيد ويعتقد أنها استخدمت في بداية العصر العباسي وانتشرت في العصر المملوكي.
بينما لا يوجد ذكر لنجمة داود في علم الآثار والتاريخ العبري والعهد القديم من الكتاب المقدس (التوراة) والكتب اليهودية المقدسة الأخرى ولا توجد اشارة عن استخدامها في زمن داود أو سليمان عليهما السلام (1010/935 ق.م.).
ولكنها استخدمت على شواهد القبور الحجرية في جنوب إيطاليا والمعابد اليهودية كتعاويذ وتمائم ضد الحسد والمرض وكانوا يعلقونها على أبواب منازلهم خلال القرن الثالث الميلادي لنفس السبب.
وهناك رأي آخر يقول أنها وضعت بالقرب من تابوت العهد القديم ولفائف موسى عليه السلام منذ عام 500 ق.م.
ورغم أن الديانة اليهودية بدأت بكليم الله موسى عليه السلام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد في مصر الفرعونية فإن نجمة داود لم تعرف في ذلك الوقت.
وقد عرفت النجمة السداسية بختم سليمان ومجن داود وتعني درعاً باللغتين العربية والعبرية ولغموض نشأتها وابتكارها واستخدامها وشكلها الهندسي السداسي الجميل نسبت إلى السحر.
ويبرر اليهود استخدامها كرمز لدولتهم أن داود عليه السلام شكلها بإدخال درعين على شكل مثلث متساوي الأضلاع ونقشها على سيفه وأن المثلث السفلي المتجه إلى أعلى (السماء) يرمز للخالق (الله/ يهوه/ الوهيم) والمثلث العلوي المتجه إلى الأسفل (الأرض) يرمز للحياة أو أطرافها وتعني أسماء الله الحسنى في الديانة اليهودية (الوهيم، أدوناي، إئيل، شاداي، اليون، يهوه وياه) أو أسماء الملائكة.
ويعتقد أنها وضعت على العلم أول مرة في مدينة براغ سنة 1354 ميلادية للدلالة على اليهود ورواية أخرى في سنة 1648م عندما ساهم اليهود في الدفاع عن براغ وكانت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية أثناء تعرضها لغزو من السويد، فطلب إمبراطور النمسا فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من المدافعين راية تحملها فقام أحد قساوسة اليسوعيين برسم حرف الدال من داود باللاتينية وتعديله كمثلث بصورة صحيحة وآخر مقلوب وادخل الحرفين ببعضهما على الراية وعرضها على الإمبراطور فوافق عليها وأعجبت الفكرة اليهود فاتخذوها رمزاً دينياً لهم وقد تكون الرواية صحيحة لأن النجمة معروفة قبل ذلك.
وطبعت النجمة على كتبهم ومطبوعاتهم في براغ وهولندا وإيطاليا في القرن الخامس عشر وانتشرت خلال القرن التاسع عشر.
وبعد مساواة اليهود خلال الثورة الفرنسية اختار أغلبهم هويتهم وشعارهم بختم سليمان أو درع داود ليكون شعاراً لديانتهم وتراثهم وتم استخدامه خلال الاضطهاد الألماني لليهود قبل وخلال الحرب العالمية الثانية بإجبار اليهود الألمان على تعليق النجمة الصفراء واليهود الآخرين خارج ألمانيا النجمة الزرقاء ولكن بعض الطوائف اليهودية حرمتها لاستخدامها من قبل الحركة الصهيونية في جرائدها ومنشوراتها في 1881 ميلادية واستخدمتها بعض الدول الأخرى مثل نيجيريا على علمها خلال الاحتلال الإنكليزي.
واستخدم الإمبراطور الأثيوبي هيلاسيلاسي والولايات المتحدة الأميركية مع النجمة الخماسية والسباعية في بعض ولايتها ووضعتها في شعارها المطبوع على عملتها النقدية فئة دولار واحد بوضع ثلاث عشرة نجمة سداسية فوق رأس النسر ويقال إنها تعني مستعمراتها وليست لها علاقة بنجمة داود والرأي الآخر إنه امتنان للمساهم الكبير والمشهور البولندي الأصل حاييم سولومون لدعمه الثورة الأميركية خلال حرب الاستقلال ضد إنكلترا وتبرعه بمبلغ يفوق ستمائة ألف دولار وعند موته كانت الحكومة الأميركية مدينة له بأربعمائة ألف دولار وهذا مبلغ ضخم في ذلك الوقت.
وقد استخدمها المتمرسون في السحر لأعمال معينة بعكس النجمة الخماسية (نجمة التاروت) المستخدمة للرؤية والاستفسار والكهانة ورغم أن داود عليه السلام لم يتعامل بالسحر وكان راعي غنم وانتصر على جالوت (قتل جليات بحجر) وعمل بالحدادة وصناعة الدروع ووهبه الله النبوة والملك والقوة، وقد تكون روحانية أو جسمانية أو علمية لتشكيل واستخدام الحديد (مذكور في القرآن الكريم وبعضها في الكتاب المقدس).
ويعتقد ايضا أن الهنود عرفوها واستخدموها مع شعاراتهم الأخرى قبل ظهور الديانة اليهودية.
ولهذا نقول لمن رسم هذه النجمة في أبيدوس "طلع نقبك على شونة" كما يقولون فالنجمة السداسية ابتكار مصري قديم اقتبسه العالم ومنهم اليهود.
ورغم ذلك أناشد هيئة الآثار بإزالتها من معبد أبيدوس للاحتفاظ بالقيمة الجمالية لمعابدنا والحرص على عدم العبث بها.
عبد المنعم عبد العظيم
الاقصـر/ مصر
monemazim2007@yahoo.com
لا ضرر تاريخيا كبيرا في إقحام النجمة السداسية على أثر فرعوني اذ تمثل شكلا هندسيا من جملة ما اقتبسه اليهود من مصر.
ميدل ايست اونلاين بقلم: عبد المنعم عبد العظيم
أبيدوس، عاصمة مصر الأولى في عصر ما قبل الأسر الأربع الأولى ومركز عبادة الاله أوزوريس حارس الحياة الأبدية وبها أقدم المعابد المصرية التي تميزت بنقوشها البارزة ومنها المعبدين العظيمين معبد سيتي الأول ومعبد رمسيس الثاني الذين تتجلى فيهما عجائب النحت والألوان.
وأقام بها ملوك العصر الطينى جباناتهم على الجبل الصخري الممتد أمام الضفة الغربية الصخرية الجميلة وكانت هيبة هذه المدينة عظيمة دائما.
تقول الأسطورة أن رأس اله الأبدية أوزوريس المقطع الأوصال مدفون بها وكان الحج الى أبيدوس جزءا هاما من الحياة الدينية في مصر القديمة يحج اليه كل عام القدماء من الشمال والجنوب اذ كانت عبادته منتشرة في جميع أرجاء مصر.
واختارها الملوك الأوائل من الأسر الفرعونية مقرا لمقابرهم وجاء ملوك الدولة الحديثة ومنهم الملك سيتي الأول الذي اقام المعبد الكبير وتبعه ابنه رمسيس الثاني الذي استكمل البناء وبنى معبدا اخر إلي الشمال من معبد أبيه وأصبح المكان يعج بالزوار لمقر أوزيريس الأبدي.
وبرع فنانو الدولة الحديثة في إخراج أجمل فنون النقش الباقية في المعابد الفرعونية وكذلك الألوان الرائعة، ولم يكتفوا بذلك بل تركوا للمؤرخين قائمة أبيدوس للملوك الذين حكموا مصر لتقول لنا كيف برع القدماء في المعرفة والتنظيم.
وتعاقبت السنون وغطت الرمال التاريخ وطوته وحمته لكن ذلك لم يدم طويلا.
جاء المنقبون بمعاولهم يفتشون وينقبون حتى يعيدوا كتابة التاريخ وكان منهم وليام بتري الذي جاء الي منطقة "ام العقاب" القريبة من المعبد وبعده تتابعت الاكتشافات ومازالت البعثات تعمل في المنطقة بالقرب من المعبد.
وأصبح للمعبد زواره ومحبوه ومنهم أم سيتي التي أقامت فترة من الزمن بالمنطقة كما زارها العديد من العلماء والزوار حيث يعتبر معبد أبيدوس قمة الفن والعمارة في عصر الرعامسة.
وبعد المعبد عن المدينة اثر في انخفاض عدد الزوار الذين يجب عليهم الالتزام بتوقيت معين للزيارة لا يزيد على الساعة والنصف بالاضافة الى عدم وجود فنادق بالمنطقة (يوجد فندق واحد غير معد للعمل بشكل جيد).
ننتقل إلي الاوزيريون الذي يقع خلف المعبد مباشرة وهو مبني من أحجار الجرانيت الضخمة ما يشكل دليلا على أن هذا المكان له مكانة وقدسية خاصة عند القدماء وكانت الاحتفالات تقام به والحجاج يقصدونه للحج حيث ساد الاعتقاد بأنه مدفن أوزيريس، لذلك حظي المكان بالتقدير والتبجيل من القائمين عليه والزوار.
وأثناء احتفالات القدماء في الأوزيريون قديما كانت الأضاحي والقرابين والفاكهة والزهور تقدم على الموائد.
والمعبد يحتاج إلى عناية خاصة لمعالجة المياه الجوفية الراكدة التي تلتهم النقوش والجدران وتحول دون زيارة المكان.
وفي هذه المياه في منتصف الأوزيريون ترعرعت أسماك القراميط لتكتمل المأساة
قديما والتهمت هذه الأسماك بعض أجزاء الاوزيريون كما تحكي الأسطورة وحديثا ترك رجال الآثار هذه الأسماك فوق مرقده ليبقي حبيس مدفنه.
ندخل المعبد مرة آخري وتحديدا الغرفة القريبة من قائمة الملوك لنشاهد على الجدران نجمة داود على أحد الأعمدة والجدران. النجمة مرسومة بلون أحمر حديث يبدوا أنها نتيجة عبث من بعض الزائرين من اليهود.
وظن الذي رسم نجمة داود على احد أعمدة المعبد انه يضع شعار إسرائيل المميز على حائط أقدم معابد مصر ليشير الى دعواتهم الزائفة ومفاهيمهم المزيفة وأوهامهم بأنهم بناة هذه المعابد التليدة رغم ان وجود اليهود زمنيا في مصر بدأ ايام الهكسوس وكانت مصر بالنسبة لهم بلدا مبهرا يعيشون في ضوئه.
ويقول فرويد الذي يعده اليهود من اكبر علمائهم ان عقدة اليهود ان مصر سبقتهم في الحضارة.
ويقول جارستانج ان العبريين الذين يسمون أنفسهم بأبناء إسرائيل لم يكن لهم رأي واثر بين القبائل التي في طريق مصر ولم يذكر لهم اسم في اثر من الآثار التاريخية قبل 1220 قبل الميلاد.
وجاء في الجزء الثاني من قاموس الكتاب المقدس انه قامت في مصر في عصور ما قبل التاريخ عدة ثقافات متنوعة من عام 5000 ق. م. تقريبا الى زمن قيام الاسرة الاولى
ويقول د. هول ان اليهودية استعارت من مصر كثيرا من الشعائر والمعبودات والوثائق العلمية.
وتؤكد شواهد التاريخ ان مصر اول من عرفت النجوم.
نجد في معبد دندرة رسم لمسارات النجوم ومدارات الأفلاك، وقبل بناء معبد دندرة بكثير نجد سقف هرم اوناس اوونيس، سقف حجرة الدفن كله مزخرفا بالنجوم رمزا الى ان السماء تظله وانه يعيش في عالم النجوم.
وقبل ملوك الأسرة الخامسة الذين كانت ديانتهم شمسية نجد سقف هرم الملك زوسر بسقارة من الأسرة الثالثة مزين بالنجوم الخماسية.
وسقف مقبرة سنفرومن الاسرة الرابعة مزين بالنجوم السداسية والنجمة السداسية نقلها اليهود فيما نقلوا عن مصر.
واختارات اسرائيل النجمة السداسية او نجمة داود شعاراً على علمها في 28 أكتوبر/تشرين الاول 1948.
ولم تأخذ الجامعة العربية في اعتبارها استخدامات النجمة السداسية وتشكيلاتها السداسية المتعددة في الزخارف والرسوم والنقوش في الجوامع والمساجد والقصور والبيوت التي أبدع المسلمون في ابتكارها وإدخالها في رسومات وتشكيلات هندسية معروفة باسم جامتريك وأرابسك (لتجنبهم التماثيل والأشخاص والحيوانات) وقامت بمنع استخدامها في الدول العربية.
ومن الطريف وجودها في بعض قاعات مبنى الجامعة العربية في القاهرة نفسها وصارت نجمة داود السداسية رمزا معروفا ومرتبطا ومحتكراً لأبناء عمنا اليهود مثل الصليب لإخواننا المسيحيين والهلال والنجمة الخماسية للمسلمين والعرب.
ويقال إن مصر وسوريا طلبتا إلى الجامعة العربية في بداية الخمسينيات إلزام المغرب باستبدال النجمة السداسية على علمها بنجمة خماسية.
ورغم ان النجمة الإسلامية السداسية ليست متداخلة مثل نجمة داود، فقد كان المسلمون يتفاءلون بها وسميت بنجمة الحظ السعيد ويعتقد أنها استخدمت في بداية العصر العباسي وانتشرت في العصر المملوكي.
بينما لا يوجد ذكر لنجمة داود في علم الآثار والتاريخ العبري والعهد القديم من الكتاب المقدس (التوراة) والكتب اليهودية المقدسة الأخرى ولا توجد اشارة عن استخدامها في زمن داود أو سليمان عليهما السلام (1010/935 ق.م.).
ولكنها استخدمت على شواهد القبور الحجرية في جنوب إيطاليا والمعابد اليهودية كتعاويذ وتمائم ضد الحسد والمرض وكانوا يعلقونها على أبواب منازلهم خلال القرن الثالث الميلادي لنفس السبب.
وهناك رأي آخر يقول أنها وضعت بالقرب من تابوت العهد القديم ولفائف موسى عليه السلام منذ عام 500 ق.م.
ورغم أن الديانة اليهودية بدأت بكليم الله موسى عليه السلام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد في مصر الفرعونية فإن نجمة داود لم تعرف في ذلك الوقت.
وقد عرفت النجمة السداسية بختم سليمان ومجن داود وتعني درعاً باللغتين العربية والعبرية ولغموض نشأتها وابتكارها واستخدامها وشكلها الهندسي السداسي الجميل نسبت إلى السحر.
ويبرر اليهود استخدامها كرمز لدولتهم أن داود عليه السلام شكلها بإدخال درعين على شكل مثلث متساوي الأضلاع ونقشها على سيفه وأن المثلث السفلي المتجه إلى أعلى (السماء) يرمز للخالق (الله/ يهوه/ الوهيم) والمثلث العلوي المتجه إلى الأسفل (الأرض) يرمز للحياة أو أطرافها وتعني أسماء الله الحسنى في الديانة اليهودية (الوهيم، أدوناي، إئيل، شاداي، اليون، يهوه وياه) أو أسماء الملائكة.
ويعتقد أنها وضعت على العلم أول مرة في مدينة براغ سنة 1354 ميلادية للدلالة على اليهود ورواية أخرى في سنة 1648م عندما ساهم اليهود في الدفاع عن براغ وكانت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية أثناء تعرضها لغزو من السويد، فطلب إمبراطور النمسا فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من المدافعين راية تحملها فقام أحد قساوسة اليسوعيين برسم حرف الدال من داود باللاتينية وتعديله كمثلث بصورة صحيحة وآخر مقلوب وادخل الحرفين ببعضهما على الراية وعرضها على الإمبراطور فوافق عليها وأعجبت الفكرة اليهود فاتخذوها رمزاً دينياً لهم وقد تكون الرواية صحيحة لأن النجمة معروفة قبل ذلك.
وطبعت النجمة على كتبهم ومطبوعاتهم في براغ وهولندا وإيطاليا في القرن الخامس عشر وانتشرت خلال القرن التاسع عشر.
وبعد مساواة اليهود خلال الثورة الفرنسية اختار أغلبهم هويتهم وشعارهم بختم سليمان أو درع داود ليكون شعاراً لديانتهم وتراثهم وتم استخدامه خلال الاضطهاد الألماني لليهود قبل وخلال الحرب العالمية الثانية بإجبار اليهود الألمان على تعليق النجمة الصفراء واليهود الآخرين خارج ألمانيا النجمة الزرقاء ولكن بعض الطوائف اليهودية حرمتها لاستخدامها من قبل الحركة الصهيونية في جرائدها ومنشوراتها في 1881 ميلادية واستخدمتها بعض الدول الأخرى مثل نيجيريا على علمها خلال الاحتلال الإنكليزي.
واستخدم الإمبراطور الأثيوبي هيلاسيلاسي والولايات المتحدة الأميركية مع النجمة الخماسية والسباعية في بعض ولايتها ووضعتها في شعارها المطبوع على عملتها النقدية فئة دولار واحد بوضع ثلاث عشرة نجمة سداسية فوق رأس النسر ويقال إنها تعني مستعمراتها وليست لها علاقة بنجمة داود والرأي الآخر إنه امتنان للمساهم الكبير والمشهور البولندي الأصل حاييم سولومون لدعمه الثورة الأميركية خلال حرب الاستقلال ضد إنكلترا وتبرعه بمبلغ يفوق ستمائة ألف دولار وعند موته كانت الحكومة الأميركية مدينة له بأربعمائة ألف دولار وهذا مبلغ ضخم في ذلك الوقت.
وقد استخدمها المتمرسون في السحر لأعمال معينة بعكس النجمة الخماسية (نجمة التاروت) المستخدمة للرؤية والاستفسار والكهانة ورغم أن داود عليه السلام لم يتعامل بالسحر وكان راعي غنم وانتصر على جالوت (قتل جليات بحجر) وعمل بالحدادة وصناعة الدروع ووهبه الله النبوة والملك والقوة، وقد تكون روحانية أو جسمانية أو علمية لتشكيل واستخدام الحديد (مذكور في القرآن الكريم وبعضها في الكتاب المقدس).
ويعتقد ايضا أن الهنود عرفوها واستخدموها مع شعاراتهم الأخرى قبل ظهور الديانة اليهودية.
ولهذا نقول لمن رسم هذه النجمة في أبيدوس "طلع نقبك على شونة" كما يقولون فالنجمة السداسية ابتكار مصري قديم اقتبسه العالم ومنهم اليهود.
ورغم ذلك أناشد هيئة الآثار بإزالتها من معبد أبيدوس للاحتفاظ بالقيمة الجمالية لمعابدنا والحرص على عدم العبث بها.
عبد المنعم عبد العظيم
الاقصـر/ مصر
monemazim2007@yahoo.com
هناك تعليق واحد:
أشكر الأستاذ عبد العظيم على هذه المقالة الثرية التى أمتعنا بها والتى تحتاج لقراءات متعددة لثرائها ولأسلوب العرض الشيق الذى امتعتنا به
إرسال تعليق